إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الأقمار الصناعية (أقمار الإنذار المبكر)




مركبة تحمل قمر صناعي
مركبة فضائية
أقمار صناعية مختلفة
الأهرامات
الأرض
التنبؤ بأحوال الطقس
الحرم المكي
الصاروخ الأوروبي إريان
القمر
القمر الصناعي إكسبلورر
القمر الصناعي سبوتينك

أنواع الأقمار الصناعية
مهام واستخدامات الأقمار الصناعية
منظومة الاتصال الفضائية
مدار القمر (سعودي سات-1)
مدار القمر (سعودي-1ج)
مدارات القمر الصناعي
أسباب امتلاك دول العالم الثالث للأقمار
مشروع القمر الصناعي نايل سات
مكونات القمر الصناعي
الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية
الأقمار الصناعية في نقل البيانات
الأقمار في عمليات البحث والإنقاذ
التطبيقات العسكرية
التغطية الأرضية للقمر في المدار الثابت
الفجوة التقنية بين الجيوش العربية والغربية
القمر الصناعي في العمليات الحربية
القمر الصناعي في توجيه القذائف
ثلاثة أقمار في المدار الثابت
دوافع امتلاك الوطن العربي للأقمار




موضوع البحث

المبحث الثالث

أنواع ومهام الأقمار الصناعية

بعد إطلاق أول قمر صناعي سنة 1957، تزايد النشاط والتفكير في التحضير لميادين جديدة في الفضاء الخارجي، تمسحها وتسيطر عليها الأقمار الصناعية وخلال العقدين التاليين لبدء عصر الفضاء ازدادت أنشطة الأقمار الصناعية في تحقيق أغراض متعددة، في المجالات السلمية والعسكرية، ووفق هذا المفهوم تنوعت الأقمار الصناعية وكثرت المهام المناطة بها.

أولاً: أنواع الأقمار الصناعية

1. أنواع الأقمار الصناعية من ناحية الغرض منها

أ. الأقمار الصناعية للقياسات العلمية

كانت مهمة دراسة بعض مكونات عناصر الكون، متعلقة بسلاسل الأنواع المبكرة من الأقمار الصناعية المحتوية على بعض الأجهزة العلمية المنقولة إلى الفضاء، وأهم تلك القياسات قياس درجة الحرارة على مختلف الارتفاعات والكثافة والضغط، وحظيت الإشعاعات في الفضاء الكبير بكثير من الاهتمام، بالإضافة إلى دراسة مكونات طبقات الغلاف الجوى والفضاء نفسه. (اُنظر شكل أنواع الأقمار الصناعية).

ومن أهم القياسات العلمية التي قامت بها الأقمار الصناعية، على سبيل المثال لا الحصر

(1) قياس شدة الأشعة

الأشعة الكونية قذائف ذرية تهبط على الأرض في صورة إشعاع مصدره الفضاء المحيط بها، وتبدو آثار هذه الأشعة واضحة فوق قمم الجبال والمرتفعات العالية، وهى تتكون من أيونات موجبة أو بروتونات، لكن تتفاوت درجات تركيزها حسب الارتفاع وتكاد تنعدم على الأرض، ولولا رحمة الله بوجود الغلاف الجوى المحيط بنا، لهلك كل يوم المئات من البشر بسبب آثارها المميتة على خلايا الجسم.

(2) تصوير شكل الأرض

تحقق بواسطة بعض الأقمار الصناعية التقاط صور مختلفة للأرض من ارتفاعات عالية ثبت منها كروية الأرض، وقد كان القمر الصناعي الأمريكي (فانجارد) أول قمر التقط صوراً مختلفة للأرض من مداره المرتفع، في مارس 1958، ويمكن اختيار معالم معينة على سطح الأرض وتصويرها بكل دقة. (اُنظر صورة الحرم المكي) و(صورة الأهرامات).

(3) دراسة طبقات الأيونوسفير

الطبقة العليا من الغلاف الجوى المحيط بالأرض تعرف بطبقة الأيونوسفير نظراً (لتأينها) بتأثير الأشعة فوق البنفسجية، ويجب دراسة تأثير طبقات الأيونوسفير على الاتصالات اللاسلكية بين الأرض والأقمار الصناعية وسفن الفضاء.

