إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / نظرية الجيش الذكي الصغير




ملابس الوقاية
منظومة المقاتل البري
نظام فيست
مقاتل ينظر لشاشة الحاسب
المنظومة "إيكاد"
اللغم هورنت
الدفاع عن مسرح العمليات
السلاح PAPOP
الطائرة F-22
الطائرة جلوبال هوك
الصاروخ "أرو"
الصاروخ ميتيور
الصاروخ أسرام
الصاروخ دارتر
الصاروخ JASSM
الصاروخ سلامر
الصاروخ ستورم شادو
الصاروخ R-77
الصاروخ SM-3
ربوت يحمل كاميرا

مدمرة DD-21
مكونات الليزر
مكونات الصاروخ الباتريوت
نظام "ثاد" للدفاع
نظام المراقبة "هوريزون"
إعادة هيكلة منظومة الدفاع
المقاتلة JSF
المقذوف بونس
الصاروخ أباتشي
الصاروخ ميكا
شبكة أنظمة الكشف والتتبع
شبكة مستشعرات
ذخيرة هاون ميرلين
قنابل Paveway III




المبحث الثالث

المبحث الثالث

منظومة المقاتل في الجيش الذكي الصغير

تتطلب سيناريوهات الحرب المستقبلية، التي سيخوضها الجيش الذكي الصغير، تحويل الجندي المقاتل إلى منظومة متكاملة، تتمتع بسرعة ومرونة القوات الخفيفة، وهذا الجندي سيختلف كثيرا عن الجندي الحالي، لأنه سيكون أشبه بمنظومة، تؤدى مهامها باستقلالية تامة، وتتكامل مع باقي المنظومات، من أسلحة ومعدات، تعمل في ظروف المعركة المختلفة، ولها القدرة على الإصابة، والبقاء، والحركة، والقيادة والسيطرة والاتصال.

وتؤهل هذه المواصفات المقاتل بقدرة فريدة على الصمود في ساحة القتال، وتحقيق أهدافه بنجاح لم يكن واردا لدى الجندي العادي.وسوف يوفر نظام التسليح إمكانية القتال للجندي بكفاءة واقتدار في جميع الظروف الجوية، ليلا ونهارا.

ولن يتعرض جسم الجندي لنيران العدو، نظرا لأن الكاميرا المثبتة فوق السلاح ستقوم بنقل صورة الميدان إلى الشاشة المثبتة أمام عينه مباشرة، مع تزويدها بإمكانية التسديد. كما أن الكاميرا ستزود بجهاز لتقدير المسافة، يعمل بالليزر، وجهاز تصويب بالليزر أيضا.

ومن ناحية أخرى، فإن نظم المراقبة والاستطلاع، التي تعتمد على الأقمار الصناعية، وطائرات الاستطلاع، المأهولة وغير المأهولة، ونظم المعلومات الأرضية، الليلية والنهارية، التي تخترق غبار ساحة المعركة، بالإضافة إلى نظم التوجيه والاتصال، ونظم كشف الألغام الحديثة، لن تبقى جندي المستقبل في منأى عن محيطه وواقعه، كما هي الحال في الحروب التقليدية.

أولاً: أهداف المنظومة المتكاملة للجندي

تبلورت في الجيوش الحديثة برامج تطوير التسليح والتجهيز، ومن بينها برنامج تزويد الجندي المقاتل بمنظومة متكاملة تضم السلاح الفردي ومختلف التجهيزات، وتضمن للمقاتل:

1. زيادة مساحة الرؤية النهارية/ الليلية.

2. الحماية من الليزر والشظايا وطلقات الأسلحة الخفيفة.

3. تحسين مستوى الوقاية الفردية من تأثيرات أسلحة التدمير الشامل.

4. تأمين الاتصال وتبادل المعلومات بين أفراد وحدة المشاة الصغرى، الجماعة، والفصيلة.

5. زيادة دقة وفاعلية الرمي، مع استهلاك الحد الأدنى من الذخيرة.

6. الحفاظ على الحركية والمرونة، من خلال التناسب بين الوزن المحمول وقدرة الجندي على الحمل والانتقال وتنفيذ الأعمال القتالية.

7. منح الجندي القدرة على تحديد موقعه ومواقع أفراد وحدته في أرض المعركة.

ثانياً: منظومة القيادة والسيطرة للجندي

سوف يحمل الجندي على ظهره منظومة القيادة والسيطرة والتحكم والاتصالات، المربوطة بالحاسب الآلي، وهى عبارة عن جهاز اتصالات متكامل، مع حاسب شخصي محمول، يحتوى في نفس الوقت على نظام لتحديد الموقع GPS، وبوصلة إلكترونية.

وهناك شكلان أساسيان لمنظومة القيادة والسيطرة للمقاتل: الشكل الأول وهو منظومة القائد، حيث ستزود بجهازي اتصالات من طرازين مختلفين للاتصال بالمستويات المختلفة، وحاسب شخصي له شاشة مسطحة.

أما الشكل الثاني، فهو منظومة الفرد المقاتل المزود بجهاز لاسلكي واحد، يمكن الجندي من الاتصال بقائده، وإرسال الصور من خلال الكاميرا المثبتة على السلاح، بينما يستطيع القائد الاتصال بالأفراد المقاتلين وتبادل المعلومات معهم، أو مع القيادة الأعلى، بالإضافة إلى أن المنظومة مزودة ببرمجيات لتنظيم المهام التكتيكية وتوقيعها على الخرائط.

