إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الحرب الإلكترونية




أنظمة الرادارات الأرضية الحديثة
ناثر المشاعل الحرارية Eclair-M
أجهزة التوجيه بالليزر
أجهزة الرؤية الليلية
أجهزة الرؤية بتكوين الصورة الحرارية-1
أجهزة الرؤية بتكوين الصورة الحرارية-2
محطة الإعاقة اللاسلكية التكتيكية
محطة استطلاع لاسلكي أرضية
محطة استطلاع راداري
نظم القيادة والسيطرة في البحرية
نظم صاروخية ميكروإلكترونية
نظام ADAD للمراقبة الأرضية
نظام إطلاق العصائف MK36
نظام الإنذار المبكر Moss
نظام الرادار M-Star
نظام القيادة والسيطرة الآلية
نظام CREW Duke
نظام Prophet
نظام كشف الصواريخ MWS-20
نظام TOGS للرؤية الليلية
معدات من إنتاج شركة إلتا
معدات من إنتاج شركة تاديران
معدات الاستطلاع الإلكتروني بالطائرة E-2C
معدات الظهور الراداري والبصري
معركة الأسلحة المشتركة
الإخفاء والتمويه للمعدات الإلكترونية
الإخفاء والتمويه للمعدات اللاسلكية
الإخفاء الراداري للقطع البحرية
النظام ALQ-99
النظام AN/ALQ-218
النظام الصاروخي ستنجر
النظام Warlock Green
الإعاقة السلبية الحرارية
الإعاقة الضوضائية بالشوشرة
الإعاقة بنظام الخداع seagnat
الإعاقة بنظام Nulka
التمويه بالطلاء لطائرات القتال
التصوير الحراري للأهداف
التعمية بالتغير في وضوح اللون
الدبابة الإسرائيلية ميركافا
الرادار STANTOR
الرادار MESAR
الصواريخ الاعتراضية
الصواريخ الاعتراضية أرض/ جو (1)
الصواريخ الاعتراضية أرض/ جو (2)
الطائرة نمرود
الطائرة المقاتلة EF-111
الطائرة العمودية لينكس
الطائرة U-2 منظر أمامي وجانبي
الطائرة عين الصقر
الشرك الخداعي Nulka
العواكس الركنية العائمة
استخدام الأشعة تحت الحمراء ليلاً
استخدام النظام AN/ALQ-212
استخدام الصواريخ التليفزيونية
استخدام الطائرات العمودية
تطبيقات إخفاء البصمة الرادارية
تكنولوجيا الإخفاء الراداري للطائرات
جهاز لاسلكي محمول
حاملة الطائرات أمريكا
رادار المراقبة الأرضية RASIT
صواريخ محملة على الكتف
صواريخ محملة على عربات
صواريخ مجهزة على حامل
طائرة الاستطلاع E-8C
طائرة التجسس U-2
طائرة تقذف المشاعل الحرارية
قاذف الرقائق طراز ALE – 40

إنشاء محور اتصال لاسلكي
منظومة وحدة بحرية صغيرة
منظومة وحدة بحرية كبيرة
منظومة الحرب الإلكترونية المحمولة جواً
مدى تأثير تأخير الاشتعال
هيكل الطائرة الخفية F-117A
أسلوب الإعاقة الرادارية الإيجابية
أسلوب تدمير الصواريخ السورية
أسلوب دمج المعلومات
مسارح الحرب الإلكترونية
أشكال العواكس الركنية
نظم السيطرة الإلكترونية
نظم القيادة والسيطرة
نظام الكشف عن الألغام البحرية
نظام تحذير ومراقبة محمول جواً
نظرية عمل المقلدات
أقسام الحرب الإلكترونية
أقصى مدى كشف راداري
النبضة الكهرومغناطسية النووية
الهجوم بالتدخل السلبي
الأسلوب الأول/1
الأسلوب الأول/2
الأسلوب الثالث
الأسلوب الثاني
الأسلوب الرابع
الأشعة تحت الحمراء
الإعاقة السلبية للصواريخ
الإعاقة بإزاحة إحداثي الهدف
المقلد الراداري
التمويه الإلكتروني ضد الصواريخ
البث عن بعد
التطبيقات العسكرية في أنظمة الليزر
العلاقة بالزمن والقدرة
استخدام الرقائق المعدنية لخداع الصواريخ
توزيع محطات التنصت
تطبيقات الحيز الكهرومغناطيسي
تفصيل نظام الحماية الذاتية
خداع الصواريخ الموجهة
خداع الصواريخ سام ـ 7
حيز الطيف الكهرومغناطيسي
سيناريو المهمة التدميرية
كابينة طاقم التشغيل للطائرة E-2C
عملية خليج سرت
عناصر الاستطلاع اللاسلكي




المبحث الثامن عشر

المبحث الثامن عشر

أنظمة الحرب الإلكترونية المحمولة جواً

يمكن وصف الحرب الإلكترونية الجوية بأنها وسيلة "معاونة على الاختراق" Penetration Aid، ويقصد بهذا التعبير كل الفنون، والتقنيات، والأجهزة، والأنظمة التي تستخدم لتأكيد البقاء، ولتوفير الحماية للطائرات المهاجمة عند اختراقها للنظام الدفاعي المعادي، وفي أثناء تأدية مهامها، ولتأمين عودتها؛ فالعبرة ليست في وسائل الدمار التي تحملها الطائرة المهاجمة، ولكن في تأمين حمايتها من الإصابة، من خلال تزويد مكتبة التهديدات المتوقعة بالمعلومات الدقيقة عن الأهداف المعادية، ما يزيد من فاعلية دعم الحرب الإلكترونية للقوات الجوية خلال تنفيذ الضربات الجوية.

وتتعامل الحرب الإلكترونية الجوية مع الأنظمة والوسائل الإلكترونية المعادية الأرضية، مثل محطات الاتصال اللاسلكي، ورادارات الإنذار وتوجيه النيران لوسائل الدفاع الجوي، ورادارات الإنذار والمراقبة الساحلية، ورادارات التوجيه لمراكز السيطرة الجوية الأرضية، ورادارات قيادة وتصحيح نيران المدفعية، ورادارات مراقبة التحركات الأرضية للقوات، والمركبات، والمجنزرات، وأنظمة الكشف والتوجيه الكهروبصرية (تليفزيوني، حراري، ليزري، بصري).

ويتضمن الدعم الالكتروني في الحرب الجوية الأجهزة السلبية وأجهزة التحذير من التعرض للرصد الراداري، ووسائل التنصت على الاتصالات والاستخبارات، التي تكشف إشارات الطيف الكهرومغناطيسي وتحللها، وتحدد موقعها، وتسجلها، كموجات الراديو والرادار والليزر والأشعة تحت الحمراء، من أجل إنذار الطيار.

أولاً: طائرات الحرب الإلكترونية

تجهز طائرات خاصة بالحرب الإلكترونية بغرض توفير معدة مناسبة مزودة بالأنظمة، التي تكفل القيام بمهام الحرب الإلكترونية من الجو، ولفترات طويلة تسمح بالتقاط أكبر قدر من الإشعاعات الإلكترونية المعادية، لرسم الخريطة الإلكترونية للأهداف الإلكترونية المعادية، مع تنفيذ عملية التحليل لمواصفات هذه الإشعاعات، للتعرف على مصادر التهديد الإلكتروني. وفي هذا المجال، تجهز طائرات لتنفذ مهام الاستطلاع الإلكتروني، وبالأخص ضد مواقع وبطاريات الدفاع الجوي.

لتحقيق الدعم الالكتروني للطائرات الحربية، تصاحب طائرات الحرب الإلكترونية الطائرات المهاجمة، بحيث تكون بعيدة عن تأثير وسائل الدفاع الجوى المعادية، وتمسح المنطقة الكترونيا لتحديد خصائص أجهزة الرادارات الأرضية المعادية، تمهيدا لاعاقتها، حتى تتمكن الطائرات المهاجمة من تأدية مهامها. وتستمر طائرات الحرب الإلكترونية في العمل حتى تنتهي العملية الجوية، وتعود الطائرات الصديقة إلى قواعدها؛ فتكون طائرات الحرب الإلكترونية هي أولى الطائرات عند بداية الهجوم وآخرها عند نهايته. وقد تشترك طائرات الحرب الإلكترونية، مثل الطائرة EF-111A، مع تشكيل الطائرات المهاجمة في عمق العدو لتوفير الحماية لها، ويؤدي ذلك إلى زيادة فعالية الإعاقة، نظرا لقرب الطائرة من مصادر التهديد.

