إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / أسلحة الدمار الشامل




مدفع الهاوتزر م 109 أ1
إطلاق الغازات الحربية
الهاوتزر عيار 155مم FH-70
الانفجار النووي
البكتريا المسببة لمرض الجمرة
القنبلة النووية

وسائل نشر العوامل البيولوجية
القنبلة الهيدروجينية
القنبلة الذرية
قذيفة الهاوتزر عيار 155مم
قذيفة غاز الفوسيجين، وجرين كروس




المبحث الثاني

المبحث الثالث

شروط ومزايا استخدام الأسلحة الحيوية والبيولوجية

 

أولاً: تعريف الأسلحة الحيوية (البيولوجية) (اُنظر صورة البكتريا المسببة لمرض الجمرة)

منذ عام 1925، كان التصنيف الأول لتلك الحرب "الطرق البكترولوجية في الحروب" ولكن التصنيف الحديث للحرب الجرثومية شمل الحرب البكيتريه بالإضافة إلى عوامل أخرى غير بكتيرية وأطلق عليها جميعاً الأسلحة الحيوية (البيولوجية).

ولقد وضع قاموس الجيش الأمريكي تعريفاً للأسلحة الحيوية (البيولوجية) على النحو التالي:

"إدخال الكائنات الحية ـ مضاداتها الحية السامة ـ الهرمونات المنظمة لنمو النباتات لتسبب الموت، أو الإصابات في الإنسان والحيوان أو النباتات أو تكون دفاعاً ضد تلك الأفعال".

أما نشرة الجيش الأمريكي الحولية عام 1956، فقد وضعت الأسلحة الحيوية (البيولوجية) على هذا النحو:

"استخدام عسكري للكائنات الحية، أو منتجاتها السامة لتسبب الموت، أو العجز أو التدمير للإنسان أو حيواناته الأليفة ونباتيه ـ وليست قاصرة على استخدام البكتريا ـ بل تشمل أيضاً استخدام كائنات دقيقة أخرى ونباتات وأشكال أخرى من الأحياء كالحشرات".

ومن هذا نستطيع أن نقول بأن الأسلحة الحيوية هي إحدى أسلحة الدمار الشامل، وتستخدم لقتل الأفراد، والحيوانات، وأصابت المزروعات، وتحدث الإصابة من الأسلحة البيولوجية التي تشمل الميكروبات المعدية، وسموم هذه الميكروبات.

والميكروبات المعدية أو المسببة للأمراض هي عبارة عن كائنات حية دقيقة تسبب الأمراض المعدية وهذه الميكروبات صغيرة جداً لدرجة أن نقطة واحدة من الماء قد تحتوي على مئات الملايين منها.

ثانياً: تقسيم الميكروبات المسببة للأمراض

تقسم الميكروبات[1] المسببة للأمراض حسب حجمها وخواصها إلى خمس أنواع رئيسية هي:

1. البكتريا Bacteria

أصغر الكائنات الحية ولا يمكن رؤيتها إلا بالميكروسكوب، وتتكاثر بطريقة انقسام الخلية وسرعة هذا الانشطار في الظروف الملائمة كبير جداً. ويتطلب هذا التكاثر تواجد البكتريا في وسط يساعد على التغذية، بمعنى أن هذا الوسط يحتوي على جميع المواد التي تدخل في تكوين خلية البكتريا ومن أهم هذه المواد النتروجين والكربون.

أغلبية البكتريا لا تتحمل أشعة الشمس ولا المحاليل المطهرة ولا الغليان، وغير حساسة تقريباً إلى درجة الحرارة المنخفضة.

تسبب البكتريا كثيراً من الأمراض الخطيرة من الطاعون، وحمى الخبيثة، والكوليرا، وأمراض أخرى، وتفرز بعض أنواع البكتريا أثناء نشاطها الحيوي مواد سامة تعرف بسموم الميكروبات وهذه السموم تسبب بعض الأمراض الخطيرة إذا دخلت الجسم مثل مرض التيتانوس، والدفتريا، وسم البتيولزم. تتحلل السموم بسرعة إذا كانت سائلة وتحتفظ بخواصها لمدة بضعة أسابيع أو شهور إذا جففت كما إنها تتحلل أيضاً بالغليان وبالمواد المطهرة.

