إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الحرب الإلكترونية




أنظمة الرادارات الأرضية الحديثة
ناثر المشاعل الحرارية Eclair-M
أجهزة التوجيه بالليزر
أجهزة الرؤية الليلية
أجهزة الرؤية بتكوين الصورة الحرارية-1
أجهزة الرؤية بتكوين الصورة الحرارية-2
محطة الإعاقة اللاسلكية التكتيكية
محطة استطلاع لاسلكي أرضية
محطة استطلاع راداري
نظم القيادة والسيطرة في البحرية
نظم صاروخية ميكروإلكترونية
نظام ADAD للمراقبة الأرضية
نظام إطلاق العصائف MK36
نظام الإنذار المبكر Moss
نظام الرادار M-Star
نظام القيادة والسيطرة الآلية
نظام CREW Duke
نظام Prophet
نظام كشف الصواريخ MWS-20
نظام TOGS للرؤية الليلية
معدات من إنتاج شركة إلتا
معدات من إنتاج شركة تاديران
معدات الاستطلاع الإلكتروني بالطائرة E-2C
معدات الظهور الراداري والبصري
معركة الأسلحة المشتركة
الإخفاء والتمويه للمعدات الإلكترونية
الإخفاء والتمويه للمعدات اللاسلكية
الإخفاء الراداري للقطع البحرية
النظام ALQ-99
النظام AN/ALQ-218
النظام الصاروخي ستنجر
النظام Warlock Green
الإعاقة السلبية الحرارية
الإعاقة الضوضائية بالشوشرة
الإعاقة بنظام الخداع seagnat
الإعاقة بنظام Nulka
التمويه بالطلاء لطائرات القتال
التصوير الحراري للأهداف
التعمية بالتغير في وضوح اللون
الدبابة الإسرائيلية ميركافا
الرادار STANTOR
الرادار MESAR
الصواريخ الاعتراضية
الصواريخ الاعتراضية أرض/ جو (1)
الصواريخ الاعتراضية أرض/ جو (2)
الطائرة نمرود
الطائرة المقاتلة EF-111
الطائرة العمودية لينكس
الطائرة U-2 منظر أمامي وجانبي
الطائرة عين الصقر
الشرك الخداعي Nulka
العواكس الركنية العائمة
استخدام الأشعة تحت الحمراء ليلاً
استخدام النظام AN/ALQ-212
استخدام الصواريخ التليفزيونية
استخدام الطائرات العمودية
تطبيقات إخفاء البصمة الرادارية
تكنولوجيا الإخفاء الراداري للطائرات
جهاز لاسلكي محمول
حاملة الطائرات أمريكا
رادار المراقبة الأرضية RASIT
صواريخ محملة على الكتف
صواريخ محملة على عربات
صواريخ مجهزة على حامل
طائرة الاستطلاع E-8C
طائرة التجسس U-2
طائرة تقذف المشاعل الحرارية
قاذف الرقائق طراز ALE – 40

إنشاء محور اتصال لاسلكي
منظومة وحدة بحرية صغيرة
منظومة وحدة بحرية كبيرة
منظومة الحرب الإلكترونية المحمولة جواً
مدى تأثير تأخير الاشتعال
هيكل الطائرة الخفية F-117A
أسلوب الإعاقة الرادارية الإيجابية
أسلوب تدمير الصواريخ السورية
أسلوب دمج المعلومات
مسارح الحرب الإلكترونية
أشكال العواكس الركنية
نظم السيطرة الإلكترونية
نظم القيادة والسيطرة
نظام الكشف عن الألغام البحرية
نظام تحذير ومراقبة محمول جواً
نظرية عمل المقلدات
أقسام الحرب الإلكترونية
أقصى مدى كشف راداري
النبضة الكهرومغناطسية النووية
الهجوم بالتدخل السلبي
الأسلوب الأول/1
الأسلوب الأول/2
الأسلوب الثالث
الأسلوب الثاني
الأسلوب الرابع
الأشعة تحت الحمراء
الإعاقة السلبية للصواريخ
الإعاقة بإزاحة إحداثي الهدف
المقلد الراداري
التمويه الإلكتروني ضد الصواريخ
البث عن بعد
التطبيقات العسكرية في أنظمة الليزر
العلاقة بالزمن والقدرة
استخدام الرقائق المعدنية لخداع الصواريخ
توزيع محطات التنصت
تطبيقات الحيز الكهرومغناطيسي
تفصيل نظام الحماية الذاتية
خداع الصواريخ الموجهة
خداع الصواريخ سام ـ 7
حيز الطيف الكهرومغناطيسي
سيناريو المهمة التدميرية
كابينة طاقم التشغيل للطائرة E-2C
عملية خليج سرت
عناصر الاستطلاع اللاسلكي




مقدمة

المبحث الرابع

نظم القيادة الآلية والسيطرة اللاسلكية ووسائلها وتطورها

أولاً: الحيز الكهرومغناطيسي (اُنظر شكل حيز الطيف الكهرومغناطيسي) و(شكل تطبيقات الحيز الكهرومغناطيسي)

1. أنواع الموجات اللاسلكية

حسب طرق انتشارها، والطول الموجي لها، وتنقسم إلى:

أ. الموجات الأرضية/ السطحية

تنتشر بالقرب من سطح الأرض، وتتأثر بالقدرة التوصيلية للأرض في مسار انتشارها، ويمكن إهمال تأثير الغلاف الجوي على انتشار هذه الموجات.          

ب. الموجات الفضائية

تنتشر في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي، وتتألف من موجات فضائية مباشرة لا تتأثر بسطح الأرض، وموجات فضائية منعكسة تتأثر بطبيعة الأرض، ونوع التربة عند نقطة انعكاس هذه الموجات.

ج. الموجات المبعثرة

تنتج هذه الموجات، لعدم تجانس طبقة التروبوسفير Tropossfer ؛ إذ يصل قدر ضئيل من الطاقة في اتجاه جهاز الاستقبال، ويتأثر انتشار هذه الموجات بخواص طبقة التروبوسفير من حيث اعتمادها على الحرارة والرطوبة.

د. الموجات السماوية

تنعكس بوساطة طبقات الأيونوسفير، ويمكن إهمال تأثير الأرض، ويتأثر انتشار هذه الموجات بخواص الأيونوسفير، ليلاً ونهاراً، وخلال الفصول المختلفة على مدار السنة، وباختلاف السنوات. الجدول الرقم 1

2. أهمية تأمين الاتصالات اللاسلكية

يُعَدّ من ضروريات الخوض بنجاح في الحروب الحديثة، وجود شبكة اتصالات سريعة الأداء يمكن الاعتماد عليها، لتكون همزة الوصل بين كبار القادة وقواتهم؛ إذ يعي الجنود تماماً، أهمية وجود مثل هذه الشبكة؛ لذلك، تكون شبكات الاتصالات في مقدمة الأهداف التي يهاجمها العدو، وقد تشن الهجمات بهدف تدمير مراكز الاتصالات ذاتها، أو إعاقة البث اللاسلكي لها، والأهم من ذلك، امتلاك العدو القدرة على التصنّت الجيد على الرسائل المتبادلة بين مراكز القيادة والقوات في مسرح العمليات، والعمل على فك رموزها، إن كانت مشفرة، لتكوين صورة لنوايا الخصم وخططه. ولمواجهة هذه التهديدات يستمر تطوير المعدات اللاسلكية الباهظة التكاليف، التي ازداد تعقدها حتى أمكن، حالياً، التوصل بفضلها إلى اتصالات مأمونة لدرجة لم يسبق لها مثيل.

