إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / نظرية الجيش الذكي الصغير




ملابس الوقاية
منظومة المقاتل البري
نظام فيست
مقاتل ينظر لشاشة الحاسب
المنظومة "إيكاد"
اللغم هورنت
الدفاع عن مسرح العمليات
السلاح PAPOP
الطائرة F-22
الطائرة جلوبال هوك
الصاروخ "أرو"
الصاروخ ميتيور
الصاروخ أسرام
الصاروخ دارتر
الصاروخ JASSM
الصاروخ سلامر
الصاروخ ستورم شادو
الصاروخ R-77
الصاروخ SM-3
ربوت يحمل كاميرا

مدمرة DD-21
مكونات الليزر
مكونات الصاروخ الباتريوت
نظام "ثاد" للدفاع
نظام المراقبة "هوريزون"
إعادة هيكلة منظومة الدفاع
المقاتلة JSF
المقذوف بونس
الصاروخ أباتشي
الصاروخ ميكا
شبكة أنظمة الكشف والتتبع
شبكة مستشعرات
ذخيرة هاون ميرلين
قنابل Paveway III




المبحث السابع

المبحث السابع

الصواريخ الطوافة سلاح الردع في الجيش الذكي الصغير

ستمثل الصواريخ الطوافة أهم أسلحة الردع التقليدية في الجيش الذكي الصغير، الذي لا يمتلك أسلحة التدمير الشامل. وقد ذاع صيت هذه الصواريخ في عمليات عاصفة الصحراء، واستخدمتها الولايات المتحدة بعد ذلك في الهجمات ضد مواقع في أفغانستان والسودان، ثم استخدمتها قوات حلف شمال الأطلسي في البلقان، مما جعلها تحتل رأس قائمة الأسلحة دقيقة التوجيه، عظيمة التأثير، ولكي تثير احتمالات واسعة، سواء من ناحية مجالات الاستخدام، أو فرص النجاح.

وعلى الرغم من نجاح الصواريخ الطوافة، من نوع "توماهوك"، ، في عملية عاصفة الصحراء، وإصابتها للعديد من الأهداف، التي وجهت إليها، فإن الكثيرين لا يعرفون أن التصميم الأساسي لهذه الصواريخ يرجع إلى سنوات عديدة مضت.

وقد تحققت زيادة فاعليتها بفضل الاستفادة من التطور التكنولوجي الكبير، في مجالات قوة الدفع للمحرك النفاث المروحي التوربيني الصغير الحجم، والاقتصادي في استهلاك الوقود، ويضاف إلى ذلك استخدام الإلكترونيات الدقيقة، وأساليب التوجيه الفائقة الدقة، للملاحة على ارتفاعات منخفضة جدا، وضغط الرؤوس الحربية إلى أحجام صغيرة.

وأهم خصائص الصواريخ الطوافة أنها مزودة بكمبيوتر، يحقق دقة كبيرة في إصابة الهدف، وتتمتع بالقدرة على تصحيح خط سيرها بشكل مستمر، كما أنها تزود بالمعلومات الجغرافية من خلال استقبالها لمعلومات الأقمار الصناعية في المنطقة.

ولكن مشكلة صواريخ الطوافة الأساسية، هي أنها تحلق بسرعة بطيئة، وعلى ارتفاعات منخفضة، وبالتالي يمكن للدفاعات الأرضية أن تصيبها بسهولة نسبية. والصاروخ الطواف له صوت واضح، لأنه يعمل بمحرك شبه نفاث، كما أنه يمكن رؤيته بالعين المجردة، حيث يبلغ طوله عدة أمتار. ولذلك، فإن من أول اتجاهات التطوير الحالية للصواريخ "الطوافة"، استخدام تكنولوجيا الإخفاء، سواء بتقليل البصمة الرادارية، أو البصمة الحرارية، أو البصمة الصوتية.

1. الصاروخ " توماهوك"

يعتبر الصاروخ الطواف " توماهوك" أحد أنواع الأسلحة "الذكية " التي ذاعت شهرتها بعد حرب الخليج. وهذا الصاروخ تحمله وتطلقه سفن السطح والغواصات، وتوجد منه أربعة أنواع، ويزن 1450 كجم عند الإطلاق، ويستخدم محركاً مروحياً توربينياً، ويعمل بالوقود الصلب.