ظهرت في منتصف خمسينيات القرن العشرين مجموعة من أنظمة التحذير الرادارية المحمولة جوا ومرسلات الإعاقة. وبدأ تثبيتها على القاذفات الاستراتيجية الأمريكية. وكانت الطائرة EF-10 Skynight أول طائرة نفاثة تجهز لحرب إلكترونية على المستوى التكتيكي في نهاية الخمسينيات. وكانت تحمل خمسة أطنان من معدات الحرب الإلكترونية، عالية الكفاءة في ذلك الوقت. وفي عام 1965، تغير الموقف بدرجة كبيرة، حينما أدخل الروس إلى فيتنام صواريخ الدفاع الجوى طراز "سام- 2" SAM-2، والمدفعية عيار 57 مم، المضادة للطائرات والموجهة بالرادار، وأُسقطت أول مقاتلة أمريكية من طراز  F-4. وهنا سارعت أمريكا إلى استخدام أنظمة الإعاقة طراز  ALQ-51، والأنظمة  ALE-29 لقذف الرقائق المعدنية.

وتبين أنه لا يمكن للطائرات العادية حمل الكم الهائل من الأنظمة الإلكترونية؛ لأن ذلك يكون على حساب المهام الأخرى. ومن هنا ظهرت الحاجة إلى طائرات خاصة تكون مهمتها الأساسية هي الحرب الإلكترونية. وفي عام 1966، طوّرت القوات البحرية الأمريكية القاذفة الهجومية A-6 A Intruder، إلى الطراز  EA-6A، وذلك بتجهيزها بمستودع الإعاقة  ALQ-76، ومستقبلات للإنذار والتحذير الراداري. وتبع ذلك دخول طائرة الحرب الإلكترونية EF-111 ، التي تسمى Raven، والتي تصل سرعتها إلى ما يزيد على ضعف سرعة الصوت، ما وفر التوافق في السرعة مع طائرات الهجوم الجوى. وبعد ذلك حمّل أول نظام للإعاقة التكتيكية طراز  ALQ-99على الطائرة Prowler EA-6 B ، وبظهورها بدأت طائرات الحرب الإلكترونية أول الأعمال للمساندة القتالية الحقيقية في فيتنام عام 1971، عندما ساندت أعمال الهجوم الجوي للقاذفات.

وإذا كان الأمريكيون يميزون المقاتلات بالرمز(F)   fighter، فإن الرمز(EF)   electronic fighterيعني مقاتلة تستخدم لأغراض الحرب الإلكترونية. وإذا كانت القاذفات تميز بالرمز  (B) bomber فإن الرمز  electronic bomber (EB)   يعنى قاذفة تستخدم للحرب الإلكترونية، واذا كانت طائرات النقل cargo  يرمز لها بالرمز  (C)، فإن الرمز (EC) Electronic cargo  يعنى طائرة نقل تستخدم في أغراض الحرب الإلكترونية. وهذا يعنى اضافة حرف E وهو اختصار لكلمة  Electronic على الرمز الخاص بالطائرة.

وزودت بعض الدول الطائرة "بوينج 707" بمعدات الاستطلاع والإعاقة اللاسلكية؛ كما زودت هذه الطائرات بنظام راداري للاستطلاع بمدى يتراوح بين 80 ـ 100 كم؛ لكشف التحركات، والأهداف الأرضية. وزودت الطائرة E-2C بنظام كشف سلبي لالتقاط جميع الإشعاعات الإلكترونية في الحيز 2 ـ 18 جيجا هيرتز في جميع الاتجاهات؛ بواسطة الهوائيات المنتشرة حول جسم الطائرة. وتحتفظ هذه الطائرة بمعلومات زودت بها مسبقا عن هذه الإشعاعات؛ لتقارن، وتعطي المعلومة متكاملة، ويصل مدى كشف هذا النظام إلى 370 كم.

وهكذا، أقحم تخصيص طائرة لأعمال الحرب الإلكترونية بُعداً جديداً، تمثل في استخدام أنظمة متكاملة للحرب الإلكترونية. وتدرس الولايات المتحدة دمج طائراتها المتعددة للحرب الإلكترونية في طائرة واحدة. وقد اعتمد لهذا المشروع، المعروف باسم MC2A جسم طائرة "بوينج 767". وتشمل مهام هذه الطائرة الرقابة الأرضية مع رادار من نوع جديد، يسمح بكشف المركبات العسكرية، حتى لو كانت محجوبة عن النظر، وفي ظروف طقس قاسية، ثم يستكمل النظام الراداري بأنظمة للقيادة والسيطرة وبأنظمة للتنصت الالكتروني، وهو ما يسمح للطائرة بتنسيق العمليات والمهام مع الطائرات المقاتلة.

وطائرة التشويش الأمريكية EC-130H Rivet Fire / Compass Call، هي نموذج خاص من طائرة النقل التكتيكية C-130 Hercules، ويبلغ ثمن الطائرة الواحدة حوالى 65 مليون دولار، وتحمل هذه الطائرة عشرة فنيين، ومجهزة بمنظومة قادرة على التشويش على الأنظمة التكتيكية للقيادة والسيطرة والاتصالات، مع بقائها على مسافة أمان كافية. وهي تستخدم لدعم القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها، ويجرى تطويرها للقيام بمهام مضادة لأنظمة رادار الإنذار المبكر المعادية. وقد استخدمت هذه الطائرة في عملية "عاصفة الصحراء"، لتنفيذ أعمال تشويش على محطات الدفاع الجوى العراقية.

وهناك وسائل ايجابية، متوسطة القدرة، تعمل من المدى القريب نسبيا، مثل الطائرات العمودية المجهزة للإعاقة، وتعمل من داخل الأراضي الصديقة للإعاقة على الرادارات المعادية القريبة من الخطوط الأمامية، وكذلك مستودعات الحماية الذاتية للطائرات المهاجمة المخترقة لوسائل الدفاع الجوي المعادي.

أما وسائل الإعاقة الإيجابية عالية القدرة، فتوجد في طائرات مجهزة للإعاقة من المدى البعيد، ومنها ما يعمل داخل الأراضي الصديقة، وما يصاحب الطائرات المهاجمة  Escort Jammers، مثل النظام الأمريكى طراز ALQ-99 (أنظر صورة النظام ALQ-99)، المركب على الطائرات الأمريكية EA-6B و EF-111A. وتحمل الطائرة EA-6B خمسة مستودعات (4 تحت الأجنحة والخامس تحت جسم الطائرة)، بينما تحمل الطائرة EF-111A عشرة مرسلات إعاقة داخل جسم الطائرة. ويحتوي مستودع الإعاقة في النظام ALQ-99 على أنظمة فرعية لإعاقة الاتصالات والخداع الراداري، ومستقبلات لتحديد مصادر التهديد وخصائصها، وحاسب متصل بالنظام الملاحي لتسهيل تمييز الأهداف، وتحديد أسلوب الإعاقة المناسب لكل هدف.

تخطط البحرية الأمريكية لتستبدل بإسطول طائراتها المتقادمة، المجهزة بمعدات الحرب الإلكترونية، طرازات حديثة من الطائرات المقاتلة "سوبر هورنت"  F/A-18F Super Hornet. وأطلق على هذه الطرازات الحديثة اسم EA-18G Growler، وجرّب طيرانها الأول في 22 سبتمبر 2006. وقد طلبت البحرية الأمريكية 57 طائرة، وستكون هذه الطائرات قادرة على إعاقة وتعمية وحدات الرادارات المتطورة المعادية، المستخدمة في توجيه أسلحة الدفاع الجوى، التي تمثل تحدياً للقوات الجوية. ومن المنتظر أن يتكلف برنامج الطائرة  EA-18Gنحو 8.2 بليون دولار، لتحويل هيكل الطائرة المقاتلة "سوبر هورنت" من التجهيز بمعدات القصف وإطلاق المدافع، ليكون مناسباً لمهاجمة الأهداف الرادارية المعادية بموجات كثيفة. ويبلغ سعر الطائرة 73 مليون دولار (بأسعار 2010)، وقد بدأ استخدامها عملياتيا في أكتوبر 2009.

ويهدف البرنامج الأمريكي إلى تجميع معدات الحرب الإلكترونية، التي سبق تطويرها لطائرة الحرب الإلكترونية EA-6B Prowler  ونظام الإعاقة Increased Capability III: ICAP III، على هيكل الطائرة F/A-18F. وستقوم الطائرة  EA-18G بمهام الإعاقة المرافقة Escort jamming  (أي طائرة الحرب الإلكترونية مرافقة للطائرات الهجومية) والإعاقة من بعد. وتتشابه هذه الطائرة بنسبة أكثر من 90% مع الطائرة الأصلية F/A-18F، وكلتاهما يستخدمان الرادار نفسه من طراز AN/APG-79 AESA.

