إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / نظرية الجيش الذكي الصغير




ملابس الوقاية
منظومة المقاتل البري
نظام فيست
مقاتل ينظر لشاشة الحاسب
المنظومة "إيكاد"
اللغم هورنت
الدفاع عن مسرح العمليات
السلاح PAPOP
الطائرة F-22
الطائرة جلوبال هوك
الصاروخ "أرو"
الصاروخ ميتيور
الصاروخ أسرام
الصاروخ دارتر
الصاروخ JASSM
الصاروخ سلامر
الصاروخ ستورم شادو
الصاروخ R-77
الصاروخ SM-3
ربوت يحمل كاميرا

مدمرة DD-21
مكونات الليزر
مكونات الصاروخ الباتريوت
نظام "ثاد" للدفاع
نظام المراقبة "هوريزون"
إعادة هيكلة منظومة الدفاع
المقاتلة JSF
المقذوف بونس
الصاروخ أباتشي
الصاروخ ميكا
شبكة أنظمة الكشف والتتبع
شبكة مستشعرات
ذخيرة هاون ميرلين
قنابل Paveway III




المبحث الثالث

المبحث الرابع

الدبابة والأسلحة والألغام المضادة للدروع في الجيش الذكي الصغير

أولاً: استمرار أهمية الدبابة في تسليح الجيش الذكي الصغير

تستعد مختلف الجيوش في العالم، خاصة التي تعتنق فكرة الجيش الذكي الصغير لتجهيز قواتها بمعدات تتلاءم مع متطلبات وتوقعات المخاطر والتهديدات التي قد تحدث لها. ودبابة القتال تشكل العنصر المهم في هذه القوات، نظرا لكونها تجمع بين القوة النيرانية، وخفة الحركة، والوقاية. كما أن الدبابة، بوصفها سلاحاً هجومياً، تعتبر من أفضل الأسلحة المضادة للدبابات.

ورغم استمرار تعرض الدبابة لخطر الأسلحة المضادة لها، من البر والجو، فإن دور الدبابة لا يزال دورا فعالا بوصفه قوة هجومية سواء ضد الدبابات المعادية أو ضد قدرات محدودة من الأسلحة المضادة للدبابات. ويتوقف حسم الصراع على تكتيكات الاستخدام، وكفاءة الدبابة.

وسيشهد المستقبل المزيد من التطوير لزيادة فعالية الدبابة وإمكانياتها وقدراتها، وسوف تزداد وقايتها في مواجهة أسلحة التهديد المختلفة. وربما تكون دبابة المستقبل ذات أشكال وأبعاد جديدة بما يخدم قوة النيران وخفة الحركة والوقاية. وربما تكون من دون برج تقليدي، وبتصميم جديد للمدفع، وأسلوب تعميره، وذخيرته، ومحركات جديدة، قد توضع في مكان مختلف، ومعدات نقل حركة وجنزير تعطياه خفة الحركة.

ويكفي ملاحظة أن جميع الجيوش لا تقتصر على اقتناء الدبابات، وإنما على تطويرها. وينطبق ذلك على الأمريكيين في الدبابة "ام ـ 1 ابرامز" M1 Abrams والإنجليز في الدبابة "تشالنجر" Challenger والألمان في الدبابة ليوبارد Leopard والروس في الدبابة "تى ـ 72" T- 72 و"تى ـ80" T- 80.

1. الدبابة في منظومة القتال المستقبلية الأمريكية

تتضمن "منظومة القتال المستقبلية" Future Combat System FCS للجيش الأمريكي العديد من أنظمة التسليح، التي تعمل ضمن منظومة واحدة، منها: مركبات الاستطلاع، ومركبات القتال، ومراكز القيادة والسيطرة المتحركة، وأنظمة الدفاع الجوى المحمولة على مركبات،والقوات الجوية.

وكان الجيش الأمريكي قد أعلن خطته لاستبدال أساطيل دباباته بدبابة ذات وزن خفيف، يمكنها من العمل في التضاريس الصعبة، وفي نفس الوقت يعطيها سرعة أكبر للانتشار، وقدرة أعلى على المناورة.

وتتضمن الخطة تطوير شبكة مركزية لمنظومة قتالية، متعددة الأغراض، فتاكة، ذات قدرة على مهاجمة العدو وإصابته، قبل أن يتمكن من مهاجمة القوات الصديقة، ويسهل نشرها إستراتيجيا، وذات اعتماد ذاتي، وقدرة عالية على البقاء، حيث يمكنها احتمال هجوم من الصواريخ المضادة، المحمولة على الكتف، كما أنها ترتبط بعضها ببعض باستخدام تقنيات القيادة والسيطرة المتكاملة.

والمنظومة التي سيتم تسليمها للقوات المسلحة الأمريكية بحلول عام 2012 سيمكن استخدامها لمهام مختلفة، حيث يمكن إعادة تشكيل مكوناتها، لتلائم الظروف المختلفة لتلك المهام. وربما يتسلم الجيش الأمريكي أولى وحدات المنظومة في العام 2008م.

وتزن الدبابة الجديدة 40 طنا، وصغرها نسبيا سيجعل نشرها الإستراتيجي ممكنا بواسطة طائرات C-130، مما سيقلل الوقت المطلوب لنشر القوات البرية، لاسيما في المناطق البعيدة.

ولصالح المنظومة، يجري تطوير طائرات استطلاع صغيرة جدا، وطائرات هيلوكبتر، من دون طيار، وغيرها من المستشعرات الأرضية، التي تستطيع أن تعمل لمدة طويلة، دونما الحاجة لصيانة أو عناية وتظل في الوقت ذاته مرتبطة إلكترونيا، بالإضافة إلى الجيل القادم من الصواريخ فائقة السرعة، وصواريخ "هيل فاير"، وتقنيات جديدة في التقاط صور الأشعة تحت الحمراء.

ويفترض أن تزود منظومة القتال المستقبلي بسلاح واحد، قادر على إطلاق عدد من الذخائر المختلفة، في الوقت ذاته الذي سيكثف فيه الجيش من بحوثه في مجال الأسلحة الكهروبصرية، والأسلحة الكهرومغناطيسية. أما في مجال تدعيم قدرتها على البقاء، والحفاظ على سلامة الطاقم، فإن بحوت الجيش تركز على هياكل الدروع، إضافة للبحوث حول أنظمة الحماية المتقدمة، مثل أنظمة الدفاع أثناء الاشتباك.

2. دبابات الجيش الذكي الصغير

في إطار فكرة الجيش الذكي الصغير وضعت أهداف تصميمية لدبابات المستقبل تهدف إلى خفض الوزن بنسبة تتراوح من 30 إلى 50 بالمائة، حيث سيتراوح وزنها بين 40 إلى 50 طنا، بينما يتراوح وزن الدبابات الحالية بين 68 إلى 70 طنا. ولزيادة القدرة على البقاء والتخفي ستنخفض البصمة الرادارية والحرارية والصوتية للدبابة.

وتطوير الدبابات الجديدة وإنزالها إلى الميدان قد لا يكون ممكنا قبل العام 2010م، وفي غضون هذه الفترة سيجرى تحديث وتطوير متواصلان لسلسلة دبابات "أبرامز"M-1 Abrams.

ولتحسين القدرة على البقاء، ستتضمن دبابات القتال الرئيسية المستقبلية تقنيات معينة، مثل نظم الدفاع النشطة، وتخفيض البصمة، ونظم قتال رئيسية أكثر فعالية، ومستشعرات مدمجة، ومحركات مجمعة بصورة أفضل.

وستستخدم دبابات القتال الرئيسية نظم التحكم بالنيران المتطورة، بينما سيكون التدريع أخف وزنا، ويحقق قدرة أفضل على البقاء.

3. زيادة قدرة نيران الدبابة

تقوم بعض الدول الغربية بمجهودات متعددة في مجال زيادة القدرات الفنية لدبابات القتال الرئيسية باختيار المدفع الرئيسي الأملس عيار 140 مم كعيار جديد للتسليح الرئيسي للدبابات. وأول تجارب عملية لاستخدام هذا المدفع الجديد ستتم على الدبابة "ليوبارد -2" الألمانية.

