إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / نظرية الجيش الذكي الصغير




ملابس الوقاية
منظومة المقاتل البري
نظام فيست
مقاتل ينظر لشاشة الحاسب
المنظومة "إيكاد"
اللغم هورنت
الدفاع عن مسرح العمليات
السلاح PAPOP
الطائرة F-22
الطائرة جلوبال هوك
الصاروخ "أرو"
الصاروخ ميتيور
الصاروخ أسرام
الصاروخ دارتر
الصاروخ JASSM
الصاروخ سلامر
الصاروخ ستورم شادو
الصاروخ R-77
الصاروخ SM-3
ربوت يحمل كاميرا

مدمرة DD-21
مكونات الليزر
مكونات الصاروخ الباتريوت
نظام "ثاد" للدفاع
نظام المراقبة "هوريزون"
إعادة هيكلة منظومة الدفاع
المقاتلة JSF
المقذوف بونس
الصاروخ أباتشي
الصاروخ ميكا
شبكة أنظمة الكشف والتتبع
شبكة مستشعرات
ذخيرة هاون ميرلين
قنابل Paveway III




المبحث الخامس

المبحث السادس

النظم والوسائل الذكية المحمولة بحراً

 

الحاجة إلى سفن السطح الذكية

      تحتاج القوات البحرية إلى امتلاك سفن سطح ذكية نتيجة اتساع مسرح العمليات البحرية، وأن سفن السطح أصبحت معرضه للخطر بشكل متزايد، نتيجة لتزايد قدرات الأسلحة المعادية، خاصة مع تطور الصواريخ المضادة للسفن، وزيادة القدرات الهجومية لكل من الطائرات والغواصات، مما جعل جدوى السفن في مسرح العمليات الحربية موضع تساؤل مع كل توتر ينذر بالحرب.

تصميم السفن الذكية

      يكمن ذكاء السفن في قدرتها على التخفي عن المستشعرات المعادية. ولذلك فإن من أولويات تصميم هذه السفن أن تكون الأجناب والأسطح العلوية للسفينة مستوية، حتى تقل احتمالات الكشف الراداري، مما يصعب على العدو تحديد توصيف السفن.

      ويمكن تقليل البصمة الرادارية للهدف البحري باختيار الشكل والأبعاد، بحيث تعكس الأسطح الخارجية الأشعة الرادارية الساقطة عليها بعيدا عن مصدر الإرسال المعادى. ويتحقق ذلك بجعل اتصال الأسطح بالمنشآت العلوية يتم بأجناب مائلة.

      ويركز التصميم الجديد للسفن الحديثة على جعل أسطح الأجسام، الموجودة على السطح، ذات انحناءات ملساء.

      ويهدف التحكم في الإشعاع الحراري إلى تخفيض البصمة الحرارية للقطعة البحرية، وتقليل إشعاعها الحراري بحيث يسهل الدفاع عنها باستخدام وسائل الإعاقة السلبية الحرارية.

      والمناطق الرئيسية التي تتم معالجتها لخفض البصمة الحرارية هي المدخنة والمناطق الملاصقة لفتحات العوادم. وإحدى أساليب خفض البصمة الحرارية تتمثل بجعل فتحة العادم تحت سطح الماء، وتبريد الأسطح المعدنية، كما يمكن تبريد العادم بخلطه بهواء بارد يسحب من الجزء العلوي للمدخنة.

السفينة الخفية

      كانت المتطلبات التقليدية في السفن الحربية هي السرعة والقدرة على البقاء في البحر، وإمكانية المناورة العالية، وتحمل الصدمات، وكذلك القدرة على القيام بأكثر من مهمة، مع قلة التكلفة. ولكن إزاء مواجهة التهديدات التي تمثلها الصواريخ سطح/ سطح، المتطورة تكنولوجيا، ظهرت الحاجة إلى سفن لها قدرة على البقاء وسط هذه التهديدات، ويتمثل ذلك في تقليل البصمة الخاصة بالسفينة، سواء كانت البصمة الرادارية، أو الحرارية، أو الصوتية، أو المغناطيسية، أو السيزمية.

      والسفن الخفية تكون أقل عرضة للتهديد بواسطة الصواريخ الموجهة راداريا، أو بالأشعة تحت الحمراء.

      وتقوم البحرية الأمريكية بتصميم فئة جديدة من السفن القتالية، تختلف اختلافا جذريا عن السفن الحالية، أو تلك التي ستدخل الخدمة في المستقبل القريب. وإذا كتب لهذه التصميمات النجاح ستستعيد سفينة السطح دورها بوصفها وحدة ضاربة مستقلة في الأسطول البحري، كما كانت.