ويستخدم الصاروخ نظام توجيه يقوم بالملاحة بمقارنة الصورة الأرضية الرقمية المخزنة مع نقاط أرضية حقيقية، على طول خط مروره، ويتم وضع خريطة لكل الطريق قبل بدء المهمة بواسطة مخططين لمسرح العمليات. ويوفر نظام التوجيه الابتدائي بيانات عن طبيعة الأرض، لضبط النظام، الذي يقارن الخريطة المخزنة بالأرض الفعلية لتحديد موقع الصاروخ، كما يقوم نظام التوجيه بتصحيح المسار.

ويتميز الصاروخ "توماهوك" ببصمة رادارية وحرارية صغيرة، وبدقة عالية في إصابة أهدافه، وقدرة على العمل في معظم الأحوال الجوية، وتحت ظروف رؤية متدنية، مع فرصة قليلة لاكتشافه أو إسقاطه.

وهناك نوع معدل جديد للصاروخ "توماهوك" يخضع للتطوير لإدخاله الخدمة لدى سلاح البحرية الأمريكي، وسيكون هذا الصاروخ قادرا على اختراق الأرض بعمق كبير، أو الأهداف المحصنة، باستخدام رأس حربية خارقة عالية الحرارة لهذه الغاية. وسيتمكن الصاروخ من الطيران على ارتفاع 25000 قدم قبل الانقضاض على هدفه، بدلا من المهاجمة، بحسب الصيغة التقليدية، على ارتفاع منخفض، ومتابعة التضاريس الأرضية

برنامج التطوير الأساسي للصاروخ "توماهوك"

يتم تنفيذ برنامج لتطوير صاروخ محسن من نوع "توماهوك" ليكون له دقة إصابة أعلى، مع القدرة على مهاجمة المقذوفات المتحركة. وقد أطلق على هذا البرنامج اسم "برنامج التطوير الأساسي لتوماهوك" ووضعت قائمة بالمتطلبات الأساسية المطلوب تحقيقها في هذا البرنامج ومنها:

أ. تحقيق درجة دقة في حدود ثلاثة أمتار من الهدف، حتى مع إطلاق الصاروخ من مدى 600 ـ 700 ميل.

ب. تطوير عملية تخطيط تصويب الصاروخ نحو الهدف.

ج. إضافة وصلة اتصالات للصاروخ من سفينة الإطلاق أو الغواصة لنقل المعلومات.

د. تطوير المستشعرات ليمكن للصاروخ البحث عن الأهداف القريبة في حالة عدم القدرة على تحديد الهدف الأصلي.

هـ. تطوير رأس حربية جديدة تسمح للصاروخ بإصابة الأهداف المحصنة، مثل ملاجئ مراكز القيادة والسيطرة ودشم الطائرات.

و. تحقيق إمكانية الاستخدام المزدوج لإصابة الأهداف في البر والبحر.

2. الصاروخ "ألكم"

تنتج شركة "بوينج" Boeing الأمريكية الصاروخ الطواف، المتوسط المدى، الذي يطلق من الجو "ألكم" Air Launched Cruise Missile: ALCM بنوعيه: النوع AGM-86B الذي يحمل الرأس النووية W-80-1، والنوع AGM-86C الذي ينتج باستبدال الرأس الحربية النووية W-80-1 في النوع AGM-86B برأس حربية تقليدية شديدة الانفجار زنة 450 كم، وسمي بالصاروخ "كالكم" Conventional Air-Launched Cruise Missile: CALCM. وبإمكان القاذفة B-52 أن تحمل 20 صاروخاً من ذلك النوع الذي يبلغ مداه 1000 كم.

3. الصاروخ "بيجاسوس"

الصاروخ الطواف "بيجاسوس" Pegasus هو من الأسلحة الحديثة، التي تستخدم توجيهاً ليزرياً، ومحركاً صاروخياً، ورؤوساً حربية تزن 225 كجم أو 900 كجم.

والصاروخ مزود بمحرك توربينى نفاث، لتأمين مدى أبعد، وبرأس حربي طور لاختراق الحوائط الخرسانية، ونظام آلي للملاحة بعد منتصف المسار، وبباحث لتكوين الصور بالأشعة تحت الحمراء، وبجهاز لنقل المعلومات التي تسمح للطيار بالتحكم في الصاروخ في المرحلة النهائية من طيرانه لتأمين مدى أبعد.

