إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الأقمار الصناعية (أقمار الاستشعار عن بُعد)




ملئ خزانات الوقود
ألواح الخلايا الشمسية
منصة إطلاق صاروخ
إحدى غرف تمثيل الفراغ
هيكل مركبة فضائية
مراقبة الأنهار والبحيرات
مستشعرات كهروبصرية
نقل القمر الصناعي
المحطة الأرضية للتحكم
التغيرات الجوية للكواكب
القمر لاندسات
القمر الإسرائيلي عاموس
القمر الروسي GLONASS
القمر تايكوم
القمر عربسات - 2
اختبار منظومة الاتصالات
اختبارات الهوائيات
تمييز أنواع الطائرات
تجميع أقمار الاتصالات
حركة السحب
صورة كهروبصرية ذات قدرة تحليل
صورة عالية القدرة التحليلية
صورة فضائية بمستشعرات طيفية
صاروخ إطلاق الأقمار الصناعية
صاروخ الفضاء كوزموس
عمل خرائط للمنطقة
غرفة تمثيل الفراغ
غرفة تمثيل فراغ جانبية
غرفة قياس ضغط
قمر الإنذار المبكر DSP
قمر الاتصالات DSCS
قمر الاستشعار الصيني DFH
قمر الاستشعار Spot
قمر صناعي للاستطلاع
قمر ذو مستشعر راداري

مجموعة صواريخ الإطلاق
مدار متزامن مع الشمس
مدار غير متزامن
مدار قمر صناعي متزامن
أحد مواقع الإطلاق
مخطط لمركز تحكم
إعداد الخرائط
الهيكل التنظيمي لقمر صناعي
الدراسات الإرشادية
ارتفاع وانخفاض سطح الأرض
تحديد خطوط التصدعات
تصنيف التربة وتراكيبها
تغطية كاملة للمملكة
خرائط أساس الأعمال
قواعد إطلاق الصواريخ
قاعدة بيانات جغرافية للبيئة
قاعدة بيانات جغرافية لجدة
قاعدة بيانات جغرافية ساحلية




المبحث السابع

المبحث السادس

تطور العدائيات المحتملة في مجال الأقمار الاصطناعية والفضاء

ترى إسرائيل أن الفضاء هو المجال الوحيد الذي تستطيع أن تكتسب فيه عمقاً إستراتيجياً طموحاً. يقول "شيمون بيريز"، وزير الخارجية الإسرائيلي، في كتابه (الشرق أوسط الجديد)، الذي صدر عام 1996، عندما كان رئيساً للوزراء: "على إسرائيل أن تفكر جدياً إلى أين يتجه العالم؟ ومن يفكر في حدود نهاية عام 2000 يضطر أن يفهم أن الشرق الأوسط معرض لأن يكون مغموراً بالتكنولوجيا النووية، ولا يمكن توجيه التكنولوجيا نحو الاعتدال بالوسائل السياسية، وإنما يمكن الاعتدال في استخدامها والتهديد بها، وكل من يتكلم على الأمن بمفهوم الكيلومترات والمطالب الجغرافية فقط ـ وهي اعتبارات مهمة بحد ذاتها ـ لا يفهم أن الجغرافيا سوف تُعد في المستقبل أمراً ثانوياً، مقارنة بأهمية التطور التكنولوجي في القرن القادم".

والهدف التكنولوجي لإسرائيل يركز على تطوير البنية الأساسية القومية المقامة في مجالات العلوم والاتصالات والتقنية الإلية، والصناعات كثيفة العلوم خصوصاً في مجالات البيوتكنولوجي، والميكرواليكترونيك. والذكاء الصناعي، والعقول الالكترونية، وغزو الفضاء، وأنظمة المعلومات، بما يشكل ركيزة وقاعدة للانطلاقة التكنولوجية التي ستسود بها إسرائيل المنطقة خلال القرن الحالي (من وجهة نظر إسرائيل )، وبحيث تكون مالكة لكل المعارف العلمية والتكنولوجية، التي تملكها الدول العظمى، وليست متخلفة عنها، وبما يساعد على الانطلاق أفقياً وراسياً في مجالات التنمية الشاملة، ويهيئ الشعب الإسرائيلي ليعيش في عصر متقدم تكنولوجياً وعلمياً.

ولقد صاغت إسرائيل هدفها التكنولوجي في القرن الحالي على النحو المشار إليه، وخصصت لتحقيقه الموارد المالية والبشرية والمخابراتية اللازمة، لكي تحصل على جميع أسرار التكنولوجيا المتاحة في العالم، بل والمنتظر أن تُتاح مستقبلاً، والجاري أعمال البحث والتطوير بشأنها، وإعداد الطاقات البشرية اللازمة لخوض هذا الميدان بإتباعه في مجالات العلم والتكنولوجيا، وتدعيم جهود البحث والتطوير في مؤسسات التعليم العالي والمصانع وشركات القطاع العام والخاص.

ويؤكد ذلك تصريح لإسحاق رابيين، عندما كان وزيراً للدفاع الإسرائيلي، في 11 نوفمبر 1987، مفاده: "الصناعات الأمنية لدولة إسرائيل ليست تلك المرتبطة بوزارة الدفاع، ولم تُعد المنصات الصاروخية هاجسنا، ولا زيادة حجم القوات، إنما هاجسنا هو امتلاك الدول المجاورة لمفاتيح التكنولوجيا المتقدمة".

ولذلك، تولي إسرائيل اهتماماً خاصاً بتنمية إمكانياتها وقدراتها في مجالات الأقمار الاصطناعية والفضاء باستخداماتها المختلفة، المدنية مثل (استشعار عن بُعد ـ استخدامات علمية ـ اتصالات)، أو العسكرية مثل (تجسس ـ اتصالات)، مع التركيز على الاستخدامات العسكرية بصفة خاصة، ارتباطاً باهتمامات الأمن القومي لها، واتجاه التهديدات المحتملة من دول الجوار والنطاق الحيوي لها.

