إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الأقمار الصناعية (أقمار الإنذار المبكر)




مركبة تحمل قمر صناعي
مركبة فضائية
أقمار صناعية مختلفة
الأهرامات
الأرض
التنبؤ بأحوال الطقس
الحرم المكي
الصاروخ الأوروبي إريان
القمر
القمر الصناعي إكسبلورر
القمر الصناعي سبوتينك

أنواع الأقمار الصناعية
مهام واستخدامات الأقمار الصناعية
منظومة الاتصال الفضائية
مدار القمر (سعودي سات-1)
مدار القمر (سعودي-1ج)
مدارات القمر الصناعي
أسباب امتلاك دول العالم الثالث للأقمار
مشروع القمر الصناعي نايل سات
مكونات القمر الصناعي
الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية
الأقمار الصناعية في نقل البيانات
الأقمار في عمليات البحث والإنقاذ
التطبيقات العسكرية
التغطية الأرضية للقمر في المدار الثابت
الفجوة التقنية بين الجيوش العربية والغربية
القمر الصناعي في العمليات الحربية
القمر الصناعي في توجيه القذائف
ثلاثة أقمار في المدار الثابت
دوافع امتلاك الوطن العربي للأقمار




موضوع البحث

المبحث السابع

تأثير الأقمار الصناعية في الشؤون العسكرية

قبل الخوض في صياغة الاستفادة من تقنية الأقمار الصناعية لتطوير الإستراتيجية العسكرية يجب تأكيد ملاحظة أساسية، وهى أنه من الصعوبة بمكان على أي باحث، مهما بلغت مهارته العلمية والبحثية، أن يقوم بصياغة عناصر متكاملة في كافة الجوانب تتعلق بشتى مجالات الاستفادة من تلك التقنية، فالأمر ليس بالهين اليسير، ومن هنا فالأمر يجب دراسته من كافة جوانبه، لأن لكل دولة ظروفها وأوضاعها وخصوصيتها، التي تختلف بالطبع عن غيرها من الدول وبالتالي فإن تقديم هذه الفوائد قد يعتريها بعض القصور.

أولاً: مفهوم الإستراتيجية

بحث كثير من علماء اللغة عن مدلول هذا اللفظ وصلاحيته للتعبير عن الخطط أو البرامج التي تحمل هذا الاسم، مثل إستراتيجية التطوير، وإستراتيجية المواجهة أو إستراتيجية الردع، لينتهوا إلى القول بأن اللفظ المستغرب (إستراتيجية) يعني فن التعبئة والتوجيه للموارد والطاقة البشرية والمادية، بقصد تحقيق أفضل الأهداف المخططة وأنسبها والموضوعة من طرف التنظيم الذي أشرف على وضعها.

وفى بداية الستينيات من القرن الماضي، أصدر الجنرال الفرنسي "أندرى يوفر" BEAUFER ANDRE، كتابه الشهير (مدخل إلى إستراتيجية) A la strategies Introduction، الذي أضحى مرجعاً لطلاب المدارس العسكرية والإستراتيجية، قدم فيه التعريف التالي: "إنني اعتقد أن روح الإستراتيجية تكمن عند تعارض إرادتين، إنها الفن الذي يتيح ـ قبل التفكير في الوسائل ـ فهم معضلات الصراع واستيعابها. حتى يسمح باختيار التقنية المناسبة واستخدامها بأقصى فاعلية ممكنة".

1. الإستراتيجية العسكرية

هي علم وفن ونشر واستخدام القوات المسلحة للدولة، لتحقيق الأهداف السياسية العسكرية، ومن ثم تحقيق أهداف الأمن الوطني.

