إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الحرب الإلكترونية




أنظمة الرادارات الأرضية الحديثة
ناثر المشاعل الحرارية Eclair-M
أجهزة التوجيه بالليزر
أجهزة الرؤية الليلية
أجهزة الرؤية بتكوين الصورة الحرارية-1
أجهزة الرؤية بتكوين الصورة الحرارية-2
محطة الإعاقة اللاسلكية التكتيكية
محطة استطلاع لاسلكي أرضية
محطة استطلاع راداري
نظم القيادة والسيطرة في البحرية
نظم صاروخية ميكروإلكترونية
نظام ADAD للمراقبة الأرضية
نظام إطلاق العصائف MK36
نظام الإنذار المبكر Moss
نظام الرادار M-Star
نظام القيادة والسيطرة الآلية
نظام CREW Duke
نظام Prophet
نظام كشف الصواريخ MWS-20
نظام TOGS للرؤية الليلية
معدات من إنتاج شركة إلتا
معدات من إنتاج شركة تاديران
معدات الاستطلاع الإلكتروني بالطائرة E-2C
معدات الظهور الراداري والبصري
معركة الأسلحة المشتركة
الإخفاء والتمويه للمعدات الإلكترونية
الإخفاء والتمويه للمعدات اللاسلكية
الإخفاء الراداري للقطع البحرية
النظام ALQ-99
النظام AN/ALQ-218
النظام الصاروخي ستنجر
النظام Warlock Green
الإعاقة السلبية الحرارية
الإعاقة الضوضائية بالشوشرة
الإعاقة بنظام الخداع seagnat
الإعاقة بنظام Nulka
التمويه بالطلاء لطائرات القتال
التصوير الحراري للأهداف
التعمية بالتغير في وضوح اللون
الدبابة الإسرائيلية ميركافا
الرادار STANTOR
الرادار MESAR
الصواريخ الاعتراضية
الصواريخ الاعتراضية أرض/ جو (1)
الصواريخ الاعتراضية أرض/ جو (2)
الطائرة نمرود
الطائرة المقاتلة EF-111
الطائرة العمودية لينكس
الطائرة U-2 منظر أمامي وجانبي
الطائرة عين الصقر
الشرك الخداعي Nulka
العواكس الركنية العائمة
استخدام الأشعة تحت الحمراء ليلاً
استخدام النظام AN/ALQ-212
استخدام الصواريخ التليفزيونية
استخدام الطائرات العمودية
تطبيقات إخفاء البصمة الرادارية
تكنولوجيا الإخفاء الراداري للطائرات
جهاز لاسلكي محمول
حاملة الطائرات أمريكا
رادار المراقبة الأرضية RASIT
صواريخ محملة على الكتف
صواريخ محملة على عربات
صواريخ مجهزة على حامل
طائرة الاستطلاع E-8C
طائرة التجسس U-2
طائرة تقذف المشاعل الحرارية
قاذف الرقائق طراز ALE – 40

إنشاء محور اتصال لاسلكي
منظومة وحدة بحرية صغيرة
منظومة وحدة بحرية كبيرة
منظومة الحرب الإلكترونية المحمولة جواً
مدى تأثير تأخير الاشتعال
هيكل الطائرة الخفية F-117A
أسلوب الإعاقة الرادارية الإيجابية
أسلوب تدمير الصواريخ السورية
أسلوب دمج المعلومات
مسارح الحرب الإلكترونية
أشكال العواكس الركنية
نظم السيطرة الإلكترونية
نظم القيادة والسيطرة
نظام الكشف عن الألغام البحرية
نظام تحذير ومراقبة محمول جواً
نظرية عمل المقلدات
أقسام الحرب الإلكترونية
أقصى مدى كشف راداري
النبضة الكهرومغناطسية النووية
الهجوم بالتدخل السلبي
الأسلوب الأول/1
الأسلوب الأول/2
الأسلوب الثالث
الأسلوب الثاني
الأسلوب الرابع
الأشعة تحت الحمراء
الإعاقة السلبية للصواريخ
الإعاقة بإزاحة إحداثي الهدف
المقلد الراداري
التمويه الإلكتروني ضد الصواريخ
البث عن بعد
التطبيقات العسكرية في أنظمة الليزر
العلاقة بالزمن والقدرة
استخدام الرقائق المعدنية لخداع الصواريخ
توزيع محطات التنصت
تطبيقات الحيز الكهرومغناطيسي
تفصيل نظام الحماية الذاتية
خداع الصواريخ الموجهة
خداع الصواريخ سام ـ 7
حيز الطيف الكهرومغناطيسي
سيناريو المهمة التدميرية
كابينة طاقم التشغيل للطائرة E-2C
عملية خليج سرت
عناصر الاستطلاع اللاسلكي