ويتمثل التحدي الكبير للبرنامج في إمكانية قيام طاقم الطائرة "سوبر هورنت"، المكون من فردين، بمهام أربعة أفراد في الطائرة EA-6B، إضافة إلى التأكد من أن الأنظمة الإلكترونية العاملة على الطائرة EA-6B سيمكنها العمل على الطائرة الجديدة. وسوف تسلح طائرة الحرب الإلكترونية الجديدة بصواريخ عالية السرعة، مضادة للرادار، وصواريخ جو/جو متوسطة المدى طراز AIM-20C، لمواجهة الطائرات المعادية، وربما تسلح الطرازات المستقبلية من الطائرة EA-18G بصواريخ تطلق من بعد، ووسائل مضادة للحرب الإلكترونية، وأجهزة تصويب بالأشعة تحت الحمراء.

وقد استُخدم المكان المخصص للصاروخ "سيدويندر" AIM-9 Sidewinder، في الطرازين  E/F للطائرة "سوبر هورنت" لتركيب نظام الإعاقة AN/ALQ-218 (أنظر صورة النظام AN/ALQ-218)، وستزود الطائرة لاحقا بصواريخ AGM-88 HARM. وفى المرحلة الأولى من التطوير زودت الطائرة بصاروخ "أمرام" AIM-120 AMRAAM للحماية الذاتية، والصاروخ "هارم"  AGM-88 HARM، واستبدل بالمدفع M61A1 عيار 20 مم، جهاز التحكم في نظامي الإعاقة AN/ALQ-218 و AN/ALQ-99. وإضافة إلى مهام الحرب الإلكترونية ستزود الطائرة EA-18G بصاروخ  AGM-154 JSOW تحت الجناح.

وتؤدي أنظمة استخبارات الإشارة المحمولة جواSignals-intelligence : SigInt  مهمة الكشف إلى مدى أبعد من 300 كم. وباستخدام جهاز استقبال وهوائى ذي حساسية عالية، فانه يمكنها اعتراض الإشارات الرادارية عالية التردد الخاصة بالاستخبارات الإلكترونية  Electronic Intelligence :Elint، وإشارات التردد المنخفض الخاصة بالاتصالات، التي تتم بواسطة أجهزة الراديو والهواتف الجوالة والاتصالات الهاتفية عن طريق الأقمار الصناعية. وإضافة إلى الإعاقة الرادارية، فإن أنظمة الاستخبارات الإلكترونية تحلل خصائص الإشارات بواسطة برامج كمبيوتر متطورة، لتحديد نوع الباعث الرادارى وموقعه.

وتحمل طائرات الاستطلاع الأمريكية مستشعرات استخبارات الإشارة، بما في ذلك طائرات الاستطلاع على الارتفاعات العالية من طراز U-2، وطائرة الاستطلاع RC-135 Rivet Joint، وطائرة استطلاع البحرية     EP-3E Aries II، وطائرة استطلاع الجيش RC-12. ولكل من الطائرتين  RC-135وEP-3E، طاقم عمل مكون من خمسة أفراد، وطاقم مهام (21 فرداً في الطائرة RC-135 و15 فرداً في الطائرة EP-3E)، بما في ذلك المتخصصين في اللغات، الذين يستمعون ويترجمون الاتصالات التي تُلتقط. وأما طائرات استخبارات الإشارة الأخرى فترسل الإشارات التي تلتقطها خلال مهمة الطيران إلى المحطات الأرضية لتحليلها.

وتستخدم أنظمة استخبارات الإشارة أساليب مختلفة، لتحديد موقع جهاز البث المعادى، بدرجات مختلفة من الدقة. ويشمل ذلك استخدام عدة طائرات لتحديد الموقع، وحساب الفارق الزمنى لوصول الإشارة نفسها إلى هوائيات مختلفة تحملها الطائرة نفسها. وتستخدم منظومة استطلاع الجيش الأمريكى ثلاث طائرات RC-12، لتحديد موقع البث المعادى بدقة عالية؛ بينما تستخدم طائرات استطلاع القوات الجوية الأمريكية RC-135، أسلوب الهوائيات المتعددة.

إن أهمية طائرات الاستخبارات الإلكترونية، التي تحول من طائرات تجارية، على الرغم من تجهيزها بأدوات التقاط خاصة، وبأنظمة ثانوية بالغة الحساسية وعالية التكاليف، أنها تؤمن للمقاتلة من على مستويات منخفضة تغطية الكترونية، توفر المجهود على الطيار، وتضاعف من سرعة ردود الفعل المطلوبة.

قد زودت طائرات River Joint و RC-135 الأمريكية بأنظمة التنصت على الاتصالات من الجيل الجديد، والقادرة على التنصت حتى على الهواتف الخلوية. وتعمل هذه الأنظمة بالتنسيق مع طائرات المراقبة الجوية من نوع "أواكس" AWACS، أو "جستارز" JSTARS، بواسطة أنظمة نقل البيانات، مع تشفير هذه البيانات على نحو مكثف.

ثانياً: أنظمة الحماية الذاتية للطائرات

تتعرض جميع أنواع الطائرات المقاتلة والعمودية باستمرار، إلى أنواع متعددة من الأسلحة المضادة، ورد الفعل لمنظومات الحماية لهذه الطائرات يجب أن لا يتجاوز الثانية الواحدة قبل تفعيل الرد المضاد. وتلجأ شركات الصناعات الدفاعية إلى أحدث التقنيات لتجهيز الطائرات، بما يحقق لها قدرات الحماية الذاتية، لمواجهة التهديدات من الأجيال الجديدة. وإذا تم التقاط أشعة الرادار المعادية فقد يعلن ذلك إنذارا بالهجوم، يتطلب الرد المباشر، بما في ذلك تحريك الأنشطة الإلكترونية على خلافها، ووضع الصواريخ المضادة، المطلقة من الجو في حالة تأهب قصوى. والمهم في التقنيات الحديثة من هذا القبيل، الأتمتة العالية، التي تدمج بين أجهزة الالتقاط وأدوات الحرب الإلكترونية.

ومن هنا تعمد الشركات المصنعة الرئيسية على إدماج عدة عناصر في منظومة واحدة، لتأمين أقصى قدر ممكن من الفعالية، وللإحاطة بالتهديدات المفترضة. ويعنى ذلك أن تقييم وضع الأخطار والمعطيات المحيطة لا يتجزأ عن عملية الرد نفسها، خاصة من خلال توجيه تقنيات التشويش والخداع في الوقت المناسب. وتأخذ هذه العملية طابعاً متزايداً من التعقيد بمدى التقدم في التقنيات الإلكترونية. ومن الأمثلة على ذلك، المنظومات المدمجة التي طورت لتجهيز طائرات "سوبر ايتندارد" Super Etendard، التابعة لسلاح البحرية الفرنسي، أو طائرات "ترانسال سي- 160" Transall C-160، التابعة لسلاح الجو الأمريكى، أو المنظومة التي تجهز مقاتلات "ميراج- 2000 " Mirage-2000 الفرنسية.

يتمثل دور منظومات الحماية الذاتية في حماية الطائرات من الرادارات المعادية، والأجهزة المحمولة على منصات برية. ويمكن أن تكون التدابير المضادة مدمجة، كما هو الحال في الطائرات الفرنسية، أو أن تكون على شكل حاضنات خاصة، كما هو الحال في بعض الطائرات الأمريكية والروسية. وإذا كانت هندسة الدمج، تأخذ أكثر من شكل، دون أي تأثير على فعالية الدمج نفسها، سواء من خلال توحيد التجهيز، أو من خلال المعالجة المركزية لمهام التشويش الرئيسية، فإن التقدم في تقنية المعالجات الإلكترونية، أصبح الخط المميز في تصميم وتطوير منظومات الحماية الذاتية المعدة للطائرات.

وتتألف منظومة الحماية الذاتية، القابلة للتثبيت على كل منصة جوية، من حاوية إلكترونية واحدة، وهي تستخدم حاليا لدى سلاح الجو الفرنسي، في إطار تحديث التجهيز الإلكتروني المدمج للمقاتلات من طراز "ميراج F-1 ". كما جرت التجارب الناجحة بشأنها للمطابقة على الطائرات الأمريكية طراز  F-5، ثم على الطائرات الروسية طراز "ميج- 21" Mig-21.