4. الصاروخ "سلام"

الصاروخ الطواف نوع "سلام" Standoff Land Attack Missile: SLAM تنتجه شركة "ماكدونال دوجلاس" Mc Donnel Douglas الأمريكية، وهو صاروخ مشتق من صاروخ "هاربون" Harpoon، وجربته طائرات F/A-18 المنطلقة من حاملات الطائرات في حرب الخليج، وضد أهداف الدفاع الجوى الصربية في البوسنة عام 1995م.

وكان هذا الصاروخ واحدا من الصواريخ الأولى التي حملت جهاز استقبال لنظام GPS بوصفه تحديثاً لنظام الملاحة بالقصور الذاتي. وتعتبر صواريخ "سلام" SLAM الأمريكية الهجومية هي الركيزة الأساسية للترسانة البحرية الأمريكية وحلفائها، حيث يستطيع هذا الصاروخ اقتحام وتدمير الأهداف الأرضية الحصينة، نظرا لنظمه الخاصة الباحثة عن الهدف والتحديد والتصويب الدقيق.

5. الصاروخ" سلامر"

طور نوع جديد من الصاروخ "سلام" هو الصاروخ "سلامر" Standoff Land Attack Missile- Expanded Response: SLAM-ER جو/ أرض، (اُنظر صورة الصاروخ سلامر)، وهو عبارة عن صاروخ "سلام" تم تحديثه باستبدال الأجنحة غير المسطحة بأجنحة مسطحة. وتستخدم هذه الصواريخ من الطائرات، التي تنطلق من قواعد أرضية، أو من حاملات الطائرات، وتتم عمليات الإطلاق من مسافة 150 ميل بحري.

وينتظر أن تستمر عملية إنتاج هذه الصواريخ حتى عام 2004م. وسيتم تحديث حوالي 700 صاروخ من النوع"سلام"، والموجودة في ترسانة البحرية الأمريكية، إلى النوع المحسن "سلامر"، والذي يتضمن أجنحة مستوية، ورأس حربي حديث، وبرنامج Software جديد للتوجيه. ومعظم الصواريخ التي تطلق من الجو، والتي سيتم إنتاجها حديثا، ستحتوي على رأس حربي شديد الانفجار.

6. الصاروخ "أباتشي"

تنتج شركة "ماترا" Matra الفرنسية للصناعات الدفاعية والإلكترونية صاروخها الطواف، من نوع "أباتشى" Apache، (اُنظر شكل الصاروخ أباتشي)، بعيد المدى، وهو معد لتنفيذ مهام القصف الجوي الهجومية، ضد الأهداف الإستراتيجية والتكتيكية الحيوية، ذات القيمة العالية، وتقول المصادر الدفاعية الفرنسية أنه لا يوجد ما يوازيه من حيث مواصفات الأداء والأغراض القتالية إلا الصاروخ الأمريكي الطواف من نوع "توماهوك" والصاروخ الروسي S-15.

ويدخل الصاروخ "اباتشى" في عداد الصواريخ الطوافة متعددة المهام، والقادرة على ضرب الأهداف البعيدة، في النهار والليل، وفي مختلف الظروف الجوية.

ويطلق الصاروخ من طائرات "ميراج- 2000" و"رافال" المستخدمة لدى سلاح الجو الفرنسي، لإبطال فعالية القواعد الجوية المعادية، وتأمين السيطرة الجوية الضرورية لانتشار الجيوش.

وتشتمل مزاياه على دقته العالية جدا في إصابة أهدافه، إلى جانب بعد مداه، الذي يصل إلى حوالي 400 كم، وإمكان تزويده برؤوس حربية عدة، تختلف باختلاف طبيعة الهدف المزمع مهاجمته، كحاضنات ذخائر عنقودية، أو ذخائر دقيقة التوجيه مضادة للدروع، أو حشوات شديدة الانفجار، ضد الأهداف الكبيرة الحجم، وصولا إلى إمكان تزويده برؤوس نووية، أو كيماوية، عند الضرورة.

ويحمل الصاروخ 10 ذخائر ثانوية من نوع "كريس" Kriss مصممة لاختراق الحوائط الخرسانية، ويمكن برمجة توقيتات الانفجار لمنع أعمال الإصلاح للممرات الجوية لمدة كبيرة.