أفرزت التكنولوجيا المتقدمة المستخدمة في شبكات الاتصالات، ذات المستوى العالي من الأمان، أساليب لتطوير قنوات البث آلياً بشكل مبرمج، إضافة إلى عدد من الإجراءات الأخرى للحماية؛ إذ تُعَدّ الاتصالات سلاحاً ساكناً لا غنى عنه، لربط هيئات الأركان والقيادات بالمقاتلين، ولتوجيه الأسلحة ومن يستخدمونها، ولتوارد المعلومات عن مختلف أنشطة العدو، وخططه، ونواياه في الجبهة بصورة شبه مستمرة، فبغير ذلك تصبح هيئات القيادة عاجزة عن أداء مهامها على الوجه الأمثل. الأكثر من ذلك، فإن الوحدات المميكنة الحديثة المقاتلة باتت لا تستطيع العمل من دون الاتصال الدائم بين عناصرها حتى مستوى الأفراد.

يمكن القول، إذن: أن انهيار شبكة الاتصالات لجيش ما، ستجر عليه كارثة مؤكدة على مستوى العمليات الحربية، علماً بأن شبكات الاتصالات في الجيوش، معرضة دائماً للتدمير. ولذلك، تدرب طواقم الدبابات السوفيتية، مثلاً، على الاتصال فيما بينها، مستخدمة إشارات البيارق، وذلك أثناء العمل متقاربين، بينما يدرس الجيش النمساوي، حالياً، إمكانية العودة إلى استخدام الجياد، لتسليم الرسائل، وما زالت بَحريّات العالم تستخدم الإشارات الضوئية للاتصال، حين تعطب أجهزة الراديو اللاسلكي، أو يكون عدم استخدامها ضرورياً، وهذا يوضح حاجة الجيوش الماسة إلى إنشاء نُظُم اتصالات مأمونة، يعتمد عليها، وسريعة الأداء، وتُعَدّ مثل هذه الأنظمة ركناً أساسياً بين الوسائط الدفاعية/ الهجومية للجيوش، ولذلك، ينبغي وضع تطويرها في سلم الأولويات الملحة.

ويؤمل أن تؤمن نُظُم الاتصالات الجديدة، التي يجرى إدخالها إلى الخدمة حالياً، سرعة وسرية تبادل المعلومات في أسوأ الظروف الجوية إلى أن تدخل نُظُم إجراءات الإعاقة على الاتصالات من الجيل المقبل ميدان الخدمة العاملة.

ثانياً: الاستخدام العسكري لنظم الاتصالات

تتيح نُظُم الاتصالات الحديثة بثاً "إرسالاً"، تلغرافياً، وصوتياً، ونقل معلومات يمكن الاعتماد عليها، بشرط استخدام حيز التردد اللاسلكي بالكامل، بدءاً من مجال التردد المنخفض جداً Very Low Frequency: VLF، حتى مجال التردد فوق العالي Ultra High Frequency: UHF، خاصة في زمن السّلم؛ إذ تعمل شبكات الاتصالات بانتظام لخدمة كافة المشتركين، إلاّ أن هذا العمل المنتظم قد لا يستمر هكذا في زمن الحرب؛ إذ إن هناك عدة عوامل تؤدي إلى الإخلال بانتظام العمل؛ فمثلاً، في زمن الحرب يصبح أي نطاق ترددي مناسب من بين سائر نطاقات التردد، بدءاً من الترددات المنخفضة Low Frequency: LF، حتى الترددات العالية High Frequency: HF الشائعة الاستخدام، علماً بأن استعمال نطاقات التردد بشكل عشوائي يسبب مشكلات تداخل البث على نطاق واسع بين المستخدمين، لذا توزع الترددات مركزياً على المستخدمين لتلافي هذا التداخل.

1. نظم الاتصالات العسكرية المعقدة

أدى عدم نجاح نُظم الإجراءات المضادة للأعمال الإلكترونية المعادية ECCM في تأمين الاتصالات اللاسلكية العسكرية ضد التنصت والإعاقة اللاسلكية المعادية، إلى تصميم نُظُم اتصالات عسكرية معقدة، أكثر تقدماً، صُممت طبقاً لأحدث التقنيات، باستخدام المعالجة البيانية للحاسبات الآلية، والتي تتميز بتعقد نُظُمها الإلكترونية، غير أنها عالية النفقات.

وقد بات تصميم نُظُم الاتصالات العسكرية الحديثة يواجه التحديات باستخدام نُظُم مدمجة في غاية التقدم، لخفض احتمال الاعتراض "التنصت" Low Probability Intercept: LPI، فضلاً عن معدات مقاومة الإعاقة Anti Jamming: AJ، وبينما كان تركيب نُظُم للإجراءات المضادة للإجراءات الإلكترونية المعادية ECCM، لا يتم إلا في مراكز الاتصالات الثابتة، أو تلك المركبة على شاحنات، بدأت تظهر، حالياً، أجهزة اتصالات محمولة مزودة بأجهزة ECCM لمقاومة التنصت والإعاقة اللاسلكية المعادية. (اُنظر صورة جهاز لاسلكي محمول)

يعتمد تصميم أجهزة ECCM لمقاومة التنصت والإعاقة اللاسلكية على:

أ. تشغيل الأجهزة اللاسلكية، سواء للإرسال، أو للاستقبال، بصورة آلية أثناء الاستخدام في ظروف الإجراءات الإلكترونية المضادة ECM "التنصت، والإعاقة الإلكترونية المعادية".

ب. مضاعفة أنواع العمل، وكذلك حيزات التردد التي يعمل من خلالها الجهاز اللاسلكي في الاستقبال والإرسال.

ج. استخدام تكنولوجيا حديثة للاتصالات، نظراً لما يميز الإرسال اللاسلكي بالأجهزة الحديثة من: "تردد قافز في نطاق ترددي متغير باستمرار، وفي زمن متغير أيضاً باستمرار، وحيز إرسال متغير بآلاف الاحتمالات"، فمن المنتظر أن تشكل هذه الخصائص مهمة صعبة لمصممي هذه الأجهزة، عند تطبيقهم مبدأي مقاومة الإعاقة، ومقاومة التنصت في هذه الأجهزة، وإن كان المختصون، حالياً، لا يركزون إلا على استخدام التردد القافز في أجهزة الإرسال الحديثة، على الرغم من أن هذه التقنية لا توضح تماماً كيفية حماية هذا الإرسال من أعمال التنصت والإعاقة الإلكترونية المعادية".