مقدمة

المبحث الثالث عشر

أسلحة الحرب الإلكترونية ونظمها في الجيوش

 

أولاً: أسلحة الحرب الإلكترونية في القرن الحادي والعشرين

سيكون النصر في الحرب العالمية القادمة،حليفاً للجانب الذي يستخدم خصائص الطيف الكهرومغناطيسي بصورة أفضل. إذ إن الحرب الإلكترونية هي الميدان الذي يشهد تغييراً سريعاً، فلا يعلم المرء حقيقة ماذا سيحدث، أو يتطور "خلال اليوم". هذا الموضوع الذي تسعى إلى تحقيقه القوى العظمى ودول عديدة؛ سواء في الخفاء أو في الظل، وبمعنى آخر، في جو من الكتمان والسرية.

وفي حقيقة الأمر، فإن أعمال الحرب الإلكترونية المضادة تحد من قدرة الجيوش على القتال.

وهنا، يجدر الإشارة إلى أن استخدام حيز عريض من الترددات، يساعد على جودة الاتصالات، ولكن، في المقابل، يسهل عملية الاعتراض والتنصت عليه. إلاّ أنه كلما قل أو ضاق عرض حيز الترددات، سهل ذلك من استخدام، الحرب الإلكترونية وإظهار دورها في أعمال الإعاقة عليه. وفي الوقت نفسه، فإن استخدام الطيف الكهرومغناطيسي في أسلحة الطاقة الموجهة، وفي النبضات النووية الكهرومغناطيسية، يُعد جزءاً من أعمال الحرب الإلكترونية.

1. أسلحة الطاقة الموجهة Directed Energy Weapons (DEW)

أسلحة الطاقة الموجهة ـ أو شعاع الموت، التي كانت منذ زمن من قصص الخيال العلمي، تُعَدّ الآن للاستخدام الإستراتيجي والتعبوي. وكذلك ستصبح عملاً أساسياً ونوعاً جديداً من التسلح، وإن كانت في الحقيقة تُعد ـ تقريباً ـ عملاً من أعمال الحرب الإلكترونية؛ لأن نظمها الإلكترونية، والإلكتروبصرية "الكهروبصرية" تشكل عنصراً أساسياً في هذه الأعمال.

أسلحة الطاقة الموجهة هي من عائلة الأسلحة؛ إذ تُعد سلاح تردد لاسلكياً "ميكروويف ذا قدرة عالية" High Power Microwave HPM، ويُعد شعاع ذرة الطاقة الموجهة، شعاعاً محدداً من الطاقة الكهرومغناطيسية، أو جزءاً من الذرة مركزاً في شعاع قوي موجه، وهذا الشعاع يسافر بسرعة الضوء، في خط مستقيم تقريباً، وإذا ما قورن بسرعة الصوت، فإنه يساوي 350 ألف مرة أسرع من رصاصة "طلقة" البندقية، وانطلاقاً من هذا المفهوم، فإن سلاح الطاقة الموجهة، سيدمر الهدف فعلياً، فوراً بدون انتظار، في الوقت الذي قد لا تكون فيه طلقة البندقية قد انطلقت بعد، بهذه الأهمية نفسها، فإنه ليس بالضرورة أن يكون سلاح الطاقة الموجهة فوق الهدف المتحرك، مثلما هو في الطائرة.

