إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الحرب الإلكترونية




أنظمة الرادارات الأرضية الحديثة
ناثر المشاعل الحرارية Eclair-M
أجهزة التوجيه بالليزر
أجهزة الرؤية الليلية
أجهزة الرؤية بتكوين الصورة الحرارية-1
أجهزة الرؤية بتكوين الصورة الحرارية-2
محطة الإعاقة اللاسلكية التكتيكية
محطة استطلاع لاسلكي أرضية
محطة استطلاع راداري
نظم القيادة والسيطرة في البحرية
نظم صاروخية ميكروإلكترونية
نظام ADAD للمراقبة الأرضية
نظام إطلاق العصائف MK36
نظام الإنذار المبكر Moss
نظام الرادار M-Star
نظام القيادة والسيطرة الآلية
نظام CREW Duke
نظام Prophet
نظام كشف الصواريخ MWS-20
نظام TOGS للرؤية الليلية
معدات من إنتاج شركة إلتا
معدات من إنتاج شركة تاديران
معدات الاستطلاع الإلكتروني بالطائرة E-2C
معدات الظهور الراداري والبصري
معركة الأسلحة المشتركة
الإخفاء والتمويه للمعدات الإلكترونية
الإخفاء والتمويه للمعدات اللاسلكية
الإخفاء الراداري للقطع البحرية
النظام ALQ-99
النظام AN/ALQ-218
النظام الصاروخي ستنجر
النظام Warlock Green
الإعاقة السلبية الحرارية
الإعاقة الضوضائية بالشوشرة
الإعاقة بنظام الخداع seagnat
الإعاقة بنظام Nulka
التمويه بالطلاء لطائرات القتال
التصوير الحراري للأهداف
التعمية بالتغير في وضوح اللون
الدبابة الإسرائيلية ميركافا
الرادار STANTOR
الرادار MESAR
الصواريخ الاعتراضية
الصواريخ الاعتراضية أرض/ جو (1)
الصواريخ الاعتراضية أرض/ جو (2)
الطائرة نمرود
الطائرة المقاتلة EF-111
الطائرة العمودية لينكس
الطائرة U-2 منظر أمامي وجانبي
الطائرة عين الصقر
الشرك الخداعي Nulka
العواكس الركنية العائمة
استخدام الأشعة تحت الحمراء ليلاً
استخدام النظام AN/ALQ-212
استخدام الصواريخ التليفزيونية
استخدام الطائرات العمودية
تطبيقات إخفاء البصمة الرادارية
تكنولوجيا الإخفاء الراداري للطائرات
جهاز لاسلكي محمول
حاملة الطائرات أمريكا
رادار المراقبة الأرضية RASIT
صواريخ محملة على الكتف
صواريخ محملة على عربات
صواريخ مجهزة على حامل
طائرة الاستطلاع E-8C
طائرة التجسس U-2
طائرة تقذف المشاعل الحرارية
قاذف الرقائق طراز ALE – 40

إنشاء محور اتصال لاسلكي
منظومة وحدة بحرية صغيرة
منظومة وحدة بحرية كبيرة
منظومة الحرب الإلكترونية المحمولة جواً
مدى تأثير تأخير الاشتعال
هيكل الطائرة الخفية F-117A
أسلوب الإعاقة الرادارية الإيجابية
أسلوب تدمير الصواريخ السورية
أسلوب دمج المعلومات
مسارح الحرب الإلكترونية
أشكال العواكس الركنية
نظم السيطرة الإلكترونية
نظم القيادة والسيطرة
نظام الكشف عن الألغام البحرية
نظام تحذير ومراقبة محمول جواً
نظرية عمل المقلدات
أقسام الحرب الإلكترونية
أقصى مدى كشف راداري
النبضة الكهرومغناطسية النووية
الهجوم بالتدخل السلبي
الأسلوب الأول/1
الأسلوب الأول/2
الأسلوب الثالث
الأسلوب الثاني
الأسلوب الرابع
الأشعة تحت الحمراء
الإعاقة السلبية للصواريخ
الإعاقة بإزاحة إحداثي الهدف
المقلد الراداري
التمويه الإلكتروني ضد الصواريخ
البث عن بعد
التطبيقات العسكرية في أنظمة الليزر
العلاقة بالزمن والقدرة
استخدام الرقائق المعدنية لخداع الصواريخ
توزيع محطات التنصت
تطبيقات الحيز الكهرومغناطيسي
تفصيل نظام الحماية الذاتية
خداع الصواريخ الموجهة
خداع الصواريخ سام ـ 7
حيز الطيف الكهرومغناطيسي
سيناريو المهمة التدميرية
كابينة طاقم التشغيل للطائرة E-2C
عملية خليج سرت
عناصر الاستطلاع اللاسلكي




مقدمة

المبحث السادس

نظم السيطرة الإلكترونية العالمية ووسائلها

للقوات البرية والبحرية

أولاً: نظم السيطرة الإلكترونية ووسائلها في القوات البرية

1. رادارات المراقبة الأرضية لكشف التحركات الأرضية

يعود استخدام الرادار في التطبيقات البحرية، والدفاع الجوي إلى بداية تكنولوجيا الإلكترونيات؛ إلاّ أن الأسلحة البحرية كانت السباقة في استخدامه للمراقبة السطحية، أمّا الجيوش البرية فاستخدمته لاحقاً؛ لأن البيئة البرية بشكل عام غير ملائمة لعمل النظم الرادارية بشكل مفيد في ساحة القتال.

إن ظروف البيئة الطبيعية من تضاريس، ومرتفعات، وتموجات أرضية، وغابات، ونباتات، وأشجار كثيفة تعد عوائق طبيعية إضافة إلى عوائق أخرى صنعها الإنسان؛ كالمنشآت وغيرها. كل هذا وغيره يحول دون وصول الإشعاع الراداري إلى الأهداف المطلوب تحديد مكانها، وهذا يمثل عادة البيئة أو السيناريو الذي ستعمل فيه الإشعاعات الرادارية.

ومع ذلك فقد خصصت بعض النظم في حينه بهدف اكتشاف الأهداف البرية؛ ولكنها كانت ضخمة وصعبة الاستخدام، إلى أن ظهرت في الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن العشرين الميلادي الرادارات الصغيرة الحجم السهلة النقل، والملائمة للاستخدام في ساحة المعركة. وحتى ذلك الحين كانت المراقبة البشرية المعززة بأجهزة المراقبة البصرية "الضوئية" هي الطريقة التقليدية؛ لكشف اقتراب الأهداف المهاجمة، والقوات المعادية وتحركاتها.

