إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الحرب الإلكترونية




أنظمة الرادارات الأرضية الحديثة
ناثر المشاعل الحرارية Eclair-M
أجهزة التوجيه بالليزر
أجهزة الرؤية الليلية
أجهزة الرؤية بتكوين الصورة الحرارية-1
أجهزة الرؤية بتكوين الصورة الحرارية-2
محطة الإعاقة اللاسلكية التكتيكية
محطة استطلاع لاسلكي أرضية
محطة استطلاع راداري
نظم القيادة والسيطرة في البحرية
نظم صاروخية ميكروإلكترونية
نظام ADAD للمراقبة الأرضية
نظام إطلاق العصائف MK36
نظام الإنذار المبكر Moss
نظام الرادار M-Star
نظام القيادة والسيطرة الآلية
نظام CREW Duke
نظام Prophet
نظام كشف الصواريخ MWS-20
نظام TOGS للرؤية الليلية
معدات من إنتاج شركة إلتا
معدات من إنتاج شركة تاديران
معدات الاستطلاع الإلكتروني بالطائرة E-2C
معدات الظهور الراداري والبصري
معركة الأسلحة المشتركة
الإخفاء والتمويه للمعدات الإلكترونية
الإخفاء والتمويه للمعدات اللاسلكية
الإخفاء الراداري للقطع البحرية
النظام ALQ-99
النظام AN/ALQ-218
النظام الصاروخي ستنجر
النظام Warlock Green
الإعاقة السلبية الحرارية
الإعاقة الضوضائية بالشوشرة
الإعاقة بنظام الخداع seagnat
الإعاقة بنظام Nulka
التمويه بالطلاء لطائرات القتال
التصوير الحراري للأهداف
التعمية بالتغير في وضوح اللون
الدبابة الإسرائيلية ميركافا
الرادار STANTOR
الرادار MESAR
الصواريخ الاعتراضية
الصواريخ الاعتراضية أرض/ جو (1)
الصواريخ الاعتراضية أرض/ جو (2)
الطائرة نمرود
الطائرة المقاتلة EF-111
الطائرة العمودية لينكس
الطائرة U-2 منظر أمامي وجانبي
الطائرة عين الصقر
الشرك الخداعي Nulka
العواكس الركنية العائمة
استخدام الأشعة تحت الحمراء ليلاً
استخدام النظام AN/ALQ-212
استخدام الصواريخ التليفزيونية
استخدام الطائرات العمودية
تطبيقات إخفاء البصمة الرادارية
تكنولوجيا الإخفاء الراداري للطائرات
جهاز لاسلكي محمول
حاملة الطائرات أمريكا
رادار المراقبة الأرضية RASIT
صواريخ محملة على الكتف
صواريخ محملة على عربات
صواريخ مجهزة على حامل
طائرة الاستطلاع E-8C
طائرة التجسس U-2
طائرة تقذف المشاعل الحرارية
قاذف الرقائق طراز ALE – 40

إنشاء محور اتصال لاسلكي
منظومة وحدة بحرية صغيرة
منظومة وحدة بحرية كبيرة
منظومة الحرب الإلكترونية المحمولة جواً
مدى تأثير تأخير الاشتعال
هيكل الطائرة الخفية F-117A
أسلوب الإعاقة الرادارية الإيجابية
أسلوب تدمير الصواريخ السورية
أسلوب دمج المعلومات
مسارح الحرب الإلكترونية
أشكال العواكس الركنية
نظم السيطرة الإلكترونية
نظم القيادة والسيطرة
نظام الكشف عن الألغام البحرية
نظام تحذير ومراقبة محمول جواً
نظرية عمل المقلدات
أقسام الحرب الإلكترونية
أقصى مدى كشف راداري
النبضة الكهرومغناطسية النووية
الهجوم بالتدخل السلبي
الأسلوب الأول/1
الأسلوب الأول/2
الأسلوب الثالث
الأسلوب الثاني
الأسلوب الرابع
الأشعة تحت الحمراء
الإعاقة السلبية للصواريخ
الإعاقة بإزاحة إحداثي الهدف
المقلد الراداري
التمويه الإلكتروني ضد الصواريخ
البث عن بعد
التطبيقات العسكرية في أنظمة الليزر
العلاقة بالزمن والقدرة
استخدام الرقائق المعدنية لخداع الصواريخ
توزيع محطات التنصت
تطبيقات الحيز الكهرومغناطيسي
تفصيل نظام الحماية الذاتية
خداع الصواريخ الموجهة
خداع الصواريخ سام ـ 7
حيز الطيف الكهرومغناطيسي
سيناريو المهمة التدميرية
كابينة طاقم التشغيل للطائرة E-2C
عملية خليج سرت
عناصر الاستطلاع اللاسلكي




