إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / نظرية الأمن الإسرائيلي





نظام القبة الفولاذية
مقطع لمدينة القدس
التهديدات الخارجية المعادية لإسرائيل

أوضاع الدفاعية الإسرائيلية في الجولان
أوضاع الدفاعية الإسرائيلية في سيناء
المناطق العازلة
الأوضاع النهائية في فلسطين
الهجمات الإسرائيلية على سورية
الضربة الجوية كولمب
العمليات على الجبهة الأردنية
العملية العين (حوريب)
العملية عوفداه
العملية قادش المعدلة
ضربة صهيون
عملية السلام من أجل الجليل



كلية الملك عبدالعزيز الحربية

المبحث الثاني

تطور نظرية الأمن الإسرائيلي

(1949 ـ 1973)

واجهت إسرائيل، منذ قيامها في 14 مايو 1948، العديد من التحديات، التي نشأت نتيجة لصغر مساحتها، وقلة سكانها، وظروفها الاقتصادية فضلاً عن إحاطتها بدول معادية، الأمر الذي انعكس أثره على أسس بناء نظرية أمنها، ومن ثم قواتها المسلحة. ومع ذلك، بذلت إسرائيل قصارى جهودها للتغلب على كافة التحديات بتطوير اقتصادها، بالتصنيع أولا، من خلال ميزتها النسبية المتمثلة في التقدم التكنولوجي، وبالزراعة ثانياً، من خلال نظم الري المتطورة، وإنشاء المستعمرات الزراعية، وبالعلاقات الاقتصادية، التي عقدتها مع كثير من دول العالم بما فيها دول إفريقيا وآسيا، وهو ما أدى إلى تحسن وضعها الاقتصادي، إلى حد بعيد.

   غير أن متطلبات القوات المسلحة تعد باهظة التكاليف، خاصة إذا كانت تلك القوات كبيرة الحجم، الأمر الذي دفع إسرائيل إلى الاحتفاظ في فترات الهدوء، بقوات نظامية صغيرة ووحدات احتياطية كبيرة الحجم، يمكن تعبئتها خلال مرحلة التعبئة والحشد. ووضح أن العاملين، البشري والاقتصادي، يجعلان إسرائيل غير قادرة عل تحمل أعباء حرب طوية الأمد. يضاف إلى ذلك، موقعها الجغرافي والإستراتيجي وسط دول عربية معادية لها، وطول حدودها المشتركة مع هذه الدول، التي تبلغ في مجموعها (951) كم. وعلى الرغم من طول هذه الحدود، والعداءات المحيطة بها من كل جانب، فإن ظروفها الديموجرافية، فرضت عليها عدم الاحتفاظ بقوات كبيرة للدفاع عن تلك الحدود، وهو ما جعلها تضع المبادئ الأساسية للتحكم في الصراع مع الغرب، في اطار نظريتها للأمن، وهي:

1. الاحتفاظ بالحد الأدنى من القوات لحراسة الحدود، بحجم محدود من القوات الضاربة خفيفة الحركة، مع الاعتماد الرئيسي على قوات الاحتياط من خلال خطة تعبئة متميزة.

2. عدم السماح باختراق أراضيها، لعدم توفر العمق الإستراتيجي، واحتمال انهيار إسرائيل نتيجة لأي هجوم عربي مفاجئ. لذلك، كان الإصرار على عدم قبول المعركة في أراضيها، والعمل على نقلها إلى أرض الدول المجاورة.

3. العمل على أن تكون حربها مع العرب قصيرة وسريعة.

4. العمل على بقاء الدول العربية مفككة متناحرة، مع ضمان تأييد الغرب لإسرائيل. وقد نجحت، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، في تحقيق ذلك إلى حد كبير، من خلال إستراتيجية التفتيت، وهو ما أدى إلى الخلافات العربية المستمرة.

لم تتبلور نظرية الأمن الإسرائيلي، منذ نشأة إسرائيل عام 1948 حتى عام 1949، وهي الفترة التي شهدت البداية الحقيقية لنشأة المؤسسة العسكرية النظامية، حينما أصدرت الحكومة المؤقتة أمراً بإنشاء جيش الدفاع الإسرائيلي Israeli Defense Forces (IDF). فمنذ 26 مايو 1948، وهو تاريخ الإعلان عن إنشاء جيش الدفاع الإسرائيلي، الذي تكون من دمج المنظمات الإرهابية الصهيونية، ارتبط مفهوم الأمن بالدفاع عن الدولة الجديدة، لتوحيد وتركيز كل الجهود لتأمين المدن والمستعمرات اليهودية، فضلاً عن محاولة البحث عن الاعتراف والتأييد أو الدعم الدولي. لذلك أصدر الكنيست الإسرائيلي، في سبتمبر 1949، قانون الخدمة العسكرية، الذي حدد مدة الخدمة الإجبارية بسنتين، لكل من بلغ من العمر ثمانية عشر عاماً، ينتقل بعدها إلى قوات الاحتياط.

مرت نظرية الأمن الإسرائيلي بمرحلتين رئيسيتين، منذ نشأة الدولة الإسرائيلية. تميزت كل مرحلة بسمات خاصة. وشملت حرباً أو أكثر، بل إن التطور أتى دائماً عقب الحرب، ليعالج العيوب، التي ظهرت أثناءها، أو ليتلاءم مع المتغيرات التي نتجت عنها: