إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الحرب الإلكترونية




أنظمة الرادارات الأرضية الحديثة
ناثر المشاعل الحرارية Eclair-M
أجهزة التوجيه بالليزر
أجهزة الرؤية الليلية
أجهزة الرؤية بتكوين الصورة الحرارية-1
أجهزة الرؤية بتكوين الصورة الحرارية-2
محطة الإعاقة اللاسلكية التكتيكية
محطة استطلاع لاسلكي أرضية
محطة استطلاع راداري
نظم القيادة والسيطرة في البحرية
نظم صاروخية ميكروإلكترونية
نظام ADAD للمراقبة الأرضية
نظام إطلاق العصائف MK36
نظام الإنذار المبكر Moss
نظام الرادار M-Star
نظام القيادة والسيطرة الآلية
نظام CREW Duke
نظام Prophet
نظام كشف الصواريخ MWS-20
نظام TOGS للرؤية الليلية
معدات من إنتاج شركة إلتا
معدات من إنتاج شركة تاديران
معدات الاستطلاع الإلكتروني بالطائرة E-2C
معدات الظهور الراداري والبصري
معركة الأسلحة المشتركة
الإخفاء والتمويه للمعدات الإلكترونية
الإخفاء والتمويه للمعدات اللاسلكية
الإخفاء الراداري للقطع البحرية
النظام ALQ-99
النظام AN/ALQ-218
النظام الصاروخي ستنجر
النظام Warlock Green
الإعاقة السلبية الحرارية
الإعاقة الضوضائية بالشوشرة
الإعاقة بنظام الخداع seagnat
الإعاقة بنظام Nulka
التمويه بالطلاء لطائرات القتال
التصوير الحراري للأهداف
التعمية بالتغير في وضوح اللون
الدبابة الإسرائيلية ميركافا
الرادار STANTOR
الرادار MESAR
الصواريخ الاعتراضية
الصواريخ الاعتراضية أرض/ جو (1)
الصواريخ الاعتراضية أرض/ جو (2)
الطائرة نمرود
الطائرة المقاتلة EF-111
الطائرة العمودية لينكس
الطائرة U-2 منظر أمامي وجانبي
الطائرة عين الصقر
الشرك الخداعي Nulka
العواكس الركنية العائمة
استخدام الأشعة تحت الحمراء ليلاً
استخدام النظام AN/ALQ-212
استخدام الصواريخ التليفزيونية
استخدام الطائرات العمودية
تطبيقات إخفاء البصمة الرادارية
تكنولوجيا الإخفاء الراداري للطائرات
جهاز لاسلكي محمول
حاملة الطائرات أمريكا
رادار المراقبة الأرضية RASIT
صواريخ محملة على الكتف
صواريخ محملة على عربات
صواريخ مجهزة على حامل
طائرة الاستطلاع E-8C
طائرة التجسس U-2
طائرة تقذف المشاعل الحرارية
قاذف الرقائق طراز ALE – 40

إنشاء محور اتصال لاسلكي
منظومة وحدة بحرية صغيرة
منظومة وحدة بحرية كبيرة
منظومة الحرب الإلكترونية المحمولة جواً
مدى تأثير تأخير الاشتعال
هيكل الطائرة الخفية F-117A
أسلوب الإعاقة الرادارية الإيجابية
أسلوب تدمير الصواريخ السورية
أسلوب دمج المعلومات
مسارح الحرب الإلكترونية
أشكال العواكس الركنية
نظم السيطرة الإلكترونية
نظم القيادة والسيطرة
نظام الكشف عن الألغام البحرية
نظام تحذير ومراقبة محمول جواً
نظرية عمل المقلدات
أقسام الحرب الإلكترونية
أقصى مدى كشف راداري
النبضة الكهرومغناطسية النووية
الهجوم بالتدخل السلبي
الأسلوب الأول/1
الأسلوب الأول/2
الأسلوب الثالث
الأسلوب الثاني
الأسلوب الرابع
الأشعة تحت الحمراء
الإعاقة السلبية للصواريخ
الإعاقة بإزاحة إحداثي الهدف
المقلد الراداري
التمويه الإلكتروني ضد الصواريخ
البث عن بعد
التطبيقات العسكرية في أنظمة الليزر
العلاقة بالزمن والقدرة
استخدام الرقائق المعدنية لخداع الصواريخ
توزيع محطات التنصت
تطبيقات الحيز الكهرومغناطيسي
تفصيل نظام الحماية الذاتية
خداع الصواريخ الموجهة
خداع الصواريخ سام ـ 7
حيز الطيف الكهرومغناطيسي
سيناريو المهمة التدميرية
كابينة طاقم التشغيل للطائرة E-2C
عملية خليج سرت
عناصر الاستطلاع اللاسلكي




