إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الأقمار الصناعية (أقمار الإنذار المبكر)




مركبة تحمل قمر صناعي
مركبة فضائية
أقمار صناعية مختلفة
الأهرامات
الأرض
التنبؤ بأحوال الطقس
الحرم المكي
الصاروخ الأوروبي إريان
القمر
القمر الصناعي إكسبلورر
القمر الصناعي سبوتينك

أنواع الأقمار الصناعية
مهام واستخدامات الأقمار الصناعية
منظومة الاتصال الفضائية
مدار القمر (سعودي سات-1)
مدار القمر (سعودي-1ج)
مدارات القمر الصناعي
أسباب امتلاك دول العالم الثالث للأقمار
مشروع القمر الصناعي نايل سات
مكونات القمر الصناعي
الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية
الأقمار الصناعية في نقل البيانات
الأقمار في عمليات البحث والإنقاذ
التطبيقات العسكرية
التغطية الأرضية للقمر في المدار الثابت
الفجوة التقنية بين الجيوش العربية والغربية
القمر الصناعي في العمليات الحربية
القمر الصناعي في توجيه القذائف
ثلاثة أقمار في المدار الثابت
دوافع امتلاك الوطن العربي للأقمار




موضوع البحث

المبحث الأول

مفهوم الأقمار الصناعية ونشأتها وتطورها

أولاً: مفاهيم وتعاريف

1. الفضاء الجوى والفضاء الخارجي

أ. يعرف "الفضاء الجوى"، بأنه المجال أو الوسط أو الفراغ الذي يعلو إقليم الدولة والذي تستطيع الطائرة أن تطير فيه بقوة رد فعل الهواء، وأن هذا الفضاء ينتهي عندما لا تستطيع الطائرة أن تطير بخاصية الهواء وينتهي الفضاء الجوى عند ارتفاع حوالي 282 ألف قدم، أي حوالي 86.88 كم.

ب. يعرف "الفضاء الخارجي"، بأنه المجال أو الوسط أو الفراغ الذي يعلو الفضاء الجوى والذي يبدأ من حيث انتهى ويمتد إلى ما لا نهاية.

2. علوم الفضائيات

علوم الفضاء هي مجموعة المعارف التي تستخدم في إطلاق مركبة صناعية من الأرض والتحكم في مسارها والاتصال بها ومتابعتها حتى تؤدي مهمة معينة في الفضاء الخارجي، سواء في مدار محدود، أو فيما هو أبعد من ذلك. وترتكز علوم الفضائيات على مجموعة من العلوم الأساسية (الهندسة ـ الميكانيكا ـ الفيزياء ـ الكيمياء) وبعض الموضوعات المتفرعة منها، وكذا على بعض العلوم المتخصصة مثل (علوم ميكانيكا الأجرام السماوية، وعلوم الدفع، والديناميكا الهوائية والحرارية، والحواسب وغيرها).

3. المركبات الفضائية

تتكون المركبات الفضائية من الأقمار الصناعية والمسبرات والمجسمات الفضائية غير المأهولة والمركبات المأهولة والمحطات الفضائية.

4. المدار

مسار مركبة فضائية أو جسم "جرم" سماوي أثناء دورانه حول كوكب أو أي جسم "جرم" آخر.

5. المنظومة الفضائية

تتكون المنظومة الفضائية من المكونات الرئيسة الآتية

أ. الأقمار الصناعية وما تحمله من أجهزة علمية.

ب. وسائل الحمل/ قاذفات الإطلاق.

ج. المحطات الأرضية.

د. أجهزة التحكم والتوجيه والاتصال.

6. القمر الصناعي Satellite

معظم التعريفات تقرر بأنه (منظومة متكاملة من الأجهزة المتطورة والدوائر الإلكترونية المتكاملة ICs)، في إطار المهمة المصمم من أجلها، يطلق إلى الفضاء الخارجي بواسطة صاروخ مخصص من محطات إطلاق أرضية، وعند علو محدد ينفصل عن الصاروخ ويتخذ لنفسه مداراً يدور فيه حول الأرض. (اُنظر صورة أقمار صناعية مختلفة).