فبعد حرب أكتوبر 1973، اتخذ المسؤولون الإسرائيليون قراراً قاطعاً بضرورة أن يمتلكوا قمراً اصطناعياًً أو أقماراً الاصطناعية خاصة بهم لأغراض التجسس، بحيث يعتمدون عليها، إضافة إلى المعلومات التي تزودهم بها الأقمار الأمريكية، خصوصاً أن المسؤولين الأمريكيين كانوا لا يعطون إسرائيل كل المعلومات التي تطلبها والمتعلقة بالنشاطات العربية المختلفة، بل يحجبون عنها معلومات سرية وحساسة ودقيقة تتعلق بدول عربية، أو وجبهات عربية، أو قضايا عربية، على الرغم من تحالف إسرائيل الوثيق مع الولايات المتحدة الأمريكية. ومن أجل التامين الذاتي للمعلومات وضعت إسرائيل مخططاً لبرنامج فضائي شامل.

ويقوم برنامج إسرائيل الفضائي على تطوير وإنتاج جميع العناصر الرئيسية لمنظومات الأقمار الاصطناعية المختلفة (الأقمار ـ المحطات الأرضية ـ وسائل الإطلاق)، وتتركز الجهود الرئيسية الإسرائيلية في برنامجها الفضائي على التطبيقات العسكرية، كإبراز الأهداف التي قامت على أساسها وكالة الفضاء الإسرائيلية (ISA)، والتي تأسست عام 1983، تحت إشراف وزارة العلوم والتكنولوجيا لتتولى الإشراف والتخطيط لبرنامج الفضاء الإسرائيلي.

وفيما يلي ملخص عن برنامج إسرائيل في مجال الفضاء، والمقومات المختلفة لصناعة الفضاء في إسرائيل، سواء البشرية أو البحثية أو التصنيعية. كما نعرض، أيضاً، الأنشطة الحالية والمستقبلية لإسرائيل.

أولاً: برنامج إسرائيل في مجال الفضاء

بدأت إسرائيل في الإعداد للدخول في مجال الفضاء، في منذ بداية الستينيات، بتشكيل لجنة لبحوث الفضاء، عام 1960، تحت إشراف رئيس الوزراء. وتتبع هذا اللجنة الأكاديمية الإسرائيلية للعلوم. وبدأت في وضع إطار لجمع العلماء الباحثين في مجال الفضاء، سواء من المهاجرين اليهود من الخارج، الذين تم استقطابهم إلى إسرائيل، أو من خلال العلماء اليهود في دول العالم والعاملين في مجالات الفضاء المختلفة. وعملت هذه اللجنة كجهة استشارية لتقديم الدعم الفني للحكومة، والإشراف على الأبحاث والمشروعات المتعلقة بمجالات الفضاء في الجامعات والمراكز البحثية.

كما اهتمت إسرائيل، في أوائل الستينيات، بمجال الصواريخ، ووضعت تصميمات لصواريخ دفع صغيرة من خلال مؤسسة الصناعة العسكرية، والتي تأسست في إسرائيل في الفترة نفسها، مثل مؤسسة تطوير وسائل القتال (رافائيل).

ووضعت الحكومة الإسرائيلية، من خلال اللجنة القومية لبحوث الفضاء، خطة تعليمية لتأهيل كوادر علمية في مجالات الفضاء المختلفة، وذلك بنشر علوم الفضاء في الجامعات الإسرائيلية، ومن خلال قنوات اتصال الجامعات الأمريكية. كما أرسل عدد من الكوادر الإسرائيلية إلى الولايات المتحدة الأمريكية للتأهيل، وللإعداد مع وكالة الفضاء ناسا NASA.

وفى عام 1983، أتخذت أولى الخطوات التنفيذية بتأسيس وكالة الفضاء الإسرائيلية Israel space agency (ISA)، تحت إشراف وزارة العلوم والتكنولوجيا، لتتولى الإشراف لتخطيط برامج الفضاء الإسرائيلية، وللتنسيق مع الدول المتقدمة في مجال أبحاث الفضاء، ومن خلال هذه الوكالة لبرنامج مرحلته التنفيذية. وكان الهدف الوصول إلى إمكانية إطلاق أقمار عسكرية، كوسيلة ردع جديدة تستخدمها إسرائيل. وتم الاهتمام بالعناصر الثلاثة لمنظومة الفضاء (بناء القمر ـ وسائل الإطلاق ـ المحطات الأرضية).

وفى عام 1985، وقعت اتفاقية بين وزير العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلي ووكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، لإقامة مركز لتتبع الأقمار الأمريكية الخاصة بالدراسات الجيوفيزيقية والتنبؤ بالزلازل، وذلك في منطقة بارجيرا في إسرائيل.

1. الأهداف الرئيسية لوكالة الفضاء الإسرائيلية

كان أهم الأهداف لوكالة الفضاء الإسرائيلية عند إنشائها:

أ. تهيئة الرأي العام الإسرائيلي لقبول الإنفاق الضخم في مجال الفضاء، كأحد أهم أفرع العلوم في هذا العصر، وكعنصر تفوق لها في المنطقة.

ب. التخطيط وإجراء الاختبارات العلمية ، ومتابعة التطور في هذه المشاريع ، وتطويعها لخدمة الأبحاث الجوية.

ج. العمل على تطوير البرامج لخلق مصادر التمويل الذاتية لها.

2. مقومات صناعة الفضاء في إسرائيل

يقوم برنامج الفضاء الإسرائيلي، مثل أي برنامج فضائي أخر، على المقومات الأساسية، مثل التعاون الدولي، وتدعيم البحث العلمي، وتدعيم البنية الأساسية التصنيعية، والكوادر، والتمويل.

أ. التعاون الدولي مع الدول المتقدمة

انتهجت إسرائيل، منذ بدء برنامجها الفضاء، مخططاً شاملاً للاستفادة من الخبرات المختلفة في مجال الأقمار الاصطناعية والفضاء مع دول كثيرة، مثل فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، والولايات المتحدة الأمريكية. وتتلخص أهم صور التعاون الدولي الإسرائيلي في هذا المجال في الآتي:

(1) التعاون مع ألمانيا لتصنيع قمر الاتصالات (عاموس – 1)، وفى مجال بحوث الوقود الصاروخي.

(2) التعاون مع فرنسا لإطلاق قمر الاتصالات (عاموس – 1) بالصاروخ الفرنسى (أريان – 4)، عام 1996.