ونظراً لضخامة حجم الرادارات الأولى، كان من غير المعقول وضعها قريباً من ساحة المعركة، ولذلك كانت توضع في المناطق الخلفية لمسرح العمليات، وبالتالي كانت تحتاج إلى قدر كبير من الطاقة لزيادة مداها حتى تستطيع كشف أهدافها على مسافة بعيدة. ومثل هذه النظم لا يمكن اعتبارها ذات طابع تكتيكي خصوصاً في الحروب الحديثة؛ لأنها تكون معرضة للهجمات المعادية.

بظهور تقنية الإلكترونيات الصلدة المتناهية الصغر، أمكن تطوير نظم رادارية ذات طابع تكتيكي فعلي، وهي النظم التي يستطيع حملها مجزأة طاقم من رجلين أو ثلاثة، وهي عادة مكونة من ثلاث وحدات رئيسية هي: وحدة التحكم، ووحدة الهوائي، وجهاز البث، وحامله الثلاثي القوائم؛ لتثبيت وحدة الهوائي، وجهاز البث.

وهناك نظم رادارية أخرى يمكن تثبيتها على المركبات، وترفع هوائياتها على صوارٍ ذات تصميم متداخل تحملها إلى أعلى، للحصول على تغطية بعيدة.

2. أنظمة الرادارات الأرضية الحديثة (اُنظر صورة أنظمة الرادارات الأرضية الحديثة)

لم يكن هوائي الرادار يدار باستمرار آلياً لغرض المسح وذلك لأسباب عملية، وكانت النظم الميكانيكية المدارة يدوياً تكفى تماماً لهذه الغاية؛ مما ساعد على تقليص حجم النظم الرادارية، وتخفيض وزنها. وفي بعض الحالات كان يعمد الجندي إلى رفع حامل الهوائي الثلاثي القوائم، ووضعه في الاتجاه المطلوب لتغطية قطاع كشف معين. أمّا الاختلاف الرئيسي الآخر بين رادارات ساحة القتال وغيرها من الرادارات، فهو أن رادارات الميدان تعمل بالطاقة الكهربائية؛ المستمدة من البطاريات، أما بعض أنواع الرادارات الأخرى ـ وإن كانت قليلة العدد ـ فتحتاج إلى مولدات كهربائية؛ لتمدها بالطاقة مما تحد من منفعتها التكتيكية.

أما ما يميز رادارات الميدان من الرادارات الأخرى، فهو قدرتها على كشف، وتصنيف الأهداف الصغيرة، وهذا هو الأهم. وقد نجح المصممون في تطوير رادارات صغيرة الحجم؛ ولكنها تلبي طلب تكوين صورة واضحة للأهداف على مسافات قصيرة نسبياً. والغالبية العظمى منها تعمل في الحيزين الترددين J&I؛ أي ما بين 8 و20 جيجاهيرتز، مما يسمح باستخدام هوائيات ذات فتحات تقاس أقطارها بالسنتيمترات. ويعنى ذلك أن مثل هذه الرادارات الحديثة تستطيع كشف أهداف بحجم الإنسان على مسافات تراوح ما بين 5 و25 كم طبقاً لطبيعة الأرض.

ومن التطورات الملفتة في مجال رادارات ساحة القتال، نظام يحمله جندي واحد على ظهره، عرضته في نهاية 1994 شركة إلكترونيات روسية. والنظام مثبت على ظهر الجندي بأشرطة، أمّا الهوائي فيحمله الجندي على صدره، وتنفذ عملية المسح طبقاً لحركة الجسم. وعن احتمال تعرض الجندي حامل الرادار ومشغله لأخطار الإشعاع تأكد أن هذا الخطر غير وارد إطلاقاً؛ لأن الإشعاع ـ وإن وجد، يكاد يكون معدوماً.

3. مواصفات الرادارات الحديثة

إن غالبية الرادارات تعمل على نطاقي التردد J/I، ولكن أحياناً يستخــدم النطاقـين C,B ولهما قدرة أكبر على اختراق أوراق النباتات الثقيلة والأشجار، وتجدر الإشارة إلى أن رادارات الميدان ليست مصممة عموماً لكشف الأهداف عالية السرعة، وهي تستقبل الانعكاس الراداري من سرعة حركة الجندي على قدميه حتى أقصى سرعة للمركبات والعربات الميدانية، وتنطبق هذه السرعات كذلك على الطائرات العمودية المنطلقة على ارتفاعات منخفضة، والعديد من الطائرات من دون طيار، وهكذا تضطلع الرادارات الحديثة في ساحات القتال بأدوار ثانوية إضافة؛ إلى دورها الأساسي في كشف الأهداف الأرضية المتحركة على مسرح القتال. على سبيل المثال الرادار Rasit (اُنظر صورة الرادار RASIT)

على الرغم من صغر حجم أجهزة الرادار وبساطة استخدامها الظاهر، فإن رادارات مراقبة ساحة القتال الحديثة معقدة التصميم. فقد استخدمت في بعض النظم ـ على سبيل المثال ـ تقنيات النبضة المضغوطة لزيادة مدى عمل الرادار، مع الحفاظ على وضوح الصورة على أقصى مدى كشف. كما يستخدم البث على التردد القافز، لزيادة احتمالات كشف الهدف، وتحسين القدرة على مقاومة الإجراءات الإلكترونية المضادة، وزيادة مدى الكشف. على سبيل المثال الرادار STANTOR. (اُنظر صورة الرادار STANTOR)

أصبحت غالبية رادارات ساحة القتال الحديثة أقل وزناً من الرادارات السابقة؛ إذ لا يزيد وزن النظام الشامل عن 100 كجم عادة. والاتجاه حالياً نحو الاستمرار في تطويرها من ناحية تخفيض الوزن أكثر فأكثر، وذلك من خلال استخدام الدوائر المدمجة نظام M-Star (اُنظر صورة نظام الرادار M-Star)، والرادار الأحدث لا يزيد وزنه عن 35 كجم، كما يمكن تفكيكه ليسهل حمله من طاقم لا يتعدى ثلاثة رجال، وهكذا يمكن تركيبه في أي مكان من ساحة القتال، ويصبح جاهزاً للعمل في أقل من ثلاث دقائق، ومن النظم الرادارية المتشابهة يعمل النظام M-STAR على البطارية القياسية فئة 24 فولت. كما أن استخدام المكونات الميكانيكية التصميم يخفض كثيراً من استهلاك الطاقة الكهربائية، مما يتيح استخدامه لفترة تتراوح بين ساعتين وثلاث ساعات للبطارية الواحدة.

هذا، ويمكن دمج النظم الحديثة ضمن شبكات مراقبة رادارية شاملة تستخدم معها؛ إما نظم مشابهة، أو أنواع أخرى من المستشعرات؛ لتنوع وتعدد وسائل المراقبة والكشف في النظام الواحد، وهو ما يعرف بنظام "صهر المعلومات" Data Fusion، ويكون الاتصال بين مختلف الرادارات، ومستشعرات المراقبة الأخرى من خلال وصلات اتصالات قياسية مؤمنة. ويتوقع أن يستمر تطوير رادارات مسرح العمليات القتالية؛ لتحقيق مزيد من خفة الوزن، وصغر الحجم، وسهولة كبيرة في عمليات نشر هذه النظم وإخلائها.

