إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / دور شارل ديجول Charle's de Gaulle في الحرب العالمية الثانية









دور

ملحق

رسالة إلى الجنرال كاترو

29 (آب) أغسطس 1940

سيدي الجنرال

لا يمكنكم أن تعرفوا مدى سروري حين تلقيت نبأ وصولكم القريب. هنالك الكثير مما ينبغي عمله لإخراج فرنسا من الهوة، وإن رجلاً ورئيساً مثلكم، يستطيع أن يقوم بمثل هذا الدور في إنهاضها! وإنكم لتعلمون أنني أحمل لكم، منذ زمن طويل، تقديراً جد خاص، ومودة صادقة واحتراماً كبيراً. وما كان من شأن الموقف، الذي اتخذتموه في الهند الصينية، إلاّ أن يرسّخ هذه المشاعر. والآن، علينا أن نقيم البناء.

وسأحيطك علماً بما جرى هنا، وفي أي أماكن أخرى. أما فيما يتعلق بي فإني، وقد كنت في الحكومة خلال الأيام الأخيرة من المعركة، تمكنتُ من معرفة البراعة الفائقة التي يؤدي بها العدو عمله. وما كان في استطاعتي أن أشك لحظة في أن سقوط صديقنا المشترك بول رينو، ووصول المارشال العجوز المسكين (بيتان) إلى السلطة، إنما كانا يعنيان الاستسلام. ورفضت، من جهتي، أن أذعن له، فأتيت لندن لأنشئ فيها، فرنسا الصامدة. واستطعت، في استنفار للفرنسيين، أن أكوّن بداية قوة عسكرية، وبحرية، وجوية، وقواعد دوائر رسمية: شؤون خارجية، ومستعمرات، مالية، إعلام، إلخ… وأجريت اتصالات متعددة بكثير من أرجاء العالم. هناك استعدادات كامنة فائقة في فرنسا والإمبراطورية. وقد انضمت إلينا جزر هيبريد الجديدة، وتشاد، والكاميرون، وساحل العاج الأعلى. وسأكون، حين تتلقى هذه الرسالة، في طريقي إلى دكار مع قوات، وسفن، وطائرات، وبتأييد الإنجليز.

وإذا نجح هذا المشروع، فإن مسألة استئناف المعركة، من أفريقيا الشمالية الكبرى، ستكون مطروحة في الحال، ملحة بقدر تفاقم الخطر الألماني، والإيطالي، والأسباني، في نظري. ولا يبدو لي أن في استطاعة الرجال الذين يشغلون الوظائف، والذين جعلهم إذعانهم للهدنة غير أكفاء، أن يكونوا بعد، بحال، "رجال حرب". وأنا إنما أقصد بكلامي هذا، الجنرال نوغيس، الذي ما فتئ منذ أول يوم، يواصل مراوغاته السخيفة ليحتفظ بمنصبه. وفي اللحظة التي نستطيع فيها أن نضم إلينا أفريقيا الشمالية، ضماً كاملاً، لا بد لنا من "شخصية قوية" تتولى أمرها. وهذه الشخصية، إنما هي أنت، يا سيدي الجنرال، إذا تفضلت بقبول ذلك.

وإنك لتعلم أن الحكومة البريطانية قبلت مسبقاً، بعد أن اعترفت بي "رئيساً للفرنسيين الأحرار"، أن أعالج جميع المسائل المتعلقة بالدفاع عن إمبراطوريتنا، وحياتها الاقتصادية، مع "مجلس دفاع عن فرنسا فيما وراء البحار"، في حالة تشكيل هذا المجلس. وتلك هي، في الواقع، نيتي. وإني لأطلب إليك، سيدي الجنرال، أن توافق على تولي منصب حاكم "أفريقيا الشمالية"، في هذا المجلس. وبانتظار تأسيس هذا المجلس، ستكون معنا موفور المكانة، لإعداد عملك. ولربما يغدو في إمكانك، منذ اللحظة، التي تسمح بها الظروف، أي منذ أن نضع أقدامنا في المغرب، أو الجزائر، وفي الوقت، الذي تجده مناسباً، أن تذهب إلى هناك، وتتولى إدارة مجموعة أفريقيا وقيادتها: المغرب، والجزائر، وتونس.

وسيخبرك كل من الأميرال موزيليه، وأنطوان، "الذي اتخد اسم فونتين"، وقد كلفته أن يمارس في غيابي، الوظائف الآتية، على التوالي: قيادة القوات العسكرية والبحرية والجوية في إنجلترا، وإدارة المصالح المدنية. وثمة قضية مهمة، نحن الآن في صدد معالجتها، ألا وهي تسليح عدد من سفننا الحربية.

لا شك أنه سيكون لك رأي في الأميرال موزيليه، فقد كان موضع انتقاد، وله عيوب، ولكن له أيضاً مزايا. وهو في حقيقة أمره رجل شجاع. وكنت أفضل، طبعاً، أن يأتي إلينا دارلان بأسطوله، ولكن دارلان لم يأت.

أما من الناحية العامة، فإن لدي ثقةً تامة في أننا سوف نفوز بالنصر النهائي. ولقد أدرك الإنجليز بعمق هذا الأمر، لحسن حظهم وحظنا معاً، والسيد تشرشل هو "رجل الحرب" الأساسي. واللعبة تدور بين هتلر وبينه.

أنا أنتظر شرف مقابلتك، وأرجوك سيدي الجنرال، أن تتقبل أخلص تحياتي وأوفر احترامي.