(3) التعاون مع روسيا لإطلاق قمر للأغراض العلمية (جروين/ تخسات–1)، من قاعدة (باكونور) بكازاخستان، بالصاروخ الروسي (ستارت)، عام 1995 ، وقد فشلت عملية الإطلاق.

(4) التعاون مع روسيا لإطلاق قمر للأغراض العلمية (جروين/ تخسات-2)، بالصاروخ الروسي (زينت)، عام 1998.

(5) التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في مجال أقمار الاستشعار عن بُعد عالية القدرة التحليلية الأرضية، لإنتاج سلسلة أقمار (EROS)، من خلال شركة (Image-Sat)، الأمريكية/ الإسرائيلية، حيث أطلق أول قمر (EROS-1) عام 2000، بالتعاون مع روسيا.

(6) التعاون مع فرنسا وألمانيا لإنتاج المحطات الأرضية، مثل المحطة الأرضية لاستقبال الصور الفضائية لاستقبال صور الأقمار التجارية، ومنها القمر الفرنسي (Spot)، ذو قدرة التحليل الأرضية 10 - 20 م، والتي بدأت عملها 1990.

(7) التعاون مع إيطاليا في مجال محركات الدفع الصاروخي.

(8) الاتفاق بين كل من الحكومة الإسرائيلية والحكومة الروسية، عام 1992، على مشاركة بعض رواد الفضاء الإسرائيليين في تنفيذ مهام على المحطة الفضائية الروسية (MIR) في بداية عام 1993. ومن المعروف أن المحطة الفضائية (MIR) أطلقت في فبراير 1986، وأن عدداً من الدول أرسلت رواد فضاء إليها، لإجراء تجارب في الفضاء.

(9) الاتفاق بين المجر وإسرائيل، عام 1995، على تصنيع إسرائيل قمراً للاتصالات لصالح المجر بتقنية القمر عاموس نفسها، مع تأجير المجر لقنوات من القمر الإسرائيلي عاموس.

(10) الاتفاق بين وكالة الفضاء الإسرائيلية (ISA) ووكالة الفضاء الألمانية (DARA)، عام 1996، على إنتاج شركة (ELOP) الإسرائيلية نظام الاستشعار الخاص بالقمر الصناعي الألماني (ديفيد)، للعمل على ارتفاع 600 كم، بواسطة الصاروخ الإسرائيلي (Next)، والقمر من نوع ميكروستالايت، ومشابه في تصميمه للقمر الإسرائيلي (جروين تخسات-1)، الذي تكلف 3.5 مليون دولار.

(11) الاتفاق بين مؤسسة (IAI) الإسرائيلية وشركة (Imagesat) الأمريكية، عام 1996، على تصنيع وإطلاق سلسلة من الأقمار عالية القدرة التحليلية، والتسويق التجاري لصور هذه الأقمار.

(12) يُعقد في إسرائيل، سنوياً، المؤتمر السنوي لعلوم الفضاء، ويحضره علماء من دول العالم المتقدمة في هذا المجال، وفيه تتبادل الخبرات والآراء حول العديد من الموضوعات المتعلقة بعلوم الفضاء وتطبيقاتها.

(13) سعت إسرائيل مؤخراً للاشتراك مع روسيا ودول عديدة أخرى، في مشروع استكشاف المريخ، وذلك بعمل أجهزة إلكترونية دقيقة تُستخدم في مركبة الفضاء الروسية.

(14) التعاون الإستراتيجي مع الولايات المتحدة. فقد أبرمت إسرائيل اتفاقية للتعاون الإستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية، أثناء زيادة رئيس وزراءها إلى الولايات المتحدة، في 28 أبريل 1996. وتشمل هذه الاتفاقية بنداً يتيح لإسرائيل الاستفادة من شبكة الإنذار الأمريكية بالأقمار الاصطناعية للإنذار ضد الصواريخ البالسيتية، وهو ما يمكن أن يتحقق من خلال إقامة محطة استقبال مباشرة أو غير مباشرة، للاستقبال من هذه الأقمار في إسرائيل، وربطها بشبكة الإنذار الإسرائيلية.

ب. دعم البحث العلمي

يتوافر لدي إسرائيل عدد كبير من المعاهد العلمية والجامعات والمراكز البحثية، التي تُعد من عوامل الدعم الأساسي لتوفير التكنولوجيا المتقدمة، من خلال الأبحاث النظرية والتطبيقات العملية. وتوفر الحكومة الدعم المادي لهذه المركز، وتعمل على إنشاء تجمعات صناعية بالقرب من مراكز البحث العلمي، لتحقيق أقصى استفادة من أنشطة هذه المراكز. وأهم الجامعات والمعاهد العلمية المشتركة في أنشطة بحوث الفضاء هي:

(1) جامعة تل أبيب، ويوجد بها

(أ) قسم الجيوفيزياء وعلوم الكواكب.

(ب) مدرسة الفيزياء والفلك، والتي تجري أبحاثاً في مجال النجوم والمذنبات، وبلازما الكون، وفيزياء الشمس، والفيزياء الفلكية لأشعة (جاما)، وإشعاعات النجوم والمجرات وعلم الكونيات.

(ج) مركز تكنولوجيا التحليل والتنبؤ (ICTAF)، والذي أُنشئ به قسم الفضاء والاستشعار عن بعد، في عام 1984، ويتبنى أنشطة الاستشعار عن بُعد المختلفة.

(2) معهد التخنيون للتكنولوجيا، ويوجد به

(أ) معهد (أشير) لعلوم الفضاء، ويجري به العديد من الأبحاث عن ديناميكية الأقمار الاصطناعية والتحكم الأمثل في الأقمار والمناورة بها، وكذا تطوير وبناء مستشعرات وتلسكوبات أشعة (X)، وتحليل صور المريخ، وبرنامج الأقمار (جروين ـ تخسات). كما يدرس المعهد ميكانيكا المدارات والوقود الصاروخي الصلب، والمعجلات الكونية (Cosmic accelerator)، إضافة إلى الدراسات المتعلقة بأداء محركات الدفع في الجاذبية الأرضية المنخفضة.

(ب) كلية هندسة الفضاء، التي تجري الأبحاث في مجال الاستخدام الأمثل للوقود الصاروخي عالي الطاقة، لتحسين أداء صواريخ الإطلاق، واحتراق مراحل الدفع الصاروخي في الفضاء.