مقدمة

المبحث الحادي عشر

نظم الحرب الإلكترونية ووسائلها

في القوات البرية والبحرية

 

أولاً: نظم الحرب الإلكترونية الحديثة ووسائلها في القوات البرية

1. المستشعرات الإلكترونية لنظم المراقبة

المستشعرات الإلكترونية التي تتكون منها نظم المراقبة الأرضية كالآتي:

أ. محطات استقبال لمراقبة التنصت على الاتصالات اللاسلكية، تغطي كل مجموعة النطاقات الترددية لحيز التردد العالي High Frequency: HF المستخدمة للأغراض العسكرية. ونظراً لخصائص انتشار موجات التردد العالي HF؛ سواء الأرضية أو السماوية، فإنه يكفى عدد قليل جداً من محطات التنصت في مواقع مدروسة؛ كي تغطي مراقبة مجموع ما يبثه الخصم لمسافة مئات الكيلومترات داخل حدوده.

ب. محطات استقبال تراقب أجهزة البث والاستقبال والرادار العاملة على موجات التردد العالي جداً VHF، وفوق العالي جداً UHF، وفي هذه الحالة ينبغي أن توضع أجهزة الاستقبال في أقرب مكان من أرض العدو على الحدود؛ إذ إن الخصائص الفيزيائية لانتشار موجات التردد العالي جداً أو فوق العالي، تسمح فقط بالتقاطها بصورة واضحة على مسافة لا تجاوز خط الأفق، وبالتالي ينبغي أن تكون هوائيات محطات التنصت اللاسلكية على أعلى مستوى ممكن فوق سطح الأرض.

ج. ويؤدي دمج أنظمة الطائرات المزودة بأجهزة استقبال مناسبة إلى تعزيز عمل شبكات هذه المحطات بصورة محسوسة. كما يمكن استخدام هذه الطائرات حينئذ للتجسس على مسافات أبعد داخل أراضى العدو لإحكام دائرة المراقبة، أو للتأكد من إشارات قد تكون ذات أهمية هامشية تكتشفها مراكز المراقبة الأرضية.

د. يمكن كذلك وضع مستشعرات في نقاط حساسة من الحدود تعمل بصورة تلقائية، وهي تستطيع تدوين اقتراب الأفراد أو المركبات، وهذه الأجهزة قيمة للغاية؛ لضمان أمن المناطق والشواطئ المائية ومنع التسلل منها.

ينبغي أن تكون مجموعات المستشعرات ذات قدرة على العمل؛ إما تلقائياً، أو بأقل قدر من التدخل البشري. كما ينبغي أن تقسم الحدود المترامية، وتنظم في قطاعات واضحة تغطي كل منها مجموعات محددة من أجهزة المراقبة؛ بحيث يشرف على كل مجموعة من المجموعات مركز إقليمي يعمل فيه أخصائيون مهرة؛ لتحليل المعلومات المتحصل عليها آلياً. بينما تستبعد الإشارات المكررة والروتينية؛ إذ تحلل المعلومات المهمة، والإشارات غير العادية وتقوّم، وهذا التحليل والتقويم يجري تنفيذه في المركز الرئيسي لشبكة المراقبة، وينبغي ربط مختلف مراكز نظم المراقبة بشبكة اتصالات مؤمنة وعالية الجودة في أدائها؛ إذ تعمل إما بطريقة الاتصال المزدوج، أو بعدة وسائل أخرى.