4. نظم السيطرة الإلكترونية في دبابات القتال الحديثة

أصبحت الإلكترونيات مسألة حيوية لحرب الدبابات الحديثة. واليوم، باستطاعة أجهزة تحديد المسافة التي تعمل بالليزر أن تحدد في منتهى الدقة والسرعة مسافة الهدف المعادي. كما تستطيع أجهزة الحاسبات الآلية أن تطرح العديد من الحلول لإطلاق النيران أثناء تحرك الدبابة "الضرب من الحركة". وبإمكان أجهزة التنشين الحرارية المعقدة رؤية الهدف في الظلام الحالك، وكذلك خلال الضباب والدخان، كما تستطيع تحديد موقعه بدقة متناهية، وتسمح أجهزة اللاسلكي ـ التي يمكنها العمل تحت تأثير الإعاقة المعادية ـ السيطرة على تشكيلات الدبابات، إضافة إلى أن المنتصر في معركة الدبابات الحديثة، هو الذي يمتلك أفضل الدروع والقذائف، إضافة إلى أفضل الأنظمة الإلكترونية؛ إذ ينظر إلى الإلكترونيات الآن بوصفها عنصراً حاسماً في تصميم دبابات القتال الرئيسية.

أ. الدبابة "لو كليرك" AMX. Le Clerc

تعد الدبابة الفرنسية أول دبابة رئيسية أوروبية تصنع على أساس المعطيات الإلكترونية، التي تماثل تقريباً تلك الموجودة في الطائرات المقاتلة الحديثة.

تعد معظم الأنظمة الإلكترونية في الدبـابة "لو كليرك" ذات طبيعة معقدة نسبياً. فمثلاً جهاز التصويب والقيادة فيها ـ الذي تنتجه شركة "ساجيم" ـ هو جهاز رؤية ليلي/ نهاري، يعمل على محورين، ويتعامل مع جهاز فيديو دقيق للغاية، وجهاز بحث عن الهدف يعمل بأشعة تحت الحمراء والليزر، كما يحتوى الجهاز على بوصلة جيروسكوبية. ويستخدم جهاز الرؤية الحراري "أثوس" ATHOS نظام تعديل حراري مناسب للدبابات يشبه جهاز الرؤية الحراري الخاص بقائد الدبابة الذي يستعمل في الدبابة الأمريكية "إبرامز" M1-A2.

ب. الدبابة الألمانية "ليوبارد -2": Lupard-2

الدبابة الألمانية "ليوبارد -2" Lupard-2 واحدة من دبابات القتال الرئيسية التي تستخدم الإلكترونيات بكثافة. وقد حسنت هذه الدّبابة إلى ـ درجة كبيرة ـ أجهزة التحكم بإطلاق النار، والتوازن بالقياس إلى دبابة "ليوبارد" الأصلية.

ويتصل كمبيوتر التحكم بالرمي بجهاز تحديد المدى EMES-15 الذي يعمل بالليزر، وبوحدة الرؤية الحرارية WBG، لذلك نجد أن جهاز تحديد المدى يعمل بفعالية لمدى يصل إلى عشرة كيلومترات. وكما في معظم الدبابات الرئيسية المعاصرة، فإن المنظار الحراري في "ليوبارد -2" يمكن مدفعها الرئيسي من العمل ليلاً.

ج. الدبابة "تشالينجر 11" Challenger-11

الدبابة "تشالينجر" تعادل تقريباً مثيلاتها الفرنسية، والألمانية، والأمريكية. وهي مزودة بأنظمة معقدة؛ منها نظام رقمي للتحكم في الرمي، وأنظمة رؤية ليلية، ودروع متقدمة.

د. الدبابة الأمريكية "إبرامز" أنواع M1; M1-A1; M1-A2

عندما دخلت الدبابة إبرامز الخدمة في 1980، كانت دبابة "إبرامز M1" أول من تزود بحاسب آلي رقمي للتحكم في إطلاق النار.

وتختلف الدبابة إبرامز M1-A2 عن سابقاتها بأنها تُدار إلكترونياً؛ إذ تزود بأنظمة فرعية متصلة بشبكة البيانات الكاملة، كما في دبابة "لوكليرك" الفرنسية، ومجهزة بجهاز تحكم في الرمي متكامل ومعقد، ويستخدم المعلومات من جهاز البيانات المشترك الذي حل مكان أجهزة التحكم المستخدمة في دبابات M1 وM1-A1. ويمكن أن يكون الحاسب الآلي المتكامل ملائماً للجيل التالي من الدبابات، ولكن من المشكوك فيه أن يتطلب تطويرM1-A2 مثل هذا الجهاز المكلف. فاستخدامه يصبح ضرورياً عندما يتوافر جهاز إنذار معقد، وأنظمة فرعية إلكترونية مضادة.

من المتوقع أن تستخدم الدبابة M1-A2 جهاز تلقي الإنذار من صنع شركة AIL، تكون مهمته تنبيه طاقم الدبابة من القذائف الموجهة ضدها؛ لاتخاذ إجراءات مضادة أوتوماتيكية، أو نصف أوتوماتيكية. وجهاز قياس المسافة الذي يعمل بالليزر في الدبابة M1-A1، هو المستخدم في الدبابة MI-A2.

هـ. الدبابة الإسرائيلية "ميركافا" Merkava: (اُنظر صورة الدبابة الإسرائيلية ميركافا)

تمتلك الدبابة الإسرائيلية "ميركافا"، المزايا نفسها الموجودة في الدبابة "ليوبارد -2"، وهي مزودة بنظام رقمي للتحكم في الرمي طُور محلياً، وزودت بجهاز قياس مسافة يعمل بالليزر.

أما الأجزاء الرئيسية المكونة لنظام التحكم في الرمي. وتحوي حاسباً آلياً ، لحساب بيانات المقذوف، وهي تأخذ في الحسبان عدداً من المتغيرات، مثل نوع الذخيرة، ومسافة الهدف، وحركة الهدف، وسرعة الريح، والحرارة، وكثافة الهواء.

وتزود "الميركافا" بأجهزة لاسلكي مصنعة محلياً.

5. نظام التعارف أرض/ أرض

تستخدم أجهزة التعارف حالياً في المدرعات، والمركبات، ومراكز القيادة والسيطرة؛ لتحقيق الآتي:

أ. التعارف بين المدرعات وبعضها؛ لتمييز الصديق والمعادي منها.

ب. تعيين مكان الدبابة/ المركبة الصديقة بدقة.

ج. البحث عن دبابة/ مركبة معينة بوساطة استخدام الشفرة الخاصة بها.

