إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / نظرية الأمن الإسرائيلي





نظام القبة الفولاذية
مقطع لمدينة القدس
التهديدات الخارجية المعادية لإسرائيل

أوضاع الدفاعية الإسرائيلية في الجولان
أوضاع الدفاعية الإسرائيلية في سيناء
المناطق العازلة
الأوضاع النهائية في فلسطين
الهجمات الإسرائيلية على سورية
الضربة الجوية كولمب
العمليات على الجبهة الأردنية
العملية العين (حوريب)
العملية عوفداه
العملية قادش المعدلة
ضربة صهيون
عملية السلام من أجل الجليل



كلية الملك عبدالعزيز الحربية

المبحث الخامس

نشأة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وإعلان الدولة اليهودية

شكل العمل العسكري الركيزة الأساسية، والوسيلة المضمونة، لتحقيق الغاية الصهيونية المحددة. ولم يكن الاهتمام بالعمل العسكري مصادفة، بل ضرورة حتمية لأسلوب نشأة الدولة الإسرائيلية. لذلك، اعتمدت المنظمة الصهيونية على العمل العسكري، منذ بدأت تمهد لموطئ قدم للوجود الصهيوني في فلسطين.

   ذلك أنّ قيام الحركة الصهيونية، استلزم، بالدرجة الأولى، أن يُوكل إلى العمل العسكري دور ذو أهمية خاصة، له نتائج حاسمة، وعواقب مصيرية. فقد استلزم لقيام الدولة، وتمتعها بالاستقلال السياسي، تقدم العمل العسكري، منذ البداية، إلى مركز الصدارة. ولم ينته دور العمل العسكري، بإتمام مرحلة قيام الدولة، وقيام مؤسساتها الدستورية، من خلال الجولة الأولى عام 1948 (المرحلة التي قام العمل العسكري فيها بالدور الأساسي)، بل امتد ليشمل عدة جولات أخرى.

   ولعل ذلك يكشف عن طبيعة الدور الكبير، الذي قامت به القوة المسلحة في اغتصاب أرض فلسطين، وإقامة دولة إسرائيل فوقها، ودعم كيانها وحمايتها، وهي تنطلق نحو غاياتها النهائية. كانت إقامة دولة إسرائيل في 15 مايو عام 1948، هي البداية نحو التوسع الجغرافي، والتغلغل الاقتصادي في الشرق الأوسط، في إطار نظرية للأمن الإسرائيلي، محددة الأبعاد، تتميز بالمرونة، في مواجهة المتغيرات الإقليمية والدولية، مستهدفة تحقيق أقصى استفادة منها. ولتحقيق نظرية الأمن، كان لا بد لها من ركائز إستراتيجية وعملياتية، غير أن أهم ركائزها، كانت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية. ما شكلته نظرية الأمن، من مبادئ، وما مرت به من تطورات، انعكس على تلك المؤسسة في بنائها وتطويرها.

   أدت القوات المسلحة الإسرائيلية دورها الطليعي، لتحقيق الأهداف البعيدة. لذلك أوكل إليها، أمر إنجاز مراحلها الأخرى، عن طريق الجولات العسكرية المتتالية، في إطار نظرية الأمن المحددة، علاوة على قيامها، بعد ذلك، ببناء قوة ردع، ذات مستويات مختلفة (تقليدية ـ فوق تقليدية ـ نووية)، ومداومة تطويرها وتقويتها، لتعمل على فرض الأمر الواقع على العرب، وتجبرهم على قبول الكيان الصهيوني الموسع، كحقيقة قائمة.

   وتخطط إسرائيل لتطور قواتها المسلحة، وأساليب استخدامها، من خلال خطط عشرية، وفي إطار نظرية الأمن الوطني الإسرائيلي، التي بدأت في الخمسينيات، واستمرت صالحة للاستخدام، لما تميزت به من مرونة، إذ تطورت بعد حرب 1967، بإضافة مفهوم الحدود الآمنة. إلاّ أن النظرية تعرضت لهزة شديدة، في أعقاب حرب أكتوبر عام 1973، وتطلب الأمر تطويرها، لمواجهة مشاكل الإنذار، وما يمكن أن يؤدي إليه من مباغتة، وانعكاس ذلك على علميات التعبئة والحشد. وأدى كذلك لعلو نبرة الردع النووي الإسرائيلي بالشك، في محاولة لاستعادة هيبتها بعد حرب 1973. ثم جاءت اتفاقيات السلام، ثم حرب لبنان، ثم حرب الخليج الثانية (عاصفة الصحراء)، لتترك انعكاسات مهمة على نظرية الأمن. غير أن التوجه الإسرائيلي السليم نحو التكنولوجيا، نجح إلى حد كبير في التوصل إلى حلول للتقنية المتقدمة، والمشاكل الإستراتيجية والعملياتية، التي واجهتها نظرية الأمن الإسرائيلي، على مدى نصف قرن.