إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الأقمار الصناعية (أقمار الاستشعار عن بُعد)




ملئ خزانات الوقود
ألواح الخلايا الشمسية
منصة إطلاق صاروخ
إحدى غرف تمثيل الفراغ
هيكل مركبة فضائية
مراقبة الأنهار والبحيرات
مستشعرات كهروبصرية
نقل القمر الصناعي
المحطة الأرضية للتحكم
التغيرات الجوية للكواكب
القمر لاندسات
القمر الإسرائيلي عاموس
القمر الروسي GLONASS
القمر تايكوم
القمر عربسات - 2
اختبار منظومة الاتصالات
اختبارات الهوائيات
تمييز أنواع الطائرات
تجميع أقمار الاتصالات
حركة السحب
صورة كهروبصرية ذات قدرة تحليل
صورة عالية القدرة التحليلية
صورة فضائية بمستشعرات طيفية
صاروخ إطلاق الأقمار الصناعية
صاروخ الفضاء كوزموس
عمل خرائط للمنطقة
غرفة تمثيل الفراغ
غرفة تمثيل فراغ جانبية
غرفة قياس ضغط
قمر الإنذار المبكر DSP
قمر الاتصالات DSCS
قمر الاستشعار الصيني DFH
قمر الاستشعار Spot
قمر صناعي للاستطلاع
قمر ذو مستشعر راداري

مجموعة صواريخ الإطلاق
مدار متزامن مع الشمس
مدار غير متزامن
مدار قمر صناعي متزامن
أحد مواقع الإطلاق
مخطط لمركز تحكم
إعداد الخرائط
الهيكل التنظيمي لقمر صناعي
الدراسات الإرشادية
ارتفاع وانخفاض سطح الأرض
تحديد خطوط التصدعات
تصنيف التربة وتراكيبها
تغطية كاملة للمملكة
خرائط أساس الأعمال
قواعد إطلاق الصواريخ
قاعدة بيانات جغرافية للبيئة
قاعدة بيانات جغرافية لجدة
قاعدة بيانات جغرافية ساحلية




المبحث الثامن

المبحث السابع

الاستخدامات العسكرية للأقمار الصناعية للاستشعار عن بُعد

تُشكل أقمار الاستطلاع بأنواعها المختلفة، الوسيلة لجمع المعلومات لما تتمتع به من خصائص فنية، روعي أثناء تصميمها تحقيق تلك المهام بدرجة دقة عالية. وفي الوقت نفسه، أصبحت أقمار الاتصالات عنصراً مكملاً لأقمار الاستطلاع في مجال جمع المعلومات، من حيث استخدامها لزيادة عمق ومجال تغطية أقمار الاستطلاع، وكذلك إتمام أعمال القيادة والسيطرة الآلية، في الوقت الذي أصبحت فيه أقمار الإنذار ضد تهديدات الصواريخ البالسيتية تمثل دوراً بارزاً في الحصول على المعلومات (Real Time)، عن لحظة إطلاق الصواريخ البالسيتية.

ولذلك أصبح للاستخدام العملياتي للأقمار الاصطناعية أهمية حيوية في العمليات العسكرية الحديثة، في جمع المعلومات عن الأهداف الحيوية، ومناطق التمركز الرئيسية للقوات المعادية، وتأكيد المعلومات عنها، وكذا رصد أعمال إعادة التمركز والانتشار لصالح إنشاء قاعدة بيانات مدققة عن كافة الأهداف، على اتجاهات الاهتمام المختلفة.

ونتعرض فيما يلي للتطبيقات العسكرية للأقمار الاصطناعية (أقمار الاستطلاع ـ أقمار الاتصالات ـ أقمار الإنذار عن تهديدات الصواريخ البالسيتية) في تخطيط المهام العملياتية، ثم نتطرق لشرح الخصائص المختلفة لأقمار الاستطلاع المؤثرة على أعمال جمع المعلومات.

