إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / تطور الدفاع الجوي المصري





أسلوب الإنجليز في الإعاقة الرادارية
تنظيم قوات الدفاع الجوي
حائط الصواريخ
حائط الصواريخ لحماية العبور




الاستعداد القتالي وطائرة الكرملين

المبحث الثامن

تطور وتكامل منظومة الدفاع الجوي

انتهت المعارك، في أواخر شهر أكتوبر1973، بتثبيت لخطوط وقف إطلاق النار،وكانت كل الشواهد تنبئ بمرحلة جديدة من الصراع، واستمرت الجهود في استكمال وتطوير منظومة الدفاع الجوي، على أسس ومبادئ ثابتة، من أولوياتها أن يبنى النظام، على قادة وضباط وأفراد، على أعلى مستوى من التعليم والثقافة، حيث إنه لا قيمة للمعدة، من دون مستخدم جيد.

وخلصت القيادة إلى أن أي خطة لبناء أو تطوير منظومة الدفاع الجوي المصري، لا بد أن تقوم على مبادئ أساسية، أهمها:

1. الحجم والنوعية، التي تجابه التطور في حجم ونوعية العدو الجوي، وما يمتلك من إمكانيات.

2. التخطيط للتطور والنمو، بما يتلاءم مع الزيادة المنتظرة، في قوة العدو، وفي عدد الأهداف الحيوية المطلوب الدفاع عنها.

3. مراعاة البعد الاقتصادي، بسبب التكلفة الباهظة لنوعية أسلحة الدفاع الجوي المتطورة، وذلك عن طريق الاستفادة، من الموجود من الأسلحة الشرقية، وتطويرها، ورفع كفاءتها باستمرار.

4. مراعاة أن تكون الدروس المستفادة، والخبرات القتالية الميدانية، من حرب أكتوبر 1973، هي الأساس، عند وضع خطط التطوير.

وانطلاقاً من هذه المبادئ الأساسية، أصبحت خطة تطوير منظومة الدفاع الجوي المصري، ترتكز على ركائز أساسية، خلال تنفيذها هذا التطوير، كالآتي:

أولاً: التكامل في منظومة الدفاع الجوي

أصبحت المهام، الملقاة على عاتق قوات الدفاع الجوي، كثيرة ومعقدة، نظراً للتطور السريع في نظم التسليح خاصة في أسلحة الجو. فعلى هذه القوات، أن تكون لديها القدرة على اكتشاف أهداف، تطير على جميع الارتفاعات، وتمتلك الكثير من الأساليب والإمكانيات، التي تجعل من الصعب، اكتشافها بوسائل الاستطلاع، وفى حالة اكتشافها فإن لديها من الإمكانيات الإلكترونية الكثير، الذي يعقد من مهام أجهزة قيادة النيران الأرضية للاشتباك معها..

ولا يقف الأمر عند ذلك، لأن هذه الطائرات باتت تحمل بداخلها، وأسفل أجنحتها، العديد من الصواريخ والقذائف الحديثة، والموجهة بطرق التوجيه المتطورة، وتطلقها من مسافات بعيدة بأسلوب اضرب وانس Fire and Forget، أي أن هذه الأسلحة لا تحتاج إلى متابعة من الطائرة الأم، وهناك الكثير من الإمكانيات، التي يتحتم على منظومة الدفاع الجوى مجابهتها، في أزمنة قد تعد بالثواني.

وبالإضافة إلى هذه الترسانات الحربية الطائرة، ظهرت، في الآونة الأخيرة، في سماوات المعارك، الصواريخ الباليستية، تنطلق في مسارات فضائية، ثم تنقض على أهدافها، بسرعات فائقة، تجاوزت، في بعضها، 6 كم/ ثانية، ومصاحبة لهذه الصواريخ، كذلك حلقت على مقربة من سطح الأرض والبحار، الصواريخ الطوافة، المعروفة باسم كروز CRUIES، تطير على ارتفاعات منخفضة، تصل إلى نحو 20 متراً من سطح الأرض، مستشعرة أهدافها برأس ذكي، مزود بأدق المستشعرات الحرارية والتلفزيونية والليزرية.

وتتحكم، في هذه الصواريخ، منظومة متكاملة، من الأقمار الصناعية، وطائرات القيادة، والسيطرة، والإنذار، تحدد لها أهدافها بدقة بالغة، وتوجهها نحوها، محددة مساراتها، لحظة بلحظة. كل هذا الكم الهائل، من العدائيات الجوية، يحتاج، حتماً، إلى منظومة متكاملة من وسائل الدفاع الجوي، متكاملة مع باقي أفرع وعناصر القوات المسلحة، ومتكاملة مع بعضها، ويصل التكامل ليشمل الوحدات داخل العنصر الواحد، وفيما يلي لمحة عن التكامل المنشود لعناصر الدفاع الجوى الرئيسية.