في الوقت الذي يقطع فيه شعاع الموت، لأسلحة الطاقة الموجهة، مسافة ألف كم نحو الهدف المراد تدميره، فإن الطائرة التي تسير في المسار نفسه بسرعة الصوت نحو الهدف نفسه، تكون قد قطعت مسافة ملليمتر واحد. في هذه الحالة، فإن الحاسبات المعقدة جداً بطائرات القتال، التي قد تكون تطورت، بما يمكنها من تحديد أفضل خطوط السير للطائرات، بعيداً عن تهديدات مدفعية وصواريخ العدو، أو حتى قذائف الدبابات المعادية، ستصبح غير مطلوبة، في ظل وجود أسلحة الطاقة الموجهة.

إن الأثر الفوري لأسلحة الطاقة الموجهة يعني أن الفرد الذي يطلقها يستطيع أن يقوّم أثرها في الحال، قبل أن يسحب الزناد مرة أخرى. وفوق ذلك، فإن الخصم لن يكون في مقدوره ذلك، إذ لن يتوفر له الوقت للمناورة، أو المراوغة، أو القيام بأي عمل مضاد.

وفي مقابل هذا، فإن أسلحة الطاقة الموجهة تواجه صعوبتين رئيسيتين هما:

·       أن هذه الأسلحة تعتمد على وجود خط رؤية مباشر مع الهدف المراد تدميره؛ إذ إنها لا تستطيع أن تأخذ مساراً منحنياً "قوسي الشكل" مثل طلقة المدفعية.

·       الطاقة الكبيرة "الضخمة" المطلوبة، لتوليد شعاع قوي، يكون كافياً لإحداث التدمير المعني، ويُعَدّ مكلفاً جداً، فضلاً عن صعوبة توليده، كما أنه من الصعب تجهيز مركبات القتال بهذا السلاح؛ لضخامة، معداته وتعقيدها، وكذلك صعوبة تغطية هذا السلاح لقطاع كامل في جبهة القتال.

تندرج تحت قائمة أسلحة الطاقة الموجهة كل من: "أسلحة الليزر المميت، أسلحة التردد اللاسلكي، أسلحة حزمة الذرة"، التي تعتمد جميعها في أدائها على استخدام الطاقة الكهرومغناطيسية.

أ. أسلحة الليزر المميت Lethal Laser Weapons

شعاع الليزر، هو شعاع من الطاقة الكهرومغناطيسية عالي القدرة، يدمر أي هدف يوجه إليه، فبوساطة طاقة الليزر العالية، يمكن أن تحرق، وتحدث ثقوب خلال المنشآت المعدنية، فشعاع الليزر يصيب جسم الدبابة نفسه ويضعفه، فضلاً عن أنه يمكن أن يشكل حائلاً أمام الدبابة فيصيبها بالعمى، وهذا الأثر يمكن تحقيقه على مدايات أكبر من مدى اشتباك مدفع الدبابة التقليدي في جزء أقل من الثانية، أي يمكن تدمير الدبابات بوساطة سلاح الليزر من خارج مدى نيران الدبابة.

حتى أشعة الليزر المنخفضة القدرة، مؤثرة جداً في عدد من الأنظمة البصرية، التي يعتمد عليها الجندي مثل: نظارة الميدان التي تكبر الصورة، وآلات التصوير التليفزيونية، ومستشعرات الأشعة تحت الحمراء. لأن كل هذه البصريات، وكذلك المستشعرات الإلكتروبصرية "الكهروبصرية"، مصممة لكي تحدد العناصر الصغيرة جداً من أنظمة الإشعاعات وتكبرها، ولهذا فهي حساسة للغاية، والمثل الواضح لهذا، هو الآلة البصرية البارعة، عين الإنسان، فالعمى سواء المؤقت أو الدائم، قد ينتج عن طلقة ليزر أطلقت من جهاز إطلاق، أو مدفع ليزر، الأمر الذي يؤثر تأثيراً شديداً في الروح المعنوية، وكذلك في استعدادات القوات، التي لن ترغب في البقاء في المعركة لمدة طويلة.