2. الفيروسات المسببة للأمراض Viruses

هي كائنات حية صغيرة جداً، وحجمها يصل إلى جزء من ألف بالنسبة لحجم البكتريا وتختلف عن البكتريا في أنها لا تنمو خارج الجسم إلا على أنسجة حية وهذه إحدى الصفات التي جعلت من الصعب إنتاج الفيروسات المسببة للأمراض على نطاق واسع بكميات كبيرة ولمدة طويلة (بضعة أسابيع أو شهور) إذا جففت. ومن الأمراض التي تسببها الفيروسات الجدري، الجديري، الحمى الصفراء، شلل الأطفال، ومرض الورم المخي الذي ينتشر بين الخيول، ومرض الببغاء.

3. الركتسيا المسببة للأمراض Rickettsiae

هي كائنات حية دقيقة، تشبه البكتريا، من ناحية الحجم، والشكل. وتشبه الفيروسات، في أنها لا تنمو خارج الجسم، أو في وسط صناعي لا يحتوي على خلايا حية. وهي تقاوم درجات الحرارة المنخفضة، والجفاف. تنقل عن طريق الحشرات، كالقُراد، والقُمَّل. ومن الأمراض التي تسببها، التيفوس، وحمى الكيو.

4. الفطريات المسببة للأمراض Fungi

هي كائنات حية دقيقة مثل البكتريا ولكنها تختلف عنها في تعقيد تكوينها وكذلك طرق تكاثرها. فهي لا تهتم كثيراً بنوع الغذاء ويمكنها أن تنمو في الأوساط المختلفة ودرجة مقاومتها للمواد الكيماوية والظروف الطبيعية تفوق درجة مقاومة البكتريا لها وتتحمل بسهولة الجفاف وأشعة الشمس والمواد المطهرة. ومن الأمراض التي تسببها الفطريات مرض الأكتينوميكوزس، والالتهاب السحائي الفطري، الالتهاب الرئوي الفطري.

5. الكائنات وحيدة الخلية Protozoa

هي كائنات حية دقيقة بسيطة التركيب (خلية واحدة) وتسبب بعض الأمراض من أبرزها، الدوسنتاريا، والجرب الجلدي.

ثالثاً: الخواص الحربية للأسلحة البيولوجية

1. القابلية على الانتشار

إن العوامل الحيوية ضد الأفراد يمكن أن تنشر بكميات مسببة للإصابة على مساحات واسعة جداً في منطقة الهدف، ويمكن أن تغطي مساحة شاسعة، بكثافة عالية من طائرة أو قاذفة واحدة. وقابلية انتشار سحب العوامل الحيوية ونسبة الجرعات القليلة منها التي تسبب عدوى أو إتلافا بين الأفراد، تعطي الذخائر الحيوية المقدرة على أن تغطي مساحات شاسعة، حتى وان لم تحدد فيها أماكن الأهداف تماماً، إلا أن تحريات الاستخبارات تنبأت باحتمال وجود أفراد العدو فيها.

2. فقدان التحذير

إن الهجوم الحيوي، يمكن أن يحدث بدون سابق إنذار، نظراً لأن العوامل الحيوية يمكن أن تنشر بواسطة أنواع من الأسلحة، تشمل الحشرات ناقلة الأمراض، التي تنطلق في حدود مسافات معينة من نقطة التجمع، معتمدة على اتجاه الرياح لتحملها إلى الهدف. وفي هذه الحالة الأولية للنشر لا يمكن على الإطلاق استكشافها بعين الإنسان المجردة أو أيٍ من حواسه الطبيعية، حيث أن معرفة حقيقة تلك العوامل وأسرارها عادة ما يأخذ وقتاً ويتطلب عمل مخبري جاد.

3. التأثير المتأخر

العوامل الحيوية لا تسبب أثراً في الحال بل يتطلب ذلك فترة حضانة (سكون)، من الوقت الذي تصل فيه الجرثومة إلى الجسم حتى تحدث المرض.

4. اختراق الإنشاءات

سُحب العوامل الحيوية يمكن أن تخترق التحصينات، ومعظم المنشآت الأخرى التي لا تحتوي على مرشحات فعالة لإزالة جسيمات الكائنات الدقيقة. وهذه الميزة جعلت الهجوم الحيوي على الأفراد في تحصيناتهم سهلاً ميسوراً بعد أن كان هدفاً صعباً للذخائر العسكرية عالية الإنفجار أو حتى للذخائر العسكرية النووية ذات الطاقة الإنتاجية المنخفضة.

5. التأثيرات المرحلية

أعطت مراحل الإصابة المختلفة، للعوامل الحيوية، المقاتل العسكري، فرصة ليختار منها التأثير المرغوب ـ سواء أكان ـ إعاقة، أم شللاً مؤقتاً، مع موت أعداد قليلة، أو أعداد لا تحصر من القتلى، أو المشوهين. لكي يحقق هدفه.