د. كما يمكن التعرف على الطائرات العمودية، والطائرات الحربية على ارتفاع منخفض.

وقد أنتجت شركة "سيمنس" الألمانية نظاماً للتعارف يسمى "كابريس" CAPRIS؛ خاصاً للدبابات في أرض المعركة؛ إذ تجهز الدبابات بأجهزة ليزر ذات شعاع ضيق جداً؛ يمكن بواسطته استجواب دبابة معينة في أثناء المعركة، وفي هذه الحالة إذا كانت الدبابة صديقة، فإنها تجيب بإجابة ذات شفرة ترددها منخفض، ويُعد هذا النظام الأول من نوعه في أنظمة التعارف للمعارك الأرضية.

6. تطور نظم الاتصالات لمراكز القيادة والسيطرة الآلية في القوات البرية

نظام القيادة والتحكم الآلي، وتحقيق التوصيل المشترك، والتوافق ما بين أنظمة الاتصالات المشابهة، سواء في المدفعية، أو في دفاع جوي الوحدات البرية، أو الحرب الإلكترونية والمخابرات، أو أسلحة الخدمة والأسلحة المعاونة، ويتم ذلك من خلال ما يعرف بـ"نظام القيادة والسيطرة على القوات البرية"، أو بينه وبين الأنظمة المشابهة، والموجودة في دول حلف شمال الأطلسي.

والتي يتم الاعتماد فيها على الحاسبات الآلية في مختلف مستويات مراكز القيادة لتساعد هيئات القيادة في اتخاذ القرار، وتجميع، المعلومات التكتيكية وتحليلها وإصدارها وتوزيعها، وإصدار تعليمات وأوامر القتال مع استخدام تكنولوجيا حديثة في نظام توزيع المعلومات الخاص بالقوات البرية مثل:

أ. استخدام تكنولوجيا التعدد المتزايد لتقسيم الزمن Time Division Multiple Access.

ب. استخدام تكنولوجيا فن بناء المسار المتعدد Multiple Pathway Architecture.

ج. فن استخدام تكنولوجيا شكل الموجة في حيز الطيف الموسع Common Spread-Spectrum Waveform.

7. نظم السيطرة الإلكترونية ووسائلها في القوات البرية الإسرائيلية

أ. إدخال الحاسب الآلي لسلاح المدفعية

أصبحت وحدات سلاح المدفعية مجهزة برادارات الرماية هيوز TPS-37، وبرادار توجيه النيران من تصميم شركة "التا". وقد وضع سلاح المدفعية في الخدمة أجيالاً مختلفة من الرادار للمدافع الفردية، وللبطاريات ولكتائب المدفعية. وقد طوِّرت نماذج متنوعة من الرادارات المتقدمة للمدفعية من قِبَل شركات: "رافائيل؛ تاديران؛ رادا؛ والبت".

ب. البنية التحتية للقتال الليلي

تعدّ العمليات الليلية حيوية جداً بالنسبة لقوات جيش الدفاع الإسرائيلي في المستقبل، لذلك فهي توظف الكثير من جهودها في أبحاث أجهزة الرؤية الليلية، وتطويرها، وإنتاجها؛ إذ إن إسرائيل تمتلك بنية تحتية واسعة؛ لإنتاج آلات التصوير التليفزيونية التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وأجهزة رؤية ليلية، ومعدات تليفزيونية تعمل في مستوى الضوء المنخفض Low Light Level TV: LLLTV، وأنظمة رماية ليلية.

ج. نُظُم القيادة

تركز استخبارات الجيش الإسرائيلي نشاطها على المعلومات التكتيكية، أو في مستوى أجهزة الاستخبارات، ويفهم الإسرائيليون أنه يمكن للصور الإستخباراتية التي يحصل عليها بوساطة الأجهزة المحمولة جواً، أو الأرضية أن تفقد الكثير من أهميتها؛ إذا لم توزع بالشكل وفي التوقيت المناسبين.

وتُدْخِل قوات جيش الدفاع الإسرائيلي الأنظمة الإلكترونية إلى قواتها المختلفة بخطى متسارعة، وعلى رأس القائمة تأتي الأنظمة الإلكترونية التي تضم الذخائر الذكية المتقدمة طويلة المدى، والصواريخ، وتحديث الأنظمة التسليحية، ونظم والقيادة والسيطرة.

د. التصنيع الحربي في إسرائيل في مجال الإلكترونيات

تُعَدّ الصناعات الإلكترونية المجال الأول الذي ترِّكز فيه إسرائيل جهودها للوصول إلى الاستقلالية التكنولوجية.

هـ. الاتصالات

(1) في مجال الاتصال بالتردد العالي

تبنت إسرائيل الفكر الأوروبي للاتصالات بعيدة المدى بالتردد العالي بنظام الحيز الجانبي الواحد، مع توفير قدرات مقاومة للإعاقة، فأنتجت مجموعة HF-700، التي تتكون من معدات للاستخدام البحري، والأرضي المحمول على الظهر، و المركبات، ومنها الأنواع VRC-476, VRC-176, PRC-174، وتمتاز بإمكانية تخزين حتى 40 تردد مسبقاً في ذاكرة الجهاز، وتعمل بنظام Slow Frequency Hopping. كذلك، أنتجت الجهاز HF-2000، وهو سهل الاستخدام ذو دقة فعالة، ومزود بتكنولوجيا رقمية، ويمكنه التغلب على الإعاقة بفضل حيز تردده الواسع، وله جهاز تشغيل داخلي.

(2) في مجال التردد العالي جداً

نجد أن إسرائيل قد دخلت مجال المعدات التي تعمل بنظام Frequency Hopping، وتمتاز بصعوبة التنصت والإعاقة عليها، كما تنتج مجموعة من المعدات التي تعمل في هذا الحيز "التردد العالي جداً"؛ لكافة الاستخدامات الأرضية، والبحرية.

(3) في مجال التردد فوق العالي UHF

تنتج شركةELTA الجهاز AN/ARC-51، ويستخدم مع القوات الجوية، والبحرية، والأرضية، ويمكنه تخزين حتى 20 تردداً مسبقاً. كما أنتجت معدات اتصال محمولة جواً ARC-740؛ ترددها بين 250 و399 ميجاهرتز، وتسع 7 آلاف قناة للتركيب في الطائرات الحديثة.

(4) في مجال الموجات الملليمترية والاتصالات بالألياف الضوئية

دخلت إسرائيل في هذا المجال، فأنتجت شركة TADIRAN نظام GRC -4607 بمدى حوالي 10 كم؛ لأغراض ضمان السرية، وصعوبة التداخل، والإعاقة.

