إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الحرب الإلكترونية




أنظمة الرادارات الأرضية الحديثة
ناثر المشاعل الحرارية Eclair-M
أجهزة التوجيه بالليزر
أجهزة الرؤية الليلية
أجهزة الرؤية بتكوين الصورة الحرارية-1
أجهزة الرؤية بتكوين الصورة الحرارية-2
محطة الإعاقة اللاسلكية التكتيكية
محطة استطلاع لاسلكي أرضية
محطة استطلاع راداري
نظم القيادة والسيطرة في البحرية
نظم صاروخية ميكروإلكترونية
نظام ADAD للمراقبة الأرضية
نظام إطلاق العصائف MK36
نظام الإنذار المبكر Moss
نظام الرادار M-Star
نظام القيادة والسيطرة الآلية
نظام CREW Duke
نظام Prophet
نظام كشف الصواريخ MWS-20
نظام TOGS للرؤية الليلية
معدات من إنتاج شركة إلتا
معدات من إنتاج شركة تاديران
معدات الاستطلاع الإلكتروني بالطائرة E-2C
معدات الظهور الراداري والبصري
معركة الأسلحة المشتركة
الإخفاء والتمويه للمعدات الإلكترونية
الإخفاء والتمويه للمعدات اللاسلكية
الإخفاء الراداري للقطع البحرية
النظام ALQ-99
النظام AN/ALQ-218
النظام الصاروخي ستنجر
النظام Warlock Green
الإعاقة السلبية الحرارية
الإعاقة الضوضائية بالشوشرة
الإعاقة بنظام الخداع seagnat
الإعاقة بنظام Nulka
التمويه بالطلاء لطائرات القتال
التصوير الحراري للأهداف
التعمية بالتغير في وضوح اللون
الدبابة الإسرائيلية ميركافا
الرادار STANTOR
الرادار MESAR
الصواريخ الاعتراضية
الصواريخ الاعتراضية أرض/ جو (1)
الصواريخ الاعتراضية أرض/ جو (2)
الطائرة نمرود
الطائرة المقاتلة EF-111
الطائرة العمودية لينكس
الطائرة U-2 منظر أمامي وجانبي
الطائرة عين الصقر
الشرك الخداعي Nulka
العواكس الركنية العائمة
استخدام الأشعة تحت الحمراء ليلاً
استخدام النظام AN/ALQ-212
استخدام الصواريخ التليفزيونية
استخدام الطائرات العمودية
تطبيقات إخفاء البصمة الرادارية
تكنولوجيا الإخفاء الراداري للطائرات
جهاز لاسلكي محمول
حاملة الطائرات أمريكا
رادار المراقبة الأرضية RASIT
صواريخ محملة على الكتف
صواريخ محملة على عربات
صواريخ مجهزة على حامل
طائرة الاستطلاع E-8C
طائرة التجسس U-2
طائرة تقذف المشاعل الحرارية
قاذف الرقائق طراز ALE – 40

إنشاء محور اتصال لاسلكي
منظومة وحدة بحرية صغيرة
منظومة وحدة بحرية كبيرة
منظومة الحرب الإلكترونية المحمولة جواً
مدى تأثير تأخير الاشتعال
هيكل الطائرة الخفية F-117A
أسلوب الإعاقة الرادارية الإيجابية
أسلوب تدمير الصواريخ السورية
أسلوب دمج المعلومات
مسارح الحرب الإلكترونية
أشكال العواكس الركنية
نظم السيطرة الإلكترونية
نظم القيادة والسيطرة
نظام الكشف عن الألغام البحرية
نظام تحذير ومراقبة محمول جواً
نظرية عمل المقلدات
أقسام الحرب الإلكترونية
أقصى مدى كشف راداري
النبضة الكهرومغناطسية النووية
الهجوم بالتدخل السلبي
الأسلوب الأول/1
الأسلوب الأول/2
الأسلوب الثالث
الأسلوب الثاني
الأسلوب الرابع
الأشعة تحت الحمراء
الإعاقة السلبية للصواريخ
الإعاقة بإزاحة إحداثي الهدف
المقلد الراداري
التمويه الإلكتروني ضد الصواريخ
البث عن بعد
التطبيقات العسكرية في أنظمة الليزر
العلاقة بالزمن والقدرة
استخدام الرقائق المعدنية لخداع الصواريخ
توزيع محطات التنصت
تطبيقات الحيز الكهرومغناطيسي
تفصيل نظام الحماية الذاتية
خداع الصواريخ الموجهة
خداع الصواريخ سام ـ 7
حيز الطيف الكهرومغناطيسي
سيناريو المهمة التدميرية
كابينة طاقم التشغيل للطائرة E-2C
عملية خليج سرت
عناصر الاستطلاع اللاسلكي




مقدمة

المبحث الثاني عشر

نظم الحرب الإلكترونية ووسائلها

في القوات الجوية والدفاع الجوي

 

أولاً: نظم الحرب الإلكترونية الحديثة ووسائلها في القوات الجوية "النظم المحمولة جواً" (اُنظر شكل منظومة الحرب الإلكترونية المحمولة جواً)

استدعت السرعات المتزايدة للاستخدام والتحركات في مناطق القتال تطوير أنظمة الاستطلاع ـ خاصة المحمولة جواً ـ القادرة على تغطية المعلومات المتتالية بمعدل فوري، وبأقل تأخير ممكن في جميع الأجواء، وعلى الامتداد الكامل لمسرح عمليات العدو، وهي المساحة التي تقع بين الجبهة، وامتداد عمل جميع القوات حتى مؤخرة العدو.

تستخدم هذه المعلومات في توفير الآتي:

·       تقارير للموقف عن استخدام وحدات العدو وتحركاتها، التي ستساعد في عملية التقويم، واتخاذ القرارات التكتيكية الضرورية حسب الاستخدام الصحيح لوحداتنا.

·       ومعلومات تفصيلية عن الأهداف (نوعية أهداف العدو وأوضاعها)؛ لاستخدامها أساساً لأسلحتنا التي تتعامل مع هذه الأهداف.

·       وتقديرات الخسائر التي مني بها العدو.

وقد جمعت القوات الأمريكية، أثناء الحرب الكورية، 60% من معلوماتها باستخدام الاستطلاع الجوي، بهدف استخدام القدرة القتالية لأنظمة التسليح الحديثة بأحسن كفاءة، أو بالاستخدام المشترك لهذه الأنظمة. والغرض من تجميع المعلومات هو إعداد تقارير للموقف، وهي المعلومات من الاستطلاع من بعد، ومن تحليل لمراسلات العدو، وتستخدم في ذلك أنظمة التصوير الراداري المائل Side Looking Aperture-Radar: SLAR، والاستطلاع الإشاري الإلكتروني Communication Intelligence/ Electronic- Intelligence: COMINT/ ELINT. وعادة ما يضاف، إلى المعلومات المكتسبة بوساطة هذه المستشعرات، الصور الجوية المأخوذة من آلات التصوير، وأنظمة الأشعة تحت الحمراء.

والمعلومات عن الأهداف وتقديرات الخسائر، تستدعي الاستطلاع داخل العمق باستخدام كل من: "آلات التصوير الأمامية لأخذ صور مائلة، وآلات تصوير بانورامية للقطات من الأفق، وأنظمة الأشعة تحت الحمراء".

ويتوقع، في المستقبل القريب، التقدم في فنون الاستطلاع الجوي التكتيكي العسكري من خلال:

·       الإرسال الفوري للمعلومات المتحصل عليها؛ بغرض تفسيرها السريع بوساطة المستخدمين، أو محطات تقويم أرضية.

·       المقارنة الآلية، والتقويم المركزي؛ لنتائج عدة مستشعرات بغرض التحديث الدائم للمعلومات المستمرة عن الموقف الكامل مع تحديد مواقع الأهداف؛ باستخدام الحاسبات الآلية، وهو ما يطلق عليه اسم "دمج (صهر) المعلومات" Data Fusion.

·       استخدام المستشعرات الرادارية القادرة على توفير صور مماثلة؛ لأنظمة الأشعة تحت الحمراء.