ثانياً: التخطيط لبناء منظومة دفاع جوي

على ضوء المتغيرات المتلاحقة، والتطور السريع، في عناصر الحرب الجوية، وأسلحة الدفاع الجوي، يجب الأخذ في الاعتبار، مجموعة من العوامل، عند التخطيط لبناء منظومة الدفاع الجوي، بما يمكنها من تأدية مهامها، وأهم هذه العوامل:

1. التوازن في المجال الخارجي

ويعرف هذا التوازن بتعادل القدرات القتالية للمنظومة، مع القدرات القتالية للعدائيات الجوية المحتملة رياضياً.

ونجاح منظومة الدفاع الجوي، في صد الضربات الجوية ،لحرمان العدو من الحصول على السيطرة الجوية، وانتزاع المبادأة منه؛ لذا فإن كفاءة منظومة الدفاع الجوي، تقاس بمدى قدرتها على صد الضربة الجوية .

2. التوازن في المجال الداخلي لمنظومة الدفاع الجوي

يجب مراعاة هذا التوازن الداخلي، بين نظم القتال الإيجابية، على أساس دور كل نظام، في صد الضربة الجوية الشاملة المعادية، طبقاً لخصائصه الفنية، وإمكانياته القتالية، وأهم هذه النظم:

أ. نظام المقاتلات.

ب. نظام الصواريخ الموجهة أرض / جو، والمدفعية المضادة للطائرات.

ثالثاً: التطور في عناصر منظومة الدفاع الجوي المصري

1. وسائل الاستطلاع والإنذار الجوي

يتوقف التقدير السليم للموقف، واتخاذ القرار، وإصدار الأوامر إلى نظم القتال الإيجابية، على كفاءة وسائل الاستطلاع والإنذار، وأن تنتظم في أوضاع استعداد قتالي مناسبة، وقد اتجه التطوير على النحو الآتي:

أ. التنظيم والإعداد الجيد لوسائل استطلاع العدو الجوي، بتجديد أجهزة الرادار الشرقية، وإطالة أعمارها، مع إدخال العديد من التعديلات؛ لرفع كفاءتها الفنية، وزيادة إمكانياتها في اكتشاف الأهداف المنخفضة، والقائمة بالتداخل. كذلك تم إدخال العديد من الأجهزة الغربية الحديثة، مثل الرادار ثنائي الأبعادT PS-63 ، والرادار ثلاثي الأبعاد TPS-59، بالإضافة إلى أجهزة أخرى  إنجليزية وفرنسية الصنع. وتم إحلال العديد من الأجهزة الروسية المتقادمة، بأجهزة صينية الصنع مناظرة لها.

ب. انتظام، وسرعة، ودقة وصول المعلومات عن العدو الجوي، من هذه الوسائل، من خلال شبكة اتصالات خطية ولاسلكية متطورة، مع تحديث إجراءات التأمين، ضد وسائل العدو الإلكترونية.

ج. إعادة حساب الحجم المناسب، وأنواع الأجهزة من وسائل الاستطلاع والإنذار، اللازمة لإنشاء الحقل الراداري المناسب، بناءً على مساحة المناطق المطلوب تغطيتها، والارتفاعات المطلوب تغطيتها، طبقاً للعدو المنتظر، وطبيعة الأهداف المدافع عنها، والتحصينات الإلكترونية المطلوبة لهذا الحقل.

د. بتطوير الهيكل العام لقوات الدفاع الجوي، تم دخول وحدات المراقبة بالنظر، ضمن تنظيمها العضوي، مع إنشاء رئاسة لها داخل قيادة القوات، مع تحديد الحجم المناسب، من نقط المراقبة الجوية بالنظر، لدعم الحقل الراداري، لاكتشاف الأهداف المنخفضة، والمنخفضة جداً.

هـ. دخول طائرات الإنذار المبكر E2-C Hawkeye إلى الخدمة، وهي تستطيع كشف وتتبع 300 هدف جوي، وحتى 20 هدفاً آلياً، ومدى كشف الأهداف على ارتفاع 100م، "ومقطع 1 م2"، يبلغ نحو 250 كم، كما يمكن للطائرة إدارة أكثر من عملية اعتراض، في وقت واحد.

وتتم الاستفادة من إمكانياتها، في توفير الإنذار المبكر عن الأهداف المنخفضة والمنخفضة جداً، ويتم تحديد الحجم المناسب من هذه الطائرات، ويراعى في استخدامها الآتي:

(1) مناطق واتجاهات العمل في أثناء العملية القتالية، وأسلوب تأمينها في الجو.

(2) عدد الطائرات اللازمة لمنطقة عمل واحدة.

(3) الاحتفاظ باحتياطي مناسب.

(4) الصلاحية الفنية لطائرات الإنذار المبكر.

2. التطور في مقاتلات الدفاع الجوي

خرجت قوات الدفاع الجوي، من حرب 1973، وقد ثبتت، وبقوة، مفهوم تنظيم التعاون الوثيق مع المقاتلات، باعتبارها العنصر الإيجابي الأول، بعد العناصر الأرضية، ويتكون التجميع القتالي للمقاتلات من:

أ. تشكيلات جوية.

ب. مطارات التمركز الرئيسية.

