إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الدفاع المضاد لصواريخ المسرح، في حرب تحرير دولة الكويت (الباتريوت وسكود)





مكونات بطارية Patriot
المنظومة الإسرائيلية
المرحلة الأولى
المرحلة الثالثة
المرحلة الثانية
المرحلة الخامسة
المرحلة الرابعة
المرحلة السادسة
الدفاع المضاد لصواريخ المسرح




الدفاع المضادّ لصواريخ المسرح

3. تخطيط جديد لاصطياد صواريخ سكود

للتغلب على هذه المشكلة، التي باتت مستعصية، أجرت قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، دراسة منطقية للموضوع، بُنِيت على مجموعة من الفروض والمعلومات، شملت الهدف الحيوي المُدافَع عنه، ومدى صواريخ سكود التي طوّرها العراق، وأسلوب استخدامها، وطبيعة الأرض، ووسائل الإنذار المتيسرة، وسرعة القاذفات المقاتلة، والتوقيتات المحتملة لإطلاق صواريخ سكود. وخرجت النتائج والاستنتاجات التالية:

أ. على افتراض أن العراقيين يحاولون ضرب أهداف في الرياض، فإن مواقع صواريخ سكود، ستتمركز في أقصى مدى لها. أي أن الرياض ستكون مركزاً لدائرة، نصف قطْرها يساوي مدى الصاروخ العراقي.

ب. بالدراسة الدقيقة لخريطة المنطقة المحيطة بقوس الدائرة، أمكَن تحديد مجموعة من المواقع المحتملة لتمركز منصات إطلاق صواريخ سكود.

ج. بإضافة الشروط اللازمة لسرعة احتلال الموقع وإخلائه، أمكَن تحديد أنسب مواقع الإطلاق للقاذف الصاروخي (من ضمن المواقع المحتملة).

د.  نظراً إلى أن العراقيين لا يحركون قواذفهم في وضح النهار، فإن الوقت المحتمل للإطلاق، سيراوح بين حلول الليل (سعت 1800) وأول ضوء (سعت 600). وإذ تحتاج القواذف وصواريخها إلى وقت لتحريكها، تحت جنح الظلام، من مكان اختبائها إلى مواقع الإطلاق، ووقت للإعداد لعملية الإطلاق، ثم الإطلاق نفسه، ووقت آخر لإخلاء الموقع وتحريك القواذف إلى مكان اختبائها، مرة أخرى ـ فإن الوقت المتوقع للإطلاق، سيكون بين (سعت 1910) و(سعت 0520). وكان هذا الاستنتاج صحيحاً، فلم يُطلق صاروخ واحد، خلال الحرب، خارج هذين التوقيتين.

هـ. وبهذا، أمكَن تحديد أكثر المواقع احتمالاً لوجود منصات صواريخ سكود، والفترة الزمنية اللازمة لاحتلالها، وهي ثماني ساعات وعشر دقائق، (من سعت 1910 إلى سعت 0520).

و. تستغرق القواذف المتحركة ما بين 7 و10 دقائق، لإخلاء موقع الإطلاق، بينما يكتفي قمر الإنذار الأمريكي بدقيقتين لإرسال بيانات الإطلاق، قبل مغادرة القواذف لها. وهذا بدوره، يعني أن القاذفات المقاتلة للتحالف، لا بد أن تكون في الجو، على بعد يراوح بين 50 و100كم من مواقع الإطلاق التي تم تحديدها، انتظاراً لإشارة الإنذار، حتى تتاح لها فرصة الوصول إليها، لتمييز القواذف وتدميرها، قبل هروبها إلى مخابئها. (اُنظر ملحق تقدير الموقف لاصطياد القواعد المتحركة لصواريخ أرض ـ أرض Scud - B العراقية)

وقد ذكر الفريق الأول شوارتزكوف Schwarzkopf هذا الموضوع، في يومياته عن الحرب، التي نُشِرت في كتاب بعنوان It Doesn't Take A Hero. فقال في الصفحة 419 ما يلي:

"كانت قواذف Scud أكثر مراوغة مما توقعنا. لقد اكتشفنا بعض مواقعها، ولكن قاذفاتنا عندما كانت تصل إلى المواقع، التي أُطلقت منها الصواريخ، لا تجد سوى صحراء خالية، الأمر الذي أصابنا بالدهشة. وقد أوضح لنا الأمير خالد السبب في ذلك، عندما قال إنه ناقش هذا الأمر مع أحد الضباط المصريين العاملين تحت قيادته؛ والمصريون خبراء في استخدام الأسلحة السوفيتية، اكتشف أن قاذف Scud يخلي موقعه بعد ست دقائق من الإطلاق، وكانت أجهزة استخباراتنا قد أفادتنا بأن القاذف يحتاج إلى ثلاثين دقيقة لإخلاء الموقع. والآن، اتضح الأمر. فالوقت الذي كنا نستغرقه في تحديد إحداثيات موقع إطلاق Scud، وتلقين الطيارين، والإقلاع، والطيران إلى منطقة الهدف، كان كافياً لفرار القواذف العراقية".