ويعتبر المدفع 140 مم هدف تطوير للعديد من الدبابات الغربية الحديثة لزيادة قدرتها الفنية. وإلى جانب ذلك توجد الاختبارات والتجارب الخاصة بالمدافع ذات التقنية الحديثة، وفي مقدمتها مدفع البلازما الكهروحراري - الكيميائي. وكذلك يوجد على مستوى الترسانة الشرقية مخطط لتطوير التسليح الرئيسي لدبابات القتال الرئيسية أيضا بزيادة العيار، حيث تزود الدبابات في المستقبل بمدفع أملس عيار 135 مم.

4. التحميل الخارجي لمدفع الدبابة

قامت روسيا ببناء نموذج جديد لدبابة قتال رئيسية مزودة بمدفع كبير محمول بنظام تحميل خارجي، ويتراوح عياره بين 135 – 140 مم، ويتمتع بماسورة طويلة، وهو الأمر الذي يتوقع معه أن تزيد السرعة الابتدائية للطلقة، ولذلك فإن قدرة اختراق الدروع بواسطة الطلقات التي يطلقها هذا المدفع سوف تزيد إذا قورنت بالإمكانيات الحالية للطلقات التي تطلقها المدافع عيار 125مم مششخن والمستعمل في معظم الدبابات الروسية الحديثة.

والميزة الأساسية من استخدام أسلوب التعليق الخارجي للمدفع تتمثل في زيادة صعوبة اكتشاف الدبابة من الأمام، كما أن الوزن الذي جرى اختصاره يمكن استخدامه في زيادة إمكانيات الوقاية بالدرع. ونظرا لأن النموذج الأولي للدبابة الجديدة محمول على شاسيه دبابة طراز "ت - 80" T-80، فإنه يعتقد أن هذا النموذج هو نموذج تجريبي.

ويبدو من ناحية أخرى أن طاقم الدبابة، والذي يتشكل من ثلاثة أفراد، سوف يتواجد في الأمام، بينما سيكون جسم المدفع والذخيرة في المنتصف، والمحرك في الجزء الخلفي من الدبابة، وسيتوافر للمدفعجي أجهزة تصويب ورؤية على كلا جانبي المدفع. وكان أول ظهور علني لهذه الدبابة الجديدة، في ساحة معهد أبحاث الدروع والتكنولوجيا في كوبيكا بضواحي موسكو.

وكانت فكرة استخدام التحميل الخارجي للمدفع، العيار الرئيسي، في دبابة القتال قد جرى استكشافها في منتصف الثمانينات، وذلك عندما قامت شركة "جنرال ديناميكس" بصنع نموذج مطور من دبابة القتال من نوع "ام-1" M-1 مزود بمدفع بنظام التحميل الخارجي عيار 120مم، ماسورة ملساء. وتم إضافة أجهزة الرؤية والتصويب على كلا جانبي المدفع أمام البرج.

وبينما يتمتع الخبراء العسكريون الروس بخبرة عريضة في مجال نظام التعمير الآلي للمدفع، فإنهم يفتقرون إلى الخبرة في مجال أنظمة إدارة النيران وأنظمة التصويب والرؤية، وهى الخبرة المطلوبة لاستخدام مدفع عيار كبير بنظام التحميل الخارجي بكفاءة.

5. تطوير أجهزة نقل الحركة في الدبابة

يركز المهتمون بتطوير دبابات القتال الرئيسية على دراسة إمكانية استخدام أجهزة نقل حركة كهربية، تقوم بنقل الحركة من محركات الاحتراق الداخلي إلى عجلات الإدارة والجنزير، وتقوم بالتحكم والسيطرة في توجيه الدبابة. وتتم هذه الدراسات في شكل مقارنات بين أجهزة نقل الحركة التقليدية الهيدروميكانيكية وأجهزة نقل الحركة الكهربية.

6. نقل المعلومات في الدبابة

ستستخدم دبابة المستقبل أسلوبا لنقل المعلومات من السائق إلى وحدة توليد القوى للحصول على سرعات معينة للدبابة، أو للتغلب على موانع خاصة. ويتم ذلك بواسطة استخدام حاسب آلي يتولى عملية الحسابات، وإصدار الأوامر لوحدة القوى، وفي نفس الوقت يمكن للسائق متابعة وحدة القوى خلال جميع مراحل أدائها من خلال شاشة مناسبة.

ويحقق أسلوب التحكم الرقمي في وحدة القوى، توفير حجم الموصلات والكابلات المستخدمة في التحكم، وإمكانية اختبار المحرك داخل الدبابة في وقت محدود، وتحسين عملية متابعة المحرك أثناء عمله، وتحسين أداء المحرك مع توفير استهلاك الوقود، والمرونة في استخدام المحرك وتطويعه طبقا للموقف أثناء التحرك. ومن المعروف أن هذا النظام قد تم تطبيقه في الدبابة M1 وأنواعها المتطورة.

7. خفض عدد أفراد طاقم الدبابة

حيث إن فكرة الجيش الذكي الصغير تعتمد في أحد شقيها على خفض عدد الأفراد، فإن هناك تفكيراً في خفض عدد أفراد طاقم الدبابة. وفي هذا الإطار عرضت شركة "جنرال ديناميكس" General Dynamics على الجيش الأمريكي دبابة يشغلها فردان، قائد وسائق،وذلك في بيان موجز عن دبابة قتال رئيسية مستقبلية، أقل وزنا من الدبابات التقليدية، ويبلغ وزنها 45 طنا.

وتعلن الشركة أنها تستطيع تصميم دبابة يشغلها شخصان من داخل الهيكل، بدل البرج. مما يخفف الطلب على الحماية بالدروع ويخفض بالتالي من الوزن، وتزداد قدرة الدبابة على الحركة.

ويعمل المدفع بواسطة الكمبيوتر ولكن، لتشغيل الدبابة من داخل الهيكل، يحتاج الطاقم إلي تحسينات مهمة فيما يتعلق بالوضع خارج الدبابة ونظم الرؤية.

أما نقل مستودع الذخائر من البرج إلى مؤخرة الهيكل، حيث يوجد حاليا المحرك، فيؤمن إمكانية أكبر لبقاء الطاقم على قيد الحياة في أثناء الهجوم. وسيثبت محركان بقوة دفع مكثفة في كل حاضن على الجانبين. ومن المتوقع أن يكون نظام القيادة كهربائيا. وقد يدمج التصميم ما بين التكنولوجيا الكهروحرارية والكيميائية والكهرومغناطيسية. وقد يثبت في الدبابة أيضا نظام حماية نشط.

8. الدبابة في مواجهة الطائرات العمودية

نظرا للتوسع في استخدام الطائرات العمودية، المسلحة بالصواريخ المضادة للدبابات، فإنه من المنتظر أن تقوم الدبابات بمهاجمة هذه الطائرات بقذائف متفجرة خاصة على مسافات قصيرة نسبيا، ومن الممكن تزويد الدبابة بقدرات دفاعية ضد الطائرات العمودية باستخدام مدفعها الأساسي، أو بإضافة صواريخ مضادة للعموديات، ويمكن أن تحمل هذه الصواريخ في مستودعات خارجية، أو تطلق بواسطة المدفع الأساسي.

9. نظم القيادة والسيطرة للدبابات

تقوم الولايات المتحدة بتطوير نظم القيادة والسيطرة للدبابات، من خلال تجهيز الدبابة بمعدات إلكترونية متطورة لكل من السائق والقائد والرامي والمعمر، مع تخصيص نظام متابعة يظهر المعلومات على شاشة أمام قائد الدبابة، وتوفير إمكانية تداول المعلومات بين جميع أفراد طاقم الدبابة.