      وحسب بعض التصميمات، التي كشف النقاب عنها، سيكون شكل السفن الجديدة انسيابيا، مع خط علوي منحنٍ. ويصنع الهيكل من مواد مركبة، مثل "الجرافيت"، مع أنظمة تبريد خاصة لخفض الإشعاعات تحت الحمراء، المتولدة من المحرك. أما قبطان السفينة فسوف يقودها من مركز عمليات تحت مستوى الماء، ولا يستخدم المساحة العلوية إلا عند الاقتراب من المرفأ.

الإخفاء الراداري للسفن

      تتراوح الترددات المستخدمة في معظم أجهزة الرادار بين 10 ميجا هرتز و 300 جيجا هرتز، ويتوقف انعكاس موجات الرادار من الهدف على مساحة مقطعه الراداري Radar Cross Section:  RCS وزاوية اتجاه الشعاع الراداري، ومعامل امتصاص المواد المصنوع منها الهدف، وكذلك تردد الموجة الرادارية وشكل نبضاتها. وتنعكس الأشعة الرادارية من جسم الهدف البحري وإنشاءاته العلوية مثل نظم التسليح والسلالم وقواذف الصواريخ وهوائيات الرادار.

      ويمكن التقليل أو التحكم في البصمات الرادارية للمعدات بأساليب عديدة منها:

1. تصميم السطح الخارجي بما يقلل مساحة المقطع الراداري للهدف.

2. تغطية الأسطح بمواد ماصة للموجات الرادارية Radar Absorbing Materials: RAM

3. استخدام وسائل الإعاقة المختلفة السلبية والإيجابية.

تقليل البصمة الصوتية

      يتم التحكم في البصمة الصوتية للسفن بتصنيع الأجزاء المتحركة من مواد منخفضة الصوت عند الاحتكاك، حيث إن المصادر الرئيسية للضوضاء والاهتزازات في السفينة عادة ما ترتبط بعمل الماكينات الرئيسية أو المساعدة، وكذلك من دوران الرفاصات.

استخدام نظم قيادة وسيطرة ذكية

      تزداد فعالية السفن الحديثة بزيادة قدراتها الهجومية والدفاعية، وباستخدام نظم قيادة وسيطرة ذكية، يمكنها تنسيق مهام السفينة مع المستشعرات، التي قد تتواجد على مسافات قريبة. وعلى سبيل المثال، فإن المدمرة الأمريكية "ايجيس" Aegis سيمكنها توجيه وإطلاق المقذوفات، التي تحملها سفن أخرى، قريبة منها.

تكامل وسائل الدفاع الذاتي عن السفن

      يجرى تطوير نظام متكامل للدفاع الذاتي عن السفن يجمع بين الأنظمة المنفصلة، مثل نظم التسليح، ووسائل الحرب الإلكترونية.

مدمرة المستقبل DD-21

      ظهر برنامج تطوير المدمرة DD-21، (انظر شكل المدمرة DD-21)، نظرا للحاجة إلى وسيلة جديدة لمهاجمة الأهداف الساحلية والأرضية، من مسافات كبيرة في البحر، ولتقديم دعم نيراني كثيف لقوات الإبرار البحري. وقد ساعدت التقنيات الجديدة في مجال المستشعرات المتقدمة والأسلحة،والرؤوس الحربية، على قبول الإدارة الأمريكية لمشروع تطوير هذه المدمرة.

      وتقوم الشركات الأمريكية بتصميم مدمرة المستقبل DD-21 للهجوم الأرضي، ويظهر هذا التصميم استخدام مدفعين من عيار 155 مم المتقدم لتجهيز المدمرة من الأمام، كما يظهر وجود مهبطين للطائرات العمودية في مؤخرة المدمرة، يتسعان للطائرات العمودية البحرية من طراز سيكوريسكى SD-60، أو للطائرة من دون طيار، ذات الإقلاع القصير والهبوط العمودي.

      ويتيح هذا التصميم إجراء عمليتين قتاليتين في وقت واحد، بحيث، يمكن للطائرات العمودية الإقلاع والهبوط، واستخدام المدفعين 155 مم في القصف في نفس الوقت. وقد روعي في تصميم البدن خفض البصمة الرادارية.

      والتصميم يحتوى على مجموعة متكاملة من نظم الحرب البحرية تحت الماء، مما يمكن المدمرة من أن تقوم باكتشاف الألغام البحرية، والقيام بعمليات ضد الغواصات، واكتشاف الطوربيدات المعادية المهاجمة، باستخدام السونار، وأنظمة الاستشعار المثبتة بالبدن.

      ويمكن للمدمرة DD-21 أن تحمل أكثر من 250 صاروخ، تطلقها من خلال القواذف المناسبة. وهذه الصواريخ من أنواع متعددة، تشمل صواريخ "توماهوك" للهجوم الأرضي، وصواريخ Standard-2 وصواريخ "سى سبارو" Sea Sparrow. كما سوف تجهز المدمرة بمدفعين من عيار 40 مم في المؤخرة، للدفاع الذاتي القريب.