2. علاقة الإستراتيجية بالعلم العسكري

تمثل الإستراتيجية المركز القيادي في فن الحرب، الذي يعد فرعاً من العلم العسكري، فتتناول الإستراتيجية استخدام القوات المسلحة ووسائل الدولة المستخدمة للحرب، وهذا يعنى أن الإستراتيجية العسكرية مهمتها تجهيز أسس استخدام أفرع القوات المسلحة وتنسيق جهودها، لتحقيق الأهداف الإستراتيجية للصراع المسلح، وفى الوقت نفسه يقوم كل فرع من أفرع القوات المسلحة، مستنداً على الأسس الإستراتيجية الموحدة للقوات المسلحة، باستنباط طرق وأساليب محددة لتطبيق تلك الأسس، كلُ فيما يخصه داخل فرعه.

إن ظهور أسلحة ومعدات جديدة وتطورها، لا يؤثر فقط على فن أداة الهجوم والدفاع، ولكن تسببت في ظهور صور جديدة من أعمال القتال، كما غيرت بشكل حاد في فن القيادة والسيطرة على القوات ومجالات أخرى كثيرة لأعمال قتال القوات.

إن التطور في فن الحرب وفى تنظيم القوات يتطلب التعديل أو توفير مطالب جديدة في الأسلحة والمعدات الحربية، مما يضطر العلماء والفنيين العسكريين إلى اختراع أنواع متطورة من الأسلحة والمعدات، والعمل على تطوير وتحسين الموجود منها لتساير التطور في فن الحرب.

3. ملامح الإستراتيجية العسكرية بما يحقق مطالب الأمن الوطني العربي

أ. حماية الشرعية الدستورية والمشاركة في خطط التنمية الشاملة.

ب. حماية الوطن العربي وسلامة أراضيه ضد أي عدوان خارجي يقع أو يهدد أمنه أو سلامته.

ج. بناء القوات العسكرية في الوطن العربي وتطويرها وتنظيمها.

د. تطوير القدرات العسكرية في الوطن العربي والحفاظ على قوات مسلحة في كل دولة قادرة على تحقيق المهام المخططة في إطار (الردع ـ الدفاع ـ التعاون).

هـ. استمرار تطوير القوات المسلحة وأفرعها الرئيسة بالدول العربية وتحديثها، من خلال مراحل وأسبقيات محددة، وبما يحقق التوازن ثم التفوق الإستراتيجي مع جميع الاتجاهات المتوقعة.

و. زيادة في مجالات التعاون العسكري بين الدول العربية والصديقة، لتلبية مطالب القوات المسلحة من التسليح وقطع الغيار.

ز. الاستعانة بالخبرات العربية والأجنبية الصديقة، للارتقاء بمستويات التدريب والكفاءة القتالية.

ح. تطوير القدرات على التصنيع الحربي بالتعاون مع الخبرات العربية والأجنبية.

ط. تحديد مستويات التعاون الإستراتيجي.

ى. التأمين الإداري والفني لإدارة أي صراع محتمل.

ك. التخطيط الإستراتيجي.

ل. تنظيم القيادة والسيطرة الإستراتيجية على العمليات الحربية.

م. تنظيم النشاط التدريبي للوصول إلى مستوى الاحتراف.

ن. الدفاع عن ثروات البلاد، والشرعية الدستورية، والمقد سات الإسلامية وتأمين الجبهات الداخلية.

س. الإسهام في مسيرة التنمية الشاملة، وبما لا يؤثر على الكفاءة القتالية.

ثانياً: مقترحات تطوير الإستراتيجية العسكرية

يعد تطوير القوات المسلحة واستعدادها القتالي من المهام الإستراتيجية العليا التي توليها القيادة السياسية العسكرية الاهتمام البالغ، من منطلق امتلاك قدرات عسكرية قادرة على تأمين المصالح والأهداف الوطنية للوطن العربي.

توجيهات تطوير الإستراتيجية العسكرية

1. امتلاك قوات جوية عالية المستوى قادرة على صد أي عدوان خارجي، وقادرة على الوصول إلى أراضى الخصم وإحداث أكبر تدمير له.

2. امتلاك أسلحة الضرب من بُعد، خاصة الصواريخ البالستية والقادرة على التدخل وإحداث أكبر خسائر في العدو.

