6. معركة " طبرق ": الفترة من 18 إلى 21 يونيه 1942 (أُنظر خريطة مسرح عمليات برقة وطبرق)

        في 18 يونيو 1942 أصدرت قيادة جيش البانزر الأفريقي، أمر عمليات بالهجوم على "طبرق"، على أن يبدأ الهجوم في الساعة 0400، يوم 20 يونيه، وتحركت تشكيلات الفيلق الأفريقي ليلة الهجوم إلى مناطق تجمعها للقتال على بعد 6 كم جنوب شرق "طبرق"، مع الاستمرار في إيهام القوات البريطانية، أن اتجاه الضربة سيكون نحو الحدود المصرية، وليس نحو طبرق.

        في الساعة 0520 يوم 20 يونيه، بدأ التمهيد النيراني، بواسطة الطائرات، والمدفعية، في ضرب منطقة الاختراق إيذاناً ببدء هجوم مجموعة قتال الفيلق الأفريقي (الفرقة 15 بانزر، 21 بانزر)، بقيادة الجنرال "نهرنج"، قائد الفيلق الذي عُيِّنَ بدلاً من الجنرال "كرويل"[1]. وفي الساعة 0800، تمكنت مجموعة قتال الفيلق الأفريقي، من فتح ثُغْرَةٍ في دفاعات "طبرق"، بعمق كيلومترين، واندفعت خلالها، إلى داخل المنطقة الدفاعية، وعلى رأسها الجنرال رومل بنفسه، ومعه قائد الفيلق الجديد. وفي الساعة 1000 بدأ القتال العنيف، بين مجموعة قتال الفيلق الأفريقي، وبين قوات الهجوم المضاد البريطانية المدرعة، وقد انتهى هذا القتال، بتدمير حوالي 50 دبابة بريطانية. وتابعت مجموعة قتال الفيلق الأفريقي تقدمها بأسرع مما يمكن، من دون النظر لأي مقاومة، للوصول إلى بلدة "طبرق" ومينائها، قبل تدميره، وقبل انسحاب أي قوات منها عن طريق البحر. وفي الساعة 1900، تمكنت من احتلال البلدة والميناء، ونجحت في منع عدد من السفن من الإبحار، وتدمير بعض السفن التي أبحرت فعلاً. وبحلول مساء يوم 20 يونيه، كان الجزء الأكبر من دفاعات "طبرق" قد سقط. وفي صباح اليوم التالي، 21 يونيه، دخل الجنرال رومل بلدة "طبرق"، واستسلمت حاميتها المؤلفة من 33 ألف جندي، وقائدها الجنرال "كلوبر". وهكذا سقطت طبرق بعد 26 ساعة من بدء الهجوم عليها، وبذلك أحرز الفيلق الأفريقي أعظم انتصاراته.

        تابع الفيلق الأفريقي تقدمه من طبرق، نحو الشرق، في اتجاه "مرسي مطروح"، طوال أيام 21، 22 يونيه من دون أي مقاومة. وفي عصر يوم 23 يونيه، عبر جيش البانزر الأفريقي، بقيادة الفيلد مارشال رومل[2] حدود مصر، لأول مرة، في طريقه إلى الشرق. وفي منتصف ليلة 24 / 25 يونيه، كانت قوات جيش البانزر الأفريقي، قد وصلت على الطريق الساحلي، غرب "مرسى مطروح" بمسافة 45 كم، وفي المنطقة الواقعة جنوب "غرب مرسى مطروح"، في مواجهة الثغرة، بين النطاقين الشمالي والجنوبي لدفاعاتها، استعداداً لمعركة "مرسى مطروح".