(5) في مجال الاتصالات باستخدام الرسائل الشفرية

تنتج شركة ELBIT، وحدة الاتصال الرقمية، وتسمى SACU إضافة إلى أنظمة تحويـل/ تغيير الرسائل، التي يمكنها تحقيق خط اتصال بين المشتركين، وتجميع الرسائل، وإرسالها بطريقة آلية، وطبقاً للأسبقية المحددة لكل رسالة.

(6) في مجال الاتصالات السرية "تحقيق سرية المواصلات"

تنتج شركة TADIRAN أجهزة تستطيع تحقيق سرية الاتصالات، كالجهاز SEC–22، الذي يعمل مع مختلف مستويات القيادة، ولكل أنواع الاتصالات السرية.

(7) في مجال الاتصالات باستخدام متعدد القنوات

تنتج شركة "تاديران والبت" أجهزة متعددة القنوات منها الوحدة TAP-200 التي تستخدم مع الجهاز TRC-645، وتستخدم الأجهزة من 24-48 قناة مع مستوى فِرقة فأعلى، وتستخدم الأجهزة من 8 -12 قناة مع المستويات الأقل. كما أنهما ينتجان أجهزة إرسال مرئي أبيض وأسود؛ لإرسال الوثائق إلى مراكز القيادة. وقد أنتجت شركة ECI جهاز استقبال Tarmos مدى 50- 500 ميجاهرتز، وبعرض يراوح بين 500 ميجاسيكل، وألف ميجاسيكل، ويحتوي على عدة وسائل استقبال، وجهاز اكتشاف وتحديد مكان البث، وهو متحرك، ويحمل على أي عربة.

و. التصنيع الحربي للرادارات البرية الإسرائيلية

(1) رادار مراقبة أرضية إسرائيلي جديد

اختار جيش الدفاع الإسرائيلي شركة "التا" ELTA للصناعات الإلكترونية مقاولاً أولياً بمشاركة شركة "تليفونيكس" TELEPHONICS الأمريكية؛ لتنفيذ برنامج رادار يعمل بنظام الرادار النبضي الدوبلري DOPPLER؛ لكشف الأهداف الأرضية المتحركة، بدءاً من المركبات ووصولاً إلى الأفراد الذين ينتقلون ببطء، والطائرات التي تطير على ارتفاع منخفض.

تعد الشركة لإمداد قوات جيش الدفاع الإسرائيلي برادار يعمل في جميع الأحوال الجوية في الحيز الترددي KA وبمدى كشف 40 كم تقريباً، وباستطاعته تمييز هدف شخص يسير في نطاق 10 كم، وهدف شخص زاحف في نطاق ثلاثة كيلومترات.

يمكن لهذا الرادار كشف الأهداف التي تتحرك بسرعة أقل من 1.5 كم/ ساعة؛ لاختراق الحدود سيراً على الأقدام، ويستطيع رادار المراقبة الميدانية PPS-5A أن يميز بين مخلوقات تسير على قدمين، ومخلوقات تسير على أربعة أقدام.

(2) رادار إنذار للدفاع عن الأهداف الأرضية في أرض المعركة EL/M-2106

ويُعرف باسم PODAR، ويمتاز بخفة الوزن؛ إذ إن وزنه كيلوجرامان، وسهولة الحمل، وهو محدود المدى لا يتجاوز 15 كم، ويجري التحكم فيه عن بعد من حوالي 100 متر.

(3) الرادار EL/M-2215؛ للمراقبة، والإنذار الجوي

وهو تطوير من عائلة الرادارات EL/M-2200 التي منها الرادارات البحرية السابقة، وكذلك

(4) الرادار الساحلي من نوع EL/ M-2116

كما تطور رادار مراقبة أرضية بعيد المدى من نوع EL/M-2121، وهو لالتقاط الأهداف الأرضية المتحركة، واستطلاع أرض المعركة، وقد طورت الشاشة ـ مؤخراً ـ بتحويلها إلى شاشة تليفزيونية، تعرض فيها الأهداف، وخواصها، ورقمها، ويمكن تجهيزه في مركبة متحركة.

ز. التصنيع الحربي للمعدات والأجهزة الكهروبصرية الإسرائيلية

كانت مجالات الكهروبصرية من المجالات التي حرصت إسرائيل على التفوق فيها، ثم اتجهت إسرائيل إلى مجال الليزر في جميع تطبيقاته.

كانت إسرائيل من أولى الدول لاستخدامها معدات الرؤية الليلية في أعمال القتال، وقد طوَّرت إمكاناتها في تصنيع معدات الرؤية الليلية المتطورة؛ سواء بتكثيف الضوء، أو بالاستشعار الحراري، ووحدات الليزر؛ لقياس المسافات بالألياف البصرية، ومن أحدث إنتاج شركة "الوب" ELOP ما يلي:

(1) وحدة رؤية حرارية سلبية من نوع TD-2 تجهز على قاعدة؛ لأغراض المراقبة في أرض المعركة، ويصل مداها حتى أربعة كيلومترات حسب حجم، وطبيعة الهدف.

(2) وحدة قياس مسافات بالليزر متطورة؛ للعمل بالتعاون مع وحدة الرؤية الحرارية. هذا إضافة إلى أجهزة الليزر المجهزة بها الدبابات الميركافا.

(3) نظام رؤية بصري ثابت؛ للعمل مع الطائرات الخفيفة، والطائرات العمودية، إنتاج شركة Gyro Stabilized Sighting System Taman GSSS.

كما أنتجت شركة "تاديران" الجهاز ITS-250، الذي ينقل صور فيديو من أي مصدر "موقع أرضي للمراقبة ـ مراقبة جوية ـ محطة استقبال طائرات من دون طيار"، كذلك تطوير خرائط من غرف العمليات، ويحتاج هذا الجهاز إلى محطة وسيطة، وكذلك أنتجت جهاز TAGRRS-200.

كما أنتجت شركة "التا" جهازاً مماثلاً EL/S-881، لا يحتاج إلى محطة وسيطة، ويمكن تركيبه على سيارة جيب، أو عربة قيادة مدرعة، أو في غرفة عمليات، كذلك جهاز EL/M-821 وهو يعطي خدمة مماثلة لوحدات المشاة، وزنه خمسة كيلوجرامات، وشاشته 4 بوصة.

كما أنتجت شركة "اليت" نظام مراقبة بعيد المدى يعمل ليلاً، ونهاراً "يوفال" DN على شاشات تليفزيونية، ويبثها إلى شبكة من المستخدمين.

ح. التصنيع الحربي لمعدات التأمين الإلكترونية الإسرائيلية

تنتج عديد من معدات حماية الأسوار، والإنذار ضد التسلل؛ التي تعتمد على معدات بسيطة مثل مستشعرات الاهتزاز، أو الضغط، أو الكابلات الإلكتروكهربائية المدفونة.