ويتضمن التطوير أيضا استخدام أجهزة لاسلكي متطورة لتحقيق الاتصال داخل الدبابة وخارجها باستخدام جهاز SINGARS وكذلك استخدام مواصلات نقل المعلومات ذات القدرة العالية، حيث يمكن متابعة الموقف التكتيكي الخارجي على الشاشة الموجودة أمام القائد، ويمكن تبادل المعلومات مع باقي طاقم الدبابة حيث تتوفر شاشة لكل فرد من أفراد الطاقم.

أما ألمانيا فتقوم بتطوير نظم القيادة والسيطرة لدبابة القتال الرئيسية، وذلك باستخدام أسلوب النظام المتكامل للقيادة والسيطرة لتحسين نقل المعلومات خلال مراحل العمليات المختلفة بين جميع مستويات القيادة.

10. الدفاع الذكي عن الدبابة

بذلت جهود كبيرة لتطوير نظام دفاع "ذكي" تزود به الدبابات لحمايتها من الصواريخ أو القذائف المعادية. ولتكون هذه النظم فعالة، من الضروري توافر درجة عالية من الميكنة. ومن المؤكد أن كشف الإضاءة بالرادار أو بالليزر، واكتشاف الصاروخ المقترب سيؤدي إلى رد الفعل المناسب.

وتتضمن نظم الوقاية الذكية، والتي يتم البحث والتطوير فيها مجموعة مستشعرات تعمل بالتوازي لتكون قادرة على استشعار العدائيات المختلفة والمنتشرة في أرض المعركة. وقد تكون هذه المستشعرات بصرية، أو حرارية، أو رادارية، أو صوتية. وتعتمد فكرة هذه النظم على التقاط التهديدات ومعالجة بياناتها باستخدام حاسب آلي لتحديد أنسب وسائل التدمير المتاحة وإطلاقها صوب الهدف.

أما نظام الوقاية فيتكون من منظومة متكاملة يرتبط عملها آليا بنظام الاستشعار ومعالجة البيانات، ويحتوي على أنواع متعددة من قذائف تطلق على الهدف في الاتجاه القادم منه لتدميره أو إعاقته.

ومن هذه المقذوفات:

  • مقذوفات الدفاع الإيجابي لتدمير الهدف، وتهاجم الهدف القادم وتقوم بتفجيره علي مسافات تحقق أمن معدات الدبابة حتى 20 مترا تقريبا من الدبابة.
  • مقذوفات الدفاع السلبي، وتهاجم المقذوف القادم بأن يطلق نظام الوقاية أنواعا من القذائف التي تعيقه إلكترونيا بغرض تغيير مساره أو تفجيره وهو ما يتم على بعد يصل إلى 20 مترا تقريبا.

ثانياً: الأنظمة العالمية في مجال الدفاع الذكي عن الدبابة

تقوم روسيا بتطوير نظام لحماية الدبابات، يقوم بصد هجوم الصواريخ المضادة للدبابات، ويشمل هذا النظام رادارا متعدد الاتجاهات يمكنه استشعار الصواريخ المهاجمة، ونظاماً للحاسب الآلي معداً لقذف الذخائر، بحيث تأخذ الذخائر المقذوفة شكل قوس حول مقدمة الدبابة والجوانب خلف البرج.

وتذكر المؤسسة الروسية المصممة للنظام بأن عملية إطلاق الذخائر المضادة للصواريخ على شكل قوس لحماية الدبابة تستغرق خمسة أجزاء من الألف من الثانية، بشكل أتوماتيكي، مما يوفر قدرا أكبر من الحـماية للدبابة من الرأس المدمر شديد الانفجار للصواريخ المضادة للدبابات. وتكون هذه الحماية بزاوية مقدارها 300 درجة أمام وحول البرج.

وقد تضمنت النماذج المبدئية من النظام ثلاثة خيارات، ويعد النظام الذي أطلق عليه اسم "ايرينا" ARENA، هو أحدث ما قدمته الصناعة الروسية لدعم المدرعات، وقـد تم استخدامه في روسيا لحماية الدبابة  T-90، و  T-84، و T-80.

