إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / تطور الدفاع الجوي المصري





أسلوب الإنجليز في الإعاقة الرادارية
تنظيم قوات الدفاع الجوي
حائط الصواريخ
حائط الصواريخ لحماية العبور




الاستعداد القتالي وطائرة الكرملين

المبحث الأول

النشأة والتطور عالمياً ومحلياً

أولاً: النشأة عالمياً

ترجع نشأة الدفاع الجوي في العالم، إلى بدايات القرن العشرين، مواكبة لظهور المناطيد والطائرات، واشتراكها في معارك الحرب العالمية الأولى. وقد استخدمت ألمانيا المناطيد، في الإغارة على بريطانيا، حيث كانت تطير على ارتفاعات عالية، لا تصل إليها المقاتلات البريطانية، وأشهر هذه المناطيد ما عرف باسم زبلن Zeppelin-L 37، وكان سلاح ألمانيا الجوي في الحرب العالمية الأولى مُعدًّ لإرهاب الإنجليز، الذين كانوا يظنون في أثناء هجمات الألمان، بواسطة هذا المنطاد، أن الجحيم قد فتح عليهم أبوابه من السماء.

ويبلغ طول المنطاد حوالي 521 قدماً، ويطير بواسطة 18 بالوناً مليئة بالغاز، ويبلغ حجم غاز الهيدروجين، الذي يحمله المنطاد، نحو 950 ألف قدم مكعب، ويدفع المنطاد محرك، تبلغ قوته 210 أحصنة، ويحمل طاقماً مكوناً من 28 رجلاً.

وبدأت حلقات الصراع على السيطرة الجوية، ففي 7 يونيه 1915، استطاع الطيار "ريجي وونفورد"، من سلاح الجو الملكي البريطاني، أن يطارد المنطاد، ويسقطه فوق مدينة جنت GHENT في إحدى الجزر البريطانية. وبدأت الجيوش في تطوير بعض قطع المدفعية؛ لتصبح قادرة على التصدي للطائرات، وكان ظهور المدفعية المضادة للطائرات بعدة أعيرة، وأصبحت فرعاً حيوياً من أفرع سلاح المدفعية في الجيوش، ودخلت، إلى مسارح العمليات، أول منظومة دفاع جوي بسيطة، تضم المقاتلات والمدفعية.

وفي عام 1916، ظهر المدفع ثلاث بوصات، المضاد للطائرات، إلى حيز الوجود، لأول مرة، للتعامل مع المناطيد وطائرات الجيل الأول، ذات الأجنحة المزدوجة، والسرعات، التي لا تتجاوز 100 كم/ ساعة، وكانت تحلق على ارتفاعات منخفضة، حتى يتمكن الطيار من رؤية الأهداف المحددة له، وقصفها، حين لم تمتلك هذه الطائرات أي إمكانيات، أو أجهزة فنية، للملاحة والتصويب من ارتفاعات عالية.

1. التطور فيما بين الحربيين (1918 – 1939)

على الرغم من عدم ارتفاع فاعلية الغارات الجوية، في أثناء الحرب العالمية الأولى، فإن دخول الطائرات إلى ساحات القتال، أثار الخوف من ما قد يحدث في الحروب القادمة، ولهذا اتجه القادة العسكريون، إلى ضرورة تدعيم قوة نيران المدفعية المضادة للطائرات وتطويرها، للحد من فعالية الطائرات المغيرة، وتقليل تأثيرها.

وقد اتخذ هذا التطور اتجاهات متعددة، كان أهمها الآتي:

أ. الرجوع والإعادة واللهب الفوهي

كانت الآمال تتركز، أساساً، في البحث عن مدى أطول، وكانت أسهل السبل لذلك هي زيادة المادة القاذفة خلف الدانة، للعمل على إطلاق الدانة، بسرعة فوهية عالية، ولكن سرعان ما ظهرت لذلك آثار ضارة كبيرة، فاللهب الفوهي يكشف مكان المدفع، ويسهل مهاجمته، وكان السبيل إلى حل هذه المشكلة، هو تطوير مكونات المادة القاذفة، وأدى إلى ظهور "حاجز ضوء اللهب"، في معظم المدافع، التي تلا إنتاجها.

كذلك، ظهرت مشكلة قوة الرجوع، وزيادة طوله، وكان التغلب عليها أكثر صعوبة في تفاديها، وهنا سبقت ألمانيا العالم، عندما قامت شركة كروب الألمانية، بأبحاث ودراسات ناجحة، في هذا المجال، فاكتشفت مخفف الصدمة Muzzle Brake ، وطورت أجهزة الرجوع والإعادة.

ب. السرعة الفوهية للمقذوف

عندما اتجه التطور لزيادة السرعة الفوهية للمقذوف، لم يكن هذا يهدف، إلى زيادة المدى فحسب، بل كذلك إنتاج الدانة المخفضة، التي تطلق من مواسير ذات عيار أكبر، وبالتالي عبوة قاذفة أكبر، بحيث عندما تغادر ماسورة المدفع، تسقط القطع، التي أكملت عيارها داخل الماسورة، فتزداد سرعتها مع خفض مقاومة الهواء لها، فتزداد المسافة، التي تقطعها.