(3) الجامعة العبرية

ومن أهم معاهدها معهد (راكا) للفيزياء، وفيه يعمل فريق فيزياء الفضاء والجاذبية أبحاثاً عن علم الكونيات، وفيزياء المجرات، والجاذبية الأرضية، والسرعات العالية في الفضاء.

(4) معهد وايزمان للعلوم

ومن أهم أقسامه قسم الرياضيات التطبيقية وعلوم الكمبيوتر، وقسم الفيزياء النووية.

(5) جامعة بن جوريون

وتجري بحوثاً في مجالات الفيزياء، وبلازما الفضاء، وكثافة فيض الرياح الشمسية، والتغير في الرياح الشمسية وطاقة الرياح الشمسية.

ج. دعم البنية الأساسية التصنيعية

تشارك معظم الشركات الإسرائيلية، خاصة التي تنتج معدات عسكرية في أبحاث الفضاء، وفي مقدمتها مؤسسة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI) المسؤولة عن برنامج الفضاء، كما تشترك شركات أخرى عديدة، في تصنيع مكونات الأقمار الاصطناعية، ومعدات التحكم اللاسلكية، والتكنولوجيات المتعددة المتعلقة بمجال الفضاء، وأبرز الشركات الإسرائيلية العاملة في مجال الفضاء هي

(1) شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)

وتشترك مع العديد من الشركات العاملة في مجال الفضاء، مثل TAMAM، MLM،  MBT، ELTA، وتقوم بإعداد مشروع لمحرك دفع للارتفاعات العالية، لديه القدرة على حمل قمر يزن 2.1 طن إلى المدار الأرضي الثابت 36000 كم.

(2) شركة (MBT)

أعدت مجموعة الأقمار (أفق)، وهي متخصصة في التكنولوجيات الدقيقة الخاصة بالفضاء، وتقوم بعمل مراكز التحكم ومولدات الطاقة والكمبيوتر المستخدمة في البرنامج، فضلاً عن محطات الاستقبال الأرضية ومراقبة الجودة ونظم الاتصالات.وتشترك مع (IAI) في تصنيع سلسة أقمار الاتصالات (عاموس).

(3) شركة (ELTA) للصناعات الالكترونية

هي إحدى الشركات المملوكة للصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، وتعمل الشركة على تصميم وتصنيع الأجهزة الالكترونية، وتُعد مركزاً متخصصاً في مجال الأقمار الاصطناعية ونظم تقنيات الفضاء المختلفة.

(4) شركة (TAMAM) لإنتاج الأجهزة البصرية والمستشعرات

تنتج الشركة المستشعرات ونظم الملاحة والنظم الكهروبصرية، واشتركت مع (IAI) و(MBT) في إنتاج قمر الاتصالات (عاموس).

(5) شركة (TADIRAN) لأجهزة الاتصالات

تُعد من أكبر شركات الالكترونيات في إسرائيل، وتصنع أجهزة الاتصالات التي تعطي حيز تردد من 2 ميجاهرتز (HF)) إلى (18) جيجا هرتز (KU- Band)، ونظم الاتصالات الرقمية وغير الرقمية.

(6) شركة (ELISRA) المحدودة للنظم الالكترونية

وهي شركة متخصصة في إنتاج نظم الميكروويف والتكنولوجيا الرقمية، وتنتج المعدات والمكونات الالكترونية والهوائيات وأجهزة الاستقبال والمعالجات.

(7) شركة (ELOP) للأجهزة الكهروبصرية

وتُعد أكبر شركة تعمل في مجال الأجهزة الكهروبصرية.

(8) شركة (ROTEM) المحدودة للصناعات

وهي شركة متخصصة في المحاكاة الفضائية والضغوط العالية والمحركات الفضائية.

(9) شركة (RAFAEL) للنظم المتطورة

وهي وكالة للبحوث المتقدمة والتطوير، ولديها إمكانيات ضخمة في الإنتاج والتطوير، ويتبعها 140 مركز خبرة متميز، كل منها متخصص في مجال معين من البحوث والتصميمات، ومن ضمن أنشطتها:

(أ) تصميم وإنتاج محرك دفع للتحكم في الارتفاعات وتصحيح المدار، لصالح وكالة الفضاء الإسرائيلية لكي يستخدم مع الأقمار الاصطناعية.

(ب) تصميم وإنتاج خزان احتياطي للوقود الصاروخي لمركبات الفضاء.

د. الكوادر

ونظراً لأهمية أبحاث الفضاء التي تعتمد عليها وكالة الفضاء الإسرائيلية للعلوم، فإن معظم الجامعات والمعاهد الإسرائيلية يوجد بها قسم خاص لعلوم الفضاء، وتخصص بعض المشروعات في مجال الطبيعة والفيزياء والرياضيات وغيرها، لخدمة أبحاث الفضاء، مع تشجيع الطلبة على عمل أبحاث وزيادة القاعدة العريضة منهم في هذا المجال.

وفي الإطار نفسه تولي إسرائيل اهتماماً كبيراً بإعداد وتأهيل الكوادر المتخصصة في مجال الأقمار الاصطناعية، كأحد أهم المقومات لصناعة الفضاء الوطنية بها، ويتم ذلك على التوازي مع فتح قنوات تعاون علمي مع عدد من الجامعات الأمريكية، ووكالة الفضاء بتخصصاتها المختلفة.

هـ. التمويل

يموّل برنامج إسرائيل الفضائي من الدولة تمويلاً مباشراً من الميزانيات العسكرية، وعلى سبيل المثال، رصدت الحكومة الإسرائيلية مبلغ 200 مليون دولار، عام 1967، للإنفاق على مدى عشرين عاماً في هذا المجال لإنتاج أقمار الاصطناعية وطنية. كما يعتمد مقوم التمويل، أيضاً، على المساعدات الأمريكية، وعائد تصدير المنتجات والصور والخدمات المرتبطة بالأقمار الصناعية، كما هي حالة شركة (IMAGE SAT) الأمريكية/ الإسرائيلية لتسويق صور أقمار عالية القدرة التحليلية.

ثانياً: الأنشطة الحالية والمستقبلية لإسرائيل

تشتمل الأنشطة الحالية والمستقبلية لإسرائيل على العمل المتوازي في منظومات الأقمار الاصطناعية بمشتملاتها المختلفة (الأقمار بأنواعها ـ المحطات الأرضية ـ وسائل الإطلاق).

