إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الاستشعار عن بُعد




نموذج ثلاثي الأبعاد لسفينة
هوائي الرادار سار
موجات المحيط باللون الأحمر
منطاد بمستشعرات للأشعة الكونية
مركبة الفضاء كاسيني
مقبرة مدينة إرم
مقياس الإشعاع الطيفي موديس
المستشعر موبيت
المستشعر ميسر
الإشعاع المنبعث من المحيط الهادي
الانبعاثات الطيفية
التليسكوب الفضائي هابل
الخصائص المناخية لكوكب الأرض
الصاروخ الروسي SS-25
الغطاء الثلجي شرق الولايات المتحدة
القمر الصناعي تخسات جوروين1
القمر الصناعي تخسات2
القمر الصناعي ERS-1
جبل عمور في الجزائر
درجة الكلوروفيل
صورة من القمر متيوسات
صورة وادي الرحابي بالجزائر
صورة التقطها المستشعر "أستر"
صورة بنظام كهروبصري محمول جواً
صورة جوية بواسطة الرادار
صورة جوية بالرادار السار
صورة كميات المياه في الجو
صورة فضائية لبركان
سطح القمر تيتان
كاميرا التصوير بالقمر (أفق-3)
غابات الأمازون
قياس الإشعاع الطيفي

مراحل منظومة شنكاي
مراحل استعادة الكبسولة
أسلوب التصوير الضوئي
نطاق تغطية القمر أفق-3
مكونات القمر الصناعي أفق-3
التقاط الانبعاثات الطيفية




الفصل الرابع

المبحث الثالث عشر

البرنامج الفضائي الإسرائيلي

أولاً: الأقمار الصناعية العسكرية الإسرائيلية طراز (أفق)

بدأ مشروع الأقمار الصناعية الإسرائيلية للأغراض العسكرية طراز (أفق) عام 1983، بتكلفة مبدئية بلغت حوالي 150 مليون دولار، وذلك بعد تحديد الجهات المناطة بعملية التنفيذ بشكل متكامل، وهي هيئة تطوير وسائل القتال الإسرائيلية "رافائيل" (صاروخ الفضاء شفيط)، والصناعات العسكرية الإسرائيلية "تعس" (الوقود الجاف)، وهيئة الصناعات الجوية الإسرائيلية "تاعا" (القمر الصناعي)، وشركة البيت (الحاسبات)، وشركة إل. أوب (الأجهزة الفنية البصرية)، وشركة إلتا (أنظمة الاتصالات). الأمر الذي مكن من تحقيق أهداف المشروع، التي تركزت، خلال الفترة من 1988 – 1990، على إطلاق قمرين صناعيين تجريبيين للأغراض العسكرية، من طراز (أفق-1) و(أفق-2). ثم تلا ذلك، عام 1995، إطلاق القمر الصناعي العسكري العملياتي (أفق-3). بينما فشلت عملية إطلاق القمر الصناعي العسكري (أفق-4)، في 22 يناير 1998.

1. القمر الصناعي العسكري التجريبي (أفق-1)

نجحت إسرائيل في إطلاق أول قمر صناعي تجريبي للأغراض العسكرية، طراز (أفق-1)، بتاريخ 19 سبتمبر 1988، وذلك من قاعدة إطلاق الصواريخ الإسرائيلية "بالمحايم" بصحراء ريشون لتسيون، بالقرب من ساحل البحر المتوسط، شمال مدينة أشدود/ جنوب مدينة بات يام، حيث استمر في الفضاء حتى 14 يناير 1989 (باحتراقه ارتباطاً بانخفاض مداره ودخوله الغلاف الجوي).

وقد اتخذ (أفق-1) مداراً بيضاوياً، وصلت فيه مسافة أقرب نقطة له عن الأرض لحوالي 256 كم، وأبعد نقطة له حوالي 1170 كم، حيث استهدفت عملية إطلاقه حينئذ الآتي:

أ. توفير طاقة حركية كبيرة لأفق-1، نتيجة إطلاقه للفضاء بسرعة كبيرة، وبما زاد من أقصى ارتفاع لمداره.

ب. وضعه في مساره بدقة، بشكل يتناسب مع زاوية سقوط الأشعة الشمسية على عواكسه لتزويده بالطاقة اللازمة لعمل أجهزته ومعداته.