أولاً: الاستخدام العملياتي لصور أقمار الاستطلاع

تمثل صورة الموقع أو المنطقة التي تم الحصول عليها في شكلها الخام بوسائل الاستطلاع المختلفة، سواء كانت صوراً رقمية أو صوراً فوتوغرافية، المصدر الرئيسي الذي تقع عليه أعمال المعالجة والتحسين، باستخدام حزم برامج متخصصة للحصول على العديد من المعلومات عن هذه المواقع والأهداف، ومن أبرز هذه المعلومات الآتية:

·   الشكل العام للموقع ومحتوياته من المنشآت.

·   إحداثيات الموقع، بصفة عامة، وإحداثيات كافة الأهداف بداخله، بصفة خاصة

·   مساحات وأبعاد المنشآت والطرق وحالتها.

·   التعرف على المعدات ونوعها، إما بتمييز شكلها في الصور عالية الدقة التحليلية، أو من خلال قياس أبعادها في الصور الأقل في الدقة التحليلية.

وتمكن صور الأقمار الاصطناعية الخاصة بالاستطلاع من تحقيق المطالب العملياتية الآتية:

أ. جمع المعلومات عن الأهداف الحيوية ومناطق التمركز الرئيسية للقوات المعادية، وتأكيد المعلومات عنها، وكذا رصد أعمال إعادة التمركز والانتشار، لصالح إنشاء قاعدة بيانات مدققة عن كافة الأهداف على اتجاهات الاهتمام المختلفة.

ب. تحديد إحداثيات المواقع والأهداف بدقة عالية، وحساب مساحات الأهداف والمسافات بينها، لصالح تنفيذ العمليات ضد هذه الأهداف، وحساب وتقدير كميات الذخائر المطلوبة (للمدفعيات والصواريخ) لتدميرها.

ج. أعمال تخطيط المهام للقوات الجوية، ودراسة طرق الاقتراب والهجوم المناسبة طبقاً لطبيعة الأرض، لتحقيق المفاجأة والتأمين للطلعات.

د. أعمال تدريب الطيارين على المحاكيات، من خلال تغذيتها بصور للأهداف الحيوية ومناطق الاهتمام.

هـ. البرمجة المسبقة لذاكرة بواحث الصواريخ والذخائر الذكية عن المواقع التي سيتم تدميرها (الأجيال الحديثة من الصواريخ الطوافة والقنابل الموجهة).

و. تدريب وحدات القوات الخاصة على تنفيذ العمليات ضد أهداف محددة، من خلال دراسة الأرض والأهداف المحيطة على صور فضائية عالية القدرة التحليلية، مع إجراء دراسات الأرض وطرق الاقتراب على هذه الصور.

وتُعد الخرائط الطبوغرافية لمناطق الاهتمام أحد أوجه الاستفادة من صور الأقمار، مع إمكانية توضيح الأهداف الحيوية المهمة عليها. ويمكن الاستفادة من مختلف الصور ذات القدرات التحليلية المختلفة في إنتاج هذه الخرائط، طبقاً لمقاييس الرسم المطلوبة والغرض المنتجة من أجله، إضافة إلى الاستفادة من صور الأقمار في تحديث الخرائط لإضافة أى تعديلات من طرق أو محاور مستحدثة.

كما أن إنتاج صور ثلاثية الأبعاد للأهداف ذات الاهتمام والمناطق المحيطة بها، هو أحد أوجه الاستفادة الحديثة، ويستخدم في إنتاجها للموقع أو المنطقة عدد صورتين ملتقطتين من زاويتين مختلفتين، وبنسبة تغطية متبادلـة مـن (40 – 60%)، ويُستهدف من هذه الصور إظهار كافة تفاصيل الهدف وارتفاعه، والهيئات والتضاريس الطبيعية المحيطة به.