ثانياً: بداية عصر الفضاء والأقمار الصناعية ومراحل تطورها

1. بداية عصر الفضاء

يجمع المعنيون بأبحاث الفضاء أن أربعة علماء كان لهم الفضل في تطوير الأبحاث التي أدت إلى اكتشاف الفضاء الخارجي وهم السوفيتي تشيكوفسكي Tsioikovisky، والأمريكي جودار Goddard، والفرنسي ازنوبلترى Esnault – Pelterie، والروماني أوبرت Oberth، بالإضافة إلى العالم الألماني جانسويند Ganswind، وكانت جل أعمالهم تتجه نحو تطوير الصواريخ التي يمكن إن تصل إلى ارتفاعات عالية وبسرعة كبيرة.

في الحرب العالمية الثانية استخدم الألمان القذائف الموجهة الشهيرة (V-1) و(V-2)، التي أطلقتها على بريطانيا بغية إجبارها على التسليم، وذلك عام 1942. وبعد الحرب طور السوفيت والأمريكان صواريخ بعيدة المدى للوصول إلى طبقات الجو العليا.

اعتمدت الولايات المتحدة الأمريكية، في بداية برنامجها الفضائي، على جهود العلماء الألمان الذين كانوا يعملون خلال الحرب في بناء صواريخ (V-2) في قاعدة بيموند الواقعة على بحر البلطيق. ونتيجة انتهاء الحرب العالمية الثانية وبناءً على التطور العام في تقنية الإلكترونيات أثر في تقنية الفضاء. ولذلك ليس من المستغرب أن يقال إن الأقمار الصناعية هي نتاج الحرب الباردة.

يقول نائب مدير العمليات في وكالة الاتصالات الدفاعية في الولايات المتحدة الأمريكية: "في بعض الأحيان قاد العسكريون عمليات البحث والتطوير، وفى أحيان أخرى توالت الصناعة زمام القيادة وأخذنا نحن العسكريين الخبرة منهم، لذلك فإن هناك تعاوناً حقيقياً بين العسكريين والصناعة".

عملت المركبات غير المأهولة ـ المج سات الفضائية ـ على دراسة كل الكواكب واستكشاف المذنبات والكويكبات. ففي عام 1959، أصبح (لونا 2) أول مجس فضائي يصل إلى القمر. وفى وقت لاحق من ذلك العام، صور (لونا 3) الجزء البعيد من القمر الذي لا يمكن رؤيته من الأرض. وكان أول إنسان يُرسل إلى الفضاء هو الطيار بالقوات الجوية السوفيتية "يورى جاجارين"، في 12 أبريل 1961، على متن السفينة الفضائية "فوستوك 1"، في رحلة استغرقت 108 دقيقة.

وفى عام 1969، كان الحدث الذي لفت أنظار العالم، عندما هبط رائد الفضاء الأمريكي "نيل أرمسترونج" بسفينة الفضاء الأمريكية (أبوللو2) على سطح القمر، ليكون أول إنسان تطأ قدمه سطح القمر، وبلغ عدد الرحلات الفضائية الأمريكية (107) رحلات منذ عام 1981، وحتى انتهت بانفجار المكوك كولومبيا عام 2003. (اُنظر جدول شخصيات مهمة في الفضاء).

2. بداية الأقمار الصناعية

في عام 1955، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي (السابق) عن خططهما لإطلاق أقمار صناعية تحمل أجهزة قياس علمية، بدءاً من يوليه 1957. وفى 4 أكتوبر 1957، نجح الروس في إطلاق أول قمر صناعي (سبوتنيك)، ويعنى "رفيق السفر" باللغة الروسية، وقد تم الإطلاق بواسطة صاروخ (R-7) السوفيتي، الذي قام بأول طيران له لمسافة 8000 كم.

القمر (سبوتنيك1) كرة معدنية بعرض 58 سم، ويزن 84 كجم، بعث بإشارات راديوية مميزة إلى جميع أنحاء العالم، وكان هذا القمر قادراً على الدوران مرة واحدة حول الأرض كل 96 دقيقة. وفى الثالث من نوفمبر 1957، أطلق (سبوتنيك 2) لدراسة تأثير الفضاء على الأحياء بوضع كلبة الإسكيمو (لايكا).