كذلك صنع الألمان الماسورة المخروطية، التي تنضغط بداخلها الدانة، كلما تحركت للأمام، مما يزيد من سرعتها الفوهية.

ج. تطوير الطابات

في خلال الحرب العالمية الأولى، واجهت الدول مشاكل كثيرة، بالنسبة إلى الطابات، وحتى عام 1918، كانت الطابات اختراقية "بالبارود"، ولذلك كانت غير دقيقة. وخلال العشرينيات والثلاثينيات، حاول كثير من الدول، تطوير هذه الطابات.

ففي عام 1938، تحققت عدة نجاحات، في هذا المجال، وكان السويسريون هم الأسبق، حتى أن الإنجليز استخدموا طابات سويسرية، من طراز "تافادو"، في مدفعيتهم المضادة للطائرات.

د. استخدام الحاسبات

كان تحديد ارتفاع الطائرات المغيرة، وسرعتها، في الحرب العالمية الأولى، يتم بالوسائل الصوتية، والمراقبين الجويين. وكانت بيانات الأهداف، التي تضبط على المدافع تقديرية، تعتمد على خبرة الطاقم، مما كان يستدعى التصحيح في أثناء الاشتباك، بما يمثله ذلك من صعوبة، واستنفاذ للوقت، خاصة أنه لم يكن بالإمكان التكهن بما إذا كان الهدف سيقوم بالانقضاض أم بالمناورة، وعليه، كان من الضروري التوصل إلى وسيلة سريعة ودقيقة، للحصول على كل البيانات اللازمة، وربطها بسرعة على أدوات تنشين المدافع.

وظهر أول حاسب في تاريخ المدفعية المضادة للطائرات، وأطلق عليه "بريديكتور" Predictor، ومعناه اللفظي المتنبئ. وكانت هذه الحاسبات ميكانيكية، تدار يدوياً، محدودة الإمكانيات، ولكنها كانت تمثل تطوراً كبيراً، في مجال الدفاع الجوي، كما أن البريديكتور فتح المجال، في اتجاه الوسائل الكهربية والإلكترونية، لحل عدد أكبر من المسائل في وقت أقل.

وكانت تلك بدايات علم الحاسب الحديث، ومع ذلك لم تدخل الحاسبات الإلكترونية عالم المدفعية المضادة للطائرات، إلا في الثلاثينيات، حين أنتجت الولايات المتحدة الأمريكية نظاماً لنقل البيانات، من البريديكتور، إلى المدافع، مما يحقق إعطاء المدفع زوايا الارتفاع والاتجاه آلياً. وكانت الفكرة مثيرة على رغم عدم تعميمها آنذاك، ولم تعمم إلا بعد أن بدأت الحرب العالمية الثانية، ببضع سنوات.

2. التطور خلال الحرب العالمية الثانية

أ. إعلان الحرب ومعركة الدفاع الجوي عن الجزر البريطانية (1935 – 1940)

على رغم مرور أكثر من نصف قرن، على انتهاء الحرب العالمية الثانية، فإن كثيراً من المحللين العسكريين يعتبرون أن معركة بريطانيا، والتي سماها الألمان عملية "أسد البحر"، من أضخم وأطول المعارك، التي خاضتها القوات الجوية، وقوات الدفاع الجوي، حتى يومنا هذا، بل أكثر من هذا كان لها تأثيرها الكبير والحاسم، على سير العمليات الحربية، وتحولها لصالح الحلفاء.

وخرجت بريطانيا من الحرب العالمية الثانية، باعتبارها الدولة الرائدة في العالم، في مجال الدفاع الجوي، حيث تمكنت، في الأربعينيات من هذا القرن، من حشد وسائل الدفاع الجوي، المعروفة في ذلك الوقت، وتنظيم التعاون بينها، وإدارة أعمال قتالها بفاعلية عالية، وذلك، من خلال مركز قيادة رئيسي، وأربعة مراكز قطاعات فرعية، فيما شكل نموذجاً رائعاً لأول منظومة دفاع جوي، عرفها العالم.

وقد استطاعت هذه المنظومة التصدي، بنجاح، للقوة الجوية الألمانية، التي تتفوق عليها تفوقاً كبيراً، وتمنعها من أن تحقق أهدافها، واضطرت القيادة الألمانية، إلى إلغاء عملية أسد البحر، ونجت بريطانيا من الاجتياح البري، والبحري النازي، والتي لم تسلم منه معظم الأراضي الأوروبية.  

ب. منظومة الدفاع الجوي البريطانية (اُنظر جدول منظومة الدفاع الجوي البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية - 1940)

(1) القيادة والسيطرة

أُنشئ مركز القيادة الرئيسي، في منطقة بنتلي PENTLY، بمدينة لندن، يعاونه أربعة مراكز قيادة مجموعة، لقيادة القطاعات الفرعية.