2. نظم الاتصالات الإلكترونية لمراكز القيادة والسيطرة وتطورها (اُنظر صورة نظام القيادة والسيطرة الآلية)

حدث تطور هائل في نظم القيادة، والسيطرة، والاتصالات، والحاسبات الآلية، والاستخبارات، Command, Control, Computer, Communication and Intelligence: C4I (اُنظر شكل نظم السيطرة الإلكترونية)، بغرض ضمان تدفق سيل المعلومات لجميع القادة والقيادات على مختلف المستويات بما يمكنهم من معرفة ما يدور حولهم، وسرعة طلب الدعم النيراني؛ سواء من المدفعية، أو القوات الجوية، إلى جانب ضمان حرية العمل للقيادات، وفي الوقت نفسه العلم بما يدور لدى الجوار، كما تحقق هذه المنظومة آلية السيطرة لسرعة التعامل مع هذا الكم الهائل من الأنظمة الإلكترونية؛ لضمان سرعة رد الفعل المناسب في اتجاهات مختلفة بناء على معلومات فورية من ميادين القتال على عدة جبهات، والتي يطلق عليها أسلوب دمج/ صهر المعلومات. (اُنظر شكل أسلوب دمج المعلومات)

3. القيادة والسيطرة باستخدام الأقمار الصناعية

تعتمد معظم دول العالم في تحقيق اتصالاتها؛ سواء المدنية أو العسكرية على استخدام أقمار الاتصالات التجارية الخاصة بها، فضلاً عن شبكة الاتصالات الدولية عبر الأقمار الصناعية، عدا أمريكا وروسيا؛ إذ تعتمد كل منهما في اتصالاتهما العسكرية على شبكة متكاملة من أقمار الاتصالات العسكرية.

وعموماً فإن أقمار الاتصالات تنقسم من حيث الاستخدام إلى:

أ. أقمار الاتصال المدنية: والمتمثلة في:

(1) الأقمار الصناعية الميدانية ثابتة الخدمة، مثل INTELSAT، وعاموس، وARABSAT.

(2) أقمار البث المباشر، مثل: نايل سات.

(3) أقمار الاتصال بالوحدات المتحركة، مثل INMARSAT.

ب. أقمار الاتصالات العسكرية

تتميز أقمار الاتصالات العسكرية باستخدامها لحيز واسع من الترددات، داخل حيز الموجة القصيرة SHF، لتحقيق الاتصال مع المراكز الثابتة والمتحركة، فضلاً عن القواعد البحرية، والقواعد الجوية، كما تتضمن العمل في حيز الترددات فائقة العلو EHF، إضافة إلى الاستخدام الموسع لأنظمة الطيف الموسع، خاصة أسلوب التهجين، والمتضمن الاستخدام المزدوج لكل من: "القفز الترددي، والتتابع المباشر"، ومن أمثلة أقمار الاتصالات العسكرية ما يلي:

(1) منظومة الأقمار الصناعية MILSAT.

(2) شبكة الأقمار الصناعية للقوات الجوية الأمريكية AFSAT COM .

(3) شبكة الأقمار الصناعية لقيادة القوات الأمريكية DSCS.

(4) شبكة الأقمار الصناعية للقوات البحرية الأمريكية FLTSAT COM.

(5) سلسة أقمار كوزموس الروسية.

ج. أقمار الاتصال بالغواصات

من الاستخدامات المهمة والعديدة، للأقمار الصناعية، تحقيق الاتصال مع الغواصات على المستوى الإستراتيجي، باستخدام الليزر؛ إذ ترسل الإشارات، والمعلومات بمعدل إرسال سريع، ويطلق على المنظومة المستخدمة في ذلك SLC. وهي تستخدم أساساً، بغرض استكمال نظم القيادة والسيطرة الآلية، في الاتصال بالغواصات ورفع كفاءتها. ومن الملاحظ أن إشارة الاتصال المستخدمة لشعاع الليزر تتميز بالقدرة على اختراق المياه، وكذلك السرعة العالية في إرسال المعلومات، مما يجعلها ذات أهمية خاصة بالنسبة لشبكة القيادة والتحكم في الغواصات.

4. آلية مراكز القيادة والسيطرة

تمثل مراكز القيادة العنصر الأساسي لنُظُم القيادة والسيطرة، وهذه المراكز لديها القدرة على السيطرة التامة على العناصر المرؤوسة، واتخاذ القرار، مع عدم الاعتماد على المركزية المطلقة. ويتطلب هذا توافر قدر كبير من البيانات والمعلومات اللازمة لتقدير الموقف، واتخاذ القرار في الوقت المناسب. وهذا لا يتأتى إلا بالاعتماد الكبير على الحاسبات الآلية لحفظ، وتداول، ومعالجة المعلومات.

يجب أن تحقق هذه المراكز القدرة على المقاومة الشديدة للعدائيات الإلكترونية، مع القدرة الذاتية على تقليل التداخل الكهرومغناطيسي، سواء الناتج من المعدات المنتشرة في أرض المعركة، أو بين معدات الاتصال المختلفة، مع إمكانية العمل تحت ظروف استخدام الخصم السلاح النووي، وأسلحة التدمير الشامل، مع استمرار السيطرة على الوحدات المرؤوسة، وكذلك مقاومة الحاسبات الآلية للإشعاع باستخدام الدوائر الإلكترونية الصلبة Hardened التي تقاوم الإشعاعات النووية.

ومن أهم التطورات التي تساعد على سهولة العمل وعرض المواقف، واتخاذ القرارات بل وإرسال المعلومات إلى المرؤوسين والوحدات الفرعية، وسائل العرض الحديثة التي تستخدم أسلوب عرض الموقف القتالي محدثاً آلياً عن الوحدات والأسلحة المختلفة؛ إذ ترسل الأوامر مباشرة من خلال شاشة العرض الكبيرة Large Screen Display، مع صورة كاملة لموقف العمليات إلى كافة المستويات المطلوبة.

ثالثاً: دور الحاسبات الآلية في نظم القيادة والسيطرة الحديثة

يُعَدّ عنصر القيادة والسيطرة أهم عنصر في المعركة الحديثة، وفي الوقت نفسه، يصبح، دائماً، أصعب المشكلات التي يمكن التحكم فيها، ويرجع ذلك إلى التطورات التكنولوجية الحديثة التي تحققت في مجال الحرب الإلكترونية.

وتعرف رئاسة هيئة الأركان المشتركة للقوات الأمريكية دور برنامج القيادة والسيطرة بأنه: "قيام القيادة بإنجاز أعمال التخطيط والإدارة والتنسيق والسيطرة على القوات والعمليات من خلال الاعتماد على تنظيم معين من الأفراد والمعدات وشبكات الاتصال والمرافق والإجراءات".

وتتم إدارة أعمال الحرب الحديثة والسيطرة على عمليات القتال، وفق نُظُم متطورة، لجمع ورصد المعلومات عن الأهداف ورصدها وتحليلها والتعامل معها، وهذه النظم تضم الحاسبات الآلية، والمستشعرات، ونظم التوجيه الدقيق، وللحاسبات الآلية فضل كبير في مجال تكنولوجيا الاتصال لتحقيق القيادة والسيطرة على مسرح العمليات؛ إذ تستخدم هذه الحاسبات في شبكات نقل البيانات والمعلومات من الوحدات الصغرى إلى قيادة التشكيلات، بحيث يمكن للقيادات تعرف المواقف بشكل دقيق وسريع لإصدار القرارات الفورية، بما يتناسب مع المواقف فيما ما يطلق عليه "شبكة الاتصالات الآلية للقيادة والسيطرة".