يبدو أن تطوير أسلحة الليزر قد أصبح من الممكن تعليله، وأن الأسلحة ذات القدرة المنخفضة منها قد تظهر في ميدان القتال خلال العقود المقبلة. أما القدرة العالية التي يمكنها اختراق الدبابات وتدميرها، ستجعل أشعة الليزر سلاحاً ضد الدبابات، والطائرات العمودية خاصة.

وكما هو معروف مسبقاً، فإن الليزر له استخدامات عديدة في المعركة: "تحديد مدى الأهداف، وتعيين، الأهداف وإضاءتها؛ لتوجيه القذائف، والقنابل إليها، وتدميرها، أو إضعاف الأهداف نفسها". وهناك عدة مشكلات قد يمكن حلها، مستقبلاً، باستخدام أسلحة الليزر التي أصبحت تجمع كل هذه الوظائف معاً. فعند استخدام القدرة المنخفضة، تحدد ما إذا كان الهدف في مدى تدمير لليزر، وهكذا فإن الليزر يُعد متعدد المهام والاستخدامات، وهو ما يعلل التكلفة العالية لكل جزء من أجزائه.

ب. أسلحة التردد اللاسلكي Radio Frequency Weapons

أسلحة التردد اللاسلكي، تسبب الضرر، عن طريق الإحاطة بالهدف المحتمل، بوساطة حقل الإشعاع الشديد الذي يستطيع أحداث الموت والفناء، عن طريق تحويله إلى فرق جهد كهربي عالٍ، فينشأ تيار كهربي شديد، يمر في الدوائر الكهربية والإلكترونية فيدمرها. إذ إن كل النظم العسكرية الحديثة، هذه الأيام، تعتمد في تشغيلها على الدوائر الإلكترونية، لذلك فهي تُعد صيداً ثميناً لأسلحة التردد اللاسلكي، التي تعتمد بشدة على إشعاعات هذه الأسلحة، وهكذا أصبحت فعالة بطريقة مدمرة. وبالفعل، أصبحت تلغي العديد من المزايا التكنولوجية لنظم السيطرة الإلكترونية لأسلحة القتال الحديثة ووسائلها، فأسلحة الميكروويف ذات القدرة العالية، يمكنها التأثير في الأسلحة بجعل فتيل المفجر، الذي في رأس الصاروخ "القاذف"، أو الطوربيد، غير فعال أو تفجره. ويمكنها كذلك، تفجير الذخيرة في الدبابات.

كثير من الاضطرابات الجوية، التي تؤثر في الإنسان من الناحية النفسية، يمكن إحداثها بوساطة هذا الحيز من الترددات؛ إذ إن الترددات المنخفضة جداً مشابهة للإيقاع البيولوجي. فتردد مخ الإنسان يقدر بحوالي 8 سيكل، والترددات التي من 1.75 إلى 5 سيكل وجد أنها تسبب خفضاً لنشاط الطيور، وكذلك فإن الترددات المنخفضة جداً يمكن أن تحول إلى أسلحة، والتي يصبح حيز ترددها المنخفض صعباً للغاية للتحديد، أو المواجهة.

ج. أسلحة حزمة الذرة Particle Beams Weapons

حزمة الذرة ليست جزءاً من حيز الطيف الكهرومغناطيسي تماماً، ولكنها تدمر الهدف بوساطة الحركة المستقيمة للأمام مثل الطلقة "الرصاصة"، أو قذيفة صلدة؛ إذ إن الذرة صغيرة جداً، وتنطلق بسرعة، ومن المعروف علمياً أن الطاقة المتولدة من جسم متحرك تساوي عدة مرات مربع سرعته. ومن هذه الحقيقة العلمية يظهر هذا التأثير الشديد لأسلحة حزمة الذرة، التي تتكون من "مُصَنِّع مُسْرِع، ومولد ضخم، وذرات محقونة، ومكثفات ذات سعة عالية قادرة على تخزين مستويات عالية القدرة جداً". ومثل هذه الأجهزة، عامة، تكون ضخمة جداً، فإذا ما استخدمت أسلحة حزمة الذرة ضد هدف أرضي مثل الدبابة، فإنه يمكن أن تحدث أثراً مرعباً داخل المدرعة، ويمكن أن تولد، كذلك، إطلاقات ثانوية قاتلة "أشعة X وجاما" من تفاعل حزمة الذرات مع ذرات الهدف المعدني.

