إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / أسلحة الدمار الشامل




مدفع الهاوتزر م 109 أ1
إطلاق الغازات الحربية
الهاوتزر عيار 155مم FH-70
الانفجار النووي
البكتريا المسببة لمرض الجمرة
القنبلة النووية

وسائل نشر العوامل البيولوجية
القنبلة الهيدروجينية
القنبلة الذرية
قذيفة الهاوتزر عيار 155مم
قذيفة غاز الفوسيجين، وجرين كروس




الفصل الخامس

المبحث الثالث عشر

استخدامات أسلحة الدمار الشامل عبر الحروب المختلفة

أولاً: الأسلحة الكيميائية والبيولوجية

استخدمت الأسلحة الكيميائية عبر الحقب التاريخية المختلفة، في صور عديدة ومختلفة:

1. ففي العصر الفرعوني

استخدمت المشاعل المتوهجة لحماية الإنسان من الحيوانات المفترسة، ثم بدأ استخدام اللهب كأحد أسلحة الحرب. واستخدم الكهنة المواد السامة بوضعها على القناديل لإنتاج غازات سامة، كما وضعت مادة الكبريت على الحرائق حول المدن المحاصرة لإنتاج غاز ثاني أكسيد الكبريت السام، لإجبار أهل المدينة على مغادرتها.

2. وفي عصر الدولة الوسطى

استطاع أحمس أن يطرد الهكسوس من مصر، واستخدمت السهام النارية والحراب، وإشعال أسوار الحصون، وقضى الجيش المصري نهائياً على الهكسوس.

3. في العصر الإسلامي

تطورت استخدامات الأسلحة الكيميائية، حيث أضاف العرب المواد الكيميائية السامة إلى الأسهم النارية لزيادة الأثر القاتل لها؛ فضلاً عن كونها مواد حارقة، واستخدمت من فوق الأبراج المتحركة لمهاجمة القلاع والحصون. كما طور العرب المواد الحارقة بزيادة قدرات إشعالها ومساحة تأثيرها، باستخدام المنجنيق لقذف الكور النارية على القوات المعادية.

4. في عام 1899، استخدم البريطانيون في حرب البوير في إفريقيا الجنوبية، حامض البكريك، لإنتاج غاز سام في دانات المدفعية ضد المهاجرين الأوائل من الهولنديين.

5. بدأ الاستخدام المخطط للغازات الحربية في ميدان القتال، خلال الحرب العالمية الأولى على نحو مذهل، كالآتي:

أ. في 22 أبريل 1915، استخدم غاز الكلور ضد الدفاعات الأنجلو فرنسية، حيث تمكنت من فتح ثغرات في تلك الدفاعات المحصنة على شاطئ نهر الأبر، بعد فشل الهجوم الألماني عدة مرات.

ب. في 21 مايو 1915، استخدم الألمان غاز الكلور ضد القوات الروسية بمواجهة 12 كم، نتج عنها خسائر في الأفراد بلغت 1200 قتيل، وما يقرب من 8000 مصاب.

ج. في نوفمبر 1915، استخدم الألمان غاز الفوسجين ضد عناصر مدفعية الميدان الإيطالية، فكبدهم خسائر في الأرواح أسكتت معهم مدافعهم.

د. ردت قوات الحلفاء على القصف الكيميائي الألماني، مستخدمة غازات الدم والغازات الخانقة، والغازات المسيلة للدموع.

6. استخدم اليابانيون الغازات الحربية من نوع المسترد واللويزيت ضد الصين، خلال هجمات محدودة، عام 1934، وشمل الاستخدام قذائف المدفعية وقنابل الطائرات في المناطق المليئة بالأنفاق والكهوف، لإجبارهم على الخروج والاستسلام.

7. بعد الحرب العالمية الأولى، استخدمت إيطاليا في عهد موسوليني الغازات الحربية (غاز الخردل القاتل)، في حربها ضد إثيوبيا، عام 1936، وسقطت العاصمة أديس أبابا في يد الغزاة الإيطاليين. كما استخدمت غاز الكلور في هضبة الأوجادين بالصومال، بواسطة الرش بالطائرات وقنابل الطائرات.

8. عقب الحرب العالمية الأولى، صدر بروتوكول جنيف، عام 1925، يحظر استخدام الغازات السامة، وقعت عليه 32 دولة ورفضته الولايات المتحدة الأمريكية.

9. خلال الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945)، كان استخدام الغازات محدوداً، وذلك يعود إلى ذكريات الحرب العالمية الأولى، التي دفع فيها الشعب الألماني والشعوب الأوروبية ضحايا كثيرة. ففي المسرح الأوروبي استخدم غاز المسترد حول وارسو، في سبتمبر 1939؛ وفي كريمن، في مايو 1942، حيث اكتشفت 3000 جثة في مخبأ لأشخاص توفوا مختنقين بالغاز.

10. عام 1943، وفي أثناء عمليات غزو إيطاليا، انفجرت شحنات أمريكية محملة بالذخائر الكيميائية نتيجة قصف الطائرات الألمانية لسفينة أمريكية بنوع خطأً، بالقرب من أنزو.

11. في مسرح العمليات الباسفيكي، استخدم اليابانيون الغازات الحربية (سيانيد الهيدروجين) ضد الأمريكيين في عمليات أيسلندا، كما استخدم غاز المسترد ضد بورما.

