إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الدفاع الجوي عن الأهداف الحيوية





الكشف الراداري
زمن الإنذار
طائرة الصواريخ




الدفاع الجوي عن الأهداف الحيوية

أولاً: مستويات وأسس الدفاع الجوي

1. مستويات الدفاع الجوي

أ. أقسام الدفاع الجوي

لقد قسم الدفاع الجوي، وفق معيار الارتباط وتنظيم قوى ووسائل الدفاع الجوي، إلى قسمين رئيسيين، وذلك بناء على نوع المهمة الموكولة إليه، والعمليات التي قد يكلف بها، ونوع المنطقة المدافع عنها. ويتكون كل قسم من شبكة متكاملة، من أسلحة الدفاع الجوي المختلفة، حسب متطلبات الدفاع المراد إنشاؤه. وهذان القسمان هما:

(1) دفاع جوي إقليمي

تؤمِّن وحداته الحماية الجوية للأهداف، الحيوية والإستراتيجية، في الدولة، كالمؤسسات العامة والمصانع والموانئ والمطارات والمدن ... إلخ. ويبنى الدفاع عن تلك المنشآت الوطنية المهمة، لأن إلحاق الضرر بها، يؤدي إلى اهتزاز الصمود الوطني، سواء من الناحية الاقتصادية أو النفسية. لذا، يجب أن يخطط الدفاع عن تلك المنشآت تخطيطاً دقيقاً ومتكاملاً، يحقق السيطرة على سماء المنطقة المدافع عنها، وذلك بصد الطائرات المغيرة، قبْل أن تقترب إلى مواقع، تهدد منها سلامة المنطقة. ولكي يتحقق ذلك، لا بد أن يتهيأ لذلك النوع من الدفاع ما يلي:

(أ) أجهزة إنذار مبكر، تتمكن من اكتشاف الأهداف الجوية، على ارتفاعات مختلفة.

(ب) مركز قيادة وسيطرة، يتولى إدارة المعركة الجوية، وينسق جهود أسلحة الدفاع الجوي المختلفة (طائرات اعتراضية، صواريخ، مدفعية ... إلخ).

(ج) شبكة من أسلحة الدفاع الجوي، المختلفة المدى والارتفاع والكفاءة (صواريخ متوسطة المدى، صواريخ قصيرة المدى، مدفعية مضادّة).

(د) طائرات اعتراضية.

(2) دفاع جوي مسرح عمليات

ويعرف بـ"الدفاع الجوي التكتيكي"، على أساس أن الدفاع الجوي الإقليمي، يمثل الدفاع الجوي الإستراتيجي. كما يطلق عليه "الدفاع الجوي عن القوات في مسارح العمليات"، سواء برية أو بحرية. وهذا النوع من الدفاع تضطلع به وحدات الدفاع الجوي العضوية، والوحدات المساندة لها، لحماية التشكيلات الميدانية، ومناطق الإسناد والتجمع، ومراكز القيادات. ومصدر الخطر على هذه التشكيلات، يكمن في الطائرات ذات الارتفاع المنخفض، ومن أجل ذلك، فهو يُصمم تصميماً، يوفر لوحداته الخصائص التالية:

(أ) خفة الحركة.

(ب) الرؤية.

(ج) كثافة النيران.

(د) أجهزة تسديد دقيقة.

(هـ) الميدان الجيد للرمي.

ويقسم الدفاع الجوي عن القطاعات، عملياً، إلى نوعين هما:

·          الدفاع عن النقطة: ويقصد به تنظيم وإجراءات عمل الوسائل المضادّة، المعدَّة للاشتباك على مسافات قصيرة، وارتفاعات قليلة. ويستهدف حماية مساحات صغيرة من الأرض، تنتشر عليها القوات، من مستوى لواء أو كتيبة، أو حماية أهداف محددة، كالمطارات والموانئ، والمصانع ومحطات الرادار، والجسور وقواعد إطلاق الصواريخ م/ ط.

