إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / نظرية الأمن الإسرائيلي





نظام القبة الفولاذية
مقطع لمدينة القدس
التهديدات الخارجية المعادية لإسرائيل

أوضاع الدفاعية الإسرائيلية في الجولان
أوضاع الدفاعية الإسرائيلية في سيناء
المناطق العازلة
الأوضاع النهائية في فلسطين
الهجمات الإسرائيلية على سورية
الضربة الجوية كولمب
العمليات على الجبهة الأردنية
العملية العين (حوريب)
العملية عوفداه
العملية قادش المعدلة
ضربة صهيون
عملية السلام من أجل الجليل



كلية الملك عبدالعزيز الحربية

أولاً: التوجهات الرئيسية للعقيدة العسكرية الإسرائيلية

بعد تحقيق السلام الشامل، فإن الضربة الصاروخية الوقائية تصبح، مرة أخرى، مناسبة تماماً. ففي ظل معاهدات السلام، أصبح من الصعب تحقيق هجوم مباغت بالقوات البرية. لذلك، فإن الهجوم الصاروخي المباغت، ضد القوات الجوية والأهداف الإستراتيجية والحيوية، من أفضل أهداف العمل الهجومي. ولمواجهة هذا الاحتمال، تكون الضربة الوقائية من أفضل الأعمال، ولكن مع مراعاة الصعوبات السياسية عند تنفيذ.

   من وجهة أخرى، فإن على إسرائيل منع الهجوم على عمقها، بالاعتماد على مبدأ الحرب الاختيارية، التي تخوضها بمحض اختيارها لفرض إرادتها وتحقيق مصالحها الوطنية، كما تراها وتحددها. مع ضرورة تنفيذ إجراءات سلبية لوقاية السكان والأهداف الحيوية، تشمل إقامة المخابئ والملاجئ وغرف الوقاية والتكسيات السميكة والجدران المزدوجة، من القصفات الصاروخية الباليستية المعادية، مع تخفيض بعض الكثافة السكانية، من المناطق التي ينتظر تعرضها للهجوم الصاروخي المعادي. وهي عملية معقدة وصعبة، كما أن تكلفتها الاقتصادية باهظة.

   قد يؤدى تعرض العمق الإسرائيلي المحدود، والمزدحم بكثافة سكانية، للضربات الصاروخية، إلى تأخير تنفيذ عملية تعبئة الاحتياطي، وربما فشلها، وهي أحد مرتكزات نظرية الأمن. وقد يؤدي كذلك إلى تقليل فاعلية القوات الجوية الإسرائيلية، نتيجة لتدمير عدد كبير من القواعد الجوية. إضافة إلى الخسائر المادية والبشرية، التي قد تؤثر على استكمال البناء السريع للأنساق الدفاعية. وينتج عن ذلك تحول كبير في تصور طبيعة الحرب، التي كانت تعتمد على مرحلتين للإدارة الإستراتيجية للحرب[1] يصبح الوضع الجديد يعتمد على ثلاث مراحل رئيسية للإدارة، فبعد حرب الخليج الثانية، ونجاح الولايات المتحدة الأمريكية في استنزاف وتدمير القدرات العراقية، من خلال حملة جوية شاملة، أدت إلى سهولة تنفيذ الحملة البرية، فإنه من المحتمل أن تغير إسرائيل عقيدتها القتالية لتدير الحرب المحتملة، من خلال ثلاث مراحل رئيسية للعمليات. تشمل المرحلة الأولى الصمود لفترة طويلة بمساندة جوية، واستخدام الطائرات العمودية الهجومية، والطائرات دون طيار المتعددة المهام، بينما تعمل القوات الجوية للحصول على السيطرة الجوية على منطقة القتال. في المرحلة الثانية يتم تدمير النظام الدفاعي للخصم، من قوات ومنشآت، بالضربات الجوية والصاروخية، لإضعاف قدراته وإمكانياته. كذلك تدمير قواعد الصواريخ أرض / أرض الباليستية، ومهاجمة قوات العدو المدرعة ومواقعه الرئيسية. في المرحلة الثالثة، تنقل الحرب إلى أرض الخصم، بشن الهجوم المضاد العام.

قد تكون الحرب بهذه العقيدة أطول زمناً وأكثر تكلفة، ولكنها ستقلل كثيراً من الخسائر. ويغير ذلك، الكثير من العناصر التي ترتكز عليها نظرية الأمن الإسرائيلي، في مراحلها وإجراءاتها التفصيلية، مع الإبقاء على جوهرها. ومنها النظام الدقيق للتعبئة، الذي ستختلف مراحله وإجراءاته مع الاحتفاظ بدقته وسرعته، وإن اختلفت التوقيتات. وسيساعد التقدم التقني، على سرعة استيعاب التغيرات، كما يعاون في سهولة ويسر الإجراءات. ويعول عليه، كذلك، في مرحلة الصمود الطويلة نسبياً، التي يُعتمد على نجاحها في المرحلتين الأخرتين عند إدارة الحرب.

   كذلك سيُعتمد على الحدود المرنة، التي تحقق المتطلبات الأمنية، دون الحاجة لحشد أو تركيز للقوات على الحدود. لذلك يُنشأ خط دفاع متقدم، مزود بأحدث تقنية لأسلحة التدمير، مع تأمين العمق الإستراتيجي الإسرائيلي، بإجراءات أمنية طبقاً لاتفاقيات السلام في أراضي الدول المجاورة، تشمل ترتيبات نزع سلاح، ومناطق عازلة، ورقابة مشتركة، وتخفيض للقوات، والثقة المتبادلة، والاستعداد للقضاء الفوري على أية أخطار (الأنشطة الإرهابية، وأعمال العنف الجماعي، والعمليات الفدائية، وحرب العصابات) وبمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في الإجراءات الأمنية، كبديل موثوق به.

   يظل تأمين القدرات الذاتية لإسرائيل، والمحافظة على التفوق العسكري النوعي والتقني، ومنع تغيير الوضع العسكري الإقليمي الراهن في الدول المجاورة لإسرائيل، أو التقارب بين الأطراف العربية في المنطقة، من التوجهات الأساسية للعقيدة العسكرية.



[1] في التصور القديم كان يتم ملاقاة الهجوم المباغت، من خلال مرحلتين، الأولى التعطيل والاحتواء وصد الهجوم المباغت مع التمسك بالدفاعات، والثاني بالتحول للهجوم المضاد العام ونقل الحرب بسرعة لأرض العدو.