إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / تطور الدفاع الجوي المصري





أسلوب الإنجليز في الإعاقة الرادارية
تنظيم قوات الدفاع الجوي
حائط الصواريخ
حائط الصواريخ لحماية العبور




الاستعداد القتالي وطائرة الكرملين

المبحث السابع

التطور العالمي في نظم الحرب الجوية

مما لا شك فيه، أن المواجهة بين طائرات القتال، وعناصر منظومة الدفاع الجوي، تعتبر أعقد المواجهات، على الإطلاق، في ساحات القتال، بما يستخدم فيها من حشد هائل للإمكانيات والأساليب، خاصة التكنولوجية منها، بدءاً من المراقب الجوي، حتى مستوى ما يدور في الفضاء، من أقمار صناعية. وببساطة، فإن متطلبات أي منظومة دفاع جوي، للتصدي لهدف جوي مهاجم، تتلخص في، اكتشاف مبكر لهذا الهدف، وتتبع خط السير، وتخصيص المهمة لأحد العناصر الإيجابية "مقاتلة، أو صاروخ، أو مدفع".

وعلى الجانب الآخر، تحاول الطائرة إلغاء أو إضعاف هذه المتطلبات، بإعاقة الاكتشاف المبكر للهدف، وإضعاف التتبع المستمر لخط السير، مع الهجوم من خارج مناطق عمل العناصر الإيجابية، واستخدام أسلحة الجو الحديثة.

أولاً: اتجاهات التطور العالمي في أسلحة الجو الحديثة: (في مجال طائرات القتال)

1. استخدام تكنولوجيا الإخفاء Stealth

اتجهت التكنولوجيا العالمية، إلى تحقيق أكبر قدر، من إخفاء للطائرات، بأنواعها "مقاتلات، وقاذفات، وهليكوبتر، وطائرات موجهة من دون طيار"، وأسلحة الهجوم الجوي الحديثة، في أثناء الطيران، وأن هذا التكنيك سيقضي على الكم الأكبر من مخاطر وسائل الدفاع الجوي، وستوفر على الطائرة أعباء الطيران المنخفض؛ لتفادي كشف الرادار لها، وكذا تقليل حجم الأجهزة الملاحية وأجهزة الإعاقة، التي كانت ضرورية للحماية، في أثناء الاقتراب.

وتعتمد تكنولوجيا الإخفاء على الآتي:

أ. الهيكل الخارجي

يصمم بأسلوب، يقلل من المقطع الراداري[1] للطائرة، وذلك عن طريق التخلص من الأسطح العاكسة، بإمالة كل التقاطعات، بزوايا تشتت الأشعة الرادارية، وباحتواء الأجزاء الخارجية داخل جسم الطائرة، مثل خزانات الوقود، ومعدات التسليح، بالإضافة إلى التخلص من الزعانف والذيل وجميع الأسطح الرأسية، التي تمثل مساحة كبيرة، وإمالة الأجنحة للخلف بزاوية قدرها 30ه.

أما التصميم الخاص لكابينة الطائرة، فيتسم بالتسطيح التام لها وانخفاضها لأسفل، ويتم إخفاء المحركات، وفتحات العادم، خلف عوارض تمتص الأشعة بزاوية ميل.

ب. الإخفاء الحراري

بالرغم من تركيز الجهود على مفهوم الإخفاء الراداري، فإن الطائرة الخفية مازالت معرضة للكشف، بمستشعرات الأشعة تحت الحمراء، ولذلك فقد تم تطوير مادة الطلاء؛ لتقليل كمية الانبعاث الحراري لها، مع العمل على خفض درجة حرارة الأجزاء الخارجية للتخلص من حرارة المحرك، وذلك بتشتيت حرارة جسم المحرك، بنظام تبريد حديث، يكفل القضاء على الحرارة المنبعثة من جسم المحرك، وذلك بتشتيت العادم لأعلى.

ج. الإخفاء الإلكتروني

العمل على تجهيز الطائرة بوسائل إلكترونية للاتصالات، والملاحة الجوية، ولتوجيه الطائرة، وتوجيه مقذوفاتها، ومن ثم فإن هذه الوسائل تبث طاقة كهرومغناطيسية، تؤدي إلى إمكانية استطلاعها بالوسائل السلبية، وقد تمت معالجة هذا الأمر بالآتي:

(1) تقييد استخدام المعدات الإلكترونية قدر الإمكان.

(2) تجهيز الطائرة بالمعدات الحديثة، التي تعمل بالأسلوب الرقمي التشفيري.

(3) تزويد الطائرة بأجهزة إخفاء وخداع إلكتروني؛ لتضليل وسائل الدفاع الجوي والقوات الجوية.

د. الإخفاء البصري

ويتم ذلك، بمحاولة تعمية وسائل الرؤية البصرية، لوسائل الدفاع الجوي المعادية، سواء بالنظر، أو بالتلسكوبات، أو بالكاميرات التلفزيونية، عن طريق تقليل درجة تباين لون الطائرة عن الخلفية المحيطة بها.

وقد استخدمت الطائرة الشبح Stealth F-117 في حرب الخليج في نطاق ضيق، وذلك لفتح ثغرات في الحقل الراداري العراقي، وحققت نجاحاً كبيراً، وفي ضوء هذا النجاح، بدأ الإسراع في تصنيع الجيل الجديد، من هذه الطائرات Advanced Tactical Fighter ATF، وأبرز النماذج الموجودة هي الطائرة YF-22، التي يمكن أن تكون المقاتلة التكتيكية المتطورة للقوات الجوية الأمريكية، خلال العقد الأول من القرن الواحد والعشرين.

وامتد التطوير إلى استخدام المحركات، ذات السرعات الفائقة، وهو جيل جديد من المحركات يمكنه تحقيق معدلات سريعة للوصول بالسرعات الفوق صوتية المطلوبة في أزمنة قياسية، من دون استخدام الحارق الخلفي، مما يقلل استهلاك الوقود، ومن ثم زيادة مدى الطيران، كما أن البصمة الحرارية لهذه المحركات ضعيفة، مما يقلل تعرضها للإصابة بالصواريخ الباحثة عن الحرارة، وهذا المحرك من نوع F-119.

وتتضح نقاط القوة في هذا النوع من الطائرات، في صعوبة اكتشافها بواسطة أجهزة الرادار، التي تعمل في الحيز الترددي الميكروويفيMicrowave Frequency Band ، والقدرة العالية على مهاجمة الأهداف، في العمق، من دون أن يتوافر لأنظمة الدفاع الجوي الزمن الكافي للإنذار، مع إمكانية العمل في كل الأجواء والتزود بالوقود في الجو.

أما نقاط الضعف، فتتمثل في تكاليف إنتاج باهظة جداً، وحجم ووزن كبيرين، مقارنة بالطائرات الأخرى، وكذلك احتياج هذا النوع من الطائرات، إلى عدد كبير من أطقم الخدمة الفنية، والمعدات الخاصة.

2. القدرة على العمل في كل الأجواء

أحدث التقدم، الذي أمكن تحقيقه، في مجالات الأشعة تحت الحمراء، والليزر، والرادارات الميلليمترية، ونظم الملاحة الفضائية، ونظم الملاحة بالقصور الذاتي، دوراً كبيراً في تطور الأنظمة الملاحية، ذات الكفاءة العالية في الأداء، بجميع الأجواء نهاراً وليلاً، وظهرت أجيال جديدة من أنظمة القذف والتوجيه لأسلحة الهجوم الجوي الحديثة

3. القدرة على القتال الجوي

تطورت تكنولوجيا صناعة طائرات القتال ،وذلك بإنتاج طائرات حديثة، ذات قوة دفع عالية، تعطي معدل تسلق عالياً، وقدرة فائقة على المناورة، بالإضافة إلى تطوير إمكانيات الكشف والتتبع للأهداف الجوية المعادية، مع توفر العديد من أنواع التسليح؛ للتعامل مع هذه الأهداف، خاصة الصواريخ جو/ جو، التي تطورت تطوراً كبيراً، من حيث المدى وطرق التوجيه.

4. توافر قدرات الحرب الإلكترونية

ساعد التطور الهائل، في مجال الإلكترونيات، على تزويد طائرات القتال، بوسائل حديثة للحرب الإلكترونية، بهدف توفير الحماية الذاتية لطائرات القتال، ضد وسائل الكشف الراداري لأنظمة الدفاع الجوي المختلفة، وإجراء الإعاقة الإلكترونية، على نظم توجيه الصواريخ المضادة للطائرات أرض/ جو.

5. القدرة على التزود بالوقود جواً

أدى هذا التطور إلى زيادة مرونة استخدام الطائرات في العمليات، بزيادة زمن وجودها في الجو، وكبر مدى عملها، مما يسهل لها اتخاذ طرق اقتراب بعيدة لتحقيق عنصر المفاجئة.

6 .اتجاهات التطور في طائرات الهليكوبتر

أ. زيادة القدرة التدميرية للهليكوبتر المسلحة، وذلك بتزويدها بأسلحة متنوعة مضادة للدبابات، ومضادة للغواصات، وصواريخ جو/ جو، وجو/ سطح.

ب. تقليل المقطع الراداري، من خلال تغيير الهيكل الخارجي، واستخدام مواد خاصة تمتص وتشتت الإشعاع الراداري.

ج. استخدام المراوح المصنوعة من المواد المركبة، لتحسين الأداء وتقليل البصمة الصوتية والحد من استهلاك الوقود.

د. التوسع في استخدام تكنولوجيا المراوح القابلة لتغيير الاتجاه، بهدف الجمع بين خصائص التحليق العمودي، وقدرات الطيران المستوي.

هـ. تقوية الهيكل الخارجي، باستخدام سبائك ومكونات حديثة؛ لزيادة متانة الطائرة، مع الاحتفاظ بخفة الوزن.

و. التوسع في إنتاج الهليكوبتر، من دون مروحة الذيل No Tail Rotor: NOTAR، بما يساعد على خفض الضوضاء، وزيادة كفاءة الأداء والقدرة على المناورة.

7. اتجاهات التطور في الطائرات الموجهة من دون طيار RPV's

تعتبر الطائرات الموجهة من دون طيار، من أبرز أنواع الأسلحة، التي دخلت إلى ساحات القتال في الآونة الأخيرة. وقد بدأ استخدامها، في الحرب الفيتنامية الأمريكية، عام 1964، في مهام تدريب واستطلاع محدودة. وتستخدم هذه الطائرات، ضمن نظام متكامل للقيادة والسيطرة على كل المستويات، بصفتها أحد أهم مكونات منظومة المعلومات. ويتم تطويرها باستمرار؛ لاشتراكها في تنفيذ معاونة أعمال قتال الأفرع الرئيسية، على المستويات المختلفة. وشملت اتجاهات التطور: الهيكل، والمحرك، والوسائل الملاحية المتطورة المزودة بها، مثل نظام الملاحة باستخدام الأقمار الصناعية GPS، وزيادة المدى والسرعة، وقابلية التجهيز، واستخدام محطات توجيه متعددة أرضية/ جوية/ بحرية.

وكذلك، شمل التطوير ظهور جيل جديد من الهليكوبتر، الموجهة من دون طيار، تتميز بالقدرة على الإقلاع والهبوط العمودي.