مقدمة

المبحث العاشر

تكنولوجيا الإخفاء للقوات البحرية

لم يكن التخفي معروفاً أساساً في البحرية، خلال الفترة ما بين معركتَي "ترافلغار" في 1805، و"ميدواي" في 1942؛ إذ كانت القوة البحرية تهتم بالأساس بالمدفعية والتدريع. وفي الحرب العالمية الأولى كانت سُحب الدخان الكثيف المنبعث من مراجل "محارق" الفحم للقطع البحرية ترى من وراء الأفق، وحتى أمام السفن. وعقب ذلك، تحققت بعض الأبحاث البسيطة في التمويه بهدف خداع الخصم فيما يتعلق بالقوة الحقيقية للسفن، وإبّان الحرب العالمية الثانية، طُليت بعض السفن الحربية بطلاء خادع للنظر، قلل من حجم السفينة، وضلل المراقبين عن قوة النيران الحقيقية للسفينة.

مع ظهور الرادار ووسائل الاتصالات البحرية (اُنظر صورة معدات الظهور الراداري والبصري)، انتصبت على السفن الحربية الهوائيات مقترنة بأنظمة سلاح أكثر تطوراً وتعقيداً، دون الأخذ في الحسبان تأثيرها في المقطع الراداري للسفينة غير المتناسب مع حجمها، مما صعب عملية الإخفاء الإلكتروني في القوات البحرية.

أصاب تدمير المدمرة "شفيلد"، أثناء حرب فوكلاند في 1982، هيئة أركان البحرية في الدول الكبرى بصدمة كبيرة. ومنذ ذلك الوقت، عكفت القيادات البحرية في هذه الدول على وضع برامج مخصصة لجعل السفن الحديثة أكثر إخفاءً؛ إذ توصلوا إلى تحقيق هذا الهدف بتعديل الأشكال التقليدية للسفن مع تقليص البصمة الحرارية، والضجيج "الصوت"، والبث الراداري، والاتصالات اللاسلكية.

أولاً: تكنولوجيا إخفاء النظم الرادارية للقطع البحرية

منذ 1945 تطوَّرت الصناعة البحرية، فاختفت التدريعات الفولاذية، وتقلص عدد الأبراج، وفي المقابل تضاعف عدد أنظمة الأسلحة على أسطح السفينة ومقلداتها "الطبقات العليا"، وشارك هذا العدد الوافر من المساحات العاكسة المرتبط بالهوائيات المنتصبة في اكتشاف السفينة. وكبرت الزاوية القائمة المشكلة بين هيكل السفينة وصفحة الماء، كما أن الأشكال الدائرية للأسطوانات حاملة الصواريخ، والأبراج، والهوائيات، كل ذلك ساعد على ارتداد الموجات الرادارية، وبالتالي سهل من اكتشافها رادارياً.

   وبهدف تطوير مبدأ التخفي، وتقليصاً للمقطع الراداري للسفينة، تبنَّت مكاتب الهندسة البحرية فكرة المسطحات المنحنية بمعدل عشر درجات، على الأقل، بالنسبة للهيكل إلى الخارج، أولاً، ثم إلى الداخل مع دوران في الزوايا. أما الإنشاءات العلوية، فتقل قدر الإمكان، مع انحناء الجوانب، وإلغاء المقلدات "الطبقات العليا"، والمماشي التي تمثل فخاً للموجات الرادارية التي يصعب السيطرة عليها.

