إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الأقمار الصناعية (أقمار الإنذار المبكر)




مركبة تحمل قمر صناعي
مركبة فضائية
أقمار صناعية مختلفة
الأهرامات
الأرض
التنبؤ بأحوال الطقس
الحرم المكي
الصاروخ الأوروبي إريان
القمر
القمر الصناعي إكسبلورر
القمر الصناعي سبوتينك

أنواع الأقمار الصناعية
مهام واستخدامات الأقمار الصناعية
منظومة الاتصال الفضائية
مدار القمر (سعودي سات-1)
مدار القمر (سعودي-1ج)
مدارات القمر الصناعي
أسباب امتلاك دول العالم الثالث للأقمار
مشروع القمر الصناعي نايل سات
مكونات القمر الصناعي
الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية
الأقمار الصناعية في نقل البيانات
الأقمار في عمليات البحث والإنقاذ
التطبيقات العسكرية
التغطية الأرضية للقمر في المدار الثابت
الفجوة التقنية بين الجيوش العربية والغربية
القمر الصناعي في العمليات الحربية
القمر الصناعي في توجيه القذائف
ثلاثة أقمار في المدار الثابت
دوافع امتلاك الوطن العربي للأقمار




موضوع البحث

الفصل الثاني

التقنية وتكنولوجيا الأقمار الصناعية في الحروب الحديثة

لم يعرف التاريخ البشرى تسارعاً في مضاعفة كميات المعلومات المتاحة والمستخدمة في شتى مجالات الحياة الإنسانية ونشاطاتها على نحو ما تشهده المرحلة الراهنة، وهذا ما جعل آخر تسمية أطلقت على عصرنا هي (عصر المعلوماتية)، حيث جعلت غريزة البقاء من ناحية، وغريزة السيطرة من ناحية أخرى، معظم أعمال البحث والاختراع والتطوير لخدمة النشاطات العسكرية واهتماماتها، فحتى التطبيقات المستخدمة في الحياة المدنية جاء أغلبها في سياق أبحاث ذات طبيعة عسكرية أو نتيجة لتلك الأبحاث.

إن من نتائج الحروب الحديثة، نمو استخدامات الفضاء وتزايدها والثورة العلمية والتكنولوجية فيه، التي انعكست أثارها على المجالات العسكرية، حيث وفرت الأقمار الصناعية معلومات في كافة المجالات، بالإضافة للترابط بين المستويات المختلفة السياسية والعسكرية والإستراتيجية والتعبوية والتكتيكية، كما زاد من حجم وسرعة تدفق المعلومات والبيانات التي تساعد القادة في كافة المستويات على اتخاذ القرار، وفى التوقيت المناسب باستغلال التطور في الأسلحة والذخائر، بالإضافة إلى إدارة العمليات في توقيتات متزامنة وتحت السيطرة المستمرة من خلال منظومات متكاملة للقيادة والسيطرة.

ظل التطور العسكري معتمدأ على تجارب الماضي للوصول إلى تجارب عسكرية جديدة لذلك اتسمت مرحلة التطور في الشؤون العسكرية بالتسارع في تغيير دورات الحروب، مما أدى إنتاج أسلحة وذخائر أكثر تأثيراً وفاعلية في دقة الإصابة وجسامة التأثير بالإضافة لسهولة ومرونة أعلى في الاستخدام مقارنة بأسلحة القرون الماضية.

استخدمت الأقمار الصناعية في فترة الحرب الباردة في الأغراض السلمية ولضبط التسلح بين القوتين العظميين، وجاءت حرب الخليج الثانية لتكون أول اختبار حقيقي في ظروف الصراع المسلح لآلة الفضاء الأمريكية، فكانت نموذجاً تم فيه فتح قوات ضخمة وقيادتها والسيطرة عليها وإداراتها من خلال هذه الآلة المتطورة والتي تدعمها نظم حاسبات آلية تعمل على تحليل الموقف اللحظي Real Time وتقديره، وتعرض الحلول وأولويات تنفيذها في جميع مراحل الحرب وعلى كل المستويات.

أثناء حربي الخليج الثانية والثالثة ظهر واضحاً أن الحرب أصبحت تدور بصورة مختلفة عن الحروب السابقة، وأدوات القتال تغيرت وزاد الاعتماد على الأقمار الصناعية، وظهرت أسلحة جديدة موجهة لمسافات بعيدة وبالأقمار الصناعية، كما تغير مسرح العمليات حيث اتسعت أبعاده في العمق والارتفاع وامتد على الأرض وفى الجو وفى الفضاء، وكان واضحاً أن هناك قفزة نوعية في كيفية ممارسة الحرب، ولم يستطع العراق الصمود إذ سرعان ما انهار في هزيمة سريعة من الصعب أن يقتصر تفسيرها على غياب التكافؤ، فقد خرجت إلى النور أسلحة أمريكية ومعدات استخدمت لأول مرة في القتال، مثل الحاسب الإلكتروني الذي كان بيد المقاتلين يزودهم بقدرات أكبر على الاستطلاع والرؤية والحصول على المعلومات، وقد تبين بعد حربي الخليج أن دروساً كثيرة يمكن استخلاصها من أهمها أن طبيعة الحرب قد تغيرت وأن على المحارب أن يكسب معركة المعلومات إذا أراد أن يحقق النصر.

تعدّ حرب المعلومات باستخدام الأقمار الصناعية نتاجاً فكرياً أساسه البحث عن العلاقة بين الحرب والتطور التقني في ظل التقدم الهائل والسريع في تقنية المعلومات، حيث أصبحت حرب المعلومات سلاحاً تستخدمه الأطراف المتحاربة، سواء على مستوى الدول أو المؤسسات التجارية أو غير ذلك. وقد جاء ذلك نتيجة الاعتماد المتزايد على نظم المعلومات والاتصالات الحديثة في إدارة شؤون الحياة المختلفة التجارية والتعليمية والصحية والعسكرية، وفى الوقت نفسه انتشرت أدوات حرب المعلومات انتشاراً كبيراً، وسهل استخدامها حتى أصبحت في متناول الكثيرين، مما ألحق خسائر كبيرة ببعض الأفراد أو المؤسسات أو الدول نتيجة لذلك.