3. ضرورة التواجد في الفضاء فيما يتعلق في البُعد العسكري، وذلك بامتلاك منظومات الفضاء الذاتية التي يعتمد عليها في توفير خاصية الإنذار، والمعلومات الدقيقة والموقوتة والقادرة على توجيه أنظمة التسليح المختلفة في أفرع القوات المسلحة للدول العربية.

4. تركيز الجهود للحصول على منظومات التسليح التي تعتمد على التقنية الحديثة في مجالات إدارة النيران والقدرات التدميرية والذخائر الذكية.

5. دعم قدرات أجهزة الاستخبارات المعنية بجمع المعلومات على المستوى الإستراتيجي وتطويرها، وتطوير إمكانات المنظومة التي تعتمد عليها، خاصة التي تتعلق بالمجال الإلكتروني والفني والعمل السري.

6. تنظيم التدريبات المشتركة وتشجيعها، وبالقدر الذي يوفر لها الوقوف على أحدث منظومات التسليح المستخدمة والأساليب المختلفة في مجال العمليات والإمداد والاستخبارات، وتطبيق ما يتناسب منها لتحسين الأداء.

إن اتساع مسرح الحرب للدول العربية وما يشمله من مسارح للعمليات قد فرض قيوداً على استخدام طائرات الاستطلاع الجوى يجعل من استخدام الأقمار الصناعية في الاستطلاع ضرورة ملحة يجب أن تتضافر لها الجهود للاستفادة منها.

ثالثاً: البعد الفضائي والإستراتيجية العسكرية

نظراً للتأثير المتزايد للفضاء واستخداماته المتعددة في الحروب الحديثة بأشكالها المختلفة، فإنه من الضروري أن يكون لاستخدام البُعد الفضائي أولوية في الإستراتيجية العسكرية للدول العربية، ولذلك يجب أن تتضمن السياسة العسكرية للدول العربية سياسة فضائية للتخطيط والتنفيذ، بالاستخدام الأمثل للقوى والمصادر القومية، لاستغلال البُعد الفضائي لتحقيق الأهداف التالية

1. حماية المصالح الوطنية للدول العربية.

2. تنمية الاستثمارات الفضائية.

3. تنمية التعاون الدولي في المجالات الفضائية وتعزيزه وصولاً للاستخدام المستقل للأقمار الصناعية.

إن القوات المسلحة هي محور نشاط السياسة الدفاعية في كل دولة عربية، وهى التي تؤمن السلطة الوطنية وتحمى الحدود وتحقق سلامة إقليم الدولة، وتدعم كل مقوماتها، وذلك في إطار سياسة الدفاع عن الدولة، ويتم تحديد دور البعد الفضائي في الإستراتيجية العسكرية كالآتي

1. يعد الفضاء امتداداً لمسرح الحرب، الذي يؤثر ويتأثر به الأمن الوطني العربي.

2. إن الهدف الرئيس لاستخدام الفضاء هو ضمان تحقيق الأمن الوطني العربي، من خلال الآتي:

أ. المراقبة المستمرة للمصالح الوطنية العربية على اتساع مسرح الحرب.

ب. المتابعة المستمرة للأهداف الحيوية في مناطق الاهتمام المختلفة.

ج. اكتشاف نوايا العدو من خلال الرصد المستمر لقواته وتمركزاتها على مختلف اتجاهاته، بالإضافة لمتابعة أنشطته التدريبية.

د. منع أو تقليل استفادة العدو من الفضاء.

3. الدعم بالمعلومات لصانعي السيا سات الأخرى وأجهزة جمع المعلومات بالدولة.

4. تأمين الاتصالات ونقل المعلومات وكافة الأعمال الإلكترونية بمسرح العمليات، بالإضافة للتغلب على التضاريس.

5. التخطيط للاستفادة من الفضاء بالتعاون المشترك بين الدول العربية والدول الصديقة، وصولاً لاستخدام النظم الفضائية الخاصة.

