إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الحرب الإلكترونية




أنظمة الرادارات الأرضية الحديثة
ناثر المشاعل الحرارية Eclair-M
أجهزة التوجيه بالليزر
أجهزة الرؤية الليلية
أجهزة الرؤية بتكوين الصورة الحرارية-1
أجهزة الرؤية بتكوين الصورة الحرارية-2
محطة الإعاقة اللاسلكية التكتيكية
محطة استطلاع لاسلكي أرضية
محطة استطلاع راداري
نظم القيادة والسيطرة في البحرية
نظم صاروخية ميكروإلكترونية
نظام ADAD للمراقبة الأرضية
نظام إطلاق العصائف MK36
نظام الإنذار المبكر Moss
نظام الرادار M-Star
نظام القيادة والسيطرة الآلية
نظام CREW Duke
نظام Prophet
نظام كشف الصواريخ MWS-20
نظام TOGS للرؤية الليلية
معدات من إنتاج شركة إلتا
معدات من إنتاج شركة تاديران
معدات الاستطلاع الإلكتروني بالطائرة E-2C
معدات الظهور الراداري والبصري
معركة الأسلحة المشتركة
الإخفاء والتمويه للمعدات الإلكترونية
الإخفاء والتمويه للمعدات اللاسلكية
الإخفاء الراداري للقطع البحرية
النظام ALQ-99
النظام AN/ALQ-218
النظام الصاروخي ستنجر
النظام Warlock Green
الإعاقة السلبية الحرارية
الإعاقة الضوضائية بالشوشرة
الإعاقة بنظام الخداع seagnat
الإعاقة بنظام Nulka
التمويه بالطلاء لطائرات القتال
التصوير الحراري للأهداف
التعمية بالتغير في وضوح اللون
الدبابة الإسرائيلية ميركافا
الرادار STANTOR
الرادار MESAR
الصواريخ الاعتراضية
الصواريخ الاعتراضية أرض/ جو (1)
الصواريخ الاعتراضية أرض/ جو (2)
الطائرة نمرود
الطائرة المقاتلة EF-111
الطائرة العمودية لينكس
الطائرة U-2 منظر أمامي وجانبي
الطائرة عين الصقر
الشرك الخداعي Nulka
العواكس الركنية العائمة
استخدام الأشعة تحت الحمراء ليلاً
استخدام النظام AN/ALQ-212
استخدام الصواريخ التليفزيونية
استخدام الطائرات العمودية
تطبيقات إخفاء البصمة الرادارية
تكنولوجيا الإخفاء الراداري للطائرات
جهاز لاسلكي محمول
حاملة الطائرات أمريكا
رادار المراقبة الأرضية RASIT
صواريخ محملة على الكتف
صواريخ محملة على عربات
صواريخ مجهزة على حامل
طائرة الاستطلاع E-8C
طائرة التجسس U-2
طائرة تقذف المشاعل الحرارية
قاذف الرقائق طراز ALE – 40

إنشاء محور اتصال لاسلكي
منظومة وحدة بحرية صغيرة
منظومة وحدة بحرية كبيرة
منظومة الحرب الإلكترونية المحمولة جواً
مدى تأثير تأخير الاشتعال
هيكل الطائرة الخفية F-117A
أسلوب الإعاقة الرادارية الإيجابية
أسلوب تدمير الصواريخ السورية
أسلوب دمج المعلومات
مسارح الحرب الإلكترونية
أشكال العواكس الركنية
نظم السيطرة الإلكترونية
نظم القيادة والسيطرة
نظام الكشف عن الألغام البحرية
نظام تحذير ومراقبة محمول جواً
نظرية عمل المقلدات
أقسام الحرب الإلكترونية
أقصى مدى كشف راداري
النبضة الكهرومغناطسية النووية
الهجوم بالتدخل السلبي
الأسلوب الأول/1
الأسلوب الأول/2
الأسلوب الثالث
الأسلوب الثاني
الأسلوب الرابع
الأشعة تحت الحمراء
الإعاقة السلبية للصواريخ
الإعاقة بإزاحة إحداثي الهدف
المقلد الراداري
التمويه الإلكتروني ضد الصواريخ
البث عن بعد
التطبيقات العسكرية في أنظمة الليزر
العلاقة بالزمن والقدرة
استخدام الرقائق المعدنية لخداع الصواريخ
توزيع محطات التنصت
تطبيقات الحيز الكهرومغناطيسي
تفصيل نظام الحماية الذاتية
خداع الصواريخ الموجهة
خداع الصواريخ سام ـ 7
حيز الطيف الكهرومغناطيسي
سيناريو المهمة التدميرية
كابينة طاقم التشغيل للطائرة E-2C
عملية خليج سرت
عناصر الاستطلاع اللاسلكي