·          الدفاع عن المنطقة: ويقصد به تنظيم وإجراءات عمل الوسائل المضادّة، المعدَّة للاشتباك على مسافات متوسطة وارتفاعات متوسطة، كذلك. كما أنها تعمل، في بعض الأحيان، ضد الأهداف المحلّقة على ارتفاعات عالية، ومن مسافات تفوق المتوسطة. ويستهدف الدفاع عن المنطقة حماية أهداف أكبر، كمناطق انتشار الفرق والفيالق، والجيوش الميدانية، والقواعد الجوية الكبيرة، والمناطق الصناعية والمدن المهمة.

إن تقسيم الدفاع الجوي إلى دفاع جوي إقليمي ودفاع جوي تكتيكي، يعيبه كونه نظرياً، إلى حدٍّ ما. وذلك مرده إلى أن الدفاع الجوي عن الإقليم، يؤمن، في الوقت عينه، الدفاع الجوي عن القوات المنتشرة على هذا الإقليم (مسرح العمليات). كما أن الدفاع الجوي عن القوات مكمل، على مستوى ما، للدفاع الجوي عن أرض الإقليم. وعليه، يصعب التمييز بينهما، في بعض الأحيان. كما أن هناك تداخلاً وتكاملاً، بين الدفاع الجوي عن النقطة والدفاع الجوي عن المنطقة، كما هو الحال في الدفاع الإقليمي ودفاع مسرح العمليات.

ب. أنواع الدفاع الجوي

يمكن أن تضطلع وحدات أسلحة الدفاع الجوي بنوعين من الدفاع، وذلك وفق مكونات وخفة حركة العنصر المدافع عنه. هذان النوعان هما:

(1) الدفاع المتحرك

وفيه تستخدم وحدات الدفاع الجوي لحماية أهداف حساسة متحركة، مثل عناصر القتال، وعناصر الإسناد والقيادة والسيطرة، إذ توضع الأسلحة، البعيدة إلى متوسطة المدى، في موضع، يوفر التغطية للمنطقة، ككل. أما الأسلحة المتوسطة المدى، فتنتقل، على قفزات، كلما تقدمت وحدات الخط الأمامي. أما الأسلحة القصيرة المدى، فتوضع في الإسناد، مع عناصر المناورة الأمامية، وتواكب تحركاتها.

(2) الدفاع الثابت

وفيه تستخدم وحدات الدفاع الجوي لحماية نقاط أو مناطق حساسة ثابتة، مثل مراكز الإمداد والتموين، والمطارات والمدن، والقواعد الجوية والمنشآت الصناعية. وفيه توضع الأسلحة، البعيدة والمتوسطة المدى وضعاً، يتيح لها أن تعطي نيران متساوية، تقريباً، على أي اتجاه هجوم على هذه النقاط الحساسة، مع إمكانية التكثيف على طرق الاقتراب الأكثر احتمالاً. أما الأسلحة القصيرة المدى، فتكون مع أو بالقرب من النقطة الحساسة في وضع، يمكن جميع أسلحة الدفاع الجوي، قصيرة المدى، أن تشتبك، جميعها، مع الطائرات المهاجِمة، وذلك للتقليل من مشكلة التسديد. وتوضع الأسلحة، المتوسطة إلى البعيدة المدى، خارج النقطة الحساسة للمنطقة المدافع عنها لتوفير الاشتباك المبكر، وتكثيف النيران نحو اتجاهات الهجوم المحتملة أو غير المتوقعة.

قبْل اختتام الحديث عن أنواع الدفاع الجوي، يجب التنويه بأن المقصود بالدفاع المتحرك والدفاع الثابت، ليس كون السلاح مقصوراً أو ذاتي الحركة، كما قد يفهم. وإنما المقصود هو المهمة، التي تكلف بها وحدات وأسلحة الدفاع الجوي، هل هي هجوم أو انسحاب أو تحركات عسكرية وما شابهها في العمليات، التي تستلزم وتستوجب الحركة والدفاع عن نقاط حساسة، في وسط الإقليم، أو في المناطق الخلفية لمسرح العمليات، والتي تستوجب الثبات.