1. نظم جندي المستقبل

تخضع نظم جندي المستقبل لدراسات متعمقة، تشمل: الوزن، والحركية، والقدرة التدميرية، والطاقة، والحماية، والتوجيه، والدعم، والكومبيوتر، والاتصالات، والمعلومات. وعندما يبدأ استخدام هذه النظم في الميدان، سوف تسود معايير ومناهج جديدة للجندي المقاتل، وقد تتمكن بعض الدول من إنتاج أو شراء بعض مكونات النظام، دون الحاجة إلى اقتناء النظام بالكامل.

ورغم بعض العراقيل التي تواجهها نظم الجندي المستقبلي من جهة ثقل الوزن، في حرب صعبة وقاسية، فإن الحسابات تدل على إمكانيات كبيرة لنجاح هذا النظام الجديد، الذي سيطرح تغييرا نوعيا في ساحة المعركة، قد يتطلب تكتيكات حربية جديدة ومبتكرة.

2. ملابس جندي المستقبل

تجري الأبحاث حاليا على طبيعة الأقمشة المستخدمة في الملابس، بما يسمح بتكامل الأنظمة المختلفة والمكونات الإلكترونية مع الملابس. وفي هذا الإطار، تم تحقيق بعض النجاحات، مثل زراعة قنوات توصيل كهربية داخل القماش، بما يسمح باستخدامها بوصفها أسلاك توصيل بين الأنظمة والمكونات المختلفة للمنظومة، وأيضا تم زراعة هوائي داخلي في النسيج، مع إدماج خلايا شمسية تسمح بمد المنظومة بالطاقة الكهربائية، وتم إدماج بطارية، قابلة للشحن، داخل مادة النسيج.

ويوضح كل ذلك الاتجاه لاستخدام ملابس القتال بوصفها قنوات توصل بين جميع أنظمة المنظومة بكفاءة. وبما يسمح باستخدام أكبر عدد من الأنظمة الإلكترونية.

ثالثاً: المنظومة الأمريكية للمقاتل البري

أصبحت الحاجة إلى جنود متعددي المواهب أمرا لا بد منه للجيش الأمريكي في إطار فلسفة الجيش الذكي الصغير. ولذلك، فإن فكرة جندي المستقبل، التي وضعها الجيش الأمريكي، عبارة عن مفهوم يتصور أفراد المشاة بوصفهم نظم قتال فردية ضمن قوة في ساحة المعركة، متصلة فيما بينها إلكترونيا بشكل أوسع. وقد واجهت هذه الرؤية تحديين تقنيين: الأول هو وزن المعدات المحمولة، والثاني هو كيفية تطوير مصدر للطاقة الكهربائية يناسب كل هذه المجموعة المتطورة من الأجهزة.

وتقوم شركة "ريثيون" Raytheon الأمريكية ببناء منظومة "المقاتل البري" Land Warrior التي تشكل قوة شاملة صغرى، (اُنظر صورة منظومة المقاتل البري)، يمكنها الحصول على البيانات، والاستفادة منها بوسائل تزيد من خفة حركة المقاتل وقدرة عالية على جمعه للمعلومات، كي يتمكن من إطلاق النيران بدقة، وبعدة خيارات، بواسطة سلاحه، أو أسلحة خاصة متوفرة، أو عبر الاتصال للاستعانة بنيران المدفعية والطائرات.

ويعتمد "المقاتل البري" على جهاز كومبيوتر، مع جهاز لاسلكي يحمل على الظهر، ويتصل الكومبيوتر بجهاز الرؤية الحراري المركب على سلاحه. ويتصل الكومبيوتر أيضا بجهاز ليزري لتحديد المدى، يساعد على برمجة تفجير القذائف على مقربة من الهدف، وبوصلة رقمية، وكاميرا فيديو، بالإضافة إلى الكاميرا الحرارية.

ويعرض الكومبيوتر الصور على شاشة تغطي عينا واحدة، كما في (اُنظر صورة مقاتل ينظر لشاشة الحاسب). وتظهر هذه الشاشة الخرائط والرسوم والنصوص،. ويمكن أيضا مشاهدة صور الكاميرا الحرارية والصور الفيديوية، التي تسمح له بكشف هدفه وإطلاق النار بدقة من المخبأ، دون إظهار رأسه، بينما يساعد جهاز تحديد الموقع GPS على تحديد الجندي لموقعه.

ويستخدم الجندي ميكروفونا مستقرا في الخوذة، وممتدا أمام فمه، حيث يستطيع التخاطب مع الآخرين، بمثل نظام الاتصال الداخلي في المركبة. ويمكن للقادة في ساحة المعركة بث الخرائط الرقمية إلى الجنود، مع إضافة رسومات، أو حتى وضع دائرة حول الهدف، ورسم المسار إليه، أو المخطط المطلوب للمناورة إلى الهدف خلال الهجوم.