مقدمة

المبحث الثامن

تكنولوجيا التمويه والتعمية والخداع

 

أولاً: تكنولوجيا التمويه

التمويه، هو عملية إخفاء الأهداف أو الأفراد عن الخصم، مما يجعلهم يبدون وكأنهم جزء من الخلفية الطبيعية. ومهما تطوَّرت تقنيات القتال على جميع الأصعدة؛ براً، أو بحراً، أو جواً، يبقى التمويه هو خط الدفاع الأجدى والأوفر للهدف "أفضل وسيلة للوقاية".

وهو كذلك إخفاء المعدات الإلكترونية عن الخصم بالاستفادة من الظواهر الطبيعية الموجودة في المنطقة، خاصة وأن غالبية المعدات أو هوائياتها تكشف عن نفسها، وتحتاج لجهود مضنية لإخفائها عن ملاحظة الخصم. (اُنظر صورة الإخفاء والتمويه للمعدات الإلكترونية) و(صورة الإخفاء والتمويه للمعدات اللاسلكية)

1. تكنولوجيا التمويه اللاسلكي

تزايد استخدام الاتصالات في الحروب الحديثة على كافة المستويات، وأصبح لها دور فعّال في توجيه العمليات واستمرارها؛ إذ تمثل العصب الرئيسي في إدارة أي صراع مسلح، وتبعاً لذلك أصبحت أحد الأعمال الرئيسية للقوات المتحاربة، مراقبة إرسال الخصم، ومحاولة التحكم فيه، واعتراضه، والتنصت عليه. وهناك عدة طرق لحرمان الخصم من إمكانية متابعة/ اعتراض التنصت على المواصلات الإشارية الصديقة، منها على سبيل المثال، التوقف الإرادي عن الإرسال "فرض الصمت اللاسلكي"، بهدف التضليل، أو استخدام أقل خرج لأجهزة الإرسال اللاسلكي، أو اللجوء إلى طريقة الإرسال بتقنية التردد القافز التي تعتمد على سرعة الإرسال العالية. ومن إيجابيات هذه التقنية أنها تقاوم عمليات التشويش الإلكتروني.

من جهة أخرى، تنخفض احتمالات النجاح في التنصت بشكل حاسم في حالة استخدام إجراءات التأمين الإلكتروني. كما يتبع، حالياً، مثل تثبيت هوائيات الإرسال والاستقبال في أماكن مرتفعة، ملائمة لساحة القتال، وبعيدة عن مراكز القيادة، إضافة إلى استخدام موجات الميكروويف التي يصعب اعتراضها من خلال التقنيات التقليدية.

2. تكنولوجيا التمويه ضد الصواريخ (اُنظر شكل التمويه الإلكتروني ضد الصواريخ)

هناك معدات تمويه للصواريخ، ويُشار إلى أن الصاروخ ذو التوجيه بالأشعة تحت الحمراء، يتأثر بدرجات متفاوتة بالسحب، مثل نوعيات الدخان التي تطلقها الطائرات. وفي الوقت الحالي، تطوِّر عدة شركات خرطوشات تحمي الطائرات العمودية من خلال نشر غيوم من الرذاذ "الإيروسولات"، مما يشكل غشاوة/ سحابة فاعلة ضد الأنظمة الليزرية، وتحت الحمراء، وبعض الأنظمة الرادارية. كما تستخدم المشاعل الحرارية لخداع أنظمة التتبع الباحثة عن الحرارة Heat Seeker.

ومع التقدم الذي طرأ على الصواريخ، وقدرات التمييز فيها تتركز الجهود، حالياً، على تطوير وحدات خداعية سهلة الإلقاء ـ كانت تعمل لفترة محدودة ـ لكن للنماذج المتطورة منها فترة عمل غير محدودة باستخدام أجهزة متطورة في الطائرة للتحليل المتطور؛ للإشعاع الصادر عن الصاروخ المهاجم، ومن ثم إطلاق الوحدات الخداعية في اتجاهه في الوقت المناسب؛ لينجذب إليها الصاروخ، مثل استخدام الرقائق المعدنية ضد الصواريخ الموجهة ردارياً، والمشاعل الحرارية ضد الصواريخ الموجهة حرارياً.