وقد أقيمت هذه المراكز، بتجهيز هندسي محصن، تحت الأرض، وتضم خرائط لإظهار الموقف الجوي، تظهر عليها خطوط سير جميع الطائرات المعادية والصديقة. وتصل المعلومات إلى هذه المراكز، خطياً ولاسلكياً، بصفة مستمرة، من مصادر الاستطلاع والإنذار المختلفة "الرادارات وشبكات مراقبة وطيارين وقطع الأسطول"، بما يرسم صورة للموقف الجوي، تمكن القادة وضباط العمليات من إصدار الأوامر، إلى اقرب مطار، أو إلى المقاتلات التي تكون بالجو لاعتراض الطائرات المعادية.

هذا بالإضافة إلى إنذار بطاريات المدفعية، والدفاع المدني، في القطاع المهاجم، ولعب الرادار دوراً أساسياً في فعالية هذا النظام، وحسن استخدام كل وسائل الدفاع الجوي المختلفة، من مدفعية مضادة للطائرات، وبالونات، وأنوار كاشفة.

(2) الاستطلاع وظهور الرادار

خلال الثلاثينيات، اكتشف علماء الإلكترونيات، في الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، مبادئ عمل الرادار، واهتم العلماء الإنجليز، أكثر من غيرهم، بهذا المجال، ونتيجة لأبحاثهم المكثفة، وجهودهم، في التطبيق العملي لما توصلوا إليه من نظريات، ظهرت أول محطة رادار في العالم، وانضمت للعمل بالسلاح الجوي البريطاني، عام 1937. (اُنظر جدول منظومة الدفاع الجوي البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية - 1940)

وفي هذا العام، بدأ الإنجليز إنشاء سلسلة من الرادارات، على طول شواطئ إنجلترا. وبنهاية عام 1938، كان بإمكان هذه المحطات، اكتشاف معظم الطائرات الألمانية القادمة، من بحر الشمال أو القنال الإنجليزي.

وبحلول شهر يونيه 1940، أصبح عدد المحطات العاملة نحو 51 محطة، تغطي معظم الساحل الإنجليزي، مع التركيز على الجنوب والشرق، وهى الاتجاهات الأكثر احتمالاً، لاقتراب الهجمات الجوية الألمانية.

وكانت هذه المحطات قادرة على اكتشاف الأهداف، على مسافات تراوح بين 50 إلى 120 ميلاً نهاراً وليلاً، وفي وجود السحب الكثيفة. وبهذا توافر نظام فعال للإنذار المبكر، يتكون من 51 محطة رادار، بالإضافة إلى شبكة من نقاط المراقبة الجوية بالنظر، تضم نحو ألف نقطة، إضافة إلى معلومات الطيارين المحلقين في الجو، وبلاغات قطع الأسطول، كل هذه المعلومات تصل إلى مركز القيادة الرئيسي، والمراكز الفرعية، خطياً، أو لاسلكياً، أو بكلا الوسيلتين.

وقد أدى هذا الأسلوب المتطور في القيادة، إلى توفير الكثير من جهود وحدات المقاتلات، التي كانت تضطر إلى استخدام نظام المظلات الجوية بصفة مستمرة، وترشيد استهلاك وحدات المدفعية المضادة للطائرات، بتنظيم رفع أوضاع استعدادها عند الضرورة.

واستفاد الإنجليز، من براعتهم في استخدام الرادار، في الاستخدام الأمثل لطائراتهم المقاتلة ضد الطيران الألماني، الذي يفوقهم عدداً. فمنذ اللحظة الأولى، التي كانت الطائرات الألمانية تغادر قواعدها في أوروبا، كانت تظهر على شاشات الرادار الإنجليزية، ويتم تتبعها وتوجيه المقاتلات نحوها على خطوط الاعتراض المناسبة، أو تحرير نيران المدفعية المضادة للطائرات، في حالة تخصيص الأهداف لها. (اُنظر شكل أسلوب الإنجليز في الإعاقة الرادارية)        

(3) مقاتلات الدفاع الجوي

وتضم 800 طائرة، من أنواع الهاريكان وسبيتفاير، وهي مقاتلات ذات مقعد واحد، وكان العدد الصالح للخدمة عند بدء المعركة نحو 660 طائرة فقط.

(4) المدفعية المضادة للطائرات

وتضم نحو 200 بطارية من الأعيرة المختلفة.

(5) مجموعات من البالونات

موزعة على الأهداف المختلفة.

وهكذا تجسد، على أرض الواقع، أول هيكل لمنظومة دفاع جوي، تعمل في تكامل وتعاون لإدارة وتوجيه وسائل الدفاع الجوي المتاحة، لصد هجمات العدو الجوية.

3. الأعمال الإلكترونية في أثناء الحرب العالمية الثانية

لعبت الحرب الإلكترونية دوراً مهماً، في معارك الحرب العالمية الثانية، بدءاً من الإعاقة اللاسلكية على وسائل الاتصالات، إلى توجيه الطائرات، والإعاقة الرادارية بأنواعها الإيجابية والسلبية، وغيرها من الأساليب.