1. اختبار نموذج المقاتل البري

عند إخضاع نظام "المقاتل البري" للتجارب تعرض للفشل من جراء عدة عوامل، منها أن النظام الذي يحمل على الظهر كان ثقيلا لدرجة أن الجندي الذي حمله لم يستطع رفع رأسه لإطلاق النار من سلاحه الشخصي وهو منبطح على الأرض. كما واجه المظليون الذين اختبروا النموذج الأولي صعوبات في ارتداء مظلاتهم فوق العتاد والخروج من باب الطائرة، إذ أخذت أسلاك الخوذ تتشابك مع باب الطائرة.

وخلال التجارب تسربت المياه إلى جهاز الحاسب والبطاريات، وحدث تداخل كهرومغناطيسي عند اقتراب الجنود من معدات كهربائية، وانتهى عمر البطاريات بعد خمس ساعات، على الرغم من أن عمرها الافتراضي اثنتي عشرة ساعة.

2. النموذج الجديد للمقاتل البري

وبعد أن كان موعد بدء إنتاج النظام في عام 2000م، شكل الجيش الأمريكي لجنة لإعادة دراسته، ومحاولة إيجاد حلول للمشكلات والتحديات التي يواجهها.

وتوصلت هذه اللجنة إلى عدة حلول، أهمها اعتماد النظم الجاهزة، قدر الإمكان، كما استعانت اللجنة بشركة مختصة بالتقويم التقني، والتي منحت صلاحيات واسعة، فاستطاعت جمع نموذج لنظام "المقاتل البري" أصغر حجما بكثير، وأقل استهلاكا للطاقة، مع استبدال نظام اللاسلكي والكومبيوتر، فقد تم اعتماد جهاز الكومبيوتر الأصغر حجما وبرمجته، أما شاشة العرض الرأسية فلم يتم استبدالها.

وقد حسن النموذج الجديد كثيرا من وزن نظام "المقاتل البري"، الذي يبلغ حوالي 40 كجم، ويشمل ذلك الدرع الخاص، وملابس الوقاية من العوامل الكيميائية والبيولوجية، والسلاح والذخائر والطعام.

حيث كان هذا الوزن غير مقبول، على المدى الطويل، ولذلك سعى المسؤولون لتخفيضه، عبر المزيد من الدمج، خصوصا وأن النظام قد يزود بأجهزة جديدة في المستقبل. ويتم السعي، من جهة أخرى، لتصغير حجم البطاريات، وحصر أمكنتها، قدر الإمكان. ويمثل هذا النظام الجيل الأول من منظومات القتال لجندي المستقبل، والذي سيستخدم مع كل من الجندي المحمول جوا، وجندي المشاة.

ويعتمد تصميم جهاز اتصالات المستوى الأعلى على طراز متطور من النظام "سنجارز" Singars، ويحتوى الجزء السفلي من الإطار الخلفي المحمول على الظهر على الجزء الخاص بالقيادة والسيطرة، الذي يعتمد أساسا على جهاز حاسب، ونظام تحديد الموقع GPS، دون الحاجة إلى شاشة خاصة لبيان الموقع، مما يقلل من الحجم والوزن والطاقة الكهربائية المستهلكة.

ولقد تم اعتماد أسلوب "المكونات المنفصلة" Modules في تصميم النظام، مما يسمح بالإضافة المباشرة واستبدال أي جزء. ويمكن للجندي التحكم في شاشة العرض، والمهام، طبقا لاحتياجاته الفعلية وما يفضله شخصيا.

3. مشكلة الطاقة في نموذج المقاتل البري

بالنسبة للطاقة، فإن التحدي يشمل الحاجة إلى تقليص حجم مصدرها، وجعله أكثر قدرة على إمداد الطاقة من البطاريات الحالية، من أجل التمكن من الاستخدام العملي للنظم الكهربائية الخفيفة الوزن، والقادرة على البقاء طويلا، والتي يجري تطويرها لجنود المستقبل.

وقد طور مختبر "لوس ألاموس الوطني" بالولايات المتحدة الأمريكية خلية وقود مصغرة تعمل بالميثانول Methanol لتحل محل البطاريات التقليدية المستخدمة في الأجهزة الإلكترونية الحالية. ويتكون البناء الأساسي لخلايا الوقود من جهاز رقيق، يمكن تشكيله، ليحل محل أي نوع من البطاريات المستخدمة مع التجهيزات الإلكترونية المحمولة فرديا. ويعتقد أن هذه الخلايا تدوم حوالي 20 عاما، بينما تعيش البطاريات الحالية حوالي عامين.

وتهدف الأبحاث إلى تطوير خلية وقود قادرة على مد هاتف خلوي بالطاقة لمدة 100 ساعة متواصلة، بالمقارنة مع ساعتين للبطاريات التقليدية. وعندما تفقد خلايا الوقود طاقتها في النهاية، يمكن إعادة تزويدها بالوقود، بالمقارنة مع إعادة الشحن، في ثوان، وذلك بإضافة المزيد من وقود الميثانول إلى حيز التخزين فيها.

وكل خلية وقود هي في الواقع رقاقة مسطحة، لها خلايا مطبوعة على شبكتها، ويعود معظم الوزن إلى وقود الميثانول، المخزن في غشاء بلاستيك، يمكن طيه بأي شكل مناسب.