ونظراً لظهور الحاجة أحياناً إلى الحماية من الصواريخ المهاجمة من الأمام؛ سواء أُطلقت من البر، أو من الجو، فتتزايد الجهود حالياً لتطوير وحدات خادعة مدفوعة "منطلقة" صاروخية تستطيع الطيران أمام الطائرة.

3. تكنولوجيا التمويه الراداري

كانت البحرية الأمريكيّة أول جهة طورت وحدات تشويش رادارية صغيرة نشطة في نهاية السبعينيات من القرن العشرين الميلادي. وخلال حرب الخليج الثانية استخدمت طائرات البحرية الأمريكية الطائرات الموجهة من دون طيار، الكبيرة الحجم "براترويك"، للتمويه عن هدف راداري معادي. وقد جرى، مؤخراً، في الولايات المتحدة الأمريكية التعاقد مع شركة "ساندرز" SANDARS لتطوير جهاز تشويش من الجيل الثالث لصالح البحرية الأمريكية، ويطلق عليه اسم "ستراب"، ومن الشركات الأخرى الناشطة في مجال الخادعات المقطورة ـ أهداف رادارية محمولةـ شركتا "ساب" SAP و"ماركوني" MARCONE لأنظمة المعدات الدفاعية. وأنتجت هذه الأخيرة خادعاً مقطوراً تجره الطائرة، استخدم بنجاح على متن طائرات "نمرود" NIMROD الإنجليزية، خلال حرب الخليج الثانية في 1991.

كانت أنظمة التشويش المحمولة على متن الطائرات المقاتلة موجهة/ مخصصة، في بادئ الأمر، نحو أجهزة الرادار المعادية "الإعاقة على الرادارات المعادية"، لكنها باتت موجهة/ مخصصة، كذلك، نحو الأجهزة الليزرية والعاملة بالأشعة تحت الحمراء. ولا يزال حاضن/ مستودع "وستنجهاوس" Westinghouse من نوع ALO-119 أكثر حاضنات التشويش الراداري انتشاراً في العالم، ويستخدم على نطاق واسع على متن طائرات F-16 الأمريكية، وتُعَدّ شركة "ماركوني" لأنظمة الدفاع في بريطانيا أهم منتج بريطاني لأجهزة التشويش الراداري؛ إذ طورت حاضن/ مستودع "سكاي شادو" Sky Shadow الذي يحمل/ يركب على طائرات هوك HOK، وتتعاون الشركة مع شركة نورثروب NORTHRUP على إنتاج نظام التشويش الراداري "زوس" ZOS المخصص لطائرات هارير Harrier.

4. تكنولوجيا التمويه بالطلاء

كان تمويه الطائرات أكثر عمليات التمويه صعوبة؛ سواء من ناحية اختيار اللون المناسب، أو مستوى اللمعان، وأهمية عدم البهر من الضوء المنعكس على الهيكل، وضرورة محاولة خفض هذه المتغيرات من على السطح وإلى الحد الأدنى الممكن، وأهمية جعل ألوان إشارة السلاح الجوي غير زاهية لعدم كشف الخصم لها. (اُنظر صورة التمويه بالطلاء لطائرات القتال)

وإضافة إلى ما تقدم، فإن فاعلية تكنولوجيا التمويه بالطلاء قد تفسدها أجهزة مختلفة مستخدمة في الطائرة لتسهيل الصيانة، إلا أنه في محاولة لتحسين تمويه طائرة فانتوم تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، جرى تخفيض عدد الإشارات الخارجية، كالاسم والدوائر وغيرها من 700 إشارة إلى مائة ونيف. ومن جهة أخرى، فمن الصعوبة بمكان إخفاء شكل قمرة القيادة، الذي يبدو من بعيد، كأنه فتحة سوداء تشير بوضوح إلى "قلب" الطائرة، إلا أنه يمكن تخفيض مستوى وضوح قمرة/ كابينة القيادة من طريق عدم استخدام الألوان الزاهية، وخوذات الطيارين الملساء ذات القدرة الكبيرة على عكس الضوء.