ومن الواضح أن التشغيل الدقيق والصحيح لنظام شبكة المراقبة التكتيكية يمثل مسؤولية كبرى على عاتق المسؤولين عنها.

ففي نظام التحذير المبكر التكتيكي يصبح من الضروري استخدام الحاسبات الآلية الرقمية؛ لأن مختلف مستشعرات النظام تولد كميات هائلة من المعلومات لا يمكن ببساطة تصنيفها، ومعالجتها بالطاقة البشرية وحدها. كما أن أجهزة الحاسبات الآلية غير الرقمية المشابهة، التي قد تستطيع تنفيذ العمل ذاته كبيرة الحجم، وقد لا تكون قادرة على تقديم النتائج المرجوة في الفترات الزمنية القصيرة المفروضة. وبالتالي تستطيع شبكة منظمة جيداً، وتعمل عن طريق نظم مستشعرات منتقاة بدقة تعززها أجهزة حاسبات آلية رقمية ذات برامج معلوماتية صيغت بمهارة، تستطيع تلبية كل متطلبات نظام شبكة المراقبة التكتيكية، وتقديم نتائج مرضية.

هـ. نظام المراقبة الألماني "لاس" LAS

نظام "لاس" LAS "مراقبة مساحات واسعة"، صممته وطورته شركة "سيمنز" Simens الألمانية، بالاشتراك مع بعض الشركات الألمانية العاملة في الحقل الإلكتروني. وتنطلق نشاطات نظام "لاس" LAS من مراكز ثابتة، أو شبه ثابتة، أو متحركة، عن طريق استغلال البث الراداري للدول المجاورة من أجل التحذير المبكر، والمساعدة في اكتشاف أي اختراق معادٍ على طول المناطق الحدودية.

ويستخدم هذا النظام في ثلاثة أغراض رئيسية هي:

(1) اعتراض الاتصالات اللاسلكية، ويعرف ذلك بلفظ "كومنت" Communication Intelligence: COMMINT.

(2) اعتراض البث الراداري، ويطلق عليه اسم "ايلنت"Electronic Intelligence ELINT.

(3) اكتشاف الانتهاكات الحدودية؛ سواء عن طريق نقل الأفراد، أو المعدات عبر الحدود، وينفذ ذلك بوساطة أنواع معينة من المستشعرات التي تبث في تلك المناطق؛ مثل الرادارات القصيرة المدى، وأجهزة التليفزيون، والمستشعرات الأرضية الآلية UGS.

وقد أثبتت الاختبارات العملية أن نظام "لاس" LAS مصدر رئيسي وفريد من نوعه للاستخبارات، وجميع البيانات؛ ففي زمن السلم يكشف هذا النظام عن المعلومات السياسية، والعسكرية للدول ذات النوايا العدوانية المحتملة، وفي فترات التوتر الدولي يوفر الإنذار المسبق عن التحركات أو النوايا العدوانية، أمّا في زمن الحرب فهو مصدر يعتمد عليه؛ لجمع المعلومات، والرصد، وهذه المعلومات ضرورية لتوجيه العمليات العسكرية بنجاح.

2. نظم الإعماء الإلكتروني في الصواريخ أرض/ أرض

تشكل سحابة من الأهداف الكاذبة في الفضاء عند رمي آخر مرحلة/ (جزء) من الصاروخ، أي بعد انفصال رؤوس التفجير عن الجسم؛ تتميز الأهداف الكاذبة الخاصة، التي على شكل عواكس راديوية زاوية[1]، وديبولية[2]، والشباك المعدنية، وكذلك مقلدات الأشعة تحت الحمراء بفاعلية تأثير كبيرة؛ كالعواكس الراديوية الديبولية المصنوعة من الرقائق المعدنية، والألياف الزجاجية، أو الأسلاك التي طولها يساوى طول نصف موجة محطة الرادار؛ إذ إن الأهداف الكاذبة الخفيفة بعد الدخول إلى طبقات الجو المتماسكة، إلى ارتفاع حوالي 100 كم، تتأخر عن رؤوس تفجير الصواريخ وتحترق، وهذا العيب تتجاوزه الأهداف الكاذبة الثقيلة التي تمتلك غطاء حماية لجسمها على شكل حزام معدني.