1. الأنشطة في مجال أقمار الاستطلاع العسكرية

أ. إطلاق القمر التجريبي الأول (أفق-1) (اُنظر صورة القمر الإسرائيلي أفق ـ 1)

أُطلق في 19 سبتمبر 1988، باستخدام صاروخ الإطلاق (شافيت) الإسرائيلي، وهو أول قمر اصطناعي لها، ووضعته في مداره حول الأرض، وقد حمل هذا القمر اسم (أفيك-1) أي (الأفق) بالعبرية.

وقد جعل هذا الانجاز من إسرائيل، حينذاك، الدولة الأولى في الشرق الأوسط، والثامنة في العالم، القادرة على إنتاج الأقمار الاصطناعية وإطلاقها. وقد سجلت قيادة مركز الفضاء الأمريكية في (كولورادو) عن هذا القمر الاصطناعي الإسرائيلي بعد دقائق من إطلاقه، أنه يدور في مدار يراوح ارتفاعه بين 350  - 1155 كم، وله القدرة على الدوران حول الأرض مرة كل 98.836 دقيقة، ويعمل بالطاقة الشمسية، ولديه القدرة على تحمل ظروف انعدام الوزن وجمع المعلومات حول البيئة في الفضاء، والمجال المغناطيسي، ويسير بزاوية ميل الأرض تبلغ 142.86 درجة، ويغطي بوضوح شمال أفريقيا والخليج العربي والشرق الأوسط، ويبلغ وزنه حوالي 156 كجم.

زُود هذا القمر بآلة تصوير من نوع (بولارايد) مقاس 6 × 6 مم، تستطيع التقاط الصور وتحليلها وترجمتها إلى نبضات وإشارات لاسلكية، تُرسل إذاعياً إلى مراكز الاستقبال الأرضية. أما الصاروخ الدافع للقمر فهو الصاروخ (شافيت) أي (الشهاب)، فقد بُني بشكل مشترك بين مؤسسة رافائيل الإسرائيلية لتصنيع الصواريخ ومؤسسة الصناعات الجوية الإسرائيلية، وهو طراز معدل من الصاروخ (أريحا-2) المتوسط المدى، والقادر على حمل رؤوس نووية أيضاً. وقد استمر القمر في مداره على مدى 118 يوماً، ثم سقط بعدها.

ب. إطلاق القمر التجريبي الثاني (أفق-2) عام 1990

أطلقت إسرائيل القمر الصناعي الثاني (أفق-2)، بواسطة الصاروخ (شافيت) الإسرائيلي. واتخذ هذا القمر مداره حول الأرض، ويدور بمعدل دورة واحدة كل 90 دقيقة، وامتاز هذا القمر عن القمر الأول، من حيث زيادة السيطرة والتحكم بواسطة المحطة الأرضية، وبإيقافه وتشغيله عند الحاجة، وكذلك من حيث القدرة على الاتصال به في اتجاهين متعاكسين.

وطبقاً لتقديرات الخبراء الغربيين، فإن مشروع (أفق-2) يتيح لإسرائيل فرصة الاستقلال عن القمر الصناعي الأمريكي المخصص لأغراض التجسس Key Holes (KH-11)، ويوفر لها إمكانية جمع معلومات عسكرية تجسسية عن الجيوش العربية، كمناطق الحشد، ومخابئ الصواريخ وغيرها، وذلك بمعدل مرتين في اليوم. ويشمل القمر على آلة تصوير كهروبصرية متطورة، وجهاز رادار متصل بقاعدة الفضاء الأرضية. كما زوِّد بحاسب آلي من صنع إسرائيل. وقد حاز على اهتمام الخبراء الألمان والأمريكيين، بسبب صناعته المتطورة وخفة وزنه.

وفي 9 يوليه 1990، استُعيد القمر (أفق-2)، بعد أن مكث في القضاء الخارجي مدة 97 يوماً، لكنه احترق عند دخوله الغلاف الجوي الأرضي.

ج. إطلاق قمر الاستطلاع العسكري (أفق-3)

أطلقت إسرائيل قمرها الاصطناعي الثالث (أفق-3)، في 5 مايو 1995، بواسطة صاروخ الإطلاق (شافيت)، بعد تطويره في إطار مبادرة الدفاع الإستراتيجي "حرب الكواكب"، وتولت الولايات المتحدة الأمريكية مهمة تغطية 70% من نفقات تطوير هذا الصاروخ، والتي بلغت 320 مليون دولار أمريكي، بموجب اتفاق بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، وقّع في أبريل 1992. ويحمل القمر كاميرات ذات دقة تمييز عالية تستطيع تصوير أجسام لا يزيد طولها عن 15 سم في الظروف الجوية المثالية، و30 سم في الأحوال الأخرى. وتحتفظ هذه الأقمار بالصور التي تحصل عليها على شكل بيانات رقمية، وعندما تمر فوق إحدى محطات الاستقبال تُرسل هذه البيانات لها، حيث تقرأ ويجري تحليلها في مختبرات خاصة، ثم تٌرسل بعد ذلك بوسائل تكنولوجية أخرى إلى القيادات الميدانية، أو الجهات التي تطلبها. والعمر الافتراضي المخطط للقمر ثلاث سنوات، ولكنه استمر يعمل في مداره إلى ما بعد عمره الافتراضي، حيث توقف عن العمل وخرج عن مداره في أكتوبر 2000. وقد استخدم القمر (أفق-3) في الأبحاث التكنولوجية والاستخدامات العلمية والتجارية، حيث احتوى على معدات للقياسات الكهرومغناطيسية، وأجهزة الاتصال مع الأرض، وكاميرات تصوير متطورة، وتمثلت الوظائف التي يقوم بها القمر (أفق-3) فيما يأتي  (اُنظر صور القمر الإسرائيلي أفق - 3)

(1) امتلاك إسرائيل لمنظومة استطلاع متكاملة للتجسس والتصوير الفضائي، يمكن من خلالها الحصول على معلومات عن جميع دول الشرق الأوسط.

(2) امتلاك القدرة على متابعة التطورات العسكرية في جميع دول المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالترتيب لأية تحضيرات هجومية صاروخية أو جوية أو برية.