ط. التصنيع الحربي في مجال معدات التدريب والاختبار الإلكترونية الإسرائيلية

نظام تدريب رماة الدبابات GTS-2000؛ إذ يبث الجهاز صورة منظار الرامي على شاشة تليفزيونية أمام قائد الدبابة؛ بحيث يقف القائد على دقة تصويب الرامي، ويتابع عملية التصويب بوساطة شريط فيديو، من إنتاج شركة "البت".

ثانياً: نظم السيطرة الإلكترونية ووسائلها في القوات البحرية

1. النظم والوسائل الإلكترونية للقيادة والسيطرة في القوات البحرية

تتسم العملية الهجومية في ظروف الحرب البحرية الحديثة بالسرعة العالية في تطور الأحداث، كما أن الوسائل والإمكانات التي تستخدم لتأمين الهجوم، هي في الوقت نفسه؛ لتحقيق الدفاع عن السفينة الصديقة المستهدفة من العدو باستخدام أسلحة المدفعية والصواريخ، فضلاً عن استخدام وسائل الحرب الإلكترونية؛ سواء للدعم، أو الإعاقة ومنها السلبي، والإيجابي، ومنها المحمول على السفينة نفسها، والمحمول خارج السفينة. هذه الأمور كلها تعد من العوامل المعقدة، التي يتعذر السيطرة عليها خلال الفترة الزمنية المحدودة المتاحة؛ إذ إن الأمر الآن أصبح يتطلب الاعتماد على أجهزة الحاسبات الآلية التي تستقبل معلومات أجهزة الاستشعار المختلفة، وتحللها، وتحدد الأخطار المنتظرة، وأسبقية التعامل مع الأهداف المعادية، وانتخاب الأسلوب الأمثل للتعامل معها، وتحديد التسليح، والوسيلة الإلكترونية المناسبة التي تستخدم ضدها، وكذلك خطوط السير والسرعة التي يجب على السفينة المستهدفة أن تتبعها. ويضاف إلى هذه العوامل كذلك، القدرة على توجيه الأسلحة إلكترونياً ضد الهدف المناسب، وإعطاء الأمر بالاشتباك آلياً، فمن الواضح أنه لا يمكن الاستغناء عن مثل هذه المعدات تحت ظروف الحرب البحرية الحديثة، ولذلك استلزم الأمر نظم قيادة وسيطرة حديثة للعمل مع القوات البحرية. (اُنظر صورة نظم القيادة والسيطرة في البحرية)

2. نظم السيطرة الإلكترونية ووسائلها في طائرات المراقبة والحماية البحرية

أبرزت الحرب العالمية الثانية الأهمية الحيوية لدور العنصر الجوي في الحرب البحرية. ومنذ ذلك الوقت تزداد باستمرار أهمية الطيران في مجال الصراع البحري. وقد أكدت خبرات القتال في مجال الحرب البحرية أنه يتعذر تنفيذ المهام البحرية بكفاءة دون استخدام العنصر الجوي؛ سواء في دور الحماية، أو دور المعاونة.

وعقب الحرب العالمية الثانية بدأت الطائرات العمودية في الظهور على مسرح العمليات البحرية (اُنظر صورة الطائرة العمودية لينكس)، وكان ذلك في مهمة مكافحة الغواصات، غير أن زيادة القدرات والإمكانات المتوفرة في الطائرات العمودية جعلها مناسبة لتنفيذ معظم المهام الأخرى التي يمكن أن تقوم بها سفن السطح، أو الطائرات العادية. وتزداد يوماً بعد يوم أهمية الطائرات العمودية؛ الأمر الذي جعلها الآن عنصراً عضوياً في تكوين البحريات. وذلك سواء كانت تعمل من قواعد ساحلية، أو من على سطح حاملات الطائرات، أو من على سفن السطح المتوسطة كما أنه بتوفير القدرة للمدمرات والفرقاطات الحديثة على حمل طائرة عمودية أو اثنتين، وقد أدى ذلك إلى زيادة ملموسة في القدرات القتالية لتشكيلات سفن السطح.

3. أهم خصائص نظم السيطرة الإلكترونية بالطائرة العمودية ووسائلها لصالح القوات البحرية

بعد تطور نظم تسليح الطائرة العمودية بالصواريخ الحديثة جو/ سطح من النوعيات التي تتمتع بالتوجيه الذاتي، وزيادة مدى هذه الصواريخ، أصبحت هذه الطائرات قادرة على توجيه ضرباتها من خارج مدى تسليح الوحدات البحرية. وبذلك تستطيع أن تنفذ هجومها في مأمن كامل من التهديدات المعادية.

وجود النظم والوسائل الإلكترونية للمراقبة والإنذار، إذ يلاحظ أن مهمة الإنذار الجوي التكتيكي لصالح التشكيل البحري أصبحت من المهام المستحدثة التي أسندت للطائرات العمودية؛ إذ لم تكن في الأصل تكلف بها الطائرات العمودية؛ بل إن الطائرات الكبيرة المجهزة لهذا الغرض "الأواكس" AWACS هي الأنسب، ولكن في حالة تعذر وجود هذه الطائرات، فإن الطائرة العمودية المجهزة لهذا الغرض توفر درجة مناسبة من التأمين القتالي لصالح التشكيل، وخاصة بالنسبة للإنذار عن الصواريخ الموجهة، والطائرات المنخفضة. ويسمى هذا النظام Airborne Early Warning System AEWS، وقد جهزت فعلاً بعض الطائرات العمودية البريطانية من نوع Sea king بهذه الأنظمة للقيام بواجب المراقبة، والإنذار؛ لصالح التشكيلات البحرية.

4. رادارات الكشف والتوجيه والتتبع البحرية

كان من طبيعة تطورات الأسلحة والتهديدات البحرية، خصوصاً في مجال الصواريخ الموجهة، أن تمارس ضغطاً على القوى البحرية للحفاظ على التكافؤ في نظم الرادار الرئيسية، في دورها الدفاعي، والهجومي. واليوم يمكن أن تكون للتهديد أوجه عدة؛ تشمل الأسلحة المنطلقة من السطح والجو ـ وربما في وقت واحد ـ والصواريخ الخفية الشديدة المناورة التي تتوجه في مسارات متعرجة في سرعة كبيرة. ويمكن أن تكون هذه الصواريخ من النوع الهابط عمودياً، أو الماسح لسطح البحر التي تحجب بصمتها جزئياً؛ بوساطة الضجيج الذي يصدر من رش مياه البحر. والتهديد الأسوأ هو في مجموعة من الصواريخ تأتي متزامنة من اتجاهات عدة.

من وجهة نظر دفاعية بحتة، فإنه يجب التعامل مع هذه التهديدات بسرعة وحزم. ويستلزم هذا الأمر استخدام الصواريخ الدفاعية، والمدفعية، والإجراءات الإلكترونية المضادة، التي يكون الكشف، وتعيين الأهداف في كل منها أمرين حيويين، والمستشعرات نفسها المستخدمة لهذه الأهداف الدفاعية يمكن استخدامها كذلك للمبادرة بهجمات على المنصات المعادية.

