إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الحرب الإلكترونية




أنظمة الرادارات الأرضية الحديثة
ناثر المشاعل الحرارية Eclair-M
أجهزة التوجيه بالليزر
أجهزة الرؤية الليلية
أجهزة الرؤية بتكوين الصورة الحرارية-1
أجهزة الرؤية بتكوين الصورة الحرارية-2
محطة الإعاقة اللاسلكية التكتيكية
محطة استطلاع لاسلكي أرضية
محطة استطلاع راداري
نظم القيادة والسيطرة في البحرية
نظم صاروخية ميكروإلكترونية
نظام ADAD للمراقبة الأرضية
نظام إطلاق العصائف MK36
نظام الإنذار المبكر Moss
نظام الرادار M-Star
نظام القيادة والسيطرة الآلية
نظام CREW Duke
نظام Prophet
نظام كشف الصواريخ MWS-20
نظام TOGS للرؤية الليلية
معدات من إنتاج شركة إلتا
معدات من إنتاج شركة تاديران
معدات الاستطلاع الإلكتروني بالطائرة E-2C
معدات الظهور الراداري والبصري
معركة الأسلحة المشتركة
الإخفاء والتمويه للمعدات الإلكترونية
الإخفاء والتمويه للمعدات اللاسلكية
الإخفاء الراداري للقطع البحرية
النظام ALQ-99
النظام AN/ALQ-218
النظام الصاروخي ستنجر
النظام Warlock Green
الإعاقة السلبية الحرارية
الإعاقة الضوضائية بالشوشرة
الإعاقة بنظام الخداع seagnat
الإعاقة بنظام Nulka
التمويه بالطلاء لطائرات القتال
التصوير الحراري للأهداف
التعمية بالتغير في وضوح اللون
الدبابة الإسرائيلية ميركافا
الرادار STANTOR
الرادار MESAR
الصواريخ الاعتراضية
الصواريخ الاعتراضية أرض/ جو (1)
الصواريخ الاعتراضية أرض/ جو (2)
الطائرة نمرود
الطائرة المقاتلة EF-111
الطائرة العمودية لينكس
الطائرة U-2 منظر أمامي وجانبي
الطائرة عين الصقر
الشرك الخداعي Nulka
العواكس الركنية العائمة
استخدام الأشعة تحت الحمراء ليلاً
استخدام النظام AN/ALQ-212
استخدام الصواريخ التليفزيونية
استخدام الطائرات العمودية
تطبيقات إخفاء البصمة الرادارية
تكنولوجيا الإخفاء الراداري للطائرات
جهاز لاسلكي محمول
حاملة الطائرات أمريكا
رادار المراقبة الأرضية RASIT
صواريخ محملة على الكتف
صواريخ محملة على عربات
صواريخ مجهزة على حامل
طائرة الاستطلاع E-8C
طائرة التجسس U-2
طائرة تقذف المشاعل الحرارية
قاذف الرقائق طراز ALE – 40

إنشاء محور اتصال لاسلكي
منظومة وحدة بحرية صغيرة
منظومة وحدة بحرية كبيرة
منظومة الحرب الإلكترونية المحمولة جواً
مدى تأثير تأخير الاشتعال
هيكل الطائرة الخفية F-117A
أسلوب الإعاقة الرادارية الإيجابية
أسلوب تدمير الصواريخ السورية
أسلوب دمج المعلومات
مسارح الحرب الإلكترونية
أشكال العواكس الركنية
نظم السيطرة الإلكترونية
نظم القيادة والسيطرة
نظام الكشف عن الألغام البحرية
نظام تحذير ومراقبة محمول جواً
نظرية عمل المقلدات
أقسام الحرب الإلكترونية
أقصى مدى كشف راداري
النبضة الكهرومغناطسية النووية
الهجوم بالتدخل السلبي
الأسلوب الأول/1
الأسلوب الأول/2
الأسلوب الثالث
الأسلوب الثاني
الأسلوب الرابع
الأشعة تحت الحمراء
الإعاقة السلبية للصواريخ
الإعاقة بإزاحة إحداثي الهدف
المقلد الراداري
التمويه الإلكتروني ضد الصواريخ
البث عن بعد
التطبيقات العسكرية في أنظمة الليزر
العلاقة بالزمن والقدرة
استخدام الرقائق المعدنية لخداع الصواريخ
توزيع محطات التنصت
تطبيقات الحيز الكهرومغناطيسي
تفصيل نظام الحماية الذاتية
خداع الصواريخ الموجهة
خداع الصواريخ سام ـ 7
حيز الطيف الكهرومغناطيسي
سيناريو المهمة التدميرية
كابينة طاقم التشغيل للطائرة E-2C
عملية خليج سرت
عناصر الاستطلاع اللاسلكي




المبحث الثامن عشر

المبحث العشرون

الحرب الإلكترونية في الحروب الإقليمية الحديثة

إبان فترة الحرب الباردة، تكيفت أنظمة الحرب الإلكترونية، إلى حد كبير، نحو حرب تقليدية عالية الكثافة. وقد تغير ذلك، وجري التشديد على تقديم أنظمة تكتيكية بمستوى منخفض لاستعمالها في أماكن بعيدة. وصممت هذه الأنظمة أيضا لمكافحة أنظمة الاتصالات التي يستعملها أفراد الجماعات غير النظامية، مثل الهواتف الخلوية، وهواتف الاتصال بالأقمار الصناعية وبالراديو لإطلاق أدوات التفجير المرتجلة؛ فطبيعة التطور الدائمة للحرب المضادة لهذه الجماعات تعني أن مستقبل أنظمة الحرب الإلكترونية، يكمن في تصميم مفتوح لتنسجم بسرعة مع التهديدات الجديدة والناشئة.