هناك طريقة مستخدمة كثيراً في التمويه، وتكمن في طلاء أجزاء الهيكل المخفية نسبياً بلون أفتح قليلاً من الأجزاء المعرضة، كالأسطح العليا للجناح والهيكل، وطلائها باللون نفسه، ولكن الداكن نسبياً. ويُعتقد أن هذه الطريقة في تغيير نسبة وضوح اللون، حسب وضع المسطح، ابتكرها سلاح الجو الألماني في الحرب العالمية الثانية. ولكن المثال الأوضح لتأثيرها يتضح، بجلاء، في ألوان طائرة F-16 التابعة لسلاح الجو الأمريكي. ومع ذلك، يؤكد بعض خبراء التمويه أن استخدام تدرج الألوان لا يؤثر بفاعلية، إلا إذا كانت الطائرة تسير في خط مستقيم، وعلى مستوى طيران ثابت، وحين تنحرف أو تأخذ في الدوران، فإن تأثير تدرج الألوان ينعدم، وقد ينعكس ذلك سلباً على وضوح الهدف.

5. تكنولوجيا التمويه باستخدام الألوان المتدرجة

إضافة إلى جعل عملية كشف الطائرة أكثر صعوبة، فإن التمويه قد يستخدم، كذلك، لإرباك الخصم فور اكتشاف الأهداف، ويمكن استخدام نمط من الألوان المتدرجة "لتمييع" شكل الطائرة، ومن ثم، جعل تحديد هوية الهدف أكثر صعوبة، واليوم أخذت عادة طلاء سطح الطائرة باللون الغامق، والسطح الأسفل باللون الفاتح، تتراجع أمام اللون الموحد لجعل الطائرة أقل وضوحاً حين ترصد من بعيد؛ سواء كانت مقبلة على الخصم أو مبتعدة عنه.

وقد أسهم الفنان الأمريكي "كيت فيريس" مع مدرب الطيران بسلاح البحرية الأمريكية، "سي ج هيتر هيتلى" في تطوير طريقة لطلاء المقاتلات عرفت باسميهما، وتتميز بأربعة خطوط متموجة، تراوح ألوانها بين اللون الأزرق الرمادي والرمادي؛ إذ يكمن المبدأ من وراء استخدام هذه الطريقة في أن ربع هيكل الطائرة، تقريباً، يختفي في أي محيط، مما يترك جزئين صغيرين منه لا يمكن تحديد هويتهما بسهولة، ومع ذلك فلم يقبل سلاح البحرية الأمريكية باستخدام هذه الطريقة في الطلاء، على أساس أن تكلفة إعادة طلاء مجمل مقاتلاته لم تكن مبررة.

6. تكنولوجيا التمويه باستخدام الطلاء المطفي اللمعة

جاءت طريقة الطلاء المعتمدة، والمستخدمة حالياً، مؤلفة من ثلاثة ظلال للون الرمادي، واختبرت طريقة التمويه الجديدة على طائرات F-4 لسلاح الجو في كل من بريطانيا وألمانيا في 1979، ثم طُلِّيت، فيما بعد، بالطلاء ذاته طائرات TORNADO، وHAWK، وLIGHTNING، وجميعها تستخدم في بريطانيا في مجال الدفاع المنخفض عن المطارات. ومع ذلك، ونظراً لصعوبة المحافظة على أي طلاء نظيفاً، فقد فضل سلاح الطيران هذا الطلاء المطفي اللمعة، على الرغم من أنه قد يكون أقل فاعلية لجهة التمويه.

أدخل الطلاء المطفي اللمعة في سلاح الجو البريطاني بنهاية الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي، وطُلِّيت به، للمرة الأولى، طائرة هارير GR-5 التي روعي في أن تكون الظلال عليها، بطلائين من "بوليوريتين الأخضر"، ونُفِذَّت التجارب باستخدام طائرتي هارير GR-5، وهوك، رسم على مقدمة هيكل كل منهما قمرة قيادة خادعة، إلاّ أن هذه الطريقة في الطلاء عُدّت خطرة جداً عند استخدام الطائرات في وقت السلم.

هناك خطوط تطوّر مختلفة في المؤسسة الملكية للجو والفضاء في "فارنبرة"، كما جرى تبادل المعلومات بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بخصوص الطلاءات الممتصة للإشعاعات الرادارية، التي لا تعمل سوى على نطاق ضيق من الترددات الرادارية، إلاّ إنها كانت مناسبة بدرجة كبيرة، ويعتقد أن مثل هذه الطلاءات استخدمت على طائرات لوكهيد LOCKHEED U-2 & SR71A، وهي مسحوق مغناطيسي مثبت بمادة مطاطية راتنجية Resin.