وتصلح خلايا الوقود هذه للاستخدام، بوصفها مصادر طاقة لنظم المراقبة وغيرها، إلا أن فائدتها تكمن في إمكانية استخدامها في مجموعات واسعة من التجهيزات الفردية، ذات التقنية العالية، التي يجري تطويرها لجنود المستقبل، كالمناظير الليلية، ونظم الاتصالات، ووحدات التصويب الليزري للبنادق، وغيرها من أنواع النظم الإلكترونية.

ويستطيع المستهلك النموذجي لخلية الوقود أن يحمل قارورات وقود صغيرة، كل واحدة منها بحجم الرصاصة، وعندما تنفد الطاقة من الخلية، يفرغ المستهلك قارورة جديدة فيها لتعود جاهزة للاستخدام من جديد.

4. نظام جديد للتصويب للمقاتل البري

البرنامج الأمريكي الثاني المطور، هو نظام قتال للتصويب يستخدمه الجنود. وهو تصميم لبندقية يتحكم فيها جهاز حاسب وتطلق ذخائر قاتلة متفجرة، شبيهة بذخائر الدبابات. وتعتبر البندقية ثقيلة الوزن، إذ يبلغ وزنها
9 كجم، بينما وزن البندقية
M-16 أربعة كيلوجرامات فقط. وتستخدم البندقية الجديدة جهاز حاسب لقياس المدى، ويستطيع الجندي إطلاق ذخائر تنفجر فوق رؤوس العدو المختبئ.

5. نظام الخوذة للمقاتل البري

وسيوفر نظام الخوذة في المنظومة الأمريكية لجندي المشاة الحماية ضد الشظايا ونيران الأسلحة الصغيرة، وسيحتوى على جهاز حاسب صغير، وشاشة تقوم بعرض المعلومات والصورة من خلال جهاز رؤية حراري، ذو مجال رؤية 60 درجة، بالإضافة إلى الخرائط التي توضح مكان العدو، طبقا لما هو وارد من الاستطلاع الفردي.

6. البندقية للمقاتل البري

يتم تطوير البندقية "أيكو" OICW، حاليا، لصالح الجيش الأمريكي، ضمن برنامج "نظام الجندي" Soldier System. وتحتوي هذه البندقية على الكثير من التقنيات الجديدة، مثل نظام تحديد المدى بالليزر لقياس مسافة الهدف، واستخدام مصهرات Fuzes مبرمجة بالحاسب للطلقات، وجهاز لتعقب الهدف، ونظام رؤية ليلية/ نهارية.

وهي تعد بندقية معيارية، مزدوجة الاستخدام، حيث تستطيع إطلاق الذخيرة عيار 20 مم، التي تستخدم نظام دفع باحتراق الهواء Air Bursting، وكذلك تستخدم الذخيرة القياسية لحلف شمال الأطلسي عيار 5.56 × 45 مم. كما يمكن للبندقية استخدام ذخائر شديدة الانفجار، أو ذخائر الطاقة الحركية.

وقد تم تصميم البندقية OICW بوصفها سلاحاً معيارياً، يتكون ـ من الناحية الوظيفية ـ من سلاحين منفصلين، لإطلاق عيارين مختلفين من المقذوفات. وتشارك في تطوير البندقية عدة شركات متخصصة من مختلف الجنسيات. وقد تم تجربة البندقية ميدانيا بنجاح، ويخطط الجيش الأمريكي مبدئيا لشراء عدد يتراوح بين 45000 و50000 بندقية من هذا الطراز، ومن المتوقع أن تدخل الخدمة ابتداء من عام 2006.

تحتوي البندقية OICW أيضا على عناصر كانت ـ حتى الآن ـ صورة على نظم الأسلحة الكبيرة، مثل نظم إدارة النيران، التي تعمل بمساعدة الحاسب، والمصهرات المبرمجة الموجودة في الذخيرة، وذلك لضمان انفجار الذخيرة عند الهدف تماما، مع الحد الأدنى للخطأ.

والبندقية مزودة بنظام رؤية يدخل في تكوين نظام السيطرة على النيران، والذي يمنح جندي المشاة خيارات في إدارة النيران، مماثلة لقائد الدبابة. فالنظام يحتوي على منظار رؤية ليلية حراري يعمل بالأشعة تحت الحمراء، وجهاز تحديد نقطة الهدف، ووحدة لتحديد المدى بالليزر، ونظام تتبع آلي للهدف، سواء باستخدام الذخائر عيار 20 مم أو 5.56 مم.

وعند استخدام الذخيرة عيار 20 مم يقوم المقاتل بإسقاط النقطة المضيئة على الهدف، ثم تشغيل محدد المدى الليزري، ليقوم بعد ذلك نظام إدارة النيران بحساب بعد الهدف واتجاهه وسرعة حركته، ثم يوجه نقطة التصويب إلى النقطة التي يجب إصابتها.

وكذلك يقوم نظام إدارة النيران بضبط عمل المصهرات المبرمجة، المزودة بها الذخيرة. ويمكن للمقاتل إعادة ضبط المسافة لتشغيل المصهر، بحيث يحدث الانفجار بعد المسافة المحسوبة، مثل تفجير الذخيرة داخل أحد المباني بعد اختراقه. وكل هذه الأجهزة يتم تطويرها، لتصبح وحدة متكاملة، صغيرة الحجم، يتم تركيبها على البندقية.