ج. ارتباط بعض جوانب أغراض عملية إطلاق (أفق-1) باختبار فترة بقائه في الفضاء الخارجي، بحيث تستمر الأبحاث بعد ذلك لزيادتها. (اُنظر صورة القمر الصناعي أفق-1)

وفي الوقت الذي حقق فيه إطلاق القمر الصناعي (أفق-1)  ـ حينئذ ـ عدداً من الأهداف الإسرائيلية لصالح دعم قدرات قطاعات صناعاتها الجوية ووكالة الفضاء الإسرائيلية "سالا"، فقد ساهم ذلك أيضاً فيما بعد في تطوير الأبحاث العلمية التطبيقية في هذا الشأن، فضلاً عما أدى إليه ذلك من تزايد تدعيم جوانب علاقات إسرائيل الفضائية الدولية. ويجدر التنويه بمجموعة من الطموحات العسكرية الإسرائيلية التي أحاطت بعملية إطلاق (أفق-1)، وذلك في ضوء ما يلي:

أ. سعي إسرائيل إلى إطلاق سلسلة الأقمار الصناعية العسكرية (أفق) مستقبلاً، خلال فترات التوتر العسكري والنوايا العدوانية في المنطقة، وبما يتيح لها فرصة لتوفير الإنذار المبكر عن الموقف العسكري لمسرح العمليات المتوقع من الجانب العربي.

ب. اهتمام إسرائيل بتطوير بعض جوانب خصائص (أفق-1) بالكيفية التي تتيح لها الفرصة المستقبلية للاستفادة منه ضمن مشروع الصواريخ المضادة للصواريخ التكتيكية البالستية (حيتس) Arrow، بالاشتراك مع الجانب الأمريكي (توفير معلومة الإنذار المبكر عن صواريخ أرض/ أرض البالستية المضادة ومراحل طيرانها).

ج. محاولة الجانب الإسرائيلي توفير فرصة الاعتماد النسبي على الذات في مجال الحصول على معلومة الأقمار الصناعية الإستراتيجية عن دول المنطقة، وبالشكل الذي حرصت معه إسرائيل على العمل لتطوير القدرات الفنية الخاصة بالأقمار الصناعية المستقبلية طراز (أفق) (قدرة الإطلاق والتوجيه ـ أجهزة الاتصالات الإلكترونية ـ أجهزة التصوير والمراقبة والتنصت).

2. القمر الصناعي العسكري التجريبي (أفق-2)

أطلقت إسرائيل، بتاريخ 3 أبريل 1990، القمر الصناعي للأغراض العسكرية طراز (أفق-2)، الذي استمر في الفضاء حتى 9 يوليه 1990 (الوزن 160 كجم ـ المدار: أبعد نقطة 1500 كم، وأقرب نقطة 200 كم ـ التكلفة حوالي 200 مليون دولار). واستمراراً لمرحلة تجارب إطلاق أقمارها الصناعية العسكرية، سعت إسرائيل من هذا الإطلاق لمحاولة تحقيق الآتي:

أ. إثبات مقدرتها في مجال تكنولوجيا الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية العسكرية، وما يرتبط بذلك من دلالات في مجال الردع العسكري.

ب. إحراز السبق في مجال تطوير تكنولوجيا الفضاء (تعد ثامن دول العالم في هذا الشأن)، وما يطرحه ذلك من إيجابيات لتطوير القمر الصناعي العسكري (أفق-3) العملياتي، ومردودات ذلك على المستويات العسكرية والتكنولوجية والاقتصادية.

ج. التأكيد على الاعتماد على الذات بشكل أساسي لصالح تحقيق أسس الأمن القومي الإسرائيلي.

د. التأكد من قدرة المعدات والأجهزة الفنية على رصد الموقف العسكري للدول المجاورة ومتابعته، وما يوفره ذلك من معلومات تعطي متخذي القرار ـ على مختلف المستويات ـ القدرة على اتخاذ القرار الصحيح، فضلاً عن توفير الإنذار المبكر.