ثانياً: تكنولوجيا التعمية

هي خفض مسافة رؤية الهدف/ الطائرة إلى أقل وقت؛ بحيث يصعب على القوات المعادية التعامل معه. ولم يكن لوسائل التعمية، على امتداد الجزء الأكبر من تاريخ الطيران، سوى تأثير محدود لحماية الطائرات، ولكن التطرق لهذا الموضوع أصبح ينفذ بشكل علمي بحت، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وباتت طائرات التعمية المنتجة حديثاً، تخدع الراصد تماماً، ولا يمكن كشف حقيقتها؛ سواء بالنظر، أو الاستكشاف الحراري Infrared IR، وفي بعض الحالات لا يمكن تحديدها حتى بوساطة الرادار. (اُنظر صورة التعمية بالتغير في وضوح اللون)

قديماً، بدأ اختيار أنواع متعددة من الطلاء، تولته قيادة الوحدات الجوية الملكية البريطانية المرابطة في مصر قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى مباشرة، واعتمد أول طلائين للتعمية في العالم: الأول، اللون الرملي المائل إلى الاخضرار Standard Khaki أو PC-10 للاستخدام في أوروبا، والآخر، اللون البني الغامق المائل إلى الاحمرار PC-12 المستخدم في منطقة الشرق الأوسط.

1. هدف التعمية

إن هدف التعمية الأساسي في المفهوم الحديث هو خفض المسافة التي يمكن عندها رؤية الشيء بالعين المجردة، ويمكن تحقيق ذلك، بالدرجة الأولى، بالتخفيف من شدة وضوح الهدف بالنسبة إلى الخلفية المحيطة؛ سواء في الجو، أو البر، أو البحر، وذلك بالتحكم في لونه، أي تواتر انعكاس الضوء، ودرجة لمعانه، أي كمية الضوء المنعكس.

وتكمن الخطوة الأولى في اعتماد طريقة تعمية مناسبة في تحديد طبيعة الخلفية المحيطة بالطائرة. ويتوقف ذلك، بالطبع، على عمل الطائرة، فإما أن تكون تعمل على ارتفاعات عالية، أو تكون طائرة على ارتفاعات منخفضة، إضافة إلى التهديد الرئيسي المتوقع، مثل نُظُم الدفاعات الأرضية، أو المقاتلات.

2. التعمية من طريق الأضواء الكاشفة المبهرة للعين

على مسافات بعيدة، عادة، تبدو الطائرات كنقاط سوداء ـ مهما كان لون طلائهاـ ولذلك فإنه يمكن خفض مدى الاكتشاف، نظرياً، بزيادة الإضاءة لإلغاء هذا التأثير البصري، وبنهاية الحرب العالمية الثانية بُذِّلت محاولات، في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، في هذا المضمار باستخدام قاذفات قنابل مزودة بمجموعة من الأضواء الكاشفة المخصصة للهبوط، والمثبتة في مقدمتها وعلى الحواف المتقدمة للجناح، وكانت هذه الاستخدامات ناجحة بكل المقاييس، ولكن تنفيذ الأضواء القوية يتطلب طاقة كهربائية كبيرة ويصعب توفيرها بسهولة في الطائرات.

ظهرت بعض الأفكار بهدف تخفيض التباين بين الطائرة والخلفية المحيطة بها بقياس الشدة الضوئية في هذا المحيط، وإضاءة الهيكل؛ بحيث تتساوى الشدة الضوئية حوله مع الخلفية المحيطة به. وقد تستخدم مثل هذه الملائمة في الشدة الضوئية من أجل التمويه، نظرياً، حتى الآن على الأقل، في تمويه الطائرات الضاربة على مستويات منخفضة وقاذفات القنابل مثل TU-160 BLACK JACK. أما الغرب، فهو يتبنى تكتيك الاندفاع الخاطف على ارتفاعات منخفضة بطائرات مموهة لتعمية مستشعرات الكشف للرادارات المعادية.

3. تكنولوجيا التعمية المؤقتة باستخدام التمويه

هناك اتجاه نحو تطوير طلاءات التمويه المؤقتة المستخدمة في طائرات سلاح الجو البريطاني خارج أوروبا. وفي الماضي، كانت طائرات سلاح الجو البريطاني المنتشرة من أجل التدريب في شمال النرويج، إبّان الشتاء، تُطلى بطلاء أبيض ناصع، يُزال عند غسله بسهولة. وقد ثبت أنه يخفض من إمكان اكتشاف الهدف في محيط مكسو بالثلوج إلى جانب سهولة إزالته. ولكن هذا الطلاء، على الرغم من مميزاته، لم يستطع، في الواقع، مقاومة هذا الطقس، واضطرت إحدى الطائرات العمودية من نوع "بوما" PUMA إلى إلغاء إحدى الطلعات؛ نظراً لأن طلاء هيكلها، الذي جرفه الماء، غطى نافذة قمرة الطيار.