6. عدم تدمير الماديات والمنشآت

إن العوامل الحيوية، ضد الأفراد يمكن أن يتم تأثيرها، دون أي عملية تدمير طبيعية. وهذا قد أضاف فائدة كبيرة لكل العمليات القتالية حيث يكون الهدف الجوهري الحفاظ على جميع المرافق العامة لاستخدامها في المستقبل من قبل القوات الصديقة.

يمكن اعتبار الأسلحة الحيوية، ذات فعالية وسط بين المواد التقليدية الشديدة الانفجار وبين الأسلحة النووية. فقد ذكر أحد كبار قسم سلاح الكيمياء الحيوية في الجيش الأمريكي أمام الكونجرس في عام 1960: "قد يستطيع العدو قتل أو تعطيل 30% من الشعب الأمريكي في هجوم بعشر طائرات فقط تنشر كل منها عشرة آلاف رطل من الجراثيم المجففة"، ثم أضاف "لذا يجب علينا حفظ مخزوننا من هذا السلاح على تلك الهيئة حتى يصبح استعماله عند الحاجة ميسوراً وسهلاً". وفي عام 1966، كان لدى الولايات المتحدة الأمريكية بالفعل هذا السلاح الجرثومي المجفف، من فيروسات، والحميات الراشحة، والجراثيم المختلفة، والفطريات.

رابعاً: الشروط الواجب توافرها في الأسلحة الحيوية

1. مقدرة الكائنات الحية على أن تسبب أمراضاً معينة. تعطل المناعة الدفاعية الطبيعية في الجسم.

2. يجب أن تكون هناك كميات لا يستهان بها من الجراثيم التي يسهل زرعها وتربيتها واستعمالها.

3. يجب أن تكون الجراثيم ذات مقاومة شديدة في الوسط الذي تعيش فيه، وخارج الجسم لمدة طويلة، وأن تكون قابليتها للاستقرار والبقاء والصمود لمختلف العوامل الطبيعية كالتغيرات في درجة الحرارة والجفاف والرطوبة والضوء عالية جداً.

4. يجب أن لا تقل الحضانة (أي سكون الجرثومة) عن يومين أو ثلاثة قبل وقوع العدوى الفعلية حتى يصعب إثبات الجرعة دولياً، وتعطي للمعتدى فرصة للاختفاء من مسرح العملية قبل أن تظهر أولى الأعراض الخارجية للمرض على المهاجمين. (اُنظر جدول مدة الحضانة لبعض العوامل الحيوية المميتة)

5. يجب تغيير الصفات البكتريولوجية، أي تغيير الخواص الطبيعية للجرثومة، وحصول ما يسمى بالطفرةMutation، على سبيل المثال تغير المناعة، الشكل، اختبار الحساسية، حيث يصعب تشخيصها.

6. اختيار ميكروبات بحيث تكون أقل جرعة منها كافية لأن تنشر العدوى أو تسمم أعداد كبيرة من الأفراد.

7. يجب أن تكون الجراثيم سريعة الانتشار، لأن أسهل الطرق لانتشار العدوى هو الجهاز التنفسي، ولذا يجب اختيار جراثيم لها القابلية على الانتشار في الهواء وأن تنتقل إلى مسافات شاسعة.

8. أن تكون الجراثيم من الأنواع التي لا يملك الإنسان مناعة طبيعية لها، وليس هناك مصل واق ضدها وليس هناك دواء شاف للمرض الذي تسببه.

فليس من السهولة حصول التلقيح الجماعي لكل السكان في بلد ما، مع أنه الوسيلة الوحيدة التي تقي هؤلاء من الأسلحة الحيوية. فمن الممكن تلقيح جميع الناس ضد أمراض فيروسية خطيرة مثل الحمى الصفراء، وشلل الأطفال، والجدري، أما ضد الأمراض البكتيرية مثل الكوليرا، فهناك لقاح يقي جزئياً ويجب تجديده كل ستة أشهر. وهناك لقاح ضد مرضى الحمى القلاعية، ومرض الجمرة الخبيثة، والطاعون، إلا أن هذه اللقاحات كلها لا تقي كلياً ومفعولها قصير الأمد، والشخص الملقح بها معرض لمضاعفات قد تكون أخطر من المرض نفسه في بعض الأحيان. لذلك لم تستعمل هذه اللقاحات على مستوى واسع.

