إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / نظرية الأمن الإسرائيلي





نظام القبة الفولاذية
مقطع لمدينة القدس
التهديدات الخارجية المعادية لإسرائيل

أوضاع الدفاعية الإسرائيلية في الجولان
أوضاع الدفاعية الإسرائيلية في سيناء
المناطق العازلة
الأوضاع النهائية في فلسطين
الهجمات الإسرائيلية على سورية
الضربة الجوية كولمب
العمليات على الجبهة الأردنية
العملية العين (حوريب)
العملية عوفداه
العملية قادش المعدلة
ضربة صهيون
عملية السلام من أجل الجليل



كلية الملك عبدالعزيز الحربية

ملحق

الهيكل Temple

ويقصد به بيت الرب المعبد، وهو المكان الذي يتعبد فيه اليهود. وكان موسى عليه السلام قد أقامه على شكل خيمة الاجتماع، كبيت للرب ولعبادته.

   أقام سليمان عليه السلام الهيكل الأول، على نمط خيمة موسى عليه السلام، وإن كانت مساحته ضعف مساحتها. بدأ في بناؤه في السنة الرابعة من ملكه (عام 968 ق.م)، وهي السنة الأربعمائة والثمانين لخروج بنى إسرائيل من مصر، واستغرق بناؤه سبع سنين، لينتهي في السنة الحادية عشر من ملكه.

   وكان اليهود يجهلون فنون الهندسة والعمارة، نظراً لحياتهم البدوية كرعاة، وعدم وجود تقاليد حضارية ثابتة لهم، مثلما كان في مصر والبلاد المجاورة. لذلك جلب سليمان، حينما بدأ في تشييد الهيكل، العمال والبنائين من صيدا وصور، أما الأعمال التي لا تحتاج إلى مهارة، فقد حشد لها 150 ألف عامل يهودي، سخروا فيها تسخيراً بلا شفقة ولا رحمة، كما كانت العادة في تلك الأيام. وقد أقيم الهيكل على الطراز الفرعوني، الذي أخذه الفينيقيون من مصر، وأضافوا إليه ما أخذوه من الأشوريين والبايليين من ضروب التزيين، ولذلك، يسمى الطراز الذي بنى به الهيكل بالطراز الفرعونى/ الأشورى. كان هيكل سليمان لا يزيد في حجمه عن دور العبادة الصغيرة الحجم، فقد كان طوله 113.75قدم، وعرضه 32.5 قدم. وبعد تشييد الهيكل أصبح هو المكان الوحيد الذي تقدم فيه القرابين، ولم يكن دخول الهيكل مباحاً للجميع وإنما مقصوراً على الكهنة، أما قدس الأقداس، الذي يحفظ فيه تابوت العهد فكان لا يفتح إلا مرة واحدة في يوم الغفران، ولا يدخله إلاّ كبير الكهنة.

   وفي عام 609 ق.م حشد فرعون مصر "نخاو الثاني"، جيشه لمعاونة أشور ضد اليهود والبابليين، وانتصر الجيش المصري في معركة مجدو، وأخضع ملك يهوذا للحكم المصري، غير أنه بنجاح البابليين في هزيمة مصر في موقعة "كركميش" عام 605 ق.م، تحول ملك يهوذا من الخضوع لمصر، إلى الخضوع لبابل، ولما حاول التمرد على ملك بابل "نبوخذنصر" عام 598 ق.م، زحف الأخير إلى فلسطين واحتلها، وعاد إلى بابل ومعه عشرة آلاف أسير من اليهود.

وفي عام 597 ق.م تولى الملك "صوفيا" آخر ملوك يهوذا الحكم، حيث قام بالثورة ضد الملك "نبوخذنصر"، الذي زحف عام 586 ق.م إلى أورشليم مرة ثانية، واستولى عليها، وحرقها، وهدم معبد سليمان، في التاسع من أغسطس من نفس العام، وأخذ معه خمسين ألفاً من الأسرى اليهود إلى بابل، وظل الشعب اليهودي في السبي مدة سبعين عاماً، وكان ذلك هو الهدم الأول للمعبد.

منذ هذا التاريخ، أي منذ حوالي ستة قرون قبل الميلاد، انتهي التاريخ السياسي لبنى إسرائيل، أو اليهود، في فلسطين، وظلوا خاضعين لدولة الفرس، حتى أعطى قورش، ملك فارس، الإذن لليهود بالعودة إلى بلادهم، كما أذن لهم بإعادة بناء الهيكل. وخضعت المنطقة لحكم اليونان بعد ذلك. وفي عام 49 ق.م خضعت أورشليم لحكم الرومان، في عهد يوليوس قيصر، وفي عهد نيرون عام 66م، تمرد اليهود في أورشليم، فأرسل لهم جيشاً من الإسكندرية بقيادة "تيطس" عام 67م، الذي نجح في استعادتها وتدميرها عام 70م، وأوقع مذبحة مروعة بأهلها، ودمرّ الهيكل، في التاسع من أغسطس كذلك، وهو التدمير الثاني للمعبد.

أدى تخريب الهيكل إلى زيادة تمسك اليهود بمعتقداتهم، والتشدد في مراعاة الأوامر والنواهي التي تغل حياة اليهودي. أصبح خراب الهيكل، صورة أساسية راسخة في الوجدان اليهودي، فهو يُذّكَرْ عند الميلاد والموت والزواج، فيحطم أمام الحضور كوب فارغ، لتذكيرهم بتحطيم الهيكل، وهناك صلاة خاصة تُتلى في منتصف الليل، من أجل أن يعجل الله بإعادة بناء الهيكل. ويحتفل بذكرى تحطيم الهيكل، في التاسع من آب في كل عام، وعند كل وجبة، وفي كل صلاة في الصباح يتذكر اليهود الأتقياء الهيكل، ويصلون من أجل أن تتاح لهم فرصة العودة للأرض المقدسة، والاشتراك في بنائه.

   عمّقت الأيدولوجية الصهيونية، العقائد الدينية، ومزجتها بالأهداف السياسية، وربطتها بتاريخ اليهود القديم، واستطاعت أن تصور بعد ذلك، قيام دولة يهودية في فلسطين، كانت بمثابة بناء الهيكل المقدس للمرة الثالثة. وبعد أن أعلنت الدولة اليهودية عام 1949 (إسرائيل)، أصبح الحلم اليهودي بإعادة بناء الهيكل الثالثة، أكثر قرباً، بعد عشرين قرناً من هدم الهيكل الثاني.

   يرى الإسرائيليون، أن هيكل سليمان، كان في القدس، في المكان الذي يقوم فيه المسجد الأقصى، ويزعمون أن الحائط الغربي للمسجد الأقصى (حائط البراق) من بقايا الهيكل (حائط المبكي) ومن ثم فهم يأملون في بناء هيكلهم مكان المسجد الأقصى يوماً ما.