الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

 
حملة الليطاني
خريطة لبنان
اُنظــــر كـــذلك
 
سلام الجليل الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية، 1982، (سلام جليل)
مذبحة قانا الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية، 1996، (مذبحة قانا)
الحرب الأهلية اللبنانية
الجمهورية اللبنانية

الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية1978، (الليطاني)

مقدمـــة: الاجتياحات الإسرائيلية للبنان (1978، و982، و1996)

         يتمتع لبنان بأهمية إستراتيجية وجيوبوليتيكية، نتيجة لموقعه الإستراتيجي وقدراته الشاملة. فهو يقع ـ بوجه خاص ـ في أكثر المناطق قلقاً واضطراباً بمنطقة الشرق الأوسط، ويُعد طرفاً رئيسياً فيها، لا سيما أن إسرائيل، لا تزال تحتل جزءاً من الجنوب اللبناني منذ حربّي 1978، و1982. وتسعى إسرائيل، جاهدة، إلى تحجيم الدور اللبناني في المنطقة، لأن لبنان كان يمثل سوقاً للمال، ومنطقة جذب سياحي، وهذا يؤثر، بصورة مباشرة، في إسرائيل، التي تسعى إلى أن تكون هي ركيزة سوق المال والسياحة في المنطقة. ناهيك من الأطماع الإسرائيلية في المياه اللبنانية، إذ تسعى إسرائيل إلى الحصول على المزيد من المياه، لمواجهة أهدافها الطموح في التوسع السكاني والزراعي.

         وقد تأثر لبنان، نظراً إلى متاخمته كُلاً من سورية وإسرائيل بدور كل منهما فيه، بل في منطقة الشرق الأوسط.

         فسورية، في ضوء علاقتها التاريخية بلبنان، تسعى دائماً إلى توطيد علاقتها به، في كافة المجالات، السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الأمنية. فعلى سبيل المثال، عندما تصاعدت الحرب الأهلية في لبنان، تدخلت سورية، في إطار نوع من التنسيق مع لبنان، من أجل دعم الأمن اللبناني. ومن ثمّ، كان الوجود العسكري السوري في منطقة سهل البقاع. وهو أمر أزعج إسرائيل، فعملت جاهدة، بعد اجتياح عام 1982، حتى يتزامن انسحابها من لبنان مع انسحاب القوات السورية منه، ولكنها فشلت في تحقيق هذا الهدف. بل ظل هذا الارتباط بين سورية ولبنان قائماً حتى الآن، بالتحرك في إطار واحد، وربط قضية انسحاب إسرائيل من لبنان بقضية انسحابها من الجولان.

         أمّا إسرائيل، فقد حاولت دوماً، من أجل عزل لبنان عن باقي الدول العربية، وإبعاده عن قضية الصراع العربي ـ الإسرائيلي، إيجاد نظام حكم في لبنان، يرتبط بها بشكل مباشر، ويعتمد عليها اعتماداً كلياً. ولأن لبنان قوة اقتصادية منافسة لإسرائيل، خاصة في المجالّين التجاري والسياحي، سعت إسرائيل، وبشتى الوسائل، إلى إحداث خلل في التوازن داخل لبنان، بما يؤدي إلى انهيار اقتصادياته، ويفتح الطريق لمزيد من السيطرة الإسرائيلية على المنطقة. بل إن إسرائيل كانت أحد الأطراف الفاعلة في تصعيد الحرب الأهلية وإشعالها داخل لبنان، منذ عام 1975، مستغلة في ذلك التركيبة السكانية اللبنانية، المتسمة بالتعددية الطائفية والدينية.

         ومن جهة أخرى، سبَّب الوجود الفلسطيني داخل لبنان، خاصة الجناح العسكري لمنظمة التحرير الفلسطينية، تصعيد العلاقات بين لبنان وإسرائيل، وكان أحد الأسباب الرئيسية لاجتياح الأراضي اللبنانية، عام 1982، من أجل إخراج المقاومة الفلسطينية منها، وهو أمر نجحت فيه إسرائيل، واستغلته، فيما بعد، ليكون ورقة ضاغطة على القوى الفلسطينية، داخل الضفة الغربية وغزة.

         ولا شك أن الاجتياح الإسرائيلي للبنان، كشف مدى ضعف رد الفعل العربي، الناتج من الصراعات العربية، واستغلال القوى الخارجية لهذا الصراع، كما أوضح مدى التفوق الإسرائيلي، وهشاشة العلاقات العربية ـ السوفيتية، ومتانة العلاقات الإسرائيلية ـ الأمريكية، وعجز المجموعة الأوروبية ودول العالم الثالث، عن القيام بدور مستقل، مؤثر في المنطقة. كما أوضح عجز الأمم المتحدة عن تنفيذ قراراتها، سواء الصادرة عن جمعيتها العامة، أو تلك الصادرة عن مجلس الأمن الدولي. وقد استغلت إسرائيل هذا العجز في سياستها التوسعية، بمراحلها المتعاقبة، التي بدأت مجرد مشروع وطن يهودي، إلى بناء إسرائيل الكبرى، إلى أن استولت على أجزاء من جنوب لبنان، منذ عام 1978، وسيطرت على مصادر المياه المتنوعة، اللازمة لإقامة الإمبراطورية الإسرائيلية، لتمتد من النيل إلى الفرات.

         من هنا، كانت أهمية التعرف بالأطماع الإسرائيلية في لبنان، من خلال الاجتياحات الإسرائيلية، أعوام 1978، 1982، 1996.

--------------------



الصفحة التالية الصفحة الأخيرة