رابعاً: دعم الأقمار الصناعية للإستراتيجية العسكرية

خلال العقدين الماضيين، ظهر تنظيم القوات المشتركة، واعتمدت الدول في تحقيق أهدافها العسكرية الوطنية على العمليات المشتركة، وبالتالي ظهرت الحاجة إلى استخدام العمليات الفضائية، وبدأت القوات بكافة أفرعها بدمج استخدامات الأقمار الصناعية ضمن استراتيجياتها العسكرية، وأظهرت القوات الجوية استخداماً فعالاً لعمليات الفضاء. والآن بدأت القوات البرية نفس النهج، لمواكبة متطلبات المعركة الحديثة، والعمل كقوة أساسية ضمن القوات المشتركة، بحيث يتم دعم ومساندة العمليات العسكرية بكافة أنواعها وأشكالها، من طريق سلسلة من الأقمار الصناعية المتخصصة لأداء مهام معينة، كالإنذار المبكر، والاستكشاف، والتجسس الإلكتروني، والملاحة، والأرصاد الجوية. (اُنظر شكل القمر الصناعي في العمليات الحربية) و(شكل القمر الصناعي في توجيه القذائف)

خامساً: الإستراتيجية العسكرية لاستخدام الأقمار الصناعية

تمثل الإستراتيجية العسكرية القمة في نظرية فن الحرب والصراع المسلح، وهى تملك طبيعة الصراع المسلح من حيث الإعداد والتحضير والتخطيط له، وإدارته بأسلوب عملي تطبيقي يعتمد على التوجيهات التي تحددها السياسة الدفاعية وارتباطها بالسياسات الأخرى، وفى هذا الإطار، وبدراسة الاستخدامات المختلفة للأقمار الصناعية، فإنه بمكن تحديد أوجه الاستفادة من الاستخدامات المختلفة للأقمار الصناعية، وذلك على النحو التالي:

1. استخدام الأقمار الصناعية في مستويات الحرب

أ. المستوى التكتيكي

على هذا المستوى من الحرب يستطيع القائد الميداني أن يحصل على صورة حية عن ميدان المعركة، وأن يتوفر له معلومات دقيقة وآنية عن الطقس وطبيعة الأرض، وبالتالي يختار الوقت والمكان الحاسمين الذي يناور فيهما القائد بقواته بكل دقة وسرعة، وبدون أي قيود تعيق من حرية الحركة، كما أنه يستطيع أن يحدد أهدافه بدقة متناهية (مسافة واتجاهاً)، ثم يختار ما يناسب لتدميرها من منظومات الأسلحة ومصادر النيران المتوفرة لديه.

ب. المستوى التعبوي

تمتد مسارح العمليات لمساحة كبيرة، وبالتالي فإن القائد التعبوي بحاجة إلى مواكبة متطلبات المعركة الحديثة من معرفة كل ما يدور حوله، سواء من العدو المواجه، أو من خلال متابعة مناطق الاهتمام الأخرى التي ربما تفاجئه بمستجدات تتطلب اليقظة والحذر وتحريك للقوات، والمناورة بها على مسافات بعيدة لا يتوقعها العدو، ومن خلال الاستفادة من منظومة الأقمار الصناعية المتخصصة يستطيع التعامل مع الخصم وتدميره.

ج. المستوى الإستراتيجي

في هذا المستوى من الحرب، نجد أن الأقمار الصناعية تكسر حاجز البُعد المكاني، وتوفر للقائد الإستراتيجي الاتصال بقواته في أي مكان في العالم والتواصل معها، والسيطرة الكاملة عليها، من خلال توفر أنظمة قيادة وسيطرة حديثة تعتمد في تأمين اتصالاتها على الأقمار الصناعية، لتعطى القائد صورة كاملة ومعلومات وافية عن العدو والأرض والطقس، ومدى تأثيره على قواته. ولتحقيق هذه الأدوار واستغلالها من قِبل القائد الميداني أياً كان مستواه، فإنه لا بد من متطلبات هامة تتمثل في توفير هذه الأنظمة ضمن التشكيلات الميدانية، ووجود تنظيم مناسب لتشغيلها وإداراتها والتدرب عليها، وفقاً لقواعد وطرق وأساليب وإجراءات تشغيلية محددة، مع ضرورة التعاون بين أفرع القوات المسلحة لتحقيق التكامل والمشاركة في الأنشطة الفضائية.