ج. مطارات المناورة.

د. شبكة مراكز القيادة.

هـ. مراكز ونقط التوجيه.

ويتوقف بناء التجميع القتالي للمقاتلات على:

أ. شبكة المطارات المتوافرة.

ب. الاتجاهات الرئيسية المحتملة لاقتراب الطائرات المعادية.

ج. تجميع قتال الصواريخ أرض/ جو، والمدفعية المضادة للطائرات.

هذا، وقد اتجه التطوير إلى العمل على استمرار المقاتلات الشرقية، في الخدمة، وذلك برفع كفاءتها وتحديث تسليحها وأجهزتها الملاحية والإلكترونية. وتم الاتجاه، إلى تنويع مصادر السلاح، التي مكنت القوة الجوية المصرية من الحصول على ما يعرف بتكنولوجيا الخط الأول في مجال المقاتلات، تمثلت في نحو 160 مقاتلة F – 16 ،
20 مقاتلة ميراج 2000.

3. التطور في الصواريخ الموجهة أرض/ جو

أ. اتجه التطوير إلى الاحتفاظ بالصواريخ الشرقية، في الخدمة، من أنواع سام 2، وسام3 ، وسام 6، مع إجراء العمرات اللازمة لها،وخروج الأنواع المتقادمة منها، من الخدمة ،ولأول مرة تم إجراء عمرات خاصة، ورئيسية متكاملة، للصواريخ الشرقية، استهدفت القيام بتعديلات جوهرية لمواكبة التطور الكبير في أسلحة الجو الحديثة، وأساليب الحرب الإلكترونية، بما يمكنها من الاشتباك في ظروف الإعاقة الإلكترونية، بأنواعها المختلفة.

ب. نظام الهوك الأمريكي: دخل إلى الخدمة، مع استمرار برامج التطوير، التي شملت مرحلتين:

(1) المرحلة الأولي: أطلق عليها الطور الثالث PHASE  III، والذي تم، من خلاله، تطوير مراكز القيادة، وشمل التعديل، كذلك، رادار الإضاءة والتتبع، ورادار الكشف المنخفض.

(2) والمرحلة الثانية: ويطلق عليها خفة الحركة MOBILITY. والمستهدف من هذه التعديلات هو التخطيط لاستمرار الهوك، حتى عام2010، والاستفادة من التطور في مجال الحاسبات والتكنولوجيا الحديثة بإضافة دوائر إلكترونية؛ لتحسين إمكانية مقاومة الإعاقة الإلكترونية.

ج. النظام آمون AMOON: وهو نظام مختلط، يجمع بين الصواريخ والمدفعية، ويستخدم الصاروخ الأمريكي سبارو، الذي يبلغ مداه من 1 كم : 12 كم، كما يستخدم المدافع من عيار 35مم، والموجهة رادارياً، وإلكتروبصرياً، وتستطيع الاشتباك من 300 م حتى مدى 4 كم.

د. الصاروخ كروتال: وهو صاروخ فرنسي قصير المدى، يتعامل مع الأهداف من مسافة500 م إلى 10 كم، والتي تطير على ارتفاعات من 100 م إلى 3 كم، وبسرعة حتى 750 م/ ثانية، ويتميز بالمرونة، وخفة الحركة، مما يزيد الاعتماد عليه في الدفاع الجوي عن التشكيلات البرية.

هـ. الصاروخ الشابرال SHAPRAL: وهو قصير المدى، من 500 م إلى 8 كم، أمريكي الصنع متحرك، باحث عن الحرارة، يعمل مع التشكيلات البرية، يتعامل مع الأهداف، التي تطير على ارتفاعات من 50 م وحتى 6 كم، وسرعة حتى 420 م/ ثانية.

و. الصواريخ الفردية قصيرة المدى، سام-7 SAM-7 المعدل: وهو صاروخ قصير المدى باحث عن الحرارة، يطلق من على الكتف، ويعتبر السلاح الأساسي والفعال ضد الطائرات، التي تطير على ارتفاعات منخفضة، ومنخفضة جداً، وقد لعب دوراً حيوياً خلال حرب الاستنزاف، وحرب 1973، ويبلغ مداه نحو 4500 م، للارتفاعات حتى 2 كم، للأهداف ذات السرعات حتى 250 م/ ثانية. وتم تصنيع هذا الصاروخ في مصر، تحت اسم عين الصقر، وأُدخل عليه العديد من التعديلات، أهمها زيادة حساسية الرأس الباحث، ليعمل بنظام البصمة الحرارية.