7. نظم الرؤية الليلية للمقاتل البري

على الرغم من اقتصار استخدام أجهزة الرؤية الليلية - حتى وقت قصير - على الطائرات والمعدات القتالية الكبيرة، مثل الدبابات ومركبات القتال المدرعة، وذلك نظرا لتكلفتها العالية وحجمها الكبير نسبيا، إلا أن برامج تطوير القدرات القتالية لجندي المشاة في الجيش الذكي الصغير أصبحت تعتبر هذه الأجهزة معدة مهمة للجنود.

ويوجد نوعان من أجهزة الرؤية الليلية:

الأول: يقوم بتكثيف الضوء الموجود للحصول على صورة جيدة في ظروف الإضاءة الخافتة جدا. ومنها النظام Little Munos WS4 الذي يزن 850 جرام، ويقوم بتكثيف الضوء بما يكفي لمراقبة الهدف والاشتباك معه. وهذا النوع الأكثر استخداما حتى الآن نظرا لتكلفته المنخفضة نسبياً.

أما النوع الثاني: فيقوم بتحويل الأشعة تحت الحمراء الصادرة عن الأجسام إلى صورة مرئية، ويتميز عن الأول بالقدرة على العمل ليلا ونهارا، والرؤية من خلال الغبار والدخان ووراء الحواجز، وتكوين الصور حتى في الظلام الدامس.

ويفترض ألا يكون وزن وحجم جهاز الرؤية الليلية ثقيلا، حتى لا يعيق سهولة الاستخدام. يمثل ذلك منظار التسديد الليلي KITE الذي أنتجته شركة "بليكنجتون أبترونكس" Plikington Optronics، الذي يتميز بحجم صغير، يجعله ملائما للاستخدام على الأسلحة الفردية. ومنظار التسديد W100 للأسلحة المحمولة من شركة Raytheon، فوزنه مماثل لمنظار KITE. ومنظار الأسلحة الفردية OB50 من شركة SFIM، الذي لا يتجاوز وزنه 0.9 كجم.

وتوجد أيضا أجهزة الرؤية الليلية "لايت" Lite التي تستطيع زيادة فاعلية الصواريخ، التي يستخدمها المشاة، والتي تطلق من على الكتف، مثل صاروخ "ميسترال" Mistral، وصاروخ "ستاربرست" Starburst، وصاروخ RBS- 70، وصاروخ "ميلان" MILAN المضاد للدبابات.

في مجال الرؤية الليلية، ستعتمد المنظومة الأمريكية على المناظير الحرارية، التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء، حيث تلتقط الإشعاعات الحرارية المنبعثة عن الأهداف، وتقوم بتحويلها لصورة مرئية واضحة.

وأحد الأمثلة النموذجية لهذه المناظير، والمرشح لإدخاله جزءاً من منظومة "المقاتل البري"، هو منظار "الرؤية الحرارية للسلاح" AN/PAS-13   Thermal Weapon Sight: TWS الذي تنتجه شركة "ريثيون" الأمريكية. ويمكن تركيب هذا المنظار على بنادق الجيش الأمريكي طراز M16A2/M16A4 والبنادق الصغيرة M4A1..

وجهاز الرؤية TWS يرى عبر الغبار والطقس الرديء والظلام الدامس، كما يمتاز بمستوى بؤري متقدم، يمكنه من السيطرة على هدف بعيد المدى بمستشعر فتحته صغيرة. وأجهزة التصوير الحراري، الحالية، ثقيلة وكبيرة الحجم، وربما لا تكون مناسبة لصالح الأسلحة الخفيفة، إلا أن جهاز الرؤية الحراري للسلاح TWS الجديد لا يزن لدى تركيبه على بندقية M16 أكثر من 1.7 كجم.

وقدرة المنظار TWS على تكوين صورة واضحة للهدف، في ظروف الإضاءة الخافتة، أو انعدام الرؤية، تجعله منظارا مثاليا في عمليات استطلاع، ومراقبة منطقة الأهداف، وتكوين صورة واضحة للمنطقة، يمكن تسجيلها ومشاهدتها، وإرسالها إلى باقي أفراد المجموعة، أو مراكز القيادة البعيدة، عن طريق نظم الاتصالات في المنظومة.

رابعاً: البرنامج الفرنسي

يأتي البرنامج الفرنسي "عتاد الجندي المترجل" والمعروف اختصارا باسم المنظومة "ايكاد" ECAD، (اُنظر صورة المنظومة "ايكاد")، في الطليعة بعد البرنامج الأمريكي. إلا أن مصمميه ابتعدوا عن النهج الأمريكي، الذي وضع التقنيات المتقدمة في موقع الصدارة،

واعتمد الفرنسيون نهجا آخر يتحاشى الوقوع في فخ الانبهار العلمي- التقني، ويكتفي بالإفادة من الابتكارات التقنية دون إفراط، وفي حدود ما تقدمه للمقاتل من مزايا في مجالات الكشف والاتصال والقوة النارية وتحديد الموقع، مع تأمين التوازن بين مختلف المزايا، حتى لا يؤدى التحسين الكبير في إحداها إلى إضعاف المزايا الأخرى.

