الطائرة المقاتلة متعددة المهام

Arie

رداً على الحظر الفرنسي لبناء نسخ جديدة من الطائرة ميراج الفرنسية بعد حرب الأيام الستة، عام 1967، اتخذت إسرائيل قراراً بأن تستقل بنفسها في تطوير نظم الأسلحة الرئيسية، وإنتاج طائرة إسرائيلية 100%، وعدم الاكتفاء بأن تكون مقلد ومجرد صانع استنساخ.

في منتصف السبعينيات، أنشأت مجموعة من مهندسي شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية IAI، وبعض ضباط سلاح الجو الإسرائيلي، مشروعاً جديداً لإنتاج الطائرة آري Arie (وتعني بالعبرية الأسد). وحدد المشروع أن تكون طائرة مقاتلة أكثر تقدماً من مثيلاتها في العالم، مثل F-15 وF-16، وتكون بداية أكثر طموحاً لاختراق الحظر.

وكان الجنرال "عاموس لبيدوت"، رائد تصنيع منظومات الأسلحة الإسرائيلية من دبابات وطائرات وسفن، والذي تولى بعد ذلك سلاح الجو الإسرائيلي (1982 – 1987)، وراء هذا المفهوم، من خلال ثلاثة مبررات:

أولاً: لا يمكن لإسرائيل الاعتماد على دول أجنبية، لها سياسات خارجية متقلبة في استيراد السلاح.

ثانياً: إن سلاح الجو الإسرائيلي يسعى دائماً لتطوير واستخدام تكتيكات حرب جديدة، وهو في حاجة مستمرة لأسلحة ومعدات لتحقيق تلك الأهداف الإستراتيجية.

ثالثاً: التصنيع الحربي إستراتيجية وطنية لتعزيز أمن إسرائيل، ويحقق إنجازات حيوية للدولة؛ فعدا أنه ردع للعدوان؛ فهو تخفيض كذلك لفاتورة واردات الأسلحة الأجنبية، وربما المساعدة على تصدير السلاح الإسرائيلي أيضاً.

خلفية تاريخية

في عام 1974، بدأت أبحاث المشروع ودراساته. وكان اسمه الرمزي RE, D. وتعين رئيساً لبرنامج آري المهندس Harrari، الذي أصبح لاحقاً رئيساً لبرنامج الطائرة لافي Lavi الإسرائيلية.

قررت شركة IAI تصميم الطائرة آري على أساس المعرفة التكنولوجية المكتسبة من الطائرة كافير Kfir، خاصة النسخة المحسنة (سوبر كافير).

جرى تقييم أكثر من ثلاثين تصميماً مختلفاً، واختارت شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية IAI تصميمين اثنين منها فقط. كما اختارت عدة نماذج للمحرك، بما في ذلك المحرك البريطاني رولز رويس RB-199، والأمريكي برايت أند ويتني المستخدم في الطائرات F-18.

1. الوصف

طائرة خفيفة، ذات مقعد واحد، قادرة على الوصول إلى سرعة 2.4 ماخ، والارتفاع إلى سقف 75 ألف قدم، وتنفيذ المهام في دائرة نصف قطرها 480 كم، وتحمل تسليحاً متميزاً، يتكون من مدفع عيار 30 مم، وصواريخ جو/ جو متوسطة المدى، وتشمل إلكترونيات الرادار، راداراً على شكل خوذة، ونظام حرب إلكترونية.

وإضافة إلى ذلك، فالطائرة تمتاز بالتوقيعات البصرية والرادارية على الارتفاعات المنخفضة إذ تكون متميزة جداً، وتضاهيها الطائرات الأمريكية F-15 وF-16.

والطائرة آري مجهزة بإلكترونيات الطيران المتقدمة، ونظم الذخائر الخاصة، ورادار إسرائيلي حساس للغاية، قادر على رصد أهداف تحلق على ارتفاع منخفض، ونظم كهرباء ضوئية متقدمة لتحديد الأهداف الأرضية ليلاً. ولتخفيف العمل على الطيار، جُهزت الطائرة آري بخوذة محمولة، تقوم بجميع الأعمال القتالية حال تشغيلها، وتعمل في 360 درجة.

وتشبه قمرة القيادة، إلى حد كبير، تلك التي في الطائرة F-16. وتشمل الذخائر المستخدمة في الطائرة آري Arie، مدفعاً عيار 30 مم، وصواريخاً متنوعة جو/ جو، وقنابل موجهة، وذخائر ذكية دقيقة التوجيه، بما يوازي سبعة أطنان ذخائر.

استفادت الطائرة آري من حرب أكتوبر 1973، عندما كانت الطائرات تتعرض لعدد كبير من صواريخ SAM، ما دعا إلى تجهيز الطائرة Arie بنظام إلكتروني متطور إسرائيل الصنع، لإعطاء الطيار إشارة إنذار لغلق تهديدات العدو.

وبحلول منتصف عام 1980، استكمل بناء عشر طائرات كمرحلة أولى، وبحلول عام 1985، استُكمل العدد إلى 100 طائرة.

وعلى الرغم من نجاح الطائرة Arie، إلا أن القوات الجوية الإسرائيلية فضلت استيراد الطائرة الأمريكية F-15S وF-16S، وبناء نسخة مصغرة من الطائرة آري.

المواصفات العامة والفنية

6. المصنعون: شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية IAI.