وقد أدت العمليات العسكرية في البلقان وأفغانستان والعراق، إلى تطوير أنظمة حرب إلكترونية تكتيكية، وخاصة لدى الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي " ناتو" NATO. وشمل ذلك أجهزة الإعاقة والخداع والشراك Decoys المقطورة، وأنظمة التحذير من الصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء، وأجهزة التحذير من الرادار والليزر. واستخدمت أنظمة الإعاقة بالتشويش على نطاق واسع؛ ولكن يعيبها أنها تنبه العدو إلى أماكن وجود القوات الصديقة، إضافة إلى أن الأجيال الحديثة من الصواريخ الموجهة مزودة بأنظمة تجعلها لا تتأثر بعملية التشويش. أما إجراءات الإعاقة الحديثة ضد الصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء فهي تتمثل في استخدام شراك الأشعة تحت الحمراء المضيئة، التي تبث طاقة لخداع الصاروخ المهاجم.  

أثبتت العمليات الجوية التي جرت في البلقان وأفغانستان والعراق، الحاجة إلى تطوير أنظمة الحرب الإلكترونية المحمولة جوا، حيث تعتمد السيطرة الجوية على استخدام الطائرات الخفية، وعلى التشويش على الدفاعات الجوية والمعدات الإلكترونية المعادية، إضافة إلى توفير الحماية الذاتية للطائرات الصديقة. وتطلبت وظيفة كشف التهديد الإلكتروني المعرفة الفورية والدقيقة للمحيط، الذي تتحرك فيه القوات. وانطلاقا من هذا التصور، طورت عدة أجهزة للكشف، تغطي في وقت واحد كل سيناريوهات الاستعمال، مثل الكاشف المباشر للتردد Frequency، ومحلل تردد الموجات، وجهاز تلقي الأوامر لتحديد مواقع الصواريخ، أو مصادر الأشعة تحت الحمراء، أو مصادر أشعة الليزر.

أولاً: دور الحرب الإلكترونية في حرب البلقان

ركزت القوات الأمريكية وقوات حلف "ناتو" في حرب البلقان على أنظمة الحماية الذاتية المحمولة على الطائرات العاملة على ارتفاعات تقل عن 10 آلاف قدم، بسبب تهديد الصواريخ سطح/ جو، المحمولة على الكتف. وقد بلغ تهديد هذه الصواريخ مستويات حرجة أثناء هذه الحرب. فعندما أُسقطت إحدى طائرات F-16 الأمريكية، بدأ سلاح الجو الأمريكي برنامجا يعرف باسم "برنامج القدرة على رد الفعل السريع"، وذلك لتركيب نظام حماية ذاتية فعال على طائرات سلاح الجو الأمريكي F-16C، العاملة في المسرح البلقاني. ونتيجة لذلك، أصبحت الطائرات F-16C أكثر الطائرات تجهيزاً في هذا النوع من الطائرات. وقبل ذلك كانت الطائرات F-16 مجهزة بخليط متفاوت من أنظمة الحماية. وكانت أغلب هذه الأنظمة مقصورة على أنظمة استقبال التحذير الراداري وأنظمة التشويش.

وقد لوحظت أهمية تدابير الحماية الذاتية للطائرات أثناء العمليات الجوية في كوسوفو. فقد كان نظام الشرك المقطور الأمريكي AN/ALE-50 من أكثر وسائل التدابير المضادة فاعلية مقارنة بالوسائل الأخرى، التي استخدمت أثناء الحملة الجوية من قبل طائرات سلاح الجو الأمريكي B-1B و F-16، وقد نسب إلي هذا النظام الفضل في إنقاذ عدة طائرات. ولذلك، كان من المهم توفير قدرة حماية ذاتية قوية للطائرات، عن طريق الاستمرار بدعم وتمويل وتطوير واقتناء أنظمة رادارية، وأنظمة أشعة تحت الحمراء، للحماية الذاتية، بما في ذلك النظم التي تعتمد على الليزر. وقد استخدم النظام الأمريكي ALE-50 في كوسوفو على الطائرات F-16و F-18 و B1-B.

وعلى الرغم من أن كلاً من القوات الجوية والقوات البحرية الأمريكية توقفتا عن استخدام نظام الإعاقة الإيجابي طرازALQ-165 ، منذ عام 1992، فإن قوات مشاة البحرية اضطرت لإعادة استخدامه منذ منتصف عام 1995 في طائراتها F/A-18C/D في البوسنة، عندما كانت هذه الطائرات معرضة لنيران نظام الدفاع الجوى "سام-6" SA-6. أما المخزون الباقي من هذا النظام فقد رُكب على طائرات F-14D. وتستخدم كل من فنلندا وسويسرا هذا النظام على طائراتها F/A-18، كما تستخدمه كوريا الجنوبية على طائرات F-16C/D.