1. الغزو الجرثومي لجسم الإنسان

يمكن للجراثيم أن تغزو الجسم من خلال الأنف، والفم، والجلد. وهذا يعتمد على طريقة انتشار الجراثيم. فالجراثيم التي على هيئة ضباب دخاني عادة ما تدخل الجسم من خلال الأنف، أو الفم، وتأخذ طريقها إلى الرئتين.

ومع أن الجراثيم يمكن أن تدخل إلى الجسم أثناء تناول طعام أو شراب، ملوثين. وكذلك يمكن أن تدخل مجرى الدم وتسبب العدوى، عن طريق الجروح والشقوق. أو من خلال الجلد، عن طريق لدغ الحشرات. إلا أن الخطر الرئيسي في أي هجوم جرثومي يكمن في تنفس الضباب الدخاني المحمل بالجراثيم. ولذا يكون القناع هو المانع من أن تدخل هذه الجراثيم للجسم عن طريق الاستنشاق.

2. مقاومة جسم الإنسان للغزو الجرثومي

يبذل جسم الإنسان عادة جهداً كبيراً للدفاع عن نفسه، من الغزو الجرثومي، بما أودعه الله سبحانه، من وسائل دفاعية، إذ وهب أجسامنا ثلاثة خطوط دفاعية وهي:

أ. إنزيم يسمى ليزوزيم Lysozyme، ويوجد في اللعاب، والدموع، وفي غشاء الأنف المخاطي، ويتميز بقدرته على تحليل العديد من البكتريا.

ب. الدم ويحتوي على خلايا بيضاء، تجري في بلازما الدم، ولها القدرة على بلع، وهضم، الجراثيم الخارجية المهاجمة للجسم، وإذا ما حصلت أي عدوى، أو جُرح الجسم في مكان ما فهي تسارع بالتجمع حوله، وتحاول التغلب عليه، ويمكن اعتبار الكبد مصدراً لتلك الخلايا في حالة الحاجة أليها.

ج. إن الجسم يبني بروتينا خاصاً، يسمى بالأجسام المضادة Anti - Bodies، يذوب في مجرى الدم، حيث يتفاعل مع الجرثومة الغازية ويستطيع تكويرها (أي جعلها على شكل كرة) وفي تلك الحالة تكون أقل خطورة وسهلة الهضم لدى الكرات الدم البيضاء. ومن نتائج مقاومة الجسم للجراثيم الغازية وإفرازاتها الضارة، تظهر عادة أعراض المرض الأولية، كارتفاع درجة الحرارة، وأحياناً القيء، والإسهال، وغيرها. وبسبب ذلك يكسب الجسم مناعة طبيعية من الجراثيم الغازية. ولكل مرض أعراضه الخاصة به، فإذا تغلبت الجراثيم، وكانت قوية الفاعلية عميقة الضرر، يموت المريض بسرعة، أما إذا طالت المعركة فيصبح المريض عليلاً والمرض مزمناً.

3. طرق إيقاف الغزو الجرثومي

يمكن لجسم الإنسان أن يستعين ببعض الأدوية والمستحضرات الحيوية التي تساعده على الخلاص من الجراثيم وإيقاف مفعولها الضار أو إعطائه المناعة الصناعية الوقائية ضدها ومن أهمها:

أ. المضادات الحيوية Anti - Biotics، وأبرزها البنسلين، والكفالوسبورين، والكلورانفينيكول، والجنتامايسين.

ب. المطهرات العامة، مثل الفينيك، والديتول، والمركروكروم، والجنشيان.

ج. الأمصال، وهي مستحضرات حيوية تُعطى للعلاج في حالة المرض.

د. اللقاحات، وهي تُعطى للوقاية من المرض قبل وقوعه، مثل لقاحات الكوليرا، والجدري، والدفتيريا، والطاعون، وشلل الأطفال. ومهمتها دفع الجسم لإنتاج مواد مضادة لجراثيم معينة والتي أُعطى من أجلها اللقاح. أما مهمة الأمصال فهي إعطاء الجسم هذه المواد المضادة جاهزة لمساعدته في كفاحه ضد الجراثيم.

4. تأثير المواد البيولوجية والجرثومية على الكائنات الحية

أنواع الميكروبات المستخدمة في الحرب البيولوجية (الجرثومية)

عند تحديد استخدام نوع أو أنواع بعض من الميكروبات يجب أن يوضع في الاعتبار الخواص التالية:

أ. استخدام أقل ما يمكن من الميكروبات لإحداث أمراض وبائية.

ب. قابلية الميكروب على الانتشار السريع بين الأفراد والحيوانات مسبباً وباء بين الناس والحيوانات.