      وستحمل هذه المدمرة على متنها طاقما لن يزيد عدده عن 95 فردا فقط، وهو ما يتمشى مع فكرة الجيش الذكي الصغير، من حيث تقليل عدد الأفراد. وستعتمد بشكل كبير على النظم الإلكترونية والآلية لأداء معظم المهام، التي عادة ما يقوم بها الطاقم.

      ويتمثل جزء من ذكاء المدمرة في التقنيات المتقدمة للخفاء، وخاصة في تصميم البدن، حيث يتميز بأنه انسيابي. كما تتميز المدمرة ببرج صغير أملس، لا يحتوي على زوايا حادة كثيرة، ومعظم الأجزاء والمعدات السطحية، أصبحت داخل جسم المدمرة، وذلك لتقليل البصمة الرادارية قدر المستطاع.

      وتتسلح المدمرة بما يزيد عن 250 صاروخ من مختلف الأنواع، بالإضافة إلى المدفعين عيار 155مم، اللذين تم تصميمهما، خصيصا لهذه المدمرة. وقد تم مراعاة خواص الخفاء في شكل المدفع بحيث يشتت الأشعة الساقطة عليه. ويصل مدى هذا المدفع إلى حوالي 100 ميل بحري، عند قصف الأهداف الأرضية، و30 ميل بحري، عند قصف الأهداف البحرية الأخرى، ويطلق 12 قذيفة في الدقيقة، ويتحرك بشكل آلي تماما.

تحسين منصات المدفعية والصواريخ على السفن

      إن التحسين المستمر في تنويع منصات المدفعية والصواريخ المثبتة على متن السفن، جعل الولايات المتحدة وبريطانيا تقومان بتنفيذ برنامج مشترك لتطوير مواسير الطوربيد البحري، المضاد للسفن، حتى يمكنها إطلاق الصاروخ "توماهوك التكتيكي للهجوم الأرضي" Tactical Tomahawk Land Attack وسوف يسمح هذا البرنامج للغواصات بإطلاق صواريخ "توماهوك" من أنابيب الطوربيد الموجودة بها، كما يسمح للبحرية الأمريكية بإطلاق هذه الصواريخ من دون نظام إطلاق رأسي.

      وسوف تستخدم أحدث ما أنتج من الصواريخ "توماهوك"، وهي "بلوك 4" Block IV، في عمليات الدمج بين الصواريخ "توماهوك" ومواسير الطوربيدات البحرية الخاصة بالغواصات، والتي سوف تدخل الخدمة عام 2003م، وذلك بالإضافة إلى استخدام النسخة الموجودة حاليا في الخدمة من الصواريخ " توماهوك" في الإطلاق من مواسير الطوربيدات التقليدية، والتي تختلف عن القواذف الخاصة بالصواريخ في أن منصات الإطلاق سوف تكون مغمورة في الماء، ويلزم لذلك إجراء بعض التعديلات، بدلا من تطوير قواذف جديدة تكون مرتفعة التكاليف.

نظم إطلاق الصواريخ الرأسية

      ستصبح نظم الإطلاق الرأسية Vertical Lunch Systems: VLS للصواريخ هي النظم السائدة في سفن المستقبل بشكل عام، حيث لا تتطلب هذه النظم وحدات معقدة للدوران. ولا تحتاج إلى الكثير من الصيانة، نظرا لقلة عدد القطع التي تتحرك بها.

      وستحتوي سفن المستقبل على عدد كبير من أنابيب الإطلاق، مقارنة بالقواذف الصاروخية المستخدمة على الوحدات البحرية حاليا، وستستطيع التعامل مع مجموعة واسعة من الصواريخ، دون تعديلات، كما أن نظم الإطلاق الرأسية تقلل كثيرا من البصمة الرادارية للوحدة البحرية، وذلك لأنها تكون داخل جسم السفينة.

      وتستخدم البحرية الأمريكية، بشكل أساسي، نظام الإطلاق الرأسي MK 41 VLS، وكذلك النظام الأصغر MK48 VLS لإطلاق صواريخ الدفاع الجوي قصيرة المدى، والصواريخ "سي سبارو" Sea Sparrow وصواريخ سي سبارو المتطورة Evolved Sea Sparrow Missile: ESSM.

      وتقوم فرنسا بتطوير نظام الإطلاق الرأسي "سيلفر" Sylver، وذلك لاستخدامه على الفرقاطة  "هوريزون" Horizon الجديدة لإطلاق الصاروخين "استر-15/30" Aster-15/30.

