إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الفيلق الأفريقي، في الحرب العالمية الثانية






مسرح عمليات مرسى مطروح
مسرح عمليات برقة وطبرق
مسرح عمليات خط الغزالة
معركتي الكروسيدر وباتل إكس
تقدم القوات البريطانية



الفيلق الأفريقي('يطلق عليه في بعض المراجع فيلق أفريقيا

5. معارك "خط الغزالة": الفترة من 26 مايو إلى 15 يونيه 1942 (أُنظر خريطة مسرح عمليات خط الغزالة)

    وصلت إلى قوات جيش البانزر الأفريقي في شمال أفريقيا، إمدادات كبيرة من الأسلحة والمعدات، استعداداً لمواجهة الهجوم المنتظر من القوات البريطانية، على خط "الغزالة"، استعاضت بها جميع ما خسرته من الدبابات، بل ودعمت كل فرقة بانزر بآلاي مدرع. كما وصلتها بعض الدبابات "ماركة ـ 4"، المسلحة بمدفع من عيار 75مم، و48 مدفعاً من عيار 88 مم المضاد للدبابات. وأُعيد تنظيم جيش البانزر الأفريقي، خلال مايو 1942، تحت القيادة العامة للجنرال رومل، كالتالي:

أ. القوات الألمانية

الفيلق الأفريقي، يتكون من:

(1) الفرقة 15 بانزر.

(2) الفرقة 21 بانزر.

(3) الفرقة 90 المشاة الآلية الخفيفة.

ب. القوات الإيطالية

الفيلق 20 خفيف الحركة، ويتكون من:

(1) فرقة آريتي المدرعة.

(2) فرقة تريستي المشاة المحملة.

الفيلق 21 المشاة، ويتكون من:

(1) فرقة ترينتو المشاة.

(2) فرقة سابرتا المشاة.

الفيلق 10 المشاة، ويتكون من:

(1) فرقة بريسكيا المشاة.

(2) فرقة بافيا المشاة.

   بدأ القتال في معارك " خط الغزالة "، في الساعة 1400 يوم 26 مايو 1942، عندما شرعت مجموعة القتال من الفيلق العاشر المشاة الإيطالي، الذي تولى قيادتها الجنرال " كرويل[1] في مهاجمة الفرقتين البريطانيتين، الفرقة الأولى جنوب أفريقيا، والفرقة 50، من اتجاه الشمال لتثبيتهما، وبقوة الفيلق الأفريقي، بقيادة الجنرال رومل، تم تطويق القوات البريطانية، من جهة الجنوب، في اتجاه جنوب شرق "بيرحكيم". وانتهى القتال في معارك "خط الغزالة" بانسحاب هاتين الفرقتين البريطانيتين من مواقعهما الحصينة من هذا الخط في 15 يونيه. ويمكن تقسيم القتال الذي دار في هذه المعارك إلى خمسة مراحل:

أ. المرحلة الأولى: وهي بدء هجوم الفيلق الأفريقي وفشله (من26 مايو إلى 4 يونيه)

    وتضمنت هذه المرحلة، هجوم جيش البانزر الأفريقي، على "خط الغزالة"، وذلك عندما بدأت مجموعة قتال الفيلق العاشر المشاة الإيطالي، بالهجوم على الفرقتين البريطانيتين (الفرقة الأولى جنوب أفريقيا، والفرقة 50 المشاة) المتخذتين أوضاعاً دفاعية على " خط الغزالة "، لتثبيتهما، ولعدم تدخلهما ضد أعمال قتال الفيلق الأفريقي (القوة الضاربة الرئيسية)، لإيهام البريطانيين، بأن الضربة الرئيسية للمحور، ستكون في القطاع الشمالي. وفي مساء اليوم نفسه، بدأ الفيلق الأفريقي، بحركة تطويق واسعة، جنوب شرق "بيرحكيم"، وتمكن في بداية الأمر، من اكتساح اللواء الثالث الهندي، على الجانب الأيسر للخط الدفاعي البريطاني، في هذه المنطقة، وتمكن من أسر قيادة الفرقة السابعة المدرعة البريطانية بما فيها الجنرال "مسارفي" قائد الفرقة[2] وواصل تقدمه، حيث تمكن أيضاً من تدمير اللواء السابع المشاة الراكب في شرق " بيرحكيم "، وأُرغمت باقي القوات على الفرار شرقاً، نحو "بيرالجوبي". وهنا بدا لرومل، أن النصر بات قريباً، ولكنه فوجئ بهجوم مدرع بريطاني، مدعوم بدبابات "جرانت" الأمريكية[3] حيث كبدت الدبابات الألمانية خسائر كبيرة. ولهذا فشل الفيلق الأفريقي، في إحراز أي نصر، في هذه المرحلة، فيما عدا فتح ثغرتين في حقول الألغام البريطانية، وتدميره للواء 150 البريطاني، الذي كان يؤمّن الثغرتين، ثم احتلاله منطقة النتوء (الكولدرون) التي أنشأها داخل الدفاعات البر يطانية، في خط الغزالة. وفي يوم 29 مايو، وقع الجنرال كرويل، قائد مجموعة القتال، في أسر الفرقة 50 المشاة البريطانية، بعد أن أُسقطت طائرته، وتعين المارشال "كسلرنج"، القائد العام الألماني في البحر المتوسط، قائداً لمجموعة القتال هذه، وقائداً للفيلق الأفريقي، مؤقتاً، خلفاً له، ووضع تحت قيادة الجنرال رومل، على الرغم من أنه كان أقدم من رومل في الرتبة.