2. مجالات استخدام الأقمار الصناعية

أ. الإنذار المبكر

باستخدام أقمار الإنذار المبكر يتم اكتشاف إطلاق الصواريخ الهجومية البلاستيكية العابرة للقارات، التي يطلقها العدو، والإنذار عنها قبل وصولها إلى أهدافها، حيث يحتوى نظام الإنذار المبكر بالأقمار الصناعية على ثلاثة مكونات رئيسية، هي القمر الذي يقوم بمراقبة حيز من الأرض واكتشاف انطلاق الصواريخ، ومركز العمليات الأراضي لاستقبال البيانات من القمر وإرسال الأوامر إليه، أما العنصر الثالث فهو نظام الاتصالات الذي يربط مكونات المنظومة بعضها ببعض.

وتتلخص آلية عمل القمر في أنه عند اكتشاف الوهج المصاحب لعملية إطلاق الصواريخ من قِبل التلسكوب الموجود في قمر الإنذار، فإنه يرسل فوراً صورة الوهج إلى مركز العمليات عبر محطة التحكم الأرضية، والذي بدوره يقوم بدراسة وتحليل ومطابقة البيانات المرسلة بالمعلومات المخزونة لديه، للخروج بمعلومة ذات قيمة واضحة ومحددة عن طبيعة التهديد الجوى أو الصاروخي المعادى.

ب. الاتصالات

يمكن دعم القادة في الميدان بشبكات اتصال تكتيكية تؤمن لهم الاتصال بوحداتهم والحصول على المعلومات المتوفرة لديهم، بجانب إرسال الأوامر والتعليمات الميدانية. وأكثر ما يقلق القادة هو الإرسال المشوش غير الواضح أو المتقطع، وعادة يحدث ذلك في أشد لحظات المعركة حرجاً وديناميكية، لذلك تحاول أنظمة الاتصالات تحقيق اعتمادية عالية لجميع مكونات الشبكة مع درجة أمان عالية، وتوفر القدرة على تشفير المعلومات المرسلة ومقاومة الإعاقة، وتحديث مواقف الوحدات ألياً بغرف القيادة والسيطرة، مع إمكانية الربط بين عناصر شبكات القيادة والسيطرة المتكاملة عبر وسائل الاتصالات التقليدية، لذا فإن استخدام القائد للأقمار الصناعية الموجودة في الفضاء يوفر أفضل الطرق للاتصالات وبأدنى حد من القيود.

ومن الفوائد التي يمكن أن يحصل عليها القائد في الميدان باستخدام الفضاء، ما يلي:

(1) توفير حرية عمل لا تحدها أي قيود وخاصة قيود طبيعة الأرض أو الطقس.

(2) توفير الإمكانات العالية لمختلف الاتصالات وتغطية مساحات كبيرة.

(3) تخفيف أعباء وسائل الإسناد اللازمة لدعم أنظمة الاتصالات التقليدية.

(4) الدقة في الاتصالات بمختلف أنواعها. (اُنظر شكل منظومة الاتصال الفضائية).