ففي عام 1939، استخدم الألمان طريقة تقاطع موجات الإرسال، فوق الهدف Beam Intersection، حيث توجه الطائرات الألمانية، ليلاً، عن طريق إرسال حزمة ضيقة من الإشعاعات الكهرومغناطيسية، من محطات أرضية بعيدة، تطير عليها الطائرات، حتى يتقاطع مع شعاع آخر، فتكون الطائرة فوق الهدف. وسجل الإنجليز أول إجراء إلكتروني مضاد، باستخدام جهاز إرسال لاسلكي، يقوم بإرسال إشعاعات ضيقة مخادعة، تعمل على انحراف إشعاعات التوجيه الألمانية، لتعطي تقاطعاً بعيداً عن الأهداف المقصودة.

وفي عام 1943، نجح الحلفاء في استخدام الشرائح المعدنية Chaffs، للإعاقة على الرادارات الألمانية الأرضية، فقامت أكثر من 710 قاذفة قنابل إنجليزية، بإسقاط مئات الأطنان من الشرائح المعدنية، منفذين بذلك أحد الإجراءات الإلكترونية المضادة ECM. [1]

ولم يمض عام حتى تمكن الألمان، من استخدام إجراءات إلكترونية مضادة للإجراءات الإلكترونية المضادة ECCM، لتقليل تأثير إجراءات العدو الإلكترونية، وذلك بتزويد أحد أجهزة الرادار الألمانية، بنظام انتخاب الأهداف المتحركة MTI[2]، للتمييز بين الطائرات والشرائح المعدنية، التي تكون، عادة، بطيئة ومتناقصة السرعة.

ثانياً: النشأة والتطور في مصر، حتى الحرب العالمية الثانية

1. نبذة تاريخية عن نشأة المدفعية المصرية (1831)

عندما عُين محمد على باشا والياً على مصر، أدرك أن يكون لمصر جيش حديث، يواكب العصر، ويجدد أمجاده وانتصاراته؛ لكي يثبت مركزه الداخلي، ويحقق طموحاته وفتوحاته.

ومن هذا المنطلق، بدأ في إنشاء أول جيش مصري صميم، بأفضل النظم العصرية المتطورة في ذلك الوقت؛ وسخر لخدمته كل موارد الدولة؛ فبنى المصانع الحربية لإنتاج المدافع والأسلحة والذخيرة، وكذلك الترسانات البحرية لبناء السفن؛ واهتم بزراعة القطن ليكون محصولاً اقتصادياً يساهم في تمويل بناء الجيش؛ وقام بإنشاء المعاهد الهندسية والطبية، لخدمة هذا الجيش؛ كما اهتم بتنظيمه وتدريبه، مستعيناً بالخبراء العسكريين، من شتى البلاد.

ولما كانت المدفعية هي السلاح الرئيسي والحاسم في تلك الأيام، فقد أمر محمد على باشا، بإنشاء مدرسة الطوبجية، في يونيه 1831، وتولى أمرها وقيادتها، الكولونيل الأسباني، أنطونيو سيجويرا، الذي يعتبر المؤسس الحقيقي لفن المدفعية، في الجيش المصري الحديث. وقد أقيمت المدرسة على الشاطئ الشرقي للنيل، في منطقة طره، التي تبعد عن مصر القديمة حوالي 13 كم، وخطط لها لتتسع لنحو 300 تلميذ، من تلاميذ مدرسة قصر العيني التجهيزية، وضمت المدرسة 48 مدفعاً للتدريب، ونظمت الدراسة بالمدرسة، على أربع سنوات دراسية.

ألغى الخديوي عباس المدارس العسكرية، وأنشأ مدرسة واحدة أطلق عليها اسم المفروزة، ثم أُلغيت المدرسة، عام 1861، في عهد الخديوي سعيد، الذي قام بتحويل مدرسة المهندس خانة السعيدية إلى مدرسة حربية تسع نحو 100 تلميذ، واستمرت هذه المدرسة قائمة، حتى تولى الخديوي إسماعيل الحكم في يناير 1863، فقام بتقسيم المدرسة الحربية إلى مدارس البيادة، والسواري، والمدفعية، وأركان الحرب.

وانتظمت الدراسة في مدرسة المدفعية الملكية، عام 1865، وكان تلاميذها 280 تلميذاً، من بين تلاميذ مدرسة المهندس خانة، وهذا يدل على رقي المستوى العلمي لتلاميذها وخريجيها. ونتيجة للأزمة المالية، التي مرت بها مصر في أواخر حكم إسماعيل، فقد تقرر خفض حجم الجيش المصري، وتبعه إلغاء المدارس الحربية، ومن بينها مدرسة المدفعية عام 1879.

وعندما وقعت مصر معاهدة 1936، مع بريطانيا، ونالت بموجبها استقلالاً جزئياً، تقرر إعادة فتح مدرسة المدفعية الملكية المصرية، في فبراير 1937، بعد أن ظلت مغلقة لنحو ستين عاماً، وكان مقرها منشية البكري.

2. تنظيم مدرسة المدفعية الملكية المصرية (1937)

بعد إعادة افتتاح المدرسة، أعيد تنظيمها، على غرار مدرسة المدفعية الملكية البريطانية، وضمت ضمن أجنحتها، للمرة الأولى، أجنحة المدفعية المضادة للطائرات، والأنوار الكاشفة، ونظمت كالآتي:

أ. قيادة المدرسة.