ب. المرحلة الثانية: معركة "الكولدرون"، أو النتوء ( 5 ـ 6 يونيه )

    وفي هذه المرحلة، هجم الفيلق 30 البريطاني، يعاونه الفيلق 13، على منطقة النتوء (الكولدرون)، في ليلة 4/5 يونيه لإزالتها من وسط خط الغزالة، وتدمير قوات الفيلق الأفريقي بداخلها، وقد فشل هذا الهجوم، وبذلك بدأ الفيلق الأفريقي، تحت قيادة رومل، بهجوم مضاد بالفرقة 21 بانزر، والفرقة 15 بانزر، وتمكن من تدمير قيادة الفرقة السابعة المدرعة[4] وقيادة الفرقة الخامسة المشاة الهندية، وأسر جميع القوات البريطانية في منطقة (الكولدرون). وأصبحت القوات البريطانية في حالة فوضى وتخبط، خلال ليلة 5 / 6 يونيه. وقد أُسر نتيجة لهذه المعركة حوالي 4 آلاف جندي بريطاني. وهكذا أُصيب الجيش الثامن البريطاني بهزيمة كبيرة كانت بمثابة نقطة التحول في العمليات العسكرية، التي تلتها، حتى انهيار خط الغزالة بأكمله.

ج. المرحلة الثالثة: معركة "بيرحكيم" (7 ـ 11 يونيه)

    وفي هذه المرحلة، دار أعنف قتال واجه الفيلق الأفريقي، في حرب الصحراء، تكبد فيه أكبر نسبة من الخسائر قياساً بأي هجوم قبله، في معارك شمال أفريقيا، حيث كانت دفاعات "بيرحكيم" مكونة من 1200 دُشمة من الأسمنت المسلح تضم المدافع الآلية، والأسلحة المضادة للدبابات، تغطي جميع الأراضي المكشوفة حولها. ويحيط بهذه الدشم حقول ألغام عميقة. وأثناء المعارك التي كانت دائرة، في منطقة النتوء، أصدر الجنرال رومل أوامره إلى الفرقة 90 المشاة آليه خفيفة، بالتحرك جنوباً، ليلة 1 / 2 يونيه، إلى فرقة "تريستي"، لحصار "بيرحكيم"، وبذلك قطعت الفرقة، خطوط مواصلات "بيرحكيم" من جهة الشرق اعتباراً من يوم 2 يونيه. وفي هذا اليوم بدأت أولى الهجمات عليها، وقد تكررت هذه الهجمات، حتى 4 يونيه، ولكن أمكن صدها جميعاً. وفي ليلة 6 / 7 يونيه تمكنت الفرقة من فتح عدة ثغرات في حقول الألغام المواجهة لها في الجنوب، وتوسيعها[5]. وفي 7 يونيه تابعت الفرقة الهجوم، إلاّ أنها توقفت، لتعرضها لنيران كثيفة، من أسلحة الدشم الحصينة، التي كانت تغطي المنطقة. أما باقي قوات الفيلق الأفريقي (الفرقة 15 بانزر، والفرقة21 بانزر)، فبعد الانتصار الذي أحرزته الفرقتان في معركة النتوء (الكولدرون)، في المرحلة الثانية، لم يحاولا استغلال نجاحهما، والتقدم خلف القوات البريطانية المبعثرة، وإنما قرر رومل الاستيلاء علي "بيرحكيم" أولاً، ثم الاندفاع نحو طبرق ثانياً، إذ أن الهجوم على طبرق، كان يتطلب استخدام جميع قواته المدرعة، التي لديه لتنفيذه، وبذا، كان سيترك قواته المحاصرة لمنطقة بيرحكيم" ـ لو تركها ـ بدون حماية، ضد هجمات القوات البريطانية المدرعة. وفي 9 يونيه، بدأت مجموعة من مشاة الفرقة 15 بانزر باقتحام دفاعات "بيرحكيم" من الشمال، كما بدأت الفرقة 90 المشاة الآلية الخفيفة بالهجوم من الجنوب، وقد تقدمت قوات الاقتحام إلى مسافة كبيرة، داخل دفاعات "بيرحكيم" بعد أن تكبدت خسائر جسيمة. ولكن في 10 يونيه تابعت قوات الفيلق الأفريقي، الهجوم العنيف، مرة أخرى، ونجحت في اختراق دفاعات "بيرحكيم"، وأصبح من المستحيل على قوات لواء "الفرنسيين" الأحرار ـ التي كانت تدافع عنها ـ الاستمرار في الدفاع عن مواقعها الحصينة، وقرر الجنرال "ريتشي" (Neil Ritchie)، قائد الجيش الثامن البريطاني، انسحاب حامية "بيرحكيم". وفي صباح يوم 11 يونيه، احتلّت الفرقة 90 المشاة الآلية الخفيفة "بيرحكيم".

