إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / اتفاقيات التعاون العسكري، بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية




مفاعل ديمونة
الطائرة الإسرائيلية تسوفيت
الصاروخ الإسرائيلي حيتس

المعونة الاقتصادية الأمريكية لإسرائيل
المبيعات العسكرية الأمريكية لإسرائيل
النظام نيوتيلس الإسرائيلي




الدفاع الجوي عن الأهداف الحيوية

المقدمة

منذ أن نشأت فكرة إقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين، والولايات المتحدة الأمريكية تقدم لها كل أنواع الدعم المادي والمعنوي، لكي تتفوق على الدول العربية المحيطة بها، وتصبح قوة وأداة تحقق أهداف الغرب في المنطقة، والتي تتحدد في تجزئة العالم العربي بفصل المشرق العربي عن مغربه، ولأن تكون قاعدة متقدمة لردع التهديدات الموجهة للمصالح الأمريكية والغربية، ولتحد من خطر المد الشيوعي في المنطقة. كما اعتبرتها الولايات المتحدة الأمريكية، أحد العناصر الرئيسية لملء الفراغ في الشرق الأوسط طبقاً لمبدأ الرئيس، دوايت ديفيد أيزنهاور Dwight David Eisenhower، الذي أعلنه في 5 يناير 1957، بعد فشله في إقامة حلف بغداد.

لذلك، فإن التعاون العسكري بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، ممتد منذ إنشائها وحتى الآن، سواء من خلال تحقيق المصالح المتبادلة، أو توقيع اتفاقيات غير معلنة، أو من خلال اتفاقيات تحدد بأسلوب دبلوماسي مع إنشاء لجان لمتابعتها، وهذا النوع من الاتفاقيات بدأ منذ عام 1981، وكانت لكل مرحلة انعكاساتها على المنطقة العربية، وعلى العالم.

وقد حرص الرؤساء الأمريكيون باستمرار، أن يكون أمن دولة إسرائيل وبقاؤها، وتفوقها على دول الجوار العربية، إحدى الأسس الرئيسية للسياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وفي المقابل، فإن قادة إسرائيل كان لديهم نفس الحرص على تحقيق التقارب مع الولايات المتحدة الأمريكية، الذي بدأ حثيثاً من خلال الضغوط الصهيونية على الإدارات الأمريكية المتعاقبة، ثم وصل إلى ذروته خلال عقد الستينيات، واستمر بعد ذلك في وتيرة متصاعدة، دون مراعاة لأي متغيرات على المستوى الإقليمي والدولي، أو مراعاة مصالح دول المنطقة، ودون النظر إلى ما يمكن أن تتعرض له المصالح الأمريكية.

وشمل التعاون العسكري كافة الجوانب الإستراتيجية، التي تؤثر على الأمن الوطني لإسرائيل، حيث انعكس هذا التعاون بشدة، على ضمان بقاء إسرائيل نفسها، وأصبح هناك ارتباطاً وثيقاً بين مختلف المؤسسات الأمريكية وإسرائيل، وأصبحت التكنولوجيا الأمريكية المتقدمة، في يد إسرائيل، وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية، هي الدولة الرئيسية في استيراد الأسلحة، والمعدات العسكرية، التي تنتج في إسرائيل، سواء كان ذلك من قبيل تشجيع الصناعات الإسرائيلية، أو التقليل من عجز الميزان التجاري بين الدولتين.

وإذا دققنا النظر في تطور التعاون العسكري بين الدولتين، فالملاحظ أن اللوبي اليهودي داخل الولايات المتحدة الأمريكية، هو صاحب اليد العليا في دفع الإدارة الأمريكية للتعاون مع إسرائيل.

وإذا كانت الاتفاقيات العسكرية، قد صيغت كوثائق تاريخية اعتباراً من أوائل عقد ثمانينيات القرن العشرين، إلا أن التعاون العسكري، لم يتوقف بين أمريكا وإسرائيل، والذي بدأ بضغوط على الدول الغربية لإمداد إسرائيل بالسلاح، ثم شراء صفقات أسلحة بأموال أمريكية لصالح إسرائيل، ثم إمداد إسرائيل بالأسلحة، والتكنولوجيا الأمريكية علناً، ودون أي اعتبار.

أما النتيجة النهائية لهذا التعاون، فهو وجود ثغرة هائلة في التوازن العسكري بين إسرائيل ودول المواجهة العربية، أدت إلى تصاعد صلفها وغرورها، وتحدي الرأي العام العربي، والعالمي فيما تفعله في مواجهة الانتفاضات الفلسطينية، وهو ما لم يكن ليحدث إلا من خلال دعم أمريكي مفرط.