1. وسائل الاستطلاع الإلكتروني المحمولة جواً

أ. مستودعات الاستطلاع الإلكتروني

تؤدي عملية تركيب مستشعرات الاستطلاع الإلكتروني الفرعية بالطائرات في مستودعات خارجية إلى استخدام المقاتلات، والمقاتلات القاذفة كطائرات استطلاع في مهمة إضافية. ولم يعد غريباً قيام عدد كبير من المؤسسات بتطوير متوالٍ متغير لمستودعات الاستطلاع الإلكتروني المناسبة، وبإنتاج كمي، والسمات الأساسية ذات الأهمية لمستودعات الاستطلاع الإلكتروني إذا ما قورنت بالمستشعرات الثابتة بالطائرة ذاتها هي:

(1) التحويل السريع للطائرات الحاملة حسب احتياجات العمليات المتغيرة.

(2) تقليل زمن بقاء الطائرات غير العاملة؛ نظرا لإمكانية صيانة المستشعرات المنفصلة عنها.

(3) تقليل نفقات التحويل والتركيب عند تزويد الطائرة بمستشعرات جديدة.

وعلى سبيل المثال، تستخدم الطائرة OV-ID MOHUWK التكتيكية ذات المقعدين؛ لأغراض المراقبة، والاستطلاع الإلكتروني بالجيش الأمريكي، وتحول في أقل من ساعة للمهام المختلفة، فضلاً عن قصر مدة إقلاعها وهبوطها؛ مما يساعد على تشغيلها من المطارات الأمامية، والطائرات مجهزة بآلات تصوير جوية لعمل لقطات بانورامية 360ْ، ويمكن تجهيزها كذلك بنظام SLAR، أو نظام SLIR وهذا النوع من الطائرات مجهز بالنظام الملاحي بالقصور الذاتي Inertia Navigation System.

وتمتلك القوات الجوية الأمريكية 110 طائرة OV-ID من نوع MOHOWK، بينما تمتلك 36 طائرة OV-ID من نوع Quick Look مخصصة ضد أجهزة الإرسال الرادارية المعادية، وكذلك حصلت باكستان على عدد غير معروف من طائرات OV-ID لمراقبة حدودها مع كل من الهند، وأفغانستان.

كما تمتلك إسرائيل أربع طائرات OV-ID ذات تصميم خاص وسرى؛ لأغراض الاستطلاع الإلكتروني، وطلعات الحرب الإلكترونية.

ب. نظام الاستطلاع التكتيكي المتقدم

أنتجت الولايات المتحدة الأمريكية نظاماً يُثّبت أسفل باطن الطائرات، وهو مصمم لاستخدامه مع الطائرات المقاتلة القاذفة F-16، ونفّذ هذا التطوير بتمويل من القوات الجوية الأمريكية؛ لبرنامج نظام الاستطلاع التكتيكي المتقدم، ويحتوي النظام في صورته الحالية على آلتين للتصوير من نوع KS-153، يركبان في أوضاع مختلفة لأخذ لقطات أمامية مائلة، أو رأسية عند الطيران على ارتفاعات منخفضة.

ويستقبل النظام معلومات التحكم التي تسمح بسرعة تجهيز المعلومات الخاصة بالمستشعر أثناء الطيران؛ مما يمكّن الطاقم من عمل تقرير مبدئي، وانتقاء المعلومات، لإرسال نتائج الاستطلاع بوساطة نظام إرسال المعلومات إلى المحطات الأرضية لإجراء التغيير السريع، ولصنع القرار.

ويعني ذلك تقليل زمن التقويم، والإرسال لصور الأهداف؛ لتصل إلى المستخدم في فترة تراوح بين ساعة واحدة و4 ساعات تقريباً في حالة الطائرة الفانتوم RE-4E، وتجهز الطائرة F-16 ذات المقعدين بمستودع مزود بنظام يعمل بمقارنة المعلومات التي يستقبلها مع المعلومات المخزنة من قبل في مكتبة التهديدات.

ج. نظام استطلاع الطائرات F/A-18

جهّزت البحرية الأمريكية مستودع الاستطلاع التكتيكي الجوي الخاص بطائرات F-14 في الطائرات F/A-18. ومستودع الاستطلاع التكتيكي الجوي خزان وقود احتياطي يحمل عدداً من المستشعرات الضوئية، والكهروضوئية في أوضاع مختلفة، وضمن هذه المستشعرات آلة تصوير جوية من نوع KS-87 تأخذ لقطات أمامية مائلة ورأسية، وهناك آلة تصوير بانورامية من نوع KA-99، لأخذ لقطات عند الارتفاعات المنخفضة، والمتوسطة، وكذلك نظام SLIR من نوع AAD-5.

ويمكن استخدام المستودع الاستطلاعي للمهام عند ارتفاعات من 100 متر حتى 12 ألف متر، وسرعات حتى 1.2 ماخ[1]، وقد استخدمت هذه المستودعات، بنجاح، البحرية الأمريكية أثناء التدخل في "جرينادا"؛ إذ حققت 48 طلعة متوالية مما أتاح استخدام ثلاث طائرات من كل سرب من أسراب F-4 في هذه الطلعات الاستطلاعية.

وتستخدم الطائرات الاستطلاعية F-18 "هورنت" المستودع الاستطلاعي الخاص بالطائرة F-14 "توم كات"، كما تخطط البحرية الأمريكية لضم عدد 112 طائرة RE-18 تحمل نظام استطلاع إلكتروني بدلاً من المدافع، مما يسمح بإمكانية إضافة أنظمة مستودعات استطلاعية كذلك. ويستطيع النظام المتكامل إجراء الاستطلاع نهاراً وليلاً في جميع الظروف الجوية، وعلى مسافة جانبية من خط الطيران، كما يستطيع النظام إرسال المعلومات فورياً تقريباً، لتقويمها بالمحطات الأرضية.

د. نظم للطائرات F-4

تعمل عدة أنواع من نظم الاستطلاع في جميع الأجواء بكفاءة عالية على الطائرات المقاتلة القاذفة F-4، ويعمل منها النوع C في القوات الجوية الأمريكية، وكذلك النوع E بألمانيا، واليونان، وإيران، وإسرائيل، واليابان، وتركيا. ويُعَدّ النوع E أكثر كفاءة، ويركب به نظام SLARوهو مزود بمستشعرات متطورة مثل:

(1) آلات تصوير جوية ذات أبعاد بؤرية متغيرة، لاستخدامها عند الارتفاعات، وزوايا الرؤية المختلفة؛ للحصول على صور من الأفق إلى الأفق.

(2) نظام SLIR للتصوير الجانبي بالأشعة تحت الحمراء.

(3) نظام SLAR وهو قادر على التصوير لمسافة قدرها 300 كم من خط الطيران مع إمكانية إرسال هذه المعلومات لمحطات أرضية.

هـ. نظام "تايجر آي"

طورت شركة "نورثروب" NORTHROP، بالاعتماد على المقاتلة القاذفة Tiger-I F-5E، نظام استطلاع ذا كفاءة عالية في العمل نهاراً وليلاً، وفي جميع الأجواء، وهو نظام "تايجر آي" Tiger Eye. وقد سُلم عدد من الطائرات إلى المملكة العربية السعودية، وتستطيع الطائرة حمل عدد من الأجهزة الاستطلاعية في المكان المخصص للرادار، وأحد المدفعين 20 مم من نوع M-38؛ إذ يمكن تغيير هذه الأجهزة بسرعة. وتشتمل هذه المستشعرات على آلات تصوير بانورامية للارتفاع المنخفض 360ْ، وآلات التصوير التي تلتقط الصور على المسافة الجانبية من خط الطيران، ونظام SLIR، كما يمكن تركيب أي أنظمة أخرى حسب مطالب العميل؛ مثل مستشعرات الحرب الإلكترونية.

و. نظم استطلاع إلكترونية بدلاً من الأسلحة

تجهز المقاتلات "تورنادو" من نوع GR-1 بماسح خطي من نوع 4000 للرؤية الجانبية، بدلاً من المدافع 27 مم من نوع MAUSER، التي تحمل تسليحاً عادياً في النوع الأصلي، ويحقق هذا النظام تغطية أفقية ذات أبعاد ثلاثة مع تمييز حراري ممتاز.