وتُنتج في الغرب أهداف كاذبة منفوخة مغطاة بصفائح معدنية، أو بأسلاك، قادرة على تقليد مواصفات العاكس الراداري لرؤوس التفجير في الفضاء، وكل صاروخ عابر للقارات يستطيع حمل عدد من العواكس الراديوية المنفوخة، تأخذ في الفضاء بعد إطلاقها شكل رأس تفجير صاروخي.

وتوضع الأهداف الكاذبة في الجزء الرأسي للصاروخ، وفي المرحلة الأخيرة له، وإذا كانت الأهداف الكاذبة موضوعة في المرحلة الأخيرة؛ لتشكيل أهداف كاذبة إضافية أخرى، فإنه في بعض الصواريخ العابرة للقارات، لا تنفصل مرحلتها الأخيرة، لهذا ولكي لا تعوق عمل رؤوس التدمير، تصنع من صفائح زجاجية ذات سطح عاكس فعال مساحته صغيرة، ويُعد الأفضل والأنسب أن تنفصل الأهداف الكاذبة عن الصواريخ في نهاية المرحلة الفاعلة لمسارات الصواريخ العابرة للقارات، أي في نهاية المرحلة الأخيرة.

تدخل الأهداف الكاذبة الرادارية في تسليح الصواريخ الأمريكية العابرة للقارات "مينتمان"، و"تيتان"، و"بولاريس MX"، و"ميدجيتمن"، وصواريخ الغواصات الباليستية "ترايدنت D-5"، وفي أثناء الاختبارات، التي طبقت على الصاروخ العابر للقارات "تيتان"، وبعد انفصال/ (انتهاء) مراحل الطيران، أُسقطت ستة أهداف كاذبة منفوخة، أما الصاروخ "بولاريس" فإلى جانب احتوائه على أهداف كاذبة، يوجد في تسليحه محطات تشويش لاسلكي إيجابي نموذج PX-1 مصممة على ماجنترونات[3]، وPX-2 مصممة على صمامات الباراترون[4]، ورؤوس تفجيرة مطلية بمادة تمتص الإشعاعات الكهرومغناطيسية.

وتنفذ الصواريخ البالسيتية الإجراءات التالية لتجنب الدفاعات الجوية المضادة للصواريخ، وتوجه هذه الإجراءات ضد وسائل إعمائها إلكترونية في لحظة انفصال رؤوس التفجير، أي في الجزء الأوسط من مسار الصاروخ، وتنفجر المرحلة الأخيرة من طيران الصاروخ، وتسبح شظاياه حول رأس الحرب مموهة إياه عن الكشف الراداري، وفي نهاية مسار طيران الصاروخ، ويرمي جزء المرحلة الأخيرة عدداً من الأهداف الكاذبة مختلفة الأوزان، وبعدها وقبل الدخول إلى طبقات الغلاف الجوي المتماسكة، تستخدم مرسلات تشويش ذات الاستخدام لمرة واحدة، والتي، بعد أن تلتقط الإشارات بوساطة مستقبلاتها الراديوية، تولف نفسها على ترددات هذه الإشارات، وتبث طاقة أمواج لاسلكية؛ لإعماء محطات رادار الإنذار المبكر، وأنظمة الاستطلاع الراداري التابعة لمنظومات الدفاع ضد الصواريخ، ولا تستطيع بالتالي توجيه الأسلحة المضادة للصواريخ، كما تساعد المناورات التي تنفذها رؤوس تفجير الصواريخ على تضليل منظومات الدفاع ضد الصواريخ.

ويمكن الحد من فاعلية نظام الدفاعات الفضائي ضد الصواريخ؛ باستخدام كمية كبيرة من الأهداف الكاذبة الصغيرة على شكل صواريخ صغيرة، ذات نظام توجيه بسيط، كما من الممكن نشر غيوم من الأيروسول حول رؤوس تفجير الصواريخ، وتصبح مصادر لإشعاعات حرارية "تحت الحمراء". تموه الإشعاعات تحت الحمراء الذاتية لرؤوس التفجير.