8. اتجاهات التطور في أسلحة الهجوم الجوي

حدثت طفرات كبيرة، خلال السنوات القليلة الماضية، في نظم التسليح، بتطبيق تكنولوجيا الذكاء الصناعي، وذلك بإنتاج جيل من الأسلحة الذكية، لها القدرة على العمل، ذاتياً، على مسافات كبيرة، ومن خلال تكنولوجيا التعرف على الأهداف وتميزها. ومع تطوير تكنولوجيا المستشعرات، يمكن تدمير الأهداف، بأقل كمية من المقذوفات. وتتميز هذه الأسلحة الذكية، باستخدام أنواع مختلفة من المستشعرات، في آن واحد، مما يجعل إعاقة هذه الأسلحة أمراً صعباً. وشمل التطوير الأسلحة الآتية:

أ. الأسلحة الموجهة رادارياً

وفي هذا المجال، تم تطوير الصواريخ الموجهة جو/ سطح، بتزويدها بنظام توجيه راداري إيجابي، خلال المرحلة الأخيرة من الطيران؛ لزيادة دقة تدمير الأهداف.

ب. الأسلحة الموجهة تليفزيونياً

مثل القنبلة الأمريكية GBU-15، والصاروخ الأمريكي AGM-130.

ج. الأسلحة الموجهة بالأشعة تحت الحمراء

وتعتمد هذه الأسلحة على استخدام تكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء.

د. الأسلحة الموجهة بالليزر

وفي هذا المجال، يتم تركيب مستشعر ليزري، في الصاروخ، يقوم باستقبال شعاع الليزر المنعكس من الهدف، بعد إضاءته، إما من الطائرة الأم، أو من طائرة أخرى، أو عن طريق زرع مصدر إشعاع في الهدف.

هـ. الأسلحة الموجهة ذات الأنظمة الملاحية الذاتية والفضائية:

مثل القنبلة JDAM، والصاروخ AGM-154JSOW.

9. اتجاهات التطور في الصواريخ أرض/ أرض

أ. الصواريخ الباليستية

منذ أن دخلت الصواريخ الباليستية حلبة التنافس، بين الدول العظمى، أصبحت تمثل أحد المعضلات الرئيسية لأسلحة الدفاع الجوي، بسبب مساراتها المدارية، ذات الارتفاعات العالية جداً، وسرعاتها الفائقة، التي قد تصل إلى 8 ماخ، وأنتج منها أنواع كثيرة ذات مدى، يصل إلى آلاف الأميال، وتستطيع حمل أسلحة التدمير الشامل، وكل ذلك سانده تدخل تكنولوجيا الحاسبات الإلكترونية، في اختزان المعلومات اللازمة لإحكام عملية التوجيه والتحكم، وأهم اتجاهات التطوير تتلخص في الآتي:

(1) زيادة المدى، عن طريق استخدام أنواع متطورة، من الوقود الصاروخي، وزيادة عدد مراحل الدفع.

(2) تطوير نظم التوجيه؛ لزيادة دقة الإصابة.

(3) تقليل المقطع الراداري لتفادي الاكتشاف الراداري المبكر.

(4) زيادة القدرة التدميرية للرأس المدمرة.

وقد أحرزت إسرائيل تقدماً، في برنامجها لإنتاج الصواريخ الباليستية، الذي بدأته في الستينيات، على أساس تكنولوجيا الصواريخ الفرنسية MD-660, MD-620، والتي تم، من خلالها، تطوير الصواريخ "أريحا 1، 2، 3"، التي وصل أقصى مدى لها، إلى نحو 2700 كم، والصاروخ "شافيت"، الذي وصل مداه إلى 4500-7500 كم، واستخدمته إسرائيل في إطلاق أقمارها التجسسية "أوفيك" OVIC إلى الفضاء.

هذا بالإضافة لمشروع سري، تجريه إسرائيل لتطوير صاروخ كروز، يصل مداه إلى 3 آلاف كم، ذي أربع فوهات. وقد قامت إسرائيل، في مايو 2000، بتجربة لإطلاق صاروخ "أريحا-3" من غواصتها الألمانية الصنع، "دولفين" Dolphine، في منطقة من المحيط الهندي قريبة من السواحل الهندية، وأصابت هدفاً، على مسافة 1584كم، وهو ما يعني امتلاك القدرة على توجيه الضربة الثانية من البحر، في حالة تعرض المنشآت النووية للضربة الأولى.

ب. تطور الصواريخ الطوافة Cruise Missiles

تعتبر من الأسلحة الهجومية ذات الفاعلية العالية، لمهاجمة الأهداف الحيوية في العمق،  وتتلخص مراوغتها لأسلحة الدفاع الجوي، في اقترابها على ارتفاعات منخفضة جداً، مع صغر مقطعها الراداري، ويتم إطلاقها من:

(1) طائرات القتال Air Lunched Cruise Missile: ALCM

(2) الغواصات Submarine Lunched Cruise Missile: SLCM

(3) سفن السطح Sea Lunched Cruise Missile

(4) منصات إطلاق أرضية Ground Lunched Cruise Missile: GLCM

وتتلخص اتجاهات التطوير في:

(1) تقليل حجم البصمة الرادارية، مع القدرة على الطيران، على ارتفاعات مخفضة جداً، أقل من "20 متر"، بسرعة 250 متر/ ثانية، مما يجعل اكتشافه وتدميره أمراً صعباً.

(2) يطير الصاروخ، بمحرك نفاث مروحي توربيني Turbofan صغير الحجم، مما يزيد مدى الصاروخ، بحيث يمكن إطلاقه من خارج مناطق قتال وسائل الدفاع الجوي.