ب. الأقمار الصناعية للمراصد المدارية

إن قياس حركة وظواهر الأجرام السماوية بواسطة المراصد الفلكية أمر ليس باليسير، وقد يلاقى الكثير من المصاعب بسبب الغيوم وبعض المظاهر الطبيعية، الأمر الذي ولد فكرة أن توكل مهام الرصد إلى الأقمار الصناعية وذلك بإطلاق هذه الأقمار إلى مدارات تسمح لها بالعمل مراصد أثناء دورانها في الفضاء بدلاً من المراصد الثابتة على الأرض.

وتنقسم مهمة الرصد إلى ثلاثة أنواع هي

(1) أقمار المراصد الفلكية

تتولى الأقمار الصناعية رصد الأجرام الفلكية أثناء دورانها حول الأرض، وتؤدي مهمة المراصد الفلكية على الأرض مع فارق أنها تتحرر من التشويه الذي يصيب الصورة بسبب انكسار الضوء في الغلاف الجوى، وتتمكن الأقمار الصناعية من متابعة الأجرام الكونية بواسطة عدسات مثبتة عليها ونقل صورها إلى الأرض بوسائل إلكترونية حديثة.

(2) أقمار المراصد المدارية الشمسية

تعمل الأقمار الصناعية على رصد الظواهر الشمسية وتصويرها وقياسها من الارتفاعات العالية التي تدور فيها متحررة من التشويهات التي يحدثها الغلاف الجوى الأرضي، ونظراً لما يتركه النشاط الشمسي من أثر كبير ومهم على الظواهر الطبيعية على الأرض، فإن دراسة المدارات الشمسية ورصدها تؤدي دوراً مهماً في فهم هذه الظواهر والوقاية من مخاطرها في أحيان كثيرة، وتقوم الأقمار الصناعية بتصوير البقع الشمسية وألسنة اللهب التي تندلع من الشمس وتنفصل عنها.

ج. الأقمار الصناعية للأغراض التطبيقية السلمية

لا يختلف أحد على أن الأقمار الصناعية أهم إنجازات عصر الفضاء في مجال التطبيق، وقد أحدثت ثورة تقنية في مجالات عديدة، وقد استخدمت هذه الأقمار في الأغراض السلمية والمدنية، وهناك أقمار أخرى تقوم بمهام عسكرية دفاعية وهجومية، وأهم المجالات التطبيقية السلمية ما يلي:

(1) الأقمار الصناعية للاتصالات المدنية

أدت الأقمار الصناعية دوراً مهماً في تكبير المدى الذي تصل إليه الموجات اللاسلكية التي أصبحت قادرة على الانتقال من قارة لتصل عبر القمر الصناعي إلى عدة قارات أخرى دون الحاجة إلى محطات تقوية فيما بينها، وظهر أول استخدام لهذه الأقمار، عامي 1966 و 1967، عندما بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في تنظيم شبكة للاتصالات بالأقمار الصناعية. إن أهم ما يمكن تسجيله هنا هو نجاح الأقمار الصناعية في الوصول إلى أي مكان، وبذلك فإنها تتيح عملية الاتصال بين أي نقطتين أو أكثر على مستوى العالم، وهو ما لا يمكن أن تسمح به شبكة سلكية أو لاسلكية أخرى أرضية.

(2) البث التليفزيوني

فاقت قدرة الأقمار الصناعية في البث التليفزيوني كل تصور، إذ حملت الصور إلى الشاشات الصغيرة عبر آلاف الكيلومترات وأمكن نقلها من قارة إلى أخرى عبر الفضاء، بعد أن كان يتعذر الإرسال إلى مسافات كبيرة دون الاستعانة بمحطات تقوية وحتى هذه المحطات يكون مداها محدوداً لأن عملية التقوية لا يمكن تكرارها مرات كثيرة. ومن الطبيعي ظهور الجدوى والفاعلية من استخدام الأقمار الصناعية للتليفزيون الذي استطاع بواسطتها تغطية المناطق الوطنية والإقليمية، وقد توالت نجاحات البث التليفزيوني عبر الأقمار الصناعية بعد أول تجربة إرسال بواسطة القمر (تلستار-2)، إذ قامت بعد ذلك أقمار (سينكوم-3) بنقل البرامج التليفزيونية إبان دورة طوكيو للألعاب الأولمبية عام 1964، ووصلت اليوم تقنية الأقمار الصناعية درجة عالية، إذ تنقل الحدث لحظة وقوعه من أي منطقة في العالم إلى أي منطقة أخرى.