ب. جناح مدفعية الميدان.

ج. جناح المدفعية المضادة للطائرات.

د. جناح الأنوار الكاشفة المضادة للطائرات.

وفي عام 1941، نُقلت المدرسة من منشية البكري، إلى منطقة ألماظة، التي تقع شرق القاهرة، وقُسمت إلى قسمين:

القسم الأول:  يضم مدرسة المدفعية بأجنحتها الفنية، وتقوم بتعليم النواحي الفنية لضباط المدفعية، وعقد الفرق الراقية لضباط الصف.

القسم الثاني:  وهو أساس ومركز تدريب المدفعية، ويختص بتدريب الصف والجنود، وتعليمهم فنياً على نوع من أنواع المدافع.

وفي أواخر عام 1944، أُعيد تنظيم المدرسة ومركز التدريب كالآتي:

أ. رئاسة المدرسة ومركز تدريب المدفعية.

ب. مكتب كبير المعلمين ويتبعه:

(1) مدرسة المدفعية وتضم الآتي:

(أ) جناح مدفعية الميدان.

(ب) جناح المدفعية المضادة للطائرات.

(ج) جناح الأنوار الكاشفة.

(د) جناح التكتيك.

(هـ) جناح تدريب السائقين.

(و) وحدة شؤون إدارية.

(2) مركز تدريب المدفعية ويضم الآتي:

(أ) مدرسة محو الأمية.

(ب) البطارية الأولى تعليم.

(ج) البطارية الثانية تعليم.

(د) البطارية الثالثة تعليم.

(هـ) البطارية الفنية "مدفعية ميدان ـ مدفعية مضادة للطائرات ـ أنوار كاشفة".

ثم أنشئت مكتبة المدفعية، وكان مقرها بمدرسة المدفعية، حيث مازالت موجودة حتى الآن، ولكنها تتبع إدارة المدفعية.

3. بدايات المدفعية المضادة للطائرات في الجيش المصري

بمقتضى معاهدة 1936، تعهدت بريطانيا بالقيام بتطوير الجيش المصري، وإعادة تسليحه، وهذا الإعداد لم يكن حباً في مصر، بقدر ما كان لمصلحة بريطانيا، في المقام الأول، ليكون هذا الجيش قادراً، بدرجة ما، على معاونة القوات البريطانية، في الحرب المنتظرة والوشيكة، بعد وصول هتلر إلى مستشارية ألمانيا.

ولعل المدفعية المضادة للطائرات، والتي كان يفتقدها الجيش المصري، تمثل لبريطانيا أهم سلاح يتطلبه الموقف، وقد كان فعلاً السلاح الوحيد، الذي اشترك بإيجابية وفاعلية كبيرة في الحرب العالمية الثانية، وقدم للإنجليز أكبر العون والمساعدة، في الدفاع عن القوات البريطانية، الموجودة على الأرض المصرية، ومرت عملية البناء بالمراحل التالية:

أ. إعداد وتدريب كوادر المدفعية المضادة للطائرات

بعودة أول بعثة من ضباط المدفعية من إنجلترا، بعد إتمام دراستهم بكلية وول وتش Wool watch  للمدفعية، والتدريب على المدافع المضادة للطائرات، ومعداتها، وأجهزتها، جرى تعيينهم بجناح المدفعية المضادة للطائرات، ليقوموا بالتدريس لفرق الضباط الأصاغر، وشاركهم في التدريب، بعض الضباط وضباط الصف المستشارين، من البعثة العسكرية الإنجليزية، التي عينت للإشراف على الجيش المصري، وتزويده بالأسلحة الحديثة.

وقد حرصت القيادة المصرية، على انتقاء الضباط، وروعي، في اختيارهم، أن يكونوا من أوائل الكلية الحربية الملكية "شعبة علوم"، ومن خريجي الكليات الجامعية، حتى يمكنهم استيعاب دراسة الأجهزة والمعدات الفنية.

كما انضم، إلى هذه الفرق، عدد من الضباط الممتازين، من سلاح المدفعية الملكي، من الرتب الأعلى ليشغلوا الوظائف القيادية، في الوحدات الجديدة، واستكمال هيكلها التنظيمي. هذا وقد عُقد العديد من الفرق التعليمية، جرى خلالها تدريس المواد الآتية:

(1) علم فن المدفعية المضادة للطائرات.

(2) التدريب على المدافع الثابتة عيار ثلاث بوصات، والمتحركة، والمدافع الخفيفة، عيار 40 مم بوفرز المقطورة.

(3) الأجهزة والمعدات الخاصة بقيادة النيران، وهي الحاسب الميكانيكي "بريديكتور"، وآلة تقدير الارتفاع والمسافة، وأجهزة التسديد البيضاوية، وفي نهاية كل فرقة، كانت تجري رماية تدريبية، على هدف على شكل الكم، مقطور بواسطة طائرة.

ب. إعداد كوادر الأنوار الكاشفة

دخلت الأنوار الكاشفة، ضمن تسليح الجيش المصري، مع دخول المدفعية المضادة للطائرات، عام 1937، وكانت تتبع سلاح المهندسين العسكريين الملكي. وعقدت الفرقة الأولى أنوار كاشفة لعدد من المهندسين العسكريين، بواسطة ضباط معلمين من البعثة العسكرية البريطانية.