(3) يعتمد الصاروخ على نظم توجيه متطورة، باستخدام نظام مقارنة تضاريس الأرض Terrain Contour Matching System.

(4) يتم استخدام رادار ليزري، في نهاية خط السير؛ لزيادة كفاءة ودقة توجيه الصاروخ عند مهاجمة الأهداف المتحركة.

(5) يمكن الصاروخ حمل رؤوس تقليدية أو نووية.

(6) ذو تكلفة منخفضة نسبياً، إذا ما قورن بالصواريخ الباليستية.

(7) يتميز بانخفاض التعرض لأسلحة الدفاع الجوي.

10. الاتجاهات العالمية لتطوير نظم الحرب الإلكترونية

أخذت الحرب الإلكترونية اهتماماً كبيراً، لدى الجيوش الحديثة، وقد ساعد، على ذلك، التطور المذهل في مجال الإلكترونيات، وتمثل الوسائل الإلكترونية المحمولة جواً، أحد أهم التهديدات، التي تواجه أسلحة الدفاع الجوي، في شتى الاتجاهات، مثل العمل على التغلب على القفز الترددي، وتطوير معدات تحديد الاتجاه، للقيام بهذه المهمة، في أقل وقت ممكن، "500 ميكرو ثانية"، كذلك شمل التطوير أنظمة الاستطلاع الإلكتروني بالصورة، بحيث يتم نقلها بسرعة فائقة، من مكان التقاطها، إلى أي جهة مستفيدة، في أقل وقت ممكن، وبوسائل اتصال متنوعة "ميكروويف، أو تليفون، أو أقمار صناعية".

اتجه التطوير إلى وسائل الإعاقة على المستقبلات، ومقاومة أعمال الإعاقة المضادة. ومن أهم اتجاهات التطوير ما يلي:

أ. الاستطلاع الإلكتروني.

ب. الإعاقة الإلكترونية.

ج. نظم الحماية الذاتية للطائرات.

د. الصواريخ المضادة للإشعاع الراداري.

11. حرب نظم المعلومات

إن ما يعرف بحرب نظم المعلومات، يمثل، في الحقيقة، أكثر المعضلات تحدياً، ليس للدفاع الجوي فحسب، بل لنظم القيادة والسيطرة على كل المستويات.

لأن جميع الأنظمة العسكرية تتعامل مع المعلومات، إلكترونياً بالحاسبات، وأجهزة الاتصالات، والرادارات الإلكترونية، فإن من الممكن، استخدام المعلومات في عمليات التأثير على الأنظمة الإلكترونية المعادية، في مراكز القيادة والمعلومات، وإدخال الفيروسات إلى شبكات الحاسبات، ناهيك عن إمكانية التدخل على وسائل قيادة النيران، وأنظمة ملاحة وتوجيه الطائرات والصواريخ بغرض تضليلها. ومن المتوقع، أن يواجه الدفاع الجوي المصري، بمثل هذه الحرب من الجانب الإسرائيلي، اعتماداً من الأخير على مبادئه في التفوق الكيفي على الجانب العربي، كالآتي:

أ. نظراً لتوقع الجانب الإسرائيلي لاستمرار الجيوش العربية، في تطوير قواتها والأخذ بتكنولوجيا العصر، عند التزود بالأسلحة والمعدات، فمن المنتظر أن ينفذ السلاح الجوي الإسرائيلي أعمال إعاقة متطورة ضد وصلات نقل المعلومات، بين طائرات الإنذار المبكر AWACS-E-2C والمراكز الأرضية، وكذلك ضد وسائل المواصلات اللاسلكية متعددة القنوات، والنظام الآلي؛ بغرض شله وإرباكه، باستخدام وسائل أرضية.

ب. محاولة إتلاف نظام الحاسبات الخاص بمنظومة القيادة والسيطرة الآلية، باستخدام فيروسات الكمبيوتر.

12. التكنولوجيات الحرجة

تتضح الملامح الرئيسية لإستراتيجية التطوير التكنولوجي، في دراسة، قامت بها وزارة الدفاع الأمريكية، لأهم التكنولوجيات الحرجة، والتي تعتبر أساسية لتطوير الأجيال الحديثة، من نظم الأسلحة والمعدات الحربية بأنواعها المختلفة، وقد حصرتها في 22 تكنولوجيا أساسية. وقد أفادت الدراسة أن إسرائيل تعمل، في عشرة منها، حققت فيها مستويات متقدمة من البحث، أما الباقي، فلازالت دون ذلك. وهذه المجالات العشرة هي:

أ. إنتاج برامج الحاسبات والمشغلات الدقيقة Fine Software Production

ب. الذكاء الصناعي/ الروبوت Intelligence Machine or Robot

ج. المستشعرات ذات الحساسية الفائقة  Super Sensitive Sensors

د. التمييز الآلي للأهداف       Automatic  Target  Recognition

هـ. المصفوفات المتراصة     Phased  Arrays

و. السيطرة من خلال البصمة     Signature Control

ز. المحركات متنفسة الهواء       Air  Breathing Propulsion

ح. المقذوفات فائقة السرعة       Hypervelocity Projectiles

ط. المواد المركبة     Composite Materials

ثانياً: التطور العالمي في وسائل الدفاع الجوي

مهما اجتهدنا، في إيجاز واختصار ما لحق بأسلحة الجو، وباقي التكنولوجيات العسكرية، من تطور كبير ومتواصل، طوال الوقت، مما يعظم من التحديات، التي يمكن أن تواجه وسائل الدفاع الجوي، في مطلع الألفية الثالثة، وقد أدى التقدم الكبير، في علوم وتكنولوجيا الفضاء، إلى ظهور تقنيات متطورة في مجال صناعة الطائرات، وما تبعه، من ظهور أجيال جديدة، من طائرات القتال، على درجة عالية من الكفاءة والإمكانيات، التي تمكنها من العمل بكل الظروف، والاختراق العميق لأراضي الخصم.