ج. الاستطلاع والمراقبة وتحديد الأهداف

توفر الأقمار الصناعية للقائد مجال رؤية واضح لمنطقة العمليات، والاهتمام والتأثير بطريقة أفضل من أي وسيلة أخرى في ميدان المعركة، وبالتالي تكوين صورة واضحة ومتابعة مستمرة ومراقبة أدق لكافة أبعاد ميدان المعركة، وتعد هذه ميزة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال الأقمار الصناعية، والتي توفر للقائد أيضاً معلومات آنية عن طبيعة الأرض، وعن تحركات العدو والتعرف على طرق اقترابه وخطوط مواصلاته، ورصد كل أعماله، وبالتالي التنبؤ بنواياه لاتخاذ الإجراء المناسب والقرار الحاسم في الوقت المناسب. وبهذه الكيفية يستطيع القائد اختيار أهدافه وينظم قواته ويحدد أسلحته المناسبة لمهاجمة الأهداف المعادية ومتابعتها، إلى أن يتم تدميرها وإنجاز المهمة. وباستخدام الأقمار الصناعية يمكن تحديد مواقع تحت الأرض أو مموهة بعناية فائقة أو حتى مراقبة مناطق، رغم وجود سحب غيوم أو عواصف رملية.

د. في مجال القيادة والسيطرة

باستخدام الأقمار الصناعية يمكن ربط مراكز القيادة والسيطرة في جميع المستويات المختلفة بعضها ببعض، وفى ذات الوقت، وهو ما يطلق عليه (نظام الأنظمة)، ومن خلال هذا النظام يمكن استكشاف ما يجرى في الميدان، ومن ثم توزيع المعلومات والأوامر بأسرع وقت ممكن، وغياب هذا النظام يترتب عليه عدم إدراك القادة لحقيقة ما يجرى في أرض المعركة، وبالتالي صدور قرارات خاطئة في الزمان والمكان، ناهيك عن التأخر في توصيل المعلومات رأسياً وأفقياً على مستوى مسرح العمليات أو مسرح الحرب.

هـ. الطقس وطبيعة الأرض

تعد معلومات الطقس ومعلومات طبيعة الأرض من المعلومات الأساسية لأي قائد عسكري، لمعرفة متى وأين يستخدم قواته، وذلك من خلال معرفة تأثير عوامل الطقس وطبيعة الأرض بخصائصها العسكرية على كلاً من القوات الصديقة والقوات المعادية على حد سواء، واستغلالها لصالح القوات الصديقة. إن هذه المعلومات الهامة يمكن الحصول عليها مباشرة من الأقمار الصناعية بشكل فوري، وبالتالي تسهل على القائد اتخاذ القرار المناسب لوقت ومكان العملية. ويجب أن يؤخذ في الاعتبار مدى تأثير الطقس وطبيعة الأرض على الاتصالات وتحرك القوات. وتساهم الأقمار أيضاً بكشف نقاط الضعف والقوة لكلا الطرفين، والعمل على عدم استغلالها من قِبل العدو.

و. الملاحة وتحديد الموقع

باستخدام نظام تحديد المواقع (GPS)، فإن القائد الميداني يستطيع أن يحرك قواته بثقة إلى المنطقة التي يريدها، ويضع قواته في المكان والزمان المناسبين، لتحقيق أقصى قدرة قتالية، دون أي تأثير لعامل الوقت ليلاً أو نهاراً، وظروف الطقس السيئة، لأنه يرى بعيون أنظمة الملاحة وتحديد المكان عبر الأقمار الصناعية، والتي توفر أيضاً سلامة القوات من الرمايات الخاطئة للقوات الصديقة التي تنتج عن أخطاء في الملاحة. وقد تم الاستعانة بهذه الأقمار في توجيه صواريخ معظم الأنظمة وأعطتها دقة كبيرة في إصابة الأهداف، وفى تعزيز دور القوات الجوية في إسناد العمليات البرية، وفى عمليات إزالة الألغام، وإعادة التزود بالوقود في الجو للطائرات، والبحث والإنقاذ، وعمليات نقل البيانات بكافة أنواعها. (اُنظر شكل الأقمار الصناعية في عمليات البحث والإنقاذ) و(شكل الأقمار الصناعية في نقل البيانات).

من الاستخدامات المختلفة للأقمار الصناعية للإستراتيجية العسكرية، وللوصول إلى أقصى استفادة فيا لتطوير وتحسين التأثيرات الإيجابية من الإمكانات الحالية، ولمواجهة التأثيرات السلبية لبرنامج الفضاء الإسرايلي، يتطلب العمل على خمس محاور.