ج. خطورة استمرار الإصابة بالمرض الذي يحدثه الميكروب المستخدم.

د. ثبات الميكروب الوبائي ضد العوامل المحيطة والمؤثرات الخارجية.

هـ. صعوبة وطول فترة اكتشاف المادة الوبائية والتعرف على المرض.

من الخصائص السابقة يمكن استخدام الميكروبات التي تسبب الأمراض التالية كأسلحة بيولوجية:

أ. للتأثير على الأفراد: الطاعون، والكوليرا، والجدري، والحمى الصفراء، والتيفود، وحمى الكيو، والتسمم الغذائي الميكروبي، وغيرها.

ب. للتأثير على الحيوانات: مرض الفم والقدم، طاعون الماشية، وأمراض الجمرة والغدد والالتهاب السحائي التي تصيب الإنسان والحيوان معاً.

ج. للتأثير على النباتات: تستخدم ميكروبات تسبب ندرة النباتات والمحاصيل وكذا توجد حشرات وآفات مختلفة تسبب تلف المحاصيل والنباتات.

وبالإضافة إلى ذلك توجد مواد كيميائية تسبب إتلاف النباتات المزروعة، وقد وجد أن المواد الكيماوية أرخص وأبسط نوعا في التداول بمقارنتها بالمواد البيولوجية علاوة على أنها لا تفقد خواصها عند التخزين.

وتقسم المواد الكيماوية للتأثير على النباتات إلى:

أ. مبيدات الحبوب والنباتات: وهي عبارة عن مركبات عضوية أو غير عضوية تستخدم لإتلاف الحبوب والمحاصيل الزراعية.

ب. مانعات نمو النباتات: وهي مواد عضوية تساعد على نمو ونضوج النباتات ولكن الكميات الكبيرة منها تحدث تأثيراً عكسياً بمعنى أنها تعطل نمو ونضوج النباتات.

ج. المواد المسقطة لأوراق النباتات: وهذه تسبب تساقط أوراق النباتات والأشجار وتسبب هلاك النباتات إذا استخدمت بكميات كبيرة.

خامساً: استخدام الأسلحة البيولوجية في العمليات الحربية (اُنظر شكل وسائل نشر العوامل البيولوجية)

1. وسائل الإطلاق للمواد البيولوجية والجرثومية

تختلف وسائل إطلاق المستحضرات البيولوجية، فقد تكون على شكل قنابل، وأجهزة رش الطائرات، أو قذائف المدفعية، أو ألغام، أو صواريخ موجهة، أو بالونات.

أ. فعند استخدام قنابل الطائرات، تتكون السحب البيولوجية، بعد تفجير القنبلة، على مسافة من سطح الأرض، إذا كانت الطابة زمنية، أو على سطح الأرض، في نقطة التفجير، إذا كانت الطابة طرقية. ومن عيوب هذه الطريقة، أن الحرارة الشديدة، أو الضغط الناتج من الانفجار، يتلف كمية كبيرة من الكائنات الحية، ويمكن التغلب على ذلك، باستخدام مستحضرات ذات تركيب، وأوصاف خاصة، وتقليل كمية المواد المتفجرة، كما يمكن التغلب على هذه الطريقة باستخدام الهواء السائل، أو ثاني أكسيد الكربون الصلب، بدلاً من المواد المتفجرة، والضغط الناتج عن تحول الهواء، أو الغاز السائل إلى بخار يضمن تناثر المواد البيولوجية، كما تزود القنبلة برشاشات خاصة لدفع المواد البيولوجية في الهواء.

قد تستخدم البالونات، في نقل وإلقاء المواد البيولوجية، وتمتاز بأنها تحمل كميات كبيرة من هذه المواد، وتزود البالونات، بتجهيزات خاصة، تمكنها من إلقاء حمولتها من المواد البيولوجية، في أي نقطة من خط سيرها أثناء طيرانها. ولذا يمكن استخدام البالونات، في إلقاء المواد البيولوجية على الأهداف التي سبق تحديدها، والموجودة على مسافات بعيدة من مراكز قذف البالونات.

ب. الطريقة الثانية لاستخدام المواد البيولوجية، هي استخدام الحشرات الناقلة للأمراض، كوسيلة لنقل الميكروبات المسببة للأمراض، للأفراد، والحيوانات، بعد أصابتها بهذه الميكروبات، وتنقل الميكروبات بواسطة الحشرات، أما عن طريق امتصاص دم الإنسان، والحيوان، بواسطة الحشرات الناقلة للأمراض، مثل البراغيث، والبعوض، والجراد، حيث تنفذ الميكروبات إلى الجسم. وإما عن طريق تلوث جلد الإنسان، وملابسه، وطعامه، والأشياء الأخرى، بالميكروبات المسببة للأمراض، عن طريق ناقلات الميكروبات كالقُمَّل، والذباب.