في تقرير من السلطات الصينية، في 1979 بعد حرب فيتنام، أظهرت أن أعداداً كبيرة من الجنود الصينيين عولجوا بالمستشفيات من إصابات في العين والمخ، الأمر الذي استنتج منه البعض، أن الفيتناميين شاركوا في تجربة أسلحة الإشعاع السوفيتية في ذلك الحين، وكل الدلائل تشير إلى أن أسلحة حزمة الذرة، والأسلحة المتصلة بها، من المتوقع أن تكون جاهزة للاستخدام في الفضاء الخارجي، وليس في الجو الكثيف بالضباب، والغيوم بالقرب من الأرض.

2. ساحة المعركة لأسلحة الطاقة الموجهة

إن أحد المزايا الرئيسية لأسلحة الطاقة الموجهة على ساحة القتال، أنها تؤخذ ككل، كما يلي:

أ. أنها لا تحتاج إلى ذخيرة ذات حجم كبير، وما تمثله من مشكلة إعادة الإمداد بالذخيرة.

ب. أن الذخيرة، هنا، تُعد طاقة كهرومغناطيسية أو أجزاء من الذرة.

ج. تحتاج أسلحة الطاقة الموجهة لوقود؛ لتوليد هذه الطاقة، وعندما توازن أو تقارن بين الفرق في الوزن لوقود أسلحة الطاقة، وبين الوزن الضخم، وحجم الذخائر التقليدية، إضافة إلى مشكلات التخزين والحماية لهذه الذخيرة، فإن متطلبات الوقود لأسلحة الطاقة تصبح أقل إرهاقاً وتكلفة.

ومن المتوقع أن تبدأ أسلحة الطاقة في الانضمام مع الأسلحة التقليدية في المستقبل القريب؛ إذ إن للعديد من الأسلحة التقليدية حداً أدنى في الاشتباك، لذلك فإن أسلحة الطاقة الموجهة ستسد هذه الفجوة. والمدفعية، مع قدرتها في الضرب غير المباشر، ستشتبك مع أهداف بعيدة، بذخائر تقليدية مطورة، ومتفجرات هوائية وذخائر ذكية، كما أن أسلحة الطاقة الموجهة، ستحل بذلك محل الأسلحة النارية المباشرة في المدى القصير؛ إذ يمكن استخدام أسلحة الطاقة الموجهة، ضد الطائرات العمودية، أو الدبابات، أو عربات الاستطلاع.

والتشكيلات أو الوحدات البرية التي ستجهز بأسلحة الطاقة الموجهة، ستتحرر من سلاسل الإمدادات المزعجة، إلى حد ما، على الرغم من أنها، بلا شك، ستحمل بعض المعدات الحربية التقليدية للتعزيز، والمطالب الخاصة، إلاّ إنه سيكون هناك تأكيد أكبر على القتل الرقيق أو الناعم Soft Kill.

على الرغم من أن المستشعرات البصرية في الدبابات، تُعد من الأهداف المتحركة التي تستهدفها أسلحة الطاقة الموجهة، إلاّ أنه من غير المتوقع، في المستقبل القريب، أن تستخدم هذه الأسلحة ضدها، وإن كانت ذات تأثير فوري في التدمير، أو الإعماء عند تعاملها مع هذه المستشعرات البصرية بالدبابات، الأمر الذي ينعكس على التأثير على جزء من قوات الخصم، إذ ستكون هذه القوات مجبرة على النزول من دباباتها إذا أرادت استكمال القتال، مما يجعلها معرضة لنيران الأسلحة التقليدية.

3. مستقبل استخدام أسلحة الطاقة الموجهة

من غير المتوقع، أن تستخدم أو تنتشر أسلحة الليزر المميت، أو أسلحة التردد اللاسلكي ذات الطاقة العالية، أو أسلحة حزمة الذرة في خطوط القتال الأمامية، ولكن من المتوقع استخدامها في تأمين المنشآت الثابتة، خاصة ضد الهجوم الجوي، وذلك من نقط دفاعية ثابتة توصل بمولدات طاقة ثابتة كذلك.