4. تكنولوجيا التمويه والتعمية في الشرق الأوسط

في نهاية الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي طوِّرت مجموعة جديدة من طلاءات التمويه الجديدة في بريطانيا، وقد أُعطيت الأولوية لتمويه طائرات C-130، عند نشرها في منطقة الشرق الأوسط، وقد استخلص طلاء جديد، قلوي القاعدة، بعد إجراء تحاليل طيفية من أنواع الرمال في المنطقة، واختبر الطلاء في إحدى الطائرات C-130 المتمركزة في قبرص في 1988. وقد عُرِّف اللون الجديد، بصورة غير رسمية، بلون "النمر الأرجواني" Pink Panther، نسبة إلى الرسوم المتحركة الشهيرة لهذا الحيوان، وقد أصبح هذا اللون يعرف، الآن، رسمياً، بلون "رمال الصحراء".

عند حدوث أزمة الخليج، لم يكن هناك سوى القليل من هذا الطلاء، فطُلب على الفور المزيد منه من شركة "ترايمت المحدودة" TRIMITE للطلاء، لاستخدامه في طلاء طائرات سلاح الجو البريطاني المنتشرة في شبه الجزيرة العربية، وطوِّر إلى طلاء رمادي من السلسلة نفسها التي تستخدم في طائرات "جاجوار" JAGUAR، عند نشرها في شمال أوروبا.

ثالثاً: أعمال الخداع الإلكتروني ضد أسلحة القتال الحديثة الموجهة إلكترونياً

نظراً للتطور الهائل في مجال تكنولوجيا الإلكترونيات، واعتماد معظم أسلحة القتال، إن لم يكن جميعها، في أدائها لمهامها القتالية، على النظم الإلكترونية المتطورة، للقيادة، والسيطرة، والكشف، والتوجيه، والتحكم، سواء الأرضية، أو المحمولة بحراً، أو جواً. لذلك فقد تعاظم دور الخداع الإلكتروني، في التأثير بفاعلية على كفاءة هذه الأسلحة، في إصابة أهدافها، وبالتالي، تقليل نسبة الخسائر.

ومن هذا المنطلق، برز الخداع الإلكتروني بوصفه أحد العناصر الرئيسية الفعالة في مكونات إيجاد موقف إلكتروني وهمي، بصورة تخالف الواقع، باتخاذ بعض الإجراءات والأعمال؛ لتقليل درجة دقة المعلومات التي يمكن أن يحصل عليها الخصم بغرض تضليله وتشتيت جهوده، واستنزاف وسائله النيرانية، وذلك من أجل توفير الاستقرار المناسب للقوات، والوسائل الصديقة؛ لتحقيق مهامها القتالية بأقل خسائر ممكنة.

1. دور الخداع الإلكتروني ومكانه في منظومة الحرب الإلكترونية

يُعد من إجراءات الحرب الإلكترونية الدفاعية EW Defensive Measures، التي تنفذ لخداع وسائل العدو الإلكترونية المستخدمة في القيادة، والسيطرة، والكشف، والتوجيه، لقواته، وأسلحة قتاله، بتمثيل موقف إلكتروني وهمي للموقف الإلكتروني الحقيقي، أو بالتداخل على وسائله الإلكترونية، بغرض إرباكه، وتشتيت جهوده، واستنزاف وسائله النيرانية.

2. أساليب الخداع الإلكتروني

أ. تغيير/ تشويه المعالم الإلكترونية للأهداف الحقيقية.

ب. الإخفاء الإلكتروني الكامل/ الجزئي للأهداف الحقيقية.

ج. إيجاد الأهداف الإلكترونية الكاذبة.