وفي جميع الأحوال، سواء كان "الدفاع الجوي عن نقطة"، أو عن منطقة، فلا بدّ أن يستوفي العناصر الأربعة الآتية:

·   أسلحة إيجابية.

·   عنصر إنذار.

·   مركز/ مراكز عمليات.

·   أجهزة/ منظومة اتصال.

مع اختلاف أعداد الأسلحة والمعدات وأنواعها، في كل حالة من الحالتين.

فعند تنظيم "الدفاع (م/ ط) المباشر عن نقطة"، تُستخدم عادة الأسلحة قصيرة المدى، مثل الصواريخ التي تُطلق من الكتف، من نوعَي ستينجر وستريلا Stinger, Strela، أو الصواريخ الخفيفة من نوع شبرال Chaparral، أو الرشاشات بأنواعها المختلفة.

وقد يُكتفَى بكتيبة مدفعية (م/ ط)، تعمل بالتسديد المكشوف. ويتوقف عدد ونوع الأسلحة والمعدات المُكلَّفة بالدفاع الجوي عن نقطة ما، على أسبقية الحماية لها ومعايير المفاضلة بين النقاط وعلى مساحة هذه النقطة، وأهميتها، وطبيعة الأرض المحيطة بها، وأبعاد التهديد الجوي ضدها.

أمّا الدفاع الجوي عن المنطقة، فإنه يعتمد على مجموعة كاملة من الأسلحة الإيجابية، وتشمل المقاتلات الاعتراضية، وعائلة متكاملة من صواريخ أرض ـ جو، والمدفعية المضادّة للطائرات. إضافة إلى شبكة استطلاع  وإنذار، متكاملة، وخالية من الثغرات، وتُغطي كافة الارتفاعات. ويُقاد الدفاع الجوي عن المنطقة بوساطة شبكة متعددة المستويات، من مراكز العمليات. ويرتبط بعضها ببعض، عبْر منظومة اتصال شاملة.

2. أُسس بناء الدفاع الجوي عن المناطق والنقاط الحيوية

لا تختلف القواعد والمبادئ، الواجب إتباعها، والشروط اللازمة لبناء دفاع جوي فعّال، عن الأهداف الحيوية الكبيرة (دفاع منطقة)، عن تلك التي ينبغي مراعاتها، عند تنظيم الدفاع الجوي عن هدف حيوي صغير (دفاع نقطة)، وإنْ اختلف المستوى.

وقد أوضحت خبرة الحروب، التي جرت خلال العقود الثلاثة الماضية، ضرورة مراعاة الآتي، لنجاح عمليات الدفاع الجوي:

·       توافر معلومات عن المهمة، والأهداف الحيوية، والعدو الجوي، وقواتنا.

·       اختيار منظومة أسلحة الدفاع الملائمة.

·       تخطيط جيّد، يحقق تكامل الدفاع.

·       الاستعداد القتالي العالي للقوات (الجاهزية القتالية).

·       إجراءات كفيلة بحرمان العدو الجوي من تحقيق المفاجأة، وانتزاع المفاجأة منه (وتسمى المفاجأة المضادّة).

·       فاعلية الدفاع الجوي، وقدرته على الصمود في مواجَهة الهجمات الجوية المعادية.

·       تنفيذ مبدأ الحشد، بعد دراسة جيدة، على الرغم من محدودية الإمكانات.

·       المناورة، بصورها المختلفة، بما في ذلك المناورة الإلكترونية.

·       إعداد المقاتل إعداداً جيّداً.

·       توافر قيادات على مستوى عالٍ من الكفاءة.