ومن خلال شبكة القيادة والسيطرة التكتيكية يخزن كل قائد ميداني المعلومات المتوافرة لديه عن وحدته وتفاصيل استعداداتها، ومعداتها، ومخزوناتها، واحتياجاتها، ليستطيع القائد في أي وقت معرفة الحالة الحقيقية لأي وحدة. وبعض البرامج تمكن القيادات من معرفة الحالات الحرجة للوحدات من خلال قيام الحاسبات الآلية بشكل آلي بلفت نظر القادة للوحدات التي تواجه مواقف حرجة.

يعتمد نجاح نظم القيادة والسيطرة على اكتساب ثقة القيادة في هذه النظم، ولا يتم ذلك إلا بمرونة أنظمة الحاسبات الآلية وقابليتها لتلبية مئات الواجبات الجانبية الأخرى، بل وإمكانية تفاهمها مع وسائل الاتصال والسيطرة وتخزين المعلومات؛ إذ إن الأجيال الحديثة من نُظُم القيادة والسيطرة تكون قادرة على تنفيذ عدد من الوظائف الجانبية، لا تقل أهمية عن المهام الرئيسية مثل:

·      التحديث شبه الفوري للمعلومات عن قوات الخصم وقياداته ومتابعة نشاطها، والشيء نفسه بالنسبة للقوات الصديقة.

·      تقويم الخسائر من جانب القوات الصديقة.

·      توفير أي بيانات إحصائية تساعد في أعمال الإشراف والإمداد والشؤون الإدارية.

1. نظم الحاسبات الآلية لمراكز القيادة والسيطرة الآلية وتطورها

حدث تطور في استخدام الجيل الخامس من الحاسبات الآلية؛ التي تستخدم الذكاء الاصطناعيArtificial Intelligence، والجيل السادس منها الذي يستخدم الشبكات العصبية Neural Networks؛ إذ يأخذ الحاسب قراراً طبقاً للخبرة السابقة، حتى ولم تعط له قواعد أو هوامش مسبقة، وهو خطوة على سبيل تحقيق الذكاء الإنساني للحاسبات، وهذا الاتجاه الجديد بالغ السرية وتعمل فيه كل من أمريكا واليابان فقط، ولم يصرح عنه إلا في 1987 برغم وجود هذه التكنولوجيا في أنظمة أمريكية استخدمت في حرب تحرير الكويت، هذا علاوة على التطوير في استخدام الإنسان الآلي Robots.

والتطور المذهل في سرعة رد فعل الحاسبات وقدرة استيعابها، التي تنعكس بدورها على قدرة أنظمة القيادة والسيطرة، مثلاً في تطوير أسلوب اتخاذ القرار لضابط العمليات أثناء الهجوم؛ إذ تقوّم الحاسبات الآلية، التي تستخدم أحدث برمجة جاهزة Software، الموقف، ثم توصي باستخدام قوات/ سلاح معين واضعة في الحسبان كل العوامل، والإمكانات المؤثرة، والمتاحة للقائد المناط به اتخاذ القرار.

يعدّ الاستمرار في التطوير، للوصول إلى الآلية الكاملة، وتحقيق ذلك في الوقت الحقيقي Real-Time، الشغل الشاغل لمصممي الأنظمة الحديثة؛ إذ تحقق الأنظمة الآلية من نوع ADDS، التي تستخدم لتوزيع البيانات، والمعلومات، لمتطلبات إرسال واستقبال كمية هائلة من المعلومات والبيانات، في ميدان القتال في الوقت الحقيقي.

هناك العديد من البرامج لتجميع كل أنظمة القيادة والسيطرة الآلية وتكاملها، وتحقيق إمكانية العمل، والموائمة بينها، سواء على المستوى القومي لكل دولة من دول حلف شمال الأطلسي، أو على مستوى كل الدول المتحالفة مع بعضها، خاصة في مجال المعلومات، والمخابرات، والإنذار؛ إذ بموجب هذه البرامج، مثل البرنامج الأمريكي من نوع JINTACCS، تصمم أنماط قياسية معينة Standards، وأسلوب موحد للاستخدام، والتعاون بين هذه الأنظمة، مثل توحيد المفاهيم، والاصطلاحات لكلمة معينة، أو توحيد شكل الرسالة وطولها Message Format واللغة المستخدمة، ووصلات نقل المعلومات التكتيكية Tactical Data Link، والإجراءات التي بموجبها يعدل كل فرع، أو سلاح، من مركز القيادة والسيطرة الخاص به، ليتواءم مع الأنظمة الأخرى. وجدير بالذكر أن نوعية البرمجة الجاهزة Soft Ware، تحدد، إلى حد كبير، مدى كفاءة مراكز القيادة والسيطرة الآلية.

وسعياً لتحقيق الاستمرار والبقاء لمراكز القيادة والسيطرة الآلية، تحت مختلف الظروف، بما فيها الضربة النووية، ظهرت نظم القيادة والسيطرة المحمولة جواً، مثل نظام القيادة والسيطرة والإنذار المحمول جواً Awacs، والمركب في الطائرة Sentry E-3 التي يطلق عليها اسم "الديدبان"، ونظام القيادة والسيطرة المحمول جواً E2-C، والمركب في الطائرة C-130... الخ.

ولتطوير دقة تحديد الإحداثيات للأهداف والقوات والمعدات المتحركة "خطوط الطول وخطوط العرض والارتفاع"، حتى 16 متراً والسرعة حتى متر واحد/ ثانية، ولزمن حتى 100 نانو ثانية بوساطة نظام الملاحة وتحديد الإحداثي والوقت بالأقمار الصناعية Navistar Global Positioning System.

2. نظم القيادة والسيطرة الحديثة

كان لنتائج حرب الخليج الثانية الأثر الأكبر في تحقيق ثورة في تكنولوجيا التسليح العالمي تتجاوز أبعاد ما حدث بعد حرب أكتوبر 1973؛ إذ تحولت الصحراء، والمياه، والأجواء في منطقة الخليج إلى حقل ميداني لاختبار فعالية ما تحويه الترسانتين الأمريكية والغربية من نظم تسليح متطورة، وهي نُظُم خصصت لتطويرها مئات المليارات من مخصصات ميزانيات الدفاع في هذه الدول على مدى العقدين الماضيين، إلا أن الاختبار الأول لفعاليتها قد تحددت نتائجه في ضوء ما أسفرت عنه حرب الخليج الثانية؛ إذ ثبت أن النصر في الحرب الحديثة يكون في جانب الطرف الذي لديه حرية (قدرة كبيرة) على تدفق المعلومات.

وقد حظيت نظم القيادة والسيطرة الحديثة، التي لا يزال بعضها في مرحلة التجارب بفرصة لا تعوض للعمل الميداني؛ إذ إن الحرب الحقيقية هي التي تقوّم نظم القيادة، والسيطرة، والاتصالات بين القوات المختلفة، الجوية، والبحرية، والبرية، هذا التقويم الحقيقي الذي يفوق كل أساليب التقويم والاختبار التي تضعها الشركات المنتجة لهذه النظم؛ سواء في المعامل أو في التجارب الميدانية المحدودة.