وفي عام 1938، تقرر نقل الأنوار الكاشفة، إلى سلاح المدفعية الملكي، بعد تشكيل جناح الأنوار الكاشفة، بمدرسة ومركز تدريب المدفعية، ليكون السلاح المكمل للمدفعية المضادة للطائرات، لكي تكتشف وتضيء الأهداف الجوية ليلاً، لتتمكن وحدات المدفعية من الاشتباك معها.

وعُقدت فرق دراسية، جرى خلالها دراسة الصوت والضوء، وأساسيات الكهرباء، على مستوى إعدادي كلية العلوم، وكذا ميكانيكا السيارات، والمولدات الكهربية، والمصابيح، التي هي مصدر الضوء الباعث، واستخدام محددات الصوت، وكيفية التقاط الأهداف، وتتبعها، وإضاءتها، وكيفية اكتشاف الأعطال وإصلاحها.

4. التشكيل الأول للمدفعية المضادة للطائرات بصفته فرعاً من سلاح المدفعية المصرية

تكونت النواة الأولى للمدفعية المضادة للطائرات، في مصر عام 1938، بتشكيل أول بطارية مدفعية مضادة للطائرات، يعاونها قسم أنوار كاشفة. وفي أكتوبر من العام نفسه، قُدرت مطالب الجيش المصري، من المدفعية المضادة للطائرات، للدفاع عن البلاد، بفرقة مدفعية مضادة للطائرات، قوامها 30 ضابطاً و70 صف جندي، وتتألف من أربع آلايات مدفعية مضادة للطائرات، وآلاي خفيف، وكتيبتين أنوار كاشفة، ومجموعة دفاع ساحلي، بالإضافة إلى تسعة أسراب، من المقاتلات والقاذفات، وجرى تشكيل الوحدات على النحو التالي:

أ. التشكيل الأول للمدفعية المضادة للطائرات

(1) شُكِل الآلاي[3] الأول عام 1938، من ثلاث بطاريات مدفعية وسط.

(2) شُكِل الآلاي الثاني عام 1939، من بطاريتي مدفعية وسط.

(3) شُكِل الآلاي الأول خفيف من بطاريتين، كل منهما من ثلاثة تروبات.

(4) آلايان أنوار كاشفة، بالإضافة إلى تروب متحرك أنوار كاشفة.

(5) في عام 1940، استكمل الآلاي الثاني مدفعية مضادة للطائرات، ليكون من ثلاث بطاريات.

ب. التسليح

(1) الآلاي الوسط ويشمل تسليحه

(أ) مدافع ثلاث بوصات الثابتة Static.

(ب) أجهزة حاسبات ميكانيكية "بريدكتور".

(ج) آلات تقدير الارتفاع والمسافة.

(د) تلسكوبات المراقبة ونظارات ميدان.

(هـ) أجهزة تسديد بيضاوي.

(2) الآلاي الخفيف ويشمل تسليحه

رشاشات فردية ماركة لويس بإجمالي 24 رشاشاً.

(3) الأنوار الكاشفة

بانتهاء الفرق الدراسية للأنوار الكاشفة، عام 1938-1939، شُكِل كل من الآلاي الأول والثاني أنوار كاشفة، ويتكون كل منهما من ثلاث بطاريات، بكل منها ثلاثة ترةبات، ويضم تسليح التروب الآتي:

(أ) ستة بواعث أنوار كاشفة.

(ب) ستة محددات صوت.

(ج) ستة مولدات قوى، ماركة ليستر.

ج. الاستطلاع

كانت وسائل الاستطلاع عن الأهداف الجوية، قبل وفي بداية الحرب العالمية الثانية، تعتمد على الرؤية بالنظر بواسطة المراقبين الجويين، باستخدام التلسكوبات، ونظارات الميدان المكبرة، علاوة على استخدام حاسة السمع.

ونظراً لانخفاض سرعة الطائرات، في هذا الوقت، فإن هذه الوسائل كانت توفر زمناً معقولاً للإنذار، يسمح لوحدات المدفعية المضادة للطائرات، برفع أوضاع استعدادها، والاشتباك مع هذه الطائرات. وفي أثناء الحرب العالمية الثانية، ظهرت أجهزة الرادار، لأول مرة في التاريخ، وتقرر استخدامها، وسيلة فعالة من وسائل الإنذار المبكر، لاكتشاف الأهداف المعادية على مسافات بعيدة.

وفي عام 1941، زُوِدَّت قيادة الدفاع البريطانية في مصر، بجهازي رادار إنذار مبكر، وقام بالعمل عليهما أطقم إنجليزية وأحيطت بالسرية التامة.

تمركز الجهاز الأول، بمنطقة السلسلة بالإسكندرية، وكان يقوم باكتشاف الأهداف الجوية، وتتبعها، والإبلاغ عنها، لمركز عمليات المجموعة المضادة للطائرات، والقوات الجوية.