4. التطور في المدفعية المضادة للطائرات

تم خروج المدافع ذات الأعيرة الثقيلة والمتوسطة، من الخدمة، وتم الاهتمام بالمدفعية الخفيفة والرشاشات المضادة للطائرات، فاستمرت، بالخدمة الرشاشات 14.5 مم، الروسية الصنع، ثنائية ورباعية المواسير الثابتة، إضافة إلى المدافع الرباعية، ذاتية الحركة، الموجهة رادارياً، من نوع "شيلكا"ZSU-23-4، ذات المرمى المؤثر، من 2500م إلى 3 آلاف م، بالإضافة إلى المدافع عيار 23 مم الثنائي المواسير، التي تم إنتاجها بالتعاون مع روسيا، تحت اسم "سينا" SINA، والمدفع 23 مم، الثنائي، وذاتي الحركة، ومن إنتاج مصري فرنسي. يتم تحديد حجم الصواريخ والمدفعية بناءً على الأهداف الحيوية، المطلوب الدفاع عنها. ويعتمد تحديد الأهداف على العوامل الآتية:

أ. أهمية وطبيعة وشكل وحجم الهدف الحيوي.

ب. الهدف الحيوي.

ج. موقع الهدف الحيوي، وطبيعة الأرض المحيطة.

د. طبيعة أعمال العدو الجوي المحتملة.

هـ. مدى حصانة الهدف، ومدى تأثره بالقصف الجوي المتوقع.

5. التطور في نظام القيادة والسيطرة

تعتبر القيادة والسيطرة هي العصب، الذي، من خلاله، تتم السيطرة على أعمال قتال منظومة الدفاع الجوي، وهذا العنصر يحتاج، دائماً، إلى تطوير وتجديد، حتى يمكنه مواكبة التطور السريع في باقي العناصر.  

وتتميز أعمال قتال منظومة الدفاع الجوي بالفاعلية، والحسم، وسرعة رد الفعل، مع اشتراك أكثر من وسيلة في أعمال القتال، بالإضافة إلى التغيرات الحادة والمفاجئة، التي تحدث في الموقف الجوي، مما يتطلب الآتي:

أ. تنظيم مراكز قيادة قادرة على الأداء بكفاءة في أقل وقت ممكن.

ب. سرعة تجميع معلومات الموقف الجوي، وتصنيفها، وتمييزها، وتحليلها، وإرسالها لحظياً إلى نظم القتال الإيجابية، حتى يمكن اتخاذ رد الفعل المناسب، قبل تغير الموقف الجوي.

ج. نظراً لأن معظم أنظمة القتال الإيجابية الحديثة، يعتمد في أدائها على آلية التشغيل، لذا يجب أن تتم إدارة أعمال قتالها بوسائل مماثلة وإلا فقدت منظومة الدفاع الجوي الحديثة، الكثير من قدراتها القتالية؛ ولذا يتم أخذ معامل القيادة والسيطرة، في الاعتبار، عند حساب إمكانيات التدمير لكل نظم القتال الإيجابية.

إن نجاح أنظمة الدفاع الجوي تتمثل، في صد الضربات الجوية، وحرمان العدو من الحصول على السيطرة الجوية، وانتزاع المبادأة منه، ولذلك تقاس كفاءة الدفاع الجوي، بمدى قدرته على تحقيق هذا الهدف. ولذلك كان الحرص على بناء نظام متقدم للقيادة الآلية، أو نظام الدفاع الجوي الآلي، الذي يحقق الدمج العلمي المدروس، لعناصر الدفاع الجوي الأساسية "مصادر المعلومات بأنواعها، وأسلحة الدفاع الجوي الإيجابية، ومراكز القيادة على كل المستويات"؛ لتحقيق الأهداف الآتية:

أ. تكوين صورة موقف جوي متكامل من كل مصادر المعلومات، بصفة فورية، وعرضها في مراكز القيادة

ب. تقدير فوري لدرجة خطورة الأهداف المعادية .

ج. تحديد لحظي، لأنسب وسائل التعامل مع كل هدف، وتخصيص المهمة لها .

د. عرض نشاط القتال، أولًا بأول، أمام القادة في مراكز القيادة، ومتغيراته، بما يحقق أفضل تنظيم للتعاون .

هـ. تنظيم إدارة أعمال القتال، بأسلوب أسرع وأفضل من النظام اليدوي .

وقد تم التعاقد مع شركة هيوز، لدراسة كيف يمكن إجراء أحسن دمج لنظم الهوك المعدلة، وطائرات E-2C، وطائرات ف-16، وطائرات الميراج 2000، وباقي نظم الدفاع الجوي؛ وأطلق على هذا العقد، "مشروع 776". وواكب، تنفيذ نظام القيادة الآلية، توفير نظم اتصالات حديثة ومرنة، ومؤمنة ضد الأعمال العدائية، وتعتمد أساساً على أجهزة لاسلكية، ذات تردد عالٍ، وعالٍ جداً، وأجهزة متعددة القنوات، وأجهزة ذات موجات متناهية الصغر، تحقق استمرار الاتصالات، في ظل استخدام العدو لأعمال الإعاقة الإلكترونية المضادة، وأسلحة التدمير الشامل.

وقد أثبتت خبرات القتال، في معارك القرن العشرين، أن التطور في أساليب القتال، تعتمد على نجاح معركة الأسلحة المشتركة، والتكامل فيما بينها، طبقاً لشكل الحرب القادمة.