12. بانتهاء الحرب العالمية الثانية، استولى الحلفاء على مخزون ألمانيا من الذخائر الكيميائية ومصانعها.

13. في عام 1951، وأثناء الحرب الكورية استخدم الأمريكيون الغازات الحربية ضد الصينيين والكوريين، بواسطة قنابل الطائرات من قاذفات القنابل B-29.

14. أثناء الحرب الفيتنامية (1961 – 1970) استخدمت القوات الأمريكية الغازات السامة ضد الشعب الفيتنامي، لإجباره على وقف القتال. وتم ذلك بالرش بالطائرات لمبيدات الزراعة، خاصة محصول الأرز لتدميره، كما استخدمت الغازات المزعجة وغازات الأعصاب من قنابل الطائرات وقذائف المدفعية.

15. استخدمت القوات السوفيتية الأسلحة الكيميائية في لاوس وكمبوديا وأفغانستان، خلال الفترة من 1975 – 1979، من نوع غازات الأعصاب والغازات المسيلة للدموع، وغازات شل القدرة. كما استخدم السوفيت القنابل الارتجاجية ضد المجاهدين الأفغان.

16. خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية، وفي فبراير 1984، استخدم العراق الغازات الحربية ضد القوات الإيرانية، حيث استخدم غاز المسترد وغاز التابون. وأعادت العراق استخدام الغازات الحربية لوقف الهجوم الإيراني شمال البصرة، في مارس 1985.

17. استخدمت القوات العراقية الغازات الحربية ضد الأكراد العراقيين المناهضين للحكومة في المناطق الكردية الجبلية أثناء الحرب ضد إيران.

18. في عملية عاصفة الصحراء، وفي بداية الحملة الجوية خلال الأيام الثلاثة الأولى، ما بين 17-19 يناير 1991، استخدمت أسلحة التفجير (قنابل الارتجاج) لتدمير المنشآت العراقية النووية.

ثانياً: الأسلحة الذرية

1.   لم يستخدم السلاح النووي سوى مرتين خلال الحرب العالمية الثانية، بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية، ضد اليابان.

2.   صباح 6 أغسطس 1945، ألقت الولايات المتحدة الأمريكية أول قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما اليابانية، ما أسفر عن 80 ألف قتيل، وإصابة أكثر من 35 ألف شخص، وتدمير معظم منشآت المدينة. وتحتوي القنبلة الذرية من عيار 20 كيلوطن على قدرة تدميرية تعادل عشرين ألف طن من مادة ثلاثي نيتروتولوين TNT شديدة الانفجار، وتزن حوالي أربعة أطنان.

3.   وفي صباح 9 أغسطس 1945، ألقت الولايات المتحدة الأمريكية قنبلتها الذرية الثانية من عيار 20 كيلوطن، فوق مدينة ناجازاكي باليابان، وتسبب انفجار القنبلة في تدمير منطقة مساحتها حوالي 5 كم2، وقدر القتلى بحوالي 39 ألف قتيل و25 ألف مصاب، وتدمير 40% من منشآت المدينة. ويرجع انخفاض نسبة الخسائر في نجازاكي لطبيعة الأرض والإنذار قبل الغارة بساعتين، وتنفيذ الأهالي لتعليمات الوقاية المقررة. وقد استسلمت اليابان بعد أقل من أسبوع دون قيد أو شرط.

4.   حين انتهت الحرب العالمية الثانية، في عام 1945، بعد إلقاء القنابل الذرية على كل من هيروشيما ونجازاكي في اليابان، أجرت الولايات المتحدة الأمريكية عدة انفجارات ذرية في صحراء نيفادا، وفي بعض جزر المحيط الهادي. وكانت هذه الانفجارات أقوى بكثير من القنابل التي أُلقيت على اليابان. وقد بدأت بعد ذلك دول أخرى تمتلك القنابل الذرية في إجراء تفجيرات ذرية، مثل الاتحاد السوفيتي عام 1949، ثم المملكة المتحدة عام 1952، ثم فرنسا عام 1960، وتلتها الصين عام 1964، وأخيراً الهند عام 1974.

ومن المعلوم أن كلاً من إسرائيل وجنوب إفريقيا قد توصلتا إلى صنع الأسلحة النووية.

5.   وفجرت الولايات المتحدة الأمريكية القنبلة الهيدروجينية الأولى عام 1952، والاتحاد السوفيتي عام 1953، ثم تبعتهما كل من المملكة المتحدة وفرنسا والصين.

6.   شهد عام 1986 حوادث نووية، مثل انفجار الصاروخ الأمريكي (بثتات) العابر للقارات، ويحمل رؤوساً نووية قوتها 5 ميجاطن، وكذلك انفجار مكوك الفضاء الأمريكي تشالنجر.

7.   في العام نفسه 1986، حدث انفجار في مفاعل تشيرنوبل الروسي، ما أدى إلى تسرب الإشعاع النووي إلى مسافات شاسعة تجاوزت حدود الاتحاد السوفيتي. وكذلك انفجر أحد الصواريخ الأمريكية، وكان يحمل قمراً صناعياً. كما سقط في العام نفسه القمر الصناعي الروسي كوزموس في المحيط الهندي؛ وأيضاً شب حريق هائل في الغواصة النووية السوفيتية (زانت)، التي كانت تحمل صواريخ نووية عابرة للقارات متعددة الرؤوس النووية.