إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الدفاع الجوي عن الأهداف الحيوية





الكشف الراداري
زمن الإنذار
طائرة الصواريخ




الدفاع الجوي عن الأهداف الحيوية

ثانياً: المعلومات وأهميتها

تُعَدّ المعلومات، الوافية الدقيقة الموثوقة، في الدفاع الجوي، الضوء الذي ينير طريق النصر للقوات. أمّا غيابها، أو افتقادها الدقة، فيؤدي إلى كوارث مدمِّرة. وتشمل المعلومات، التي يحتاج إليها الدفاع الجوي، الآتي:

1. المهمة

تصدر المهمة، شفوياً أو تحريرياً، إلى القائد، المنوط به تنفيذها، وتُدعَّم بأمر عمليات مكتوب، ويحدد فيها عناصر تحليل المهمة والهدف أو الأهداف الحيوية، المقرر حمايتها من الهجوم الجوي، ووقت الاستعداد، وبعض المهام الفرعية. وعند تحليل المهمة يجب أن نضع في اعتبارنا النقاط التالية:

أ. الهدف النهائي للعملية التي ستتم مساندتها.

ب. الواجبات الأساسية والضمنية، ودرجة المخاطرة المقبولة للمعدات، خاصة الثقيلة منها (كالباتريوت)، الهوك، الشاهين، المدفعية المضادة عيار (35 مم).

ج. جوانب القوة والضعف لكافة أنظمة الدفاع الجوي المستخدمة في الدفاع.

د. المهام المستقبلية المحتملة.

هـ. عدد ونوع المنشآت والمرافق الحيوية، أو الوحدات المراد الدفاع عنها وترتيبها ضمن جدول الأسبقيات.

و. تحديد أفضل توزيع لأسلحة الدفاع الجوي المكلفة بتنفيذ المهمة.

2. دراسة الأهداف الحيوية

تُجري القيادة العامة للقوات المسلحة (رئاسة هيئة الأركان العامة) دراسة مُوَسَّعة، لتحديد الأهداف الحيوية، تشترك فيها الوزارات، والهيئات المختلفة، وتستغرق فترة غير قصيرة، وتهدف إلى:

أ. حصْر جميع الأهداف الحيوية، في الدولة.

ب. توصيف هذه الأهداف ، وتحديد فئاتها.

ج. تحديد درجة أهمية كل هدف.

د. وضْع أسبقيات لها.

وتُراجَع هذه الدراسة، دورياً، لإضافة الجديد إليها، وتعديل الأسبقيات، إذا دعت الحاجة إلى ذلك. عندما يتلقّى قائد الدفاع الجوي (عن الدولة، أو المنطقة الحيوية، أو الهدف الحيوي)، مهمته للدفاع عن هدف/أهداف حيوية، فإنه يبدأ، مع هيئة قيادته، في دراسة النقاط الآتية:

أ. نوع الهدف الحيوي (قاعدة جوية ـ قاعدة بحرية ـ مدينة ـ مصافي نفط ـ منطقة حشد للقوات ـ مصنع حربي ... إلخ).

ب. درجة أهمية الهدف الحيوي.

ج. أبعاده.

د. طبيعة الأرض المحيطة به، وصلاحيتها للدفاع.

هـ. موقعه، بعداً وقرباً، من جبهة القتال.

و. وضْعه، بالنسبة إلى منظومة الدفاع الجوي الأكبر.

ز. تشكيلات الدفاع الجوي المتعاونة.

ثم يخرج من هذه الدراسة بأفكار مبدئية، حول الآتي:

أ. عدد ونوع المعدات والأسلحة، اللازمة للدفاع عن هذه الأهداف الحيوية.

ب. خطة تمركز الوحدات، بما في ذلك المواقع الرئيسية والبديلة والهيكلية، ومراكز قيادتها الرئيسية والبديلة، ومنظومة الاتصال، وخطة الخداع ... إلخ.

ج. خطة الإنذار (مواقع الرادار، نوع الأجهزة في كل موقع، الدفاع م/ ط المباشر والدفاع المحلي لهذه المواقع، أسلوب إذاعة الإنذار، ومستوياته ... إلخ).