كما يمكن تشكيل ستائر أيروسولية، وستائر مختلفة الأشكال فوق منطقة إطلاق الصواريخ العابرة للقارات؛ إذ تموه الصواريخ في لحظات انطلاقها.

ثانياً: نظم الحرب الإلكترونية الحديثة ووسائلها في القوات البحرية

1. دور الحرب الإلكترونية في أعمال القتال البحري

تعد الحرب الإلكترونية من أحدث أساليب القتال التي طرأت على مجال الصراع البحري، وهي في تطور مستمر، وتكتسب المزيد من الأهمية، وأصبحت، بدون شك، الشغل الشاغل للقيادات البحرية في جميع أنحاء العالم، وخاصة بعد تطور الأسلحة المستخدمة في القتال البحري، واعتماد الكثير منها على الوسائل، والأساليب الإلكترونية؛ لتحقيق إصابتها للهدف، إضافة إلى الأهمية القصوى للوسائل الإلكترونية في مجال المراقبة الفنية لاكتشاف الأهداف وتتبعها، بغرض توجيه الأسلحة إلى أهدافها بدقة. علماً بأن الاهتمام بالنواحي المختلفة للحرب الإلكترونية بدأ، في الواقع، منذ أواخر الحرب العالمية الثانية؛ إذ اكتشف الرادار للمراقبة السطحية، وكذلك السونار Sonar لاكتشاف الأهداف تحت سطح البحر. ومع البدء في التطبيق العملي لاستخدام هذه الاكتشافات في مجال الحرب البحرية، بدأ في الوقت نفسه التفكير في الوسائل المختلفة التي قد تقلل من كفاءة هذه الأنظمة وتعوق استخدامها.

وكان للبحرية الألمانية في هذا المجال السبق؛ إذ زودت غواصاتها بأجهزة تستطيع أن تستقبل الإشعاع الراداري، وتحدد اتجاه مصدر الإشعاع Radar Search Receiver: RSR، إذ تمكنت الغواصات بذلك من تحديد مواقع القوافل البحرية على مدى أكبر من المدى الذي يحققه الاكتشاف بوساطة الرادار؛ وبذلك يرجع الفضل لهذه الأجهزة في تسهيل مهمة الغواصات الألمانية في اكتشاف الأهداف البحرية، خاصة أن أجهزة الرادار لم تكن مستخدمة بعد في البحرية الألمانية.

وقد زادت أهمية الحرب الإلكترونية، خاصة في مجال الحرب البحرية؛ نظراً لصلاحية مسرح العمليات البحري، الذي يضم مناطق شاسعة ليست بها أي مرتفعات، أو جبال قد تعوق الإرسال الإلكتروني، مما يسهل استخدام وسائل الكشف الإلكترونية؛ لتحديد مكان العدو المرتقب، وكذلك سهولة استخدام الوسائل المضادة ونشرها لاستخدام أجهزة البحث الإلكتروني.

وقد زاد الاهتمام بالحرب الإلكترونية، بشكل ملحوظ، عقب العملية الناجحة التي نفذتها البحرية المصرية في أكتوبر 1967؛ إذ استخدمت الصواريخ الموجهة رادارياً سطح/ سطح بكفاءة عالية ضد المدمرة الإسرائيلية إيلات، وتمكنت من إغراقها في معركة خاطفة لم تستغرق إلاّ بضع دقائق. ويلاحظ أن الصاروخ المستخدم في هذه المعركة كان يعتمد على التوجيه الراداري للوصول إلى الهدف، ومن هنا اتجه التفكير البحري في جميع أنحاء العالم إلى موضوع الحرب الإلكترونية، وكيفية استخدامها للحد من خطورة هذا السلاح الجديد.