وتسجل جميع الصور الإلكترونية على شرائط فيديو؛ إذ تعرض على ضابط التسليح في الكابينة، وذلك على شاشة بغرض الانتقاء والتحليل، ويستطيع ضابط التسليح كذلك، استدعاء أي تسجيلات بالذاكرة تنفذ بوساطة فيديو الطائرة.

ز. نظام BAE

وقد زود أحد أسراب القوات الجوية البريطانية طائرات "جاجوار" بمستودع استطلاع من نوع BAE في باطن الطائرة تحت مجموعة التسليح، ويحمل المستودع نوعيات مختلفة من آلات التصوير من نوع F-126، وF-95 البريطانية، وذلك حسب المهمة المطلوبة، ويلزم لعملية تحويل طائرات الجاجوار من هجوم أرضي إلى مهمة استطلاعية معدة وحيدة، هي ناقلة ورافعة صغيرة للتعامل مع المستودع، ويتغذى المستودع بالقدرة الكهربائية، والأكسجين، والمعلومات الوضعية فقط وذلك من الطائرة المحمل بها.

ح. النظام الألماني

ويشتمل هذا النظام الاستطلاعي المتكامل على:

(1) آلة تصوير ذات تغطية عريضة، وتستطيع التقاط لقطات أفقية، أو مائلة، أو رأسية.

(2) آلة تصوير تعمل عند الارتفاعات المنخفضة، لها صور نقية من الأفق إلى الأفق.

(3) نظام "التصوير الجانبي بالأشعة تحت الحمراء" SLIR ذو تغطية أرضية مماثلة؛ لتغطية آلة التصوير، مما يسمح بمقارنة معلوماته بمعلومات النظامين السابق ذكرهما.

(4) حاسب آلي.

ط. النظام الهولندي

أنتجت شركة هولندية مستودع استطلاع نهاري/ ليلي؛ لاستخدامه مع المقاتلات F-4، والمقاتلات القاذفة F-16 الخاصة بالقوات الهولندية، وهذا المستودع مجهز بنظام SLIR، وآلات تصوير جوية. ويمكن تركيبه على الطائرة الحاملة في مدة لا تتعدى ثلاثين دقيقة، وهو ملائم لمهام الاستطلاع عند الارتفاعات المنخفضة والمتوسطة، وسرعات أقل، وأعلى من الصـوت، وتشمل المستشعرات على نظام SLIR، ذات تغطية 12° ، وسرعة مسح 600 خط في الثانية، كما تعمل خمس آلات تصوير بالمقدمة، بينما تنفذ أعمال التغطية من الأفق؛ إضافة إلى تغطية أمامية للأرض.

ي. النظم الفرنسية

تحمل طائرات الاستطلاع الفرنسية من نوع FL-CR نظاماً حديثاً، به المستودعات الآتية:

(1) مستودع HOROLD، وهو مستودع للتصوير على المسافات البعيدة، وبقدرة تحليلية عالية تصل إلى متر واحد على مسافة مائة كم.

(2) مستودع NORO، ويحتوي على مستشعرات كهروضوئية؛ لعمل تغطية سريعة للأرض، وكذلك إجراء الاستطلاع عند الارتفاعات العالية.

(3) مستودع SLAR، ويحتوي على نظام التصوير الراداري المائل الجانبي؛ للحصول على صور أرضية رادارية على مسافة جانبية من خط الطيران.

ك. نظام RS-710

ويستخدم نظام الاستطلاع الليلي من نوع RS-710، الذي طورته شركة سويدية، في طلعات استطلاعية على ارتفاعات بين 60 مترا، و3 آلاف متر عند سرعات حتى 0.15 ماخ. وهو مستخدم في القوات الجوية السويدية، والقوات الجوية الدانماركية، والقوات الجوية السويسرية. ويلتقط الطاقة الحرارية المشعة من سطح الأرض ويحولها إلى صورة بانورامية للأرض محل الطيران أسفل الطائرة.

ل. نظم خاصة بالطائرات الأسترالية

في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي حولت أربع طائرات مقاتلة في جميع الأجواء،من طائرات القوات الجوية الأسترالية، من نوع F-111C، إلى طائرات استطلاعية؛ إذ تحمل هذه الطائرات في الفراغ المخصص لحمل القنابل مجموعة مستشعرات تشمل الآتي:

(1) آلة تصوير من نوع KA-56E إنتاج شركة Fairchild؛ لالتقاط صور استطلاعية عند الارتفاعات المنخفضة من الأفق إلى الأفق.

(2) آلة تصوير من نوع KS-87C لالتقاط صور رأسية.

(3) نظام تصوير جانبي بالأشعة تحت الحمراء LIR من نوع AV/AAD-5

(4) آلة تصوير تليفزيونية؛ لاستقبال المعلومات عن الأهداف.

وتقع مسؤولية تفضيل هذه المستشعرات على الملاح، وتستخدم القوات الجوية الأسترالية هذه الطائرات الأربع ذات المدى الكبير؛ لمراقبة الشواطئ حول أستراليا.

م. أجهزه الرؤية الليلية وتكثيف الصورة

بقيت الطائرات المزودة بالرادار هي الوحيدة المهيأة لتنفيذ الطلعات الجوية الليلية، خاصة على الارتفاعات المنخفضة حتى وقت قريب. أما اليوم، وبعد ظهور أجهزة التصوير الحرارية، وتكثيف الضوء، فقد بات في مقدور أي طائرة هجوم أرضي ـ مزودة بهذه المعدات للتصوير الحراري ـ تنفيذ مثل هذه الطلعات الجوية الليلية على الارتفاعات المنخفضة.

في الستينيات من القرن العشرين الميلادي، أدى تطور أجهزة التليفزيون العاملة على مستوى الضوء المنخفض LLLTV، أو أجهزة تكثيف الصورة في ضوء النهار، إضافة إلى الأجهزة العاملة بالأشعة تحت الحمراء، أو الأشعة الحرارية ضمن النطاق الترددي 3 - 5 أو 8 - 13 ميكرون، إلى توفير إمكانية تنفيذ الطائرات التقليدية بعمليات ليلية على ارتفاع منخفض نسبياً، واستخدام تقنيات ملاحة وقيادة بسيطة، وهو يحقق مراقبة فورية للأهداف بوساطة الصور المتكونة حرارياً. ولم يدخل هذا النظام إلى الخدمة في القوات المسلحة الأمريكية إلاّ في 1967؛ إذ جهز لأول مرة على "طائرة مجهزه بمدافع" تابعة لسلاح الجو الأمريكي كانت على الأرجح من نوع AC-47 وذلك في أثناء العمليات في جنوب شرق آسيا. وقد استخدم نظام Forward Looking Infrared: FLIR، ونظام Low Light Level TV: LLLTV لاحقاً على متن الطائرات العمودية.

وفي إطار تطوير الطائرات أحادية المقعد، عالية الأداء المخصصة للهجوم الأرضي، كان العمل الأبرز هو تزويدها بمستشعر خاص ضمن حاوية، ووصله بشاشة عرض علوية HUD من تطوير شركة "جيك ماركوني أفيونكس" وذلك على طائرة لسلاح البحرية الأمريكية من نوع A7-CORSAIRE2، وذلك إبان حرب فيتنام. ويستطيع هذا النظام مسح الأجواء أمام الطائرة، ومعالجة البيانات من الإشارات المستقبلة؛ لتكوين صورة متكاملة للأهداف وعرضها على شاشته العلوية في 1971، وطُورت حاوية النظام FLIR مع شاشتها الرأسية في 1973؛ لتصبح لها إمكانية عرض تضاريس الأرض تحت الطائرة أثناء الطيران، حتى في أحلك الليالي، والتي اعتبرت اختراقاً كبيراً في هذا المجال، ولكن الاستفادة من النظام كانت محدودة بسبب صغر مساحة شاشة العرض.

كان الطيارون يشكون من أن الصور كانت صغيرة إلى درجة أنهم شبهوا انطباعهم وهم ينظرون إليها وكأنهم يشاهدونها من خلال فتحة ضيقة للغاية.