ومن بين نظم القيادة والسيطرة التكتيكية الحديثة، التي اشتركت في حرب الخليج الثانية، النظام الأمريكي Joint and Surveillance Tactical Attack Radar System: JSTARS المحمول على طائرة من نوع E-8A، ونظام Rapidly Command and Control RADIC الأمريكي، ونظام ORCHICDEE الفرنسي المحمول على طائرة عمودية من نوع "سوبر بوما".

أداء هذه النُظُم في حرب الخليج الثانية وفر على الشركات المنتجة مجهود الدعاية وتكاليفها، وأتاح لها الفرصة لتطوير نظمها، وتعديلها، للتغلب على أي مشكلات ثبت وجودها في ميدان القتال الحقيقي المزدحم بكل ما أنتجه العالم من وسائل القتال والدمار.

أ. نظام القيادة والسيطرة المحمول جواً JSTARS

استخدمت الولايات المتحدة في حرب الخليج الثانية، نظام القيادة والسيطرة التكتيكي JSTARS المحمول على طائرة E-8A التي أطلق عليها اسم "جوينت ستارز" Joint Stars. وهذا النظام مشروع مشترك بين القوات الجوية والجيش الأمريكي بدأ العمل فيه في1985، وقدرت تكاليف المرحلة الأولى منه بحوالي 850 مليون دولار. وعلى الرغم من أن نظام JSTARS قد تم تطويره، أساساً، لصالح القوات الجوية الأمريكية والجيش الأمريكي، إلاّ إنه سيؤدي دوراً كبيراً في معاونة القوات البرية، من خلال مراقبة تحركات القوات المعادية من الجنود والتشكيلات المدرعة في العمق، وخلف خطوط القتال، وتحديد الأهداف التي يتم إصابتها بنظم المدفعية الصاروخية.

طائرة "جوينت ستارز" Joint Stars طائرة "بوينج ـ 707"، مجهزة بمعدات رادار واتصالات متطورة للقيام بمهام المراقبة الأرضية من الجو: "طائرات الأواكس تستخدم للعمليات الجوية فقط"، ويمكنها العمل إحدى عشرة ساعة متواصلة أو أكثر، بفضل إمكانية تزودها بالوقود في الجو. وتستطيع الطائرة رصد الأهداف البرية الصغيرة مثل؛ المركبات المدرعة، أو مواقع الرادار، وتحدد للقوات الصديقة أسلوب التعامل مع الأهداف المعادية.

ويجمع رادار الطائرة المعلومات، ثم تحللها الحاسبات، وتحدد الأهداف على الشاشات المخصصة لها، لنقلها إلى القادة في الميدان عن طريق محطات أرضية متحركة لتستخدم هذه المعلومات في توجيه ضربات جوية أو برية في خلال دقائق من اكتشافها. وكذلك تنقل المعلومات من النظام إلى المدفعية الصاروخية.

وقد استخدمت القوات الأمريكية في حرب الخليج الثانية، نظام JSTARS بالتعامل مع أحدث نظام صواريخ تكتيكية، وهو الصاروخ Army Tactical Missile System: ATACMS الذي يُطلق من قاذف النظام الصاروخي المتعدد MLRS نفسه، واستخدم، للمرة الأولى، لتجربته عملياً ضمن النُظُم المتعددة التي استخدمت لهذا الغرض.

ب. نظام القيادة والسيطرة الأمريكي RADIC المحمول جواً

نقل سلاح الجو الأمريكي نظم القيادة والسيطرة السريعة Rapidly Command and Control من نوع RADIC إلى المملكة العربية السعودية. ويستقبل هذا النظام المعلومات من الطائرات الحربية، وطائرات الإنذار المبكر، ثم تنقل هذه المعلومات إلى بطاريات الدفاع الجوي، ومواقع الرادار، والطائرات، والقوات البحرية، والقوات البرية.

تستطيع الجهات التي تتعامل مع النظام إضافة أي معلومات إلى الشبكة، وكذلك حذف أية معلومات. وكل ذلك يتم في الوقت الحقيقيReal Time ، ويتألف نظام RADIC الذي نقل إلى الخليج من ثلاث شبكات، وكل شبكة وحدة تعمل بقدرتها الذاتية، ويمكن لأية وحدة مقاتلة لديها أجهزة لاسلكية تستخدم موجتيHF أو UHF، ولديها وحدة حل الشفرة الخاصة بالنظام، التعامل مع النظام، وأخذ ما تحتاج إليه من معلومات.

ج. نظام القيادة والسيطرة الفرنسي ORCHICDEE المحمول جواً

استخدمت القوات الفرنسية في حرب الخليج الثانية، أحدث نُظُم الكشف المحمولة جواً، الذي يطلق عليه اسم ORCHICDEE، وذلك لاختباره عملياً، للمرة الأولى، في ميدان القتال الحقيقي، ولمراقبة ميدان المعركة. ويتكون النظام من رادار محمول جواً من نوع AS-332، على الطائرات العمودية "سوبر بوما"، للمراقبة الأرضية، ومعدات اتصال ونقل معلومات لمراكز القيادة الأرضية أو للطائرات العمودية الصديقة في ميدان المعركة.

يحقق النظام كشف تحركات القوات المعادية ومراقبتها، بعمق حتى 100 كم داخل أراضيها، إضافة إلى إمكانية استخدامه في أعمال القيادة والسيطرة على أعمال الطائرات العمودية المسلحة. ويعمل النظام على ارتفاع يتراوح بين 200 و4 آلاف متر. ويصل مدى كشف الرادار حتى 120 كم، ويمكن طي "ضم" الهوائي أسفل ذيل الطائرات أثناء عمليتي الإقلاع والهبوط، ويحقق الهوائي الكشف الدائري في جميع الاتجاهات. وقد بدأ تطوير هذا النظام في 1986، وتمت أعمال التجارب والاختبارات في 1990 في غربي أوروبا، تمهيداً لاستخدامه مع القوات المشتركة في حلف شمال الأطلسي.

3. التطور في الأنظمة اللاسلكية

أ. تقنية الطيف القفز الترددي

تعدّ تقنية استخدام الطيف القفز الترددي F.H في الاتصالات، جديدة نسبياً، وهي لا تستخدم تردداً واحداً لبث الرسائل، بل عدة ترددات موزعة على نطاق ترددي واسع تنتقى عشوائياً، وتشمل تقنية "الطيف المنفلت" أنماط بث عدة أهمها: "البث القافز، والبث في فترات متغيرة بتردد متغير النغم يطلق عليه "النظام المنغم بالزقزقة" CHIRPING[1]، والبث بمزيج من تلك الأنماط".