د. المرحلة الرابعة: معركة "جسر الفرسان" (12 ـ 13 يونيه)

    في هذه المرحلة، دارت المعارك حول جسر "الفرسان والعضم"، وانتهت بتدمير الجزء الأكبر، من القوات المدرعة البريطانية، وانهيار خط الغزالة الدفاعي.وفي صباح يوم 12 يونيه، وعلى الرغم من الخسائر التي منيت بها الفرقة 15 بانزر[6]، فقد هاجمت اللواءين ( الثاني والرابع المدرعين البريطانيين ) في شمال جسر الفرسان، وتمكنت من السيطرة على مواجهه واسعة على هضبة تشرف على منطقة " طبرق " الدفاعية. وفي الوقت نفسه، بدأ الجزء الأكبر من الفرقة 21 بانزر، تعاونه فرقة " تريستي "، في الهجوم أيضاً، على اللواءين المدرعين البريطانيين، من جهة الغرب، وبذا أصبح هذان اللواءان محصورين بين الفرقتين 15، 21 من الفيلق الأفريقي. وقد نجحت الفرقتان، خلال القتال العنيف، الذي دار خلال النهار، في اقتحام المواقع الدفاعية البريطانية، في جسر الفرسان. كما أن الفرقة 90 المشاة الخفيفة، تمكنت من الاستيلاء على "العضم"، فأصبحت منطقة "العضم" الدفاعية محاصرة من جميع الجهات. وقد استمرت أعمال القتال بعنف، بين الجانبين، حتى حلول ظلام يوم 12 يونيه، وبذا انتهي هذا اليوم الحاسم في معارك "خط الغزالة"، بتكبد القوات البريطانية المدرعة، خسائر كبيرة في قواتها المدرعة، وأصبحت عاجزة عن الوقوف أمام قوات الفيلق الأفريقي. وفي صباح يوم 13 يونيه، تابعت قوات الفيلق الأفريقي هجومها، فتقدمت الفرقة 15 بانزر على الهضبة، في اتجاه الغرب، ونجحت في الوصول إلى مدق "بيرحكيم" غرباً. بينما هاجمت الفرقة 21 بانزر موقع "تبة الرمل"، وتمكنت من احتلاله. أما الفرقة 90 المشاة الخفيفة، فقد استمرت تهاجم منطقة العضم الدفاعية، خلال النهار. وكانت نتيجة أعمال قتال الفيلق الأفريقي في نهاية يوم 13 يونيه، سقوط مواقع جسر الفرسان الدفاعية، وهو مفتاح دفاعات " خط الغزالة "، إيذاناً بانهيار "خط الغزالة" نفسه.

هـ. المرحلة الخامسة: انسحاب القوات البريطانية من خط الغزالة (13 ـ 15 يونيه):

    وقد تضمنت هذه المرحلة، انسحاب فرقتي المشاة البريطانيتين (الفرقة 50، والفرقة الأولى جنوب أفريقيا) من "خط الغزالة"، وانتقلت العمليات العسكرية بعد ذلك إلى منطقة طبرق.



[1] الجنرال كرويل، قائد الفيلق الأفريقي، تولى قيادة مجموعة قتال الفيلق 10 الإيطالي نظراً لأن رومل كان يعقد أهمية كبيرة على هذه المجموعة، في هذه المرحلة من القتال، وتولى الجنرال رومل بنفسه، قيادة الفيلق الأفريقي، ليقوم بعملية الضربة الرئيسية، علاوة على كونه القائد العام لقوات المحور، في شمال أفريقيا.

[2] نجح الجنرال "مسارفي" في إخفاء شخصيته، عندما وقع في الأسر وتمكن من الفرار ليلاً في اليوم نفسه 26 مايو 1942.

[3] فوجئ رومل أثناء القتال ضد القوات البريطانية في هذه المرحلة من القتال، بالدبابات الأمريكية الحديثة، والتي كانت تُعد من أحدث الدبابات في ذلك الوقت، حيث كانت القوات البريطانية تفتقر إلى مثل هذه الدبابات المتطورة، وهذا ما كانت تتميز به قوات الفيلق الأفريقي، بالإضافة إلى مستوى التدريب الجيد في الاستخدام الفني في الدبابات.

[4] كانت هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها اقتحام قيادة الفرقة 7 المدرعة بواسطة فيلق أفريقيا خلال 10 أيام.

[5] كانت الفرقة 90 المشاة مكلفة بالهجوم على بير حكيم من الجنوب، بينما تقوم فرقة تريستي بالهجوم عليها من الشمال.

[6] كانت قوة الفرقة 15 بانزر، تعادل 35 % من قوتها، نتيجة إعادة تشكيل كتائب المشاة لتكون كتيبتين فقط بدلاً من ثلاث، ومجموعها 667 جندي، أمّا دبابات الفرقة فكانت 160 دبابة ألمانية و70 دبابة إيطالية.