6. الحرب الإلكترونية

يجب أن يتوازن حجم عناصر الحرب الإلكترونية، مع حجم الأهداف الحيوية، المطلوبة حمايتها، من أعمال العدو الجوي، لما لها من دور فعال ومؤثر، في إرباك أعمال العدو الجوي، ضد الأهداف الحيوية، وإرباك سيطرته على طائرات قتاله، مما يسهل مهمة أنظمة الدفاع الجوي الإيجابية.

رابعاً: التأمين الفني والتصنيع الحربي

مما لاشك فيه، أن منظومة الدفاع الجوي المصري، ترتكز على قاعدة فنية قوية، ومتنوعة، ومتدرجة، بدءاً من المهنيين، والفنيين، والصناع المهرة، إلى المهندسين المتخصصين في كل التخصصات العاملين بالورش الصغيرة والميدانية المتحركة، انتهاءً بالورش الرئيسية، التي لعبت دوراً جوهرياً، في عمليات الصيانة، والإصلاح، واستعادة الموقف الفني للمعدات، في أثناء حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر 1973.

كما تقوم مصانع الإنتاج الحربي، بدور هام في تصنيع العديد من معدات، وأسلحة الدفاع الجوي بتصميمات مصرية، أو على شكل إنتاج مشترك، مع الدول المنتجة، مثل إنتاج النظام عين الصقر، المطور عن نظلم سام -7 الروسي، وإنتاج المدفع سينا 23 مم الثنائي، بترخيص روسي، والنظام رمضان 23مم، ذاتي الحركة، بالتعاون مع شركة طومسون الفرنسية، كما تم تصنيع أجهزة الرادار ثنائي الأبعاد TPS - 63، والرادار ثلاثي الأبعاد TPS - 59، بالتعاون مع الشركة الأمريكية المنتجة.

خامساً: التطور في مجال التعليم والتدريب

1. معهد الدفاع الجوي

في البداية، أنشئ جناح المدفعية المضادة للطائرات، بمدرسة المدفعية الملكية المصرية بالقاهرة، ثم أنشئت مدرسة المدفعية المضادة للطائرات، وانتقلت في عام 1953 إلى الإسكندرية، إلى أن تحولت إلى معهد الدفاع الجوي، في عام 1967، ويضم أفرعاً لجميع أسلحة الدفاع الجوي.

ويتم، في هذا المعهد، عقد جميع الفرق الحتمية والتخصصية المختلفة للضباط، من جميع الرتب والتخصصات "رادار ـ صواريخ ـ قيادة وسيطرة آلية ـ استطلاع ـ مراكز عمليات مشتركة"، وكذا عقد دورات قادة الألوية، ودورات أركان حرب التخصصية، للضباط المصريين، والضباط من الدول العربية الشقيقة، والدول الصديقة، كما يقوم المعهد بالعديد من البحوث الفنية والتكتيكية لصالح قوات الدفاع الجوي.

ويضم المعهد مجموعة كبيرة من الفصول التعليمية، لجميع تخصصات الدفاع الجوي، وكذلك قبة تسديد خاصة لتدريب أطقم المدفعية، ورماة الصواريخ قصيرة المدى، سام 7، كما يوجد العديد من مقلدات أنظمة الصواريخ الغربية.

2. كلية الدفاع الجوي

افتتحت كلية الدفاع الجوي، في 2 يوليه 1974، ومنذ ذلك التاريخ، لا يتوقف البناء والتطوير، مروراً بالمراحل الرئيسية التالية:

أ. بدأت الدراسة بالكلية في أبريل 1974، بفترة دراسية، بلغت 27 شهراً.

ب. في أول إبريل 1978، تقرر تعديل مدة الدراسة، لتكون أربع سنوات دراسية للعلوم العسكرية والتخصصية لمعدات الدفاع الجوي، إضافة إلى المواد الهندسية الجامعية، يتخرج بعدها الطالب برتبة ملازم ثانٍ، ويحصل على درجة البكالوريوس في علوم الدفاع الجوي.

ج. يستكمل الخريج السنة الدراسية الخامسة في العلوم الهندسية، ويجتاز امتحاناً، بالتعاون مع كلية الهندسة، جامعة الإسكندرية، يحصل بموجبه على بكالوريوس في الهندسة تخصص إلكترونيات واتصالات. وقد تخرج، من الكلية، العديد من الطلبة، الوافدين من الدول العربية والصديقة منذ إنشائها.

3. مراكز التدريب التخصصية

يشمل تنظيم الدفاع الجوي مركزين للتدريب، وتم تطوير مراكز التدريب التخصصي؛ لتقوم بالعديد من المهام التدريبية، حيث يتم رفع مستوي ضباط الاحتياط، في العديد من التخصصات، وتأهيل وتدريب ضباط الصف والجنود المصريين، والوافدين، في جميع تخصصات الدفاع الجوي.