وفى 31 يناير 1958، أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية قمرها الصناعي الأول (إكسبلورر -1)، الذي اكتشف حزام الأشعة الكونية حول الأرض، ثم أطلقت قمرها الثاني (فانجارد -1) فى 17 مارس 1958. بعد ذلك توالى إطلاق الأقمار الصناعية بشكل مستمر ومتطور لأداء مهام معينة، إما بحثية، أو استكشافية، أو علمية، أو عسكرية، أو ثقافية، أو خدمية كالاتصالات. (اُنظر صورة القمر الصناعي إكسبلورر) و(صورة القمر الصناعي سبوتينك)

3. تطور الأقمار الصناعية

في السنوات الأولى من عصر الفضاء كان النجاح في ميدان الفضاء مقياساً لتفوق الأمم وريادتها في العلوم والهندسة والدفاع الوطني، ونتيجة التطور التقني المتسارع، ورغبة الدول العظمى في السيطرة على العالم وفرض الهيمنة عن طريق تطور البرامج المتعلقة بالفضاء، فنشأ ما يُعرف بسباق الفضاء وحرب النجوم، وبالتالي أدت إلى تطور الأقمار الصناعية.

ومنذ إطلاق أول قمر، عام 1957 وحتى يومنا الحاضر، شمل التطور منظومة القمر نفسه وقدراته ومكوناته الإلكترونية الدقيقة، من مستشعرات، وكاميرات رقمية فائقة الدقة، زادت من عمره الافتراضي وكفاءة عمله، كما شمل التطور عملية إطلاق القمر، إلى التطور الكبير في محطات التحكم الأرضية.

ووفقاً لهذا التطور الشامل تحقق تنفيذ أفكار العالم آرثر كلارك Arthur Clark عملياً، التي تنص على أنه (يمكن بواسطة ثلاثة أقمار صناعية متزامنة في دورانها مع الأرض حول خط الاستواء، في مدار ثابت عند ارتفاع 36000 كم عن الأرض، يفصل بين كل منها 120 درجة، فإنه يمكن تغطية كامل سطح الكرة الأرضية). وقد أُطلقت بالفعل ثلاثة أقمار صناعية (انتل سات1) فوق المحيط الأطلسي عام 1965م، ثم (انتل سات 2) فوق المحيط الباسفيكى عام 1967م، وأخيراً(انتل سات3) فوق المحيط الهادي عام 1968م.

ونتيجة لرغبة الباحثين في استكشاف المزيد عن الكواكب والنجوم ومعرفتها، والأرض وطبقاتها، وكذلك رغبات القادة العسكريين في أمور الملاحة، وتعيين المكان، أو رغبة الجمهور العالمي في تسهيل خدمات البث التليفزيوني والاتصالات الرقمية المتطورة عن طريق الأقمار التجارية، كل ذلك، أدى إلى تطورات متلاحقة في عملية تصنيع الأقمار الصناعية لتسهيل الخدمات التي يقدمها كل قمر وتطويرها.

وكان من نتائج ذلك ما يلي:

أ. إنشاء وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) عام 1958. ثم تبعتها الوكالات الفضائية العالمية الأخرى والتي تهتم بشؤون الفضاء فيما بعد.

ب. إنشاء العديد من منصات إطلاق الصواريخ التي تدفع بالأقمار الصناعية للفضاء في كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، ومن أشهرها قاعدة أريان الفرنسية.

ج. تطوير محطات التحكم الأرضية وتفعيل دورها في التحكم بالقمر وتصحيح مساره إذا انحرف.

د. بدأت الأقمار الصناعية تؤثر في الحياة اليومية مع إطلاق تلستار، عام 1962، المخصص للاتصالات حيث أرسل صوراً تليفزيونية مباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وفى عام 1965، تم إطلاق قمر اتصالات آخر الطائر المبكر (إيرلى بيرد)، أو (انتل سات).

هـ. كانت الأقمار الصناعية كلها تسبح في المدار الاستوائي ثم تطورت النظريات واكتشفت مدارات أخرى حسب طبيعة عمل القمر ومهمته.