   تعتمد هذه التقنية، بالتوازي، مع تقدم البرامج المختلفة التي يجري تحقيقها حالياً، وأحدثها برامج المدمرات الأمريكية من نوع DDG ARLEIGH BURKE، والسفن الإسرائيلية "سعر- 5"، التي تطبق تقنية التخفي. أما السفينة التي دُمجت فيها مفاهيم التخفي أكثر فهي ـ حالياً ـ الفرقاطة الفرنسية من نوع "لافاييت" (اُنظر صورة الإخفاء الراداري للقطع البحرية) التي تعود دراسة إنشائها إلى 1985؛ إذ درست فيها أشكال الهيكل، والإنشاءات العلوية بكل عناية، مما أدى إلى تخفيف وزن بنية السفينة بتخفيض مركز الثقل، إضافة إلى وضع الزوارق، والقوارب خلف حواجب، مع تقليل جسم برج المدفع عيار 100مم.

   يمكن زيادة إخفاء البصمة الرادارية للسفينة باستخدام مواد غير حديدية تمتص الموجة الرادارية، وكذلك استخدام الدهانات التي تمتص الموجات الرادارية، تأكيداً لأعمال التخفي. (اُنظر صورة تطبيقات إخفاء البصمة الرادارية)

1. تحديات الإخفاء الراداري للقطع البحرية

منذ 1942، سجلت الاستخدامات العملياتية الأولى للرادارات، وتقنية الموجات تطوراً كبيراً، وسمحت بتغطية واسعة لنطاق ترددات الطيف. وتمتلك كل سفينة بصمة رادارية وحيدة، مع الأخذ في الحسبان بتسليحها وتجهيزاتها الخاصة في أثناء العمليات، تسمح بتحديد هويتها، إضافة إلى تصنيفها، وتخزينها في ذاكرة مكتبة المعلومات. ومنذ ذلك الوقت، يجتهد البحارة العسكريون في جمع أقصى ما يمكن من المعلومات عن تمييز سفن الخصم المعلنة أو المحتملة.

منذ فترة الحرب الباردة، لم يترك الروس هذه الحاجة، فعمدوا، بوساطة التنصت السلبي، إلى جمع البصمة الكهرومغناطيسية لسفن حلف شمال الأطلسي، ونفذت هذه المراقبة الإلكترونية قوارب صيد حُوِّلت إلى سفن لجمع المعلومات، فضلاً عن طائرات تجسس من نوع SIGINT، وهي نماذج معدلة من طائرات توبوليف TUPOLEV TU-16 BADGER، وطائرات TU-142 BEARF، مع شبكة من الأقمار الصناعية العسكرية للمراقبة.

ولمواجهة هذه العمليات ومنعها، جاهدت البحرية الأمريكية في إلغاء الفوارق بين سفنها بتوحيد التجهيزات المركبة على مختلف السفن الحربية. وهكذا، توحدت الرادارات الجديدة من نوع SPS-49 على الفرقاطات وحاملات الطائرات. وزاد الاستعمال المكثف لتقنيات الترددات المتعددة خلال البث/ الإرسال من صعوبات التحديد والتضليل. وفي المستقبل، من المنتظر أن يؤدي تطوير الرادارات الجديدة، القادرة على تجاوز الأفق، أو التي تحملها الأقمار الصناعية، أن تمكنها من تحديد هوية موجة البحر التي تسببها سفينة تبحر بسرعة عالية، وهذا ما سيفرض على تقنية تخفي البصمة الرادارية للقطع البحرية تحدياً قاسياً.

2. تكنولوجيا إخفاء البصمة الحرارية للقطع البحرية

إن تطور تقنيات الكشف الكهروبصري لطيف الأشعة تحت الحمراء الذي يقع بين طولي الموجات المرئية المحصورة بين 0.4 - 1 ميكرون، والموجات الرادارية ذات التردد العالي جداً، أطول من 0.1 سم، تحقق، بشكل ملموس في السنوات العشرين الأخيرة. وهذا ما جعل مكاتب الدراسات البحرية، بحق، تقلق من البث الحراري "الأشعة تحت الحمراء" لسفن القتال، وتركزت الجهود على تقليل هذه الانبعاثات الحرارية بهدف تقليل تعرضها لأنظمة الأسلحة الموجهة بنظام الباحث عن الحرارة، ولا سيما الناجمة عن المداخن، وغازات العادم في السفن.