ومن أنظمة الإجراءات المضادة الإلكترونية الواعدة والمجربة أكثر من غيرها، الشرك المقطور على كابل خلف طائرة. ولدى المملكة المتحدة خبرة كبيرة في مجال تطوير الشراك المقطورة، ومنها الشرك "آرييل" ARIEL، الذي استخدمته الطائرات "تورنادو" Tornado و"نمرود" Nimrod في البوسنة، وهو جهاز للتشويش يصدر إشارات لها تردد راداري مطابق لتردد رادار الصواريخ، مع إعادة نمط الترددات وإصدار الضجيج المناسب.

وخلال عملية القوات الجوية المتحالفة في كوسوفا عام 1999، وبعد إسقاط الطائرة الخفية F-117، كان من الواضح أن تقنية التخفي الأمريكية وحدها لم تكن كافية؛ فالتخفي ينبغي أن لا يُنظر إليه كبديل عن الحرب الإلكترونية، بقدر ما ينظر إليه كمظهر من مظاهرها. وفي الوقت الذي يعد فيه التخفي ضرورة مهمة وإستراتيجية، إلا أنه لا يمكن عدّه علاجاً عاماً، ولا يمكن التعويل عليه وحده لضمان سلامة الطائرات من القوات المعادية. إن تقنية التخفي تعنى تقليل البصمة الرادارية إلى أدنى حد، وقد استخدمت هذه التقنية في أول الأمر في الطائرات الأمريكية الخفية F-117  وB-2، ثم بعد ذلك تطورت لتظهر في السفن والمركبات. وهي تتم بعدة وسائل، مثل استخدام مواد مشتتة لأشعة الرادار، ودهانات للأجسام المعدنية العاكسة للموجات الرادارية، أو باستخدام تصميمات لا تعكس أشعة الرادار، وذلك من خلال تقليل الأجزاء ذات الانحناءات الحادة في الهيكل الخارجي.

أثبتت قوات الدفاع الجوى اليوغسلافية أنها خصم عنيد، حين أظهرت مقاومة شديدة أثناء عمل القوات المتحالفة في عام 1999، ذلك أن قوات الدفاع الجوى، التي كانت على مستوى عال من التحكم في الإشعاع وعدم القابلية للاختراق، استمرت في العمل خلال الأيام الثلاثة السابقة للهجوم الجوى المكثف، وظلت هكذا حتى بداية قذف القنابل الموجهة بواسطة قوات التحالف. وواجهت قوات حلف "ناتو" مشاكل عديدة، إذ على الرغم من أن المستشعرات في الطائرات F-16 كانت أقرب ما تكون إلى الكمال والفعالية، وساعدت الطائرات في الهجوم على محطات الرادار بالصواريخ "هارم" Homing Anti Radiation Missile :HARM طراز AGM-88E، إلا أن هذه الطائرات واجهت بعض المشاكل في التصويب نحو الرادار، حيث كان الخصم حريصاً على تقليل إشعاعه الراداري، وإتباعه وسائل الحماية المتوافرة لديه.

وواجهت طائرات الإخماد الأمريكية مقاومة عنيفة لاختراق شبكة الدفاع الجوى اليوغسلافية، والتي كان لديها خبرة عالية، وبذلت مجهوداً كبيراً وقائياً ساعد في صد واعتراض العديد من الهجمات الجوية؛ ولكنه، في الوقت نفسه، أثر بالسلب على عمل قوات الدفاع الجوى اليوغسلافي في عدم البث الراداري في بعض الأوقات، وعدم القدرة أيضا على تحقيق الاتصال أثناء فرض فترات الصمت اللاسلكي، على وسائل القيادة والسيطرة والاتصال.

ورأى حلف "الناتو" أن الصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء هي أهم الأخطار التي سوف تواجهها العمليات الجوية في البلقان، حيث كانت هذه الصواريخ هي السبب الرئيسي في الخسائر الجوية أثناء عملية "عاصفة الصحراء" في حرب تحرير الكويت. وكذلك، كان الحلف واثقا من القدرة على التعامل مع الصواريخ الموجهة رادارياً، باستخدام الأساليب التقليدية في إسكات الدفاعات الجوية، وباستخدام الإجراءات الإلكترونية المضادة.

وخلافاً للصواريخ الموجهة رادارياً، فان الصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء تستخدم مستشعرات سلبية، وهى أصغر في الحجم، وأكثر مرونة في الحركة، وقدرة على الاختباء. وتستخدم الأجيال القديمة من هذه الصواريخ، مثل "سام-7" و"سام-9"، مستشعرات يسهل خداعها بالإجراءات الإلكترونية المضادة، والإجراءات المضادة للصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء، مثل العصائف الحرارية. أما الصواريخ الحديثة، مثل "سام-16/18" و"سام-13"، فهي مجهزة بإجراءات مضادة للإجراءات المضادة.