وتقوم الصناعات الحربية الفرنسية، تحت إشراف الهيئة العامة للتسليح، بتطوير مكونات المنظومة، التي يتوقع أن تغدو جاهزة في العام 2005م. حيث سيتم اختبارها وانتقاء ما يتلاءم منها مع قدرات الجندي ومتطلبات المعركة، وجمعها داخل منظومة جندي المشاة ذي التجهيزات والاتصالات المندمجة، والتي سميت FELIN-V1 التي ستدخل الخدمة في العام 2006م، وستخضع لتطوير لاحق يؤدي إلى ظهور المنظومة  FELIN-V2 في العام 2012م.

وتزن مكونات "ايكاد" 28 كجم، من بينها 10 كجم لتجهيزات الحماية. ويعتبر هذا الوزن ثقيلا بالنسبة إلى المقاتل العادي. لذا تتجه الجهود نحو تخفيضه، بحيث يصبح وزن المنظومة بشكلها FELIN-V2 23 - 25 كجم، أي ما يعادل ثلث وزن المقاتل، وهى نسبة مألوفة في الجيوش البرية منذ أمد بعيد.

ويهدف البرنامج الفرنسي إلى تكامل رجل المشاة مع المنظومة المتكاملة لإدارة النيران في ميدان المعركة الرقمي، حيث يتم تبادل المعلومات والبيانات بدقة وبسرعة، وفي زمن حدوثها. وهناك خطة طموحة لتسليح 12000 جندي بهذه المنظومة. وفي عام 1998م بدأت تجربة أول عناصر المنظومة.

وتقوم بتنفيذ برنامج "ايكاد" 8 شركات، تتولى كل واحدة منها إحدى المهام الآتية:

·   إدارة المشروع والنظم الإلكترونية والمعدات الجماعية.

·   العوامل الإنسانية والأسلحة ومصادر الطاقة.

·   برمجية النظام.

·   المعدات المثبتة على الخوذة.

·   نظم الرؤية وكاميرا الخوذة.

·   بذلة القتال.

·   حمالات الذخائر الكتانية.

1. أنظمة الاتصالات والمعلومات والملاحة في البرنامج الفرنسي

في إطار تطوير منظومة الجندي هناك أنظمة اتصالات ومعلومات تم تقديمها للجيش الفرنسي، وجرى اختبار هذه المنظومة بنجاح على دبابة قتال رئيسية وعلى مركبة الاستطلاع AMX-10، والمركبة المدرعة حاملة الجند من نوع "فاب" VAB.

كما أضيف جهاز للتعارف وهو يتكون من مجيب/ مستقبل ذاتي التشغيل، ويمكن تحميله من خارج المركبة على أي سطح حامل، ويعمل بالموجات الميليمترية، 33 - 40 جيجا هرتز، وذلك لتقليل مخاطر الإصابة بنيران الأسلحة الصديقة.

أما نظام الملاحة وإعداد التقارير " فايندرز" Finders، فقد بدأ إنتاجه في نهاية عام 1995م، وهو مصمم لإدارة المعركة على مستوى السرية/ الكتيبة، ويسمح بإظهار خريطة ميدان المعركة على شاشة المستخدم، حيث يظهر عليها توزيع القوات الصديقة والمعادية والأسلحة، مع تحديث الموقف أولا بأول. ويمكن أيضا إظهار بيانات الصلاحية الفنية والتأمين الفني للمعدات والمركبات على نفس الشاشة، ويعتبر أحد أنظمة المعلومات في البرنامج.

2. تطوير البرنامج الفرنسي

يجري تطوير البرنامج على مرحلتين، تنتهيان بعد إنجاز تطوير السلاح PAPOP لدى شركة "جيات" GIAT، (اُنظر صورة السلاح PAPOP)، وسيستخدم في المرحلة الأولى نموذج معدل لبندقية "فاماس" FAMAS عيار5.56 مم، التي يستخدمها الجيش الفرنسي حاليا، حيث يتم إعادة تصميم قبضتها، وتزويدها بنظام إلكتروني، من ثلاثة أجزاء مدمجة، هي منظار تسديد نهاري/ ليلى، يعمل بأسلوب تكثيف الضوء.

ويزود النظام بجهاز ليزري مشفر، يحدد نوعية الهدف، لدى التسديد عليه، وأيضا بكاميرا تلفزيونية نهارية/ ليلية. ويتصل هذا النظام مع منظار الخوذة، مرورا بأزرار التحكم عند القبضة. وللخوذة واقٍ زجاجي يحمي الوجه.

ويعتمد تطوير النظام الفرنسي على الاستعانة بالنظم الجاهزة، والواقعية في تلبية الحاجات العملياتية، ضمن تكلفة معقولة، والدمج، لتسهيل الاستخدام البشري، والتجديد لتبني المفاهيم والتكنولوجيات الجديدة.

3. الملابس في البرنامج الفرنسي

تتضمن "المنظومة" الفرنسية بذلة مريحة، تقلل تبدد حرارة الجسم، وتؤمن الحماية من الحريق وبعض تأثيرات استخدام أسلحة التدمير الشامل، ويمكن خلعها بسرعة في الحالات الطارئة، ويثبت على جاكيت البذلة سترة واقية من الشظايا، مصنوعة من البولي إيثيلين، عالي الكثافة، وصفائح كيفلار Keflar.

