إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الفيلق الأفريقي، في الحرب العالمية الثانية






مسرح عمليات مرسى مطروح
مسرح عمليات برقة وطبرق
مسرح عمليات خط الغزالة
معركتي الكروسيدر وباتل إكس
تقدم القوات البريطانية



الفيلق الأفريقي('يطلق عليه في بعض المراجع فيلق أفريقيا

7. معركة "مرسى مطروح": الفترة من 26 إلى 29 يونيه 1942 (أُنظر خريطة معركة مرسى مطروح)

كانت "مرسى مطروح"، في ذلك الوقت، من أهم المدن في الصحراء الغربية، من الناحية العسكرية، وكانت أهميتها تفوق أهمية "طبرق"، لأنها كانت، من وجهة النظر العسكرية، مفتاح الدفاع عن مصر كلها، بل وقناة السويس، والشرق جميعه.

بدأت قوات الفيلق الأفريقي تقدمها للهجوم، الساعة 1600 يوم 26 يونيه، على دفاعات الفيلقين البريطانيين، العاشر في القطاع الشمالي، والثالث عشر في القطاع الجنوبي. وقد أمكن للفرقة 90 المشاة الآلية الخفيفة، من تدمير اللواء 29 هندي، واستمرت في التقدم شرقاً، حتى توقفت في منتصف الليل، في المنطقة شمال غرب " منقار قايم ". بينما توقفت الفرقة 21 بانزر، في المساء بعد أن اقتحمت حقل الألغام البريطاني، على طريق "مطروح ـ سيوة". كما توقفت الفرقة 15 بانزر، في الوقت نفسه، جنوب الدفاعات البريطانية، على طريق "مطروح ـ سيوة"، كذلك.

وفي فجر يوم 27 يونيه، تابعت الفرقة 90 المشاة الخفيفة، تقدمها شرقاً، وتعرضت لمقاومة شديدة، عندما اقتربت من المنطقة الدفاعية للواء 151 البريطاني. أمّا الفرقة 15 بانزر، فقد تابعت تقدمها في الساعة 0625 يوم 27 يونيه، حيث صادفت مقاومة عنيفة، من القوات المدرعة البريطانية، لم تتمكن من التغلب عليها. أما الفرقة 21 بانزر فقد تقدمت، من دون أي مقاومة، نحو الشرق، حتى اصطدمت بالفرقة الثانية النيوزيلندية في الساعة 0900 في "منقار قايم"، ونجحت في الالتفاف حولها من جهة الشرق، وتدمير ملتها الإدارية. وعلى الرغم من ذلك لم تتمكن الفرقة 21 بانزر من متابعة تقدمها، دون معاونة الفرقة 15 بانزر، التي كانت عاجزة عن التقدم، نظراً للمقاومة التي صادفتها من المدرعات البريطانية.

بدأ الفيلق 13 البريطاني في الانسحاب، الساعة 1655 يوم 27 يونيه. وفي ذلك اليوم، تقدمت فرقتا البانزر (الفرقة 15، والفرقة 21) بأسرع مما يمكن، للوصول إلى المنطقة جنوب الضبعة، لقطع خطوط انسحاب القوات البريطانية المدرعة والخفيفة. وفي الوقت نفسه، وفي الساعة 1700، بدأت الفرقة 90 المشاة الخفيفة، بالهجوم على مرسى مطروح من الشرق، يعاونها في الهجوم الآلاي 580 استطلاع الألماني، وحرس رومل الخاص، للاستيلاء عليها. وتمكنت الفرقة من أسر الجزء الأكبر من القوات البريطانية، التي حاولت الارتداد جنوباً، وتدميره، ودخلت "مرسى مطروح" من الشرق، بينما دخلتها القوات المعاونة لها من الجنوب. أما باقي الفيلق الأفريقي (الفرقة 15، والفرقة 21) فقد تمكن من الاتجاه شمالاً، ونجح في احتلال مطار "فوكه"، وقطع الطريق الساحلي الرئيسي، عند "فوكه"، في أول ضوء من يوم 29 يونيه. وقد بلغ مجموع الأسرى من القوات البريطانية، في معركة مرسى مطروح أكثر من 8 آلاف جندي.

كان سقوط "مرسى مطروح" بهذا الشكل، والخسائر الجسيمة التي تكبدتها القوات البريطانية، ضربة قاسية لا تقل عن ضربة طبرق، انسحبت على إثرها القوات البريطانية، إلى منطقة العلمين، حيث أن هذه المنطقة تُعد أصلح منطقة للدفاع عن مصر من ناحية الغرب. وقد أخذت قوات الجيش الثامن البريطاني، في تحسين دفاعاتها في هذه المنطقة قبل أن يقوم الفيلق الأفريقي، بالهجوم المنتظر عليها.