ولتفادى تعريض أطقم طائرات حلف الناتو لهذه الصواريخ، حدد الخبراء في الحلف الارتفاع الأدنى للطيران أثناء العمليات بعشرة آلاف قدم، لتكون الطائرات خارج المدى القاتل لهذه الصواريخ الصغيرة. وإضافة إلى ذلك، فقد تسببت الصواريخ الصغيرة، الموجهة بالأشعة تحت الحمراء، في عدم استخدام الطائرات العمودية "أباشى" AH-64 Apache في عمق الدفاعات الصربية.

وأدى تحديد ارتفاع الطيران إلى تقليل احتمال الإصابة بالصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء، إلى حد كبير. فقد أصيبت طائرة واحدة إصابة مؤكدة بهذه الصواريخ، ويعتقد أن هذه الصواريخ هي المسؤولة عن إسقاط عدد من الطائرات الأخرى. وعلى الرغم من ذلك، تسببت هذه الصواريخ في إيقاف الكثير من العمليات الجوية، نظراً لوجود غيوم منخفضة في معظم الأوقات، ومن ثم، لم يكن من الممكن القصف من الارتفاعات العالية. كما أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الوحيدة التي كانت تمتلك ذخائر الهجوم المباشر المشترك "جدام"Joint Direct Attack Munition: JDAM التي تستطيع العمل في كافة الظروف الجوية.

وتسبب منع الطيران المنخفض أيضاً في إصابة بعض المنشآت المدنية؛ فعلى الرغم من تزويد طائرات حلف الناتو بمستشعرات كهروبصرية لتمييز الأهداف، فان دقة تحليل هذه المستشعرات للصور تنخفض كثيراً على الارتفاعات المتوسطة والعالية.

وخلال فترة التسعينيات، بدأ ظهور تكنولوجيا "مكبرات القدرة المتناهية الصغر"، ما سمح بتقليل الحجم، وزيادة كفاءة قدرة الإعاقة، واستخدام نظام التبريد بالهواء للمكبرات، مع إمكانية جر مرسل الإعاقة خارج الطائرة، أو وضع المرسل مع هوائي الإعاقة الخارجي. وحققت هذه التكنولوجيا استخدام أنظمة الإعاقة المقطورة خلف الطائرة، كبديل لمستودعات الحماية الذاتية المعلقة بالطائرات. وتسمى هذه الأنظمة "المغناطيس الإلكتروني" لجذب الصواريخ بعيدا عن الطائرة. وطبقت هذه التكنولوجيا خلال حرب البلقان، حيث نجحت الإعاقة المجرورة بالطائرات F-16 في جذب عشرة صواريخ أرض/ جو.

وتعتمد فكرة عمل أنظمة الإعاقة المقطورة على استقبال إشارة الرادار المعادى، ثم إرسال إشارة إعاقة إلى هذا الرادار، مع الأخذ في الحسبان أن قدرة إشارة الإعاقة يجب أن تكون أعلى من قدرة الإشارة المرتدة من الطائرة والمستقبلة بواسطة الرادار. ويشتمل نظام الإعاقة المقطور على جسم إيروديناميكي، مجهز به هوائي استقبال، ومولد أساليب الإعاقة، ومكبر القدرة المتناهي الصغر، وهوائي إرسال، ويكون توصيل تغذية مكبر القدرة من الطائرة خلال كابل الربط.

ونشرت يوغسلافيا السابقة بعض المرسلات الخداعية، لخداع الصواريخ المضادة للإشعاع الراداري، باستخدام أفران ميكروويف، كمرسلات خداعية مطورة، تعمل في نطاق التردد E-Band، وربما يكون قد حدث تطوير لهذه الأفران وتعديلها لزيادة بصمتها الكهرومغناطيسية.

ثانياً: دور الحرب الإلكترونية في الحرب ضد العراق وأفغانستان

في الحرب الأمريكية على العراق عام 2003، استخدمت طائرة التشويش الأمريكية EC-130H Rivet Fire / Compass Call، وهي نموذج خاص من طائرة النقل التكتيكية C-130 Hercules، لتنفيذ أعمال شوشرة على محطات الدفاع الجوى العراقية. ويبلغ ثمن الطائرة الواحدة حوالي 65 مليون دولار، وهى تحمل عشرة فنيين، ومجهزة بمنظومة قادرة على التشويش على الأنظمة التكتيكية للقيادة والسيطرة والاتصالات، مع بقائها على مسافة أمان كافية. وهي تستخدم لدعم القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها، ويجرى تطويرها للقيام بمهام مضادة لأنظمة رادار الإنذار المبكر المعادية.