الصاروخ "هاربون بلوك -2"

      يحتوي الصاروخ الجديد من طراز "هاربون بلوك-2" Harpoon Block 2 على باحث راداري، وجهاز حاسب جديد، وسيعتمد على نظام GPS للملاحة ولتحديد مواقع الأهداف. ويمكن استخدام هذا الصاروخ ضد سفن السطح، أو الأهداف الساحلية.

شبكة الدفاع الصاروخية البحرية

      تتميز شبكة الدفاع الصاروخية البحرية، التي ستستخدم لمواجهة الصواريخ الباليستية، بقدرة القطع البحرية، التي ستحمل الصواريخ المدافعة، عن العمل قريبا من شواطئ الدول المعادية، والتي تمتلك قدرة صاروخية باليستية. ولذلك فإن هذه الشبكة لديها فرصة أفضل لاعتراض الصواريخ المعادية، في المراحل الأولى من إطلاقها.

      وقد أنهت وزارة الدفاع الأمريكية المرحلة الأولى من الدراسة الخاصة بتقويم مدى كفاءة نظام بحري متكامل للتصدي للصواريخ، على ثلاثة مستويات مختلفة، والذي سوف يكون حجر الأساس في أي نظام مستقبلي لاعتراض الصواريخ الباليستية من البحر، بوصفه جزءاً من برنامج الدفاع القومي ضد الصواريخ.

      وأوضحت هذه الدراسة أن إنشاء شبكة صاروخية للدفاع ضد الصواريخ من على متن القطع البحرية يعتبر اختيارا ممكنا من الناحية العملية، ومتاحا أمام جهات اتخاذ القرار في البنتاجون، حيث لا توجد معوقات كبيرة تواجه إقامة مثل هذا النظام من الناحية الفنية.

      ونظم الاعتراض الصاروخية البحرية سوف تعتمد على الأبحاث والتطويرات التي تنفذ بالفعل من أجل شبكة الدفاع المخطط إقامتها على الأرض. فالنظم البحرية يمكن أن تستخدم نفس الرأس الحربي، ونظم إدارة المعركة والاتصالات، المستخدمة في النظم المقامة على الأرض. بل ويمكن تجهيز النظم البحرية وإدخالها الخدمة قبل النظم الأرضية.

      وحددت الدراسة ثلاثة نظم اعتراض بحرية للدفاع ضد الصواريخ على ثلاثة مستويات. وهذه النظم سوف تستخدم وحدات الإطلاق العمودي للصواريخ، الموجودة حاليا على القطع البحرية. وهذه النظم هي:

1.  نظام مسرح العمليات البحرية الشامل المحسن Enhanced Navy Theater Wide، ويتكون من ثمانية صواريخ، محمولة في وحدات إطلاق الصواريخ الحالية، الموجودة على الوحدات البحرية. ويعتمد النظام في نظرية عمله على أسلوب الدفاع الشامل عن مسرح العمليات البحرية، الموجود حاليا في البحرية الأمريكية. ويتوقع أن تبلغ سرعة هذه الصواريخ 4.5 كم/ الثانية، وسوف يزود برأس حربي جديد.

2.  النظام Improved 8-Pack، وهو يعتبر نظاما جديدا تماما، وستصل سرعة الصاروخ الاعتراضي إلى 5.5 كم /الثانية، كما سيزود برأس حربي أكبر وأكثر قوة.

3.  النظام New 6-Pack وهو أكبر النظم من حيث المدى، وسوف يتكون من 6 صواريخ فقط، محمولة في وحدات إطلاق الصواريخ الموجودة على القطع البحرية. وسرعة الصاروخ الاعتراضي في هذا النظام تصل إلى 6.5 كم /الثانية، وسوف يستخدم نفس الرأس الحربي المصمم للصواريخ الأرضية في برنامج الدفاع القومي المضاد للصواريخ NMD

أهمية شبكة الدفاع البحرية في الفكر العسكري الأمريكي

      في الفكر العسكري الأمريكي، لا غنى عن مشاركة القوات البحرية في اعتراض الصواريخ في المستقبل. فلا يوجد داع للمخاطرة باعتراض الصواريخ فوق أراضي الولايات المتحدة، أو بالقرب منها، في حين أنه يمكن اعتراضها في أعالي البحار، أو بالقرب من مناطق إطلاقها.

      فخطر امتلاك الدول، التي تصفها واشنطن بأنها "المشاغبة"، للصواريخ الباليستية المتقدمة، سيكون في تزايد مستمر. والشبكة الصاروخية البحرية سوف تكون هي السلاح الوحيد القادر على التصدي لهذه التهديدات، البعيدة نسبيا، عن الأراضي الأمريكية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هناك تقبلاً عاماً ومتزايداً لفكرة الشبكة الصاروخية البحرية من قبل المسؤولين عن برامج الدفاع ضد الصواريخ.