إن استخدام أسلحة الطاقة الموجهة يتفاعل مع المسرح البري للحرب الإلكترونية خاصة في مناطق المؤخرة؛ إذ يتوقع أن تكون معرضة للهجوم من الصواريخ (أرض/ أرض)؛ سواء العملياتية أو التعبوية والتكتيكية. في هذه الحالة من المتوقع أن تشكل أسلحة الطاقة الموجهة دفاعاً جيداً ضد هذه النوعيات الحديثة من الأسلحة، وكذلك في ظل الهجوم السريع، الذي يتطلب سرعة الاشتباك خاصة مع الحشد الضخم من الطائرات العمودية.

ويعتقد أن أسلحة الطاقة الموجهة ستكون على نطاق محدود، نسبياً، في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين الميلادي، وهي ربما تكون اختياراً محتملاً فقط بالنسبة للقوى العظمى، كما أن مصادرهم ستكون محدودة. وهكذا، فمن المنتظر أن يكون تطوير معدات الحرب الإلكترونية لصالح القوات البرية في العقود القادمة من القرن الحالي.

ثانياً: الحرب الإلكترونية في الجيش الروسي

في الفترة الأخيرة، أصبحت الحرب الإلكترونية معروفة جيداً بوصفها أحد العناصر المشاركة في الخطوط الأمامية، مثلها مثل معارك الدبابات والمدفعية. وهكذا اتخذ الروس من الحرب الإلكترونية جزءاً من العمليات الرئيسية، ويلاحظ الآتي:

1. ضخامة معداتهم وتعقيدها، فقد أعطوا لحجم المعدات المرتبة الثانية من الأهمية بالمقارنة بالمعدات الأمريكية، والغربية.

2. أن الولايات المتحدة الأمريكية قد طورت فنياً في معداتها الإلكترونية؛ لتكون قادرة على مقاومة الأعمال الإلكترونية المضادة لأعمال الإعاقة الإلكترونية المضادة ECCM؛ وأعطت هذه المسألة أهمية قصوى في هذا المجال، بعكس المتبع في الحرب الإلكترونية في الجيش الروسي، الذي يفرض مهمة التأمين الإلكتروني على الضباط المستخدمين.

وحدات الحرب الإلكترونية في القوات المسلحة الروسية هي من صلب التنظيم، وفي صلب تنظيم كل التشكيلات القتالية وعلى المستويات التكتيكية، وأعمالهم مرتبطة ارتباطاً وثيقاً؛ سواء وحدات الاستطلاع، أو الإعاقة، مثلها مثل وحدات المدفعية.

تظهر الإعاقة على مستوى أعمال قتال الجيوش الميدانية في عمليات محددة، وتكون قادرة على إعاقة الشبكات اللاسلكية المعادية. ويمكن القول: إنها تكون مؤثرة في مساحة فيلق ميداني بنجاح، إذ من الملاحظ أن الإعاقة تستخدم بالاقتران، أو بالتوازي مع عمليات المدفعية، من أجل تحديد أماكن مراكز القيادة والسيطرة والتوجيه المعادية في الأوقات الحرجة من العمليات من أجل التعامل معها.

يمكن أن ينظر إلى تنفيذ الأعمال الإلكترونية المضادة في هذه المواقف، مثل استخدام القذائف النارية، أي مساوية لقصفة مدفعية، لذلك من الضروري أن يكون هناك تنسيق متكامل بين وحدات استطلاع المدفعية مع وحدات الاستطلاع الإلكتروني "أعمال المساندة الإلكترونية ESM"، وكذلك مع أعمال الإعاقة الإلكترونية ECM.