ومن ناحية أخرى، فان ظهور الصواريخ المضادة للرادارات يشكل تهديدا لكل من قواعد الرادارات الأرضية، أو الرادارات المحمولة بواسطة السفن، التي تستخدم في إطلاق الصواريخ. فخلال الحرب على العراق، أطلق العديد من هذه الصواريخ على الدفاعات العراقية ومواقع الرادارات التكتيكية، وكان معدل نجاح هذه الصواريخ في إصابة الرادارات العراقية كبيراً، حيث إن الصاروخ "هارم" HARM، المضاد للرادار، يوجه بطريقة سلبية، فلم يكن من السهل التقاطه وتعقبه بواسطة أنظمة الإنذار العراقية، لأن الصاروخ استخدم أسلوب التوجيه السلبي في الهجوم، كإجراء مضاد لوسائل الكشف عن الصواريخ. كما طوّر أسلوب آخر للتعامل مع هذا النوع من الصواريخ، وذلك باستخدام مراقبة سلبية في الكشف، وهذه المراقبة إما بصرية، أو باستخدام الأشعة تحت الحمراء. ويؤدى عدم البث في هذه الأنظمة إلى عدم تعرضها لهجوم الصواريخ المضادة للإشعاع الراداري؛ ولكنها تكون عرضة لهجوم الصواريخ الموجهة بصرياً، أو بالأشعة تحت الحمراء. وفى هذه الحالة، يكون الدفاع ضد الصواريخ باستخدام شراك الأشعة تحت الحمراء المضيئة، والرقائق المعدنية المضللة.

1. ماهية أجهزة التفجير العشوائية

أجهزة التفجير العشوائية IEDs: Improvised Explosive Devices، أو ببساطة، القنابل العشوائية المتفجرة على الطرق، هي سلاح بسيط، وصفه الأمريكيون في بداية الحرب على أفغانستان والعراق بأنه: أداة العصر الحجري في مواجهة تكنولوجيا القرن الحادي والعشرين، ثم وصفها الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش الابن، بالخطر رقم (1)، الذي يهدد القوات الأمريكية في العراق. وأصبح لهذا السلاح في حربي العراق وأفغانستان ما كان للرشاش "كلاشنيكوف" في حرب فيتنام، والقنابل الذكية في حرب تحرير الكويت، حيث أثبت أن التكنولوجيات البسيطة تستطيع ـ في ظروف معينة ـ أن تكون نداً حقيقياً للتكنولوجيات المتطورة.

وقد استخدمت أجهزة التفجير العشوائية بكثافة في العراق ضد قوات التحالف، وكانت مسؤولة عن نحو 40% من الخسائر بين هذه القوات. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة أنفقت مبالغ هائلة لتطوير دفاعات ضد هذه الأجهزة البدائية، التي يمكن صنعها محلياً، مستخدمة الروبوت، وآلات التشويش، ودروع الآليات، وكلاب المطاردة، إلا أن عمليات المقاومة بهذا النوع من القنابل استمرت.

وكانت أدوات التفجير المرتجلة، التي اكتشفت في أفغانستان وفي العراق، مصنوعة من مكونات من مواد التخصيب الزراعية، ومن أدوات الانفجار التي تعتمد على الهاتف الخلوي، الذي يوجد بسهولة في الأماكن المحلية، ويجمع في حزم تفجير تشغّل بسهولة. وهذه الأدوات بسيطة وزهيدة التكلفة، ولها تأثير كبير، مقارنة ببساطتها وكلفتها الزهيدة، وقد أصبحت السلاح المفضل في الحرب غير المتكافئة. ولذلك، فان امتلاك مقاربة دفاعية فقط للتعامل معها ليس كافيا. ومن ثم، طورت قوات حلف "الناتو" في أفغانستان إستراتيجية شاملة للتغلب على التهديد الذي تشكله أدوات التفجير المرتجلة، التي تصيب الوحدات الخاصة والمعدات، لكشف وتفكيك الأسلحة الفتاكة.

ويمكن تصنيف أجهزة التفجير العشوائية كألغام متفجرة، ذات مستوى تكنولوجي منخفض، وغالباً ما تُصنع في المنازل، ويتم إخفاؤها في أجناب الطرق، وتفجيرها بواسطة بوادئ triggers، وتستخدم متفجرات عسكرية أو مدنية. أما "العبوات المُشكّلة" Shaped Charges فهي مواد متفجرة قاتلة، توجّه قذائف مخترقة للدروع.

وتقسم أجهزة التفجير إلى فئات، حسب نوع نظام الفتيل، ونوع المتفجرات، أو المخلوط القابل للاشتعال الذي تحويه. وهي تصنع من عناصر لم تنتج بالضرورة بغرض أن تكون مكونا في قنبلة، مثل الدوائر الكهربائية التي يمكن أن تستخدم كمكونات لأجهزة تفجير مرتجلة. وأداة التفجير المرتجلة، التي يتم التحكم بها لاسلكياً، يمكن تفجيرها بعدد من الأجهزة المختلفة، بما فيها أدوات التنبيه في السيارات، وأجراس الأبواب اللاسلكية، وأجهزة المناداة (Pagersأو الأشعة تحت الحمراء، أو لعبة أطفال تعمل بالريموت كنترول، أو إشارات أجهزة اللاسلكي "ووكى- توكى" walkie-talkie، أو حتى بالمرور فوق خرطوم مطاطي يطلق هواء مضغوطاً كافياً لتشغيل مفتاح التفجير.

وقد تضم أداة التفجير هاتفاً خلوياً معدلاً وموصولاً بدائرة إطلاق كهربائية. وتعمل هذه الهواتف في نطاق التردد العالي جدا VHF في خط الرؤية، ويكون استقبال إشارة المناداة أو مضمون رسالة SMS بالهاتف كافياً لتبدأ الدائرة بإطلاق أداة التفجير.