أدت هذه المشكلة إلى السعي لتطوير شاشة عرض ذات مجال رؤية واسعة، ولكن ذلك لم يشكل إلاّ حلاً جزئياً للمشكلة. وجاء السعي الأمريكي ليحل المشكلة بتطوير أجهزة FLIR، وذلك بإضافة إمكانية تغيير اتجاه مجال الرؤية لهذه الأجهزة؛ لكشف مجالات أخرى أمام الطيار، مع الاحتفاظ باستمرارية عرض الصورة على شاشة علوية HUD.

ن. نظام الرؤية بالأشعة تحت الحمراء FLIR، والتصوير التليفزيوني في مستوى الرؤية المنخفض LLLTV

في بداية الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي اختبر الطيارون ليلاً، على ارتفاعات منخفضة، حاوية LLLTV متصلة بشاشة عرض واسعة ثبتت على طائرة جاجوار. وقد ثبت أن أجهزه تكثيف الصورة المستخدمة في نظام LLLTV أتاحت توسيع مدى عمليات الطيران؛ لتشمل كل الوقت "الغسق، والفجر، وفي الليالي المقمرة" ومع ذلك لم يُعَدّ، آنذاك، هذا النظام تقدماً حقيقياً للرؤية في ليلة مظلمة، وبقي جهاز FLIR المستشعر الوحيد المعتمد في ليل مظلم، الذي يعتمد على الفروقات في درجة الحرارة بين مختلف الأشياء، وطبيعة الأرض؛ ليكون صوراً جيدة وعلى مدار الساعة إذا لزم الأمر.

وبعد اختبارات مكثفة على نظام "نايت بيرد" Night Bird المثبت على طائرة "هنتر" ذات المقعدين، وباستخدام مستشعرات FLIR في مقدمة الطائرة، وهو من إنتاج شركة "جيك ـ ماركوني أفيونيكس" GEC MARCONI AVIONICS أمكن التأكد من صلاحية هذا النظام، وحُلت مشكلة مجال رؤية المنعطفات، وهذه المستشعرات هي جزء من نظام ANVIS الأمريكي.

وكان السلاح الجوي الملكي البريطاني راضياً عن دمج نظام "فلير" FLIR، ونظارات الرؤية الليلية Night Vision Goggle: NVG؛ لأن هذا الدمج لم يكن يتطلب سوى القليل من التدريب على استخدام هذا النظام المدمج، وكان، في الواقع، امتداداً مباشراً للرؤية نهاراً، وهي حيوية لتقنية الطيران، وقد طلب، بالتالي، سلاح الجو البريطاني تحديداً، نظام FLIR من إنتاج شركة "جيك ماركوني أفيونيكس"، ونظارات للرؤية الليلية مدمجة به من نوع "نايت بيرد" لاستخدامها على طائرات TERNADO, JAGUAR, HARJZ GR-7، والمطورة GR-4، كما اعتمد سلاح مشاة البحرية الأمريكي نظام "فلير" ذاته من إنتاج شركة "جيك ـ ماركوني أفيونكس" متصلة به نظارات "عيون القطط" للطائرة AV-8B.

س. نظم الرؤية الأمامية بالأشعة تحت الحمراء FLIR

تنتج عدة أنواع من هذه المعدات، بما فيها نظام الكشف والقبض على الهدف بالأشعة تحت الحمراء IRADS المثبت على طائرات F-117A، النظام AAQ-9 للتصوير الحراري المستخدم في حاوية الهجوم من نوع AUQ-26 "بيف تاك" المثبت على طائرة F-111، ومجموعات RC-700 المستخدمة في نظم المسح والاستكشاف العاملة بالأشعة تحت الحمراء.

أما شركة هيوز، فتنتج برج تحديد الأهداف والهجوم، متعدد المستشعرات من نوع AAS-33 TRAM المخصص للطائرة A- 6E، ويجمع هذا البرج بين نظام FLIR، وجهاز ليزري؛ لتحديد المسافات وإنارة الأهداف، كما تنتج نظام TINS للملاحة بوساطة الأشعة تحت الحمراء المخصص للطائرة F/A-18. هذا وقد طورت شركات غربية عدة نظم حديثة للرؤية الليلية المحمولة جواً.

يمثل المستوى الجديد الذي وصلت إليه هذه المعدات تقدماً كبيراً، علماً بأن الطريق أمام تطوير معدات الرؤية الليلية واستخدامها على أحسن وجه ما زال طويلاً.

2. طائرات الاستطلاع الإلكتروني

يُعَدّ الاستطلاع أول المهام التي استخدمت فيها الطائرة؛ للحصول على المعلومات عن العدو، فقبل الحرب العالمية الأولى 1914 - 1918، كان الاستخدام الشائع للطائرات في المعركة هو الاستطلاع الجوي، إلى أن استخدمها الإيطاليون في 1911 في قصف القنابل على طرابلس، ثم استخدموها في العام التالي في اعتراض الطائرات المعادية.

مرت طائرات الاستطلاع بتطورات أكثر من غيرها من الطائرات الأخرى؛ إذ زودت بآلات التصوير، والأجهزة اللاسلكية، والإلكترونية بعد أن كان الفرد المراقب يحمل ورقة وقلماً ويدون ملاحظاته عن الأرض والعدو أولاً بأول طوال خط سير الطائرة. وأصبح الاستطلاع الإلكتروني فناً رفيعاً قادراً على اكتشاف، جميع أنواع البث وتسجيلها: اللاسلكي، والراداري، والليزري، والحراري، والتليفزيوني، وكذلك إرسال المعلومات الفورية إلى مراكز الاستقبال.

تجهز طائرات الاستطلاع الحديثة بنظم تصوير متطورة، كما أن هناك أنواع منها تعمل بالأشعة تحت الحمراء، أو بالمستشعرات الحرارية. وقد تجهز طائرة الاستطلاع بمستشعرات رادارية؛ لإجراء الاستطلاع الجوي الإلكتروني. وقد استخدم التصوير التلفزيوني، كذلك، ضمن ما استخدم من وسائل، ومعدات التصوير الجوي؛ إذ ترسل الصور الملتقطة بشكل فوري إلى مراكز استقبال أرضية، مما يسهل عملية تحليل المعلومات وتداولها للاستفادة منها.

من مميزات التصوير الجوي، أيضا، أنه يتيح استطلاع مساحات شاسعة في زمن قصير، ومن زوايا مختلفة، كما توفر الصور الجوية الفرصة لدراسة الموقف، والأوضاع الجارية في مسرح القتال مع إمكانية إجراء المقارنات على التغيرات الحادثة بين القوات من فترة لأخرى. وتتميز معدات التصوير الإلكترونية، والكهروبصرية (الكهروضوئية) الحديثة بإمكانية استخدامها في كل الأوقات، ليلاً ونهاراً، وتحت مختلف الظروف الجوية.

وهنا نعرض فكرة موجزة عن أشهر طائرات الاستطلاع، والتجسس في العالم؛ سواء تلك التي خرجت من الخدمة، أو التي مازالت تعمل، أو تلك التي لم يكشف عنها الستار رسمياً.

أ. طائرة التجسس الأمريكية U-2 (اُنظر صورة طائرة التجسس U-2) و(صورة الطائرة U-2 منظر أمامي وجانبي)

في شهر يوليه 1955، وفي عهد الرئيس الأمريكي الأسبق "أيزنهاور"، سمح بإجراء استطلاعات جوية تجسسية فوق الاتحاد السوفيتي السابق؛ لمراقبة الجيل الجديد من قواعد الصواريخ العابرة للقارات، وقد أطلقت واشنطن على هذه النظرية اسم "نظرية السماء المفتوحة"، التي رفضتها موسكو تماماً، ولتنفيذها، أمر الرئيس "أيزنهاور" الشركات المنتجة للطائرات بإنتاج طائرة متطورة تطير على ارتفاعات شاهقة، وبعيدة عن مدى الصواريخ الدفاعية المضادة للطائرات؛ لكي تنفذ هذه الطائرات عمليات استكشافية للرصد، والتصوير داخل أراضي الاتحاد السوفيتي السابق، وقد أنتجت شركة "لوكهيد" الطائرة المرتقبة، وأطلق عليها اسم "U-2"، وحلقت للمرة الأولى في شهر أغسطس 1955 ـ بعد الحرب الكورية بفترة لا تتجاوز عامين، وبدأت الطائرة في العمل 1956، وهي تُعد طائرة بعيدة المدى تمارس أعمال التجسس، والتصوير الجوي من ارتفاعات شاهقة بدقة كبيرة، وروعي في تصميمها تقليل الوزن، لدرجة أنها لم تكن مزودة بكرسي قاذف للطيار، في حال حدوث خلل فني، أو في حال إسقاطها.