1. دراسة شكل الأرض وطبيعتها

إن تصنيف الأرض يعني التعرف على ملامحها، مثل قدرة المركبات المختلفة على المرور عليها، والتي تعتمد على تكوين التربة والميل وارتفاع المزروعات وكثافتها، وتأثير المزروعات على حركة المشاة وحركة المركبات، وكذلك الإخفاء والتمويه. وتحليل الأرض للعمليات العسكرية يشتمل على التخطيط لأنظمة الأسلحة وحقول النيران، وتحديد مواقع الإنزال، والموانع الأرضية لاقتحام الطائرات العمودية، وتخطيط طرق التحرك، ونقاط التجميع الآمنه والبعيدة عن ملاحظة العدو ونيرانه.

وتتغير المعلومات عن الأرض واحتياجات القائد العسكري من المعلومات، بتغيير الوضع العسكري، وتعد الصور التي تُلتقط بالأقمار الاصطناعية في الوقت المناسب، وبالصورة المثالية، والتي يتم تحليلها جيداً، من أفضل مصادر المعلومات، وتستخدم الخرائط والرسومات لتؤكد الاعتماد عليها لهذه الأراضي، ولكن نادراً ما تحتوي الخرائط التقليدية على معلومات محدثة ومدققة، والتي يحتاجها القائد العسكري في العمليات العسكرية والأغراض الأمنية.

2. المراقبة والإنذار

يعد تجميع معلومات عن المؤشرات والتحذيرات ضرورياً لمراقبة ومتابعة المواقف والتعرف على ما يُشكل ضغطاً وتهديداً فعلياً أو حقيقياً. إن رصد ومراقبة ومتابعة المنشاة العسكرية يمكن أن يوفر معلومات عن حالة العمليات لكل من المنشأة والوحدات المتمركزة بها، والمعلومات التي يتم تجميعها عند رصد المؤشرات والتحذيرات تُمكن صانعي القرارات والقادة العسكريين من فهم أفضل لميدان القتال، وتُعطي أيضاً صانعي القرار الخيار في زيادة معدل جمع المعلومات، أو تنبيه قواتهم للاستعداد للعمليات وإدراك الموقف.

3. مسح أراضي ميدان القتال

عندما يتوافر لقائد تمثيل مرئي وبصري لميدان القتال، من خلال صور ذات جودة عالية، سيتمكن بسرعة من استخلاص المعلومات لاتخاذ القرارات التكتيكية والإستراتيجية، لمواجهة أو منع أى أعمال عدائية، ويمكن دمجها مع بيانات أخرى متنوعة، مثل نماذج الارتفاعات الرقمية، وصور الرادار والرسومات الخطية الرقمية. ويمكن أن يكون مسح أراضى ميدان القتال، وتخطيط وكشف الموانع، وتحديد أماكن الموانع في ميدان القتال، عاملاً في إحداث أي اشتباك أرضي على إظهار مناطق التغطية الكبرى، ويتم رصد الموانع. وفى الدفاع يمكن استخدام الصور في التعرف على الموانع الطبيعية والنقاط الحاكمة، وذلك يتيح للمخططين أكبر استفادة من الأرض في حالة الدفاع. وفى الهجوم يمكن استخدام الصور في المساعدة على التعرف على نقاط الضعف في دفاعات العدو، وتحديد أحسن الطرق لاختراق موانع العدو.

4. تخطيط المهام والتدريب عليها

يعد تخطيط المهام والتدريب عليها استعداداً للعمليات العسكرية المستقبلية، للرد على أى تهديدات فعلية ضد أمن البلاد، ومن الأهمية بمكان أن يكون القادة مدركين ومتفهمين لميدان القتال المستقبلى مسبقاً، حتى يتمكنوا من تقليل عدم التأكد في المهام المكلفين بها، ويتمكنوا من اتخاذ قرارات مؤثرة في التخطيط الجيد للمهام. ويجب التعرف على تلك الأهداف التي تعد حرجة في المواقف المختلف،  ويتم تقييم كل هدف والتعرف على التهديدات الناتجة عنه، والأغراض والأهداف من تنفيذ المهام.