فمنطقة المحركات، وتكييف الهواء تؤدي إلى سخونة مجموعة الهيكل، مُشَكِلة ما يمثل أكثر من 50% من البث الحراري ضمن سلم الإشعاعات تحت الحمراء الطويلة 8 - 14 ميكرون. وفي المقابل، تشكل المدخنة، وهواؤها الساخن 99% من البصمة في حيز الإشعاعات تحت الحمراء المتوسطة 3 - 5 ميكرون المستخدم ـ عامة ـ في توجيه أسلحة القتال الباحثة عن الحرارة.

يمكن معالجة الحرارة المنبعثة من الهيكل بدمج مواد عازلة في بنية السفينة. أمّا مسألة عادم محركات الديزل، التي يتولد عنها حرارة عالية، فمن غير الممكن تبريد تغليفات المدخنة بمياه البحر؛ نظراً لتآكلها الحتمي بسبب المياه. وتبقى فكرة قصف غازات العادم تحت سطح الماء هي الأفضل. ويلغي هذا النظام البصمة الحرارية الناتجة عن عادم محركات الديزل، إلاّ أن الضجيج الناجم عن العوادم تحت الماء يزيد في البصمة الصوتية للسفينة، فيسهل كشفها من أنظمة التنصت الصوتية السلبية في الغواصات، والعوامات الصوتية.

وبشكل عام، تجهز السفن الحديثة بأنظمة تبريد لهواء العادم بنظام "أنبوب التبريد" Ductor Diffuset؛ إذ يصنع أُنبوب/ (ماسورة) العادم في شكل حلقات متصلة، تتسع تدريجياً للخارج، ويدفع بداخلها هواء العادم المضغوط فيبرد بالتدريج، حتى يبلغ درجة التبريد المقبولة. وثمة نظام آخر هو Defense Research Establishment of Sheffield DRES، ويعمل هذا النظام على مرور هواء العادم الساخن داخل أنبوب/ (ماسورة) حلزوني يبث بين حلقاته الحلزونية المتصلة هواء بارد مضغوط، يختلط بهواء العادم الساخن فيبرده، وهذه التقنية تقلل بشكل كبير من البصمة الحرارية للسفينة.

3. تكنولوجيا إخفاء البصمة الصوتية للقطع البحرية

إن حرب الضجيج هي الميدان المفضل للغواصات التي تسلط مستشعراتها كلها نحو المصادر المسببة للضجيج الصوتي المحركات، فتحتاج سفن السطح إلى التحرك بسرعة عالية، وبالتالي فإن محركاتها ذات الطاقة الضخمة؛ إضافة إلى المراوح التي تدور بسرعة عالية، وموج البحر، فإنها تسبب ضجيجاً يساعد على تعيين هوية وصفة القطعة البحرية.

تسمح بعض التقنيات بالحد من مستوى هذا الضجيج، فالمحركات وغيرها من الآلات هي مصدر الضجيج والذبذبات، فتركب على قواعد ماصة للذبذبات، ومن الأفضل أن يركب لها كاتم للصوت. وللتخفيف من الضجيج الناجم عن المراوح، فتصمم بشكل انسيابي، ويحدد هواؤها بفقاعات الهواء المضغوط التي تمتص الضجيج الناتج كله. ويطلق على هذا النظام الأخير RAIRIE– MASKER، وقد جهزت به بعض المدمرات الأمريكية والإنجليزية والكندية. ويمكن مراقبة مجموع الضجيج الناتج عن سفينة ما، بوساطة هذا النظام المتصل بحاسب آلي، يطلق الإنذارات اللازمة عند تجاوز الصوت لحد معين.

ثانياً: تكنولوجيا الإخفاء من الصواريخ البحرية "النظم الخداعية للصواريخ"

في عام 1982، أُغرقت المدمرة البريطانية "شفيلد" SHEFFIELD بوساطة صاروخ "إكزوسيت" EXOCET أطلقته طائرة SUPER ETENDARD تابعة لسلاح البحرية الأرجنتيني. وخلال حرب الخليج الثانية، أُغرقت أو عُطِلت عدد من السفن العراقية بوساطة صواريخ SEA SKUA، أطلقتها طائرات الهليكوبتر من نوع "لينكس"، التابعة لسلاح البحرية البريطاني. وكما هو معروف، فقد كانت الحرب الباردة هي الدافع إلى تطوير بعض الدول في حلف شمال الأطلسي NATO نُظُم خداع مصممة لتهزم الصاروخ الروسي "ستيكس" STYX والأنواع الأحدث المطورة منه.