3. حتمية الخداع الإلكتروني

نظراً لتكامل منظومتي الكشف، والتوجيه للمقذوفات بوسائلها الكهرومغناطيسية المتعددة، التي تتيح للعدو الحصول على معلومات تفصيلية ودقيقة عن الأهداف الحيوية وإصابتها، فقد استلزم ذلك ضرورة استخدام منظومة متكاملة للخداع الإلكتروني، يراعى فيها الحرفية، والواقعية، والحبكة، لتكون قادرة على خداع نظم الكشف والتوجيه المتعددة، مع الوضع في الحسبان، أن تكون هذه المنظومة قادرة على التعامل مع التهديدات الحالية والمستقبلية.

لا تُعد أعمال الخداع الإلكتروني أعمالاً هجومية، ولم تحظر، حتى الآن، في أي اتفاقيات دولية للحد من التسليح أو نزع السلاح.

تُعد تكنولوجيا الخداع الإلكتروني إحدى الضروريات، في ظل التفوق التكنولوجي للدول المتقدمة.

4. منظومة الخداع الإلكتروني المتكاملة عن الأهداف الحيوية

منظومة الخداع الإلكتروني المتكاملة: تنقسم في أساليب تنفيذها إلى الآتي:

أ. إخفاء الأهداف الحقيقية

وهي الأعمال الإلكترونية التي تتخذ بغرض تقليل احتمالات اكتشاف الأهداف الحقيقية، ومن أمثلة ذلك:

(1) شباك التمويه، وطلاءات التمويه والتعمية البصرية/ التليفزيونية، وأغطية الإخفاء الحراري، والراداري.

(2) الدخان ضد أنظمة الرؤية الضوئية والحرارية.

(3) سحابة الرقائق المعدنية ضد نظم الكشف الراداري.

ب. تشويه، معالم الأهداف الحقيقية أو تغييرها

هي الأعمال، التي تتخذ بغرض تغيير، المعالم، أو الشواهد الدالة للأهداف أو تشويهها، ومن أمثلة ذلك: استخدام العواكس الركنية لتغيير، وتشويه معالم الأهداف، والشواهد رادارياً، واستخدام براميل المازوت المشتعلة، لتشويه الصورة الحرارية للأهداف.

ج. تمثيل أهداف كاذبة "نماذج هيكلية"

هي مجموعة الأعمال الإلكترونية التي تتخذ بغرض جذب انتباه أنظمة الكشف والتوجيه الإلكترونية إلى أهداف خداعية، وبالتالي، تقليل نسب الإصابة عن الأهداف الحقيقية، وزيادة نسب الإصابة للأهداف الخداعية، ومن أمثلة ذلك، الأهداف والنماذج الخداعية المطاطية "راداري، حراري، ليزري، تليفزيوني، بصري"، والعواكس الركنية "راداري"، والهيلوجراف Heliograph "ليزري"[1].

د. الخداع اللاسلكي عن طريق التقليد

بإحداث خلل وإرباك في الشبكات، والاتجاهات اللاسلكية، وذلك بتقليد نوع العمل، أو الإشعاع، الذي ينبعث من أجهزة العدو اللاسلكية، والتداخل على قنوات مواصلاته بالأسلوب الذي يتبعه نفسه، باستخدام المحطات اللاسلكية الصديقة، وإرسال تعليمات خاطئة، وأوامر، وتقارير، وبلاغات قتال، وإشارات لاسلكية من خلالها، كأنها صادرة من العدو، بغرض إرباك قواته، وإفقاده السيطرة عليها.

5. كيفية تنفيذ الخداع اللاسلكي من طريق التقليد

تشغل المحطات اللاسلكية الصديقة؛ لتقليد عمل شبكات العدو اللاسلكية، بشكل مناظر لها تماماً، من طريق إرسال تعليمات خاطئة، (أوامر، تقارير، بلاغات قتال، إشارات لاسلكية) باسم العدو، بأسلوب سريع ومباشر، لخداع قادة هيئة القيادة المعادية وضباطها، إضافة إلى خداع عمال لاسلكي العدو، واضعين في الحسبان، السلوك الشخصي، والسمات المميزة لعمال التشغيل، وعلى الترددات، وأنواع العمل التي تعمل عليها الأجهزة اللاسلكية المعادية نفسها، حتى يتوهم هؤلاء العمال، أن هذه الإشارات صادرة من المحطات الصديقة للشبكات والاتجاهات اللاسلكية الخاصة بهم، مع مراعاة أن إرسال المعلومات الخاطئة، من خلاف الشبكات الصديقة، يجب أن تنفذ بطريقة لا تمكن العدو من اكتشافها، بحيث تأخذ في المظهر والشكل الأسلوب نفسه والطريقة المستخدمة في إرسال العدو للمعلومات الحقيقية له.