ثم يُعيد القائد، وهيئة قيادته، الدراسة، مرَّة ثانية، من وجهة نظر العدو. على أساس من المعرفة العميقة، الشاملة، بكل ما يتعلق بالعدو، الذي سيواجهونه. وتهدف الدراسة، في هذه المرَّة، إلى تحديد مجموعة من العوامل، تشمل الآتي:

أ. عدد الطائرات، التي ستهاجم الهدف الحيوي، في موجات الهجوم المختلفة.

ب. تشكيل الهجوم.

ج. اتجاهات الاقتراب المحتمَلة.

د. الأهداف الحيوية الفرعية، التي سيهاجمها العدو.

هـ. الأسلحة المستخدمة في الهجوم.

و. الاستطلاع الإلكتروني، والإعاقة الإلكترونية المعادية.

ز. توقيت الهجوم المحتمَل.

مثال على ذلك: إذا كُلِّف القائد بالدفاع عن قاعدة جوية رئيسية، قريبة من جبهة القتال، وتتمركز فيها قاذفات مقاتلة حديثة، فعليه أن يتوقع، ويحدد الآتي:

·       ستكون هذه القاعدة، ضمن أهداف الضربة الجوية الرئيسية الأولى، وإنها ستُهاجَم غير مرة.

·       سيراوح عدد الطائرات المعادية، في الهجمة الأولى، بين … و... وفي الهجمات التالية … … (بناء على حساب إمكانات العدو).

·       طرق الاقتراب المحتمَلة، هي، بالترتيب، كالآتي ... ، ... ، ... .

·       سيشمل تشكيل الهجوم، الآتي:

·       مجموعة إسكات، لقصف مواقع الدفاع الجوي عن القاعدة، وتستخدم الصواريخ المضادّة للإشعاع، من نوع ....

·       مجموعة قصف الهدف الحيوي، لتدمير مدارج الطيران، ودشم الطائرات، ومركز القيادة. وتستخدم الأسلحة الآتية ... ، ... .

·       مجموعة الحراسة، وتتكون من المقاتلات الاعتراضية، لحماية طائرات الهجوم من تدخل المقاتلات الاعتراضية.

·       مجموعة الإعاقة الإلكترونية ، وتشمل طائرات من نوع ... ونوع ... وتُوجَّه إعاقة إلكترونية إيجابية ... وسلبية ....

·       طائرات استطلاع إلكتروني، وتحلِّق ... .

·   طائرات قيادة وسيطرة، لإدارة عملية الهجوم الجوي.

·       طائرات الهجوم مجهَّزة بمعدات تحذير ضد صواريخ الدفاع الجوي، ومزوَّدة بمعدات إعاقة إلكترونية سلبية، من نوع ...  وإيجابية ... .

·       أساليب الهجوم، ومسافات إطلاق الأسلحة المتوقَّعة، هي ... .

ومن المفضل، أن تضع القيادة غير سيناريو للأحداث، وبعد مناقشتها، تتضح المهمة تماماً. ويمكن أن تتبلور الخطة، التي تحقِّق دفاعاً جوياً فعالاً، إذا روعيت فيها القواعد والمبادئ، التي ستذكَر في هذه الدراسة.

3. معلومات عن العدو

تُمثل معرفة العدو، أول الطريق إلى هزيمته. فالدفاع الجوي يحتاج إلى معلومات، لأن يقاتل قوة ملموسة، لها أبعاد محددة. ولهذا، يجب أن يعرف عنها كل شيء.

وتتعاون أجهزة الاستخبارات، ووسائل الاستطلاع المختلفة، مع قوات الدفاع الجوي، على الحصول على المعلومات الآتية عن القوات الجوية المعادية:

أ.  عدد الطائرات وأنواعها، وسرعتها، ومداها، ونسبة صلاحيتها للقتال.

ب. القواعد الجوية (عددها، وتمركزها، وتجهيزها، وبُعدها عن الحدود).