وتمركز الجهاز الثاني، في القاهرة، وتصب معلوماته وبلاغاته، في مركز عمليات المجموعة الثانية بحي الزمالك، والتي تبلغها بدورها لمواقع المدفعية المضادة للطائرات، والقوات الجوية.

د. وسائل الدفاع الجوي السلبي

وهي وسائل مساعدة، تعمل على تضليل طائرات العدو، عن طريق الإخفاء والتمويه، بواسطة الشباك، وبإنشاء مواقع هيكلية مشابهة للمواقع الحقيقية، وأهم هذه الوسائل:

(1) البالونات

وهي عبارة عن بالونات ضخمة من المطاط، تملأ بغاز الهيدروجين، وترفع وتخفض، عن طريق سلك من المعدن القوي، بواسطة رافعة يدوية، وكانت ترفع ليلاً حول المطارات والمواني وغيرها من الأهداف الحيوية، مما يكون عائقاً أمام الطائرات المغيرة فتصطدم بالسلك وتسقط أو يجبرها على الارتفاع لتكون في متناول نيران المدفعية.

(2) ستائر الدخان

وهي عبارة عن ستائر كثيفة من الدخان، تُنتج من طريق مولدات، موزعة حول الأهداف المدافع عنها، لإخفائها عن أعين الطيارين، حتى لا يمكنهم التسديد الجيد عليها.

(3) شباك التمويه

وهي شباك تأخذ شكل الأرض، المحيطة بالمعدات المراد تغطيتها؛ لإخفائها عن الطائرات المغيرة.

(4) المواقع الهيكلية

وهي مواقع تتشابه مع المواقع الحقيقية، تصنع من مواد بسيطة، وهي تستخدم حتى الآن لتضليل الطائرات، وحدث بها تطور هائل، حتى أن بعض أنواعها أصبحت تحاكي المواقع الحقيقية.

5. التطور في ميادين القتال

أ. الحرب العالمية الثانية: 3 سبتمبر 1939

(1) أعمال القتال

اندلعت معارك الحرب العالمية الثانية، في 3 سبتمبر 1939، وسلاح المدفعية المضادة للطائرات المصرية ما زال في مهد تكوينه وتنظيمه، حيث إن هذا السلاح، بعلومه وفنونه، كان لم يزل جديداً، على المدرسة العسكرية المصرية، ويحتاج إلى نوعية متميزة، من الضباط والصف والجنود، ذات مستوى ثقافي وعلمي عال.

وأصبح من المؤكد، أن هذه الوحدات ينتظرها دور مهم، في معارك هذه الحرب الضروس، وعليها أن تتأهل للقيام بهذا الدور، في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، فالسلاح المتوافر قديم، من بقايا الحرب العالمية الأولى، متمثلاً في المدافع ثلاث بوصات الثابتة، والعدائيات الجوية، المطلوب مجابهتها، حديثة ومتطورة، متمثلة في السلاح الجوي الألماني، الذي جرى تطويره بصورة كبيرة، ويمتلك أنواعاً من الطائرات القوية، من أنواع مختلفة، أهمها الطائرات "هنيكل 111"، و"جونكرز 87، 88"، و"مسر شميدت 109، 110"، بالتعاون مع السلاح الجوي الإيطالي، وكان أهم هذه الاشتباكات ما جرى، في 9 يونيه 1941، حين تمكنت فيه المدفعية المضادة للطائرات، من إسقاط طائرة استطلاع إيطالية، من نوع "سافويا 109"، وهبوط طاقمها بالمظلات فوق منطقة الدخيلة.

وكانت الإسكندرية أكثر المدن المصرية، تعرضاً للغارات، وكانت أكبر الغارات، تلك التي جرت، خلال شهر يونيه 1941، حيث اشتركت، في هذه الهجمة، أكثر من 100 طائرة، واستمرت نحو ثماني ساعات، وتسببت هذه الهجمة في إحداث خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، ولكنها لم تتمكن من إصابة الأغراض العسكرية، أو المرافق المختلفة للمدينة.

وقد استبسلت المدفعية المضادة للطائرات، في التصدي للطائرات المهاجمة، وأقامت ستاراً مهلكاً من النيران، في وجه الطائرات المغيرة، مما جعل معظم قنابلها تسقط، بعيداً عن أهدافها، ولعبت وحدات الأنوار الكاشفة دوراً بطولياً، في إضاءة الأهداف المهاجمة، مما سهل لوحدات المدفعية الاشتباك بها، وتدمير العديد منها. وقد تعرضت مصر لمئات الغارات الجوية.

(2) التطور في المعدات

نتيجة للأداء العالي لوحدات المدفعية، طلبت مصر من بريطانيا تطوير التسليح، وأن يستبدل بالمدافع القديمة ثلاث بوصات، أخرى من عيار 3.7 بوصة المتحركة، وبدأ هذا التطوير في مايو 1945، حيث تقرر تسليح الوحدات بالمدافع عيار 3.7 بوصة الثابتة، التي يصل ارتفاع عملها إلى 40 ألف قدم، بدلاً من 20 ألف قدم للمدفع ثلاث بوصات، وتبلغ المسافة الأرضية نحو 16 ألف ياردة، بدلاً من 9 آلاف ياردة.