3. القمر الصناعي العسكري العملياتي (أفق-3)

أطلقت إسرائيل، بتاريخ 5 أبريل 1995، قمرها الصناعي العملياتي للأغراض العسكرية من طراز (أفق-3)، حيث قُدر له فترة بقاء حوالي ثلاثة أعوام في الفضاء، وذلك في إطار تركيزها على الخيار التكنولوجي العسكري خلال المرحلة القادمة، وتطلعاتها لتطوير إمكانياتها وقدراتها المرتبطة بمجموعة أخرى من المشروعات الطموحة في مجال الفضاء. وقد جاء نجاحها في إطلاق (أفق-3) محصلة للعوامل والاعتبارات التالية:

أ. توافر البنية التنظيمية لديها في مجال الفضاء الخارجي، ارتباطاً سواء بسابق إنشاءها وكالة الفضاء الإسرائيلية "سالا"، أو مجموعة أخرى القطاعات الفضائية الرئيسة، هي: اللجنة القومية لأبحاث الفضاء، ومعهد أبحاث الفضاء "أشير"، والتي تنسق مع وزارة الدفاع الإسرائيلية فيما يرتبط ببرنامج الفضاء الإسرائيلي في شقه العسكري، وبما في ذلك مشروع القمر الصناعي (أفق) للأغراض العسكرية.

ب. مرور مشروع الأقمار الصناعية للأغراض العسكرية (أفق-1) و(أفق-2) بمرحلة تجريبية ناجحة (تكلفة 150 مليون دولار ـ بلغت ميزانيته لعام 1995 حوالي 70 مليون دولار)، وذلك بعد تحديد الجهات المناطة بعملية التنفيذ بشكل متكامل، وتكثيف جهود قطاعات الصناعات الحربية المعنية لصالح تطوير معداته الفنية المختلفة. مع التركيز على توفيره لمعلومات الإنذار المبكر عن دول المنطقة بشكل خاص، وضمان استقبال هذه المعلومات في التوقيت الملائم.

ج. امتلاكها للخبرة اللازمة في مجال الإطلاق، في ضوء سابق نجاح الصاروخ (شفيط)، في إطلاق قمرين صناعيين تجريبيين من طراز (أفق-1) و(أفق-2)، من قاعدة "بالمحايم". حيث تجدر الإشارة إلى تخصيص جزء من قاعدة "بالمحايم" الجوية لهذا الغرض، وبعد تجهيزه المتكامل فنياً ليتلاءم مع الاحتياجات المطلوبة.

د. وجود مؤشرات إزاء تطوير بعض قدرات صاروخ الفضاء من طراز (شفيط)، خاصة في مجال زيادة الحمولة، وهو مزود بثلاث مراحل دفع تعتمد على الوقود الجاف (يبلغ طوله 11 م، وقطره 1.56 م، والتوجيه بالقصور الذاتي)، حيث تنفرد إسرائيل بتصنيع هذه النوية من الصواريخ على مستوى المنطقة. (اُنظر شكل مكونات القمر الصناعي أفق-3).

هـ. نجاح شركة "إل ـ أوب" الإسرائيلية في تطوير كاميرا التصوير المثبتة داخل (أفق-3)، التي يمكن توضيح خصائصها الفنية في الآتي: (اُنظر صورة كاميرا التصوير للقمر أفق-3)

(1) الوزن: 6.8 كجم.

(2) دقة التفاصيل ووضوحها: من 14 – 16 م، وذلك من ارتفاع حوالي 400 كم.

(3) الاستخدام: مجالي الرصد والاستطلاع العسكري من الفضاء الخارجي.

وتجدر الإشارة إلى أن القمر الصناعي العسكري العملياتي (أفق-3) يُعد الجيل الثاني لسلسلة (أفق)، حيث تتسم أبرز خصائصه بالآتي:

(1) الوزن: 220 كجم.

(2) المدار: أقرب نقطة من الأرض 368 كم ـ أبعد نقطة عن الأرض 729 كم.

(3) فترة البقاء: 3 – 4 أعوام.

(4) الدوران حول الأرض: القيام بدورة كاملة حول الأرض كل 90 دقيقة، وبمعدل 16 دورة/ يوم، وذلك بمحاذاة خط عرض 37 درجة.

(5) الطاقة الكهربائية: مزود بستة ألواح مقسمة على جناحين لتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية.