ج. عدد الطيارين، ومستواهم، وفئاتهم، وعدد الطلعات اليومية، التي يستطيع الطيار تنفيذها في يوم القتال الأول، والثاني، والثالث ... وهكذا.

د. ومن المعلومات السابقة، يمكِن تحديد عدد الطلعات الجوية المعادية المتوقّعة (كثافة الهجوم الجوي).

هـ. خُطط العدو، وأهداف الهجوم.

و. بإضافة هذه المعلومة، يمكِن توزيع عدد الطائرات المهاجمة على الأهداف الحيوية.

ز. تكتيكات العدو الجوي، وأساليبه للاقتراب. وبهذا، يمكِن استنتاج اتجاهات الاقتراب، وارتفاعاتها.

ح. أنواع الأسلحة، وكيفية إطلاقها، وقدراتها التدميرية، وتصميم كل سلاح، بالتفصيل، لمعرفة مَواطن قوّته، ونقاط ضعفه؛ وكل سلاح له نقاط ضعف، يمكِن استغلالها لشل فاعليته.

ط. معدات الحرب الإلكترونية، بالتفصيل، ومنها يمكن اتخاذ الإجراءات المضادّة، وتدريب القوات على مواجهتها، وتوجيه إعاقة إلكترونية، ضد الأجهزة الموجودة في الطائرات المعادية.

ي. اتصالات العدو بالدول والشركات المنتجة للطائرات ومعداتها، والأسلحة جو/أرض، جو/جو، والتعاقدات الجاري التفاوض في شأنها، أو تنفيذها.

ك. صناعة الطيران، والصناعات المتصلة بها، لدى العدو. وبهذا، يمكِن متابعة التطور في القوات الجوية المعادية.

ل. أساليب الهجوم الجوي بالأسلحة المختلفة، ضد الأهداف الحيوية. ويمكِن الحصول على هذه المعلومة من مراقبة تدريبات العدو اليومية، ومناوراته الجوية، وتحليل العمليات الجوية، التي يجريها في مختلف المواقع. ومن ذلك، يمكِن تصوُّر شكل الهجوم على الهدف أو الأهداف الحيوية، ووضْع الخطط الكفيلة بإحباطه، وتدريب القوات عليها.

م. إعادة تمركز الطائرات المعادية في القواعد المختلفة.

ن. أوضاع استعداد الطائرات، والوقت اللازم للإقلاع من كل وضع. وهو أحد المؤشرات، التي تساعد على تحديد نية الهجوم لدى العدو، والتوقيتات المتوقَّعة للبدء فيه.

س. أسلوب القيادة والسيطرة على العمليات من الأرض أو من طائرات أواكس AWACS.

ع. مراكز توجيه المقاتلات، ووسائله.

وتهدف دراسة العدو إلى الوصول إلى النتائج الآتية:

أ. وضع صورة أقرب ما تكون إلى الواقع، الذي سوف يواجِه الدفاع الجوي، في العمليات المقبِلة.

ب. تحديد المعدات والأسلحة الملائمة، كمّاً ونوعاً، وإعداد القوات الإعداد الملائم، وبناء تجميع الدفاع الجوي، القادر على صدّ الهجوم الجوي المعادي، واستنباط الأساليب الفاعلة لتحييد أسلحته.

ويصبح هذا كله بلا معنى، إنْ لم يُتابَع؛ حتى يمكِن تجديد هذه المعلومات بصفة مستمرة، وتطوير الخطط والأساليب المضادّة وفقاً لها. والواقع، أن المعلومات هي الأساس، الذي يُبنَى عليه القرار. والقرار الذي يُبنَى على معلومات غير محدثة، هو، بالتأكيد، قرار خاطئ، مهْما بُذِل فيه من جهد؛ فقد كان صالحاً لموقف سابق. ولكنه لا يتلاءم مع ما استجدّ من أمور؛ والعدو يطور إمكاناته بصفة مستمرة.

والخلاصة، أن العدو يجب أن يكون كتاباً مفتوحاً، مقروءاً، ومفهوماً، ومتجدداً بصفة مستمرة، أمام قادة ووحدات الدفاع الجوي.