نظم الأسلحة الاعتراضية البحرية الأمريكية

      تقوم البحرية الأمريكية بتطوير نظم من الأسلحة الاعتراضية لمواجهة الصواريخ الباليستية. وهذه الأسلحة تعتمد على تصميم صاروخ الدفاع الجوي "ستاندرد" Standard طراز SM-3، ذو المدى الطويل، والذي يستخدم مع المدمرة "ايجيس" Aegis، (انظر صورة الصاروخ SM-3).

      وهذا الصاروخ مصمم لتدمير المقذوفات الباليستية المعادية، خارج الغلاف الجوي، وذلك من خلال اصطدام رأسه الحربي، العالي السرعة، بالمقذوف المعادي. أما برنامج البحرية للدفاع المساحي، فيهدف إلى مواجهة المقذوفات الباليستية على ارتفاعات أقل، باستخدام الطراز Block IVA، المطور من الطراز SM-2 للصاروخ "ستاندرد" STANDARD.

رادارات خاصة للبحرية

      المقذوفات المضادة للصواريخ الباليستية تحتاج إلى رادارات لها قدرات خاصة، ولذلك يخطط سلاح البحرية الأمريكية لتطوير طرازات جديدة من الرادارات، المحمولة على السفن، لتتكامل مع منظومة المقذوفات الاعتراضية، التي ستسلح بها سفن السطح، للقيام بمهام الدفاع ضد الصواريخ الباليستية في المستقبل.

الغواصات في تسليح الجيش الذكي الصغير

      لن يستغني الجيش الذكي الصغير عن سلاح الغواصات في قواته البحرية. فالغواصة واحدة من أهم وأخطر السفن الحربية التي تقوم بالعديد من المهام في الحروب البحرية، مثل العمليات الهجومية ضد السفن والغواصات المعادية، والاستطلاع البحري للشواطئ والموانئ والقواعد البحرية، ودفع عناصر القوات الخاصة من الصاعقة البحرية والضفادع البشرية إلى مناطق عملياتهم وبث الألغام أو تأمينها.

      ومع مرور الزمن زادت كفاءة وقدرات الغواصات من حيث السرعة والأمان والفاعلية، فقد توفرت لها درجة عالية من الأمن والسلامة سواء في تحركها على سطح الماء أو في أعماقه، كما زادت قدرات الغواصات من حيث طول المدى والسرعة والقدرة على المناورة والغوص إلى أعماق أبعد، بالإضافة إلى إمكانية الملاحة تحت السطح دون الحاجة إلى الصعود أو استخدام مناظيرها فوق سطح الماء لتحديد موقعها.

      والغواصات الهجومية، متوفرة في آلية تقليدية إلى جانب آلية الدفع النووي، وتتمتع تقريبا بالدرجة نفسها من التخفي، مع ممارسة دور فعال ومكمل للسفن السطحية، سواء على مقربة من الشواطئ، أو في أعالي البحار.

      وما يميز سلاح الغواصات أيضا، هو أنه يضع الطرف الآخر في حالة من اليقظة الدائمة، مما يضاعف من مناخ نفسي يسوده التوتر. وحتى لو لم تتدخل الغواصة في أي عملية بحرية مباشرة، فإن باستطاعتها نثر حقول الألغام في مواقع حساسة، أو اختراق مجال بحري معين لمراقبة واستطلاع المياه الإقليمية.

      وقد حدث تطوير هائل في نظام وأساليب القتال ضد الغواصات، مما حفز مصممي الغواصات على إنتاج غواصات أكثر تطورا، فجرى سباق محموم بين الغواصات والأسلحة المضادة لها.

      وعلى امتداد عقود الحرب الباردة، كان الشغل الشاغل للمواجهات البحرية المحتملة، أن تتم في أعالي البحار، حيث يتكثف انتشار الغواصات النووية والنظم التسليحية والوسائط المضادة. وكل ذلك، استدعى اليقظة الدائمة وإحاطة المفاوضات للحد من التسلح الإستراتيجي بمناخ من الحذر، مع وضع الخطط والتصميمات لتطوير نظم جديدة، أكثر دقة، وأبعد مدى، وأقل حساسية أمام الاكتشاف.

      والفارق النوعي الآن، يتمثل في انتفاء الحاجة كليا لسيناريوهات مماثلة من جهة، والقدرة المتزايدة للغواصات التقليدية في حمل وإطلاق صواريخ مباشرة وفعالة ضد أهداف بحرية وبرية وجوية من جهة ثانية.

تخفي الغواصات

      إن ظاهرة التخفي التي أخذت تتمتع بتقنيات متطورة أكثر من السابق، تتجه نحو التعميم لتشمل الأسلحة البحرية. إلا أن الغواصات، على عكس السفن البحرية الأخرى، صممت من الأساس بهدف تحقيق أعلى نسبة ممكنة من التخفي والتحرك بأمان تام في أعماق البحار والمحيطات.