1. المحور الأول: في مجال التدريب والبحث العلمي

أ. التعاون مع الدول العربية والأجنبية  في مجال التدريب والتعليم، لتأهيل الكوادر البشرية المؤهلة للمشاركة في التصنيع، وليس فقط في التشغيل والصيانة، حيث إن التدريب والتعليم يعدّان عنصرين أساسيين في أي خطة قصيرة أو طويلة الأجل، لإيجاد تطبيقات مفيدة لتقنية الفضاء.

ب. عمل أبحاث فلكية وفضائية موسعة، ودعم الأبحاث النظرية والتطبيقية الفضائية في كافة المؤسسات العلمية والبحثية، وتحقيقا لتكامل فيما بينها.

ج. العمل على جلب العقول العربية والأجنبية واستقطابها، وفتح مجالات العمل لها في مراكز البحوث العلمية.

2. المحور الثاني: في مجال التعاون بين الدول العربية والأجنبية

أ. وضع إستراتيجيات مشتركة في مجال الاستخدام الأمثل لما تمتلكه الدول العربية من أقمار صناعية تستطيع من خلالها تحسين معطيات الأقمار الصناعية في المجالات المختلفة.

ب. التعاون مع الهيئات الفضائية العالمية، وتبادل الأبحاث معها، والحصول على الأجهزة والمعدات اللازمة، كوكالة "ناسا" الأرميكية، و"سنيز" الفرنسية، و"دفلر" الألمانية، و"إيسا" الأوروبية.

ج. الدخول في معاهدات مع دول تمتلك تقنية الأقمار الصناعية للأغراض العسكرية، للاستفادة منخبراتها وتبادل المعلومات وقت السلم والحرب.

3. المحور الثالث: في مجال عمل وتطوير القاعدة الأساسية للبرامج الفضائية

أ. إنشاء قاعدة صناعات إلكترونية متقدمة.

ب. إنشاء وكالة فضاء متخصصة.

ج. تجاوز المخاوف من الاستثمارات المالية الضخمة، لأنه يمكن القيام بالخطوات الأولية عبر برامج صغيرة غير مكلفة.

د. التركيز على تطوير القدرة المحلية للأبحاث العلمية التطبيقية والأساسية، بوصفها مكوناً أساسياً لتوظيف العلوم والتقنية في التنمية الاقتصاديةز

4. المحور الرابع: المجال المادي والمعنوي

أ. إيجاد آلية لزرع الثقة بالنفس، من أجل تشجيع التعاون الحقيقي بين الدول العربية، ومع الدول الأجنبية في حقل الأبحاث الفضائية وصناعة وامتلاك الأقمار الصناعية.

ب. استقطاع ميزانية مالية مشتركة بين الدول العربية، مناسبة لدعم الأبحاث العلمية، وإنشاء النواة الأساسية التي تبحث في المجال الفضائي.

 5. المحور الخامس: المجال العسكري

أ. تبني إستراتيجية عربية واضحة لاستخدام البُعد الفضائي لدعم الأمن الوطني العربي، من خلال تطبيقات الأقمار الصناعية للاتصالات والأقمار الصناعية واستخداماتها العسكرية.

ب. التخطيط لاستخدام التطبيقات للأقمار الصناعية في العمليات العسكرية المختلفة، مع التنسيق لاستخدام الأقمار الصناعية للاتصالات المدنية في الأنشطة العسكرية الفضائية داخل هذا الإطار.

ج. إنشاء محطات استقبال أرضية ثابتة ومتحركة وتجهيزها، في وزارات وقيادات الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة في الدول العربية، لاستقبال معلومات الأقمار الصناعية، حتى ولو كانت مبدئياً من طريق أقمار تجارية، والعمل على تفسير تلك المعلومات وتحليلها، ومن ثم تداولها على أن تصل للمستفيدين في الوقت المناسب.