وفي معظم الأحوال، هناك سبيل واحد لتحقيق نجاح "نظام الخداع الإلكتروني" واختبار صلاحيته في غياب الحرب الحقيقية، وهو استخدام البرامج الجاهزة للحاسبات الآلية لاختبار فاعلية مختلف النُظُم من خلال سيناريوهات عديدة ومختلفة عن الهجمات الصاروخية. وفي العموم، فإن جميع نُظُم الخداع الإلكتروني تعمل من خلال أحد الأنواع التالية، سواء مجتمعة أو منفردة:

1. الإرباك: إذ تنشر الرقائق المعدنية CHAFFS الخداعية، لإرباك الرادارات المعادية من طريق استحداث عدة أهداف زائفة لتخفيض إمكانية كشف الهدف الحقيقي.

2. الإلهاء "المشاغلة": إذ تنشر نُظُم الخداع حول السفينة على مسافة تصل إلى 2.5 كم، لكي يلاحق رادار الصاروخ المضاد للسفن ذو التوجيه الراداري نظام الخداع الراداري "ستارة الرقائق المعدنية" قبل كشف السفينة، ويمكن استخدام الأسلوب نفسه ضد الصواريخ الموجهة حرارياً، باستخدام المشاعل الحرارية الخداعية.

3. الجذب: عندما يقبض الصاروخ؛ سواء الموجّه حرارياً أو رادارياً على السفينة، ويباشر ملاحقته لها؛ في هذه الحالة تطلق السفينة قذائف المشاعل الحرارية ضد الصواريخ الموجهة حرارياً، أو تطلق قذائف الرقائق المعدنية ضد الصواريخ الموجهة رادارياً، فيتحرك الصاروخ الموجه ضد السفينة منجذباً تجاه الأهداف الخداعية التي ينخدع بها، ويسقط بعيداً عن السفينة.

4. الإسقاط: يستخدم هذا النوع، متى بات واضحاً أن الصاروخ ـ وبالأخص الموجّه رادارياً ـ قد قبض على السفينة، في هذه الحالة يجرى عمل ستارة من الرقائق المعدنية بقصف قذيفة الرقائق؛ لتنتشر خارج مجال رؤية الصاروخ، وفي الوقت نفسه، يستخدم جهاز الإعاقة الراداري المركّب بالسفينة في إعاقة نظام التوجيه الراداري للصاروخ، فتتسبب هذه الإعاقة في انحراف الصاروخ عن مساره نحو السفينة، ليجد أمامه ستارة الرقائق المعدنية، فيتحرك نحوها ويسقط بعيداً عن السفينة.

ثالثاً: تحسين نُظُم الخداع

تجدر الإشارة إلى أن بعض نُظُم الخداع الإلكتروني القديمة، لم تَعُد قيد الإنتاج، كنظام "بروتين" PROTEAN من شركة "ثورن أيمى" THORN EMI، بينما طُورت نُظُم أخرى كنظام "باريكيد" BARRICADE الذي صممته شركة ML AVIATION، ونظام BARRICADE MK III مثلاً، يستخدم قذائف أخف وأكثر قوة ويحوي إلكترونيات محسنة، بينما طور النوع "سوبر باريكيد" SUPER BARRICADE للسفن من حجم الطرادات فأكبر.

وأنتج، بعد ذلك، نظام "شيلد" SHIELD الذي ثبتت فعاليته قتالياً، وقد صمم ليتناسب مع جميع المنصات؛ بدءاً من زوارق الهجوم السريعة إلى المدمرات. وهو يوفر دفاعاً على مستويات بالعمل ضمن الأنساق التكتيكية الرئيسية المختلفة، وتبرز فعالية نظام "شيلد" SHIELD، في دور أنواع الخداع الإلكتروني الأربعة: "الإرباك، والمشاغلة، والجذب، والإسقاط"، وقد ثبتت فعاليته في أعمال القتال البحري؛ إذ يستطيع اختزان ذاكرة لعدة سيناريوهات ناجحة لعمل النظام، طُوِّرت نتيجة تمثيل لعمليات حقيقية شبيهة شاملة.