على الرغم من تنامي تطبيقات الحرب الإلكترونية، يبدو أن الرادار يبقى المستشعر الرئيسي المعد لمواصلة هذه الأدوار في المستقبل المنظور. ومن ثم فإن رادارات الجيل الجديد التي تكون قد دخلت الخدمة فعلاً، ستبرز ميزات متقدمة كثيراً على الأنظمة التي سبقتها وسيكون الرد على مسرح متعدد التهديدات هو تعددية المهام لدى الرادارات البحرية نفسها.

إن استخدام التقنيات الحديثة يحقق كشف، الأهداف وتحديدها وتتبعها؛ إضافة إلى توضيح رؤية الهدف لنظام التحكم بالنيران وللصاروخ على السواء، وهذه جميعها ضمن نظام واحد. ويكون بمقدرة هذه النظم أن تتعامل مع الأهداف الجوية والسطحية في وقت واحد.

وكالعادة، هناك وجهات نظر مختلفة للتطبيق الأمثل لتعددية المهام، ويتمحور الجدل بشكل واسع حول الهوائيات الثابتة في مقابل الهوائيات المتحركة، والمتعلقة بها نظم أجهزة البث. وذلك رغم وجود اتفاق، بشكل عام، على أن توجيه الشعاع إلكترونياً هو شرط أساسي. وتأتى في مقدمة مواضيع الجدل التي تؤخذ في الحسبان النظم المستخدمة مع برنامج "هورايزون" Horizon والمعروف باسم "ترايبرتايت" TRIPARTITE، ويطور بشكل مشترك بين بريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا. ويُعَدّ هذا البرنامج نموذجاً لمتطلبات سفن السطح للجيل الحديث.

أ. نظام الرادار إمبار EMPAR

الرادار الأوروبي "إمبار" EMPAR ذو الهوائي الشبكي المتعدد المهام، الذي طورته شركة "ماركوني رادار" MARCONI RADAR، وشركة "كوماند سيستمز" COMMAND SYSTEMS البريطانيتين مع شركة "ألينيا" ALENIA الإيطالية، يعمل في النطاق الترددي G-Band بنظام رشاقة التردد "يغير التردد تلقائياً".

يتعامل الرادار "إمبار" مع أكثر من 250 مساراً للأهداف في وقت واحد ضمن تغطية نصف دائرية 180 درجة، وحتى مدى 80 كم أو 150 كم عندما يستخدم في الكشف لتغطية قطاع محدد "المسح في قطاع محدد".

ويستخدم نظام ترانزيستور Transistor System معقد ابتكرته شركة "ماركوني" لتوليد ترددات ذات معدل تكراري منخفض ومعدل نبضي متوسط؛ إضافة إلى توفير مرشحات دوبلرية إلكترونية. كما تستخدم تقنيات تكثيف النبضات لضمان التمييز الجيد بين الأهداف المتجاورة في المدى البعيد، وقد صمم نظام "إمبار" لتحقيق متطلبات سلاح البحرية الإيطالي بشكل واسع.

ب. نظام الرادار أرابل ARABEL

أنتج بناءً على المتطلبات المختلفة في نظام الكشف الراداري لسلاح البحرية الفرنسي، الذي توجه نحو عناصر الإلكترونيات الفرنسية وهي شركة THOMSON-CSF، لتحقيق هذه المتطلبات. ويعمل الرادار "أرابل" بنظام صمام تضخيم الموجات المسافرة 3 سم traveling Wave Tube؛ إذ يوفر تكييفاً لشكل الموجة بهدف مقاومة الإعاقة الإلكترونية المعادية، ويستطيع زيادة طاقة الإشعاع في قطاعات محددة بهدف العمل تحت تأثير التشويش المتعمد، أو التأثيرات المناخية المعاكسة بكفاءة. ويمكن تجهيز الرادار "أرابل" في الفرقاطات الصغيرة نتيجة الهوائي الخفيف الوزن. ومعدل مسح الهوائي 60 لفة في الدقيقة بهدف سرعة توفير نسبة عالية من البيانات.

دور الرادار ARABEL في التحكم الآلي في توجيه الصواريخ: يجرى التحكم آلياً بالإشعاع باستخدام الحاسب الآلي، كما يجري الانتقال السريع من مرحلة الكشف إلى مرحلة التتبع، والقبض على الهدف. وقد أدمج في النظام نظام لتوجيه الصواريخ؛ إذ يؤدي الرادار دور وصلة المعلومات Data Link لتزويد الصاروخ بأوامر التوجيه أثناء الطيران.

يمتلك نظام ARABEL بوصفه راداراً مرناً ميزة التغلب على الإعاقة الإلكترونية المعادية التي يعززها نظام الإشعاع المنخفض من الفصوص الجانبية، باستخدام مجموعة دوائر كهربائية مخصصة لهذا الغرض. والنظام "أرابل" ARABEL هو في الأساس رادار متوسط المدى، يستطيع كشف الأهداف حتى مدى 80 كم بارتفاع 10 كم، وحتى 150 كم بارتفاع 20 كم.

ج. نظام الرادار MRR المتعدد المهام

من إنتاج شركة "طومسون"، يستخدم دوران الهوائي في المسح الأفقي والرأسي على التوالي، بمعدل مسح 10 أو 30 لفة في الدقيقة حسب اختيار المستخدم، وطبقاً لبيانات الكشف المطلوبة لمراقبة السطح أو الجو، أو لتعيين الأهداف الجوية، أو السطحية المعادية.

ويمكن تجهيز هذا الرادار الذي يعمل على النطاق الترددي C-Band مستشعراً رادارياً إيجابياً رئيساً في زوارق المرور السريعة، أو الفرقاطات الخفيفة، ويستخدم رادار تحذير في الفرقاطات الكبرى وما هو أكبر منها ضد الصواريخ الموجهة رادارياً. ويستطيع الرادار MRR أن يتكيف مع التغيرات المناخية، ويبلغ مداه، في عمليات المراقبة العادية 180 كم لأهداف يزيد ارتفاعها عن 20 كم، ويستطيع مواصلة تتبع هذه الأهداف في ارتفاعات مماثلة مع اقترابها، ويتتبع حتى 64 هدفاً في زاوية اتجاه تصل إلى 70 درجة؛ وذلك في حالة تتبع الصواريخ المعادية جو/ سطح.

د. نظم الرادارات التي تعمل بنظام مصفوفة الهوائيات النشطة Active Array Antenna

(1) الرادار "ميزار" MESAR (اُنظر صورة الرادار MESAR)

الذي طورته شركة SIEMENS PLESSEY، ذو نظام المسح الإلكتروني المتعدد المهام؛ إذ تصدر الطاقة/ الإشعاع من واجهة شبكة الهوائي، والتي تعني أن النظام يملك مصفوفة هوائيات نشطة. وقد تألف النظام ـ في نماذجه الأولية ـ من مجموعة ألف عنصر من وحدات الإرسال والاستقبال.