ومن عيوب هذه الطريقة، الاعتماد بدرجة كبيرة، على فترة حياة الناقلات، وقدرتها على مهاجمة الإنسان، والحيوان، وكذلك على الظروف المحيطة، مثل الحرارة، ورطوبة الجو.

ج. يعتبر العملاء، والجواسيس، إحدى الوسائل التي يستخدمها العدو، لنقل الميكروبات. يمكن أن يعمل هؤلاء الأفراد في المناطق الخلفية، فيضعوا أمبولات بها المستحضرات البيولوجية مركزة، أو استعمال أجهزة آلية خفيفة، لنشر الميكروبات. وتفيد هذه الطريقة في تلوث المأكولات، في مراحل إنتاجها، وتخزينها، مثل معامل الألبان، والمذابح، ومعامل تعبئة الأسماك، واللحوم....الخ. وكذلك مصادر المياه، ونقط الإمداد بها، وتلويث الحيوانات، والمراعي، والحقول الزراعية ... الخ.

وقد يستخدم العدو أثناء انسحابه، الميكروبات لتلويث مصادر المياه، والمأكولات، للمدنيين، والجرحى، الذين يتركون في الخلف.

2. الأهداف المحتملة للهجوم البيولوجي

أ. القوات وهي في مناطق تجمعها، أو انتظارها، وأثناء السير، والوقفات، وخلال سير المعركة.

ب. القواعد، والمطارات الجوية، وكذا السفن الحربية، والقواعد البحرية.

ج. مراكز الصناعة الكبرى، والمناطق الإدارية، والموانئ، والمزارع الكبرى.

د. المناطق الإدارية للقوات.

هـ. مصادر، ونقط الإمداد بالمياه، ومحطات تنقية المياه.

3. وسائل وطرق استخدام المواد البيولوجية (الأسلحة البيولوجية)

إن أفضل طريقة لاستخدام المواد البيولوجية، وأكثرها تأثيراً، يتلخص في استخدام مستحضرات بيولوجية سائلة، أو جافة، من الميكروبات المعدية، ومن مميزات هذه الطريقة، أصابت عدد كبير من الأفراد، والحيوانات، في نفس الوقت، في مساحات شاسعة، وذلك برش المستحضرات البيولوجية في الهواء. فعند نشر المستحضرات البيولوجية في الهواء، تتكون سحب بيولوجية (بكترية)، تلوث الهواء، وتحدث العدوى عند استنشاق هذا الهواء الملوث، كما أن الجزيئات المتساقطة من السحب البكترية سواء كانت سائلة، أو على شكل جزيئات صلبة تلوث الأرض، والمنشآت، والملابس، وكذلك جلد الإنسان. ويتوقف تأثير السحب البيولوجية على نوع الميكروبات المسببة للأمراض، ودرجة تركيزها في الهواء، والظروف الجوية التي تساعد على انتشار الأمراض بين الأفراد، والحيوانات، والنباتات، مثل عدم زيادة سرعة الريح عن 4 متر في الثانية، وعدم وجود تيارات هوائية صاعدة، وعندما تتحرك السحابة البيولوجية تحت الريح، يمكنها أن تصيب الأفراد، والحيوانات والنباتات، على مساحة كبيرة من مكان إلقائها. وفي الأماكن التي تكون فيها سرعة الرياح بطيئة، وخاصة في الخنادق، والغابات، والحفر، والشوارع الضيقة، والأماكن المحصورة.... الخ. ويستمر تأثير السحب البيولوجية لفترة كبيرة من الزمن.

4. تخطيط استخدام المواد البيولوجية

العوامل الأساسية التي توضع في الاعتبار، عندما يخطط لاستخدام المواد البيولوجية:

أ. اختيار الهدف: أن يكون الهدف به أفراد معرضين، ويتوفر فيه سرعة انتشار المرض.

ب. التأثير المطلوب: قد يتطلب الموقف التكتيكي، تأثيرات قاتلة، أو تأثيرات تقليل الكفاءة، أو أحداث خسائر مؤجلة، لفترة قصيرة، أو طويلة.