والدبابات الروسية  T-90، وT-80 والأوكرانية T-84S مزودة بالنظام المسمى "شورا-1"  Shora-1 الذي يحتوى على قواذف دخان ومقذوفات إعاقة تعمل بالأشعة تحت الحمراء. والنظام يتكون من 2-4 أنظمة لاكتشاف أشعة الليزر، ونظام أو اثنين لتشويش الأشعة تحت الحمراء، وقذائف خاصة وحاسب مركزي، ولوحة تحكم.

ويؤمن النظام الدفاع ضد الصواريخ الموجهة بالليزر، فعند اكتشاف الإشعاع الليزري يطلق النظام القذائف التي تتسبب في نشر سحابة من الدخان المضاد لليزر، تجعل مشغل الصاروخ يفقد رؤية الهدف ويجعل التوجيه النهائي نحو الهدف غير ممكن.

ونظام Tshul-7 الروسي هو نظام للتشويش على الهدف، ويعمل عن طريق إطلاق إشارة تحكم تتداخل مع دورة التوجيه للصاروخ، وتتسبب هذه الإشارات في قطع الصلة بين نظام إطلاق الصاروخ، الموجه حراريا، وقدرته على تحديد موقع الهدف.

ثالثاً: استخدام رؤوس اليورانيوم المستنفد لاختراق الدروع

تستخدم المعادن الثقيلة، مثل اليورانيوم المستنفد Depleted Uranium: DU، غير المشع، لزيادة القدرة على اختراق الدروع، بواسطة الشظايا والقدرة التدميرية للرؤوس الحربية، عند اصطدامها بالهدف.

وذخائر اليورانيوم المستنفد هي نوع من القذائف المتفجرة، التي يتم إطلاقها، بوصفها مواد مخترقة، لها قدرة عالية جدا على الإذابة، وهى تستخدم لاختراق دروع المركبات والدبابات بتركيزها على مخزن الوقود. وعند اختراقها للدرع، تنتج كمية هائلة من الطاقة، تذيب وتصهر كل ما في طريقها، وتحدث عندئذ حرائق مهولة.

وهذا الحريق تخرج منه أدخنة تملأ الهواء الجوى المحيط بأكسيدات اليورانيوم. وكذلك تتخلف إشعاعات قوية، وهى التي تسبب التأثير الضار على الإنسان، والذي يصل إلى درجة الإصابة بسرطان الدم "اللوكيميا".

وهذا اليورانيوم عبارة عن ناتج ثانوي من عملية تخصيب اليورانيوم الطبيعي، المحتوى على يورانيوم 235 ويورانيوم 238، بنسبة معينة، وذلك لإنتاج اليورانيوم المخصب المستخدم بوصفه وقوداً في المفاعلات والأسلحة النووية.

وتكون القوة الإشعاعية لليورانيوم المستنفد أقل من اليورانيوم الطبيعي بنسبة 40%، حيث تصل نسبة اليورانيوم 235 في اليورانيوم المستنفد إلى اقل من 4%، ويصدر عنه جسيمات ألفا وبيتا وأشعة جاما، وليست له خطورة إشعاعية كبيرة، حيث إن جسيمات ألفا لا يمكنها اختراق الجلد، بينما جسيمات بيتا لا تخترق الملابس، وأشعة جاما الناتجة قوتها الإشعاعية ضعيفة.

وقد استخدمت ذخائر اليورانيوم المستنفد في كوسوفو، بواسطة الطائرات الأمريكية من طراز A-10 Thunderbolt II التي تستخدم لتدمير المدرعات، وذلك بواسطة مدفعها، الذي يطلق هذه الذخائر. وقد أطلقت القوات الجوية الأمريكية 31 ألف قذيفة من هذه الذخائر، خلال عملياتها في كوسوفو.

رابعاً: أسلحة مضادة للدروع توجه بمستشعرات الموجات الميلميترية

يتميز التوجيه بالموجات الميلميترية عن التوجيه بالرادار التقليدي، الذي يعمل في حيز الميكروويف Microwaves بالقدرة العالية في التحليل Resolution، بالإضافة إلى القدرة على انتشار الموجات الميليمترية في أي وسط، ماعدا المطر الغزير جدا.