وطورت الشركات المتخصصة منظومات مدمجة للحماية الذاتية للمقاتلات، أو العموديات، أو تلك القابلة للاستخدام على الطائرات من دون طيار. وفي طليعة هذه المنظومات منظومة الكشف عن الإنذار الراداري المصممة للعمل في محيط مكثف، وهي تمثل تشكيلة تجهيزات تتمحور حول جهاز استقبال فوري للموجات، يعمل على حيز التردد الواسع. والمنظومة قادرة على إعطاء معلومات دقيقة عن الوضع التكتيكي، مع إدارة منظومة كاملة للتشويش والخداع، مع الأخذ في الحسبان العوامل الكهرومغناطيسية المحيطة بها.

وتعمل مجموعة شركات أوروبية على تطوير المنظومة "سبكترا" Spectra، التي تستخدم على الطائرة متعددة المهام "رافال" Rafale، التي جرى اعتمادها من قبل سلاحي الجو والبحرية في فرنسا، لتدخل مجال الخدمة الفعلية عبر تجهيز حاملة الطائرات النووية "شارل ديجول " Charles de Gaulle. وهذه المنظومة قابلة للبرمجة المسبقة، وتغطي في وقت واحد كل نطاق موجات الرادار، أو موجات الأشعة تحت الحمراء، والليزر. وهي تتميز عن المنظومات الأخرى المماثلة بالقدرة على التمييز بين إشارات متعددة، ومتضاربة أحيانا.

وفيما يتعلق بالحماية الذاتية للعموديات بصفة خاصة، مع إمكانية الاستخدام على المقاتلات الخفيفة وغيرها، طورت شركة فرنسية منظومة عاملة حسب الترددات العريضة، لإعطاء أوضح صورة ممكنة لطبيعة الأخطار والتهديدات المفترضة. وهذه المنظومة، المصنفة في فئة الأجيال الجديدة، جرى اعتمادها في إطار برنامج تحديث العموديات التابعة لسلاح الجو الفرنسي.

ويمكن تركيب نظام الحماية SPS-H على أنواع مختلفة من العموديات، وهو يتكون من معدات صغيرة وخفيفة، مثل نظام كشف الصواريخ MWS-20: Missile Warning System  (أنظر صورة نظام كشف الصواريخ MWS-20)، ونظام تحليل البيانات الخاصة بالإنذارات المختلفة، لاختيار نظام الحماية المناسب وعرضه على طاقم العمودية. كما يمكن تزويده بنظام للإنذار الليزري ونظام التشويش بالموجات تحت الحمراء، عن طريق قذف المشاعل الحرارية.

وطورت شركة فرنسية النظام CATS للعموديات، وهو يزن 15 كجم، ويعتمد على أحدث أنظمة كشف وتحديد مواقع الأنظمة المعادية، مع تقديم صورة واضحة عن طبيعة التهديد إلى طاقم الطائرة على شكل خريطة رقمية. وكذلك طورت الشركة نفسها نظام الإنذار الراداري الخاص بالطائرات المقاتلة، والمسمى Sherloc RWR بإضافة إنذارات صوتية لدى اكتشاف رادارات معادية، مع عرض للبيانات على شاشة ملونة.

ونظراً لضرورات الاتساع المتواصل في مجالات التغطية، يتم التعاون بين بعض الشركات لتطوير أجهزة التحذير من الرادارات، وأخرى للتحذير من الإشعاع الليزري، مدمجة في منظومة واحدة، ما يسمح بتغطية الموجات الليزرية والموجات الرادارية معا. وهذا التطور يؤكد، بدوره، على المصداقية العالية لمنظومات الحماية الذاتية المحمولة جواً، والتى تشمل في وقت واحد أجهزة الكشف عن التهديدات، وأجهزة التشويش، إضافة إلى الرادارات وأجهزة الاتصالات.

وتتعاون شركات بريطانية وأمريكية متخصصة في حقل إلكترونيات الطيران، في تطوير وانتاج الجيل الجديد من أنظمة الحماية الذاتية للطائرات التكتيكية والإستراتيجية التابعة للقوات الجوية والبحرية الأمريكية، والتي تعرف بالتدابير المضادة الدفاعية المدمجة Integrated Defensive Electronic Countermeasures: IDECM، والتي تأخذ اسم ALQ-214. وهذا النظام يوفر قدرات دفاعية لمقاتلات سلاح البحرية الأمريكية طراز F/A-18، ولمقاتلات سلاح الجو الأمريكي، والقاذفات طراز B-1.

ثالثاً: أنظمة الإعاقة والتشويش

1. أنظمة الإعاقة والتشويش الرادارية

تعد وسائل الإعاقة الرادارية التي يمكن إطلاقها من القواذف في الطائرات، فعالة ضد العديد من التهديدات؛ فعندما يكون من الصعب على الطائرة تحاشي الانكشاف، أو الافلات من نطاق البحث أو نيران أسلحة العدو، هنا تبرز أهمية عمل أجهزة التشويش، التي تهدف إلى تزييف المعطيات الأساسية لعمل الرادارات، والتى تقوم بمهام قياس المسافة والسرعة واحداثيات موقع الطائرة. ويمكن وضع جهاز التشويش داخل الطائرة، فيحظى بحماية أكبر، أو يوضع في حاضن، أي داخل أنبوب محمول بإحدى نقاط التعليق في الطائرة. وفي هذه الحالة توسع قدراته لمواجهة التهديدات أرض/ جو، خلال مهام القصف.

يجب أن تكون منظومات الحماية الذاتية قادرة على كشف كل أنواع التهديدات الرادارية. وتتكون المنظومات هذه لاقطات صغيرة، يمكنها التنصت، أو تحديد مواقع الرادارات المعادية. وعندئذ، تشغل منظومة الحماية جهاز تشويش داخلي، يحْدث بطريقة إلكترونية، مئات الأصداء الشبيهة بطائرات حقيقية. ويسعى جهاز التشويش لإيهام الصاروخ المعادي أنه موجود على مسافة مئات الأمتار من موضعه الحقيقي، ويرتكز ذلك إلى معرفة تامة بالتهديد، وإلى تقنية تشويش تبقى سرية للغاية.

تحمل المقاتلة الفرنسية "ميراج 2000" ناثراً للمشاعل الحرارية من نوع "سفير" Saphir  (أنظر صورة طائرة تقذف المشاعل الحرارية)، والتي تُستخدم، أيضاً، على متن حوالي 200 طائرة عمودية. ويجري تطوير الناثر Saphir-T لاستخدامه على طائرة النقل العسكرية الأوروبية A400M، إضافة إلى الناثر Eclair-M (أنظر صورة ناثر المشاعل الحرارية Eclair-M).

وهناك طريقة تقوم على قَطْر جهاز تشويش يتصرف كمشوش إضافي. ويعمل التأثير المشترك للمشوش المقطور والآخر الداخلي في الطائرة، على تضليل غالبية الصواريخ الحديثة. وعند الشك، أو في حال الخطر الوشيك، يغير المشوش المقطور بثه، ليتحول إلى جسم جاذب للصواريخ.

ويستخدم نظام التشويش المحمول جواً للحماية الذاتية ALQ-165، في طائرات سلاح البحرية الأمريكية F-14D، و F/A-18 C/D. وكان هذا النظام يوزع بالتناوب على طائرات الأسطول، وفقاً لموقع التهديد الأقوى، وقد اشترته أسلحة الجو السويسرية والفنلندية لطائرات F/A-18، كما اشترته كوريا الجنوبية لطائرات F-16C.

وكانت أنظمة التشويش المحمولة على متن الطائرات المقاتلة موجهة  في بادئ الأمر، نحو أجهزة الرادار المعادية؛ لكنها باتت موجهة، كذلك، نحو الأجهزة الليزرية والعاملة بالأشعة تحت الحمراء. ولا يزال مستودع الإعاقة  ALQ-119 أكثر مستودعات التشويش الراداري انتشارا في العالم، ويستخدم على نطاق واسع على متن الطائرات  F-16 الأمريكية.

ويواجه التشويش مشكلة التكلفة العالية لتوفيره لجميع الطائرات، التي تدخل المجال الجوي المعادي، وكذلك، لتزويد الطائرات بقدرات تشويش متطورة. ويمكن أن يواجه التشويش مشكلة في شل فاعلية الأنظمة المتعددة للدفاع الجوى، حيث تفرض عملية التشويش الفعال المعرفة بخصائص رادارات العدو. وهذا يعني أن على الطائرات المهاجمة أن تحذر مسبقا بماهية هذه الوسائل، وأن تمتلك الوسيلة الخاصة بها لكشف وقياس خصائصها. وهذا يعنى تجهيز الطائرة بجهاز استقبال للإنذار من التعرض للاشعاع الراداري، مع نظام لإجراءات الدعم الالكتروني.