كما يجب تنسيق خطط نيران المدفعية لحماية وحدات الحرب الإلكترونية المعاونة، لأنها تكون من الأهداف المهمة للمدفعية المعادية، فضلاً عن أنه، في الفكر العسكري الروسي، تنسيق دائم بين وحدات المدفعية، ووحدات الحرب الإلكترونية؛ لمعاونة أعمال قتال المدفعية بأعمال الاستطلاع والإعاقة الإلكترونية، خاصة أثناء تنفيذ المدفعية لمهامها.

وتشمل أعمال وحدات الحرب الإلكترونية الروسية، معاونة أعمال قتال عناصر الدفاع الجوي إليكترونياً، بالتعامل مع الأهداف الإلكترونية المعادية: "محطات الرادار، ومعدات الملاحة اللاسلكية، وقنوات التوجيه اللاسلكية للمقاتلات، وقنوات المعاونة الجوية للعمليات الأرضية، ومراكز القيادة، ومراكز المواصلات، وأنظمة التسليح النووي"، وذلك بهدف اكتشافها، والتبليغ عنها وتنفيذ الإعاقة الإلكترونية ضدها.

أكثر أنظمة الحرب الإلكترونية المعنية أهمية، هي أنظمة الإعاقة الرادارية، التي تنفذ ستارة من الإعاقة الرادارية، إما بأسلوب الإعاقة الإيجابية على نقطة معينة "تردد واحد فقط"، أو بالنبضات، أو بأسلوب الإعاقة السلبية باستخدام الرقائق المعدنية، كذلك تنفيذ الإعاقة اللاسلكية بنظام التمثيل، أو التقليد على أنظمة المواصلات اللاسلكية المعادية للقيادة والسيطرة، والتوجيه، فضلاً عن الإعاقة بالشوشرة ضد نظم الاتصالات اللاسلكية المعادية التي تعمل بتعديل السعة Amplitude Modulation: AM، بتعديل التردد Frequency Modulation: FM.

ومثل الجيوش الأخرى، تأكد لدى الاتحاد السوفيتي السابق، أن أجهزة الإعاقة، نظراً لطبيعتها الخاصة، يسهل تحديد مواقعها، لما تتمتع به طبيعة إشاراتها، من قدرة خرج عالية، ومع ذلك فإن عناصر الحرب الإلكترونية الروسية التكتيكية، أصبحت أحد العناصر الرئيسية في التشكيلات المقاتلة، خاصة في مرحلة الاشتباك والمناورة، أي أن أعمال الحرب الإلكترونية، أصبحت جزءاً حاسماً للمعركة الحديثة، على المستوى التكتيكي، كما هي كذلك على المستوى العملياتي، والإستراتيجي.

ثالثاً: الحرب الإلكترونية في الجيش الأمريكي

نتيجة لدروس حرب أكتوبر 1973، بدأ الجيش الأمريكي في تطوير أعمال قتال وحدات الحرب الإلكترونية؛ إذ صدرت الأوامر إلى الإدارة المركزية للدراسات المعلوماتية "الاستخبارية"، للتخطيط لدمج مصادر الاستخبارات مع عناصر الحرب الإلكترونية، لمستويات الفيالق والفرق. والوحدات الجديدة هي: "كتيبة لكل فرقة، ومجموعة لكل فيلق"، وأطلق عليها اسم "مركز الحرب الإلكترونية والاستخبارات" Center for Electronic Warfare and Intelligence: CEWI، وتتكون من عناصر استطلاع وإعاقة إلكترونية معاً.

إن قادة مراكز CEWI يعملون سلاحاً معاوناً أو مشاركاً، مثل رجال القناصة، ولكن ليسوا ضباط أركان. كما أن وجود هذه المراكز CEWI جزءاً متكاملاً من تشكيل الفرق، أعطى الفرصة، وساعد العناصر الأخرى، لكي يتعلموا ويستوعبوا الدور الرئيسي لأعمال الحرب الإلكترونية في الحرب الحديثة. وهكذا، بدأت المفاهيم العسكرية الحديثة لاستخدامات الحرب الإلكترونية، والتفكير المطروح حالياً هو ضرورة عملهم من مواقع مؤمنة بعيداً عن لهيب القتال وشدته، ولو أن ذلك قد يفقد هذه الوحدات ميزة الاقتراب أقرب ما يمكن من القوات المعادية، وهو ما قد يؤثر على حجم المعلومات المتحصل عليها.