ولم تعُد هناك حالياً طائرات من نوع U-2 قابلة للاستخدام، ما عدا طائرتين تستخدمهما وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا".

ب. طائرة التجسس الأمريكية SR-71 "الطائر الأسود"

بعد سنوات قليلة من إسقاط الطائرة U-2 أُنتجت طائرة جديدة أطلق عليها اسم "الطائر الأسود" Black Bird أو SR-71 وهي من إنتاج شركة "لوكهيد" كذلك، أنتج منها 30 طائرة، ونفذت هذه الطائرة عمليات التجسس على كل أعداء الولايات المتحدة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، بما فيهم الاتحاد السوفيتي "السابق"، وكوريا الشمالية، وفيتنام الشمالية، وإيران، وليبيا، ونيكارجوا.

وقد أعلن سلاح الجو الأمريكي في يناير 1990 سحب هذه الطائرات رسمياً من الخدمة بحجة أن تكاليف تشغيلها باهظة رغم تقدمها التقني ونجاح عملياتها؛ إذ إن التقدم التقني في مجال جمع المعلومات، والتجسس أتاح استخدام الأقمار الصناعية لهذه الغاية بتكاليف تشغيل أقل بكثير من تلك المخصصة للطائر الأسود.

ج. طائرة الاستطلاع الجوي الأمريكية TR-1

وهي طائرة استطلاع جوي أمريكية مبنية على تصميم الطائرة U-2، والطائرة تنفذ مهام الاستطلاع التكتيكي، وتنتجها شركة "لوكهيد"، وهي مزودة برادارات بحث، وتتبع، ورؤية جانبية، إضافة إلى 4 آلات تصوير، وأنواع مختلفة من المستشعرات.

د. طائرة الاستطلاع الإلكتروني الأمريكية موهوك MOHAWK

وهي طائرة استطلاع أمريكية من إنتاج شركة "جورمان"، ويرجع تاريخ صناعتها إلى الخمسينيات، وصممت لأعمال الاستطلاع فوق أجواء ساحات القتال، وهي ما زالت مستخدمة في السلاح الجوي الأمريكي الذي ضم في الفترة من 1960 الى1970 نحو 400 طائرة منها. وقد اشتهرت هذه الطائرة بكثرة أعطالها، وتخلفها التكنولوجي عن الطائرات الحديثة، ولكنها تخضع حالياً لبعض أعمال التحديث لمضاعفة كفاءتها.

والنوع OV-1A من الطائرة "موهوك" مخصص لأعمال الاستطلاع ليلاً ونهاراً، ولذلك فهو مزود بآلات تصوير خاصة، أما النوع OV-1B فهو مزود برادار للمسح الجانبي فوق بدن الطائرة، وقد جهز النوع OV-1C بجهاز؛ لالتقاط الأشعة تحت الحمراء بدلاً من جهاز الرادار، أمّا النوع الأخير وهو OV-1D فيمكن تزويده بالرادار، أو بجهاز لالتقاط الأشعة تحت الحمراء، وقد حولت أعداد كبيرة من النوع OV-1D.

هـ. طائرة الاستطلاع الإلكتروني الأمريكية "أورورا"

بعد أن تقرر إحالة الطائر الأسود إلى التقاعد، قرر سلاح الجو الأمريكي تطوير طائرة تجسس أمريكية خفية لا يكتشفها الرادار، وتطير بسرعة تبلغ خمسة أضعاف سرعة الصوت على ارتفاع 100 ألف قدم. وقد أطلق على هذه الطائرة اسم "أورورا" AURARA أي "الفجر"، وأجرى سلاح الجو الأمريكي تجربة إطلاقها من طائرة النقل العملاقة "جالاكسي" C-5 من ارتفاع 35 ألف قدم؛ لتصل في ثوان إلى سرعة 3 آلاف ميل في الساعة، ثم ترتفع إلى 100 ألف قدم.

ويصل مدى عملها إلى 17 ألف كم؛ الأمر الذي يسمح لطائرتين فقط بتغطية كل سطح الكرة الأرضية، إحداهما من شرق الولايات المتحدة، والأخرى من غربها وتستطيع الطائرة الاستطلاع، والعمل في جميع الظروف الجوية ليلاً ونهاراً بما توفر لها من وسائل تصوير متعددة بالتقاط الأشعة الحرارية، أو بأجهزة الرادار التي تعمل جميعها بوساطة أنظمة متطورة جداً، إلاّ أن تقدم العمل في هذه الطائرة ما زال في طي الكتمان.

و. طائرة الاستطلاع الإلكتروني الروسية "سوخوي" SU-24 MR

في معرض موسكو الجوي في 1996 عُرضت الطائرة "سوخوي" SU-24 MR المجهزة لمهام الاستطلاع الجوي، والتي تحتوى في تجهيزها على عدد من أنظمة الاستطلاع، والمستشعرات تمكنها من أداء مختلف أداء مهامها الاستطلاعية.

تشتمل أنظمة الاستطلاع المجهزة بها الطائرة على: "حاسب آلي لبيانات الاستطلاع، ونظام استطلاع تلفزيوني متكامل، وآلة تصوير بانورامية، ونظام استطلاع حراري، ونظام رادار جانبي SLAR، ومستودع خارجي للاستطلاع الإلكتروني ELINT، ومستودع خارجي للاستطلاع بالليزر، ومستودع لقياس تلوث الإشعاع".

والطائرة مجهزة بأنظمة ملاحية متطورة تحقق إمكانات الطيران على الارتفاعات المختلفة، منها: رادار لتتبع التضاريس الأرضية، ونظم رؤية ليلية، إضافة إلى نظام ربط بيانات الاستطلاع بالتضاريس الأرضية، كما أنه زود بأنظمة اتصالات، ونقل معلومات تعمل على ترددات HF/ VHF/ UHF، وأنظمة اتصالات مكوّدة.

ز. طائرات الاستطلاع الإلكتروني الفرنسية ميراج

هناك نوعان من الطائرات "الميراج" الفرنسية الصنع ينفذان مهام الاستطلاع، وهما:MIRAGE-3RD وMIRAGE-F1CR، كما يلي:

(1) النوع الأول Mirage-3RD: جُرّب لأول مرة في أكتوبر 1966. والطائرة مجهزة بنظم استطلاع، وتصوير، وملاحة متطورة، ولهذا فهي قادرة على الطيران المرتفع، والمتوسط، والمنخفض، ويمكن تجهيز الطائرة بمدفع من نوع "ديفا" DEFA عيار 30 مم، وكابينة القيادة مزودة بجهاز للقصف على ارتفاع منخفض. والطائرة مخصصة للاستطلاع التكتيكي، وتبلغ سرعتها القصوى نحو 2350 كم في الساعة، أما أقصى وزن للإقلاع فهو 13.7 طن، ووزنها وهي فارغة 6.66 طن.

(2) النوع F1 CR: نفذ أول طلعة في يناير 1966. وبوسع هذه الطائرة القيام بمهام متنوعة مثل الهجوم الأرضي، والهجوم النووي التكتيكي، والاستطلاع التكتيكي. وقد انضمت هذه الطائرة إلى قوات السلاح الجوي الفرنسي في 1973، وشهدت نجاحاً كبيراً في عالم الطيران، وخاصة في اليونان، والعراق، والأردن، والكويت، وليبيا، والمغرب، وجنوب أفريقيا، وأسبانيا، واستمر إنتاجها حتى 1987.