ويمكن لجهاز تشويش أن يغطي نطاقا تردديا واسعاً، ولكن ذلك قد لا يكون فعالا على الترددات المحددة للرادارات المعادية، وربما يشكل هدراً للطاقة، التي يمكن استغلالها بفعالية أكبر بكثير من خلال التشويش الدقيق. والوضع المثالي هنا هو حيازة نظام اجراءات دعم إلكتروني يستطيع التقاط ترددات الرادارات وتحليل خصائصها، ومن ثم، يمكن توليد إشارات إعاقة مناسبة.

ويمكن استخدام إشارات التشويش بعدة طرق؛ فمثلا، يمكن بث هذه الإشارات بما يولد انطباعاً لدى طاقم الرادار بأن هدفه على مسافة أقرب مما هو في الحقيقة، أو أن الهدف على مسافة أبعد. ويمكن، أيضاً، خداع العدو بالاعتقاد بأن الهدف في زاوية مختلفة، وعلى مسافة مختلفة عن الموقع الحقيقي. ومن جهة ثانية، فإن جهاز بث التشويش يوفر بحد ذاته هدفاً يرصده العدو؛ فالطائرة التي تستخدم على متنها جهاز إرسال للتشويش، تتألق كالنور الساطع الذي ينير خلفية مظلمة، وقد تلفت اليها الانتباه غير المرغوب فيه. ولهذا، يعد تركيز الطاقة على ترددات محددة هو الجوهر الفعلي للممارسة الناجحة للتشويش.

ومن هنا تزداد شهرة أجهزة التشويش المقطورة بالطائرات بعيداً عن متنها، خصوصاً أن مصدر الاشعاع يكون في منأى عن الطائرة المستهدفة. ويتمثل عمل هذه الأجهزة في أن يلعب الجسم المقطور دور الهوائي، مع بقاء أجهزة معالجة وبث إشارات التشويش على متن الطائرة. وحيازة هذا النوع تفرض حمل العتاد اللازم دائما على متن الطائرة، حتى عندما يكون استخدامها غير مطلوب، أو قد تحمل المجموعة كلها في الجسم المقطور، وتزود بالطاقة بواسطة سلك القطر.

تطورت أنظمة الإعاقة الرادارية الإيجابية المستخدمة في الحماية الذاتية للطائرات، ارتباطاً بالتطورات في الأنظمة الرادارية المستخدمة في التتبع وتوجيه الصواريخ، والتى تمثل التهديد الرئيسى لطائرات القتال. وفى ألمانيا، طور شرك جديد لطائرات النقل العسكرية والمقاتلات؛ بينما اشتركت شركات فرنسية وبريطانية في تطوير شرك رادارى مقطور إيجابي Towed Active Radar Decoy :TARD للطائرة "ميراج-2000"، والطائرة "رافال" Rafale؛ بينما طورت شركة سويدية الشرك BO2D ليُستخدم مع طائرات الهجوم والقتال JAS 37 Viggen وطائرات JAS 39 Gripen، ويضم قاذفاً للعصائف الحرارية.

وسوف يشهد المستقبل تطوراً في استخدام وسائل الإعاقة المقطورة "الذكية"، التي تتغير طبقا للتطورات المنتظرة، وذلك من خلال التكامل بين أنظمة الاستقبال والمعالجة المعقدة بالطائرة ومرسل الإعاقة الخارجى، من خلال كوابل الألياف البصرية Fibre Optics، إضافة إلى تكامل أنظمة الإعاقة الرادارية والحرارية لإنتاج نظام حماية ذاتية، متعدد النطاقات الترددية. وسوف تؤثر تكنولوجيا المستقبلات الرقمية، والمعالجات الدقيقة، والهوائيات متعددة الأغراض، في التغلب على مشاكل تكامل أنظمة التحذير والإعاقة متعددة النطاقات.

والعامل الحاسم في إطلاق مستودعات الإعاقة المقطورة هو التوقيت الدقيق للإطلاق، لضمان الاستخدام الأمثل لها؛ فبينما تُطلق الرقائق والمشاعل المتبددة، عادة، في صورة مكثفة بسبب قلة تكاليفها، فليس من المجدى اقتصادياً إطلاق المستودعات المقطورة بالكثافة نفسها. ومن هنا ظهرت أهمية استخدام أنظمة الإنذار المبكر بهجوم الصواريخ، لتحديد التوقيت الدقيق للإطلاق. وفى المقابل، فانه يمكن إطلاق الشراك المقطورة وتشغيلها قبل الاشتباك.

ومن أنظمة الإعاقة الإيجابية، أيضاً، النظام  ALQ-131، الذي يُستخدم لحماية الطائرات F-16، والنظام  ALQ-135 للطائرات F-15، والنظام   ALQ-  162 للطائرات  F/A-18، والنظام ALQ-126 للطائرات F/A-18. ومعظم الطائرات F-16 لدى دول أخرى، غير الولايات المتحدة، تستخدم أنظمة الإعاقة الإيجابية  ALQ-131,162,184,187,178.

وقد تسلمت تركيا معدات إعاقة إلكترونية حرارية من طراز ALQ-144A V، لحماية الطائرات العمودية من الصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء. ويوجد من هذا الطراز نوعان، هما V1 و V2، ويمكن تركيبهما على بدن الطائرة من أسفل، أو من أعلى.

2. أنظمة الإعاقة الحرارية

تُستخدم الإعاقة الحرارية لمواجهة الصواريخ أرض/ جو الموجهة حرارياً من الأنواع المختلفة. ويكون هذا الأسلوب –عادة- على شكل مستودعات تلقي المشاعل الحرارية على هيئة أنظمة، تولد طاقة من الأشعة تحت الحمراء باستخدام مصادر صناعية إلكترونية، أو مواد قابلة للاحتراق. ويمكن لهذه المستودعات أن تُركب على جميع أنواع الطائرات، بما فيها الطائرات الموجهة من دون طيار. وكانت المشاعل الحرارية Flares التقليدية تمثل الإجراء المؤثر، والاقتصادي في الوقت نفسه، ضد الأجيال الأولى من الصواريخ التي تستخدم مستشعرات حرارية؛ ولكن تطور تقنية تصميم هذه المستشعرات جعلها قادرة على تمييز المشاعل والتغلب عليها، ما زاد من تهديد الصواريخ الحديثة للأهداف الجوية. ومن ثم، تطورت البحوث المضادة، فأنتجت المشعلات الشركية، التي تتمثل في حمل مصدر حرارى (بيروتكنيك) في هيكل جوى متزن. ويمكن إطلاق هذه الشراك الحرارية المقطورة من قواذف الرقائق dispenser  Chaff طرازات ALE – 40,45,47 (أنظر صورة قاذف الرقائق طراز ALE – 40)

وتتجه البحوث نحو تطوير شراك مقطورة لها بصمات حرارية تناظر بصمة الطائرة المصاحبة. ويستخدم هذا الشرك وسيلة احتراق تقوم بتسخين كرة مشتعلة، مع إمكانية تصميم خليط الوقود وطلاءات الكرة لانتاج بصمة حرارية تناظر بصمة عادم الطائرة.

حدث تطوير لخداع الصواريخ الموجهة حرارياً، والتي تعتمد على الاشعاعات الصادرة عن الهدف، مثل الحرارة الصادرة عن محركات الطائرة. وقد استخدمت أضواء حرارية تصدر اشعاعات مماثلة لتلك الصادرة عن المحركات، لتجذب الصواريخ بعيداً عن أهدافها المقصودة، ثم ظهرت بعد ذلك أنظمة المصابيح الومضية Flash Lamps، التي تتسبب في إحراق باحث الصاروخ. وتميل الطائرات في الوقت الراهن إلى حمل خليط من مثل هذه الأنظمة، كى تحلق بحصانة في الأجواء، التي قد تواجه فيها أنواعاً متعددة من التهديدات.

طُور النظام الأمريكي AAR-47 للإنذار ضد المقذوفات، التي توجه بالأشعة فوق البنفسجية للطائرات العمودية وطائرات النقل. واستثمرت الشركة المنتجة نجاح هذا النظام في تطوير  نظام متقدم للإعاقة الحرارية والإنذار ضد الصواريخAdvanced Threat Infrared Countermeasures/ Common Missile Warning System: ATIRCM/ CMWS ٍ لصالح القوات الجوية والبحرية الأمريكية، واختبر النظام على الطائرات العمودية في الجيش الأمريكى من طراز EH-60 Black Hawk. ويتكون النظام من جهاز سلبى للإنذار ضد الصواريخ، وجهاز إعاقة إيجابية بالأشعة تحت الحمراء، وسيستخدم مع الطائرات العمودية  Ah-64و UH-60و  CH-47و EH-60، والطائرات التكتيكية ثابتة الجناح، مثل  F/A-18.