5. تحديد الأهداف المعادية وتقدير خسائر المعركة

يتطلب تحديد الأهداف المعادية القدرة على تحديد مكان إحداث الضربة بدقة، وذلك لتحقيق نجاح المهمة المطلوبة. وبعد الضرب تقدر خسائر المعركة لتحديد مدى نجاح المهمة، وهل هناك ضرورة لتحديد أهداف إضافية. وقد يُستفاد من تصوير وتحديد الأهداف وتقدير خسائر المعركة في اتخاذ قرارات دقيقة، وفى الوقت المناسب بخصوص المهمة، وتعد المعلومات المرتبطة بالقوات التي يمكن الحصول عليها من الصور المستخرجة مهمة، في اختيار القنابل والقاذفات أو أى نظام أسلحة آخر.

وفى الواقع، فإن إدارة تقدير خسائر المعركة هى عملية مراجعة وتقييم لنجاح الضربة، وأن تأثير الضربة والأسلحة الأخرى التي استخدمت، ومدى كل منها على حدة، يمكن تحديده باستخدام الصور التي تلتقط في الوقت المناسب. وتساعد الصور أيضاً في تحليل ما إذا كانت إعادة الضربة مطلوبة أم لا، ونظراً لمدى تأثير هذه المراجعة فقد أصبحت عملية تقدير خسائر المعركة في الوقت المناسب، بمثابة قوة مضاعفة للقوات، وأن الوحدات التي خُصصت من قبل للهدف نفسه، يمكن استبعادها إذا كانت قد مُنيت بخسائر جسيمة. كما يمكن إعادة تخصيص الوحدات للهدف نفسه للتأكد من قوة الهدف أو شدته إذا كان قد دمر بصورة كافية، بحيث لم يُعد يشكل أي خطورة مرة ثانية على أى قوة عسكرية أم لا.

ثانياً: الاستخدام العملياتي لأقمار الاتصالات

يدخل شق الاتصالات كعنصر مهم في مجال المعلومات، من حيث تأثيره على توفير المعلومات وتداولها، وتمثل أقمار الاتصالات أحدث وسائل نقل المعلومات في الوقت الراهن، لاتساع مجال تغطيتها، وتحقيقها لعنصر السرعة المطلوبة، وكذا إمكانيتها في تحقيق كافة وسائل الاتصال المتداولة (صوتية ـ مرئية ـ فاكس... الخ)، ويتبلور دور أقمار الاتصالات في مجال الاستطلاع وجمع المعلومات في الآتي:

1. زيادة عمق ومجال التغطية لأقمار الاستطلاع.

2. تعد مصدراً لجمع المعلومات من خلال أعمال التصنت عليها.

فمن حيث تعميق مجال التغطية الفورية لأقمار الاستطلاع، يتم من خلال عملها كوسيلة، إعادة إذاعة لمعلومات هذه الأقمار، بحيث يمكن استقبال صور أقمار الاستطلاع أثناء مساراتها خارج نطاق مجال التغطية لمحطات الاستقبال الأرضية (Foot print).

ويتيح هذا الاستخدام إمكانية الحصول على صور لمناطق تقع خارج نطاق استقبال المحطة الأرضية لمعلومات قمر الاستطلاع، من خلال بث القمر رسالة من الصور إلى قمر الاتصالات، الذي يعيد بدوره إرسالها لمحطة الاستقبال الأرضية، نتيجة لاتساع مجال تغطية وارتفاع المدار، وقدرة أجهزة الإرسال به، ويتم ذلك بالربط المباشر بين قمر الاستطلاع وقمر الاتصالات، أو من خلال استخدام أقمار صغيرة كمحطات إعادة إذاعة للربط بين الوسيلتين.