يستخدم الحاسب الآلي من موقع محمي تحت سطح السفينة؛ للتحكم في توجيه شعاع الرادار، مع تأمين الاتصال بين مركز التحكم وشبكة الهوائي بوساطة وصلات من الألياف الضوئية المحصنة ضد الموجات الكهرومغناطيسية؛ إذ تستقبل بيانات الأهداف وترسل إلى الحاسب الآلي لمعالجتها.

من خاصية أنظمة رادارات "ميزار" أنها لا تحتاج معها لرادارات إضافية لتتبع الأهداف؛ إذ يمكنها القيام بعمليتي الكشف والتتبع، رغم أن الحيطة تقتضي أن تكون رادارات التتبع متوفرة احتياطاً، ويمكن تجهيز هذه الأنظمة بشكل خاص في القطع البحرية الصغيرة؛ لتصبح أكثر قدرة عند تجهيزها بهذا الرادار العالي القدرة.

(2) نظام الروبوت البحري متعدد المهام Dolphin System الأمريكي الصنع

أنتجت مؤسسة روكويل Rockwell الأمريكية وطوّرت نظام روبوت بحري متعدد المهام يعمل تحت سطح الماء؛ إذ يوجه ويتحكم فيه باستخدام أسلوب نقل المعلومات الفوري بين مركز القيادة، أو السفينة الأم المستخدمة للنظام، أو من خلال برنامج مسبق يعمل به الروبوت أوتوماتيكياً باستخدام الحاسب الآلي، ويعرف بنظام Dolphin System.

استخدامات النظام

(أ) إعادة الإذاعة، أو الاتصال بين الوحدات السطحية، أو بين القاعدة والوحدة السطحية.

(ب) تحديد أماكن الألغام الطافية، أو الغاطسة بدقة عالية.

(ج) تحديد أماكن الأهداف البحرية تحت السطح، أو خارج مجال الرؤية في السفينة الأم.

(د) صيد الألغام، أو تفجيرها من بعد. ثم إرسال كافة المعلومات المتحصل عليها باستخدام أسلوب نقل المعلومات الفوري Data Link

يحقق استخدام مثل هذه النوعيات من المعدات البحرية، التي يمكن التحكم فيها من بعد، أو العمل من خلال برنامج مسبق لخط السير والمهمة المكلفة بها، مزايا متعددة في الكشف وتحديد الإحداثيات بدقة للعدائيات المختلفة، سواء في العمق، أو السطح، أو خارج مدى الرؤية، مع توفير العنصر البشري، وكذلك توفير استخدام القطع البحرية الكبيرة، التي كانت تكلف أساساً بتنفيذ مثل هذه المهام، وبالتالي توفير نفقات كبيرة من استخدام هذه النظم؛ إضافة إلى إمكانية تنفيذ مهام ذات خطورة لا يمكن التعامل معها بوساطة العناصر التقليدية للقوات البحرية.

5. نظم التعارف الإلكتروني البحري

أ. نظام التعارف سطح/ جو

تستخدم السفن أجهزة التعارف، وذلك لتمييز الطائرات في المجال الجوي فوق البحر.

ب. نظام التعارف سطح/ سطح

تستخدم أجهزة التعارف في السفن للتعرف على السفن، والفرقاطات، والزوارق البحرية؛ الصديقة، والمعادية في عرض البحر.

6. تطور نظم الاتصالات لمراكز القيادة والسيطرة الآلية في القوات البحرية

يستخدم حالياً حيز التردد فائق الانخفاض Extremely Low Frequency، من 72-80 هرتز، والذي يمكنه اختراق مياه البحر. ويعمل غلاف الأيونسفير الجوي في هذا الحيز الترددي دليلاً موجياً Wave Guide. ويستخدم هذا الحيز لتحقيق اتصال ذو اتجاه واحد بالغواصات المتمركزة في الأعماق الكبيرة، التي تحمل صواريخ باليستية؛ إذ تستقبل بموجبه التعليمات والأوامر المكودة، دون الحاجة إلى الصعود ورفع هوائياتها فوق سطح الماء، فتكون "معرضة"، وهو أمر غير مرغوب فيه تكتيكيا.

تظهر في البحرية، بصفة خاصة، أهمية تطوير الإجراءات المضادة للأعمال الإلكترونية المضادة، مثل أساليب القفز الترددي، ورشاقة التردد في حيز الطيف الموسع، مع تطوير نظام الاتصال بالغواصات عبر القمر الصناعي الذي يعمل بالليزر الأزرق Blue-Laser Satellite Communications to Submarine.

تُعد الأقمار الصناعية العمود الفقري لنظام القيادة والسيطرة الآلية على مستوى العالم للتحالف الغربي. وعلى الجانب الآخر، فقد تتعرض الأقمار الصناعية للهجوم بوساطة التفجيرات النووية عالية المستوى، ويحتمل في المستقبل تعرضها للتدمير بوساطة أسلحة الليزر. وهناك شواهد لعودة الاهتمام بتطوير تكنولوجيا التردد العالي HF، لتحقيق "استمرارية" الاتصال لأغراض القيادة والسيطرة الآلية البحرية، بعد ظهور نقاط ضعف الأقمار الصناعية. لذلك، فقد نرى خلال العقد القادم استخدام طبقة الأيونوسفير ـ الموجودة حول الغلاف الجوي ـ في اتصالات المسافات البعيدة بدلاً من استخدام الأقمار الصناعية. خاصة وأن القيادة والسيطرة ستبقى على سفن السطح، وسيظل هناك طلب حاد لسيطرة حازمة على القطع البحرية أينما وجدت.

يستخدم المنطاد البحري AIRSHIP في تحقيق اتصالات القيادة والسيطرة على مجموعات القتال البحرية، وحاملات الطائرات، وخاصة في تحقيق الاتصالات على الارتفاع المنخفض، ليعمل مثل قمر صناعي للاتصالات، ولكن بقدرة أفضل على البقاء. ويمكن تطوير المنطاد البحري، بإضافة عدد من أجهزة اللاسلكي UHF، تستخدم في عمل شبكة إعادة إذاعة، للاتصال بوحدات السطح التي ليست على خط رؤية مباشرة من بعضها. وهناك احتمال لتوصيل المنطاد بنظام JSTARS، ونظام TACAMO، في عمل نوع من التكامل بين هذه الأنظمة. وهنا يظهر مدى أهمية تطوير وصلة نقل المعلومات، لتكون ذات شعاع ضيق، لتقليل احتمال التنصت والإعاقة عليها.