2. الجهود الأمريكية لمواجهة أجهزة التفجير العشوائية

طور الجيش الأمريكي أنظمة الحرب الإلكترونية لمكافحة أدوات التفجير المرتجلة، وتزويد القوات الأمريكية بحماية مهمة تنقذ الأرواح من سلسلة واسعة من تهديدات أدوات التفجير المرتجلة بقوة منخفضة وعالية. وأنشأت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" ما أسمته: "منظمة القضاء على أجهزة التفجير العشوائية المشتركة" Joint Improvised Explosive Device Defeat Organization :JIEDDO للعمل مع المعامل الوطنية، ووزارة الطاقة، والمتعاقدين، والأكاديميين. وقد حصلت المنظمة على 3.3 بليون دولار لتطوير أساليب لمواجهة الأسلحة البدائية التي تصنعها المقاومة العراقية. وأقامت المنظمة مركزا للتدريب في كاليفورنيا لتقويم الإجراءات المضادة، واختبارها، والتوصية باستخدامها. وشملت التكنولوجيات التي تم اختبارها أجهزة الإعاقة الإلكترونية، والرادار، وأشعة "اكس" X-rays، والروبوت الذي يتخلص من المتفجرات، والمركبات المدرعة المقاومة للانفجارات.

وكونت القوات الأمريكية في إحدى معسكراتها في بغداد ما أسمته "خلية استغلال للمواد المتفجرة بصورة مضادة"Combined Explosive Exploitation Cell :CEXC، وهي مجموعة سرية، تعمل على بناء قاعدة بيانات عن الحوادث الناتجة من أجهزة التفجير العشوائية، في بحثها عن النماذج ووسائل الدفاع، وانتزاع بيانات تقنية أفضل عن الأجهزة المتفجرة عن طريق الصور الرقمية, وبقايا المتفجرات, وبصمات الأصابع, وعمليات الاستجواب للجنود الذين في يعملون الميدان.

واستخدم الجيش الأمريكي أجهزة تشويش أرضية وجوية حققت بعض النجاح، في مقاومة القنابل المزروعة على الطرق. ووفقاً لأرقام الجيش الأمريكي، فان ما يتراوح بين 30 إلى 40% من متفجرات الطرق يجري اكتشافها وإبطال مفعولها. وأصبحت أجهزة التفجير متطورة على نحو متزايد، ويجد المتخصصون الأمريكيون سبلا لمواجهتها.

إن جزءاً كبيراً من حيز الطيف الكهرومغناطيسي في العراق كان خارج السيطرة والتنظيم، بحيث أن ترددات أجهزة الإعاقة الإلكترونية على أجهزة التفجير كانت تتداخل مع ترددات أجهزة الاتصالات العسكرية على الأرض؛ فإذا استخدم الجندي الأمريكي جهاز الإعاقة، فإنه لا يستطيع في الوقت نفسه استخدام جهاز الاتصالات الذي يحمله، فكان يضطر إلى إغلاق جهاز الإعاقة لتحقيق الاتصال، متيحا بذلك فرصة لأداة التفجير لتستقبل إشارة التفجير. وأدى ذلك أيضا إلى أن المركبات الجوية غير المأهولة كانت تفقد الاتصال نتيجة التداخل، عندما تكون بعيدة عن محطة التوجيه.

3. الإجراءات الإلكترونية المضادة لأجهزة التفجير العشوائية

إن ازدياد استعمال المقاومة لأدوات التفجير المرتجلة، التي يكون التحكم بها لاسلكياً بالراديو في العراق وأفغانستان، أدى إلى نمو سريع في مجال جديد نسبياً في الحرب الإلكترونية، حيث لم تتمكن أنظمة استخبارات الإشارة التقليدية من رصد أو التشويش على الترددات اللاسلكية، التي تستعمل لإطلاق أدوات التفجير المرتجلة. وهذا أدى إلى طلبات سريعة من أنظمة الحرب الإلكترونية بالتحديد، مصممة لمكافحة أدوات التفجير المرتجلة.

تكمن الناحية الرئيسية لهذا الجهد في نشر مشوشات أو أجهزة تدابير مضادة إلكترونية للتردد اللاسلكي، لتعطيل الأدوات أو كبح عمل أجهزة التحكم بأدوات التفجير المرتجلة، التي يتم التحكم بها لاسلكيا. ويمكن أن تكون تلك الأجهزة إما أنظمة قوية، بعيدة المدى، مثبتة فوق مركبات، أو نماذج أصغر، تمكن جنود المشاة من حملها.

ومع تطور طبيعة معركة التحكم اللاسلكي بأدوات التفجير المرتجلة، كان من الضروري أن تصبح مهمة أنظمة التدابير المضادة الإلكترونية محدثة ومجربة بانتظام. وتستعمل أدوات التدابير المضادة الإلكترونية على نطاق واسع مع العديد من القوات المسلحة الدولية، التي تعمل في العراق وأفغانستان. فقد أنقذت أرواحاً لا تحصى من تهديد أدوات التفجير المرتجلة الفتاكة. ويبدو من غير المعقول نشر أي جيش في مهمة من دون تلك الأدوات، التي تؤمن حماية من أدوات التفجير المرتجلة.