والطائرة مزودة بآلات تصوير تعلو بدنها، وجهاز يعمل بالأشعة تحت الحمراء إلى جانب أجهزة الكشف البصرية "الضوئية"، والكهرومغناطيسية. والطائرة ذات مقعد واحد وهي مخصصة لأعمال الاستطلاع.

ح. طائرات الاستطلاع الإلكتروني البريطانية "تورنادو"

تتلخص نظم الاستطلاع الحديثة المضافة إلى الطائرة "تورنادو" في نظام مسح، ومراقبة يعمل بالأشعة تحت الحمراء مركب على حامل خاص تحت جسم الطائرة، وذلك إضافة إلى ثلاثة أنظمة استشعار إلكترونية مهمتها التعارف، والتمييز على مدى بعيد. وتستطيع الطائرة، مع هذه النظم الإستراتيجية، أن تحمل كل طاقتها من الأسلحة المختلفة.

وتجهز بريطانيا 30 طائرة "تورنادو" بنظم كهروبصرية "كهروضوئية" يضاف إليها الفيديو ومرسل الصورة؛ إذ يمكن تمييز المعلومات تباعاً، بينما يسجل الفيديو على شرائط بشكل مفصل، وتستقبل محطتين أرضيتين المعلومات الفورية لتكون تحت الطلب.

ط. طائرات الاستطلاع الإلكتروني البحري P-3

تطور البحرية الأمريكية طائرات الاستطلاع البحري من نوع P-3، التي كانت مخصصة لمهام مكافحة الغواصات. ويأتي هذا التحديث في إطار متطلبات البحرية الأمريكية؛ لتطوير أداء العمليات من حيث المراقبة، والاتصالات، وتحديد الأهداف؛ إذ تتميز الطائرة P-3 بإمكانية البقاء في الجو حتى 12 ساعة في مهام المراقبة، والتصوير، وتمييز الأهداف، والتصويب عليها، ويصل حجم الأسطول من هذه الطائرات 136 طائرة.

ويتضمن برنامج التحديث استخدام رادار يمكنه كشف، الأهداف البرية، والبحرية وتتبعها على المديات الطويلة، وتزويد الطائرة بنظام تصوير كهروبصري للإمداد بالمعلومات اللحظية ليلاً ونهاراً إلى مراكز القيادة والسيطرة، وتحديث نظام الكشف الحراري حتى يمكن تمييز الأهداف الصغيرة ليلاً، وتطوير شبكة الاتصالات، ووسائل العرض.

ي. طائرة الاستطلاع الإلكتروني الكندية "تراكر": TRACKER

في 23 مارس 1990، ودع سلاح الجو الكندي في احتفال رسمي كبير طائرة الاستطلاع المضادة للغواصات من نوع "تراكر" TRACKER، وقد بدأ استخدام هذه الطائرات في 1957؛ إذ صممت خصيصاً للعمل من فوق حاملات الطائرات، ومنها الحاملة BONAVENTURE، وأشهر قطع الأسطول الكندي.

وأثبتت طائرات "تراكر"، على الرغم من تصميمها أصلاً لمكافحة الغواصات، أنها طائرة مثالية للاستطلاع البحري نظير مدى عملها الكبير، وقدرتها على الاحتمال، والمناورة. وقد أدخلت عليها بعض التعديلات لكي تضطلع بمهمة المراقبة، والاستطلاع البحري، فاستخدمت النظام الملاحي من نوع "أوميجا"، ورادار متطور لتعرف الأهداف بدقة، ونظام للتصوير الفوتوغرافي يعمل ليلاً ونهاراً، ويسمح للطائرة بإنجاز مهامها كيفما كانت الأحوال الجوية.

3. نظم تعزيز القدرات الهجومية للمقاتلات

يتوقع تزويد المقاتلات الحربية، خلال فترة عملها المقبلة، بأسلحة جديدة تسهم في تعزيز قدراتها الهجومية، لتحقيق تقدم تكنولوجي هائل عالمياً، يساعد على التقدم في مجال الحرب الإلكترونية، وينعكس على دعم أعمال قتال القوات الجوية.

أ. المستودعات الإلكترونية Electronics Bods

في بداية 1987، قررت ثلاث شركات بريطانية رائدة، هي "فرانتي"، و"جنرال إلكتريك"، و"بريتيش ايروسبايس"، وقف التنافس بينها، وتوحيد جهودها؛ بهدف إنتاج أنظمة إلكترونية في مستودعات صغيرة، وقوية في آن واحد، تستخدم في العمليات الجوية الهجومية. وقد توصلت تلك الشركات في أواخر 1987 بالفعل إلى إنتاج باكورة عملها، وهو نظام TIALD الذي يتألف من مستودع يحمل جهاز تصوير حراري، وجهاز تعيين مكان الأهداف ليزرياً، وبدأ العمل في تقويم أدائه في المؤسسة الملكية للطائرات RAE في "فادنبرة" في يناير 1988.

ولا يقتصر توافق عمل نظام TIALD على طائرات القتال ذات القدرة العالية كطائرات تورنادو، وF-15، وميراج 2000، بل يتعداها إلى مختلف الطائرات الأصغر كطائرات هوك، وJAS-39 ويمتاز نظام TIALD باستقلالية تامة فيما يختص بأجهزة التكييف، وأجهزة الحاسب الآلي، لذلك فهو مرشح لتستقبله طائرات الجيل الأقدم، التي أظهرت جدارتها كطائرات F5, A4 لرفع قدرتها القتالية، وزيادة فترة خدمتها في الجيوش.

يمكن تحقيق إمكانية عمل للطائرات الضاربة ليلاً ونهاراً على مدار اليوم، وفي مختلف الظروف الجوية، وذلك بتزويدها بجهاز تعيين أماكن الأهداف ليزرياً؛ إذ كان الجيل الأول من أنظمة تعيين أماكن الأهداف PAVESPIKE، وATLIS يعمل نهاراً فقط بوساطة آلة تصوير تليفزيونية، وتلاه الجيل الثاني من الأنظمة التي صممت لتعمل ليلاً ونهاراً مثل PAVETACK، غير أن هذه النظم كانت ضخمة جداً وثقيلة، ثم استخدمت فيما بعد أجهزة أصغر تعمل ليلاً ونهاراً مثل نظام LANTR الذي صمم خصيصاً لطائرات F-16، ونظام NITEOWL لطائرات F-18 التابعة للبحرية الأمريكية. وبعد أن توصلت الأبحاث العلمية إلى تصميم مستشعرات وحاسبات آلية محمولة جواً أكثر صغراً، بات من الممكن، حالياً، الشروع في تطوير مستودعات خاصة، لتعيين أماكن الأهداف أقل حجماً عن ذي قبل، فضلاً عن أنها قادرة على حمل مستشعرات بأعداد أكبر، إلى جانب استقلالها التام عن النظم الإلكترونية للطائرة الأم.

ب. نظم الحماية الذاتية للمقاتلات

الطائرات المقاتلة مثل F-16 ـ يبلغ عمر تصميمها 20 سنة ـ وتمتلك التورنادو TORNADO، وجريبن GRIPEN، ورافال RAFALE، كفاءات تفوق كفاءات سابقتها من الطائرات بكثير، ونظراً لارتفاع أسعارها؛ يكفي شراء أعداد أقل منها، وهذا يعني أن خسارة طائرة واحدة من هذه النوعية يخلف عبئاً أكبر نسبياً على الطائرات الباقية، لذلك فالحرص على تجهيزها بنظم الوقاية الذاتية (اُنظر شكل تفصيل نظام الحماية الذاتية) الأكثر تقدماً يُعَدّ استثماراً، صحيحاً. وفعلياً، ولا يكفى توفير الحماية الفضلى لها ضد الصواريخ المعادية، والأسلحة الموجهة رادارياً، بل ينبغي كذلك تجهيزها بنظم فعالة؛ لتحديد الصديق من العدو IFF؛ لتفادي الخسائر من الأسلحة الصديقة. ومن أمثلة هذه النظم الحاوية "باريم" PAREM، ولا يتعدى وزنها 85 كجم، ويستطيع هذا النظام كشف، إشارات الرادار المعادية عن بعد، والعاملة في النطاق الترددي من H إلى J وتحليلها وتحديدها عن طريق مقارنتها مع ما هو مخزن في ذاكرة الحاسب الآلي للنظام، قبل أن يطلق الإعاقة الإلكترونية النشطة، فإذا ما حُددت الإشارة على أنها من مصدر معادٍ، تطلق إشارة الإعاقة، ويمكن تثبيت الحاوية "باريم" على أنواع أخرى من المقاتلات، كما يمكن إعادة تجميع النظام في وحدتين؛ لتثبيته داخل هيكل الطائرة.