(3) الأقمار الصناعية لاستكشاف الموارد الطبيعية الأرضية

يمكن لهذه الأقمار الصناعية أن تميز ما فوق سطح الأرض من أراضى قاحلة أو مزروعة، ومن صخور أو منشآت ذات طبيعة خاصة، كما يمكنها التمييز بين المحاصيل وأنواعها والمصاب منها بآفات والسليم، ويمكنها أيضاً استكشاف ما في باطن الأرض من مياه أو ثروات معدنية وما في جو الأرض من تلوث، فنحن نعلم أن جميع الأشياء تبعث أشعة حرارية يسميها العلماء الأشعة تحت الحمراء، وتختلف هذه الأشعة الحرارية المنبعثة من الأشياء باختلاف طبيعتها ودرجة حرارتها.

د. أقمار الأرصاد الجوية

هذه الأقمار مزودة بآلات تصوير تليفزيونية، لتصوير التكوينات السحابية فوق مساحات شاسعة من سطح الأرض، وتستقبل هذه الصور في الأرض فتساعد على دقة التنبؤات بالأحوال الجوية، وبعض هذه الأقمار مزودة بأجهزة حساسة للأشعة تحت الحمراء لقياس كمية الحرارة التي تشعها السحب والمسطحات المائية والأجزاء اليابسة من الأرض.

هـ. الأقمار الجيودسية (علوم المساحة)

تهتم بالحسابات التطبيقية التي تتعامل مع شكل الأرض ومجال الجاذبية والمواقع الحقيقية لمواقع عديدة على سطح الأرض، ويطلق عليه أحياناً علم أبعاد الأرض. وقد أثبت هذا النظام النجاح العلمي، وأصبح إحدى الوسائل التي لابد منها لتسيير نظام المساحة ورسم الخرائط، وتظهر أهميته في حسابات خط مرور الصواريخ وأنظمة التوجيه الابتدائي للصواريخ البالستية العابرة للقارات التي تحتاج إلى خرائط دقيقة للغاية.

و. الأقمار الصناعية للأغراض العسكرية

تتنوع الأقمار الصناعية العسكرية حسب استخداماتها وأهدافها التي تتمثل في:

(1) أقمار الاستطلاع

ويطلق عليها أقمار التجسس، وتعود فكرة استغلال الأقمار الصناعية للقيام بمهام الاستطلاع إلى حادث وقع في مايو 1960، عندما تمكن السوفيت من إسقاط طائرة التجسس الأمريكية (U-2) فوق أراضى الاتحاد السوفيتي بواسطة الصواريخ الموجهة (أرض/ جو سام-2)، مما أدى إلى توقف طلعات هذه الطائرة وبذلك بدأ البحث عن بديل لهذا النوع من الطائرات يكون قادراً على التغلب على وسائل الدفاع الجوى الحديثة، وتشمل الأنواع التالية:

(أ) أقمار الاستطلاع بالتصوير

تتولى أخذ صور للمواقع الأرضية والأهداف الحيوية الهامة، وأماكن الغواصات، والسفن، والأساطيل ونقلها لمراكز الاستقبال بالقيادات.

(ب) أقمار الإنذار المبكر

تعطى إنذاراً عن إطلاق الصواريخ المعادية العابرة للقارات من وقت إطلاقها.