من هذا المفهوم، تطورت وسائل الدفاع الجوي تطوراً كبيراً ومستمراً، بزيادة فاعليتها، حتى يمكنها مواجهة التطور في وسائل أسلحة الجو الحديثة، وأصبح التسابق، في التطور بينهما، أمراً محتوماً، بهدف تحقيق التوازن، ومنع أحدهما من التفوق على الآخر، وتتجه ملامح هذا التطور إلى الآتي:

1. وسائل الاستطلاع والإنذار

أ. التوسع في استخدام الرادارات بعيدة المدى، والتي تستخدم للكشف فيما وراء الأفق، والتي تعمل بنظرية التشتت الخلفي، وتعمل هذه الأجهزة في النطاق الترددي العالي، والعالي جداً، ومنها الرادار الأمريكي FPS-1/8.

ب. ظهور جيل جديد، من أجهزة الرادار النبضية، ذات نطاق ترددي فائق الاتساع، وتعتمد هذه التكنولوجيا على أن النبضة المرسلة تحتوي، في داخلها، على ترددات مختلفة، وتتفاوت أطوال موجاتها، تفاوتاً هائلاً، من الأطوال متناهية الصغر، حتى الموجات الطويلة جداً. ومن هنا، يمكن لهذه الأجهزة، أن تتعامل بكفاءة مع الطائرات المصممة بتكنولوجيا الإخفاء.

ج. استخدام أجهزة الرادار متعددة المواقع، التي تستخدم تكنولوجيا التحكم، في اتجاه الهوائيات وتوليد الأشعة المتعددة، وفي استخدام الحاسب الآلي في التحكم، كذلك في زيادة إمكانية معالجة الإشارات.

د. استخدام تكنولوجيا المصفوفات الإيجابية، والتي أثمرت إنتاج الرادار التوافقي، متعدد المهام، ذي المسح الإلكتروني .

هـ. من المتوقع، التوسع في إنتاج وتطوير أجهزة الكشف السلبي PDS، باستخدام المستشعرات السلبية، بأنواعها المختلفة الحرارية، والإشعاعية البصرية، والسمعية، وذلك من خلال منظومة متكاملة للمراقبة الدولية، في جميع الأجواء، وفي كل الظروف.

و. استخدام أجهزة الرادار المحمولة في منطاد جوي، وهو عبارة عن جهاز رادار إنذار خفيف يحمل في منطاد، ويحلق على ارتفاع من 3-5 كم، ويثبت في الأرض، ويرتبط مع معدات الموقع الأرضي، عن طريق مجموعة من الكابلات؛ لنقل إشارات التحكم وإشارات الأهداف الجوية الملتقطة، وكذا توصيل القدرة الكهربية اللازمة للتشغيل.

ز. تطوير الأنظمة الرادارية المحمولة جواً، وذلك باستخدام أجهزة رادار أكثر تطوراً، مع استخدام طائرات أحدث، ذات إمكانيات أعلى، من حيث السرعة، والارتفاع، والمدى؛ لحل تلك الأنظمة.

ح. التوسع في استخدام الأقمار الصناعية، في الإنذار المبكر عن الأهداف الجوية، من طائرات، وصواريخ بالسيتية أرض/ أرض، وذلك باستخدام الرادار الفضائي، أو الأشعة تحت الحمراء، بالإضافة إلى أنظمة التحليل المتقدمة. وتسبح هذه الأقمار، في مدارات متزامنة، تضمن عملية استمرار المراقبة، طوال 24 ساعة.

ط. التوسع في استخدام المرسلات الخداعية، مع أجهزة الرادار الأرضية؛ لاجتذاب الصواريخ المضادة للإشعاع.

2. اتجاهات التطور في الصواريخ الموجهة أرض/ جو بعيدة ومتوسطة المدى

استمر التطور لهذه الصواريخ، في عديد من المجالات، أهمها: زيادة السرعة والمدى، كذلك يتم تطوير مستمر في أسلوب التوجيه، وزيادة القدرة على المناورة، لإمكان متابعة القدرات المتنامية لطائرات القتال الحديثة، والارتفاع والسرعة الكبيرين للصواريخ الباليستية، خاصة في مراحل الطيران النهائية، عند اقتراب الصاروخ من هدفه، ويمكن إجمال هذه الاتجاهات فيما يلي:

أ. الاهتمام بتطوير وسائل الاستطلاع والمراقبة الجوية، بإنشاء حقل راداري يحقق مطالب جديدة، ويكون قادراً على رسم صورة للموقف الجوي، على جميع الارتفاعات، بدءاً من المنخفضة، والمنخفضة جداً، إلى الارتفاعات العالية، والعالية جداً "المدارية"، والتي تطير عليها الصواريخ الباليستية، وأن يكون محصناً ضد الأعمال الإلكترونية بأنواعها ،وهذا يحتم استخدام مزيد من الأنظمة البصرية والكهروبصرية، كذلك يجب الاعتماد على معلومات الأقمار الصناعية، وطائرات الإنذار المبكر، وغيرها من الوسائل.

ب. زيادة الإمكانيات للاشتباك بالصواريخ الباليستية والطوافة، وكذا الأهداف، التي تطير على ارتفاعات منخفضة جداً، بزيادة إمكانيات الصاروخ، من حيث المدى، والقدرة على المناورة.

