إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الفيلق الأفريقي، في الحرب العالمية الثانية






مسرح عمليات مرسى مطروح
مسرح عمليات برقة وطبرق
مسرح عمليات خط الغزالة
معركتي الكروسيدر وباتل إكس
تقدم القوات البريطانية



المقدمة

المقدمة

جُهز الفيلق الأفريقي "Afrika Korps"، ودُرِّبَ خصيصاً، للاشتراك في عمليات شمال أفريقيا. وكان تشكيله، في بادئ الأمر، في عام 1940، مكوناً من فرقتين هما: الفرقة 15 بانزر (Panzer)، والفرقة 5 المشاة الآلية الخفيفة. ثم أُعيد تنظيمه، قبل معركة "باتل إكس"، ليصبح تشكيله مكوناً من ثلاث فرق، هي: الفرقة 15 بانزر، والفرقة 21 بانزر، والفرقة 90 المشاة الآلية الخفيفة. ثم عُدل تشكيله بعد وصول قوات وإمدادات جديدة، استعداداً لمعركة العلمين (Alamein)، ليكون تشكيله مكوناً من أربع فرق، هي: الفرقة 15 بانزر، الفرقة 21 بانزر، الفرقة 90 المشاة الآلية الخفيفة، الفرقة 164 المشاة الألمانية. وقد سُلّحت وحداته المدرعة، بأحدث الدبابات الألمانية، حينئذ، وأقواها، وبمدافع ذاتية الحركة، وعربات مدرعة، نصف جنزير، للمشاة. ولم يفت القيادة الألمانية توفير جميع مطالب هذا الفيلق، سواء من المعدات، أو وسائل الإعاشة، بما يتمشى مع طبيعة القتال في الصحراء. ولذلك، فإن كفاءة الفيلق الأفريقي، خلال العمليات التي خاضها في العامين التاليين (1941، 1942) لا ترجع لمستوى الجنود والمعدات وبراعة القائد فحسب، بل ترجع إلى الدقة التي روعيت في إعداد هذا الفيلق. وقد عُيّن الجنرال "إروين رومل" (Erwin Rommel) كأول قائد لهذا الفيلق، في 6 فبراير 1941.

أسباب تدخل القوات الألمانية في شمال أفريقيا

في يوليه 1940، فكرت القيادة الألمانية، في تعزيز القوات الإيطالية، التي تقاتل في شمال أفريقيا، لتحقيق هدفها في تدمير القوات البريطانية هناك، واحتلال قناة السويس. واتجه الرأي إلى إرسال فيلق ألماني مكون من فـرقـة آليـة، وأخـرى مـدرعة. وأُوفـد الجنرال "فـون تومـا"  (Von Thoma)إلـى ميدان المعركة، لبحث الموقف. فكتب تقريراً، أكّد فيه صعوبة إمداد القوات الألمانية في شمال أفريقيا، ما لم يحتل الإيطاليون مرسى مطروح. لذا، غضت القيادة الألمانية الطرف مؤقتاً عن هذه الفكرة. إلاّ أنه في خريف العام نفسه، قررت القيادة الألمانية، إرسال قوات برية ألمانية، إلى مسرح عمليات شمال أفريقيا، نتيجة فشل القوات الإيطالية، بقيادة الجنرال "جرازياني" (Rodolfo Graziani)، في معارك خريف عام 1940، وشتاتها في المعارك التي خاضتها في شمال أفريقيا، ضد "قوة الصحراء الغربية" البريطانية[1]. فعلى الرغم من ضخامة القوات الإيطالية، إلاّ أنها كانت في مستوى يقل كثيراً عن المستوى المطلوب توافره في الحرب الحديثة. فقد كان الجيش الإيطالي، بصورته التي بدا عليها، في أعمال قتاله صالحاً فقط لحروب المستعمرات، التي تقاتل فيها قوات بدائية التسليح، غير مجهزة تجهيزاً حديثاً. وكانت معدات الجيش الإيطالي من طراز قديم، فكانت الدبابات، والعربات المدرعة، خفيفة ومدى عملها قصيراً، وكانت مدفعيته من طراز الحرب العالمية الأولى، ومشاته تفتقر، بصورة خطيرة، إلى المركبات الآلية، ولذا لم تتصف بالمرونة الكافية واللازمة، لحرب الصحراء.

اقترح "أدولف هتلر" (Adolf Hitler) على "بنيتو موسيليني" (Benito Mussolini)، في اجتماعهما، الذي عُقد بمقر قيادة هتلر، يومي 19، 20 يناير 1941، ضرورة تعزيز جبهة الشرق الأوسط بقوات ألمانية، على أن تكون قيادتها، بما فيها القوات الإيطالية، قيادة ألمانية، على أن يتم نقل القوات الألمانية، في أقل وقت ممكن. وذلك، بسبب كثرة الهزائم، التي مُني بها الجيش الإيطالي في معارك شمال أفريقيا، على يد " قوة الصحراء الغربية " البريطانية، واحتمال فقد "هتلر" لمسرح عمليات الشرق الأوسط. ولكن، كان من الصعوبة تنفيذ عملية التعزيز تلك، قبل منتصف فبراير، نظراً إلى موقف قوات المحور، في عمليات المسرح الروسي.

في 6 فبراير 1941 عُين الجنـرال رومل، قائداً للفيلق الأفريقي. وفي 12 فبراير، وصل إلى مقر قيادته في مسرح عمليات شمال أفريقيا. وبُدأ بالفعل إرسال طليعة الفيلق الأفريقي، وهي الفرقة الخامسة المشاة الآلية الخفيفـة، حيث تجمعت في طرابلس، في 20 فبراير. وبناء على تطور الموقف، رأى أن هذه الفرقة لـن تكفى لمواجهة القوات البريطانية هناك، وأنه من الضروري، إرسال الفرقة 15 بانزر (المدرعة). وفي 11 مارس 1941، وصل الآلاي 5 بانزر، من طلائع هذه الفرقة إلى طرابلس. ولقد تسبب قـرار ألمانيا بالتدخل المباشر، في ميدان شمال أفريقيا، وكذلك تعيين الجنرال رومل، قائداً للفيلق الأفريقي وللقوات البرية (الألمانية والإيطالية)، في تغيير خطط الدفاع الإيطالية، بل وتغيير مجرى الأحداث في هذا الميدان، إذ اتخذ رومل عدة قرارات بالنسبة إلى خطة عملياته المستقبلية، على الرغم من معارضة الجنرال "جاريبالدي"، القائد العام الإيطالي في الميدان، الذي عُيّن بدلاً من الجنرال "جرازياني". وانتهى حشد القوات الألمانية والإيطالية، في نهاية مارس 1941، استعداداً للهجوم المضاد في "برقة"، لتكون أول عملية يقوم بها الفيلق الأفريقي، وكان تشكيل القوات الألمانية والإيطالية كالآتي:

1. مقدمة الفيلق الأفريقي، بقيادة الجنرال رومل، وتتكون من:

أ. الفرقة 5 المشاة الآلية الخفيفة.

ب. الآلاي 5 بانزر من الفرقة 15 بانزر.

2. القوات الإيطالية، بقيادة الجنرال " جاريبالدي "، وتتكون من:

أ. الفرقة 132 المدرعة ( آريتي ).

ب. الفرقة 27 المشاة ( بريسكيا )

ج. الفرقة 102 المشاة ( ترينتو ).

د. الفرقة 7 المشاة ( بافيا ).

هـ. الفرقة 25 المشاة ( بولونا ).

 



[1] تغير اسمها إلى الجيش الثامن البريطاني اعتباراً من 18 نوفمبر 1941.