يحتوى قمر الإنذار البكر على تلسكوب Telescope يعمل بالأشعة تحت الحمراء، ويتميز بحساسية عالية جداً حتى إنه يستطيع اكتشاف طائرة مقاتلة قاذفة، من ارتفاع 36 ألف كم إذا كانت تطير باستخدام قوة دفع إضافية الحارق الخلفي After burner، ولهذا فإنه يحتوي على عدة آلاف من وحدات الاستشعار الحراري، ولا تزال زيادة حساسية التلسكوب أحد الأهداف المهمة، التي تعكف البحوث على تحقيقها.

ويحمل قمر الإنذار المبكر مجموعة من أجهزة الاستطلاع الإشعاعي لاكتشاف أي تفجير نووي وتحديد موقعة وشدته، أي أن القمر يُكلف أيضاً بمراقبة الالتزام باتفاقية حظر التجارب النووية والتبليغ عن أي خلل بها، وقد حدث ذلك بالفعل عندما أبلغت أقمار الإنذار السوفيتية، في أغسطس 1977، النشاط النووي لجنوب إفريقيا في صحراء كالاهارى Kalahari.

وتجهز أقمار الإنذار المبكر بعدة حواسب إلكترونية فيها من البرامج ما يمكنها من إدارة نظام العمل ذاتياً والمحافظة على الوضع الصحيح للقمر في مداره، كما توفر له القدرة على إرسال معلومات الإنذار بإطلاق الصواريخ، حتى في حالة إصابته، أو عندما يتمكن العدو من منع المحطات الأرضية من إرسال الأوامر مباشرة إلى القمر.

وتتوافر لأقمار الإنذار المبكر الحديثة قدرة معقولة على مواجهة التهديدات، تشمل نظاماً للحماية من أسلحة الليزر، التي تحاول إعماء القمر، ولذلك فقد صُمم المستوى البؤري للتلسكوب من جزئين متماثلين مع إمكانية العمل في حيزين من ترددات الأشعة تحت الحمراء، مما يساعد على مقاومة الإعاقة المعادية، وعلى السطح الخارجي للقمر أجهزة إنذار ذاتية لاكتشاف الأجسام الغريبة التي تقترب منه، وتعكف الدرا سات على زيادة قدرة أقمار الإنذار على الصمود في مواجهة التهديدات المختلفة، التي تشمل أشعة الجزئيات المحايدة، والألغام المعلقة في الفضاء، وأسلحة الموجات الدقيقة عالية القدرة، وتلك التي تعمل بالأشعة السينية، وما إلى ذلك من تهديدات. وتزود الحواسب الإلكترونية في القمر بالبرامج، التي تكفل له الهروب من هذه الأسلحة، فضلاً عن تحصين جسم القمر تحصيناً مناسباً.

وتدور أقمار الإنذار المبكر حالياً في المدار الجغرافي المتزامن على ارتفاع 35786 كم، ولهذا فهي تظل ثابتة (نسبياً) فوق البقعة نفسها من الأرض، وقد بدأ وضع أقمار الإنذار في هذا المدار في أوائل السبعينيات، أما قبل ذلك فكانت القوات الجوية الأمريكية تطلق أقمارها إلى مدارات يراوح بعدها عن الأرض بين 3000 كم أقمار ميداس MIDAS، و10000 كم أقمار فيلا Vela، وكانت هذه المدارات بيضاوية الشكل ولهذا كان بُعد القمر عن الأرض يختلف من لحظة إلى أخرى، أما أقمار الإنذار السوفيتية فكانت تحلق على ارتفاع 40000 كم.

ويُطلق قمر الإنذار المبكر إلى مداره بواسطة صاروخ أو باستخدام مكوك الفضاء، وعندما يصل إلى مداره، وباستخدام محركاته وأجهزة اتزانه "الجايرو"، يبدأ دورانه حول محوره. أما التلسكوب فإنه لا يتقيد بهذا الدوران ويظل مصوباً بصفة مستمرة نحو الأرض يمسح القطاع المحدد له، ويكرر هذه العملية مرة كل عدة ثوان، ويمكن المناورة بهذه الأقمار لمراقبة المناطق التي تدور بها صراعات إقليمية، كما حدث في حرب الخليج (1990 – 1991)، وقبل ذلك خلال الحرب بين العراق وإيران (1980 - 1988).