ج. تطوير طابات ذات درجة حساسية عالية جداً ،والاعتماد على تطوير نظم التوجيه السلبية.

د. التوسع في استخدام حاسبات خاصة؛ للتعامل مع الكم الهائل من البيانات والمعلومات، في جميع مراحل عمل النظام.

هـ. زيادة القدرة على مواجهة أساليب الحرب الإلكترونية المختلفة.

و. تطوير أنظمة مزدوجة المهام، لها القدرة على الاشتباك مع الصواريخ الباليستية، والأهداف الجوية الأخرى

ز. ومن أبرز أنواع الصواريخ الموجهة أرض/ جو بعيدة المدى، الصاروخ الأمريكي باتريوت PATRIOT، ويجري تطوير أنظمة جديدة مثل: ثاد THAAD، وإيريز ERIS، وهيدز HEDZ، وإرينت ERINT، والصاروخ الإسرائيلي ـ الأمريكي أرو ARROW، والروسي S-300.

(1) الصاروخ الإسرائيلي ـ الأمريكي ARROW

يتقدم برنامج الصاروخ أرو غيره، من برامج النظم المتخصصة المضادة للصواريخ الباليستية، وقد حالت معاهدة 1972 للحد من الأسلحة الإستراتيجية، التي وقعت عليها كل من روسيا والولايات المتحدة الدولتين العظميين، من تطوير برامجها في هذا الصدد، وإن كانت الأخيرة قد بدأت في تنفيذ برنامج جديد للدفاع الإستراتيجي، اشتركت فيه إسرائيل. وتم إجراء عدد من التجارب، وهناك، حالياً، إنتاج أولي من الصاروخ بمعدلات متواضعة، كما أنه قد تم تخصيص الاعتمادات اللازمة لتطوير النظام حتى عام 2005.

وسيكون أول صاروخ متخصص في الدفاع، ضد المقذوفات الباليستية، يدخل الخدمة. ويتكون الصاروخ من مرحلتين؛ لزيادة مدى الاعتراض، ويمكن للصاروخ مطاردة الهدف بواسطة نظام رصد إلكتروني متقدم. وتتكون البطارية من ثلاثة قواذف متحركة. أما جهاز الرادار فهو من النوع طويل المدى، طرازGreen-Pines ، من إنتاج شركة إيلتا الإسرائيلية لصناعة الإلكترونيات في أشدود.

يقوم هذا الرادار بتحديد موقع الهدف، ونقطة، وتوقيت اعتراضه، بواسطة الصاروخ أرو في الجو، كما تتم الاستفادة من معلومات الهدف، في توجيه المقاتلات القاذفة، نحو مواقع إطلاق الصواريخ المعادية. وقد زادت فعالية الصاروخ أرو، بتحسن نظام الإنذار المبكر الإسرائيلي، بعد ربط مركز الإنذار الرئيسي في تل أبيب، مع مركز الإنذار الأمريكي في ولاية كولورادو لمعالجة معلومات أقمار الإنذار الأمريكية.

(2) الصاروخ الأمريكي باتريوت PAC - 3

صاروخ أرض/ جو، مضاد للطائرات، تم تطويره في إحدى القواعد الأمريكية في ألمانيا، في الثمانينيات؛ ليتحول إلى صاروخ مضاد للصواريخ. وهو عبارة عن نظام متحرك يتكون من ثمانية قواذف، كل منها مركب عليه أربعة صواريخ، إضافة إلى مركز مراقبة وتشغيل، وجهاز استقبال للمعلومات، ورادار AN/MPQ-53 يستخدم هوائي المصفوفة الطورية، ويقوم هذا الرادار بالتفتيش، والكشف، والالتقاط، والتتبع، والتعارف، ثم توجيه الصاروخ نحو الهدف، وتبلغ سرعة الصاروخ 5 ماخ "1800متر/ ثانية".

وتم تطوير الصاروخ عدة مرات، وآخر هذه التطويرات، النموذج "باتريت-3" PAC-3 ، بزيادة إمكانيات الكشف على الارتفاعات العالية، وتطوير الطابة، وزيادة حساسيتها، وزيادة قدرة الصاروخ على المناورة، ليمكنه التصدي للصواريخ الطوافة كروز، والصواريخ ذات الانقضاض الحاد، ومعدل الاقتراب بسرعات من 6-8 ماخ، وتحريك القواذف، بعيداً عن الرادار؛ لزيادة الأمان، ويزن هذا النموذج نحو 16 طناً، بدلاً من 36 طناً للنماذج السابقة، وهذا ما يمكن نقل بطارية الباتريت بواسطة طائرات النقل العسكرية C-130 لأول مرة.

(3) الصاروخ الأمريكي هوك المعدل

مر هذا الصاروخ بثلاث مراحل للتطوير؛ ليتحول من نظام صاروخي مضاد للطائرات، إلى نظام له قدرات ضد الصواريخ الباليستية، وقد تمت تجارب ناجحة؛ لربط هذا النظام بنظام باتريت؛ لرفع كفاءة عمل كلا النظامين، وقد شملت المرحلة الثالثة، من تطوير الصواريخ الهوك، استبدال الصمامات بالدوائر الرقمية، والتوسع في استخدام الحاسبات الرقمية والدوائر المتطورة لتحسين إمكانيات النظام؛ لمجابهة الإعاقة الإلكترونية، وتطوير رادارات الكشف والتتبع، ورادار إدارة النيران؛ لتحسين إمكانية الصاروخ في التعامل مع الأهداف المنخفضة.