بعد اكتشاف الأشعة تحت الحمراء أو فوق البنفسجية، واستخدامها، تطورت أقمار التجسس وأسهمت في تحديد مواقع لا ترى بالكاميرات أو أجهزة المراقبة العادية، حيث يمكن من خلال هذه الأنظمة، تحديد مواقع تحت الأرض، أو مموهة بعناية فائقة، أو حتى مراقبة مناطق معينة في جميع الظروف المناخية أو الأحوال الجوية السيئة أو انعدام الرؤية.

وبعد ذلك دخلت كل من كندا وفرنسا وبريطانيا والهند والصين عالم الفضاء بإطلاق أقمار صناعية متقدمة.

ورغم الهيمنة الأمريكية هذه الأيام، إلا أن الصين أصبحت قوة لا يستهان بها في مجال الفضاء، فهي تملك أقماراً صناعية، ومنصات إطلاق متطورة، ومحطات تحكم ذات إمكانات عالية، ولديها خطط طموحة لاستكشاف الفضاء. وفى عام 2003، أصبحت الصين ثالث دولة ترسل بنجاح إنساناً إلى الفضاء، واتبعت ذلك برحلة فضائية ثانية مأهولة في، أكتوبر 2005. (اُنظر جدول الدول الأولى في إطلاق الأقمار الصناعية).

4. المبادئ العامة التي تحكم استخدام الفضاء الخارجي الصادرة عن الأمم المتحدة

نتيجة لازدحام الفضاء بالأقمار الصناعية، فقد صدرت عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 26 نوفمبر 1974، التوصية بتسجيل الأقمار التي تطلق في الفضاء الخارجي، وتشتمل على اسم الدولة، واسم القمر، ورقم التصميم، وتاريخ الإطلاق ووقته، بالإضافة إلى المعلومات (البراميتز)، والخواص المدارية الأساسية لكل قمر مشتملة على زمن الدورة في المدار بالدقائق، وزاوية ميل المدار بالدرجات، وارتفاع المدار في أقل بعد عن الأرض (Apogee)، ومهمة القمر إذا رغبت الدولة. وتتولى مؤسسة الطيران الملكية، في فامبرا ببريطانيا، إعداد جداول بيانات أساسية عن الأقمار التي أطلقت. والمبادئ العامة التي تحكم استخدام الفضاء الخارجي كالتالي:

أ. مبدأ حرية الفضاء الخارجي والأجرام السماوية للاكتشاف والاستخدام من جانب الدول جميعاً، على أسس من المساواة واحترام القانون الدولي.

ب. مبدأ عدم خضوع الفضاء الخارجي أو الأجرام السماوية للتملك من جانب دولة معينة.

ج. مبدأ احترام الدول عند قيامها بنشاط في الفضاء الخارجي لقواعد القانون الدولي.

د. اكتشاف الفضاء الخارجي واستخدامه يحسب لمصلحة الإنسانية وفائدتها.

هـ. تقرير مسؤولية الدولة عن نشاطها في الفضاء الخارجي.

و. تقرير حقوق الدولة على الأهداف التي تطلقها في الفضاء الخارجي.

ز. تقرير مبدأ مساعدة رواد الفضاء وإعادتهم إلى دولتهم.

5. تاريخ الاستخدام العسكري للأقمار الصناعية

يتنامى الدور العسكري في نشاطات علم الفضاء، سواء في مجالات الابتكار والتصميم، أو في مجالات الاستخدام والتطبيق. وقد اكتظ الفضاء الخارجي بالأقمار الصناعية، الغربية منها والشرقية وأصبحت الأنظمة، أنظمة لصيقة بالأمن الوطني للدول، حتى لم يعد عنها غنى في جميع مجالات الحياة. وفيما يلي بدايات الاستخدام العسكري للأقمار الصناعية لأهم الدول في هذا المجال:

أ. الولايات المتحدة الأمريكية

(1) أطلق الأمريكيون القمر (Score)، في عام 1958، وكان أول قمر اتصالات عسكري، إلا أنه كان ذا قدرات محدودة في هذا المجال. ويعد القمر ساموس (Samos) أول أقمار الاستطلاع الأمريكية، الذي أطلق في أغسطس 1960، وكان متزامناً مع القمر ساموس برنامج أقمار ديسكفر Discover، ثم اعتمدت الولايات المتحدة الأمريكية على سلسلة أقمار كورونا Corona، التي أُطلق منها أكثر من 140 قمراً بين عامي (1960 - 1972)، سميت فيما بعد "أقمار كي هول" ويعد القمر كي هول -12 (KH-12) أحد أهم أقمار هذا النظام في عام 1990. وبالرغم من تطور أقمار الاستطلاع البصري إلا أنها لا تستطيع التصوير في الأجواء الغائمة أو في الليل، وهو القصور الذي كانت تعانيه جميع أقمار التصوير البصرية العسكرية والمدنية، وقد واجهت الاستخبارات الأمريكية مشكلة في الاستطلاع على الاتحاد السوفيتي، لوجود سحب كثيفة فوق الأراضي السوفيتية معظم أيام السنة ولحل هذه المشكلة لجأ العلماء إلى تطوير أقمار التصوير الراداري.

(2) اعتمدت الولايات المتحدة الأمريكية سلسلة الأقمار الرادارية لاكروس Lacrosse، حيث أطلق أولها في عام 1988. وتصور هذه الأقمار بدقة أقل من مترين، وهذه الدقة كافية لتصوير معظم الأنظمة والآليات العسكرية.

(3) وفى برنامج الإنذار المبكر أنشأت الولايات المتحدة الأمريكية، في عام 1961، نظام Midias ليكون أول نظام إنذار مبكر أمريكي عن إطلاق الصواريخ العابرة للقارات، استخدمت أقمار النظام مستشعرات تحت حمراء لمراقبة الصواريخ، وأطلقت عشرة أقمار ضمن هذه المنظومة، في الفترة من 1961 – 1964، وكان موطن ضعفها أن أجهزة الاستشعار لم تكن قادرة على التمييز بين الإشعاع المنبعث من محركات الصواريخ والإشعاع الصادر عن الشمس، وتطورات هذه الأنظمة إلى ما يعرف حالياً بنظام الإنذار المبكر لدعم الدفاع Defense Support Program Satellite Early Warning System.

(4) بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في إطلاق أقمار استطلاع الإشارات مع بداية عام 1962، التي تعمل بنظام Ferret، واستمرت في إطلاق أجيال متعاقبة منها، ولكنها محاطة بستار كثيف من السرية وجميع مصادر المعلومات غير رسمية. تلت ذلك أجيال عديدة أكثر تطوراً.

(5) ويعد برنامج أيشلون Echelon الأمريكي أهم برنامج لالتقاط الإشارات في العالم وأحدثها، وهذا البرنامج نظام آلي عالمي لاعتراض والتقاط أية اتصالات مثل: مكالمات الهاتف، والفاك سات، ورسائل البريد الإلكتروني، وأية اتصالات مبنية على الإنترنت، وإشارات الأقمار الصناعية، بشكل روتيني يومي لأغراض عسكرية ومدنية.

(6) يُطلق على شبكة الإنذار المبكر الحالية اسم "برنامج الدعم الدفاعي" Defense Support Program ، ويرمز إليها بالأحرف الأولى فقط DSP، وهى أحد عناصر قيادة الفضاء التابعة للقوات الجوية. ويتولى قيادتها سرب الإنذار الفضائي رقم 2 وقد أُطلق منها، حتى الآن 18 قمراً، وكان آخرها في 23 فبراير 1997، بواسطة الصاروخ (تيتان-4) 4 Titan، وتخدم هذه الشبكة ثلاثة مراكز عمليات أرضية ثابتة، وعدداً من المحطات المتحركة، وكانت هذه المنظومة، أثناء سنوات الحرب الباردة، تكتشف حوالي 600 عملية إطلاق لصواريخ سوفيتية وصينية سنوياً في المتوسط، وتحلق جميع أقمار هذه الشبكة في المدار الجغرافي المتزامن.