(ج) أقمار الاستطلاع الإلكتروني

تقوم بالاستطلاع اللاسلكي والراداري من الفضاء الخارجي لتحديد الخصائص الفنية لأجهزة الرادار.

(2) أقمار اكتشاف التفجيرات النووية في الجو وفى الفضاء

(أ) تفتيش الاختبارات النووية ومراقبتها لاكتشاف تجارب الأسلحة النووية المختلفة داخل الفضاء الجوى أو خارجه، سواء تحت الأرض أو في البحر أو في الفضاء الخارجي، وذلك في إطار السيطرة على سباق التسلح.

(ب) تسجيل الانفجارات النووية ودرجة تأثيرها على منطقة الانفجار وعلى المناطق المجاورة لها.

(3) أقمار الاتصالات

تتعدد الخدمات والتطبيقات التي تقدمها أقمار الاتصالات ومن استخداماتها الآتي:

(أ) المكالمات الهاتفية

تجمع المحطات الأرضية مكالمات المتصلين من خلال شبكة اتصالات أرضية، ثم ترسلها للقمر الذي يعيد إرسالها لمحطة أخرى تتولى توزيعها إلى المستخدمين عبر الشبكة الأرضية. تقدم أقمار انتل سات وعرب سات مثل هذه الخدمات. كما يمكن للمتصل أن يتصل بالقمر مباشرة، حيث باستطاعته أن يرسل ويستقبل من جهازه مثل خدمات أقمار الثريا وإنمار سات.

(ب) البث التليفزيوني

يعد البث التليفزيوني الفضائي أحد أهم الاستخدامات التجارية لأقمار الاتصالات، وهو مشابه للبث التليفزيوني الأرضي إلا أن البرامج التليفزيونية تبث لاسلكياً للمنازل مباشرة. فحل البث التليفزيوني الفضائي مشاكل البث الأرضي، لأن القمر في المدار الثابت يغطى ثلث الأرض، كما أنه ليست هناك عوائق بين القمر والأرض.

(ج) البث الإذاعي

تبث العديد من أقمار الاتصالات البرامج الإذاعية، إما مباشرة من القمر إلى جهاز الراديو، أو مصاحبة للبث التليفزيوني، ففي الحالة الأولى تستقبل أجهزة راديو فضائية إشارات الأقمار الرقمية، بينما تعالج أجهزة راديو فضائية إشارات الأقمار الرقمية، بينما تعالج أجهزة الاستقبال التليفزيونية في الحالة الثانية البرامج الإذاعية. ومن أشهر أقمار البث الإذاعي المباشر القمرين (Afrostar) (Asiastar) الخاصة بالنظام العالمي (World Space) . (اُنظر جدول أقمار الاتصالات الموجودة في المدار الثابت).

(د) نقل البيانات

تعمل أقمار الاتصالات الفضائية على نقل البيانات التي تتفاوت في حجمها وسرعتها، وتعد وسيلة لربط فروع الأعمال مثل البنوك والإنترنت.

(هـ) خدمات أخرى

تقدم أقمار الاتصالات خدمات متنوعة بعضها قد يعد جزءاً من الخدمات السابقة لكن لها نوعاً من الخصوصية، فأقمار الاتصالات تربط المستشفيات حول العالم لنقل صور الأشعة ونتائج التحاليل المخبرية بين المستشفيات للاستشارة أو لنقل العمليات الجراحية والمحاضرات، كما تقدم أقمار الاتصالات خدمة التعليم عن بعد ونقل الدروس والمحاضرات حول العالم، ففي الهند مثلاً تقدم الأقمار الهندية (INSAT) هذه الخدمة إلى آلاف القرى، كما أن هناك نظاماً مماثلاً في الصين.