ويتميز صاروخ "أباتشى" بالمستوى المنخفض لبصمته الرادارية والحرارية، وذلك بفضل المواد المستخدمة وتشكيل السطح والمحركات الدافعة، بالإضافة إلى طيرانه على مستوى منخفض ملازم لتضاريس الأرض، وتساهم مرونته في الملاحة في دقته المتناهية لتحقيق أهدافه.

7. الصاروخ "سكالب"

يعتبر الصاروخ "سكالب" SCALP مشتقا من صاروخ "اباتشى"، وينتج للوفاء بأولوية متطلبات القوات المسلحة في البلدان الأوروبية، بنوع خاص، وسيمنح المقاتلات التي تحمله قدرة إطلاق من بعد لا مثيل لها.

8. الصاروخ "ستورم شادو"

"ستورم شادو" (اُنظر صورة الصاروخ ستورم شادو)، هو أحد نماذج الصاروخ "سكالب"، وستزود به طائرات "ميراج ـ2000" Mirage 2000 و"رافال"Rafale   و"تورنادو"Tornado   و"يوروفايتر" Eurofighter، وهذا الصاروخ مزود برأس حربي عالي القدرات التدميرية قادر على الإصابة البالغة التدمير للأهداف المحمية مثل مستودعات وقود القيادة، ومراكز الاتصالات وذلك من مسافة 250 كم، بالإضافة إلى قدرات طيرانه على ارتفاعات منخفضة.

ومن مميزات هذا الصاروخ احتواء الجزء الأمامي منه على معدات إلكترونية وكاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء، بينما يحتوى الجزء الأوسط على الرأس الحربي وخزان الوقود، والجزء الخلفي للمحرك المروحي النفاث وأسطح التحكم.

9. الصاروخ "جاسم"

اختارت القوات الجوية والبحرية الأمريكية شركة "لوكهيد مارتن" Lockheed Martin لتطوير صاروخ الضرب المشترك جو /أرض نوع "جاسم" Joint Air - to- Surface Standoff Missile: JASSM الذي يضرب من منطقة أمان، (اُنظر صورة الصاروخ JASSM).

وسيتمتع هذا الصاروخ بمدى أطول من أي سلاح تطلقه طائرة من بعيد، وهو 150 ـ180 ميلاً، وهيكله مصمم بحيث يكون متخفياً عن شبكات الدفاع الجوى المعادية، ويستفيد من نظام تحديد المواقع GPS.

وهذا الصاروخ، يتم تطويره بهدف ضرب الأهداف عالية القيمة، والمدافع عنها بكثافة، مثل رادارات الدفاع الجوي، ومرابض الطائرات، ومستودعات البترول، ومراكز القيادة والسيطرة المدفونة تحت الأرض، والأهداف المتحركة، مثل منصات الصواريخ البالسيتية. ولتحقيق ذلك، فإن الصاروخ يستخدم رأسا حربية خارقة وشديدة الانفجار في نفس الوقت، ويستخدم نظام التخطيط للمهام، ومستشعرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء.

وسوف يمكن إطلاق الصاروخ من مختلف الطائرات الأمريكية مثل: F-16,  F-18, F-15, B-2, B-52, F18E/F. وستكون القاذفة B-52 أول طائرة تحمل هذا الصاروخ. وسوف تتمكن الطائرات من إطلاقه من مسافة أمان من بعد يصل 180 كم، ويمكن زيادة مدى الصاروخ، مما يجعل الطائرات القاذفة في مأمن من الإصابة بنيران الدفاعات الأرضية المعادية.

وترجع دقة إصابة الصاروخ إلى أنه يستخدم نظام التوجيه بالقصور الذاتي، مزدوجا مع نظام الملاحة الكوني GPS والمستشعرات الحرارية للبحث عن الهدف المطلوب إصابته. وتجري دراسات لتطوير الصاروخ "جاسم" لزيادة مداه، وكذلك تطوير أنواع منه حاملة للذخائر الثانوية.