إن وسائل كشف أجهزة التفجير العشوائية موجودة عالمياً منذ أواخر سبعينيات القرن العشرين، إلا أنه قد أعيد اكتشافها، وازدهر استخدامها لظروف الحروب في العراق وأفغانستان. وخبراء أجهزة التفجير العشوائية مهتمون بصورةٍ أساسية بتكتيكات وضعها وإزالتها. وتعمل أجهزة التحكم في التفجير عن بعد في حيز التردد العالي HF والعالي جداً VHF وفوق العالي UHF، وقد تستخدم ترددات الهواتف الجوالة، أي أن حيز التردد المستخدم يمكن أن يغطي من واحد ميجا هرتز إلى حوالي 2 جيجا هرتز، وهذا الحيز من الترددات يعد عريضاً. فكيف تتم عملية التشويش على أجهزة التفجير العشوائية؟

في جميع الأحوال يكون هناك جهاز إرسال من بعيد، يرسل إشارة إلى مستقبل موجود مع المتفجرات، تنشأ عنها عملية التفجير، فإذا تم التشويش على إشارة أمر التفجير تكون عملية التفجير فاشلة؛ وطبقاً لذلك فإن أجهزة التشويش ترسل إشارات تتداخل مع إشارة مرسلات التفجير، وذلك عند مستقبل التفجير.

وتشتمل أجهزة التشويش على مستقبلات تمسح حيز التردد المتوقع استخدامه، وعندما تستقبل في الحيز أي إشارة يجري تحليلها بسرعة وإعاقتها فورياً إذا أثارت أي شك في كونها إشارة تفجير. وقد يحدث أن تسبب إشارة التشويش تشبعاً تاماً في مستقبلات أجهزة التفجير، فيتم التفجير قبل قدوم الهدف إلى منطقة الانفجار، أو قد تسبب الإشارة نوعاً من الارتباك في العمل، فيقع الانفجار بعد مغادرة الهدف منطقة الانفجار.

وتعمل شركات عدة على تطوير التدابير المضادة الإلكترونية في ميدان المعركة، للتغلب على أدوات التفجير المرتجلة، وحماية المركبات وقوات المشاة وحماية نقاط الدخول الثابتة، وحماية الشخصيات المهمة، ومنها الأنظمة التي تحملها المركبات، مثل النظام الكندي EQUINOX، الذي يتمتع بقدرة على القيام بأدوار متعددة، ببرمجية محددة، بشبكة سهلة الإدارة، وتركب في كل أنواع المركبات. وكل الأنظمة المركبة على مركبات هي أنظمة مرنة، تركب على كل أنواع المركبات التجارية والعسكرية، ويمكن أن تركب لرفع فرص الادخار في المساحة، وتستعمل عملية التحكم من بعد للتحكم الكامل. وتستطيع كل الأنظمة استيعاب وحدة تبريد، إذا كان ذلك ضروريا.

وتعمل بعض الشركات على تطوير أجهزة يكون التحكم بها لاسلكياً، ومنها جهاز الكشف الإلكتروني HAWK XDi لكشف الألغام وأدوات التفجير المرتجلة، والذي يمكن من البحث في الفراغات والمناطق، التي لا تستطيع المركبات الوصول إليها أو رؤيتها، وتحديد ما إذا كانت المنطقة خالية من أدوات التفجير المرتجلة أم لا.

ويستعمل هذا الجهاز داخل الأبنية، لكن يمكن استعماله لتأمين المركبات أو الطائرات، أو في العراء. ويكشف الجهاز أدوات التفجير التي تتضمن مكونات إلكترونية، مثل أجهزة الاستقبال التي يكون التحكم بها عن بعد، أو الهواتف الخلوية، أو ساعات التوقيت الإلكترونية، أو أجهزة الاستقبال/ الإرسال، أو الصمامات الإلكترونية، أو أجهزة تأخير الانفجار. ويمكن أيضا نشر الجهاز لكشف الأسلحة المطمورة والذخيرة والألغام ومخابئ الأسلحة المخفية. وقد استخدم هذا الجهاز بنجاح إبان العمليات العسكرية في إيرلندا والعراق وأفغانستان.

ومن الإجراءات المضادة الأخرى توليد طاقة نبضية قوية لإبطال مفعول أجهزة التفجير، أو حرق أو تدمير دائرة التفجير, ومن أمثلة ذلك استخدام جهاز الراديو لتحييد أجهزة التفجير العشوائية Neutralizing Improvised Explosive Devices with Radio Frequency :NIRF، الذي يولد طاقة تردد عالٍ، ذات طول موجي قصير لتحييد جهاز التفجير.

وطور البنتاجون جهازاً يحمل الاسم الكودي PING، ويستخدم في العراق، ويركب داخل مركبة "همفى" Humvee، حيث يرسل موجات كهرومغناطيسية تخترق حوائط المباني لكشف مواقع أجهزة التفجير العشوائية. وزوّدت القوات الجوية الأمريكية الطائرات الموجهة "بريديتور" MQ-9 Predator بنظام إعاقة ضد الاتصالات في حيز الترددات المنخفضة، مثل ترددات أجهزة الهواتف النقالة، وذلك للتغلب على أجهزة التفجير العشوائية، في كل من العراق وأفغانستان.