وتُعد حرب أكتوبر 1973 الحرب الأولى التي طبقت فيها أساليب الحرب الإلكترونية تطبيقاً عملياً على كلا الجانبين، وشملت معارك ضارية بين كل من الزوارق الصاروخية المصرية والسورية، وبين الزوارق الإسرائيلية، كالصراع المستميت بين صواريخ الدفاع الجوي المصري، والطيران الإسرائيلي، وكذلك المحاولات الأولى لاستخدام الاكتشاف الراداري، ووسائل الإعاقة على الصواريخ (اُنظر شكل الإعاقة السلبية للصواريخ). ولكن لم تكن أساليب الحرب الإلكترونية مطبقة بصورة شاملة في الأسطول البريطاني، الأمر الذي ترتب عليه تكبد البحرية البريطانية العديد من الخسائر.

وقد أثبتت حرب الخليج في 1991 أهمية الحرب الإلكترونية في الصراع البحري؛ إذ تمكنت سفن أساطيل الحلفاء المشتركة في عملية عاصفة الصحراء من تجنب معظم الهجمات الصاروخية العراقية؛ سواء الموجهة من مواقع صواريخ الدفاع الساحلي من نوع "سيلك وورم" Silk Worm، وكذلك بالنسبة للصواريخ المطلقة من زوارق البحرية العراقية.

2. استخدام الطائرات العمودية لتنفيذ مهام الحرب الإلكترونية في المعارك البحرية

تعد مهام الحرب الإلكترونية من المهام الحيوية التي تستطيع الطائرة العمودية القيام بها. وهذه المهام تشمل إجراءات المقاومة، والإعاقة لوسائل الكشف الراداري، وفي الوقت نفسه الحد من فاعلية الأسلحة الحديثة التي تعتمد على وسائل التوجيه الراداري.

وتعد الطائرة العمودية ـ من الوجهة التكتيكية ـ وسيلة مناسبة جداً؛ لتنفيذ إجراءات الحرب الإلكترونية، فهذه الطائرات تستطيع أن تحمل وسائل الاستطلاع الراداري التي ترصد مصدر الإشعاع الراداري، وتحلل بياناتها، وتحدد نوع، هذا المصدر وموقعه، الأمر الذي يساعد، بشكل ملحوظ، في مهام الإنذار المبكر. كما تستطيع هذه الطائرات أن تحمل وسائل الإعاقة الإلكترونية التي تستخدم لإعاقة، نظم الكشف والتتبع الرادارية المعادية وتقليل كفاءتها، وبالتالي تُعد إحدى الوسائل المهمة في تقليل كفاءة القدرات الهجومية للعدو (اُنظر صورة استخدام الطائرات العمودية). كما تستطيع الطائرات العمودية أن تحمل وسائل الخداع الإلكترونية المختلفة.

3. نظم الاستشعار النشطة والسلبية ووسائلها في البحرية

تعدّ المستشعرات ذات أهمية كبيرة في الحرب البحرية بشقيها؛ فوق، الماء، وتحت سطحه، ففي الحرب ضد الغواصات مثلاً، كان رصد ضجيج الغواصة من أبرز السبل لكشف وجودها، وكان السونار السمعي المائي يغوص تحت سطح الماء؛ لكشف ضجيج محركات الغواصة، إلاّ أن قدرات هذه التقنية محدودة؛ سواء بالنسبة إلى بعد الهدف، أو لجهة الحصول على بيانات دقيقة عن مكان الغواصة لحظة بلحظة. وقد تغلب على هذه العيوب باستخدام نظم نشطة تولد موجات صوتية في الماء، وتستخدم أجهزة تنصت بالغة الحساسية؛ لاستقبال صدى هذه الموجات المرتدة من الهدف لتحديد مسافته، واتجاهه.

لكن باستطاعة الغواصة الهدف كشف ضجيج محركات السفن الأخرى، إلى جانب النبضات السونارية الصادرة عن أجهزة سونار السفن المضادة، وهكذا يمكن من ضجيج أجهزة سونار سفن المطاردة كشف أماكنها، لذلك استخدمت أنساق من المستشعرات السونارية السلبية المقطورة على مسافة كبيرة من سفينة مطاردة؛ إذ تتنصت بصورة سلبية على الأهداف دون أن يؤدي ضجيج السفينة إلى كشف أمر هذه المستشعرات.