(4) أقمار الملاحة

بعد نجاح أقمار الملاحة في تحديد المواقع، ظهرت تطبيقات عديدة لم ترد في خلد مصممي النظام، حيث بدأ الاستخدام المدني لأنظمة الملاحة الفضائية (GPS) مع بداية حرب الخليج الثانية، ثم انتشر بوتيرة متسارعة وأصبح باستطاعة أي شخص في أي مكان بالعالم وتحت أي ظروف جوية معرفة موقعه وخط الطول والعرض والارتفاع والسرعة بدقة، وكذلك تحديد الوقت بدقة شديدة، وذلك باستخدام جهاز صغير ورخيص وسهل الاستعمال. وقد تعددت استخدامات النظام في الوقت الحاضر لتشمل المساعدة في هبوط الطائرات في الأحوال الجوية السيئة، وفى سيارات النقل والركاب واستخدامات أخرى عديدة. ومن هذه الاستخدامات ما يلي:

(أ) المساحة ونظام المعلومات الجغرافي

أهم تطبيق للملاحة الفضائية يكون في نظام المعلومات الجغرافي Geographic Information System هذا النظام قاعدة بيانات لوصف مكان ما على الأرض، ففي أي مكان تُحدد أقمار الملاحة موقع هذا المكان خطى الطول والعرض والارتفاع، بينما يحدد نظام المعلومات الجغرافي ماهية هذا المكان شارع، منزل، وادي، شجرة... الخ.

(ب) المواصلات وتعقب المركبات

تمثل وسائل المواصلات البرية والبحرية أهم النشاطات المستفيدة من الملاحة الفضائية، حيث يمكن للمركبات والشاحنات والحافلات والسفن وحتى السيارات الخاصة معرفة موقعها واتجاهها وطريق الوصول إلى وجهتها، كما تستخدم أقمار الملاحة في تعقب المركبات والسفن والحاويات والقطارات.

(ج) الملاحة الجوية

تُعد أقمار الملاحة حجر الأساس في الملاحة الجوية وإدارة المجال الجوى Air Traffic Control فهي توفر إمكانات أفضل من الأنظمة الأرضية، حيث يستطيع مراقبو الطيران إرشاد الطائرات في الجو لاتخاذ مسارات طيران أقصر ولتفادى الحوادث عند الهبوط والإقلاع، كما تساعد أقمار الملاحة في إرشاد الطائرات والمروحيات إلى مكان الهبوط ويتمكن مديرو العمليات في المطارات من إرشاد الطائرات وعربات الخدمة داخل المطار بدقة، تقدم أقمار الملاحة مستوى عالياً من الأمان وتساهم في زيادة سعة المجال وتقليل زمن الرحلة وتخفيض الوقود والتكلفة خصوصاً في المطارات المزدحمة.

(د) الاستخدامات البحرية

تستفيد جميع العمليات العسكرية وأنظمة الأسلحة من أنظمة الملاحة الفضائية، فهي أنظمة الملاحة الرئيسية في الطائرات والقاذفات والدبابات والغواصات والسفن لمعرفة الموقع والاتجاه والسرعة، كما توجه الصواريخ العابرة للقارات والصواريخ الذكية إلى أهدافها بواسطة أقمار الملاحة، حيث يستقبل الصاروخ إشارات أقمار الملاحة ويحدد موقعه ويحسب المسار إلى الهدف.

(هـ) تحديد الزمن

استخدمت أقمار الملاحة في تحديد الوقت بدقة كبيرة، فيمكن ضبط ساعات العالم على ساعات الأقمار وذلك لأن أقمار الملاحة تحمل ساعات ذرية دقيقة جداً ترسل للأرض توقيتها جزءاً من إشارات القمر تضبط أجهزة الاستقبال ساعاتها من ساعة القمر، أي أن دقة الساعة هي الساعة الذرية نفسها ويمكن أن تصل الدقة في تحديد الوقت إلى خطأ لا يتجاوز 312 ناتو ثانية، وهذه الدقة في الزمن مفيدة للفلكيين وشبكات الحاسب الآلي وأنظمة الاتصالات ومحطات الإذاعة والتليفزيون والبنوك، حيث يوضع جهاز في هذه المنشآت لاستقبال إشارة أقمار الملاحة لا لتحديد الموقع بل لتحديد الزمن.