وهناك العديد من نظم الإجراءات الإلكترونية المضادة موجودة حالياً، وبالتالي فالخيار واسع. ومنها مثلاً النظام AN/AL Q 131 من شركة "وستنجهاوس" Westinghouse، الذي طور أساساً ليشكل نظام الحماية الرئيسي لمقاتلات F-16 التابعة لسلاح الجو الأمريكي، رغم أنه جهز كذلك في الطائرات F-111، وA-10، وF-41، مما يحقق حماية عالية المستوى من الصواريخ سطح/ جو، والمدافع المضادة للطائرات، إضافة إلى الصواريخ جو/ جو الموجهة رادارياً. إن برمجية الحاسب الآلي في مستودع الإعاقة AN/AL Q 131 تمكنه من التواؤم مع نطاق واسع من تطبيقات الحرب الإلكترونية.

كما أن شركة ITT Defense طورت، كذلك، جهاز التشويش للحماية الذاتية المحمول جواً Air Born Self Protection Jamming ASPJ ، المصمم أساساً لمواجهة الصواريخ الموجهة رادارياً بفاعلية. والمصمم للعمل مع المقاتلات، كالطائرة AC-130H المسلحة بالمدافع. طورت شركة ITT نظام مستودع الإعاقة AN/AL Q-172؛ للإجراءات الإلكترونية المضادة؛ لتحقيق الحماية، وتواجه نظم ITT، بدورها، منافسة شديدة من نظام للتشويش على رادارات الإنذار وهو مستودع الإعاقة AN/ABL Q-202 V الذي طورته شركة "لورال الكترونيك سيستمز" LORAL ELECTRONIC SYSTEMS؛ لاستخدامه مع المقاتلات F-16 وF-18. ونظام مستودع الإعاقة AN/AL Q-202 V يمكن تجهيزه في المقاتلات الحالية، ويستخدم للإنذار من التهديد، موفراً للطيار بيانات التهديدات؛ بوساطة شاشة العرض الرأسية HUD، أو يستخدم نظاماً للإجراءات المضادة الإلكترونية؛ بتشغيل جهاز إرسال الإعاقة. أما نظام مستودع الإعاقة AN/AL Q-162 الذي صممته شركة "نورثروب" NORTHROP؛ ليشكل نظاماً للحماية الذاتية، خفيف الوزن وقليل التكلفة، ضد التهديدات الرادارية الحديثة المعقدة، فقد جهزت به الطائرات العمودية، وطائرات الاستطلاع، إضافة إلى المقاتلات.

وتعد شركة "تراكور أيرو سبايس" TRACOR AEROSPACE مصدراً آخر لنظم مستودعات الإجراءات الإلكترونية المضادة، فنظام الشركة للإجراءات المضادة للحماية الذاتية للطائرة ADDS هو نظام يتحكم به حاسب آلي، وهو يتكيف مع التهديد، ويتحكم في توزيع الرقائق المعدنية، والمشاعل الحرارية طبقاً لحيزات الترددات المطلوب التعامل معها بالإعاقة السلبية، ويستخدم النظام برامج تتكيف مع التهديدات الرادارية، والحرارية طبقاً لمتغيرات الاشتباكات، وهو يستوعب التحسينيات المنبثقة من الخبرة القتالية لطائرات القتال F-16، وF-15، وF-5 وغيرها.

تشتري شركة "تراكور" نظم نشر الأهداف الكاذبة باستخدام الرقائق المعدنية من نوع AN/ALE-40 V التي ستجهزها في طائرات F-16 مع نظام AN/ALR-69 RWR؛ للتحذير من الإشعاع الراداري المعادي.

ج. النظم الجديدة المدمجة على شكل حاوية "مستودع"

تنتج شركة "جيك ماركوني" GEC-MACRONI مجموعة من أجهزة الاستقبال؛ للتحذير من الرادارات RWR، إضافة إلى نظم الإعاقة في شكل حاوية "مستودع"، أو وحدات، لدمجها داخل الطائرة. مثلاً مجموعة "زيوس" ZEUS، وهي مجموعة الوسائل المساعدة على الإجراءات الدفاعية، وتتميز بمعالج رقمي قوي يضمن رداً أوتوماتيكياً فعالاً لجميع التهديدات الرادارية، بينما يمكن حمل جهاز "أبولو" APOLLO للإعاقة الرادارية، من صنع الشركة نفسها، في شكل حاوية "مستودع"، أو بدمجه داخل الطائرة.

ويمكن إتباع نهجين لوسائل الحماية الذاتية لطائرات القتال، فنظام الحاوية "المستودع" ـ النهج الأول ـ يمكن نقله من طائرة إلى طائرة أخرى؛ لكي يستخدمه الذين ينفذون المهام العملياتية للحماية الذاتية، ولكن على حساب إشغال مركز التعليق تحت جناح الطائرة. ولكن متى دمج النظام داخل الهيكل ـ النهج الثاني ـ يحرر مركز التعليق ليحمل سلاحاً، بدلاً من النظام، إلاّ أن للنظام وزناً يجب حمله في هذه الحالة، بغض النظر عن المهمة الموكلة.

وإلى جانب نظام الاستطلاع الراداري المحمول جواً، هناك نظم الاستطلاع الأرضي؛ وأشهرها نظام Igloo White، الذي يشتمل على أجهزة مستشعرات حساسة للتحرك SENSORS تلقى داخل الأراضي المعادية، وترتبط، في عملها، بحاسب يتلقى منها بيانات الأهداف ويحللها، ويرسلها مباشرة لقواعد المقاتلات والصواريخ؛ للتعامل معها.

ثانياً: نظم الحرب الإلكترونية الحديثة ووسائلها في قوات الدفاع الجوي

تستخدم نظم الحرب الإلكترونية ووسائلها في قوات الدفاع الجوي؛ للقيام بأعمال الاستطلاع، والإعاقة الإلكترونية ضد النظم، والوسائل الإلكترونية لأسلحة الهجوم الجوي الحديثة؛ للتقليل من دقة الضربات الجوية المعادية وتأثيرها، ومعاونة أعمال قتال أنظمة، ووسائل الدفاع الجوي، والقوات الصديقة؛ بتنفيذ الأعمال الإلكترونية المضادة، والإجراءات المضادة ضد الاستطلاع اللاسلكي، والراداري المعادي التي تتعلق بإسكات وسائل العدو الجوية الإلكترونية، ووقاية الوسائل الإلكترونية الصديقة ضد أعمال العدو الإلكترونية، وتشتمل نظم الحرب الإلكترونية في قوات الدفاع الجوي على نظم الاستطلاع الإلكتروني ووسائله، ونظم الإعاقة الإلكترونية ووسائلها.

1. نظم الاستطلاع الإلكتروني ووسائله

أكدّت حرب الخليج الثانية، خطر التهديدات الجوية؛ نظراً لظهور مجموعة جديدة من الأسلحة الذكية التي تحمل مستشعرات ذات تقنيات متقدمة، زادت كثيراً من فاعليتها في ضرب الأهداف السطحية. وتوضح تكنولوجيا الإخفاء، والذخائر الموجهة ليزرياً، والطائرات العمودية التي تندفع فجأة للهجوم، وأجهزة الرؤية الليلية، والأسلحة التي تطلق من بعد، جميعها بجلاء مدى تعاظم التهديدات الجوية وخطورتها. ولعل الصاروخ الجوال الحديث "كروز" هو المثل الواضح على ذلك. فقد أظهر للملأ، ومن خلال شاشات التليفزيون، شبه استحالة اعتراضه في مساره نحو هدفه المحدد بدقة متناهية، وخصوصاً في المناطق المأهولة. مما سلط الأضواء على فاعلية التكنولوجيا الحديثة المستخدمة في أسلحة الهجوم الجوي الحديثة من الجيل الجديد. ولمواجهة مثل هذه النظم بات من الضروري استخدام تكنولوجيا إلكترونية في مستوى الفاعلية ذاته في الأسلحة الدفاعية، إذا ما أريد مواجهة ذكاء المهاجم بفاعلية.

