ثانياً: البندقية

البنادق هي أكثر الأسلحة الصغيرة انتشاراً، وهي السلاح الأساسي الشخصي لكلّ فرد مقاتل، وتستخدم في ميدان القتال، ما دام المقاتلون فيه. تطورت البندقية، عبْر القرون، حيث يرجح ظهورها، لأول مرة، في أوروبا، خلال القرن الرابع عشر، بالصورة البدائية، التي يوضع فيها مسحوق البارود من فوهة البندقية، يليه المقذوف المعدني، ويشعل بتقريب اللهب من ثقب خاص في مؤخرة السبطانة؛ إلى أن وصلت، عبْر السنين، إلى الصورة الحديثة المستخدمة في كلّ جيوش العالم الآن.

تنقسم البنادق إلى ثلاثة أنواع أساسية، وهي نوع ذو تعمير يدوي، ونوع النصف آلي، ونوع آلي. ظهرت البندقية ذات التعمير اليدوي، كسلاح عسكري، لأول مرة، في سويسرا، عام 1870، حيث سلحت القوات السويسرية بالبندقية Vetterly- Vitaly، وظلت البندقية اليدوية مستخدمة حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. البندقية ذات التعمير اليدوي، تحتاج إلى تنفيذ تسلسل من الأعمال لوضع الطلقة في غرفة الإطلاق، بحركة يدوية، تتكرر مع كلّ طلقة. ويستخدم لذلك آلية يطلق عليها كتلة الترباس، يجب على المستخدم، مع كلّ طلقة، تحرير كتلة الترباس، وسحبها للخلف، لإسقاط مظروف الطلقة الفارغة، ثم يغلق الترباس، ويدفع للأمام، للتغذية بطلقة جديدة، ووضعها في مكانها في غرفة الإطلاق في مواجهة مؤخرة السبطانة، وإحكام إغلاق كتلة الترباس. عند ضغط الزناد، ينطلق المقذوف، ويلزم تكرار الحركة السابقة للتخلص من المظروف الفارغ، ووضع طلقة جديدة في مؤخرة السبطانة.

البندقية النصف آلية، تستغل جزء من الطاقة المتولدة من الانفجار، الناشئة عند إطلاق كلّ طلقة، لبداية عملية التعمير التالية، التي تشمل سحب وإخراج المظروف الفارغ، والتغذية بطلقة جديدة، وإغلاق كتلة الترباس، ووضع الطارق في وضع الاستعداد؛ ولهذا يطلق أيضاً على هذا النوع من البنادق اسم البنادق ذات التعمير الذاتي. وفي هذا النوع، تطلق طلقة واحدة، مع كلّ ضغطة على الزناد. ولا يهتم المستخدم بعملية التعمير، حتى تفرغ الخزينة من الطلقات؛ ولكن يجب أن يتم تعمير أول طلقة بنفس الطريقة المستخدمة في البندقية ذات التعمير اليدوي. البندقية الآلية لا تختلف عن النصف آلية في أسلوب التعمير، ولكن تختلف في أنها تطلق جميع الطلقات الموجودة في الخزينة، إذا استمر المستخدم ضاغطاً على الزناد .

البندقية الآلية، هي السلاح الهجومي الشخصي للقوات الحديثة. ويراوح عيار هذه البندقية عادة من  5.45 مم إلى 7.62 مم، وتراوح سعة خزينتها من 20 إلى 30 طلقة، أو أكثر. ومعظمها له إمكانية الاختيار بين الإطلاق الآلي بالكامل، أو إطلاق طلقة واحدة مع كلّ ضغطة للزناد. وبعضها له وضع عمل إضافي، يسمح بإطلاق دفعة من الطلقات من 2-3 طلقة مع كلّ ضغطة زناد. ويصل المدى الفعال لهذه البندقية إلى حوالي 600م، ومعدل إطلاق للنيران عند العمل الآلي من 400 إلى 500 طلقة في الدقيقة.

 معظم البنادق الآلية يمكن تجهيزها بسونكي للقتال المتلاحم، وأجهزة رؤية وتسديد نهارية أو ليلية؛ وبعضها يمكن تجهيزه بقاذف للقنابل اليدوية. الاتجاه الشائع حالياً في تصميم وصناعة البنادق الآلية، هو استخدام البلاستيك المقوى، أو السبائك المعدنية خفيفة الوزن. وفي معظم البنادق الآلية الحديثة، أصبح موقع الزناد متقدماً على مكان اتصال الخزينة بجسم البندقية.

ظهرت البنادق الآلية الهجومية، لأول مرة، عام 1910، عندما قام العقيد الروسي، فيديروف Federove، بتصميم أول بندقية ذات نظُم إطلاق متعددة، من العيار 6.5مم. واستمرت هذه البندقية في الخدمة مع القوات السوفيتية حتى عام 1925.