ويحقق الاستخدام السابق الاستغناء عن أجهزة التسجيل، التي تزود بها أقمار الاستطلاع، لتسجيل نتائج تصويرها لمناطق خارج نطاق تغطية محطات الاستقبال الأرضية، ثم البدء في إذاعتها عند دخولها لنطاق التغطية، أو إنشاء أكثر من مركز استقبال من أقمار الاستطلاع، وهو الأسلوب المستخدم في الأنظمة المدنية التجارية، لتحقيق أكبر قدر من التغطية، هذا إضافة إلى ما يحققه هذا الاستخدام من الحصول على صور في الوقت الحقيقي.

وتعد أقمار الاتصالات أحد مصادر جمع المعلومات، من خلال أعمال التنصت المعادي عليها بأسلوب غير مباشر، في حالة استخدام قنوات اتصال غير مشفرة في تحقيق الاتصالات، أو بأسلوب غير مباشر في حالة استخدام قنوات مؤمنة ومشفرة بتطبيق أساليب ووسائل فك الشفرة الحديثة، فيمثل هذا الاتجاه أحد سلبيات استخدام الاتصالات بالأقمار الاصطناعية، في تداول معلومات ذات درجات سرية عالية.

ثالثاً: الاستخدام العملياتي لأقمار الإنذار عن تهديدات الصواريخ البالسيتية

يمثل الإنذار عن لحظة إطلاق الصواريخ البالسيتية أهم مراحل منظومة الدفاع ضدها، نظراً لمدايات الإطلاق البعيدة والسرعة العالية التي يتميز بها هذه النوع من الصواريخ، وكذا محدودية إمكانيات وسائل الإنذار المبكر عن الأهداف الجوية في التعامل مع هذه الصواريخ لارتفاع مسار طيرانها، ومن ثم أصبحت الأقمار تمثل مصدراً مهماً للمعلومات الموقوتة عن إطلاق الصواريخ.

ومن خلال البرنامج الأمريكي للدفاع ضد الصواريخ البالسيتية Defense Support Program (DSP)، أُنتجت مجموعة الأقمار المعروفة بالاسم نفسه (DSP)، التي تقوم بالإنذار عن إطلاق صواريخ بالسيتية، من خلال الاستشعار الحراري لموقع إطلاق هذه الصواريخ، ويتيح ذلك توفير زمن كافٍ لاستعداد عناصر الدفاع ضدها، واتخاذ إجراءات الاعتراض اعتماداً على توفير المعلومات الآتية من خلال الأنظمة الرادارية المخصصة مع وحدات الصواريخ المضادة للصورايخ البالسيتية.

وبنجاح التجارب على هذه النوع الجديد من أقمار الإنذار، ستضاف إمكانية كشف وتتبع الصواريخ في مرحلة الطيران (Mid Course Phase)، وذلك لتوفير زمن إنذار كافٍ لعملية الاعتراض. وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية من خلال إنتاجها لمحطات متنقلة لاستقبال بيانات أقمار الإنذار، إلى توفير وسيلة استقبال معلومات شبكة الإنذار للقوات الأمريكية في مناطق عملها، لتوفير إنذار موقوت للقوات العاملة في مسرح العمليات، وكذا تحقيق فاعلية لوسائل الاعتراض العاملة مع تلك القوات.

رابعاً: خصائص الأقمار المؤثرة على أعمال جمع المعلومات

تتكامل عدة خصائص فنية في الأقمار الاصطناعية المستخدمة في مجال الاستطلاع بالتصوير، لتحدد شكل المنتج (الصور) ومدى كفاءته وجودته. ومن هذه الخصائص ما يتعلق بوسيلة الاستشعار المستخدمة (كاميرا التصوير ـ نظام الرادار)، وأخرى ترتبط بمدار العمل وأنظمة التحكم بالقمر، والتي يتوقف عليها سرعة الدوران ومعدل التغطية، ومن ثَم فإن العمر الافتراضي للقمر أصبح يمثل خاصية مهمة في هذا المجال. وتتمثل العوامل المرتبطة بوسيلة الاستشعار في الآتي:

·   نوع المستشعر (ماسح ضوئى ـ كاميرا فوتوغرافية ـ رادارى).