زوّدت أسلحة بحرية لعدة دول بالنظام "شيلد"، الذي يستخدم ذخائر الرقائق المعدنية CHAFFS لجميع أنساق التشغيل، التي تنتشر، أوتوماتيكياً؛ إذ يُعد أحد أنواع الخداع الذي يمنح أقصى احتمالات النجاح، كما يحوي نُظُماً للخداع بالأشعة تحت الحمراء تصل لسبعة ذخائر فرعية تشع بصمة شبيهة ببصمة السفينة داخل مدى يراوح بين 50 و200 متر. وتطلق هذه الذخائر، بالتتابع؛ لتأمين التغطية القصوى داخل مجال الرؤية الضيق، للمستشعرات العاملة بالأشعة تحت الحمراء، والمركبة في مقدمة الصواريخ الموجهة حرارياً.

ويتكون من جهاز إعاقة راداري متبدد/ (مستهلك)، معلّق في مظلة منزلقة جديدة التصميم، ويطلق من منصات إطلاق مركبة على السفينة، وجهاز الإعاقة به مستقبل راداري مهمته اكتشاف نبضات رادار الصاروخ الموجه رادارياً، والمقترب في اتجاه السفينة، وبمجرد اكتشافه، يبث إشارة الإعاقة القوية في اتجاه الصاروخ، فينحرف عن اتجاه السفينة. (اُنظر شكل أسلوب الإعاقة الرادارية الإيجابية)

يطلق نظام "سيرين" من أجهزة إطلاق قياسية من عيار 130 مم، ويمكن دمجه مع النُظُم الموجودة في السفينة ومستشعراتها؛ إذ لا يتطلب ذلك سوى الحد الأدنى من التعديل. ويكفي إطلاق قذيفة واحدة من نظام "سيرين" لمواجهة كل تهديد على حدة، كما أن إشارات التشويش يُتحكم فيها بوساطة نظم مبرمجة آلياً، وهذا النظام يُعد أقوى من نظم تشويش كثيرة مستخدمة حالياً على متن السفن. وهكذا يبعد نظام "سيرين" خطر الصاروخ المقترب، والموجه نحو السفن؛ إذ إن النظام يحمى ـ بشكل خاص ـ من خطر الصواريخ الذكية التي تهاجم السفن.

يُعدّ نظام "تود" TOAD الخداعي المقطور خلف السفينة، الذي أنتجته مجموعة "جيك ـ ماركوني"، رد فعل جديد ضد التهديد الصاروخي، أمّا نظام "ربليكا" REPLICA الذي طورته شركة "أرفين" IRVIN بالتعاون مع وكالة أبحاث الدفاع البريطانية، فهو إجراء مضاد سلبي ضد الصواريخ الموجهة رادارياً للترددات الرادارية، وهو هيكل يمكن نفخه ونشره بسرعة لاستحداث بصمة رادارية تماثل بصمة رادارية لسفينة متوسطة الحجم. ويقال إن نظم الخداع العائمة هذه، تحدث بصمة رادارية أكثر شبهاً بالبصمة الحرارية الحقيقية للسفينة، بالمقارنة مع النظم السلبية الأخرى كالرقائق المعدنية.

ولتسهيل تثبيت أي نظام خداعي بالسفن، يمكن استخدام قواذف صاروخية متعددة المهام، لنشر الرقائق المعدنية، وإطلاق القذائف ذات الأشعة تحت الحمراء "المشاعل الحرارية". مثلاً، تستطيع القواذف ذات العشرين فوهة ـ من إنتاج شركة "بريدا" BREDA ـ أن تطلق عدة قذائف من أعيرة مختلفة، إلاّ أن أسلحة بحرية عدة تفضل استخدام القواذف الموجودة لديها، بدلاً من اقتناء نظام قاذف آخر خاص بإطلاق الرقائق أو المشاعل.

