إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الفيلق الأفريقي، في الحرب العالمية الثانية






مسرح عمليات مرسى مطروح
مسرح عمليات برقة وطبرق
مسرح عمليات خط الغزالة
معركتي الكروسيدر وباتل إكس
تقدم القوات البريطانية



الفيلق الأفريقي('يطلق عليه في بعض المراجع فيلق أفريقيا

11. المطاردة إلى "تونس": الفترة من 19 ديسمبر 1942 إلى 4 فبراير 1943 (أُنظر خريطة تقدم القوات البريطانية)

في 10 يناير 1943، بدا أن هناك تهديداً، بواسطة قوات الجيش الأول البريطاني، والفيلق الثاني من الجيش الأمريكي، الموجُودين في المنطقة جنوب غرب "تونس"[1] وعندها أمر رومل، بتحريك الفرقة 21 بانزر، من منطقة "البويرات" يوم 13 يناير إلى هناك. وفي ليلة 14 / 15 يناير 1943، بدأت مجموعة قتال من الجيش الثامن، بتطويق الفرقة 15 بانزر، التي كانت تحمي الجانب الأيمن لقوات جيش البانزر الأفريقي، وقد تأكد لرومل، أن القوات البريطانية ستستأنف الهجوم ضد القطاع الساحلي، ولذا أمر قواته في ليلة 15 / 16 يناير، بالانسحاب تحت ستر مؤخرة قوية، تتكون من الفرقة 90 المشاة الخفيفة، والفرقة 15 بانزر، إلى منطقة "وادي زمزم". وفي 16 يناير، استمرت أعمال القتال، ضد الفرقة 90 الخفيفة، في القطاع الساحلي، والفرقة 15 بانزر، بمنطقة "وادي زمزم". وفي مساء هذا اليوم، تمكنت قوات الفيلق الأفريقي، من الإفلات من التطويق، والانسحاب إلى خط "الخمص ـ طرهونة".

في 19 يناير، تمكنت مجموعة التطويق البريطانية، من الاتصال بخط قوات جيش البانزر الأفريقي، (الخمص ـ طرهونة). وفي 20 يناير، تمكنت الفرقة 50 المشاة البريطانية، كذلك، من الاتصال بهذا الخط، مما دعا رومل، إلى الانسحاب في ليلة 20 / 21 يناير، من هذه المواقع إلى دفاعات "طرابلس"، بعد أن اتضح له أنه لن يتمكن من الاستمرار في مقاومة القوات البريطانية، المتفوقة في العدد، والعدة مدة طويلة.

في 22 يناير، تقدم اللواء 22 المدرع البريطاني، على الطريق الساحلي، في اتجاه "طرابلس"، ولكنه توقف أمام هذه الدفاعات، التي احتلتها قوات جيش البانزر الأفريقي، على مسافة 30 كم، شرقي المدينة. وفي ليلة 22 / 23 يناير، استأنف الهجوم ضد تلك الدفاعات، بواسطة المجموعة الساحلية، كما واصلت مجموعة التطويق نجاحها، ووصلت إلى "طرابلس". وفي الليلة نفسها، أمر رومل قواته، بالانسحاب إلى منطقة خط "ماريت"، للبدء في تجهيز دفاعات هذا الخط، على أن يُكلف الفيلق الأفريقي (الفرقة 90 المشاة الخفيفة، والفرقة 15 بانزر) بستر هذا الانسحاب. وقد تمكنت القوات البريطانية المهاجمة من دخول طرابلس في الساعات الأولى من صباح يوم 23 يناير. كما تمكنت الفرقة السابعة المدرعة البريطانية، من الاستيلاء على "زاوية"، يوم 25 يناير. ثم واصلت تقدمها إلى "زوارة" يوم 28 يناير، حيث اصطدمت بمؤخرة الفيلق الأفريقي (الفرقة 90 المشاة الخفيفة، والفرقة 15 بانزر).

هذا، وقد تمكن البريطانيون، من فتح ميناء "طرابلس" للملاحة، يوم 3 فبراير 1943. وفي 4 فبراير عَبَرَ الحدود التونسية، آخر جندي من جنود الفيلق الأفريقي، وبذلك دخلت معارك شمال أفريقيا في دور جديد، هو معارك "تونس".

عقب سقوط طرابلس، في يد الجيش الثامن، واصلت قوات الفيلق الأفريقي انسحابها إلى الغرب، نحو رأس الكوبري الألماني في تونس، حتى وصلتها في 4 فبراير 1943، وتمكن رومل، أثناء انسحابه إلى "تونس"، من وقف تقدم قوات الجيش الثامن البريطاني، بعض الوقت، أمام خط "ماريت"، قرب الحدود التونسية، وتمكن، خلال هذه الفترة، من شن هجوم مضاد ضد القوات الأمريكية، المتقدمة من "الجزائر"، للالتقاء مع قوات الجيش الثامن. وحقق في هذا الهجوم المضاد بعض النجاح فيما عُرف بمعركة "ممر قصرين".



[1]  كانت قوات الجيش الأول البريطاني، وقوات الجيش الأمريكي، قد نزلت على السواحل الغربية لشمال أفريقيا، في الجزائر والمغرب، اعتباراً من 8 نوفمبر، أثناء انسحاب قوات المحور، من العلمين. وتمكنت هذه القوات من الاستيلاء على كل من المغرب، والجزائر، بغرض التقدم شرقاً والاتصال بالجيش الثامن البريطاني ـ الذي كان في ذلك الوقت يطارد قوات الفيلق الأفريقي عند الحدود المصرية ـ للاستيلاء على رأس الكوبري الألماني، في تونس، حتى تتمكن من طرد قوات المحور، من شمال أفريقيا بأكمله.