·   القدرة التحليلية.

·   حيز الطيف للمستشعر الكهروبصري، أو التردد للمستشعر الراداري.

ويمثل نوع المستشعر أهمية، من حيث ارتباط إمكانية الاستطلاع في الأوقات المختلفة من اليوم بنوع وسيلة الاستشعار المستخدمة، ففي حين يقتصر عمل المستشعرات الكهروبصرية (ماسح ضوئي ـ كاميرا التصوير) على العمل خلال فترات النهار. ونجد أن المستشعرات الرادارية تصلح للعمل ليلاً/ نهاراً، وذلك لاعتماد أنظمة التصوير الكهروبصرية على أشعة الشمس المنعكسة من الأرض، ومن ثم تأثر هذا النوع من المستشعرات بالأحوال الجوية (السحب ـ الدخان الكثيف... الخ)، بينما لا تتأثر المستشعرات الرادارية (وهى مستشعرات ايجابية) بهذه العوامل.

كما تمثل القدرة التحليلية أحد أهم العوامل المؤثرة على دقة المعلومات المتحصل عليها من الصور الفضائية وحجمها. وتعني القدرة التحليلية مدى ما تمثله عناصر تكوين الصورة (النقطة المضيئة على الحاسب الالى) من مساحة على الطبيعة، ومن ثم إمكانية التفريق بين الأهداف داخل الصورة (أقل مسافة بين هدفين، ليمكن تحديد كل منهما كهدف مستقل).

ويؤثر هذا العنصر (القدرة التحليلية) على مدى ما يمكن استنتاجه من معلومات من الصور الفضائية، حيث يُستفاد، بصورة عامة، من الصور ذات القدرات التحليلية، 10 م على سبيل المثال، في التعرف على موقع معين (قاعدة جوية) وتمييزها، دون التعرف على ماهية أو طبيعة المنشات بها، أي للوصف العام؛ بينما يتطلب التعرف على توزيع المنشات (دشم طائرات/ أماكن إيواء/ مخازن) استخدام مستشعرات ذات قدرات تحليلية أعلى من 5 م. وللتعرف على حجم وطبيعة التمركز، فإن القدرة التحليلية في هذه الحالة، يجب أن تزيد عن مترين. وهناك أهداف عسكرية لا يمكن التعرف عليها إلا بقدرات تحليلية أفضل من متر.

وطبقاً لأحجام وطبيعة الأهداف العسكرية المختلفة، فإنه يمكن تقسيم القدرات التحليلية المختلفة لكل مرحلة من مراحل دراسة الموقع (اكتشاف أولي ـ تمييز عام ـ تمييز دقيق ـ وصف تفصيلي). على سبيل المثال، فإنه يمكن اكتشاف تجمعات القوات بصور ذات قدرة تحليلية  5 – 6 م، بينما يتطلب التمييز الدقيق لها قدرة تحليلية أفضل من مترين، في حين يتطلب الوصف التفصيلى لنوع التسليح أقل من نصف متر، وكذا في التعرف على الأهداف البحرية فإنه لا يمكن التمييز بين سفينة السطح والغواصة الطافية من صور بقدرة تحليلية أقل من متر.

ومن ناحية أخرى، فإن حيز الطيف للمستشعر الكهروبصرى يؤثر على درجة وضوح الصورة وتباينها، ومدى ما يمكن استخراجه من معلومات، ذلك أن القدر المنعكس من أشعة الشمس، والذي يتم استشعاره وتحليله، قد لا يُظهر كل تفاصيلها، إلا إذا كان المستشعر نفسه قادراً على إظهار التباين من خلال تغطية حيز يتناسب والأطوال الموجية المنعكسة أو المنبعثة، بمعنى أنه في حاله احتواء الصورة على عدد من المنشآت، فإن اتساع حيز الطيف للمستشعر قادر على إظهار التباين بين الجزء الخرساني والمعدني من المنشأة، وأيضاً بالنسبة للطرق (الأسفلتي منها وغير الممهد).