ولكن من عيب هذا الأسلوب في التوجيه أنه يوجه الأسلحة قصيرة المدى، فالصواريخ التي تستخدم وفق أسلوب "أطلق وانس" Fire and Forget لن تحتاج إلا إلى هوائي قطره لا يزيد عن 10 سنتيمترات، ويصبح من الصعب الإعاقة على شعاعه، لأنه يمسح بسرعة كبيرة.

وإذا ما بات في الإمكان إطالة فترة تجوال المقذوف أو المنصة التي تحمله في الجو، فسوف يغدو السلاح الموجه بهذا الرادار، وكأنه لغم جوى متجول، مستعد لمهاجمة أية دبابة، تدخل في مجال أدائه الفعال. كما أن صغر حجم هذه الرادارات، وسعرها، الذي سوف يكون منخفضا نسبيا، يسمحان باستخدامها بوصفها أسلحة قليلة التكاليف.

ومن أمثلة ذلك تزويد ذخائر المدافع عيار 155مم برادار ميليمترى، يجعل المقذوف يتجه نحو الهدف بدقة، وكذلك، فإن النظام SWAARM-2000 الألماني، عبارة عن مقذوف "ذكي" مضاد للدروع، مزود بمستشعر يعمل بالموجات الميليمترية، ويحمل 16 رأسا حربية، من طراز "سادارم" Sense and Destroy Armour: SADARM.

خامساً: أسلحة مضادة للدروع توجه بمستشعرات ليزرية

تم إنتاج الأسلحة التي تستخدم تكنولوجيا البحث الدقيق باستخدام الليزر، ومنها صاروخ "هيل فاير". وهذه الصواريخ تستخدم مصدر إشعاع ليزري، ذا كود Code خاص، لإضاءة هدف محدد، وينعكس هذا الإشعاع من الهدف، فيستقبله الصاروخ، ويوجه إلى الهدف.

وفي ألمانيا، يستخدم أسلوب التوجيه بأشعة الليزر للعمل في تطوير المقذوف "بوسارد" Bussard، المضاد للدبابات، والذي يطلق من الهاونات عيار 120 مم.

سادساً: الذخيرة الذكية "بونس" Bonus

طورت شركة "بوفورز" Bofors السويدية، بالتعاون مع شركة "جيات" Giat الفرنسية، المقذوف "بونس" عيار 155 مم، الذي يحتوي على قنبلتين تزن الواحدة 6.5 كيلوجرامات، ومدى المقذوف 34 كم، ويستخدم طابة زمنية، لإطلاق القنبلتين الفرعيتين.

وقد تم تزويد القنابل بأجنحة لتساعد على التوجيه، وتخفيض سرعة الهبوط. ويعتمد توجيه المقذوف "بونس" على استخدام مستشعرات الأشعة تحت الحمراء. ويستخدم المستشعر أسلوب البحث الحلزوني لاكتشاف الهدف في مساحة محدودة، (اُنظر شكل المقذوف بونس). وعندما يتم تحديد الهدف على الارتفاع المناسب، ينفجر المقذوف، ويطلق الرأس الحربي شظايا تخترق الدرع من أعلى. ويتم تداول وتعمير المقذوف بنفس أسلوب التعامل مع مقذوفات المدفعية العادية.

سابعاً: استخدام حقول ألغام برية "ذكية" مضادة للدروع

في إطار فكرة الجيش الذكي الصغير، يتم تطوير بدائل للألغـام البرية، من خلال حقول ألغام "ذكـية" ذاتية الحركة. والمقصود من هذا المفهوم أن الألغام تستخدم شبكة اتصالات مستقلة، وعندما يزيل جنود العدو بعض هذه الألغام من الحقل، فإن هذه الألغام المزالة ترسل تلقائيا إشارات إلى ألغام أخرى في الحقل لتسد الفراغ الناتج.