شهدت فترة الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي تغييراً جذرياً في تصميمات الغواصات؛ إذ ُركز كثيراً على جعل الغواصات تنفذ عملياتها الحربية بصورة شبه صامتة. فعادت على إثر ذلك سفن قنص الغواصات إلى استخدام أجهزة السونار النشط لكشف أهدافها، وعملياً تستخدم سفن قنص الغواصات مزيجاً من التقنيات النشطة، والسلبية على حد سواء.

نظام الاستشعار فوق سطح الماء

أمّا فوق السطح، فيمكن استشعار البث الراداري على مسافات تفوق تلك التي تقطعها الإشارات الرادارية المنعكسة (المرتدة) من الأهداف؛ نظراً لضعف الطاقة التي تحملها هذه الإشارات المرتدة؛ إذ تضعف هذه الإشارات الرادارية المرتدة، كما هو معلوم، على أطراف الموجة وداخلها، وتصبح أحياناً من الضعف لدرجة يستحيل معها استقبالها بوساطة الرادار نفسه. ولذلك يستطيع العدو، باستخدام جهاز استقبال للتحذير من الأشعة الرادارية RWR، الحصول على قدر كبير من معلومات الرصد والتجسس من الإشارات التي تبث مباشرة من أجهزة الكشف الراداري، مقارنة بالمعلومات المستخلصة من الإشارات المرتدة. ومن أجل ذلك توجه إلى تطبيق إجراءات صارمة لمراقبة البث الراداري؛ كاستخدام طاقة بث راداري في حدها الأدنى، كلما كان ذلك ممكناً، في تحقيق الكشف الراداري المطلوب للأهداف.

4. نظم الحرب الإلكترونية والألغام البحرية

البحريات العظمى، في السنوات الأخيرة، وكأنها تغض الطرف عن خطر الألغام البحرية، على الرغم من نجاح هذا السلاح في الحرب البحرية على مر السنين وفي أنحاء عديدة من العالم؛ مما أدى إلى تكبيد البحريات الكبيرة خسائر فادحة في القطع البحرية، على يد البحريات الصغيرة الأقل قوة نسبياً. وتنحصر علاقة الحرب الإلكترونية بالألغام البحرية في وجود ألغام ذكية تُزود بمستشعرات، ولذا، فبالإضافة إلى المخاطر المتنوعة التي يشكلها استخدام الألغام، بالنسبة إلى السفن، فإن الأنواع الحديثة لهذا السلاح تشكل تهديداً يفوق كل أخطار الألغام التقليدية. فاللغم من نوع SMG-2 الحديث الذي طورته شركة "دورنييه"، مزود بجهاز معالجة صغير يمكن برمجته؛ إما للاستشعار الصوتي، أو المغناطيسي، أو التنشيط بالضغط، مما يعطي هذا اللغم القدرة على اختيار ضحاياه من السفن المارة بالقرب منه، وبالطبع يمكن تنشيط هذا اللغم للهجوم؛ إما بإحدى طرق الاستشعار المذكورة أعلاه، أو حتى بخليط منه.

وللعديد من الألغام الحديثة مثل هذه القدرة الانتقائية للأهداف المطلوب تدميرها، فضلاً عن أن بعضها يمكن برمجته لينفجر حتى بعد مرور عدة أشهر.

أ. مكافحة الألغام البحرية

من المعلوم أنه، كما ساعدت أجهزة المعالجة الصغيرة لدرجة كبيرة في إنتاج الألغام الذكية، استطاعت تكنولوجيا الحاسبات الآلية المتقدمة تحديد أهم الإجراءات الإلكترونية المضادة الملائمة لمواجهة الألغام، ولعل التطبيق الأهم لتكنولوجيا الحاسبات الآلية المتقدمة، يندرج بشكل رئيسي في إطار التوصل إلى تحليل دقيق لبيانات مستشعرات "السونار"، وبالتالي إنذار أطقم قنص الألغام وإزالتها عن وجود أجسام مشتبه فيها.