4. مركز رماية الدفاع الجوي

تم تطوير مركز رماية الدفاع الجوي؛ ليواكب التطور السريع في أسلحة ومعدات الدفاع الجوي الحديثة، ولتمثيل ظروف المعركة الحقيقية، من خلال منظومة متكاملة، تضم أنواعاً متطورة من الطائرات، الموجهة من دون طيار، ومركزاً للقيادة والسيطرة الآلية، للسيطرة على الوحدات الفرعية القائمة بالرمي، وتحليل نتائج رماية الصواريخ، باستخدام الحاسبات وشبكات الاتصال، والوسائط المتعددة، وربطها بمواقع أنظمة الصواريخ بخط الرمي، ومحطات توجيه الأهداف.

وقد اعتمد على الكوادر المصرية، في تصميم وبناء مكونات هذه المنظومة، من برامج ودوائر إلكترونية، في مركز تطوير البرامج لقوات الدفاع الجوي، بالتعاون مع باقي الأفرع والشعب المختصة.

5. التدريبات المشتركة

منذ النشأة، كانت قوات الدفاع الجوي المصري تخوض المعركة تلو الأخرى، وقد حتمت عليها تلك الظروف أن تطور أسلحتها، وأساليب قتالها، من خلال تلك المعارك، ومع التطور السريع في نظم وأساليب قتال قوات الدفاع الجوي، وخلال فترات السلم، لم يكن بد أن تسعى للحصول على كل ما هو جديد، في مجال العلم والتكنولوجيا والمعدات الحديثة، ولذا فإنها تسعي إلى تطوير أساليب وطرق تدريبها، من خلال التدريبات المشتركة، مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة، أبرزها المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية، وإنجلترا.

ومن خلال التعاون بين قوات الدفاع الجوي، وباقي الأفرع الرئيسية "القوات الجوية والقوات البحرية"، وإدارة الحرب الإلكترونية، يتم تحقيق الكثير، في مجال التدريب على تنسيق التعاون، في مجالات اكتشاف الأهداف الجوية بوسائل الإنذار، ووسائل الحرب الإلكترونية. كما تتيح مثل هذه التدريبات، الفرصة، لأطقم مراكز القيادة المشتركة الآلية واليدوية، للتعرف على كيفية السيطرة على أعمال قتال قوات الدفاع الجوي ،و صد الهجمات الجوية، الممثلة بأهداف حقيقية، وتمييز وتخصيص الأهداف الجوية، للعناصر المشتركة في صد هذه الهجمات.

وتساعد هذه التدريبات، على الاختبار العملي لعناصر منظومة الدفاع الجوي المختلفة، الموجودة في الخدمة، أو العناصر، التي تم تعديلها، أو التي أدخلت إلى الخدمة حديثاً، وتقويم أداء وقدرة وفاعلية هذه المعدات، في ظروف قريبة من ظروف العمليات الحقيقية.

سادساً: رؤية مستقبلية لشكل الحرب القادمة

إن معارك الدفاع الجوي، خلال حرب أكتوبر 1973، والتي أظهرت صمود وتحدي وسائل الدفاع الجوي للقوة الجوية الإسرائيلية، بما لديها من إمكانيات عالية التقنية، واستطاعت أن توقع بها خسائر كبيرة، كانت آخر معارك القرن العشرين، التي دار، خلالها، قتال حقيقي متكافئ.

ومنذ ذلك التاريخ، تحول توازن التطوير لصالح أسلحة الجو الحديثة، وخلال المواجهات، التي تمت بين أسلحة الجو ووسائل الدفاع الجوي، خلال العقدين الأخيرين، لم تحقق أي منظومة دفاع جوي، الصمود في وجه التكنولوجيات الحديثة.

فنجد سيادة واضحة للقوة الجوية، في مواجهات سهل البقاع، التي وقعت بين سورية وإسرائيل، في بداية الثمانينيات، والعملية الأمريكية ضد ليبيا في خليج سرت، واكتساحاً واضحاً لحلف شمال الأطلسي في حملته ضد يوغسلافيا، على الرغم من حيازة الأخيرة لأحدث ما في الترسانة الروسية من أسلحة الدفاع الجوي، والنتائج الحاسمة للحملة الجوية لقوات التحالف على العراق، أثناء حرب تحرير الكويت، والهجمات الأنجلو أمريكية المتكررة، بعد حرب تحرير الكويت ضد العراق، وفشل جميع محاولاته في إسقاط طائرة واحدة .

ومن أحداث الحروب، التي جرت خلال العقود الماضية، حدث تغير كبير في مفهوم الهدف الإستراتيجي للحروب، حيث تراجعت أهمية احتلال الأرض، والاحتفاظ بها، وأصبح تدمير آلة الحرب وتخريب البنية الأساسية للعدو، هو الهدف الإستراتيجي، الذي تسعى الحرب القادمة لتحقيقه، باستخدام الأسلحة المتطورة، في قوة النيران، والقدرة على الدمار.