لكن تقنية البث القافز باستخدام "الطيف القفز الترددي" هي الأكثر استخداماً وتتضمن بث التغيير عشوائياً من طريق شفرة خاصة، تتولد آلياً داخل جهاز البث، والمحطة المستقبلة في الوقت نفسه، وتتطلب تقنية البث القافز القدرة على التحكم في توقيت دقيق متزامن لعمل كل من أجهزة البث والاستقبال. وتتم في الواقع عمليات التوقيت الدقيق من خلال مقياس معياري يستخدمه المستخدم العسكري لقياس فعالية أجهزة التردد القافز وجودتها، وباستطاعة أي مرسل، أو مستقبل ضمن هذه الشبكة، أو الشبكات، أن يعمل، إما لمراقبة البث، أو مركزاً لتقوية البث، وهذه الميزة تجعل نظام الاتصالات فائق الفاعلية، وذو حظ أوفر في البقاء، فحين يدمر العدو أحد المراكز يتولى مركز آخر، آلياً، سد الفراغ، فيؤدي مهام المركز المدمر.

ويتركز التطور المنتظر في هذا المجال في زيادة سرعة التغير للترددات القافزة، وبما أن عمال تشغيل أجهزة تشويش العدو يجهلون عادة حيز التردد القافز، وكيفية تتابع البث عند الخصم، تصبح حماية البث مؤمنة لدرجة كبيرة، ولكن ذلك، لن يتحقق إلا إذا كان معدل قفز التردد، أسرع من طاقة أجهزة استقبال معدات الإجراءات الإلكترونية المضادة الخاصة بمعدات الإعاقة Electronic Counter Measures: ECM التي لا تستطيع، آنذاك، تتبع الإشارة المرسلة في أثناء حركتها خلال مشع الطيف الترددي أو الزمني. لذلك، يلزم أن ينفلت البث على أوسع نطاق ترددي ممكن، بحيث تصبح الإعاقة عليه غير ذات جدوى؛ إذ من المعروف أن الإعاقة على البث المعادي أمر صعب، ولكنه غير مستحيل، ويعتمد في نجاحه على ثلاثة أمور أساسية: "بعد جهاز الإعاقة عن مركز البث، وعرض نطاق التردد المستخدم للبث الذي ينبغي الإعاقة عليه، وأخيراً، طاقة جهاز الإعاقة.

بمجرد ارتياب العدو في أن الخصم يستخدم تقنيات بث منفلتة، فإنه يضطر إلى توزيع طاقة أجهزة الإعاقة لديه، لتشمل حيزات تردد أوسع من التي يعتقد أن الخصم يستخدمها في بثه "القافز"، لأن حيزات التردد المستخدمة في البث القافز تختارها أجهزة البث الحديثة آلياً، بشكل عشوائي، وهكذا تنخفض قدرة الإعاقة آلاف المرات فتفقد فعاليتها.

ب. نظم ذات احتمالية التقاط منخفضة Low Probability Intercept

وتعني أنها نظم ذات احتمالية تنصت منخفضة؛ إذ يمكن دعمها باستخدام تقنية التشفير Ciphering، وعلى أية حال، بات التشفير من الضروريات، لأنه لا يمكن لأية جهة أن تتنبأ بنوعية معدات الخصم وقدراته لشن الحرب الإلكترونية المضادة "الإعاقة الإلكترونية". ولذلك، فمن أجل أمن الاتصالات، يفترض، دائماً، أن لدى الخصم القدرة على تتبع إشارات البث، ومن ثم، يحرص مصممو معدات الإجراءات المعاكسة للحرب الإلكترونية المضادة ECCM، على أن يكون عدد قفزات البث فيها أكبر، ولو بقفزة واحدة One hop، عن أفضل معدات الإجراءات الإلكترونية المضادة ECM، أو معدات الدعم الإلكتروني التنصت/ الاستطلاع الإلكتروني ESM المحتمل، وجودها لدى الخصم، لحرمانه من الإعاقة والتنصت عليها. وتجدر الإشارة، في هذا السياق، إلى أن معدل الترددات القافزة تحدده سرعة أداء جهاز التردد المعياري Synthesizer، الذي يولد حيزات التردد في جهاز البث، إضافة إلى طريقة تصميم جهاز التناغم في الهوائي.

ج. نظم الاتصال من طريق ظاهرة الشهب Meteor Burst Communication

يقدر عدد الشهب، الصغيرة والكبيرة التي تدخل جو الأرض، يومياً، بما يتراوح بين 1.5 و2 بليون وحدة، وهي حين تحترق توفر "ممراً طويلاً" من الغازات المتأينة، تمتد على مسافات تتراوح بين 10 و15 ميلاً، وتبقى مكثفة لفترة عدة مئات من الجزء من الألف من الثانية، وباستطاعة هذه الممرات عكس البث اللاسلكي، تماماً كالمرآة على مساحة في حدود 20 ميلاً طولاً، و5 أميال عرضاً. وقد أكدت الأبحاث أن الحد الأقصى لاستمرار بعض هذه "الممرات" المتأينة لا تتعدّى 20 ثانية، قبل أن يتلاشى وتتوقف فترة بقاء "الممر" متأيناً بشكل مركز بعد احتراق الشهب على المناخ وحالة الطقس والمنطقة التي تستخدم فيها نُظُم الاتصال الطيفي من طريق الشهب.

أما كيفية الاتصال نفسها، فبسيطة؛ إذ تبث إحدى محطات البث VHF إشارات اختيارية على زاوية معينة بين الأفق والسمت Zenith، في اتجاه المناطق الصديقة، وتحدد الزاوية المختارة المسافة التي على الإشارة قطعها قبل التلاشي، وهنا، يُعَدّ جو منطقة الغازات المتأينة مرآة تنعكس عليها الإشارات وتلتقط مراكز الالتقاط في منطقة الاستقبال الإشارات الواردة، وقد دلّت التجارب على أنه يمكن تسجيل ما بين 70 و100 كلمة في الدقيقة باستخدام خصائص "الممر المتأين" المعروف، علمياً، باسم "بصمة القدم" Foot Print.

أما الاعتراض الوحيد على استخدام طريقة البث باستخدام "الممر المتأين أي من طريق الشهب، فهو أن دخول هذه الأخيرة إلى الغلاف الجوي، ومن ثم الاحتراق وتوليد "الممر المتأين"، قد لا يحدث حين تدعو الحاجة الملحة إليه، وعلى الرغم من أن فترة الانتظار القصوى لحدوث التأين في الجو لا تتعدى العشرين ثانية، على الأكثر، فإن هذه الفترة، على قصرها، لا تناسب المتطلبات العسكرية، ولكن إذا آل الحال إلى توقف شبه كامل لشبكة الاتصالات من جراء الإجراءات الإلكترونية المضادة ECM، فحتى لو بلغت فترة الانتظار دقيقة كاملة عند الاتصال من طريق "الظاهرة الشهبية" فهذا أفضل للتأكد من وصول الرسائل الحيوية من الوحدات المقاتلة في الخطوط الأمامية وإليها. وهكذا يتوقع أن يصبح لنظام الاتصال من طريـق "الظاهرة الشهبية" الداعم الرئيسي في نظام اتصالات فاعل قد لا يتأثر بالإجراءات الإلكترونية المضادة: التنصت، والإعاقة الإلكترونية ECM.