الغواصات الخفيفة والمتوسطة

      يؤكد الأخصائيون على الأهمية المتزايدة للغواصات الخفيفة، أو صغيرة الحجم، المجهزة بطوربيدات وبنظم توجيه دقيقة، نظرا لدورها الرادع، ولتحركها الخفي، في تأمين سلامة المياه الإقليمية وحماية الشواطئ، وبالطبع تبقى الأفضلية للغواصات المتوسطة شريطة أن تشكل حلقة في سلسلة من سفن السطح تتكامل أدوارها بصورة منظمة.

تطوير محركات الغواصات

      التحدي التكنولوجي البارز هو، الذي طرحته عملية تحديث غواصات الديزل أو تطوير الأجيال الجديدة منها، وهو تقليل الاعتماد على محركات دفع تستوجب إلزام الغواصة لتطفو على السطح  خلال فترات زمنية متقاربة من أجل أن تعيد تعبئة بطارياتها.

      ومن المحاولات الناجحة في هذا السياق، تطوير محركات "سترلينج " Sterling، التي تتميز بإحراق وقود الديزل والأكسيجين النقي في حجرة مكثفة الضغط، أو اعتماد محركات أخرى، تحول الطاقة الكيميائية إلى طاقة كهربائية، من خلال استعمال خلايا الوقود.

      ونجحت التكنولوجيا الأوروبية عموما، والفرنسية خصوصا، في تطوير نظام دفع للغواصات، قليل الاعتماد على الهواء، من خلال توليد محدود للطاقة، مع نظام تحكم مدمج. وفي الواقع، هناك مقدمات ناجحة، تعتبر ممهدة منذ الآن، للنظام الأوروبي المقترح، وفي طليعتها سلسلة الغواصات من الحجم المتوسط، التي تطورها عدة شركات أوروبية، وحدت جهودها في هذا السبيل.

      ومن بين الطرازات الأكثر اعتمادية، فئة "سكوربين" الفرنسية، وفئة "الطراز 212" Type 212 الألمانية، التي تستطيع على سبيل المثال، البقاء زهاء ثلاثة أسابيع متواصلة، تحت مستوى المياه.

      وتعتبر هذه الطرازات، إضافة إلى احدث نظام طورته الصناعة السويدية للخدمة في سلاح البحرية المحلى، ذات مستوى ارفع من الغواصات المطاردة فئة "أجوستا" Agousta-90B الفرنسية، ويمكن مقارنتها بفئة "مورأي" Moray البريطانية.

الغواصات غير النووية

      استخدمت محركات الاحتراق الداخلي التي تعمل بالبنزين أو الديزل في الغواصات بعد أن بدأت محركات البخار تخرج من الخدمة، ولكن محركات الاحتراق الداخلي كانت تضطر الغواصة إلى الارتفاع إلى السطح على فترات لطرد الغازات الضارة وعوادم الاحتراق.

      وقد صمم الأمريكيون في البداية محركا يعمل بنظام الاحتراق الداخلي بالبنزين لتتحرك الغواصة به وهي طافية على سطح الماء أما عند الغوص فيستعمل محرك آخر يعمل بالطاقة الكهربائية المستمدة من بطاريات خاصة.

      وتطالب الدول الشركات المنتجة بإنتاج غواصات غير نووية متميزة بقدرات أعلى حتى يمكن تقليل المصروفات الباهظة والأخطار الجسيمة للغواصات النووية. وبدأ المصممون تلبية مطالب الأساطيل العالمية في إنتاج غواصات ذات محركات أكثر اقتصادا وأمنا، وأقل تعقيدا. فأنتج مؤخرا محرك الديزل الذي يفي بمتطلبات عمليات الغواصات في المعارك الحالية والمستقبلية.

الغواصات النووية

      نتيجة التسيير بالطاقة النووية، والتمكن من دمج ماكينات السير على سطح الماء والماكينات الأخرى التي كانت تستخدم للسير في الأعماق في مجموعة واحدة، أصبح للغواصة النووية كل مقومات الطاقة الكافية للسير بلا قيود أو حدود، إذ تضاعفت إمكانيات الغواصة على شق طريقها بسرعة كبيرة جدا سواء في طوافها على سطح الماء أو في غوصها بصفة خاصة تحت الأعماق، وأصبح بإمكانها أن تظل في الأعماق لمدة عدة شهور.

      وتستطيع هذه الغواصات السير وهى غائصة بسرعة أكبر من سيرها فوق سطح الماء، وذلك لأن قوة الاحتكاك بالهواء والماء وهى تسير فوق سطح الماء تستنفد كثيرا من قوتها وسرعتها. كما أن البحار العاصفة لا تؤثر في الغواصة وهى تسير في الأعماق كما هي الحال إذا كانت تكافح هذه الأمواج الصاخبة وهى تسير على السطح، وبالأخص إذا كانت الغواصة صغيرة الحجم.