ومن المستشعرات الأخرى المستخدمة جهاز الليزر Laser-Induced Breakdown Spectroscopy system :LIBS لتتبع أثار المتفجرات، التي تستخدم في تصنيع أجهزة التفجير العشوائية من مسافة حتى 30 م.

ولقد وضعت القوات الأمريكية في العراق أجهزة التشويش على المركبات, ومنها جهاز الإجراءات المضادة لأجهزة التفجير العشوائية IED Countermeasures Equipment :ICE، وجهاز Warlock، وكلاهما يستخدم موجات الراديو ضعيفة الطاقة لإيقاف عمل الإشارات التي تفجر أجهزة التفجير، سواء عن طريق الهاتف الخلوي، أو هواتف الأقمار الصناعية، أو أسلاك الهواتف الطويلة العادية.

وطورت بعض الشركات أنظمة لاستخبارات الإشارة تساعد العسكريين على تتبع الهواتف الخلوية المشبوهة، والتي يمكن استخدامها في تفجير القنابل، وتقوم هذه الأنظمة بعملية إعاقة انتقائية، بحيث لا تتأثر الهواتف الخلوية التي تستعملها القوات الصديقة، بينما يكون التأثير فقط على الهواتف المراد تتبعها، أو غير المعروف هويتها، وهذه الهواتف يتم تحديد مواقعها وشل فعاليتها، ثم التعامل معها بما لا يؤثر على السكان في المنطقة، ودون أن يتنبه حاملو هذه الهواتف.

ومن أنظمة الإجراءات الإلكترونية المضادة لقنابل الطرق، نظام كهرومغناطيسي عالي الطاقة High Power Electromagnetic :HPEM يستخدم للإعاقة على أجهزة التفجير والقنابل، التي تحتوى على مكونات كهربية، مثل الهواتف النقالة، ويعمل هذا النظام على تفجير القنبلة على مسافة من المركبة الهدف.

ويستعمل النظام الفردي CREW Duke: Counter Remote Electronic Warfare(أنظر صورة نظام CREW Duke) الذي يمكن نشره في الميدان، تكنولوجيا تشويش لمكافحة تهديد أدوات التفجير المرتجلة، وقد نفّذت هندسة التصميم للمحافظة على متطلبات وزنه وحجمه وقوته في حدها الأدنى، في حين يقدم التصميم عملية تشغيل بسيطة بأداء عال. ويمكن تثبيت النظام بسهولة في مركبة "همفى" Humvee، ومركبات عسكرية أخرى.

طور الجيش الأمريكي نظام الحماية الإلكترونية Shortstop Electronic Protection System :SEPS لتفجير قذائف المدفعية وقذائف الهاون، لحماية القوات البرية الصديقة والمركبات والمنشآت والمعدات الأخرى. وقد بنت الشركة المنتجة النظام خلال حرب تحرير الكويت، رداً على تهديد المدفعية العراقية؛ إلا أن الحرب انتهت قبل التمكن من نشر النظام؛ الذي هو مشوش يعمل بالتردد اللاسلكي، سهل الحمل، مثبت على مركبات الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان، ويمكن برمجته ليشوش على مجموعة ترددات محددة. وقد وضع على متن مركبات في نقاط تفتيش ثابتة للتغلب على أي مركبة تحمل أدوات تفجير مرتجلة يكون التحكم بها عن بعد، أو أي انتحاري يرتدي متفجرات.

وقد نشرت نماذج النظام لفترة محدودة من الوقت في البوسنة، وأعيدت في عام ١٩٩٧ إلى مخزون الطوارئ. ومنذ ذلك الحين، استعملت القوات الخاصة في الجيش الأمريكي النظام، في عملية الحرية المستدامة في أفغانستان.

ويمكن تنشيط النظام SEPS، الموضوع في حقيبة، وتشغيله بهوائي متعدد الاتجاهات خلال ثوان. ومزاياه الإلكترونية السلبية تجعله عصيا على الاكتشاف بمستشعرات العدو، وسوف يخفّض حجمه ليصل إلى وزن ٢٥ رطلا.

أما نظام الحماية Warlock، فهو تدبير مضاد في مواجهة تهديد التفجير الارتجالي، كالذي يستعمله المقاومون في العراق وأفغانستان، ويتمتع بقدرة مزدوجة تحرم العدو من استعمال أدوات الاتصالات الحديثة، ويمكن أن يستعمل بمفرده أو بمجموعات ليوفر تغطية منطقة واسعة دون تدخل مشترك، وهو يتضمن نماذج معدلة من نظام الحماية الإلكترونية SEPS المجرب قتالياً. ويطلق نظام الحماية Warlock Green (أنظر صورة النظام Warlock Green) ترددات لاسلكية لعرقلة إشارات الاتصالات، التي تفجر أدوات التفجير الارتجالية. وتصنع الشركة المنتجة أيضا مشوشا أقل تعقيدا، أطلق عليه اسم Red Warlock، وهو مشوش منخفض التكلفة، يقاوم تهديدات محددة كانت تنشأ بأعداد متزايدة. أما النموذج Warlock Green فهو مشوش أقوى، يستعمل للتعامل مع أنظمة تهديد أكثر تعقيدا.