أ. مستشعرات الاستطلاع الإلكتروني الأرضية

يمكن اتخاذ نظام ADAD بديلاً عن الرادار، على الرغم من أنه لا يوفر بيانات عن مسافة الهدف المقترب؛ إلاّ أنه يُعَدّ مستشعراً فاعلاً بالنسبة للدفاعات الجوية الصاروخية؛ ولا سيما في المسافات القصيرة، والقصيرة جداً.

طُوّر مستشعر نظام ADAD ليصبح نظاماً لتكوين الصورة حرارياً. ويدار كالرادار؛ لتحقيق الكشف عن التهديدات المقتربة واتجاهها، وعلى الرغم من أن الجو المشبع بالرطوبة يؤثر على أدائه سلباً، إلاّ أن نظام ADAD قادر على العمل حتى في الظروف التي لا تستطيع فيها الطائرات المهاجمة الطيران على ارتفاعات منخفضة؛ لسوء الرؤية، وفي ظروف الرؤية الجيدة باستطاعة هذا النظام كشف الأهداف على مسافة 20 ميل. (اُنظر صورة نظام ADAD للمراقبة الأرضية)

ونظراً إلى أن نظام ADAD من فئة النظم السلبية، فهو لا يوفر قياسات البعد، إلاّ أنه بالاستطاعة التغلب على ذلك باستخدام نظامين متصلين لاسلكياً؛ لكشف الهدف ذاته؛ مما يوفر، أساساً، بيانات التثليث Triangulation "ثلاث اتجاهات"؛ لتحديد بعد الهدف بحساب المثلثات، لحل مثلث الخطأ.

وقد يؤدي تطور تكنولوجيا المستشعرات الحرارية إلى الاستغناء عن أحد النظامين لتحديد مسافة الهدف؛ فبالنظر لنظام ADAD، نجد أن تقنية تطويره المستقبلي قد استخدمت فعلاً في نظم البحث، والتتبع العاملة بالأشعة تحت الحمراء، والمحمولة جواً Search Tracking Infra Red- System STIRS.

ويتوقع أن يكون مدى كشف الأهداف لنظام STIRS المحمول جواً، أطول من مدى نظام ADAD، كما أن القدرة على تمييز الأهداف ستكون متفوقة؛ نظراً إلى صفاء الجو في الارتفاعات الشاهقة، وانعدام الضجيج في الصورة الخلفية للشاشة، كما أن نظام STIRS يوفر قياس مسافة الهدف، بفضل قدرته على كشف هويته.

وهنا، تبرز أهمية المعالجة المتقدمة للإشارات مرة أخرى؛ إذ ينبغي أن يكون نقاء الصورة بمستوى يسمح باستخدام طرق المقارنة بين الصورة المخزنة في ذاكرة الحاسب الآلي للنظام، وبين صورة الهدف الحقيقي حتى يمكن الكشف عن هويته، فإذا نفذ ذلك فعلاً، يمكن تقدير مسافة الهدف بعد فحص حجمه، كما أنه قد يكون بالإمكان قياس سرعة انطلاق الهدف بعد إعادة التدقيق بشكل سريع في مسافته، وشكله؛ بوساطة المعالجة البيانية في الحاسب الآلي للنظام. ومن المحتمل أن تتميز أنواع ADAD المستقبلية بالقدرة على تحديد مسافة بعد الهدف، من خلال مثل هذه المعالجات البيانية السالفة الذكر.

ب. مستشعرات نظم الاستطلاع الإلكتروني في نظام الصاروخ "كروتال"

تشتمل المستشعرات البصرية الإلكترونية على مصور حراري من نوع "كاستور" CASTOR من إنتاج شركة TTD، يستخدم لتتبع الأهداف من خلال اكتشاف الإشعاعات الحرارية المنبعثة منها في الظروف النهارية والليلية. وطبقاً للظروف الجوية المحيطة يصل مدى المصور الحراري إلى أكثر من 10 كم. وهذا ينطبق، كذلك، على آلة التصوير التلفزيونية النهارية المتقاربة الشحنة، التي تستخدم لتتبع الأهداف في الظروف الجوية الملائمة.

المصور الحراري: جهاز ذو مجال رؤية مزدوج مزود بتكبير إلكتروني، في حين أن آلة التصوير التلفزيونية ذات مجال رؤية أحادى. كما يستخدم النظام مصوراً حرارياً ثانياً؛ لتوجيه الصاروخ في مختلف مراحل طيرانه. وتثبت مجموعة المستشعرات هذه أعلى برج دوار يحمل أربعة صواريخ VT-1 فائقة السرعة على كل من جانبيه.

2. أسلوب استطلاع أجهزة التعارف

الترددات المستخدمة في كل من وحدتي السؤال والإجابة، شائعة الاستخدام، ومعروفة، ويمكن الشوشرة عليها بسهولة تامة باستخدام أي جهاز شوشرة وإعاقة بسيط.

ونبضات الإجابة التي تصدر من طائرة، أو مركبة صديقة رداً على ما استقبلته من نبضات سؤال، ترسل من هوائي هذه الطائرة الذي يتميز بخاصية الإشعاع في جميع الاتجاهات؛ لذلك فإنه يصبح من السهل على العدو التقاط مثل هذه النبضات وتقليدها، ثم إرسالها على أساس أنها صادرة من طائرات صديقة؛ مستغلاً في ذلك التطور الكبير الذي وصلت إليه التكنولوجيا الإلكترونية.

إذا التقط العدو إشارة الإجابة للمجيب الجوي للطائرة الصديقة، فإنه يستطيع تحديد مكانها، وتتبع مسارها؛ وذلك لأن المجيب دائماً في وضع التشغيل؛ لذلك فإنه يجيب على أية محطة رادار تستجوبه، أو تستجوب أية طائرة أخرى، وإشعاعات المجيب الصادرة تمكن وسائل الحرب الإلكترونية الحديثة من اكتشافها بسهولة، وتحديد مصدرها، وتتتبع مسار الطائرة، ثم الاشتباك معها. إضافة إلى ذلك، ينتج عنه كثرة وحدات السؤال الموجودة في محطات الرادار الأرضية، التي تستجوب عن طريق إرسال نبضات السؤال المتفق عليها، مع كثرة وحدات المجيب الجوي في طائرات التشكيل الجوي القائمة بالإجابة عن كل استجواب، تنجم عن ذلك كله مشكلات تداخل جسيمة بين نبضات الإجابة.

3. أسلوب مقاومة نظم التعارف لأعمال الحرب الإلكترونية

للتغلب على عيوب نظام التعارف، اتخذت الخطوات اللازمة لتطوير نظم التمييز، واقتصرت مشكلة هذا التطور، في الوقت الحالي، على ضرورة تحسين خاصية درجة الاعتماد على نظام التمييز؛ باستخدام وسائل حديثة في التشفير، مثال ذلك أن إجابة المجيب تتطلب استجواباً جديداً من المستجوب حتى لا يتسبب المستجوب في إصابة الهدف الصديق "المجيب"، والأخيرة "إشارة المستجوب الثانية" بدورها تتطلب إجابة جديدة مختلفة عن سابقتها، أي أن الاستجواب والإجابة عملية تتابعية تتوقف على سابقتها؛ بحيث يصبح النظام أكثر أمناً، ويصعب اختراقه، أو التشويش عليه.

إضافة إلى ذلك تجرى دراسات مكثفة، أبحاث مستفيضة؛ لتصميم أنظمة تمييز جديدة تماماً؛ تحل محل أنظمة التمييز الحالية مثل: "نظام التعارف في دول حلف شمال الأطلسي، ونظام نشر المعلومات التكتيكية المشتركة Join Tactical Information Distribution System: JTIDS.



[1] الماخ: سرعة الصوت.