(6) النظم الملاحية: نظم ملاحية متقدمة، ونظام GPS (نظام تحديد الموقع الجغرافي).

(7) المعدات الفنية: الوزن 36 كجم ـ معدات إرسال واتصال.

وبشكل عام، استهدفت إسرائيل من إطلاق القمر الصناعي العسكري العملياتي (أفق-3) مجموعة من الأهداف الرئيسية الآتية:

أ. الحرص على زيادة فترة تعرض (أفق-3) لمنطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة، مقارنة بكل من (أفق-1) و(أفق-2)، وبما يتسق مع طبيعة مهامه العسكرية (متابعة متغيرات الموقف العسكري بمسارح العمليات المستهدفة ـ تحقيق الاتصال في مجال إرسال المعلومات العسكرية مع محطة المتابعة الأرضية ـ تغطية كل من إيران، والعراق، وتركيا، وسورية، ومصر). (اُنظر شكل نطاق تغطية أفق-3)

ب. محاولة إسرائيل زيادة اعتمادها النسبي على قدراتها الذاتية في مجال الحصول على المعلومات الإستراتيجية، من خلال (أفق-3)، ارتباطاً بنتائج حرب الخليج بصفة خاصة، سواءً لما أبرزته من أهمية الأقمار الصناعية العسكرية في مجال توفير الإنذار المبكر، أو لرغبة إسرائيلي في الحد من أي قيود مستقبلية قد تُفرض عليها في مجال الحصول على صور الأقمار الصناعية الأمريكية.

ج. سعي إسرائيل لاستثمار قدرات (أفق-3) لصالح دعم فعاليات بعض خططها ومشروعاتها العسكرية، المستهدفة تقويض مخاطر الصواريخ البالستية أرض/ أرض المضادة، خاصة في مجال توفير إنذار مبكر لمراحل النشر والإطلاق، وربط ذلك بمنظومة حوما/ الجدار، والتي تتكون من عدة منظومات فرعية متتالية الارتفاعات مضادة للصواريخ أرض/ أرض البالستية المضادة.

فشلت عملية إطلاق إسرائيل لقمرها العسكري العملياتي (أفق-4)، وذلك بتاريخ 22 يناير 1998، على أثر حدوث عطل فني في المرحلة الثانية من محرك صاروخ الحمل الفضائي (شفيط)، وذلك بعد دقيقتين من إطلاقه، بما أدى إلى خروجه عن المسار المحدد (تم إطلاقه من قاعدة بالمحايم الفضائية)، الأمر الذي يمكن معه التقدير لسعي إسرائيل للإسراع بدراسة أسباب الأخطاء الفنية التي أدت لفشل عملية الإطلاق ومعالجتها، بحيث تتمكن من تنفيذ عملية إطلاق ناجحة أخرى، خلال أقرب فرصة ممكنة عام 1998، خاصة وأن عملية إطلاق (أفق-4) قد ارتبطت بقرب انتهاء العمر الافتراضي للقمر الصناعي العسكري العملياتي (أفق-3)، ولصالح تأمين استمرار حصول إسرائيل على المعلومات العسكرية المميزة عن دول المنطقة، ولا سيما ذات الثقل من منظور الأمن القومي الإسرائيلي.

ثانياً: الأقمار الصناعية العسكرية الإسرائيلية طراز (تخسات جوريون)

1. القمر الصناعي العلمي طراز (تخسات جوروين1)

بدأت إسرائيل جهود التخطيط لمشروع القمر الصناعي العلمي طراز (تخسات جوروين1)، ابتداءً من عام 1991، وذلك تحت إشراف معهد أبحاث الفضاء الإسرائيلي "آشير" التابع لمعهد التخنيون، مستهدفاً كونه للأغراض العلمية كاميرا لتصوير "تكونات الغيوم"، ومعدات لقياس الأوزون وأشعة اكس، وكمحطة إرسال واستقبال لهواة اللاسلكي على مستوى العالم، من خلال استقباله البيانات وإرسالها عندما يمر فوق المحطات المخصصة لذلك. بالإضافة إلى ما ذكر في حينه، من اتجاه إسرائيل لتركيب أجهزة فنية أخرى في (تخسات جوروين1)، من بينها جهاز إرسال واستقبال مليمتري من إنتاج هيئة "رافائيل"، يتميز بسرية تردداته، وبما يثير الشكوك حول احتمال استهداف إسرائيل استخدامه لصالح تنفيذ بعض أنشطة اتصالات أجهزة المخابرات الإسرائيلية. (اُنظر صورة القمر الصناعي "تخسات جوروين1")