وتبحث الشركة عدة خيارات للتطوير، أفضلها هو تزويد الصاروخ برأس حربية زنة 1000 رطل، ذات قدرة عالية على الاختراق، وزيادة مدى الصاروخ إلى 1700 ميل، ولكن هذا سوف يقلل من عدد الصواريخ التي تستطيع حملها الطائرة القاذفة الواحدة. كما يمكن زيادة مدى الصاروخ أكثر من ذلك، ولكن مع خفض وزن الرأس الحربي إلى 500 رطل فقط.

10. استخدام الرؤوس الترادفية للصواريخ الطوافة

يتم زيادة اختراق الصاروخ الطواف عبر تطوير رؤوس حربية ترادفية Tandem Warhead مجهزة بشحنة أمامية وشحنة خلفية، ومنها مقذوف "بروش" Bomb Royal Ordnance Augmented Charge BROACH من إنتاج شركة "رويال اوردنانس" Royal Ordnance،

وهذا المقذوف سيستخدم مع الصاروخ الذي يطلق من مسافات بعيدة، من نوع Joint Standoff Weapon JSOW, ويتراوح وزن المقذوف بين 227 و900 كم، ويعرض بعدة أحجام، وهو ليس مصمماً فقط للإطلاق من القاذفات الحديثة والمقاتلات متعددة المهام، بل من الصواريخ الطوافة الأوروبية، مثل "ستورم شادو" و"سكالب".

وفي الوقت نفسه، عملت إحدى الشركات الفرعية التابعة لشركة "بوفورز"، على تطوير رأس حربية ترادفية مصممة انطلاقا من نظام TDA Mephisto لتجهيز الصاروخ الطواف "توروس" Taurus.

11. الدفاع ضد الصواريخ الطوافة

بغض النظر عن وجود إمكانيات للدفاع ضد الصواريخ البالسيتية، سواء كانت هذه الإمكانيات حقيقية، أو مازالت في خيال العسكريين، فإن الاتجاه الآن يركز على كيفية مواجهة الصواريخ الطوافة.

وقد أكدت الدراسات المتخصصة في الدفاع الجوي أن نظام الدفاع متعدد الطبقات هو أفضل أسلوب لمواجهة الصواريخ الطوافة. وفي هذا الإطار تتولى الطائرات المقاتلة مسؤولية الدفاع عن الطبقة الخارجية، أما الطبقة المتوسطة، فتخصص لها مقذوفات سطح/ جو، بالتعاون مع مستشعرات محمولة جوا. وتقوم الدفاعات أرض/ جو بحماية الطبقة الداخلية والأخيرة.

وتشتمل منظومة الدفاع ضد الصواريخ الطوافة على العناصر الأربعة الرئيسية الآتية:

أ. عنصر الإنذار المبكر، الذي يكتشف الصواريخ المقتربة بأسرع ما يمكن، وقد يتم ذلك باستخدام الأقمار الصناعية، أو الطائرات الموجهة من دون طيار، أو باستخدام رادار أرضى يكون مصمما خصيصا للتعامل مع الصواريخ الطوافة.

ب. عنصر التتبع، الذي يجب أن يتميز بدقة متناهية، ويتم تحديد ذلك باستخدام رادار له نطاق واسع من الترددات.

ج. الصاروخ الاعتراضي الذي يستطيع بإمكانيات عالية التقنية اعتراض الصاروخ المهاجم.

د. نظام للقيادة والسيطرة لاتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب.

12. اكتشاف الصواريخ الطوافة

لعمليات اكتشاف الصواريخ الطوافة مشاكلها الخاصة بها، فهذه الصواريخ صغيرة الحجم، وبصمتها صغيرة عند الإطلاق وأثناء الطيران، وهي تطير على ارتفاع منخفض، ويمكنها الاختفاء خلف التضاريس الطبيعية، ومواقع إطلاقها أو الأهداف الموجهة إليها لا يمكن معرفتها بسهولة بتتبع مسار الصاروخ.

وأهم مشكلة تواجه عملية اكتشاف الصواريخ الطوافة، تتمثل في صغر المقطع الراداري Radar Cross Section فالمقاطع الرادارية التي تبلغ مساحتها من5 إلى 10 أمتار مربعة، أي حجم المقاتلة F-15، كانت خلال عقود مضت مقبولة بالنسبة لرادار طائرات" أواكس" E-3.

وبالمقارنة فإن المقطع الراداري لصاروخ "توماهوك" يبلغ مترا مربعا واحدا، في حين أن المقطع الراداري لصاروخ طواف خفي، يبلغ فقط عددا قليلا من السنتيمترات المربعة، وليس الأمتار المربعة.