(4) النظام الروسي ANTEY-2500

ويعد النظام Antey- 2500  أحدث تطوير لسلسلة الصواريخ الروسية S - 300، وقد تم تطوير رادار التتبع للنظام، وهو من نوعية رادارات المسح القطاعي؛ لتوفير إمكانية التعامل مع الأهداف عالية السرعة، حتى 4500 متر/ ثانية، بدلاً من 3000 متر/ ثانية للطراز السابق.

كذلك، تمت زيادة قدرات النظام لتتبع الأهداف المخفاة، وذات المقطع الراداري الصغير حتى 2.,. متر مربع، وتم تطوير وحدة المعالجة لتوفير سرعة تدفق المعلومات، وزيادة الحساسية. وأهم المواصفات الفنية للنظام الجديد، زيادة مدى الاشتباك للأهداف الجوية التقليدية، إلى نحو 200 كم، ومدى اعتراض الصواريخ الباليستية، إلى أكثر من 40 كم، والسرعة حتى 4500 متر/ ثانية، وارتفاع العمل يصل حتى 30 كم، ويمكن للنظام مواجهة 24 هدفا.

3. اتجاهات التطور في الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى

ما زالت الطائرات المقاتلة الحديثة، والتي طورت إمكانياتها للطيران المنخفض جداً، تشكل تهديداً للدول، التي لا تمتلك إمكانيات للاستطلاع الفضائي أو الطائر، وكذا تشكل الطائرة العمودية المسلحة، تهديداً آخر للقوات البرية، لذا كان من الضروري أن يشمل التطور نظم الدفاع الجوي متوسطة وقصيرة المدى، وأهم اتجاهات التطوير كانت كالآتي:

أ. تطوير وتحسين نظم التوجيه الحديثة، مثل التوجيه بالليزر، والأشعة تحت الحمراء، وكذا النظم البصرية.

ب. التحول إلى الميكنة الكاملة؛ لتحقيق خفة الحركة، والقدرة على المناورة، مع زيادة الإمكانيات القتالية، للاشتباك بأكثر من هدف في وقت واحد.

ج. تحقيق أقصى استقلالية للمعدة، مما يجعلها قادرة على القيام بتنفيذ جميع المهام، "كشف، وتتبع، وتوجيه، وإطلاق" منفردة.

د. التقاط وتتبع الأهداف الجوية ذات السرعات العالية والمقطع الراداري الصغير، مع الدقة العالية في الاشتباك، في زمن رد فعل سريع.

من أمثلة الأنظمة الحديثة في هذا المجال، الآتي:

أ. النظام الروسي سام -6 المعدل BUK-M1-2

وهو التطوير الثالث للصاروخ سام-6، ويتكون من مركز قيادة نيران آلي، ورادار بمدى كشف 160 كم، وستة قواذف يحمل القاذف أربعة صواريخ، ويستطيع الاشتباك بستة أهداف في وقت واحد . جميع معدات النظام محملة على جنزير،ويمكن الاشتباك بأهداف حتى سرعات 1200متر/ ثانية مقترب، و400 متر/ ثانية مبتعد، ومدى الاشتباك يصل إلى 50 كم، وأقصي ارتفاع 25كم، والنظام مزود بكاميرا تليفزيونية لتتبع الأهداف.

ب. النظام الفرنسي كروتال CROTALE-NG

من أنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى، ومحمل، بالكامل، على عربات، ومزود برادار استطلاع وتتبع، بمدى كشف 20 كم، وبمستشعر أشعة تحت الحمراء، مداه 10 كم، إضافة إلى كاميرا تلفزيونية، ويمكنه تتبع 20 هدفاً، وتحديد أخطر ثمانية أهداف، ويمكن للنظام تتبع هدف، رادارياً، وهدف آخر بصرياً، في الوقت نفسه، ومدى الاشتباك حتى 10 كم، وهو ذو قدرة عالية على مقاومة الإجراءات الإلكترونية المضادة.

4. اتجاهات التطور في أنظمة الدفاع الجوي المختلطة "صواريخ/ مدفعية"

تطبيقاً لمبدأ التكامل في نظم الدفاع الجوي، اتجهت الجهود لنظام واحد، يجمع الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، للاستفادة القصوى من إمكانيات كلا النوعين، ومن أمثلة تلك النظم:

النظام الإيطالي السويسري الأمريكي سكاي جارد SKY GUARD:

وهو نظام دفاع جوي قصير المدى، مختلط من الصواريخ سبارو، والمدفعية المضادة للطائرات عيار 35 مم، ويتميز بزمن رد فعل قصير جداً، ويعمل رادارياً وبصرياً، ويبلغ مدى الصاروخ نحو 12 كم، والمدفعية حتى 4 كم.

5. اتجاهات التطور في الصواريخ الفردية قصيرة المدى

يجرى تطوير الصواريخ الفردية، التي تطلق من على الكتف؛ للتعامل مع الأهداف المنخفضة جداً، وأهم نقاط التطوير هي زيادة المدى والسرعة، إضافة إلى استحداث مستشعرات أكثر حساسية، وتتعامل مع البصمة الرادارية والحرارية للطائرة؛ لتجنب الإعاقة الحرارية، وأهم هذه الصواريخ:

أ. الصاروخ الأمريكي ستينجر STINGER.

ب. الصاروخ الروسي إيجلا IGLA .

ج. الصاروخ الفرنسي ميسترال MISTRAL.