ج. اختيار المواد البيولوجية: تنتخب المواد البيولوجية، التي يمكن أن تنشئ التأثيرات المطلوبة، وتستخدم ضد الهدف المقصود، كما يجب أن يوضع في الاعتبار الآتي:

(1) نوع، وطبيعة الوقاية المتيسرة، لدى أفراد العدو.

(2) مستوى وحالة التدريب على الدفاع البيولوجي، ومعنويات العدو.

(3) شبكة الإنذار بالهجوم البيولوجي لدى العدو.

(4) أجهزة ونظام الكشف، والاستطلاع البيولوجي لدى العدو.

(5) حالة الطقس والأرض في منطقة الهدف.

د. اختيار الأسلحة والذخائر: ينتخب السلاح الذي بمقدوره أن يطلق بكفاءة الذخيرة البيولوجية، إلى منطقة الهدف، وتقسم الذخائر البيولوجية، إلى مجموعات تبعاً لطرق الاستخدام، وتوجد ثلاث طرق رئيسية للاستخدام:

(1) ذخائر مصدرها نقطة: تطلق المواد البيولوجية في هيئة رذاذ من نقطة ثابتة، وتعتمد السحابة البيولوجية بعد ذلك على الريح لتغطية الهدف.

(2) ذخائر مصدرها منطقة: تطلق الذخائر من منطقة دائرية تقريباً، وتندمج السحب البيولوجية مع بعضها البعض لتغطي الهدف.

(3) ذخائر مصدرها خط: تطلق الذخائر من عدة نقط على خطوط ثابتة أو متحركة.

هـ. التنسيق: تنسق استخدام المواد البيولوجية بطريقة دقيقة ووثيقة مع العمليات المنتظرة، ومع عمليات القوات المجاورة، وبما تحقق مهام العمليات وتأمين القوات الصديقة، ويتم التنسيق على أعلى مستوى (قيادة عامة، قيادة ميدانية).

و. تأمين القوات الصديقة: قد ينتج عند استخدام المواد البيولوجية، منطقة خطر، للقوات الصديقة، ولذا يجب على القائد عند التخطيط للاستخدام، تقدير قيمة الخطر، والإجراءات اللازمة لوقاية القوات الصديقة، لتقليل هذا الخطر إلى أقل حد. ويمكن أن يتخذ واحد أو أكثر من الإجراءات التالية لوقاية القوات الصديقة:

(1) استخدام ذخائر بيولوجية ذات أقل نصف قطر ممكن لتأثيرها.

(2) شن الهجوم البيولوجي تحت ظروف جوية تهيئ تقليل المنطقة المغطاة بالسحابة البيولوجية.

(3) إخلاء القوات الصديقة المحتمل تعرضها.

(4) تأكيد إنذار كل القوات الصديقة بالهجوم البيولوجي، وإصدار الأوامر بارتداء الأقنعة الواقية، واتخاذ الإجراءات الوقائية حتى الوقت اللازم لمرور السحابة البيولوجية.

5. استخدام الأسلحة البيولوجية في العمليات الهجومية والدفاعية

أ. في العمليات الهجومية: تعتبر المواد البيولوجية مؤثرة عندما تستخدم لمعاونة العمليات الهجومية، ضد الأهداف الموجودة في العمق مثل الاحتياطات، حيث يكون مقبولاً أحداث خسائر مؤجلة، أما الأهداف المعادية، بالقرب من الحد الأمامي لمنطقة القتال، فإنها لا تهاجم بالمواد البيولوجية، حيث لا يكون مقبولاً التأثير المؤجل، فضلاً عن اعتبارات أمن القوات الصديقة.

ب. في العمليات الدفاعية: يمكن استخدام المواد البيولوجية، ضد الأهداف داخل المدى القريب للحد الأمامي لمنطقة القتال، وضد الأهداف الحيوية، والمناطق الإدارية في العمق على حدً سواء.

سادساً: مزايا الأسلحة الحيوية

1. عدم الإلمام بطرق العدوى، وخصائص الميكروب، وانتشاره، ومدة الحضانة، وكيفية الوقاية، وحماية المستعمل لها، فكل عدوى تحتاج إلى تشخيص معين ودقيق. ويجب أن تجرى جميع التشخصيات في جو معملي خاص لأن تلك العدوى من السهل جداً انتشارها في الظروف الحيوية المناسبة وعلى مساحات شاسعة. وقد يزداد الأمر تعقيداً عندما يخلط المعتدي تلك العوامل جميعها ببعضها وفي هذه الحالة تكون العملية أصعب تعقيداً لأنه ليس من السهل تشخيص المرض وحصر الجرثومة المسببة. كل هذا بجانب صغر حجم الميكروب المتناهي والذي يكون قطره ميكروناً واحداً (0.001 مم) فقد يكون من المحتمل أن يجعل المواطنين الخاضعين إلى حرب جرثومية غير قادرين على التعرف على مسبباتها قبل انتشار العدوى أو قبل أن يتسع مداها. ومن جهة أخرى فان تلك الكائنات الحية الدقيقة هي مواد حية ويمكن إنتاجها ومن الممكن أن تحدث سلسلة من العدوى بين شخص سليم وآخر مريض بسهولة، وخاصة في حالة العدوى بالتنفس، إذ انه ليس من السهل السيطرة على الذرات الصغيرة التي يفرزها الشخص المريض، فتنقل إلى الأشخاص المجاورين له.