كما أن هناك اختلافاً جوهرياً بين أنواع المستشعرات الكهروبصرية، من حيث إمكانيتها لإظهار حيزات الطيف المختلفة كل على حدة، وتسمى مستشعرات الحيزات المتعددة (Multi Spectral Band)، وتنتج صوراً ملونة في عدد من الحيزات من الطيف، طبقا لمجال التغطية 3 – 4 حيز أو أكثر، ويمكن إظهارها على شاشة الحاسب أو طباعتها بأكثر من تركيبة لهذه الحيزات بحيث لا يتعدى ثلاث حيزات. وهناك مستشعرات الحيز الواحد (Panchromatic)، التي يجمع فيها تفاصيل أكثر من حيز، وتنتج صورة (أبيض وأسود)، وعلى أعلى قدرة تحليلية عنها في متعددة الطيف.

أما عن مدارات أقمار الاستطلاع، فهي تُعد أحد العناصر الأساسية في تحديد كفاءة ودرجة وضوح الصورة، وهو ما يمكن إيضاحه على النحو التالي:

1. يمثل اختيار المدار أحد العوامل المهمة التي تؤثر بصورة مباشرة على ناتج الأقمار (الدقة)، وذلك من خلال تأثيره على القدرة التحليلية، إلى جانب إمكانيات المستشعر المستخدم، إضافة إلى تأثيره على معدل تحديد المعلومات، ووجود القمر فوق مناطق الاهتمام. فعادة ما يتم اختيار مدارات أقمار الاستشعار عن بُعد لتكون على ارتفاع ما بين 250 - 700 كم عن سطح الأرض، (تعد أقمار الاستطلاع التطبيق العسكرى لأقمار الاستشعار عن بُعد).

2. غالباً ما يتم تصميم مدار القمر الصناعي ليحقق أهدافاً محددة، تتمثل في وجود القمر على ارتفاع فوق المناطق المهمة، والتحكم في عدد مرات المرور، وكذلك زمن تكرار المرور (Revisit Time)، وهى تعتمد بصفة أساسية على دقة تحديد عناصر المدار (Orbital Elements) التي تتمثل في الاتى:

أ. زاوية ميل المدار (I).

ب. معامل البريجي (Argument Of Perigee W)، (وهو الزاوية بين خط الاستواء ونقطة الارتفاع القريب للمدار).

ج. زاوية الميل اليمنى لمستوى المدار (RAAN…Ω)، وهى الزاوية المقاسة من نقطة قياس ثابتة في السماء يطلق عليها (Equinox) إلى مستوى المدار.

د. المحور شبه الرئيسي (Semi major Axis  a).

هـ. معامل انتفاخ المدار عن الشكل الدائري (Eccentricity e).

و. زاوية تحديد مكان القمر في مداره (True Anomaly  v).

وتتحكم زاوية الإطلاق وزاوية ميل المدار في تحديد شكل المدار وتزامنه مع الشمس (SUN SYNCHRONOUS) وهى من العوامل المهمة، خاصة لأقمار الاستطلاع الكهروبصرية، والتي تعتمد على انعكاس أشعة الشمس من سطح الأرض في عملية التصوير، حيث يتم اختبار هذه البارومترات بما يضمن تحقيق أكبر معدلات مرور على مناطق الاهتمام نهاراً، ومن ثم التأثير على معدل تجدد المعلومات ومراقبة الأهداف.