إلا أن بعض الجيوش المتقدمة تستخدم بالفعل شبكات اتصالات ميدانية متعددة أساليب البث والاستقبال؛ إذ تستخدم فيها معدات تقاوم الإعاقة، كما تستخدم الموجات المنمنمة "المتناهية في الصغر"، والألياف البصرية "الضوئية"، ووصلات المعلومات المتقدمة.

وبما أن هذه الشبكات ليست ملائمة لحرب تمتد على مساحات واسعة، ونظراً إلى المشكلات المعقدة المتصلة بمعدات الاتصال من طريق "الظاهرة الشهبية"، فقد يدفع ذلك مستخدمي هذه الشبكات إلى الاعتماد، مرة أخرى، على معدات الاتصالات VHF وHF التقليدية.

د. دور "الظاهرة الشهبية" في تأمين الاتصالات

أما فيما يتعلق بمقاومة الإعاقة وخفض احتمالات الاعتراض "التنصت"، فاستخدام "الظاهرة الشهبية" للاتصالات يوفر فرص نجاح لم يسبق لها مثيل في هذا المجال؛ إذ إن تعدد قنوات الاتصال واستحالة تحديد مكان تولد "الممر المتأين" يجعلان احتمالات النجاح في الإعاقة على البث ضعيفة للغاية، ولكن البث من طريق "الظاهرة الشهبية" يتطلب إنشاء شبكة متخصصة، ومكثفة العدد من حيث معدات البث والاستقبال لمراقبة الجو، تكون على اتصال دائم، بمختلف مراكزها من طريق وصلات المعلومات، أو الكابلات، أو الاتصال اللاسلكي، وذلك نظراً إلى تعدد قنوات البث، واستحالة توقع مكان حدوث "الممر المتأين" في مناطق واسعة من الجو. وقد أصبحت مثل هذه الشبكات جزءاً لا يتجزأ من نُظُم الاتصالات الشاملة في الجيوش الحديثة.

وفي حال اكتشاف منطقة "ممر متأين" ضمن نطاق عمل الشبكة، ترسل المعلومات "البيانات" التي تحدد مكانه في الجو إلى كافة محطات الإرسال التي تكون في حاجة إليه، كما تخطر محطات الاستقبال المعنية بذلك، وبما أن مقاومة الإعاقة، مضمونة من بداية البث حتى الاستقبال ضمن الشبكات البعيدة عن الجبهة، يصبح من الممكن الإعاقة على البث وحتى اعتراضه داخل الشبكة، إذا كانت قريبة من مسرح القتال. ولذلك، يستخدم البث من طريق "الظاهرة الشهبية" في المناطق الخلفية؛ إذ يصل بشكل آمن إلى مراكز الاستقبال. وتستخدم شبكات الاتصال هذه بنجاح ومن دون إشكالات رئيسية حتى مسافات تصل إلى 25 ميلاً بين مراكز البث والاستقبال وهو متوسط طول "الممر المتأين" أو بصمة القدم.

هـ. تطور الاتصالات في حيز التردد العالي

على الرغم من عيوب الاتصالات بالموجات القصيرة، فإنها لا تزال أكثرها مرونة، وأقلها تكلفة، لتحقيق اتصالات، قصيرة، ومتوسطة، وبعيدة المدى. ومعظم أنواع الأجهزة اللاسلكية في حيز الموجات القصيرة لا تقاوم الإعاقة، وصعبة الاستعمال، وذات معدل إرسال مدلولات بطيء.

وخلال عقد الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي، أحرز تقدم ملموس لتحسين الاتصالات بالموجات القصيرة بالتغلب على العيوب المذكورة، ومن بين التعديلات التي نفذت استخدام الإشارات الرقمية، والقفز الترددي، إضافة إلى استخدام وحدات تعديل، وكشف Modems، والتحكم بالمشغل الدقيق Microprocessor Control، إنشاء محور اتصال لاسلكي تردد عالي: (اُنظر شكل إنشاء محور اتصال لاسلكي)

(1) إقامة اتجاه لاسلكي أوتوماتيكياً Automatic Link Establishment. ففي الماضي كان إنشاء مواصلة لاسلكية في حيز التردد العالي يتطلب مهارة عالية للمستخدم، وكذلك استخدام منحنيات "جداول" انتشار الموجات، للوصول إلى أفضل تردد لتحقيق مواصلة لاسلكية في توقيت معين، وتتيح خاصية إقامة المواصلة اللاسلكية في هذا الحيز من الترددات؛ لأنها تختار، تلقائياً، أفضل تردد، وتحدد مدى مناسبة قناة الاتصال، وتنشئ المواصلة تبعاً لذلك.

(2) تحليل جودة الاتصال Link Quality Analyses LQA، بصفة مستمرة، بإرسال إشارات اختبار، وقياس جودة الاتصال، ويحول، أوتوماتيكياً، الاتصال إلى القناة الأفضل، عند ضعف قناة الاتصال.

و. تطور الاتصالات في حيز التردد العالي جداً

انتشر استخدام أجهزة التردد العالي جداً ذات القفز الترددي، واستُخدم بعضها، مؤخراً، في حرب الخليج الثانية، وبعض هذه الأجهزة تستخدم جزء أمن الحيز الترددي المتيسر للجهاز في القفز داخل الحيز الترددي المخصص للجهاز بأكمله، ومعظم الأجهزة مجهزة بإمكانية تشفير المعلومات، سواء باستخدام وحدة إضافية Add-on Code، أو وحدات داخلية Built- in، وأسرع هذه الأجهزة في معدل القفز يصل، تقريباً، إلى ألفي قفزة كل ثانية، وعلى الرغم من بعض المشكلات في تخصيص الترددات للشبكات والاتجاهات، ومواجهة الإعاقة على حيز عريض، والإعاقة بتتبع الإشارة Jamming Follower، فقد أظهرت أجهزة القفز الترددي نجاحاً كبيراً في ظروف المعركة الحديثة.

وبظهور التقنيات الرقمية الجديدة، فإن الأجيال الجديدة من أجهزة القفز الترددي، تتيح مزايا إضافية، مثل مرونة التشغيل، وارتفاع درجة الكفاءة، وارتفاع معدل المدلولات "البيانات"، وسرعة معالجة الإشارات الرقمية، وفي بعض الأجهزة الحديثة تتيح إمكانية إعطاء الأولوية لمكالمات واتصالات القادة.

ز. التطور في أجهزة الاتصالات اللاسلكية

إن أهم ملامح أجيال أجهزة الاتصالات اللاسلكية الحديثة، والمقبلة، هو زيادة نسبة استخدام المكونات التي تتعامل مع الإشارات الرقمية "مكونات رقمية" على حساب المكونات التماثلية المستخدمة في بناء هذه الأجهزة. ومن المتوقع الوصول إلى بناء الجهاز الرقمي الكامل، كما ينتظر أن يسفر هذا التطور في تكنولوجيا تصميم الأجهزة اللاسلكية عن طفرة كبيرة في الاتصالات اللاسلكية يمكن أن تقارن بالطفرة التي حدثت في مجال المعلومات، والحاسبات، التي واكبت الانتقال من الحاسبات التماثلية Analog Computers إلى الحاسبات الرقمية Digital Computers.