(7) في 8 نوفمبر 1996، وقعت القوات الجوية الأمريكية عقداً مع إحدى الشركات الأمريكية لإنشاء منظومة جديدة للإنذار المبكر بجميع أنواع الصواريخ البالستية (بعيدة ومتوسطة وقصيرة المدى) وتسمى المنظومة الجديدة Space Based Infra Red System ، ويرمز إليها بالأحرف الأولى فقط "SBIRS" وتشمل المنظومة خمسة أقمار، تحلق في المدار المتزامن، وقمرين يوضعان في مدار بيضاوي أقل ارتفاعاً لم تعلن أبعاده إضافة إلى 12 قمراً تحلق في مدارات قريبة من الأرض.

(8) ومن المتوقع أن يطلق القمر الأول إلى المدار المتزامن في عام 2002، وستستكمل الشبكة تباعاً بحلول عام 2004، بما في ذلك الأقمار التي ستحلق في المدار البيضاوي الأقل ارتفاعاً أما باقي الأقمار فسوف يبدأ إطلاقها إلى المدارات المنخفضة في عام 2006.

ويسمى القمر المتزامن "HIGH – SBIR" وسوف يجهز بنوعين من أجهزة الاستشعار بالأشعة تحت الحمراء أولهما يمسح نصفى الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي على مدار الساعة وعند اكتشافه اللهب المصاحب لعملية انطلاق الصاروخ المعادى يوجه الاستشعار الثاني وهو من النوع المحلق "Staring" لكي يركز رؤيته على الصاروخ المعادى بذلك يحصل على معلومات أكثر دقة وتفصيلاً في المستويين، الأفقي والرأسي وقد روعي في التصميم أن تنجز عملية التفتيش بسرعة أكبر مما هو متبع في الأقمار الحالية، وأن تكون قدرة الأجهزة على التمييز بين الصواريخ القريبة من بعضها أفضل وهذا وذاك سيضاعف من حساسية الأقمار الجديدة عشر مرات مقارنة بالأقمار الحالية، وعلى كل، فإن الأقمار الجديدة ستوفر زمن إنذار مناسباً للأسلحة المضادة للصواريخ، باختزال ما بين 10 - 20 ثانية فقط من لحظة إطلاق الصاروخ المعادي.

ب. الاتحاد السوفيتي

(1) في بداية عصر الفضاء كان الاستخدام العسكري للفضاء من أهم أولويات الاتحاد السوفيتي (السابق)، وكان هو الدافع لنشاطاتهم الفضائية، حيث تعد أقمار الاستطلاع البصري أكثر أنواع الأقمار الروسية نشاطاً، بدأ الاتحاد السوفيتي (السابق) برامجه العسكرية الفضائية، عام 1962، ولكنها أحيطت بستار من السرية استمرت إلى وقتنا الحاضر. أنشا الاتحاد السوفيتي (السابق) برامج كوزموس Cosmos للاستطلاع التصويري، في 16 مارس 1962، وبلغ مجموع ما أطلقه من الأقمار الصناعية لهذا الغرض ـ حتى عام 1979 ـ 886 قمراً.

(2) وقد اعتمد الاتحاد السوفيتي (السابق) نظاماً للإنذار المبكر ضد الصواريخ الإستراتيجية البعيدة والمتوسطة المدى، حيث يهدف النظام إلى الحماية من الصواريخ البالستية، وتستطيع شبكة أقمار هذا النظام تحديد نوع التهديد بدقة عالية جداً، بحيث إنها تميز بين التهديد الفعلي والأهداف المدنية أو الأهداف التمويهية، وكانت أولى التجارب السوفيتية لهذا النظام في عام 1972 مع القمر Oko، وبدأ العمل فعلياً في عام 1976، ولكنه لم يكتمل إلا عام 1980 عندما حوت الشبكة تسعة أقمار.\

(أ) لا تحلق أقمار شبكة أوكو oko في المدار الجغرافي المتزامن (الثابت)، على الرغم من إجراء التجارب الأولى على هذا المدار، وإنما تحلق في مدارات شديدة البيضاوية. فبينما تبعد أقرب نقط المدار عن الأرض الحضيض القمري مسافة تقل عن ثلاثة آلاف كم، فإن أبعد نقطة (الأوج) نحو 38 ألف كم، وتسمى هذه المدارات مولنيا Molniya، وتطلق الأقمار إليها بواسطة صاروخ يحمل الاسم نفسه Molniya، وهو صاروخ رباعي المراحل. ويكمل القمر oko نحو دورتين، في اليوم حول الكرة الأرضية.