وتجدر الإشارة إلى أن (تخسات جوروين1) قد شارك في تطويره طلاب وعلماء معهد التخنيون، حوالي 80 فرداً من تخصصات مختلفة (هندسة، طيران، فضاء، كهرباء، حاسبات....)، حيث وضعوا كافة تصميماته وما يحتويه من معدات وأجهزة ذات طابع بحثي وتجريبي، وقد تعاونت العديد من الشركات والقطاعات الصناعية الإسرائيلية (حربية/ مدنية) البيط، ال ـ واب، هيئة تطوير وسائل القتال "رافائيل"، اليسرا، مركز الأبحاث النووية "ناحال سوريك"، في انجاز المشروع، سواء من خلال تبرعها بساعات العمل أو النواحي الفنية، مع تكامل أوجه إنتاجها للمعدات والأجهزة الفنية الخاصة بالقمر الصناعي (تخسات جوروين1).

رصد لمشروع (تخسات جوروين1) ميزانية تبلغ حوالي خمسة ملايين دولار، تحمل ثلثيها الشركات والقطاعات الصناعية الإسرائيلية، بينما ساهم بالثلث الباقي اليهودي الأمريكي "يوسف جورين"، وبما أدى لوضع اسمه في مسمى القمر الصناعي تشجيعاً للمساهمات اليهودية في مشروعات الفضاء الإسرائيلية، فضلاً عن مساهمة شركة I.B.M الأمريكية بإعارة التخنيون عدد ثماني حاسبات آلية متطورة طراز IBM/P22، لصالح تطوير المشروع.

تمت عملية إطلاق (تخسات جوروين1)، بتاريخ 28 مارس 1995، بواسطة صاروخ الفضاء الروسي طــراز SS-25 ـ وقع الاتفاق بين معهد التخنيون ووكالة الفضاء الإسرائيلية "سالا" من جانب، وبين شركتي الفضاء الروسيتين "اسكونت ودفنيديم" من جانب آخر، وذلك من القاعدة الفضائية الروسية "بلستسك" ـ إلا أنها قد فشلت نتيجة عطل في صاروخ الإطلاق الروسي الذي سقط عقب إطلاقه بحوالي عشر دقائق، وكان يحمل قمرين صناعيين آخران أحدهما روسي والآخر مكسيكي. (اُنظر صورة الصاروخ الروسي S.S-25)

تمثلت أهم المواصفات الفنية للقمر الصناعي الإسرائيلي (تخسات جوروين1) في الآتي:

أ. الأبعاد: 45س م × 45 سم × 45 سم

ب. الوزن: 52 كجم.

ج. المدار: كان من المقرر أن يُوضع في مدار على ارتفاع حوالي 700 كم فوق سطح الأرض وضع ثابت بالنسبة للشمس، حيث كان من المتوقع أن يمر القمر الصناعي (تخسات جوروين1) فوق الموقع الجغرافي المحدد في توقيت ثابت يومياً.

د. الحاسب الآلي: صُمم لتخزين بيانات في ذاكرته وإرسالها طبقاً لتعليمات وتوقيتات محددة، على مستوى قطاعات مختلفة من الكرة الأرضية، يتكون من وحدتي تشغيل "C.P.U" يتم عملهما بواسطة جهاز مراقبة، ويتيحا التحول فيما بينهما في حالة عطل إحداهما.

هـ. الأجهزة والمعدات الفنية: كاميرا طراز "C.C.D" ـ جهاز لقياس أشعة X ـ جهاز لقياس الأوزون ـ جهاز إرسال موجات مليمتريه يعمل بتردد 30 جيجاهرتز.

و. الطاقة: تم تزويد (تخسات جوروين1) بطاقة محدودة من الخلايا الشمسية.