(3) تصوير الأهداف الحيوية ذات الأهمية الإستراتيجية.

(4) تامين مسح البحار المعروف بـ(الاستطلاع البحري)، بما في ذلك رصد تحركات القطع البحرية في مياه البحرين المتوسط والأحمر معاً.

(5) الإنذار المبكر عند تعرض إسرائيل لهجمات بالصورايخ البالسيتية العربية، والتوجيه الدقيق للصواريخ البالسيتية المنطلقة من الجانب الإسرائيلي، والصواريخ المضادة للصواريخ البالسيتية، واستطلاع المناطق التي جرت مهاجمتها بالصورايخ الإسرائيلية، للتأكيد من إصابتها وعدم الحاجة إلى تكرار ضربها.

(6) إعاقة الاتصالات السلكية واللاسلكية ووسائل الاستطلاع الإشعاعية، وأجهزة الاستطلاع الراداري العربية والتشويش عليها، واختراق شبكات الاتصالات الهاتفية للعالم العربي والدول المحيطة به.

(7) الدخول في مصاف الدول الأكثر تقدماً لتكنولوجيا الفضاء، لتأكيد تفوق العقل اليهودي، وإحراز السبق في التفوق النوعي على التفوق العددي (الكمي) العربي.

(8) الحصول على الفرص التجارية والاقتصادية، جراء تطوير البرنامج الفضائي الإسرائيلي، حيث ترى إسرائيل أن خدمات الفضاء في الوقت الحاضر أصبحت سوقاً ضخمة يراوح حجمها ما بين 10 – 20 مليار دولار في السنة على المستوى العالمي. وتُقدر وكالة الفضاء الإسرائيلية أن استخدام الأقمار الاصطناعية في الأغراض المدنية سيوفر لها عائداً لا يقل عن 100 مليون دولار سنوياً في المراحل الأولى.

(9) مراقبة أنشطة القوات العسكرية في دول الجوار مع إسرائيل.

وقد أجريت عملية إطلاق لقمر جديد من سلسلة (أفق)، وهو القمر (أفق-4)، في يناير 1998، ولكن عملية الإطلاق مُنيت بالفشل بسبب إخفاق صاروخ الإطلاق الإسرائيلي (شافيت)، وتحطم القمر ولم تعلن إسرائيل عنه كما فعلت بعد إطلاق الأقمار السابقة.

2. الأنشطة في مجال أقمار الاتصالات

اتفقت مؤسسة (IAI) الإسرائيلية، عام 1988، مع شركة أريان الفرنسية، على إطلاق القمر (عاموس-1) (AMOS-1)، في مايو 1996، بواسطة الصاروخ الفرنسي (أريان-4)، على ارتفاع 36000 كم، وكان متوقعاً أن يستمر في العمل لمدة عشر سنوات.

الاستخدامات المختلفة للقمر عاموس (اُنظر صورة القمر الإسرائيلي عاموس)

إضافة إلى الاستخدامات المدنية لقمر الاتصال عاموس، سواء من خلال تحقيق الاتصالات الهاتفية، أو من خلال البث التليفزيوني، فإنه يمكن استخدام هذا القمر في تحقيق الاتصالات العسكرية الآتية

أ. استخدامه كشبكة بديلة لشبكة المواصلات الإستراتيجية الإسرائيلية، إضافة إلى استخدامه كامتداد لهذه الشبكة.

ب. تحقيق مواصلات القيادة والسيطرة على القوات في مسرح العمليات، سواء داخل أو خارج إسرائيل.

ج. نقل المعلومات المتحصل عليها من أقمار التجسس الإسرائيلي (أفق)، إلى محطات الاستقبال الأرضية داخل إسرائيل، في حالة عدم وجود (أفق-3) فوق إسرائيل.

3. الأقمار الاصطناعية للأغراض العلمية

أ. القمر الاصطناعي (جروين/ تخسات-1)

وهو من أقمار الميكروستالايت، ومن الأقمار المخصصة للأبحاث العلمية (تصوير ـ قياس مستوى الأوزون ـ تتبع تكوين السحب ـ إعادة إذاعة للاتصالات اللاسلكية)، وقد استغرق تصميمه وبناؤه ثلاث سنوات، بتكلفة 3.5 مليون دولار، ولم تنجح عملية إطلاقه بواسطة صاروخ روسي من نوع (ستارت)، في مارس 1995، ضمن عملية إطلاق جماعية من قاعدة (باكونور) في كازاخستان.

ب. القمر الاصطناعي (جروين/ تخسات-2)

مشابه في تصميمه للقمر الأول (جروين/ تخسات-1)، وقد أدخلت عليه بعض التعديلات بإضافة محركات دفع صغيرة للتحكم في وضعه وارتفاعه في المدار، وأطلق في يوليه 1998، بواسطة الصاروخ الروسي (زينت)، ضمن عملية إطلاق لعدد ستة أقمار لدول أخرى. (اُنظر صورة القمر الإسرائيلي تخسات -2)

4. أقمار الاستشعار عن بعد التجارية

بعد سماح الحكومة الأمريكية للمؤسسات الأمريكية العاملة في مجال تسويق صور الأقمار الاصطناعية، بتصنيع وإطلاق أقمار استشعار عن بعد يمكنها التقاط صور بقدرة تحليلية 1 – 2 م، والتوثيق التجاري لها، أعلنت الحكومة الأمريكية عن تأسيس شركة أمريكية ـ إسرائيلية مشتركة تحت اسم (Image Sat). وقد أطلق من 6 - 8 أقمار استشعار عن بعد للأغراض التجارية، تحت مسمي (EROS)، في مخطط استمر حتى عام 2004، وتراوح القدرة التحليلية للصور الملتقطة 1.8 م في أول أقمار السلسلة، وتصل إلى 0.8 م في آخر أقمار السلسلة.