(5) أقمار الطقس

تقوم أقمار الطقس برصد الأرض والقيام بقياسات للأرض والغلاف الجوى، ويستفاد منها في توقع حالة الطقس والتحذير من أي كوارث قد تحدث في الأيام القادمة في أي مكان في العالم. ومن أمثلة تلك القياسات التي تقدمها أقمار الطقس:

(أ) مراقبة الغيوم وتحديد نوعها وارتفاعها وتيارات الهواء البارد.

(ب) مراقبة كمية بخار الماء في الغلاف الجوى وقياسها.

(ج) قياس الإشعاعات من سطح الأرض والغلاف الجوى.

(د) قياس درجة حرارة سطح الأرض والمحيطات وحركة الجليد في القطبين والثلوج الساقطة.

(هـ) مراقبة التيارات المائية في المحيطات والبحار.

(و) مراقبة الغابات والبراكين وحركة سحب الرماد المندفعة من البراكين.

(ز) قياس درجة الحرارة والضغط في طبقات الجو المختلفة وسمك كل طبقة

(ح) استقبال المعلومات من محطات جمع المعلومات البيئية والطقسية المنتشرة في اليابسة والبحار وتحويل هذه المعلومات إلى المحطة المركزية، حيث تجمع تلك المعلومات الفضائية مع القيا سات الأرضية لعناصر الطقس ويستطيع خبراء الأرصاد توقع مناخ الأيام القادمة. (اُنظر صورة التنبؤ بأحوال الطقس).

(6) أقمار البحث والإنقاذ

تأسيس نظام دولي للبحث والإنقاذ يغطى الكرة الأرضية بأسرها، يطلق عليه (Cospas Sarsat)، وترسل أقمار النظام معلوماتها إلى منظمات البحث والإنقاذ المشتركة في هذه الخدمة، كما ينسق البرنامج مع بعض المنظمات الدولية مثل هيئات الطيران وخفر السواحل والاتصالات، حيث تستقبل جميع أقمار النظام نداءات الاستغاثة من ثلاثة أنواع من الأجهزة بحرية أو جوية أو فردية، فترسل الأجهزة المحمولة في الطائرات أو السفن أو المركبات أو أفراد إشارة راديو وهى نداء الاستغاثة يستقبل أحد الأقمار التابعة لنظام البحث والإنقاذ التي تغطى منطقة الاستغاثة النداء ثم يرسل القمر النداء وإحداثيات الموقع إلى محطات تحكم أرضية التي بدورها تبلغ مراكز البحث والإنقاذ.

(7) أقمار الفلك

من أشهر أقمار الفلك تلسكوب هابل Hubble، الذي أطلق في عام 1990، وهو يلتقط الصورة ويحولها إلى بيانات رقمية ويرسلها إلى أحد أقمار الاتصالات القريبة منه في تلك الأثناء، وبدوره يرسل هذه البيانات إلى المحطة الأرضية. وتستخدم أقمار الفلك لعدة أغراض منها:

(أ) رسم خرائط للسماء.

(ب) دراسة الظواهر الكونية.

(ج) دراسة سطح كواكب المجموعة الشمسية.

(د) رسم خرائط للكواكب. (اُنظر شكل مهام واستخدامات الأقمار الصناعية).

(8) أقمار الاعتراض والتدمير

(أ) ظهرت بوادر الردع في الفضاء الخارجي عام 1967، عندما بدأ الاتحاد السوفيتي برنامج الصياد القاتل (HUNTER KILLER SATELLITES)، وهو القمر المصمم للاشتباك مع الأقمار والمركبات الفضائية الأخرى، ولم تنجح التجارب حتى عام 1976، وقد ذكرت المصادر العلمية أن التجارب السوفيتية التي أجريت أخيراً قد تُمكن فيها القمر القائم بالاعتراض من الاقتراب إلى المسافة الكافية للتدمير.

(ب) بدأ البرنامج الأمريكي متأخراً نسبياً بالمقارنة بالبرنامج السوفيتي، وتعلق الولايات المتحدة الأمريكية آمالاً كبيرة على المتنقل الفضائي الذي ينتظر إن تسند إليه مهمة مكافحة الأقمار الصناعية المعادية.