      كما أن الغواصة النووية بما لها من مزايا السرعة والتحمل الطويل تحت الماء أصبحت قادرة على أن تزيد من صعوبة اكتشاف موقعها وهى تحت الماء، بل وإن سرعتها الفائقة تحت الماء تمكنها من أن تفلت من مطاردة سفن المطاردة.

      وينتظر أن تصل سرعة الغواصة النووية وهى غائصة تحت سطح الماء إلى ما يزيد عن 50 عقدة، ويمكن القول أن باستطاعة الغواصة النووية أن تصمد لأي مطاردة مهما طال وقتها، وأن تهرب ممن يطاردها. وكانت في الماضي لا تتحمل أكثر من فترة قصيرة في عمليات محاولة الهرب التقليدية بالسير بأقصى سرعة لها، وبعدها تضطر إلى النزول إلى القاع، وتبقى ساكنة حتى يرحل مطاردها أو يقضى عليها.

زيادة إمكانيات الغواصات

      مازالت القوى الكبرى التي تمتلك مجموعات كبيرة من الغواصات، مستمرة في تطوير عملياتها البحرية التي تجرى تحت الماء، ومن هنا فإنها تطور غواصاتها، وتهتم بتحسين إمكاناتها من جميع الوجوه، فقد أنتجت بعض دول حلف شمال الأطلسي غواصات من طرازات جديدة أصغر حجما، وأسرع حركة، وأبعد مدى، كما أن قدرتها النيرانية أقوى بكثير من الأنواع السابقة.

      ويسعى مصممو الغواصات إلى إنتاج الغواصات ذات المرونة الحركية الكبيرة، بالإضافة إلى خفض الضجيج الناتج عن محركاتها وأجهزتها إلى أدنى حد ممكن مما يجعل اكتشاف الغواصة بالأجهزة الصوتية أمرا صعبا للغاية.

      وتتجه دراسات وبحوث التطوير أيضا إلى إيجاد التصميم الداخلي الجيد الذي يكفل الراحة وسهولة الحركة للأفراد داخل حجرات الغواصة، حيث إن ظروف وطبيعة عمل رجال الغواصات تقتضي بقاء الطاقم بداخلها لعدة أسابيع وقد تطول إلى أكثر من شهر، وقد يستمر لعدة أشهر خاصة مع استخدام المحركات والإمكانات الحديثة التي تعطيها المدى الأبعد،

      فالمعيشة داخل الغواصة الضيقة، وتحت ظروف العمليات القتالية، مع قلة ضرورات الحياة، كل ذلك يشكل ضغطا مركزا على أعصاب أفراد الطاقم.

اتجاهات التطوير المستقبلي للغواصات في تسليح الجيش الذكي

      يتجه تطوير الغواصات مستقبلا إلى تحسين الخصائص والقدرات العامة حتى يمكن تحقيق ما يلي بكفاءة عالية:

1.  زيادة عمق الغوص، وزيادة قوة البدن، مع توفير مساحات كافية في الداخل لراحة الطاقم.

2.  زيادة مدى العمل والسرعة في الأعماق وفوق السطح.

3.  خفض نسبة التعرض بتقليل الحجم الخارجي.

4.  قدرة كبيرة على التحكم والسيطرة الآلية.

5.  نظم تسليح قوية ومتنوعة ودقيقة.

6.  نظم ملاحة دقيقة عند الإبحار في الأعماق ومعرفة المحل وتحديده أثناء الغطس، ودون الحاجة إلى الصعود للسطح، أو رفع المناظير خارج الماء لاستكشاف أوضاع الغواصة.

7.  قدرات كبيرة على بث الألغام وتحديد مواقعها وإمكانيات تفاديها وتأمينها.

8.  زيادة القدرة على المناورة، مما يوفر للغواصة أكبر قدر من الأمان والفاعلية.

9.  محركات اقتصادية وقليلة الضجيج، حتى يمكن حرمان العدو من التقاط الأصوات الصادرة من المحركات.

تجهيز الغواصات بنظم معلومات

      تجهيز الغواصات الحديثة بنظم معلومات يكسبها قدرات هائلة على التحرك الآمن في الأعماق البعيدة، حيث يمكنها متابعة تضاريس قاع البحر، وتحديد موقعها أولا بأول، أثناء السير والمناورات العملياتية.

الحرب ضد الغواصات

      اتسعت مجالات الحرب ضد الغواصات من خلال توجيه صواريخ أو طوربيدات من السفن السطحية، إضافة إلى تطوير وسائط كشف إلكترونية ومستشعرات بالغة الحساسية، قادرة على ملاحظة أي نشاط غير عادي على مستوى الأعماق.