(ب) ويتكون القمر oko من جسم أسطواني قطره متران وطوله متران أيضاَ، ومجموعتين من الخلايا الشمسية، ووعاء تلسكوبي الشكل يحتوي على الأجهزة والمعدات ويزن طناً وربع الطن، وتحتوى هذه الشبكة على تسعة أقمار في العادة، وقد تقل عن هذا العدد أحياناً، ولكن سرعان ما تُطلق أقمار جديدة لاستعادة كفاءتها. وخلال السنوات من 1990 حتى 1998، أطلقت روسيا ثمانية عشر قمراً من نوع oko كالآتي:

السنة

عدد الأقمار

1990

6

1991

-

1992

4

1993

3

1994

1

1995

1

1996

-

1997

2

1998

1

وفي مايو 1998م، كانت شبكة أقمار oko تحتوى على تسعة أقمار موزعة على مدارات مختلفة، وتستطيع هذه الأقمار وهى على هذه الارتفاعات اكتشاف الطائرات التي تحلق باستخدام قوة دفع إضافية، وكذا اكتشاف التفجيرات الفورية مثلها في ذلك مثل أقمار الإنذار المبكر الأمريكية.

(3) عزز الاتحاد السوفيتي (السابق)، في عام 1981، منظومة الإنذار المبكر بإضافة أقمار Prognoz، وطور الاتحاد السوفيتي (السابق) نظام فضائي لتدمير أهداف فضائية. وفى 26 أبريل 1980، أطلق أول قمر من نوع برجنوز، ثم في أبريل 1991، ولم تنجح تجارب المناورة به إلى مواقع جديدة. وفى عام 1992، أطلق قمرين من نوع برجنوز كانا من أنجح العمليات وهذا المجال.

(4) بدأ أول اختبار سوفيتي لاعتراض الأقمار الصناعية، في عام 1977، عندما أطلق القمر كوزموس (909)، بعدها بأربعة أيام تم إطلاق القمر كوزموس (910)، ويتكون البرنامج من أقمار حربية تتابع القمر المستهدف وتدمره، حيث يُوضع القمر الحربي في مدار مبدئي، ثم يغير مداره بسرعة، وخلال دورتين أو أقل يعترض القمر الهدف باستخدام الرادار، ثم يناوره مرة أخرى، ويقترب من الهدف، ثم تنفجر قنبلة تقليدية لتدمر الهدف. (اُنظر جدول نشاط الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي في مجال إطلاق الأقمار الصناعية للأغراض العسكرية).

ج. الدول الأخرى

(1) تُعد الصين ثالث دولة تصور الأرض، فقد أطلقت عدداً من أقمار التصوير التي تحمل كاميرا في كبسولة وعند انتهاء عمليات التصوير يتم إسقاط الكبسولة على الأرض واستعادة الكاميرا، أطلقت الصين (20) قمراً من نوع FSW، عبر أربعة أجيال بين عامي 1974 و2004، كما أطلقت ثلاثة أقمار استطلاع بصري من نوع ZY-2، أخرها بدقة أقل من المترين.

(2) أما الدول الأوروبية فلم تصل أقمارها العسكرية إلى مستوى الأقمار الأمريكية أو السوفيتية، حيث تملك بريطانيا سلسلة من أقمار (سكاي نت)، تقدم هذه الأقمار اتصالات عسكرية وحكومية آمنة من التشويش بين أجهزة ثابتة ومحمولة في البر والبحر.

(3) جمعت بعض الدول الأوروبية الاتصالات العسكرية والمدنية في أقمار تؤدي المهمتين، وذلك للقدرات التقنية الفضائية المتوسطة المدى لكل دولة.

(4) تشغل وكالة الفضاء الفرنسية أقمار الاستطلاع Helios، وهى شبيه بقمر الاستشعار عن بعد الفرنسي Spot، وتصل دقة صور هذا القمر إلى أقل من المتر.

(5) كما تملك كل من ألمانيا والهند واليابان أقمار استطلاع متفاوتة الدقة.