6. اتجاهات التطور في المدفعية المضادة للطائرات

أدى التطور في العدائيات الجوية، إلى إلغاء الأعيرة الثقيلة والمتوسطة، وزاد الاهتمام بالأعيرة الخفيفة، مع زيادة معدل النيران، باستخدام مدافع متعددة المواسير، وتزويد المدافع بوسائل إدارة نيران حديثة باستخدام الرادار، والأنظمة الكهروبصرية، ومن أمثلتها:

المدفع 23مم الرباعي الروسي المعروف باسم "شيلكا " ZSU-23-4

ويعتبر هذا المدفع نوعاً متطوراً من المدفعية ذاتية الحركة،وهو مخصص للتعامل مع الأهداف المنخفضة، والتي تطير على ارتفاعات من 100 م إلى 1500 م، ويصل المرمى المؤثر إلى 2500 م، ويستخدم في الدفاع المباشر عن التشكيلات البرية، ويعطي معدلاً عالياً من النيران، يصل إلى أربعة آلاف طلقة/ دقيقة.

ثالثاً: التطور في وسائل الخداع والإخفاء

حصل تقدم هائل في وسائل الاستطلاع الحديثة، من أقمار صناعية، ومحطات إنذار محمولة، تحلق حول وفوق مسارح العمليات، وترصد التحركات وتستشعر أي بث لمعدات الدفاع الجوي، فيحدد مواقعها أولاً بأول، وبدقة متناهية، مما يسهل مهاجمتها أو، على الأقل، إعاقتها.

وتحقيقاً لمقولة أنه لا يوجد نظام دفاع جوي، لا يمكن اختراقه، فإنه لا يوجد نظام استطلاع، لا يمكن خداعه، أو طائرة لا يمكن تدميرها.

   ويلعب خداع القوات الجوية ووسائل استطلاعها دوراً متنامياً، في رفع كفاءة منظومة الدفاع الجوي، لتصبح قادرة على التصدي للطائرات المعادية وتدميرها، وذلك بتحقيق عنصر المفاجأة للطيران المعادي، وإرباك الطيارين ومخططي العمليات، ولو لثوان معدودة، كافية لإفشال المهمة، وتعريض الطائرات المهاجمة، لنيران منظومة الدفاع الجوي.

أهم أنواع الإخفاء والخداع

أ. خداع وسائل الاستطلاع البصري

ويتمثل في خداع وسائل التصوير الفوتوغرافي والتليفزيوني، والذي يمكن تحقيقه بإتقان الإخفاء والتمويه للمواقع، والمعدات، والأهداف الحيوية، باستخدام شباك التمويه، خاصة الأنواع الحديثة منها، والتي تخفي الطاقة الحرارية للمعدات Infra Red Camouflage، وتقلل منها، بحيث لا تظهر في أفلام الأشعة تحت الحمراء، كما تعمل بعض أنواع الشباك الحديثة، على تشتيت الموجات الرادارية، التي تصدرها محطات وأجهزة الاستطلاع الراداري، فلا تنعكس من المعدات المخفاة أي انعكاسات رادارية، ويعرف هذا النوع بشباك التشتت الراداري Radar Scattering Principles. كما تعتبر أنواع الطلاء الحديثة، من الأنواع، التي تستخدم في تكنولوجيا الإخفاء، من الوسائل الحديثة في الإخفاء الراداري.

ب. خداع التحركات

ويتم عن طريق خطة متكاملة، لتبادل احتلال المواقع بالمعدات الحقيقية والهيكلية، مع الأخذ في الاعتبار، إتقان إخفاء المعدات الحقيقية، وإظهار الزائف بصورة الحقيقي. ومن أبرز الأمثلة خداع التحركات، الذي نفذته القوات المصرية، في حرب الاستنزاف، وما قبل العبور عام 1973، فلم يعرف الإسرائيليون، أين ومتي سيكون العبور، بالرغم من ظهور معدات وكباري العبور بالقرب من القناة.

ج. الخداع الإلكتروني

ويعتبر من أهم أنواع الخداع إيجابية، وتداخلاً مع باقي الأنواع، ويمثل عنصراً رئيسياً من عناصر الحرب الإلكترونية، لا يتسع المجال للخوض في تفصيلاته، وأهم أنواع الخداع الإلكتروني هي:

(1) إعاقة وسائل استطلاع العدو

ويكون بخداع الموجات الرادارية لوسائل استطلاع العدو، وذلك عن طريق تغيير اتجاهها أو امتصاصها، وانعكاسها بصورة مختلفة، لا تعبر عن واقع الأهداف المنعكسة منها.

ويمكن الدخول إلى شبكات الإنذار المعادية، وبث أهداف كاذبة، وبيانات وهمية، مما يؤثر على قرارات واستنتاجات العدو.

(2) الإعاقة المضادة للإعاقة

ويتم ذلك، عن طريق حماية المحطات الرادارية، ووسائل الاستطلاع من إعاقة العدو لها، بتغيير الترددات، بسرعة كبيرة، حتى لا يتمكن العدو من ملاحقتها، وباستخدام تكنولوجيا انتخاب الهدف المتحرك، وكذا تقليل الفصوص الجانبية.

(3) خداع الصواريخ الموجهة والقنابل الذكية

فعلى سبيل المثال، يمكن تضليل الصواريخ الراكبة للشعاع، عن طريق قفل الإشعاع الراداري، واستخدام وسائل التتبع غير الرادارية، مثل التليسكوبات، والكاميرات التليفزيونية، والحرارية، كذلك يمكن استخدام المرسلات الخداعية، التي تحاكي المرسلات الحقيقية وتجتذب الصواريخ المهاجمة، ويتم استخدام مصادر بث حراري؛ لخداع مستشعرات الصواريخ المضادة للأشعة تحت الحمراء، أما الصواريخ الموجهة بصرياً أو تليفزيونياً، فيمكن تضليلها بعمل ستائر من الدخان.

 



[1] المقطع الراداري: هو أقل مساحة من سطح الهدف، يمكن لجهاز الرادار التقاطه، وتعتمد على حساسية جهاز الرادار الملتقط.