بدا إطلاق أول أقمار هذه السلسلة، في ديسمبر 2000، بواسطة صاروخ إطلاق روسي، ووُضع القمر في مدار على ارتفاع 180 كم، ووصل وزنه الإجمالي إلى 270 كجم، وأُطلق عليه (EROS-1A)، وقد اعتُمد في تصنيع القمر الأول (EROS-1A) على الخبرة المكتسبة في تصنيع القمر (أفق-3)، حيث استُخدم النموذج نفسه ومعظم المكونات، مع تطوير نظم المستشعرات، بما يحقق القدرة التحليلية المطلوبة. وتتولى مؤسسة (IAI) الإسرائيلية تصنيع القمر ومحطاته الأرضية. كما سوقت الصور الملتقطة من خلال الشركة المشتركة (Image Sat). وتستفيد إسرائيل من القمر (EROS-1A) الذي أطلق لسد احتياجاتها من معلومات الاستطلاع الإضافية عسكرياً، نظراً لعدم وجود أي من أقمارها العسكرية بالفضاء.

5. وسائل الإطلاق الإسرائيلية

أ. صاروخ الفضاء (شافيت) (شهاب)

يتكون الصاروخ من ثلاث مراحل تعمل بالوقود الصلب، وهو صاروخ مطور من الصاروخ (أريحا) الإسرائيلي الصنع، ويبلغ طول الصاروخ (شافيت) 18 م، وقطره 1.5 م، ووزن الإطلاق 30 طناً. وهو مصمم لحمل أقمار اصطناعية إلى المدار القريب من سطح الأرض، على ارتفاعات تراوح ما بين 200 – 1150 كم، واستخدم الصاروخ في إطلاق الأقمار الإسرائيلية (أفق).

ب. صاروخ الفضاء (NEXT)

أجرت مؤسسة (IAI) الإسرائيلية الاختبارات لإنتاج نوع جديد من صواريخ الفضاء، أطلق عليها اسم (NEXT). وقد اعتمدت في بناء الصاروخ الجديد على تطوير الصاروخ الإسرائيلي (شافيت)، والصاروخ المُستخدم مُصمم لحمل أقمار اصطناعية بأوزان تصل حتى 400 كجم، كما أجرت الاختبارات الأرضية لإنتاج مرحلة دفع صاروخي، بواسطة محركات خاصة للارتفاعات العالية (Cryogenic Engine)، وصولاً لارتفاعات مدارات أعلى.

ج. الإطلاق من الطائرات (المنظومة "سكناي")

تتلخص أهم مكونات المنظومة من الأتي:

(1) قاعدة الإطلاق المحمولة جواً: طائرة بوينج (747).

(2) صاروخ الإطلاق: صممه معهد التخنيون، وهو مصمم لإطلاق الأقمار الاصطناعية الصغيرة لوضعها في مدارات على ارتفاعات من 300 – 700 كم، ويبلغ طول الصاروخ 11.9 م، وهو مكون من مرحلتين تعملان بالوقود الصلب.

6. محطات الاستقبال الأرضية

تمتلك إسرائيل محطة استقبال صور الأقمار الاصطناعية التجارية، في مركز تكنولوجيا الفضاء التابع لمؤسسة (IAI)، حيث بدأت عملها باستقبال صور القمر الفرنسي (SPOT) ذي القدرة التحليلية 10 – 20 م، في ديسمبر 1990، وقد أنتجت المحطة تحت إشراف شركة (MBT) الإسرائيلية، وبالتعاون مع شركة أوروبية، وتغطي المحطة دائرة استقبال 2500 كم بواسطة هوائي قطره 10 م.

وقد أجرت شركة (MBT) تعديلاً على المحطة، لتضيف إليها قدرات استقبال صور القمر الاصطناعي الأوروبي (ERS-1، 2)، الذي يلتقط صوراً رادارية لسطح الأرض بقدرات تحليلية 30 م، كما أدخل تعديل على المحطة بواسطة الشركة الإسرائيلية لاستقبال صور القمر (أفق-3) بعد إطلاقه، مع وجود محطة استقبال أخرى منفصلة عن محطة التحكم والتتبع للقمر الموجود حالياً بقاعدة (بلماخيم). ويهدف التعديل الأخير إضافة استقبال صور القمر الراداري الأوروبي، لتوفير صور رادارية بجانب صور المستشعرات الكهروبصرية التي تستقبلها من القمر (SPOT)، وذلك للاستفادة من مميزات هذا النوع من الأقمار، من حيث إمكانية توفير المعلومات ليلاً ونهاراً، وفى الظروف الجوية السيئة، خاصة في حالة وجود سحب كثيفة تحد من إمكانيات المستشعرات الكهروبصرية.

وقد طورت المحطة أيضاً لاستقبال معلومات الإنذار المبكر من مجموعة أقمار الإنذار الإستراتيجي الأمريكية، التي تعمل ضمن الشبكة المعروفة باسم "برنامج الدعم الإستراتيجي" (Defense Support Programs)، والتي يرمز لها عادة بالأحرف الأولى فقط (DIP)، نتيجة الاتفاقية التي وقعت عام 1990 في هذا الخصوص، ومهمة أقمار الإنذار الإستراتيجي في اكتشاف إطلاق الصواريخ عابرة القارات المعادية وتتبعها، والتبليغ عن إحصائياتها باستمرار، ويمكنها توفير زمن إنذار عن هذه الصواريخ يراوح بين 30 – 35 دقيقة. وقد استخدمت هذه الشبكة أثناء حرب الخليج الثانية لتوفير إنذار مبكر عن الصواريخ سكود العراقية ومتابعتها، ولكنها لم توفر زمن إنذار كافٍ لوحدات الباترويت ، بسبب قصر مدة طيران الصاروخ سكود (6 - 7 دقائق)، بالمقارنة مع الصواريخ عابرة القارات، وكان ذك دافعاً لكي تعمل القوات الجوية الأمريكية برنامجاً جديداً لإنتاج نوع أخر من أقمار الإنذار، أصغر حجماً وأكثر عدداً.

ثالثاً: الخطة الدفاعية الإسرائيلية "حوما"

وضعت إسرائيل خطة للعمل الإيجابي ضد الصواريخ أرض/ أرض العربية، أطلقت عليها (حوما) أو (الجدار)، تتكلف أكثر من 7.5 مليار دولار، تتحمل الولايات المتحدة 72 % منها، وتتحمل إسرائيل الباقي. وتتكون من أنظمة إنذار مبكر فضائية وجوية، ورادارات تكشف عن لحظة وموقع إطلاق الصواريخ المعادي بشكل فوري، ونظام للتعرف والتمييز وتتبع الصواريخ، ثم معلومات متكاملة تعمل كأسلحة مضادة للصواريخ المعادية على الارتفاعات والمدايات المختلفة. ويشمل الجزء الايجابي من الخطة (حوما) على صواريخ مضادة للصواريخ، وأسلحة الطاقة الحركية، وأسلحة الطاقة الإشعاعية الموجهة، هذا إضافة لنظام القيادة والسيطرة التعبوي الإستراتيجي، للسيطرة على عملية مواجهة للصواريخ المعادية بالأساليب المختلفة.

