إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / نظرية الأمن الإسرائيلي





نظام القبة الفولاذية
مقطع لمدينة القدس
التهديدات الخارجية المعادية لإسرائيل

أوضاع الدفاعية الإسرائيلية في الجولان
أوضاع الدفاعية الإسرائيلية في سيناء
المناطق العازلة
الأوضاع النهائية في فلسطين
الهجمات الإسرائيلية على سورية
الضربة الجوية كولمب
العمليات على الجبهة الأردنية
العملية العين (حوريب)
العملية عوفداه
العملية قادش المعدلة
ضربة صهيون
عملية السلام من أجل الجليل



كلية الملك عبدالعزيز الحربية

ثانياً: إعلان الدولة اليهودية، وإنشاء الجيش الإسرائيلي النظامي

بانتقال المسألة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة، في 28 إبريل 1947، ضاعفت العناصر الإرهابية من نشاطها في فلسطين، بينما كانت الاستعدادات العسكرية اليهودية قد بلغت ذروتها بتخزين الأسلحة وحشد الطاقة البشرية، وتدريبها. أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 29 نوفمبر عام 1947، مشروع التقسيم. ورفضه العرب، وأعلنوا ثورتهم في اليوم التالي. تحرك العرب في أواخر عام 1947 متأخرين، بينما كانت الصهيونية في قمة نشاطها، وقد استعدت لبدء حرب الاستقلال، بإستراتيجية محددة:

1. الاحتفاظ بالمستعمرات، وعدم تركها أياً كانت الدوافع والأسباب، الأمر الذي يتطلب المحافظة على خطوط المواصلات الطويلة بينها، وضمان وصول الإمدادات إليها.

2. تركيز الدفاع عن المستعمرات النائية، واستغلالها:

أ. جذب قسم من القوة العربية المتوقع هجومها، على المراكز اليهودية (الحيوية) الأخرى.

ب. استخدام هذه المستعمرات قواعد، لأعمال العصابات خلف خطوط العدو.

ج. اعتبارها ذريعة للهجمات، المنتظر أن تشنها القوات اليهودية، للاستيلاء على مزيد من الأراضي، بحجة تأمين الوصول إلى هذه المستعمرات البعيدة.

3. تجنب أي صدام مباشر مع القوات البريطانية، حتى لا يؤدي ذلك إلى إعاقة خطط جلاء هذه القوات، وتأخُرها.

4. العمل على تأمين الاتصال البري بين المناطق المختلفة، داخل كل منطقة يسيطر عليها اليهود، لتحقيق الأمن لطرق المواصلات الداخلية، وتأمين القوى البشرية، وخلق الموقف العسكري الملائم، لمواجهة التهديدات العربية.

تكفلت قوات الهاجاناه، والبالماخ، وحرس المستعمرات، بتنفيذ هذه الإستراتيجية. أما العصابات الإرهابية (الأرجون وشتيرن)، فقد تكفلت بمهمة أخرى أشد خطراً، بشن حرب عصابات تعتمد على الإرهاب والقتل، لإجبار العرب على ترك أراضيهم، ودفعهم إلى الفرار، خوفاً من عمليات الإبادة الجماعية، والمذابح الوحشية.

شُكلت حكومة مؤقتة في إبريل عام 1948، لم يُعلن عنها رسمياً، وأُسست إدارة الدفاع، تمهيداً لتحويلها إلى وزارة الدفاع فيما بعد. طالب بن جوريون بشرطين، عند قبوله منصب وزير الدفاع:

الأول: أن يخضع الجيش الجديد، وجميع أقسامه للحكومة، وأن يتبعها.

والثاني: أن يعمل جميع الأفراد، في الجيش أو الهاجاناه، طبقاً لوظائف محددة واضحة، تنشئها الحكومة.

واستمر في الوقت نفسه، تجميع القوى المسلحة، وإعدادها لفرض الأمر الواقع، عند إعلان الدولة. وقد حدد بن جوريون العناصر، التي شكلت جيش الدفاع الإسرائيلي الذي تقرر إنشاؤه.

بلغ حجم القوات اليهودية العاملة في مايو 1948 حوالي 50 ألف جندي. ونظّمت البالماخ، في تسع كتائب، شُكَّلت في ثلاث ألوية (هارئيل، يفتاج، النقب) إضافة إلى ستة ألوية إقليمية (اسكندروني، كرميلي، عتصيونى، جعفاتي، جولاني، كرياتي) كما تمكنت الهاجاناه من زيادة كميات الأسلحة الصغيرة لديها، عن طريق سواحل فلسطين، وبعض المطارات في أوروبا.

عند بدء الحرب مع العرب، كانت القوة الجوية مكونة من ثلاثة أسراب، من الطائرات الخفيفة (سرب الجليل، سرب تل أبيب، سرب النقب)، أما الطيارون فبلغ عددهم أربعين طياراً يهودياً، بعضهم سبق تدريبه في القوات الجوية البريطانية والآخر في السّرية الجوية للبالماخ. كما أمكن تجهيز طائرات نوع "أوستر" Oster للعمل كقاذفات قنابل.

بدأت البحرية في إعداد بعض السفن، التي كانت مخصصة للهجرة، وتحويلها إلى سفن حربية. وعقب استيلاء اليهود على ميناء حيفا مباشرة، بدأ إصلاح هذه السفن، وتزويدها بالمدافع والأبراج.

تطورت، كذلك، الصناعات الحربية، التي كانت تنتج كميات محدودة من الأسلحة الصغيرة، والهاونات الخفيفة، والذخائر. فأصبح بإمكانها إنتاج القواذف المضادة للدبابات، وكذلك المفرقعات، على نطاق واسع[1]. كما أضافت دروعاً لبعض عربات النقل المدنية، لتحولها إلى عربات مدرعة، وعدّل سطحها بتركيب أسلحة آلية فوقها، وعلى الأجناب.

وبإعلان الدولة في 14 مايو 1948، أسرع بن جوريون يعرض على الحكومة المؤقتة أمراً بإنشاء "قوات الدفاع الإسرائيلية". وقد صدقت الحكومة المؤقتة في 26 مايو، على مرسوم جيش الدفاع الإسرائيلي. وأصدر "ديفيد بن جوريون" في 31 مايو الأمر الرقم (4)، بإنشاء قوات الدفاع الإسرائيلية "تسهال Tsahal"[2]. (اُنظر ملحق أمر إنشاء قوات الدفاع الإسرائيلية (Tsahal) في 31 مايو 1948)

تشكلت أول "وزارة دفاع"، خولها مجلس الوزراء اتخاذ قرارات نيابة عن الحكومة، وشكل جهاز حيوي جديد، هو لجنة الدفاع والسياسة الخارجية، التابعة للكنيست، وخولها المجلس حق التصرف نيابة عنه.

وبإنشاء جيش الدفاع الإسرائيلي، انتهت صفة الهاجاناه، وباقي التنظيمات السرية الأخرى، كتنظيم سرى، وتحولت إلى قوات نظامية.

 



[1] كانت مصانع خاصة بقوات الانتداب البريطانية في فلسطين، والتي تبقت بعد الحرب العالمية الثانية، وتركتها السلطة البريطانية فجأة عند رحيلها، ليستولي عليها اليهود، سليمة، وبكافة معداتها

[2] تسهال Tsahal اختصار للعبارة العبرية تسفاهاجناه ليسرائيل، وتعني جيش الدفاع الإسرائيلي، وهو اسم القوات المسلحة الإسرائيلية.