يؤدي الحاسب الآلي، كذلك، دوراً مهماً في تأمين الملاحة الدقيقة، وهي حيوية لمهام مواجهة الألغام الذكية Smart Mines، ومن الواضح أنه فيما يتعلق بمسألة مواجهة الألغام برمتها، تؤدي تكنولوجيا الإلكترونيات الحديثة دوراً مهماً في كل نواحيها.

ب. أجهزة السونار للكشف عن الألغام البحرية

يُعَدّ نظام FIAR من إنتاج شركة "طومسون"، من أنظمة الحرب الإلكترونية؛ لاكتشاف، الألغام البحرية وتحديدها وتصنيفها باستخدام أجهزة السونار SONAR المغمورة، والمعلقة بقاع السفينة (اُنظر شكل نظام الكشف عن الألغام البحرية). وتزود السفن العادية بهذا النظام، وتفضل أن يكون قاعها خشبياً؛ لتجنب تأثير معدن السفينة على نظام عمل جهاز السونار.

ويشكل نظام شركة "دوتي مارين" وسيلة ذات جدوى اقتصادية مميزة لتنفيذ الإجراءات المضادة للألغام، ويلائم هذا النظام السفن التقليدية، وقانصات الألغام ذات الحمولات الصغيرة، وقد طور انطلاقاً من تكنولوجيا الإلكترونيات المستخدمة لتلبية احتياجات صناعة البترول وأبار النفط البحرية؛ إذ إنها تكون قادرة على تحديد أماكن أنابيب البترول القابعة على قاع البحر، هذا وقد أدت الأبحاث إلى تطوير أجهزة سونار قادرة على "المسح الجانبي" SIDE SCAN، وبالتالي إعطاء صور واضحة لتلك الأنابيب، ومن المعلوم أن سونار "دوتى مارين" من نوع 3010 لاستشعار الألغام مطور من جهاز سونار "المسح الجانبي".

ج. تقنيات جديدة للمكافحة

تُعدّ مكافحة الألغام من الأمور المعقدة البالغة الصعوبة، ونكتفي في هذا السياق بالإشارة إلى أن البحريات التي تستخدم أجهزة السونار والمعدات المتصلة بها، تحتاج إلى الحصول على معلومات مفصلة عن طبيعة قاع البحر في المنطقة المعنية، وخصائص انتشار الموجات الصوتية، ومعلومات دقيقة عن عمق المياه، ونوع أرضية القاع، ودرجة ملوحة المياه، وحرارتها، ومدى انتقال الموجات الصوتية فيها.

وتستخدم تقنيات جديدة في هذا المجال؛ كأجهزة الليزر لقياس العمق، ونظم مغناطيسية ذات حقول "مغناطيسية" متغيرة القوة. ويتوقع أن تزيد هذه التقنيات من القدرات العملية لمكافحة الألغام، وتسهل عمل الوحدات البحرية التي تنفذ هذا الدور، كما طور نظام حاسب آلي لتحديد نوع الألغام؛ مما سوف يساعد في اتخاذ القرار الملائم لتدميرها، ويعزز القدرة على تدريب أطقم المكافحة.

ويتضح، مما تقدم، أن أهمية التدريب في جميع مجالات الحرب الحديثة تبرز بشكل خاص بالنسبة إلى حرب الألغام، وطرق مكافحتها؛ للتأكد من أن الوحدات البحرية المتخصصة، والمناط بها هذا الأمر تستطيع فتح ممرات خلال حقول الألغام البحرية في حال نشوب الحرب، إضافة إلى الاعتماد في عملها على الإجراءات الإلكترونية المضادة؛ سواء للكشف عنها، أو تدميرها من بعد.



[1] راديوية زاوية: ذات زوايا حادة.

[2] ديبولية: على شكل حرف T.

[3] الماجنترون Magnetron : هو صمام لزيادة الجهد والقدرة.

[4] الباراترون Paratron : هو صمام خاص بزيادة وتكبير الجهد للترددات.