استخدام شبكات متكاملة من المستشعرات

      تتجه القوات البحرية الحديثة إلى استخدام شبكات متكاملة من المستشعرات في ساحة العمليات، وذلك لتخفيض أعداد وأنواع المستشعرات. وفي هذا الإطار، على سبيل المثال، تخطط البحرية الأمريكية لنشر شبكة تتضمن آلاف المستشعرات في البر والبحر والجو، (انظر شكل شبكة مستشعرات)، والتي سوف ترتبط بعضها ببعض عن طريق شبكة نقل معلومات.

      وقد ظهرت فكرة هذه الشبكة، والتي أطلق عليها اسم "شبكة المستشعرات الاستكشافية" Expeditionary Sensor Grid: ESG، في مركز تطوير أساليب الحرب البحرية، والذي يتولى تطوير الأساليب المستقبلية للحرب البحرية.

      وتتكون الشبكة من حوالي 10000 مستشعر، منها ما هو محمول على طائرات موجهة من دون طيار، ومستشعرات أرضية، ومستشعرات بحرية طافية، ومركبات برمائية غير مأهولة، بالإضافة إلى حاويات للأسلحة المتنوعة، مثل الصواريخ والألغام، والطوربيدات. وسيتم نشر هذه المستشعرات في مساحة كبيرة، لتقوم بإمداد القوات بكميات هائلة من المعلومات.

      ونجاح مثل هذه الشبكة يضمن التفوق المعلوماتي للقوات الأمريكية، وبالتالي إمكانية توفير أموال طائلة تنفق من أجل تطوير وتدشين الرادارات ونظم التوجيه ومستشعرات الأشعة تحت الحمراء، التي لا غنى عنها، وهو ما يتمشى مع فكرة امتلاك جيش "ذكي" وصغير.

      والهدف الأساسي من ذلك هو رفع كفاءة القوات، من خلال استثمار التقنيات الحديثة التي ستؤدى إلى سرعة الكيفية التي بها تمتلك القوات، وتستخدم، وتحلل البيانات ومعلومات الاستخبارات. وتعتمد فكرة استخدام شبكة المستشعرات لإدارة المعركة على أنه في العمليات المستقبلية، سيكون لسرعة امتلاك وفهم البيانات، التي يتم تجميعها بواسطة الشبكة، دور أكبر بكثير من السفن والطائرات، وحتى الغواصات، التي تستخدم هذه البيانات.

      وإذا تمكنت القوات من إقامة هذه القوة المعلوماتية، فإن ذلك سيضاعف كثيرا من تأثير المعلومات المتبادلة بين المنصات الجوية والبحرية المختلفة، من طائرات وسفن وغواصات.

      فحاملة الطائرات، مثلا، ستتمتع بمزايا تكتيكية من خلال استفادتها بالمعلومات التي يحصل عليها رادار المدمرة "ايجيس" Aegis، وذلك من دون تحميل الرادار على حاملة الطائرات، بينما يمكن للبوارج الاستفادة من معلومات مستشعرات الطائرات المقاتلة F/A-18، وكل ذلك من خلال تصميم الشبكة، وتبادل المعلومات بين عناصرها المختلفة.

      وفي سبيل تنفيذ شبكة المستشعرات هذه، تمول البحرية الأمريكية برنامج تطوير رادار الطائرة "هوك آى"E-2C Hawkeye   للإنذار المبكر، وهو البرنامج المعروف باسم "برنامج تحديث الرادار" Radar Modernization Program: RMP، بتكلفة تصل إلى حوالي بليون دولار، وينتظر دخوله الخدمة عام 2007م.

      ويتضمن التطوير، زيادة القدرات الاستكشافية التي يوفرها الرادار في ميدان القتال البحري، والحرب الساحلية، والتعامل مع الصواريخ الطوافة، والصواريخ الباليستية، وذلك من خلال زيادة مدى الكشف الراداري للطائرات والسفن، مما يجعل الطائرة "هوك أي " مثالا جيدا لفكرة ترابط شبكات المعلومات.

زيادة الاعتمادية على نظم الحرب الإلكترونية المحمولة جوا

      كثير من التقدم حدث، وسوف يحدث، في مجال تزويد القطع البحرية والنظم البحرية الساحلية والغواصات بمنظومات متكاملة للحرب الإلكترونية، بما تشمله من مستشعرات إلكترونية في كافة الحيزات الكهرومغناطيسية والكهروضوئية، ونظم إعاقة إيجابية وسلبية، لخداع مستشعرات العدو، ونظم توجيه ذخائره الذكية، كما أن توفير نظم سيطرة وتوجيه وإدارة نيران وحاسبات ونظم مخابراتية، على درجة عالية من التقدم، سوف يؤمن هذه النظم، ويحرم نظم الحرب الإلكترونية المعادية من التأثير فيها.