وضعت نظرية الاتصالات الرقمية 1948، عندما توصل علماء الاتصالات إلى أنه يمكن التعبير عن الإشارات التماثلية "المستمرة في الزمن، وقيمة الإشارة" بوساطة إشارات محددة في الزمن، والقيمة، وإمكان استرجاع المعلومات التماثلية منها. وأهم مميزات الاتصالات الرقمية ما يلي:

(1) إمكانية تكويد الإشارات، مما سهل عملية تصحيح الأخطاء الحادثة بسبب الشوشرة في قنوات الاتصال.

(2) إمكانية التشفير الرقمي، وما يوفره من مستوى سرية مرتفع، بالمقارنة بالتشفير التناظري.

(3) إمكانية أفضل في استرجاع الإشارات.

(4) إمكانية أفضل في تمييز الأصوات.

(5) سهولة بناء أنظمة اتصالات مقاومة للإعاقة، مثل الطيف المنتشر "الموسَّع" Spread Spectrum.

(6) سهولة تداول الإشارات؛ إذ إن سيل المدلولات الرقمية، يمكن أن يتقابل مباشرة وبسهولة مع العديد من الشبكات وقنوات الترنك، وتبديل الحزم Packet Switching باستخدام أساليب تخزين المعلومات وتدفقها.

وللحصول على أكبر فائدة ممكنة من الاتصالات الرقمية، يجب تصميم، باقي أجزاء أجهزة الاتصالات، لتناسب التعامل مع الإشارات الرقمية مثل:

(1) مخلقات الترددات الرقمية.

(2) المعدلات الرقمية.

(3) المرشحات الرقمية.

(4) دوائر التوليف، والاختيارية سريعة الاستجابة.

ح. تقويم التقنيات الجديدة

يتضح مما تقدم، أن هذه التقنيات الجديدة أتاحت مقاومة الإعاقة، وخفضت من احتمالات الاعتراض، ولم يكن ذلك متيسراً من قبل، إلا أن لهذه التقنيات عيباً أساسياً، وهو أن شبكات الاتصالات التي تستخدمها لاستطاع بعضها الاتصال ببعض، إلا من خلال جهاز خاص لتحقيق هذا الاتصال.

ومن المعلوم أنه تم تطوير مجموعة من نُظُم الاتصالات العاملة بالتردد القافز على نطاقات ترددات منفلتة، ولكنها مختلفة الأنماط ولا يمكن أن تتصل ببعضها؛ إذ إن معدل التردد القافز يتغير من شبكة إلى أخرى، كما أن زمن التردد ونمطه مختلفان.

وعلى أية حال، يتوقع أن تبرز مشكلات معقدة للاتصالات بين الحلفاء، وحتى بين مختلف أقسام القوات المسلحة في البلد الواحد، فسلاح الجو الأمريكي، مثلاً، يستخدم نظام بث المعلومات التكتيكي المشترك JTIDS، بينما تستخدم البحرية النظام الوطني لبث المعلومات التكتيكية NTDS، وكلاهما غير متلائم للعمل مباشرة مع الآخر، ولوصلهما ينبغي تأمين معدات بينية معقدة. ويعتقد أن أمر الاتصالات سيتعقد أكثر فأكثر، حين يعم استخدام نُظُم الاتصالات التي تعمل على حيزات التردد القافز في كافة فروع القوات المسلحة الأمريكية. وقد يضطر هذا التعقيد مستخدمي، أكثر نُظُم الاتصالات تقدماً، إلى ضرورة العودة إلى أسلوب التردد الثابت التقليدي تعديل التردد Frequency Modulation: FM، تعديل السعة Amplitude Modulation: AM، إذا ما اضطروا إلى استخدام معدات قديمة عن تلك المعتمدة في العتاد المتقدم.

ويتوقع المختصون أن يبلغ الارتباك ذروته في كيفية استخدام موجات الأثير بشكل أساسي في العِقد المقبل؛ إذ إن هذا الارتباك، في حد ذاته، في رأى الخبراء، يمثل الإجراء المعاكس الأفضل من بين الإجراءات الإلكترونية المضادة لمقاومة الإعاقة، والتنصت اللاسلكي.

ط. تطبيقات استخدام التقنيات الجديدة ومجالاته

بينما تقدمت الأبحاث في عدة مجالات، تم ذكر بعضها، فإن التقنيات الجديدة، والأساليب الحديثة يتم تطبيقها فعلاً، في بعض أجيال أجهزة الاتصالات الحديثة، ومن أكثر الأنظمة طموحاً، الجهاز اللاسلكي المزمع إنتاجه للقوات المسلحة الخاصة الأمريكية، والذي يطلق عليه اسم Joint Advanced Special Operation Radio-System: JASORS ، وينتظر أن تفجر الأفكار التي ستنفذ في هذا الجهاز ثورة في أجهزة الاتصالات التكتيكية على جميع المستويات مستقبلاً. ومنها الجهاز الأمريكي المنتج حديثاً وبياناته كالآتي:

(1) أحد أجهزة الاتصال الحديثة التي يستخدم فيها تقنيات وأساليب حديثة، تؤمن الاتصال. وعلى الرغم من السرية المفروضة، حول برنامج إنتاج هذا الجهاز، فإن المعلومات المتسربة عنه تكشف النقاب عن الملامح الرئيسية لهذا المشروع.

(2) فقد وقع عقد بمبلغ 48 مليون دولار، بين الجيش الأمريكي، وإحدى الشركات لتمويل مرحلة الأبحاث في أكتوبر 1990، ويعتقد أنه قد تمت اختبارات الجيش الأمريكي على الجهاز في 1995، أما المواصفات الرئيسية للجهاز فهي:

(أ) الحيز الترددي: تردد عالٍ ـ عالٍ جداً ـ تردد فوق العالي.

(ب) أنواع العمل: هاتف ـ مدلولات رقمية ـ نقل الصور المتحركة "فيديو".

(ج) أنواع التعديل: تعديل سعة في حيز الترددات فوق العالية ـ تعديل تردد في حيز الترددات العالية جداً.

(د) تعديل سعة حيز جانبي مفرد في حيز الترددات العالية.

(هـ) سهولة الإصلاح؛ إذ إن الجهاز مكون من وحدات يسهل استبدالها.

(و) ينتج الجهاز في عدة أشكال منها الخفيف الذي يمكن حمله باليد 18كجم، والمحمول في المركبات 48 كجم، إضافة إلى المحطات الثابتة، ويمكن تزويد الجهاز بوحدات مدلولات "بيانات"، ووحدة تشفير داخلية.

(ز) يمكن الإرسال على ومضات سريعة High Speed Burst، تزيد من صعوبة التقاطها.

(ح) ينتظر أن تتوافر بالجهاز أساليب لمعالجة الإشارات الرقمية.

(ط) الجهاز مزود بوحدة اتصال بالأقمار الصناعية SATCOM، ويمكنه إرسال صور ملتقطة من طريق آلة تصوير تليفزيونية.



[1] الصوت الخارج من هذا النظام يشبه صوت تغريد "زقزقة" العصافير.