وعلى الرغم من أن اختيار المدار، وارتفاعه، بصفة خاصة، يؤثر على العمر الافتراضي للقمر، إلا أنه، من ناحية أُخرى، يؤثر على إمكانية تحقيق القدرات التحليلية العالية وزيادة معدلات المرور على أهداف بعينها، والذي يُطلق عليه زمن إعادة الزيارة (Revisit Time)، والتي يقصد بها إعادة تصوير الموقع نفسه، من زاوية التصوير نفسها وظروف التصوير، ارتباطاً بمقدار الضوء الساقط على الهدف من الشمس. كما يؤثر ارتفاع المدار على اتساع الشريحة المصورة من الأرض خلال المرور الواحد (Swath).

ومع توافر إمكانيات التصوير المائل (من خلال حركة المستشعر أو من خلال حركة القمر ككل)، فإنه يمكن تصوير مناطق معينة أثناء مرور القمر في مسار مجاور لها، إلا أن هذا الأسلوب من التصوير يؤثر في الحصول على أفضل قدرة تحليلية من المستشعر، حيث تنخفض القدرة التحليلية للصور المتحصل عليها من التصوير المائل بنسب متفاوتة، عن المقرر الحصول عليها من التصوير الرأسى بواسطة المستشعر نفسه، وتعتمد نسبة الانخفاض على زاوية التصوير.

أما العمر الافتراضي واستمرار الحصول على المعلومات، فهناك عدة عوامل تؤثر على تحديده. ويعد أبرزها:

أ. مصادر التغذية بالقدرة الكهربية لأجهزة القمر من مستشعرات وأنظمة تحكم وأنظمة إرسال، وهى غالباً ما تكون خلايا شمسية، حيث إن نهاية عمرها الافتراضي أو أي مشاكل فنية أو تلف فيها، يؤدي إلى تعطل هذه الأجهزه عن العمل، ومن ثم عدم الاستفادة من القمر.

ب. ارتفاع مدار العمل، وهو أحد البارومترات الرئيسية للقمر، التي تدخل في حسابات التصميم لتأثيرها المباشر على ناتج الأقمار، وهذا العامل يؤثر أيضاً على العمر الافتراضي للقمر. وبصفة عامة، فإن الأقمار الموجودة على المدارات الأقرب تتصف بانخفاض أعمارها الافتراضية عن الأقمار التي على المدارات الأعلى، نتيجة لقوة تأثير الجاذبية الأرضية على المدارات المنخفضة؛ فعلى سبيل المثال، فإن متوسط الأعمار الافتراضية لأقمار الاتصالات، التي توضع على مدارات 36000 كم، يبلغ حوالي من 10 – 15 عاماً،  بينما أقمار الاستشعار عن بُعد، التي توضع على مدارات من 250 -700 كم، يراوح أعمارها ما بين 3 - 5 سنوات، وتصل في بعض الأحيان إلى سبع سنوات (وهذا التفاوت أيضاً يدخل في تحديده عامل ارتفاع المدار).

ج. عمليات التصحيح وانتظام العمل في المدار تتم من خلال وسائل دفع صغيرة (Thruster)، بناءً على حسابات مسبقة عن معدلات الخطأ في عناصر المدار، حيث تعطى أوامر لأنظمة التحكم (Altitude Control)، بتصحيح توجيه المدار عند تجاوزه للحدود المسموح بها، ويتم ذلك من خلال مركز التحكم والمتابعة الأرضية للقمر، وهى عملية دقيقة ومحسوبة وتدخل في تحديد العمر الافتراضي، حيث يتم تحديد عدد عمليات التصحيح خلال العمر الافتراضي للقمر، وفى حالة الحاجة الملحة لإجراء أى عمليات تصحيح، نتيجة زيادة المؤثرات الخارجية الكونية مثل (سحب الغلاف الجوى ـ ضغط الإشعاع الشمسي ـ تدرج الجاذبية الأرضية)، فإن ذلك يستنفد وسائل الدفع خارج المخطط، ما يؤدي إلى انخفاض عمر القمر.