وإذا كان هناك هدف تبلغ مساحة مقطعه الراداري مترا مربعا واحدا، فمن الممكن اكتشافه بواسطة طائرات "أواكس"، وهو على بعد 55 ميلاً بحرياً أو أكثر. أما إذا تم تقليل مساحة المقطع الراداري إلى جزء من عشرة من المتر المربع، وهو ما يعتبر في مفهوم الإخفاء رقماً متوسطاً، يسهل تحقيقه، فإن المدى اللازم للاكتشاف ينخفض ليصبح 6 ـ20 ميلاً أو أكثر قليلاً، معتمداً على زاوية ميل الصاروخ بالنسبة لشعاع الرادار الساقط عليه، وحساسية نظام الاستقبال في الرادار، وسرعة الصاروخ.

ولا بد من عمليات التحديث لطائرة "أواكس" أن تكون بالفعالية التي تمكنها من اكتشاف الصواريخ الطوافة المستقبلية، التي يكون مقطعها الراداري في حدود خمسة أجزاء من الألف من المتر المربع، على مدى يصل إلى 120ـ150 ميلاً، بحيث تزداد احتمالات تدميرها بالأسلحة التي تطلق من الجو، أو من الأرض.

13. اكتشاف الصواريخ الطوافة بواسطة نظام "جستارز"

يجرى تطوير نماذج محسنة من نظام "جستارز" Joint Surveillance Target Attack Radar System JSTARS المحمول على طائرات E-8، ليتمكن من اكتشاف الصواريخ الطوافة الخفية. وطائرات E-8 عادة ما تكون مجهزة بمهام الاتصال مع المحطات الأرضية.

وتشمل تجهيزات الطائرات الرئيسية في وضعها الحالي رادار الاستطلاع متعدد الأنماط اسفل جسم الطائرة، ولوحات العمليات والتحكم، ومجموعة من تجهيزات الحرب الإلكترونية للحماية الذاتية.

وفي البوسنة، استخدم الأمريكيون النظام الراداري لكشف الأهداف "جستارز"، المحمل على طائرة من نوع
 
E-8، وهو نظام لمراقبة ميدان القتال البري من الجو، ويمكن من خلاله التقاط مكان ونوع أي نوع من أنواع الآلات التي تسير على الأرض، على مساحة مائتي كم مربع.

وقبل ذلك استخدمت القوات المتحالفة في عمليات عاصفة الصحراء نظام مراقبة ميدان المعركة "هوريزون" HORIZON، المحمول على طائرة عمودية من نوع "كوجار"، (اُنظر شكل نظام المراقبة "هوريزون").

14. اكتشاف الصواريخ الطوافة بواسطة الرادارات الأرضية

يتم التحديث لرادارات "كوبرا جودي" Cobra Judi و"كوبرا دين" Cobra Dane التي تعمل من على الأرض لتكون قادرة على اكتشاف وتعقب الصواريخ الطوافة الخفية.

وتركز الجهود المشتركة بين القوات البحرية الأمريكية والجيش الأمريكي على تطوير الوسائل اللازمة لكشف الصواريخ الطوافة فيما هو أبعد من مدى رؤية الرادار. وفي هذا الإطار استخدمت مستشعرات رادارية على ارتفاع 1160 م من سطح البحر في جزر هاواي، بوصفها بديلاً لطائرات "هوك آى" E-2C Hawkeye.

وهذه المستشعرات أمكنها كشف وتتبع الأهداف التقليدية BMQ-34 التي تطير قريبا من سطح البحر، وتم نقل المعلومات إلى المدمرات "ايجيس" Aegis وإلى بطاريات صواريخ "باتريوت".وتمثل هذه المستشعرات رادار كشف اختباري يعمل في حيز التردد UHF، وقد تم تطويرها باستخدام هوائي نوع ADS-18S ووصلات نقل معلومات.

15. اكتشاف الصواريخ الطوافة بواسطة الطائرات من دون طيار

تدرس مؤسسة الصناعات الجوية الإسرائيلية إمكانية اكتشاف الصواريخ الطوافة بواسطة استخدام طائرة موجهة من دون طيار، تطير على ارتفاع كبير، يمكن للمستشعرات التي تحملها هذه الطائرة تغطية كشف لمساحة مليون  كم2. وتركز الولايات المتحدة الأمريكية على تصميم طائرة للقيام بنفس الغرض، وتظل في مدارها حتى 30 ـ60 يوماً.