وقد طبق هذا الهدف، في حرب الخليج، حيث عمدت قوات التحالف إلى تدمير القدرات العسكرية وإتلاف البنية الأساسية للعراق، من دون أي مقاومة، تذكر من جانب الدفاع الجوي العراقي، وذلك باستخدام أسلحة أكثر تطوراً، مثل الطائرات الحديثة المخفية، والصواريخ الذكية، بمعاونة أنظمة الحرب الإلكترونية المتقدمة، ونفس السيناريو تكرر في حرب البلقان، بواسطة قوات حلف شمال الأطلسي، ضد القوات الصربية ومنشآت البنية الأساسية.

وتتبنى إسرائيل نفس العقيدة الإستراتيجية، وقد طبقتها في لبنان "عملية سهل البقاع"، التي أسقطت فيها أكثر من 50 مقاتلة سورية، فيما أطلقت عليه "ضربة جوية في الجو"، أي استدراج أكبر عدد من طائرات الجانب الآخر، بعيداً عن مكامنها المحصنة؛ لتهجم عليها، من بعد، مستخدمة تسليحها من الصواريخ جو/ جو، بعيدة المدى، ومستغلة ما لديها من أنظمة القيادة والسيطرة الآلية C³I، في معارك غير متكافئة، وهو ما تسميه قوة الردع بجانبها التقليدي وغير التقليدي، وأصبحت فكرة الردع الجسيم هي المهيمنة على الفكر الإستراتيجي الإسرائيلي، ولذلك جمعت كل عناصر الردع، التي تمتلكها بدعم كامل من الولايات المتحدة الأمريكية، وأنشأت لها "قيادة خاصة للقوات الإستراتيجية"، شأنها في ذلك شأن الدول العظمى.

سابعاً: المهام الأساسية لقيادة القوات الإستراتيجية

وتضم هذه القيادة الجديدة كل فاعليات الردع الهجومية والدفاعية، وخصصت لها ثلاث مهام أساسية هي:

1. التعامل الهجومي والدفاعي، مع التهديدات الإستراتيجية، خاصة أسلحة التدمير الشامل.

2.     قيادة قوة الردع الإستراتيجي الهجومية، المكونة من صواريخ باليستية أرض/ أرض، والقاذفات بعيدة المدى، والغواصات، وكل منها له قدرة أسلحة دمار شامل.

3. إدارة النظام الدفاعي الإستراتيجي المضاد للصواريخ الباليستية، والذي، من المنتظر، بعد استكماله، أن ينضم إلى منظومة دفاعية إقليمية، تسيطر عليها الولايات المتحدة الأمريكية.

هذا يؤكد اهتمام إسرائيل بعنصر الردع، فالعمق الضحل لإسرائيل يمثل بالنسبة إليها عاملاً شديد السلبية، تعتبره مصدر تهديد شديد الخطورة على كيانها ووجودها، خاصة إذا ما قورن بالعمق الكبير، الذي يمتد من الخليج إلى المحيط، ويمثل ميزة إيجابية جوهرية للعرب، خاصة إذا أحسن العرب استخدامه في إطار إستراتيجية قومية موحدة.

لذلك، فإن التهديدات المحتملة لمصر، في خلال العقد القادم، تتمثل في أسلحة بعيدة المدى، يمكنها الوصول إلى أي هدف، يقع في نطاق مجالها الحيوي، من طائرات، وصواريخ، وغواصات، جميعها قادرة على حمل رؤوس نووية، والوصول إلى أهداف بعيدة، وقد زادت قدرات الردع بدخول الغواصات المسلحة بأسلحة التدمير الشامل، حيث توفر هذه الغواصات لإسرائيل، إمكانية توجيه الضربة الثانية، من قواعد متحركة، على مسافات بعيدة، عبر البحار والمحيطات.

ثامناً: تطور أشكال التهديد الجوي والدور المنتظر للدفاع الجوي

مما سبق، نجد أن التهديدات المحتملة تتمثل في طائرات حديثة، وصواريخ باليستية، وصواريخ طوافة، إضافة إلى أنظمة قيادة وسيطرة، واستطلاع، وإنذار، وحرب إلكترونية حديثة، تدار بطائرات متقدمة للإنذار والقيادة والسيطرة، بالاستعانة، على نطاق واسع، بالأقمار الصناعية.

وهذا يحدد الدور الرئيسي لمنظومة الدفاع الجوي، في المستقبل، للتصدي لهذا الحشد من أنظمة الحرب الجوية والفضائية. وأن يكون التطور مبنياً على ركائز رئيسية، أهمها:

1. أن العالم يشهد، اليوم، ثورات من نوعيات جديدة، لعل أبرزها ثورة المعلومات والاتصالات، وأن هذا التطور سوف يعطي شكلاً جديداً للصراع المسلح، وسوف تتراجع أمامه، كثير من أشكال وأساليب ووسائل الحرب التقليدية، ونظم القيادة والسيطرة، وإدارة واستخدام لآليات الحرب، ومن ثم تغيير وتطوير شامل لتنظيم وتسليح منظومة الدفاع الجوي.

2. أن إحراز التقدم، في ميادين القتال، لا يتحقق بمدى تقدم التكنولوجيا العسكرية فقط ، ولكن يتحقق بابتكار أساليب وتكتيكات جديدة، للاستفادة من المجالات المختلفة المتاحة والمتوقعة.