6. أعمال الخداع الصوتي Sonar Deception

يستخدم للحد من إمكانات الاستطلاع المعادي بالصوت "Sonar" في اكتشاف الغواصات، والسفن، والقطع البحرية الصديقة، وخداع نظم توجيه أسلحة القتال بالصوت ووسائله، وخاصة ضد الغواصات، ويشتمل على ما يلي:

أ. الستائر الغازية

تستخدم الستائر الغازية في تقليل انتشار الصوت، وتمثيل أهداف خداعية تحت الماء. وتتميز هذه الستائر الغازية بإمكان استعمالها في حدود مجال ترددي واسع.

تتكون من خراطيم خداع خاصة، عندما تلمس شحنتها الكيماوية الماء، يحدث اندفاع عنيف لفقاعات الغاز، وفي حالة اصطدام موجات أجهزة الكشف الصوتي "السونار" عن الغواصات بهذه الفقاعات، فإنها تعكس إشارات مشابهة لتلك المنعكسة من الغواصات.

باستخدام هذه الخراطيم الخداعية، يمكن للغواصة المناورة التخلص من القناصات، وعناصر مكافحة الغواصات المعادية التي تطاردها.

ب. الأغطية الهيدروصوتية

تستخدم لتقليل مدى اكتشاف الخصم للغواصات الصديقة.

من الناحية العملية، وجد أن عملية تصميم أغطية هيدروصوتية ذات مجال ترددي واسع، ويمكنها تحمل درجات ضغط مياه البحر، ودرجات الحرارة المختلفة، تواجه صعوبات كبيرة.

ج. المقلدات الصوتية

تستخدم في تمثيل أهداف كاذبة بإنتاج أصوات مشابهة تماماً لأصوات محركات الغواصات تحت سطح الماء، لخداع نظم التوجيه الصوتي لأسلحة القتال ضد الغواصات ووسائله.

د. كيفية استخدام المرسلات الخداعية/ المقلدات ضد الصواريخ المضادة للإشعاع الراداري (اُنظر شكل خداع الصواريخ الموجهة) و(شكل نظرية عمل المقلدات) و(شكل المقلد الراداري)

هـ. إجراءات الوقاية من الصواريخ الموجهة رادارياً، باستخدام إحدى طرق الإخفاء والخداع الراداري للأهداف الثابتة والمتحركة

(2) استخدام مواد طلاء ماصة الموجات الكهرومغناطيسية.

(2) استخدام مواد طلاء تتداخل مع الموجات الكهرومغناطيسية.

(3) الاستفادة من طبيعة الأرض في إخفاء الشواهد الرادارية للأهداف باستغلال السواتر الطبيعية.

(4) استخدام الشباك المعدنية، والأغطية الماصة للموجات الكهرومغناطيسية.

(5) استخدام الرقائق المعدنية في توفير الحماية الذاتية للأهداف الثابتة، والمتحركة.

7. إجراءات الوقاية من الصواريخ الموجهة حرارياً

أ. تقليل الانبعاث الحراري الصادر من المعدات باستخدام الشباك المبللة، أو إجراء بعض التعديلات الميكانيكية في الأجزاء المشعة حرارياً.

ب. استخدام طلاء خاص لتقليل الانبعاث الحراري.

ج. استخدام المشاعل الحرارية لجذب المقذوفات الموجهة حرارياً بعيداً عن أهدافها.

8. إجراءات الوقاية من الصواريخ الموجهة بالليزر

أ. وضع مصادر إضاءة ليزرية بالقرب من الأهداف تكون مشابهة في قدراتها لأشعة الليزر المعادية المرتدة من الهدف، والمستخدمة في إضاءته حتى يمكن خداع الصاروخ الموجه بالليزر.

ب. استخدام الدخان لتشتيت أشعة الليزر المستخدمة في التوجيه أو امتصاصها.

9. إجراءات الوقاية من الصواريخ الموجهة تليفزيونياً

أ. استخدام طرق الإخفاء التقليدية، لإخفاء المعدات، والأهداف الحيوية.

ب. استخدام عبوات الدخان في تعمية الكاميرات التليفزيونية المستخدمة في التوجيه.

ج. استخدام طلاء مشابه للخلفية المحيطة بالهدف.



[1] الهليوجراف: تليسكوب مُعد لتصوير الشمس، ويُستخدم في إظهار الصور المجسمة باستخدام الليزر.