2. القمر الصناعي العلمي طراز " تخسات جوروين2"

استمراراً لجهود مراكز الأبحاث العلمية الإسرائيلية العاملة في مجال الفضاء، فقد أعلنت وزارة العلوم الإسرائيلية، بتاريخ 24 أكتوبر 1997، عن اتجاه إسرائيل لإطلاق القمر الصناعي العلمي طراز "تخسات جوروين2"، على أثر فشل عملية إطلاق "تخسات جوروين1"، وفى هذا المجال تجدر الإشارة إلى خصائصه الفنية الآتية:

أ. الوزن: 50 كجم.

ب. الأبعاد: 48 سم × 48 سم × 48 سم.

ج. الشكل: مكعب.

د. الطاقة: يعمل بالطاقة الشمسية.

هـ. الأجهزة والمعدات الفنية: مزود بحاسب آلي لاستبدال قطع الغيار بصورة آلية.

و. مدة البقاء في الفضاء: ثلاثة أعوام.

ز. تكاليف المشروع: بلغت ثمانية ملايين دولار.

وتجدر الإشارة إلى توقيع وكالة الفضاء الإسرائيلية "سالا" اتفاقاً في عام 1996، مع نظيرتها الأمريكية "ناسا" لدعم التعاون بينهما في مجال تطوير القمر الصناعي العلمي (تخسات جوروين2)، حيث تضمن تركيب معدات أمريكية في القمر العلمي الإسرائيلي (تخسات جوروين1).

وفى الوقت نفسه، فمن المتوقع "إطلاق القمر الصناعي (تخسات جوروين2) بواسطة صاروخ روسي من طراز S.S-25 المطور، تحت إشراف الشركة الروسية "زنيت"، ستدفع لها إسرائيل حوالي 400 ألف دولار تتحمل أغلبيتها وزارة العلوم الإسرائيلية. وبما يعكس حرص إسرائيل على الاستفادة من المدرستين الروسية والغربية، خاصة الأمريكية، في مجال الفضاء ولصالح تطوير برنامجها الفضائي، وإتاحة الفرصة لها لدعم خبرتها واحتكاكات علمائها بمدارس فضائية متنوعة. (اُنظر صورة القمر الصناعي "تخسات2")

ثالثاً: القمر الصناعي للاستشعار عن بُعد طراز "ديفيد"

وقعت وكالتا الفضاء الإسرائيلية والألمانية، في ديسمبر 1995، اتفاقاً للتعاون فيما بينهما لتطوير قمر صناعي للاستشعار عن بُعد، ولأغراض استخدامات البيئة والطقس والموارد الطبيعية، يدعى "ديفيد"، حيث قررت الوكالتان مساندتهما لشركة "ال- اوب" الإسرائيلية، وشركة O.H.B الألمانية القائمتين بالمشروع، واشترطا لذلك أن تستثمر الشركتان مبالغ مماثلة لتلك التي ستستثمرها الوكالتين، إلا أن وكالة الفضاء الألمانية انسحبت من المشروع، في مارس 1996، بينما استمرت شركة O.H.B الألمانية، ووقعت عقدا مع شركة "ال - اوب" الإسرائيلية قيمته عشرة ملايين دولار لتصنيع القمر "ديفيد"، يشارك في التمويل الإسرائيلي كلٌ من "وكالة سالا"، ووزارة العلوم، وجامعة تل أبيب. والذي بدأت عملية تصنيعه، اعتباراً من بداية عام 1997، والمنتظر إطلاقه بواسطة صاروخ الفضاء الإسرائيلي "شفيط" عام 1999، حيث من المخطط أن تتسم خصائصه الفنية وأهدافه بالآتي:

1. المدار: على ارتفاع 600 كم.

2. فترة البقاء في الفضاء: من 3 - 4 سنوات.

3. الوزن: 150 كم.

4. عدد القنوات:120 قناة تصوير ملون.

5. الأهداف: أغراض البحث العلمي ـ البيئة ـ التطوير الزراعي للحقول والغابات ـ كشف التلوث في مصادر المياه ـ كشف أماكن الكوارث الطبيعية.

6. الأجهزة والمعدات الفنية: تلسكوب إنتاج شركة "ال – أوب" الإسرائيلية ـ دقة التفاصيل: حتى 5 م.