16. استخدام نظام "باتريوت" المحسن لمواجهة الصواريخ الطوافة

يقوم الجيش الأمريكي بتطوير نظام "باتريوت" ليحقق كفاءة أفضل ضد الصواريخ الطوافة. وعمليات التطوير التي تمت بعد حرب الخليج ونفذت منذ عام 1993م أتاحت للنظام إمكانية الإطلاق من بعد، وحسنت كفاءة رادار إدارة النيران من نوع AN/MPQ – 53 من حيث سرعة كشف الهدف وتمييزه.

وتلا ذلك في ديسمبر 1995م تطوير النظام إلى النوع "باك ـ2" Patriot Advanced Capability – 2  PAC–2 الذي يتميز بإمكانية توجيه أفضل تجاه الصواريخ الطوافة. وفي أغسطس 1996 بدأ الجيش الأمريكي في تطوير مستشعر مزدوج لتركيبه على النظام PAC-2  لتحسين كفاءته في مواجهة الصواريخ الطوافة.

وتهدف المرحلة التالية في تطوير النظام Patriot Advanced Capability-3 PAC-3 مع التحسينات الجديدة في الرادار، إلى تحقيق قدرة قتل وقوة نيران أفضل، والدفاع عن مساحة أكبر، وخفة الحركة، والمرونة في الاستخدام العملياتي.

ويجرى تخفيض وزن قواذف "باتريوت" بحيث يمكن لطائرات C-5 حمل ستة قواذف، بدلا من اثنين حاليا، ويمكن للطائرة C-17 حمل أربعة قواذف. وتخفيف وزن القواذف سيسمح لطائراتC-130  بحملها لأول مرة.

17. استخدام نظام "ميدز" لمواجهة الصواريخ الطوافة

تقوم كل من ألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة بتطوير نظام "ميدز"Medium Extended Area Defense System MEADS للدفاع ضد الصواريخ الطوافة، وذلك ضمن إطار دفاعي متعدد الطبقات، يتولى فيه نظام "ميدز" مسؤولية الدفاع على الارتفاعات المنخفضة، ويتعامل مع 90 % من الصواريخ المعادية، التي تتمكن من الوصول إلى نطاق عمله.

ولحماية القوات البرية التي تقوم بأعمال المناورة، فإن النظام مصمم لتوفير دفاع النقطة عن هذه القوات ضد الهجمات المتتالية من الاتجاهات المختلفة.

ويتكون النظام "ميدز" من صاروخ اعتراضي والمستشعرات الخاصة به، ونظام قيادة وسيطرة وتحكم واتصالات واستخبارات. وكل مكونات النظام صغيرة الحجم، وخفيفة الوزن حتى يسهل نقله، ويكون خفيف الحركة. ومن المتوقع دخول النظام "ميدز" الخدمة في عام 2005م.

·   رادار نظام "ميدز"

والرادار المستخدم في نظام "ميدز" مقام على الأرض، وتحد التضاريس من مقدرته على الاكتشاف، ومن دون تزويده ببيانات قيادة النيران من مستشعرات تحملها طائرات الإنذار المبكر فلن يكون نظام "ميدز" سوى نظام دفاعي ذاتي عن المنطقة الموجود بها، حيث إن الرادار في هذه الحالة لن يقدم إلا معلومات ضئيلة عن الأهداف الطائرة، التي تستخدم تقنية التخفي.

ولهذا السبب يجرى تطوير نظم مساعدة للرادار لتدعيم قدراته ورفع إمكاناته الاستكشافية للأهداف الخفية الطائرة. ومن ثم، فقد تمت محاولات لتصميم نظام راداري مثبت في طائرة عمودية من دون طيار، يقوم بكشف الأهداف الخفية في مدى يراوح من 75 إلى 100 ميل. وأيضا تم تطوير وسيلة أخرى، وهي استخدام بالون لحمل رادار أكبر من الذي تحمله الطائرة، ويتمكن هذا الرادار من كشف الأهداف الخفية حتى مدى 300 ميل.