ونتيجة تعديل التنظيم ليشمل عناصر استطلاع وعناصر إعاقة إلكترونية، الأمر الذي قد يحدث نوعاً من الإرباك والتداخل في العمل بين عناصر الاستطلاع والإعاقة، إذ ترى عناصر الاستطلاع الاستمرار في متابعة الأهداف الإلكترونية المعادية بهدف الحصول على المعلومات للاستفادة منها، بينما ترى عناصر الإعاقة تنفيذ أعمال الإعاقة الإلكترونية ضد هذه الأهداف المعادية لتأثير أعمال قتالها على القوات الصديقة، ومن ثم قد يحدث شيء من التأخير في الاستفادة من المعلومات المتحصل عليها.

وجد الأمريكيون، مثل السوفيت أن أعمال الحرب الإلكترونية أصبحت متممة وذات أهمية، مثلها مثل المعاونة بالنيران، وكان طبيعياً أن وجد جيش الولايات المتحدة الأمريكية، أن أعمال الإعاقة الإلكترونية في الحرب، أصبحت بديلاً ممكناً لعمليات التدمير التقليدية لمراكز القيادة، والسيطرة المعادية، ولتنفيذ ذلك بكفاءة، يتطلب آلاف من معدات قياس الإشارات؛ للخصم، وللقوات الصديقة، حتى تصنف؛ لتحديد وقت التنصت والمتابعة لهذه الإشارات المعادية، ومتى تنفذ الإعاقة ضدها دون التأثير على المعدات الصديقة؟

أدركت الولايات المتحدة الأمريكية أنه حتى تنفيذ أعمال الإعاقة من خلف ساتر، تجعل قواتها، أو القوات الصديقة معرضة للتدمير بوساطة الخصم، فضلاً عن تأثر القوات الصديقة بهذه الإعاقة، لأن كلا الجانبين يستعملان حيز الترددات نفسه، خاصة حيز التردد العالي جداً في المواصلات اللاسلكية على المستوى التكتيكي، وهو حيز ضيق بصفة عامة، وهو ما قد يؤثر على كفاءة عمل نظم القيادة، والسيطرة للقوات الصديقة ذاتها. وفي هذا الإطار، فإن أعمال الحرب الإلكترونية الصحيحة، يجب أن تساهم في إنجاح العمليات العسكرية؛ إذ يعود الفضل في ذلك للأعمال الفنية "البانورامية" من خلال التنسيق بين عناصر الحرب الإلكترونية، وعناصر الإشارة؛ لتحديد الترددات اللاسلكية المحظور الإعاقة عليها، إضافة إلى مواقع عمل كل من معدات عناصر الإشارة، والحرب الإلكترونية، والتقيد بحدود المسافات المسموحة لعدم التأثير المتبادل بينهم.

رابعاً: الحرب الإلكترونية في جيش المملكة المتحدة

أدرك الجيش البريطاني أهمية أعمال الحرب الإلكترونية، فأول وحدة حرب إلكترونية تكتيكية شُكلت في عام 1977. وكان أول هدف أو مهمة للحرب الإلكترونية هي الأعمال الإلكترونية المعاونة ESM مثل:

1. تعرّف مواقع الخصم، وأوامر قتاله، وتنظيم وتشكيل قواته.

2. تعرّ‍ف مراكز القيادة الرئيسية، ومراكز المدفعية والمراكز الجوية، ومراكز الاتصال.

3. تنفيذ عمليات المتابعة والتنصت المستمر لمواصلات الخصم.

وأخيراً جاء الدور النشط لمعركة الحرب الإلكترونية وهي أعمال الإعاقة الإلكترونية، ولتنفيذ ذلك، شكل الجيش الإنجليزي عناصر تحديد الاتجاه مع عناصر الإعاقة في أسراب، يسيطر عليها بوساطة مراكز سيطرة ضمن تنظيم مراكز قيادة الفيالق، بهدف السيطرة على عناصر الحرب الإلكترونية.