ويمثل النظام ATIRCM إجراءات مضادة موجهة، تعتمد أشعة الليزر لحماية العموديات، ضد الصواريخ المهاجمة. وهو يوفر تحذيراً سلبياً من اقتراب الصواريخ باستخدام النظام المشترك للتحذير من الصواريخ    Common Missile Warning System: CMWS  طراز AN/AAR-57، الذي يكشف الصواريخ، وينبذ كل تحذير خاطئ، وينقل المعلومات إلى جهاز التشويش في النظام Advanced Threat Infrared Countermeasures: ATIRCM طراز AN/ALQ-212 (أنظر صورة استخدام النظام AN/ALQ-212)، والذي يبث شعاعاً ليزرياً عالي الطاقة، يتمكن من التغلب على باحث الصاروخ العامل بالأشعة تحت الحمراء. وهكذا، تمكنت أنظمة ATRICM/CMWS الموضوعة في الخدمة، من تحسين صمود الطائرة ضد التهديدات المختلفة.

وأخضع نظام ATIRCM للتجربة في مواقف معقدة، حيث تعرضت عموديات "تشينوك" CH-47 Chinook للعديد من صواريخ الدفاع الجوي الموجهة بالأشعة تحت الحمراء، المحمولة على الكتف. واستطاعت التغلب على هذه التهديدات بحيث منح النظام المحاربين المزيد من الثقة بقدرة العمودية على البقاء، بينما تقوم بمهامها في المواقع المعادية، وبرهن هذا النظام ATIRCM أنه من أكثر النظم اعتمادية، من بين الإجراءات المضادة الليزرية الموجهة المستخدمة على متن عموديات القتال.

من ناحية أخرى، تنتج شركة BAE بريطانية النظام المشترك للتحذير من الصواريخ طراز AAR-57، والذي يتضمن مستشعرات الحرب الإلكترونية للكشف والتغلب على الصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء. ويعد هذا النظام سلبيا للكشف والإنذار من خطر الصواريخ، وهو مكون من عدد من المستشعرات الكهروبصرية ضد الصواريخ، يصل إلى 6 مستشعرات، حسب نوع الطائرة. كما أنه مزود بوحدة تحكم إلكترونية، والمستشعرات مركبة حول الطائرة لتوفير تغطية شاملة لها، ولكي تراقب بصمة الصاروخ، بينما تعالج وحدة التحكم الإلكترونية البيانات الصادرة عن المستشعرات، وإذا ما كشفت صاروخاً يتوجه نحو الطائرة، تطلق الإجراءات المضادة للتغلب عليه. والنظام CMWS مركب على أكثر من 120 منصة جوية من عموديات وطائرات حربية بريطانية، بما في ذلك عموديات "تشينوك" Chinook، ومقاتلات "تورنادو" TORNADO.

رابعاً: أجهزة التحذير الرادارى

تعد أجهزة التحذير من الرادار أساس أنظمة الحرب الإلكترونية الجوية، إذ تلتقط هذه الأجهزة الموجات الرادارية الساقطة على الطائرة، وتحديد خواصها، واتجاهها، وتمييزها (صديق/ معادى)، ثم تختار نوع الأعمال الإلكترونية المناسبة، سواء بهدف إعماء الرادار المعادى، أو خداعه. وبوجه عام، يتكون نظام التحذير الراداري من مجموعة من الهوائيات، موزعة بحيث تلتقط أى موجات رادارية ساقطة على الطائرة، مهما كان اتجاه السقوط، علاوة على جهاز استقبال يغطى مدى واسعاً من الترددات. ويعتمد نجاح هذه الأجهزة على سرعة تحليل الموجات الرادارية باستخدام الحاسبات الإلكترونية المتطورة. ومن هذه المستقبلات جهاز ALR-50  AN/، المستخدم على العديد من الطائرات الأمريكية، والنظام  Loral ALR-56، المستخدم على المقاتلة F-15.

إن الأجهزة التي تحتويها الطائرات لالتقاط الإنذار الآتي من الأشعة الرادارية المعادية، قادرة على حصر موقع التهديد، بما يسمح للطائرة تجنبه في الوقت المناسب، ودون أن يؤثر ذلك بصورة واضحة على مهمتها. وقد خفض حمل الأجهزة للتركيز فقط على تحديد التهديدات الأساسية، وتجاهل أو إهمال رادارات الاستطلاع، التي لا أهمية لها، أو التابعة لدول صديقة، أو حليفة.

وتعد هذه المعادلة المعقدة بالغة الأهمية، وأدنى خطأ تقدير في هذا الجانب يؤدي تلقائيا إلى عواقب وخيمة، إلا أنها لا تشكل سوى مجال واحد من الأخطار المفترضة. ولذلك، تتسع النطاقات الترددية لدى أجهزة الكشف، إضافة إلى التزود بمستشعرات ميلليمترية لمواجهة أخطار الصواريخ سطح / جو، ذات المدى القصير جداً، والموجهة ليزرياً.

وقد صممت أجهزة الاستقبال لاعتراض إشارات الرادارات التي تمسح الطائرات. وهي تبين للطيار نوع الرادار، وشكل الموجة، والاتجاه الذي تصل منه الإشارات، وذلك على رسم بياني خاص وعبر إشارات صوتية. وقد يتم التعرف على نظام السلاح الذي يخدمه الرادار، كأن يكون سلاح أرض/ جو، مع تقدير بعد السلاح عن الطائرة. ولا تعرض النتيجة على وحدة العرض فحسب، بل غالبا ما تعرض على شاشة الوضع التكتيكي، ما يسمح للطيار بأن يرى الوضع الحقيقي للبيئة المحيطة، التي تكشفها أجهزة الرصد المختلفة.

جهزت المقاتلات الأمريكية F-16 الأولى بجهاز الاستقبال ALR -69، وهو من نوع أجهزة الاستقبال الفيديوية، التي تعرض الصور على الشاشة البلورية، علماً بأن الطائرات F-16 التالية جهزت بالنظام ALR-56M لتكبير الموجات الملتقطة، وهو نموذج مصغر من نظام ALR-56C، المستخدم في المقاتلة F-15.

ويتألف نظام التحذير الراداري ALR-69 في المقاتلة F-16C/D، من شاشة عرض في كابينة الطيار تبين اتجاه الهجوم، ومعالج إشارة، وأربعة هوائيات كشف، وذاكرة كمبيوترية تميز بصورة آلية نوع الرادار المعادى، أي تحدد ما إذا كان رادار بحث، أو رادار مدفعية مضادة للطائرات، أو رادار صواريخ، أو رادار اعتراض محمول جوا، أو من نوع آخر غير معروف. وهناك رمز على مبين الاتجاه يطلع الطيار على نوع التهديد وموقعه ومداه. واذا كان هناك صاروخ راداري معادى موشكا على الانطلاق، أو صاروخ موجه بالرادار محلقاً، فإن مبينات سمعية وبصرية إضافية تحذر الطيار. وفي استطاعة الطيار أن يختار قبل تنفيذ مهمته عدداً من حالات نظام التحذير الراداري. وتظهر شاشة عرض الاتجاه إما التهديدات ذات الأولوية القصوى، وإما أكثر من 275 بياناً رادارياً.

ومع التطور التكنولوجي، فإن أنظمة الحرب الإلكترونية الصغيرة المحمولة على الطائرات التكتيكية ستمتلك القدرة على تقديم المزيد من التفاصيل، التي تهم كلا من الطيار والقادة في مسرح العمليات. ومن التقنيات الجديدة في هذا المجال التقنية المعروفة باسم Advanced Tactical Targeting Technology :AT3.

وبدلا من استخدام أنظمة حرب الكترونية خاصة، أو أنظمة استخبارات الإشارة، فإن النظام   AT3يحدد مواقع رادار الدفاع الجوى المعادى عن طريق دمج المعلومات من أنظمة التحذير الرادارى، أو أى طائرة تكتيكية تحلق في المنطقة. والنظام ليس مصمما للكشف السلبى عن الرادار المعادى وتحديد موقعه فقط؛ ولكن لتنفيذ ذلك بدقة عالية ما يسمح بتدمير مواقع الدفاع الجوى المعادية قبل تحركها إلى مواقع جديدة. ولتحقيق ذلك فعلى أنظمة التحذير الرادارى أن تتصل ببعضها دون تدخل بشري، باستخدام تقنية تسمى "شبكة التهديف التكتيكية" Tactical Targeting Network Technology: TTNT، فيما يشبه تبادل البريد الالكترونى في شبكة الانترنت، ويحقق ذلك مبدأ الشبكية Networking بين الطائرات المشتركة.