3. إن طبيعة القتال المستقبلي امتداد واستمرار لمعركة الأسلحة المشتركة الحديثة، التي تحتم التعاون الوثيق والموقوت، بين كل الأسلحة، والإمكانيات والوسائل المتاحة، ومع ظهور أسلحة ذات مدى أبعد، ومعدلات نيران، وخفة حركة أكبر، ازدادت احتياجات ومطالب القادة، من نظم القيادة والسيطرة سواء للاستفادة من إمكانيات الأسلحة الحديثة، أو لمواجهتها، في الوقت والمكان المناسبين. وهذا الاحتياج أدى، وما زال يؤدي، إلى تطور هائل في وسائل تحليل المعلومات المختلفة، وإلى تدفق حجم هائل من المعلومات شديدة التنوع والاختلاف، إلى مراكز القيادة والسيطرة، على مختلف المستويات.

4. معظم الأسلحة ومعدات القتال تتطور إلى الأصغر حجماً، والأخف وزنا،ً والأقوى تأثيراً، والأبعد مدى، والأسرع حركة، والأكثر مرونة، والمتعددة المهام، والأقل ظهوراً، والأكثر مقاومة، والأكثر أمان،َ والأقل اعتماداً، على العنصر البشري، والأسهل استخداماً، والأيسر صيانة وإصلاحاً، والأقل أعباءً إدارية.

5. أن المادة الرئيسية، التي تتعامل معها جميع وسائل ونظم الدفاع الجوي، هي المعلومات، والإنذار، وأعمال الحرب الإلكترونية، ومن هذا نجد أن مراكز القيادة والسيطرة والتحكم، ستكون النموذج الأوضح للاستفادة من الأساليب الرقمية، في معدات القتال فائقة السرعة.

ومثال ذلك تكامل وسائل الإنذار المختلفة "راداري، وبصري، وحراري"، بالإضافة إلى الوسائل السلبية غير المشعة، والتي تعتمد على التقاط الإشعاع الكهرومغناطيسي، المنبعث من الوسائل الإلكترونية، التي تحملها الطائرات أو الموجودة في رؤوس الصواريخ المهاجمة .وسترتبط تلك الوسائل، من خلال شبكة الحاسبات والاتصالات، بوسائل الإنذار الموجودة في الفضاء، أو على متن طائرات الإنذار المبكر، بغرض تكامل الإنذار عن الهجمات الجوية والصاروخية، في وقت مبكر، يسمح بالاعتراض والتدمير، خارج الأجواء الصديقة.

6. ستكون سرعة أجيال صواريخ الدفاع الجوي، في معظمها، تفوق من 6 إلى 10 أضعاف سرعة الصوت، وتتميز بوجود أكثر من نوع من أنواع مستشعرات البحث والتتبع، في رأس الصاروخ، قادرة على تنفيذ المناورات الحادة، في أثناء تتبعها لأهدافها، كما سيتم استخدام المواد المركبة في بناء جسم الصاروخ لتقليل مقطعه الراداري، مع تطوير تكنولوجيا الوقود الصاروخي؛ لتقليل وزنه مع زيادة قوة الدفع والمدى.

خلاصة

1. يجب الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إلى أقصي درجة، على أن يؤخذ، في الاعتبار، أن تكون هناك إمكانية ذاتية لإنتاج هذه التكنولوجيا أو، على الأقل، إنتاج برامج تشغيلها.

2. الاعتماد على الذات، إلى أقصى درجة، وتفعيل التعاون العربي الإسلامي، خاصة في مجال الاستطلاع والمعلومات، لأنه مهما كان الحليف الأجنبي متعاونا،ً فإن تجارب الماضي شابها كثير من الشكوك.

3. عدم الاعتماد الكامل على أنظمة القيادة الآلية، لاحتمال وقوعها في أخطاء، أو تعطلها، أو الدخول عليها، مما يسبب وقوع القادة فريسة لعمليات خداع إلكتروني.

4. لما كانت الدول النامية لا تستطيع بناء منظومات كاملة للدفاع الجوي، بسبب الصعوبات المالية، وندرة الكفاءات العلمية، إضافة إلى السبق الهائل، الذي أحرز تحتم عليها ألا تغفل مبدأ الدفاع بالردع، وأن تخطط له، طبقاً لإمكانياتها وطبيعة الخصم.

5. وأخيراً، يلفت النظر رأى المحلل العسكري "دانيل جوريه"، في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطون، حيث أفاد أن من مساوئ نظم القيادة والسيطرة الحديثة، أنه إذا تعطلت شبكة الاتصالات، فإن الوضع سيكون أسوأ مما لم تكن موجودة أصلاً.

هذا إلى جانب مخاوف من خصم، يستطيع التغلب على التكنولوجيا بأساليب بدائية، أو باستعداد أفراد جيشه للتضحية بحياتهم، مما حدا المخططين على تحديث الجيوش، بضرورة تدريب نسبة كبيرة من وحدات الجيش، على أساليب الحرب التقليدية.