ومهما يكن من أمر، فقد اختارت أسلحة بحرية عدة، نُظُم الخداع التي طورتها شركة CSEE لاستخدام القذائف التي أنتجتها شركة LACROIX؛ إذ توضع هذه القذائف داخل "قواذف" مميزة بشكل متوازي المستطيلات، وتشكل عنصراً رئيسياً لنظم الخداع؛ مثل نظام SAGAIE، ونظام DAGAIE، وهي نظم تعمل ضمن نطاق أنساق الإرباك المكثف، والإلهاء، والاجتذاب، وتراوح مدة بقائها في العمل بين 30 ثانية و10 دقائق.

اتحدت شركة "لورال هيكور" LORAL HYCOR مع شركات أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية؛ لإنتاج النظام "ربوك" RBOC نظام المشاعل الحرارية المنطلقة من السفن، وهو قيد الخدمة لدى دول عدة، إضافة إلى سلاح البحرية الأمريكي، مما أدى إلى تطويره إلى النظام الأحدث "سوبر ربوك" SUPER RBOC؛ إذ يكفي استخدام قذيفتين لحماية سفينة بحجم الفرقاطة.

وقد أدى التشارك الدولي الذي شمل الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، والدانمارك إلى تطوير نظام SEAGNAT لنشر الرقائق المعدنية؛ لمصلحة حلف شمال الأطلسي، (اُنظر صورة الإعاقة بنظام الخداع seagnat)، الذي يمكن إطلاقه من قاذفة أجهزة الخداع القياسية MK-36 ضد الصواريخ الموجهة رادارياً.

وبنشر نظام SEAGNAT الخادع الجاذب من نوع MK-214 RF، ونظام المشاغلة الخادع من نوع MK-216 RF، يؤمن نظام "سيجنات" SEAGNAT، العائد لحلف شمال الأطلسي، السفن ضد الصواريخ الموجهة رادارياً؛ إذ يشكل أنساقاً مركزة للإرباك، ضد نُظُم التوجيه والتحكم، المثبتة في الصاروخ المهاجم، الموجه رادارياً، خلال مرحلتي القبض على الهدف، والانقضاض النهائي عليه.

اشتركت شركة SIPPICAN الأمريكية، وشركة AWA DEFENCE INDUSTRIES الأسترالية في تطوير نظام "نولكا" NULKA، (اُنظر صورة الإعاقة بنظام Nulka)، وهو نظام خداع راداري نشط، يتبدد بعد الاستعمال، فريد من نوعه، يعمل ضد الصواريخ الموجهة رادارياً، ويستخدم صاروخ تحويم بدلاً من المظلة، ويقال: إن أداءه أفضل في الرياح الشديدة، وبعد إطلاقه يعمل الخادع مستقلاً بموجب أوامر لتوجيه الطيران، ويبتعد عن السفينة بموجب سرعة، وزاوية ارتفاع مبرمجين مسبقاً.

ويمكن استخدام وحدة تحكم بالنيران مع نظام "نولكا"، تركب في السفن غير المجهزة بنظام تحكم بالنيران، وتدير هذه الوحدة عملية إطلاق الخادعات من قواذف إطلاق عديدة مثبتة حول السفينة، ويعتقد أن ميزات طيران نظام "نولكا" تمكنه من مجابهة عدة تهديدات في وقت واحد، وقد طورت شركة "فليبس" PHILIPS في السويد، مجموعة CM-9 من نُظُم الخداع، يسمح تصميمها من ملاءمتها للتجهيز في عدة فئات من السفن وزن 300، و600، وألف طن.

إن وحدة التحكم، ونظام توجيه النيران يستخدمان في كل فئات السفن، ولكن عدد القواذف وفئة المستشعرات تختلف بحسب فئة السفينة. وعلى الرغم من أن عدداً من الشركات يتنافس في سوق نُظُم الخداع السلبية، فإن الشركات ـ جميعاً ـ تتوافق على أنه يمكن التغلب على الصاروخ المضادّ للسفن؛ سواء الموجه رادارياً أو حرارياً، بعد إنذار لا يقل عن 20 ثانية في حال اتخاذ رد الفعل المناسب بشكل فوري.

(اُنظر شكل منظومة وحدة بحرية كبيرة) و(شكل منظومة وحدة بحرية صغيرة).