2. القدرة العالية للأسلحة الحيوية على مقاومة العوامل الخارجية، فيمكنها أن تبقى ساكنة، ولكنها نشطة وفعالة لعدة سنوات، وأهم مثال على ذلك، جرثومة الجمرة الخبيثة Bacillus Anthrax، والتي بقيت جرعتها نشطة لمدة عام أو اكثر في جزيرة جرينارد Gruinard الاستكلندية وذلك عندما جربت قنبلة مملوءة بـ Anthrax على قطيع من المواشي في تلك الجزيرة في عام 1880 ولم يكشف عنها إلا التقارير السرية في عام 1979.

3. لا تتطلب أجهزة معقدة وغالية لإنتاجها واستعمالها، بل أي معمل حيوي ممتاز يستطيع أن يخرج علماء إحصائيين قادرين على إنتاج سلالات جيدة من تلك الكائنات الدقيقة التي لها المقدرة على أحداث العدوى بسهولة، وكل ما يحتاجه العالم المتخصص في هذا المجال، أن يتحصن حصانة جيدة ضد مختلف أنواع الجراثيم، وبهذا يكون بعيداً عن الخطر. وسرية استعمال العامل المعدي تكمن في حقيقة إخفاء خصائصه الطبيعية التي تجعل التعريف بالعدوى ليس بالأمر السهل، وأنها تأخذ وقتاً طويلاً حتى تجعل على المدعين الصعوبة للبرهنة أو عدمها في الاستعمال. ومن زاوية أخرى فانه يصعب معرفة ماذا إذا كان العمل الحيوي خالصاً لأعمال دفاعية بحتة أو كان من أجل أعمال عدوانية، ولذا يلجأ المتحاربون بتلك الأسلحة إلى بناء المعمل الدفاعي على أساس من المعرفة التي تجعل من السهل تحويله إلى أعمال عدوانية إذا دعت الحاجة إلية، ومن هذا المنطلق فجميع المؤسسات الحربية تقوم بهذا العمل تحت ستار الدفاع لا العدوان، ولذلك يمكن أن تستخدم الحرب الحيوية كعذر عندما لا يصل الطرفان المتنازعان إلى موافقة عامة لنزع السلاح، خصوصاً في حالات الهجوم المبكرة، حيث لا يستطيع المحققون بسهولة الكشف عن استخدام الأسلحة الحيوية خلال أولى أيام الحرب.

4. هذه الأسلحة موجهة مباشرة ضد الأحياء فقط (إنسان، حيوان، نبات). لا تسبب أي تدمير مادي في الأشياء الأخرى كالمباني والطرق وسائر المنشآت، ولذا فهي لا تشارك الحرب النووية التي تؤدي إلى القضاء على العديد من الأفراد، وكذلك تترك اثر عميقاً في معنويات من نجا من الأفراد.

هذا خلاصة ما يدعيه مؤيدو الأسلحة الحيوية التي تجعل منها أسلحة خطيرة جداً ومن زاوية أخرى فان تلك الخصائص المميزة للأسلحة الحيوية هي التي شدت انتباه القوى المهاجمة تحت ظروف خاصة لأن تستخدمها وتبني المعامل من اجلها.

سابعاً: عيوب الأسلحة الحيوية

1. نشاط تلك الأسلحة يعتمد كلياً على العامل الحيوي المستخدم في تلك الحرب، وكذلك على الهيئة التي يظهر فيها، والعوامل الجوية المحيطة به، والتي ليس بمقدور المهاجم السيطرة عليها.

2. البطيء النسبي في الحصول على النتائج وظهور تأثير هذه الأسلحة، بالمقارنة بالعملية التكتيكية الفورية التي يحتاج فيها المهاجم الحصول على نتائج فورية كالقنابل الذرية.



[1] علم الميكروبات، هو علم الكائنات الدقيقة.