وفور أن يكتشف جهاز التحذير الراداري البث المعادي، فإن شبكة التهديف التكتيكية تحدد المنصة التي ستقود عملية تعيين موقع الرادار، وهذه المنصة هى التي تحدد لباقي المحطات الأخرى دورها في عملية البحث، ثم ترسل هذه المنصات معلوماتها لحظياً إلى شبكة التهديف التكتيكية، وتصبح المعلومات الخاصة بالرادار المعادى متاحة على شاشات العرض في كابينة القيادة لكل الطائرات، من خلال وصلة نقل المعلومات Link 16؛ ومن ثم، فإن أقرب طائرة هى التي تقوم بعملية تدمير موقع الرادار المعادى. وبهذا الأسلوب يقل الزمن بين كشف الرادار المعادى بواسطة جهاز التحذير، والتعامل مع هذا الرادار.

ومن أنظمة التحذير الرادارى المتطورة النظام الأمريكى المسمىALR-69A(V) ، الذي حل محل الأنظمة المستخدمة في طائرات F-16 وغيرها. وفيه تستخدم ثلاث طائرات طراز F-16 Block 30، تحمل كل منها هذا النظام لتحديد موقع الدفاع الجوى الذى يتولى عملية البث المعادى. وتربط الطائرات الثلاث شبكيا لتقاسم المعلومات الاشارية لحظيا في جميع الاتجاهات، لتحديد مصدر الإشارة المعادية، من دون الاستعانة بأي مساعدات خارجية. ويمثل ذلك خطوة عملاقة في اتجاه بناء شبكة قادرة على تدمير دفاعات العدو الجوية.

وتجدر الإشارة إلى أن نظام التحذير الرادارى طراز ALR-67(V)3، سبق تطويره ليستخدم بواسطة الطائرات "سوبر هورنت" F/A-18E/F Super Hornets من على متن حاملات الطائرات. وأما نظام التحذير الراداري ALR-69A(V) فهو أول نظام رقمى بالكامل طور ليستخدم مع المقاتلات، وبه أربعة أجهزة استقبال رقمية تستقبل المعلومات من أربعة هوائيات، ثم تنقل المعلومات من خلال كابل ألياف ضوئية إلى كمبيوتر عالي القدرة، يمكنه تنفيذ 19 بليون عملية في الثانية. ومدى عمل الجهاز أربعة أضعاف مدى عمل جهاز التحذير الرادارى     ALR-56M، المستخدم في القوات الجوية الأمريكية، بينما سعره نصف سعر الجهاز ALR-56M.

وسوف يستخدم النظام ALR-69A(V) في الطائرات F-35 Joint Strike Fighter :JSF، والطائرات "رابتور"  F/A-22 Raptor، وستكون هاتان الطائرتان الخفيتان بمثابة أنظمة استخبارات واستطلاع سريعة، ولها قدرات أنظمة الاستخبارات الالكترونية، بعد تزويدهما بوصلات نقل المعلومات اللازمة لنقل المعلومات المهمة في الوقت الحقيقى. وأنظمة الحرب الالكترونية، التي تحملها الطائرة "رابتور"    F/A-22 Raptorلها إمكانيات أنظمة طائرات الحرب الالكترونية المتخصصة نفسها، ما يسمح لها بتمييز الإشارات المعادية المستقبلة، وتحديد موقع مصادرها بدرجة دقة عالية.

كما زودت طائرات Mirage 2000D، التابعة لسلاح الجو الفرنسي، بنظام Several للإنذار الراداري، ليزود الطيار بجميع المعلومات المطلوبة عن الرادارات المعادية. ويتألف النظام من هوائي متعدد الاتجاهات، يركب في مقدمة الطائرة، وهوائي خلفي وهوائيين جانبيين، مع عدة وحدات لمعالجة البيانات. واعتُمد لحماية هذه الطائرة من مخاطر الصواريخ جو/ جو أو أرض/ جو نظام التشويش "كامليون" Cameleon المتعدد الاتجاهات، والذى يتعامل آليا مع المخاطر المحتملة. أما طائرات النقل العسكري الفرنسية طراز "ترانسال" Transall، فقد زودت بنظام الإنذار الراداري من طراز "شيرلوك" Sherloc، الذي يتضمن وحدة قياس للموجات الرادارية تسمح باكتشاف صواريخ معادية أرض/ جو. ويعمل هذا النظام تلقائيا لدى تحليقه فوق بيئة معادية.

ويستعمل سلاح الجو السويدي نظام الإنذار AR830، الذي جهز أول طائرات "جريبن" Gripen، وهو قادر على تحديد الهوية فورياً. كما جرى تطوير نسخة منه إلى الطراز AR961 من أجل الاستعمال على طائرات المراقبة. وطورت الشركة المصنعة الجيل الثاني منه، من أجل تلبية احتياجات تتعلق بالأداء العالي والقدرة على التكيف مع الرادارات المختلفة. كما أوصى سلاح الجو الألماني به لتجهيز طائرات "تورنادو" Tornado المتطورة لديه، بعد أن حوّل ليتسنى دمجه في مجموعة وسائط الحرب الالكترونية للطائرة.

خامساً: أجهزة التحذير والتشويش الليزرية

مع تزايد استخدام أشعة الليزر في أنظمة الدفاع الجوى، سواء لقياس المدى، أو لتوجيه المقذوفات، ولتجنب أعمال الإعاقة الرادارية، كان الاتجاه نحو تزويد الطائرات العسكرية بأجهزة التحذير من أشعة الليزر. وتغطي أجهزة التحذير الحديثة نطاقات الترددات الليزرية والأشعة تحت الحمراء، والموجات الميليمترية، وحتى الأشعة فوق البنفسجية.  وتحدد هذه الأجهزة اتجاه شعاع الليزر، ونوع وموقع الجهاز الذى يرسله، وتمييزه، كما تحدد هذه الأجهزة كذلك خواص الموجات الليزرية.

وفى إطار الإعاقة على المستشعرات الليزرية، يجرى تطوير شرك حر متبدد، يحتوى على جهاز إعاقة ليزرى ومصدر طاقة داخل خرطوشة، يمكن إطلاقها من قاذف بالطائرة. وكذلك، هناك العديد من البحوث لتطوير نظام للإنذار الليزري باستخدام الألياف البصرية Fiber Optics، يمكن استخدامه لتحليل شعاع الليزر. ويسمى هذا النظام "نظام الكشف الليزري الكهروبصري".

وتعمل عدة شركات على تطوير أنظمة تشويش ليزرية، عالية الشدة، للإعاقة على الجيل الجديد من الصواريخ، الذي يعمل على الموجة (4- 5) ميكرون، وهي موجة طويلة نسبيا. وتتطلب عملية حماية الطائرات من خطر الصواريخ الحديثة، التي تعمل على هذه الموجة، عدداً من أنظمة التشويش الليزرية؛ فمثلاً، تحتاج طائرة النقل الأمريكية C-130 إلى وحدتين من النظام المذكور لحمايتها، كما أن حماية الطائرةF-15  تكون أكثر صعوبة، نظراً لصغر حجمها.

سادساً: وسائل الخداع

نظراً للتطور في بواحث Seekers الصواريخ، كان على الشراك الخداعية أن تتوافر لديها القدرة على محاكاة بصمة الطائرة، التي صممت هذه الشراك لحمايتها، وذلك بغرض استنزاف أنظمة الدفاع الجوى واغرائها بالتعامل مع هذه الأهداف الخداعية، وكذلك مواجهة أنظمة التوجيه الذاتي للصواريخ المهاجمة بارباكها لشل قدرتها على التتبع، أو للإعاقة على إشارات التوجيه الخاصة بها.

وتُستخدم أنظمة الخداع من على متن الطائرات، إما من الداخل، أو من حاويات خارج جسم الطائرة. وتقدم كل من الرقائق المعدنية المضللة والشراك الخداعية المضيئة، بديلا للصاروخ المهاجم عن الهدف الحقيقي. وهكذا، يتم خداع الصاروخ المهاجم، فيهاجم الشراك الخداعية، بدلاً عن الهدف الحقيقي. ويجب نشر هذه الشراك ونثرها في الوقت المطلوب، وفى الاتجاهات الصحيحة، لكي يُطْبق رادار الصاروخ المهاجم عليها قبل "رؤية" الهدف الحقيقي.