ومن اسم الخطة (حوما)، يمكن استنباط الهدف الذي تسعى هذه الخطة لتحقيقه، وهو إقامة حائط من التكنولوجيات المتقدمة، في مجالات الإنذار، والأسلحة الإيجابية ليحمى إسرائيل من الصواريخ البالسيتية العربية، وقد وقعت الولايات المتحدة الأمريكية، في يونيه 1983، مذكرة تفاهم مع إسرائيل للاشتراك في برنامج حرب النجوم، بأمل تطويعه لخدمة الأهداف الإسرائيلية، وبموجب هذه المشاركة حصلت إسرائيل على الآتي:

1. صواريخ باترويت الأمريكية.

2. المساعدة في إنتاج الصاروخ المضاد للصواريخ.

3. تطوير نظام الدفاع الجوى (هوك).

4. تطوير أسلحة طاقة الحركة (Kinetic Energy Weapons).

5. تطوير أسلحة الطاقة الإشعاعية الموجبة (Directs Energy Weapons).

6. الحصول على منظومة (نوتيلوس) المضادة للصواريخ قصيرة المدى.

7. تطوير نظام الاستطلاع والإنذار الفضائي.

رابعاً: نظام الاستطلاع والإنذار الفضائي

افتتحت إسرائيل، في يناير 1997، مركزاً جديداً للإنذار والقيادة والسيطرة على عمليات مواجهة الصواريخ البالسيتية المعادية، ويكون على اتصال مباشر مع نظيره الأمريكي بولاية كولورادو، الذي يستقبل معلومات أقمار التجسس والإنذار الأمريكية، خصوصاً فيما يتعلق بالإنذار عن إطلاق صاروخ معادي في لحظة إطلاقه، ومتابعته خلال طيرانه في الجزء الصاعد من خط مروره، وتحديد إحداثيات موقع الإطلاق من خلال الاعتماد على منظومة متكاملة مكونة من أجهزة الرادار الأرضية المحمولة في أقمار الإنذار المبكر ومعدات إلكترونية أخرى.

إضافة لنظام التعرف على الهدف وتمييزه من بين أهداف أخرى، وتحديد مساره بدقة، ونظام ثالث للتعقب والتتبع بدرجة دقة عالية، ما يحسم في النهاية توفير البيانات اللازمة لإطلاق الصواريخ والوسائل الأخرى المضادة، لاعتراض الصاروخ المعادى وتدميره، قبل دخوله في المرحلة النهائية له نحو الهدف.

 ومن ثم نجد أن هذه المنظومات الدفاعية تتكون من أربعة أجزاء رئيسية، تشمل وحدات إنذار الكترونية، ومستشعرات مجهز بها أقمار الإنذار، ثم مركز مجهز بسوبر كمبيوتر لمعالجة البيانات (كشف/ تعرف/ تمييز/ توجيه/ إدارة)، ويُصدر أوامر الاشتباك ألياً إلى الوسائل الإيجابية المضادة للصواريخ المعادية (صواريخ مضادة للصواريخ ـ أسلحة طاقة الحركة ـ أسلحة طاقة موجهة ـ مقاتلات)، وهو ما يتطلب توافر منظومة متكاملة من الاتصالات الآلية الأرضية والفضائية التي تؤمن نقل وتداول المعلومات في الوقت الحقيقي لها (دون أي تأخير زمني يذكر).

وبالنظر لأهمية وحساسية عامل الوقت في الاشتباك مع الصواريخ المعادية، أصرت إسرائيل على توفير الإنذار بشكل مباشر من محطة كولورادو، في زمن لا يتعدى 1.6 دقيقة فقط، من لحظة إطلاق الصاروخ المعادي (كان في أثناء حرب الخليج يستغرق ثلاث دقائق)، وهو ما تطلب توفير مركز معالجة أرضي ثابت للاستقبال من أقمار الإنذار وأقمار الاتصالات، يحتوي على سوبر كمبيوتر لمعالجة البيانات، ومجهز أيضاً بوسائل اتصال مختلفة لتحقيق الاتصال بأقمار الاتصالات المسؤولة عن نقل بيانات قمر الإنذار لمركز المعالجة.

وعلى ذلك فإن دخول إسرائيل في نظام الإنذار الفضائي الأمريكي بشكل مباشر، يتيح لها بأقل تكاليف ممكنة قدرات إنذار فوري مباشر لاستطلاع وكشف قواعد الصواريخ البالسيتية العربية وأنشطتها لمدى يراوح بين 3000 – 5000كم من الحدود البرية لإسرائيل.

كذلك، فإن حصول إسرائيل على هذا الإنذار، في زمن قدره من 1.6 دقيقة، من لحظة إطلاق الصاروخ، سوف يتيح لها توفير 2 - 3 دقيقة لمعالجة البيانات وإصدار أوامر الاشتباك لوسائلها الإيجابية المضادة، لتتعامل مع الصواريخ المعادية؛ فضلاً عن تغلب إسرائيل على مشكلة الاتصالات عبر الأقمار الصناعية المتعددة، وما يحيط بذلك من مخاطر فشلها، أو فقدها لهذا الاتصال.

وعلى ذلك، فإن امتلاك إسرائيل لأقمار تجسس خاصة بها، يوفر لها درجة عالية من الاستقلالية عن الولايات المتحدة الأمريكية في مجال جمع المعلومات عن الدول العربية والإنذار المبكر، بأنشطتها في كافة المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية، كما يمكن لإسرائيل أن تسوق ما تحصل عليه من معلومات وتكنولوجيا تصنيع الأقمار للدول الأخرى، إضافة إلى تدعيم إستراتيجية الردع العسكري لديها في مواجهة الدول العربية، التي تملك أسلحة دمار شامل.