واستبدل بالحاسبات الميكانيكية، حاسبات أخرى ذات رأس حاسبة، ودخلت الخدمة آلات تقدير المسافة ماركة U.B. 7، لتناسب المدفع المتطور. وبدأ المدفع 3.7 بوصة المتحرك Mobile ماركة 2، يحل محل المدفع 3.7 بوصة الثابت Static. كما زُوِدًّت المواقع بأجهزة ربط الطابة ميكانيكياً، بدلاً من الربط اليدوي لدقة الربط، وسرعة التعمير. أما المدفعية الخفيفة، فقد طُوِرت، وفي عام 1945 دخلت الخدمة المدافع عيار 40 مم بوفرز، ذاتية الحركة.

(3) تطوير طرق الاشتباك

ظهر، خلال معارك الحرب العالمية الثانية، قصور في أجهزة التسديد، حيث تعذر اكتشاف الأهداف وتتبعها، وأمكن ابتكار طريقة الاشتباك بالغلالة Barrage، وهي تعتمد على إنتاج غلالة من النيران، تطلق على المكان المحتمل وجود الهدف فيه، أو بإنتاج غلالة وسياج حول الهدف المدافع عنه، ولها عدة أساليب:

(أ) الغلالة الخطية، وتكون حول الهدف Line Barrage.

(ب) غلالة الهدف، وتكون فوق الهدف المدافع عنه.

(ج) الغلالة الجغرافية Geographic Barrage أو غلالة المربعات، وقد استخدمت بعد دخول الرادار إلى الخدمة.

(د) الغلالة العنكبوتية Slider Barrage، وتتم باستخدام مجموعة من الجداول، حسب كثافة الهجمة، وأهمية الهدف المدافع عنه، وهي تستهلك كماً هائلاً من الذخيرة.

ب. الدروس المستفادة من الحرب العالمية الثانية

(1) كان الاستطلاع الجوي ينفذ، باستخدام طائرات، ذات قدرة على الطيران على ارتفاعات شاهقة، خارج مدى المدفعية، مثل الطائرة الألمانية "فوكوولف"، وهي نفس الفكر الحالي في الاستطلاع، من ارتفاعات عالية جداً، مثل الطائرة SR-71 الأمريكية، وطائرة الاستطلاع الروسية "فوكس بات"، مما يؤكد أهمية الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى، للتصدي للطائرات، التي تطير على الارتفاعات العالية.

(2) ضرب الأهداف الصغيرة Pin Point Targets، بطريقة الغطس، من الزاوية الحادة جداً، وهذا التكنيك مستخدم حتى الآن، وهذا يؤكد أهمية الرشاشات والصواريخ قصيرة المدى، من عناصر منظومة الدفاع الجوي.

(3) الاقتراب على ارتفاعات منخفضة، من اتجاه الشمس، عند مهاجمة مواقع المدفعية المضادة للطائرات، التي تعمل بالاشتباك المرئي، واستخدم الإسرائيليون هذا الأسلوب في حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية.

(4) أسلوب الهجوم المسمى "بالهجمة النجمية" Star raid، ويعتمد على مهاجمة الهدف، من أكثر من اتجاه، في الوقت نفسه، بغرض إرباك وسائل الدفاع الجوي.

(5) مهاجمة الأهداف الحيوية، ليلاً، بعد إضاءتها بالمشاعل بواسطة القاذفات، من ارتفاعات عالية، لتفادي نيران المدفعية المضادة للطائرات.

(6) الاهتمام بالتطور العلمي، في مجالات التسليح، والذي يتطلب التزود بالعلوم الحديثة، خاصة في مجالات الإلكترونيات.

(7) الاهتمام بالاطلاع المستمر، على أحدث تطور لطائرات القتال، حتى يمكن تطوير أسلوب الاستخدام القتالي للمعدات.

(8) الحرص على وجود قاعدة فنية، قادرة على صيانة وإصلاح المعدات الفنية المعقدة.

(9) الانضباط العسكري، حيث إنه الركيزة، التي تضمن الاستخدام الصحيح للمعدات، والمحافظة عليها سليمة، كما أنه الأسلوب الأمثل لتطبيق قواعد إدارة النيران بالطريقة الصحيحة.

(10) التدريب الشاق هو الأساس لنجاح استخدام المعدات الفنية، والإلكترونية، وأن المقاتل هو العنصر الحاسم في نجاح المهام.



[1] الإجراءات الإلكترونية المضادة Electronic Counter Measures: ECM ،المضادة والإجراءات الإلكترونية للإجراءات الإلكترونية المضادة Electronic Counter Counter Measures: ECCM ، هي أحد العناصر الرئيسية للحرب الإلكترونية.

[2] نظام MTI: هو اختصار Moving Target Indicator ، أي مبين الأهداف المتحركة، وهو خاص بإظهار كسرات الأهداف الجوية من دون الأجسام البطيئة أو الثابتة، التي يتم نشرها بغرض الإعاقة وعدم إظهار الأهداف الحقيقية

[3] الآلاي يعادل فوج مدفعية، والبطارية تعادل سرية مدفعية، والتروب يعادل فصيلة مدفعية.