رابعاً: منظومة "شنكاى" البجعة

صمّم طلبة قسم الهندسة الجوية والفضاء بمعهد التخنيون الإسرائيلي منظومة محمولة جواً لإطلاق الأقمار الصناعية العلمية الصغيرة "ميكروستالايت"، ووضعت في مدارات منخفضة من 300 – 500 كم من سطح الأرض، ومن خلال استثمار خبرات معهد التخنيون المتنامية في مجال تصميم الأقمار الصناعية (تخسات جوريون)، وقد قدّم التصميم للمؤتمر الـ36 للطيران وعلوم الفضاء والذي عقد في حيفا عام 1996.

تعتمد فكرة منظومة "شنكاى" البجعة على وضع القمر الصناعي العلمي "ميكروستالايت" صاروخ طوله 11.9 م، الذي يتم إطلاقه من طائرة ـ على سبيل المثال ـ طراز بوينج 400 – 747، بعد وصولها لأقصى ارتفاع لها 13 كم من سطح الأرض، ربما يؤدي إلى أن تكون سرعة الإطلاق حوالي 0.8 ماخ وبزاوية 20 درجة، ويلي ذلك انفصال المرحلة الأولى للصاروخ على ارتفاع حوالي 65 كم ـ ويليها المرحلة الثانية والتي تتعدل فيها بزاوية الصاروخ حتى الارتفاع المحدد لوضع القمر الصناعي في مداره. (اُنظر شكل مراحل منظومة "شنكاى").

يستخدم القمر الصناعي المحمول في منظومة "شنكاى" لأغراض إعداد الخرائط والبحوث الجيولوجية بواسطة الاستشعار عن بُعد، فضلاً عن أغراض الاتصالات، حيث تتمثل أهم خصائصه في الآتي:

1. وزن القمر الصناعي: حوالي 300 كجم.

2. أقصى ارتفاع للقمر الصناعي: 475 كم.

ويمكن توضيح مزايا إطلاق القمر الصناعي بواسطة منظومة "شنكاى" صاروخ محمل في طائرة من خلال الآتي

1. توفير مرحلة كاملة من مراحل إطلاق الصاروخ (مرحلة الإطلاق الابتدائية من قاعدة أرضية)، مع التحكم في تحديد مدار القمر الصناعي بما يتفق مع مهامه، وبما يعكس توفير كثير من الطاقة المستخدمة.

2. خفض تكلفة إطلاق القمر الصناعي بهذا الأسلوب التي يتوقع أن تبلغ حوالي ثمانية ملايين دولار.

3. خفض العمالة والمعدات (طاقم إطلاق أصغر ومعدات أقل تكلفة).

4. إمكانية تنفيذ عملية إطلاق من فوق مواقع غير مأهولة بالسكان (بحار ـ محيطات)، وهو ما يُعد أمراً مهماً بالنسبة لأمن عملية الإطلاق وسريتها من جانب وأمان السكان، فضلاً عن ما يعكسه ذلك من إمكانية تغلب إسرائيل على مشكلة إطلاق أقمارها الصناعية في اتجاه الغرب ارتباطاً بمشكلاتها السياسية مع دول الجوار العربية.

خامساً: التلسكوب العلمي الفضائي "تيوفكس" TAUVEX

في إطار المشاركة العلمية الإسرائيلية في بعض برامج الفضاء العالمية، فقد طورت شركة "ال - أوب" الإسرائيلية، تحت إشراف وتمويل وكالة الفضاء الإسرائيلية "سالا"، ومعهد الفيزياء والفلك بجامعة تل أبيب، تليسكوباً علمياً فضائياً أطلق عليه "تيوفكس" لأغراض الأبحاث العلمية (دراسات كونية عن المجرات)، حيث يعمل التليسكوب في حيز الأشعة فوق البنفسجية، ويتكون من ثلاث عدسات موضوعة على محور أفقي واحد تستهدف تكوين صورة واحدة من خلال استشعار الأشعة فوق البنفسجية التي تصدرها الأجسام السماوية (المجرات ـ النجوم)، ومن المقرر أن يكون التليسكوب العلمي الفضائي "تيوفكس" ضمن حمولة المرصد الفضائي الروسي "SRC"، والمقرر إطلاقه خلال عام 1998، وقُدرت تكلفته بحوالي 12 مليون دولار.