ويتجه الباحثون الفرنسيون نحو ابتكار مادة مركبة جديدة تجعل سترة الوقاية قادرة على الحماية من طلقات الأسلحة الخفيفة، دون زيادة الوزن، بغية التوصل إلى وسيلة تخفف تلك التأثيرات التي يمكن أن تمزق أعضاء الجسم الداخلية.

وبدلاً عن حذاء الميدان ذي الساق النصفية، المستخدم حاليا على نطاق واسع، سيستخدم الجندي حذاء جلديا مزودا بنعل قابل للتبديل، حسب طبيعة المهمة، ومبطنا من الداخل ببطانة دافئة شتاء أو باردة صيفا. وستكون قفازاته أيضا مبطنة بطبقة لوقاية اليدين من الشظايا.

وخوذة الجندي مصنوعة من خلائط معدنية تجمع بين الحماية وخفة الوزن، وهى مزودة من الأمام بواقية وجه متحركة، تختفي عند الضرورة داخل الخوذة، مهمتها حماية الوجه من الشظايا الصغيرة، ووقاية العينين من أشعة الليزر، وهى مصنوعة من مادة مركبة تحقق التناسب الأمثل بين الوقاية والشفافية اللازمة لتقدير المسافات بشكل صحيح.

ويمكن استبدال هذه الواقية في المهام الخاصة التي تتطلب زيادة الحماية على حساب خفة الحركة، بواقية شفافة ثقيلة، تحمي الوجه من طلقات الأسلحة الخفيفة. وفي مقدمة الخوذة منظار قابل للطي ومتعدد الاستخدامات.

4. توفير الطاقة في البرنامج الفرنسي

تتصل مختلف المكونات الإلكترونية في المنظومة بشبكة كهربائية واحدة تغذيها بطارية جافة، مزودة بكاشف ضوئي لإنذار المقاتل عند انخفاض الطاقة المخزونة في البطارية، وبقاطع آلي يخفض استهلاك التيار الكهربائي في حال العمل بأسلوب تحديد استخدام الطاقة.

ولا يستبعد أن يتوصل الخبراء في السنوات القادمة إلى تطوير بطارية جافة، وزنها 1.5 كجم، ومدة عملها ست ساعات، ويمكن إعادة شحنها بواسطة جهاز تعبئة البطاريات المحمول على العربات المدرعة، العاملة في وحدات المشاة الميكانيكية.

وتقوم الصناعة الحربية الفرنسية بتصميم منظومة خاصة بقائد وحدة الجماعة أو الفصيلة المشاة، تتميز على منظومة الجندي باحتوائها على نظارة مزدوجة، ليلية/ نهارية، مع جهاز قياس مسافات ليزري، وبوصلة مغناطيسية، وشاشة عرض تكتيكية قابلة للحمل. مما يسمح لقائد الوحدة باستقبال وإرسال الصور الثابتة، وتحديد الموقع.

خامساً: البرنامج البريطاني

ينقسم البرنامج البريطاني، لتطوير جندي المستقبل، إلى قسمين: الأول هو نظام "كروسيدر" Crusader  XXI للباس الجندي وتجهيزاته، والثاني، هو نظام التكنولوجيا المتكاملة لجندي المستقبل "فيست" FIST Future Integrated Soldier Technology لسلاحه ومعداته الإلكترونية، (اُنظر صورة نظام فيست)، على أن يندمج القسمان في نظام واحد. ويدار هذا البرنامج من خلال وكالة المشتريات لأنظمة الدفاع البريطانية، ويتوقع دخوله الخدمة بعد عام 2008م.

ومن أهم التحديات التي تواجه اتحاد المصنعين لهذه المنظومة، تكامل النظام، والمواءمة مع الاستخدام البشري، ومصدر الطاقة الكهربائية، وتخفيض وزن وحجم النظام.

وتقوم إحدى الشركات بتصميم نظام الاتصالات ونظام الصوت والخوذة ونظام الملاحة، بينما تتولى مسؤولية هندسة النظام وكهروبصريات الخوذة والنظام المركب على السلاح شركة أخرى. وأسندت مهمة تصميم السلاح إلى شركة "رويال أوردنانس" في برنامج فرعي لبيان إمكانية إطلاق القذيفة إلكترونيا من السلاح، وهذا يستلزم المواءمة مع السلاح AS-80 عيار5.56 مم.

سادساً: المنظومة الأسترالية

تأتي المنظومة الأسترالية والمعروفة باسم "منظومة الجندي المقاتل" Soldier Combat System في السياق نفسه المشابه للمنظومة البريطانية، مع التركيز، بشكل خاص، على متطلبات العمل في المناطق الصحراوية الحارة،وينتظر دخولها الخدمة في العام 2004م.

سابعاً: النظام الهولندي

النظام الهولندي لجندي المستقبل، والمعروف باسم D2S2 بدأ تطويره منذ عام 1996م، قد بني على أساس تطوير أجزائه بشكل منفرد، حسب الحاجة، بدلا من بناء نظام متكامل منذ البداية.

ثامناً: نظام الجندي الأوروبي

هناك مبادرة أوروبية تسمى "نظام الجندي الأوروبي" ESSI التي تهدف لتلبية حاجات السوق المحلية والخارجية، وتدرس هذه المبادرة خطط دمج النظم الوطنية الأوروبية، لجندي المستقبل، من فرنسا وألمانيا وبريطانيا، في نظام موحد.