وأما التهديدات ذات المستشعرات السلبية، مثل مستشعرات الأشعة تحت الحمراء، أو الأشعة فوق البنفسجية، فينبغي أن تكون بصمة الشرك مشابهة لشدة الإشعاع الصادر من الطائرة في حيز الأطوال الموجية الملتقطة، والتى يمكن تحديدها قبل دخول الطائرة في المعركة. وأما التهديدات ذات المستشعرات الإيجابية، مثل تلك التي تستخدم موجات الميكروويف، أو الموجات الميلليمترية، أو إشارات الليزر، فإن محاكاة البصمة تستلزم توليد موجات وإشارات مطابقة.

سابعاً: أنظمة الاستطلاع الراداري

تجهز الطائرات بأجهزة لتنفيذ مهام الاستطلاع الإلكتروني الراداري، وبالأخص ضد مواقع وبطاريات الدفاع الجوي. وقد زودت الطائرة E-2C بنظام كشف سلبي لالتقاط جميع الإشعاعات الإلكترونية في الحيز (2 ـ 18) جيجا هيرتز، في جميع الاتجاهات من الطائرة؛ بوساطة الهوائيات المنتشرة حول جسم الطائرة. وتحتفظ هذه الطائرة بمعلومات زودت بها مسبقا عن هذه الإشعاعات، لتقارن وتعطي المعلومة كاملة. ويصل مدى كشف هذا النظام إلى 370 كم.

ونظام "وايلد ويسل" Wild Weasel المستخدم في الطائرات الأمريكية، هو نظام متكامل يشتمل على معدات، وأجهزة استطلاع مصادر الإشعاع الراداري الصادرة عن مواقع رادارات البحث والإنذار للدفاع الجوي المعادي، وتحدد أماكنها مع التبليغ السريع عنها. وعلى الفور تُستخدم الأسلحة المضادة للإشعاع الموجودة معها؛ لتدميرها.  

والمستودعات المحمولة جواً يمكن تعليقها في معظم الطائرات لتنفيذ مهام الاستطلاع والإعاقة الإلكترونية بجميع أنواعها. وهناك أنواع عديدة من هذه المستودعات؛ أغلبها صناعة أمريكية. ومن أحدث أنظمة الاستطلاع الالكترونى النظام البريطانى، المحمول جوا، طراز MS3360، الذى يستقبل الموجات الكهرومغناطيسية، ويحللها، ويقسمها، ويعرض بيانات البحث والتحليل. وتتم هذه العمليات جميعها داخل وحدة واحدة، تحوى بداخلها المستقبل، وجهاز تحليل الترددات، وشاشة عرض البيانات. ويعمل الجهاز على مسح حيز الترددات من 5-18 جيجا هرتز، وهو حيز يشمل معظم ترددات عمل أنظمة رادارات الدفاع الجوى الحديثة، ويتميز بالسرعة العالية في عملية المسح، والدقة في عرض البيانات، مع إمكانية التحكم في سرعة المسح لحيز الترددات، وكذا إمكانية اختيار حيز محدد لعمل الجهاز لتقليل زمن المسح.

ويعد الجهاز MS3360 من الأنواع  المتطورة لأنظمة الاستطلاع الإلكترونى، حيث يؤدي الكشف والتحليل والعرض من خلال وحدة واحدة، يمكنها العمل أثناء التحرك من داخل المركبات، ويمكن استخدامه منفصلا، كجهاز استطلاع الكترونى، أو ضمن نظام متكامل للحرب الإلكترونية، بالاستفادة من بياناته لتغذية نظام إعاقة الكترونية، بعد إنتاج الجهاز للعمل داخل الحيز المذكور من الترددات لتغطية عمليات الاستطلاع التكتيكية والإستراتيجية، مع اختلاف الهوائيات المستخدمة. وتجرى عمليات تطوير للجهاز لزيادة حيز الترددات ليصل من 40 إلى 50 جيجا هرتز، وبذلك يمكنه العمل مع ترددات الرادارات المليمترية، بعد التوسع في استخدامها، وخاصة في المقاتلات، وقيادة نيران الطائرات العمودية المسلحة.

ثامناً: الأنظمة المتكاملة للحرب الإلكترونية الجوية

طورت شركة EADS الأوروبية مجموعة متكاملة من أنظمة الحرب الإلكترونية، مثل نظام "مايلدز" Missile Launch Detection System: MILDS، وهو نظام سلبي للإنذار ضد الصواريخ، ويستخدم أجهزة كشف لتكثيف الصور، وأخرى للاستشعار، تحدد مصدر النفث الصاروخي عند إطلاقه. وهذه الأجهزة تأخذ فعاليتها القصوى لدى دمجها، بشكل أو بآخر، مع المنظومات الثانوية دقيقة الحساسية. وفى أوروبا، يُستخدم هذا النظام مع طائرات "تورنادو" TORNADO، و F-16، و F/A-18، و AV-8B، و"هارير" Harrier .

وتعاونت شركات أوروبية في تطوير النظام DDMMWS لطائرات "ميراج2000". كما تعمل شركة "التا"  Elta الإسرائيلية على تطوير النظام EL/M-2160 المستخدم مع طائراتها طراز F-16.

وقد صمم نظام Tactical Electronic Warfare Suites :TEWS في المقاتلة F-15 خصيصاً، لكي يُستخدم داخليا لدى كل من إسرائيل، والولايات المتحدة. ويحتوي على قسمين رئيسيين، هما: نظام التحذير الراداري من نوع ALR-56C، والذي يحذر، ويلتقط الإشعاع المعادي، ويحلل بياناته آليا؛ ونظام الإجراءات المضادة ALQ-135، والذي يتعامل مع مصادر الإشعاع التي يحددها نظام التحذير الراداري، إضافة إلى نظام التحذير ALQ-128، وحاوية الإجراءات المضادة ALE-40/45.

تاسعاً: مستقبل الحرب الإلكترونية الجوية

يمكن تحديد مستقبل الحرب الإلكترونية الجوية في النقاط الآتية:

1. ستصبح كل طائرة قادرة على العمل بمفردها، أى أن تحمل أجهزة الحرب الإلكترونية اللازمة لها، وذلك بدلا من تخصيص طائرات للحرب الإلكترونية لمرافقة الطائرات العسكرية. ويرجع ذلك إلى أن الموقف القتالى قد يتعقد بشكل لا يمكن التنبؤ به، نتيجة لاستخدام أنواع مختلفة، وربما غير متوقعة، من أسلحة الدفاع الجوى. وإضافة إلى ذلك، فإن كل طيار قد يواجه احتمال الانفصال عن التشكيل، فيكون عليه أن يواجه التهديدات بطائرته منفردة.

2. نظراً لضرورات الاتساع المتواصل في مجالات التغطية، تم التعاون بين شركات أوروبية في تطوير أجهزة تحذير من الرادارات، وأخرى من الإشعاع الليزرى في نظام واحد، ما يسمح بتغطية الموجات الليزرية والموجات الرادارية معا.

3. الأتمتة الكاملة لمعدات الحرب الإلكترونية، بما لا يسمح للطيار بالتدخل في عملها، وذلك نظراً لقصر زمن رد الفعل، الذى قد يؤدى إلى تعرض الطائرة للأخطار إذا ما تُرك اتخاذ القرار للطيار، وحتى يتفرغ الطيار تماماً لمهامه الأخرى.

4. استخدام مستودعات الإعاقة التي تُقذف من الطائرات، والأهداف الخداعية التي يمكن استعادتها، أو التخلص منها بعد الاستخدام. والعامل الحاسم في إطلاق هذه الأهداف هو التوقيت الدقيق للقذف، لضمان الاستخدام الأمثل لها؛ فبينما تطلق الرقائق والمشاعل المتبددة، عادة، في صورة مكثفة بسبب قلة تكاليفها، فليس من المجدى اقتصادياً إطلاق هذه الوسائل بالكثافة نفسها. ومن هنا ظهرت أهمية استخدام أنظمة الإنذار المبكر بهجوم الصواريخ، لتحديد التوقيت الدقيق للإطلاق. وفى المقابل، فانه يمكن إطلاق الشراك المقطورة وتشغيلها قبل الاشتباك.

5. التوسع في استخدام أنظمة الحماية من الصواريخ.

6. زيادة إمكانيات الطائرات العمودية في الأعمال الإلكترونية. وفى هذا المجال فإن نظام   Suite of  Integrated RF Countermeasures: SIRFC الأمريكى، طراز AN/ALD – 211 سوف يعزز بشكل ملموس قدرة الطائرات العمودية على القيام بمهامها الهجومية، ويدعم قدرتها على البقاء. كما يستخدم النظام ALQ-13G كذلك مع أكثر من 1200 طائرة عمودية من طرازى "أباتشى" Apache و"كوبرا" Cobra في الجيش الأمريكي. وهذا النظام يوفر الحماية ضد أسلحة التحريم الجوى المعادية الموجهة بالرادار.