ويتطلب ذلك وجود اتصالات بين الألغام، ضمن شبكة ذاتية التنظيم، مع قدرة على نقل كتلة وزنها كيلوجرام وأبعادها القصوى 12 سم من كل جانب، وقدرة على التحرك، تسمح لكل لغم بالانتقال إلى المسافة المطلوبة لتحقيق إعادة ترتيب كامل للألغام، تؤمن الثغرة على مسافة نموذجية، لا تتعدى 5 أمتار، خلال فترة تقل عن 10 ثوان، ومقاومة الإجراءات المضادة للاتصالات والتحرك.

وقد أطلقت وزارة الدفاع الأمريكية مشروعا لإقامة حقل ألغام "ذكي"، يتم فيه ربط الألغام المضادة للدبابات بواسطة شبكة حاسبات، مع تبديل مواقع الألغام بصورة آلية، وفق متغيرات الوضع الميداني، وذلك لسد الثغرات على خطوط الجبهة.

ويعرف هذا المشروع باسم "حقل الألغام الملتئم ذاتيا" Self Healing Minefield: SHM، وتم وضع مواصفاته نتيجة عمليات محاكاة بالحاسبات. والهدف من هذا المشروع هو التوصل إلى خفض عدد الألغام الأرضية، وهو ما يتمشى مع فلسفة الجيش الذكي الصغير.

ثامناً: اللغم الذكي "هورنت"

اللغم الذكي الجديد من طراز "هورنت" Hornet، (اُنظر صورة اللغم هورنت)، والذي أطلق عليه اسم "ذخائر المساحة الواسعة"  Wide Area Munitions: WAM. سيؤدى استخدامه إلى زيادة قدرات القوات، المحمولة جوا، على مواجهة الدبابات.

ويزن اللغم 35 رطلاً، وارتفاعه 13 بوصة، وله شكل طاحونة الهواء، ويستخدم مستشعرات صوتية، وسيزمية Seismic لالتقاط أصوات المركبات المدرعة والدبابات، التي تبعد حتى 650 م، ثم يقوم اللغم بمقارنة هذه الأصوات بالأصوات المحفوظة في قاعدة بياناته، والتي تتضمن خصائص أصوات كل من المركبات المدرعة والدبابات الصديقة والمعادية، وإذا ما تم التمييز، بوصفه هدفاً معادياً، يبدأ اللغم في تتبع هذا الهدف.

وأثناء تتبع الهدف، يطلق اللغم مقذوفا يحمل شحنة متفجرة، تزن خمسة أرطال، وهي شحنة كافية لاختراق جسم الهدف. ويقوم مستشعر الأشعة تحت الحمراء في المقذوف بالتقاط الهدف وتتبعه، والتحويم فوقه. وإذا ما "قرر" المقذوف مهاجمة الهدف، فإنه يطلق رأسا حربية، على شكل قضيب يخترق الدرع.

أما النوع المعدل من اللغم الذكي "هورنت"، فسيمكن للجنود تشغيله وإيقافه من بعد، والتعرف على موقعه، وذلك بفضل جهاز إرسال الراديو، الذي يحمله. فالتسلح بعدد من هذه الألغام يوفر ما يساوى سرية كاملة، مزودة بأسلحة مضادة للدبابات، في ميدان القتال.

ويظهر تأثير اللغم بوضوح عندما يصيب الدبابة أو المركبة المدرعة من أعلى. وقد نجحت تجربته في إصابة دبابتين روسيتي الصنع، إحداهما من نوع T-62، في شهر مايو 1992م، والأخرى من نوع T-72، في شهر سبتمبر 1997م.

تاسعاً: الكمين الصاروخي الذكي "مازاك"

يجرى تطوير صاروخ كمائن مضادة للدبابات. ويحمل هذا الصاروخ رأسا حربية، ويمكنه استشعار الهدف ومعالجة البيانات بطرق يصعب إعاقتها حاليا. ومن بين هذه الأنواع صاروخ كمائن ذاتي الأداء من تصميم فرنسي يسمى "مازاك" MAZAC يطلق ذاتيا بناء على استشعار بصمة صوت محرك الدبابة، ليطير فوقها، ويستشعر مكان المحرك حراريا، لإطلاق قذيفة، لتصطدم بسطح الدبابة من أعلى.