تاسعاً: الذخائر الذكية في مجال الأسلحة البرية

قام مصممو الأسلحة بتطبيق تكنولوجيا الذكاء في العديد من نظم التسليح البرية، حيث يعتقد هؤلاء المصممون أن كل طلقة ذخيرة "ذكية" تعنى تدمير هدف، في أي معركة برية تقليدية، لأن للذخائر "الذكية" القدرة على العمل، ذاتيا، على مديات كبيرة، من خلال تكنولوجيا التعرف على الأهداف وتمييزها.

عاشراً: الذخائر الذكية للهاونات

تستخدم الذخائر "الذكية" حاليا مع الهاونات، ذات المدى حتى 8 كم، والمدافع عيار 203 مم و 155مم، وهى ذات مدى حوالي 24 كم، والمدفعية الصاروخية متعددة القواذف Multiple Launch Rocket System: MLRS.

والهاون 120 مم تم اختياره في بداية استخدام وتطبيق الذخيرة "الذكية" في التسليح البري، ففي ألمانيا استخدم في نظام "بوسارد" Bussard، الذي يستخدم أسلوب التوجيه النصف إيجابي بأشعة الليزر للعمل ضد الدبابات. وفي السويد استخدم الهاون 120 مم في نظام "ستريكس" Strix الذي يوجه بالأشعة تحت الحمراء.

وفي فرنسا تجري محاولات جادة لإحدى الشركات المتخصصة لإنتاج ذخيرة هاون 120 مم موجهة بالموجات المليمترية، وعند تحديد الهدف يقوم الحاسب الآلي بتشغيل محرك خاص يدفع الذخائر الفرعية نحو الهدف، على مسافة تصل إلى حوالي 10 كم. وتتم عملية المسح على ارتفاع 900 م من الأرض، في مساحة 500 × 500 م، لأي هدف متحرك، فإن لم يتواجد الهدف في هذه المساحة ينخفض المسح لمنطقة 150 × 150 م، للتفتيش عن الأهداف الثابتة.

1. القنبلة "ميرلين"

تنتج شركة "بريتش ايروسبيس" BAe ذخيرة هاون "ذكية" مضادة للدروع، موجهة بالموجات الميليمترية، ومعروفة باسم "ميرلين" Merlin، (اُنظر شكل ذخيرة هاون ميرلين)، وقد صممت بحيث يمكن إطلاقها من مدافع الهاون عياري 80 مم و82 مم لتعطى قوات المشاة قدرة ضرب عالية الفعالية، ضد الدبابات والعربات المدرعة الأخرى.

ولا يختلف تشغيل وإطلاق "ميرلين" عن أية قذيفة هاون عادية، ولكن بعد انطلاق القذيفة، تنفتح ست زعانف في مؤخرتها، لتأمين الثبات الايرودينامى الأساسي، ويبدأ تشغيل جهاز الاستشعار عند اقتراب القذيفة من ارتفاعها الأقصى، فتبحث أولا عن الأهداف المتحركة، ثم عن الأهداف الثابتة. ويشكل جهاز الاستشعار هذا جزءا أساسيا من نظام "ميرلين"، وبإمكانه التفتيش عن الأهداف في مساحة 300 × 300 م. وبعد اكتشاف الهدف، ينقل جهاز الاستشعار المعلومات الضرورية إلى نظام التوجيه، لتأمين إصابة القسم العلوي من العربة المدرعة، وهو الجزء الأقل حماية في العادة.

2. القنبلة "ستريكس"

نجحت شركة سويدية في تصميم القنبلة "ستريكس" Strix للهاونات عيار 120 مم، وتستخدم باحثا للأشعة تحت الحمراء يتميز بالحساسية الفائقة في التقاط الأهداف والتمييز بينها، فبمجرد التقاط هدف ما وتحديد مكانه، تبدأ وحدة البرمجة في تغذية جهاز توجيه القنبلة بكافة التفصيلات اللازمة عن زاوية الارتفاع، وزمن المرور، وذلك بغرض تنشيط دائرة برمجة القنبلة.

وبعد تحديد مكان الهدف بالدقة المطلوبة، وكذلك حالة الجو، تصبح القنبلة جاهزة للإطلاق، مثل أي مقذوف تقليدي آخر. وعندما تبلغ القنبلة الارتفاع المحدد لها، ينشط الباحث، ويقوم بتكبير الإشارات تحت الحمراء وترقيمها، توطئة لتحليلها داخل الوحدة الإلكترونية، التي تميز بين الأهداف المختلفة، عن طريق مقارنتها بما سبق تخزينه من معلومات عنها، لاختيار ما يتطابق منها.

وبإتمام كل ما سبق ذكره، تدخل القنبلة مرحلة التثبيت بإطلاق 12 مقذوفا، مثبتة حول مركز الجاذبية الأرضية في القنبلة، لزيادة سرعة انطلاقها نحو هدفها. ويتم إطلاق تلك الذخائر طبقا للترتيب الذي يضمن تصحيح خط مرور القنبلة، مع إحكام وصولها إلى نقطة الصدم الصحيحة بالهدف.