إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الجيش الثامن البريطاني، في الحرب العالمية الثانية






أرض مسرح عمليات العلمين
الصحراء الغربية والليبية



المصادر والمراجع

المقدمة

عُين الجنرال "إيرل ويفل" (Earl Wavell) قائداً عاماً للقوات البريطانية، في الشرق الأوسط، في عـام 1939، مع بداية الحرب العالمية الثانية، ولم يكن في ذلك الوقت غير "جيش النيل" (Nile Army) المكلّف بالدفاع عن مصر وقوامه 8 آلاف جندي بريطاني، إضافة إلى لواء الفرقة الرابعة الهندية.

وبعـد إعلان الحرب، وصل إلى مصر لواء هندي آخر. وفي فبراير 1940، أثناء الحرب، وصل لواء أسترالي وآخر نيوزيلندي. وفي منتصف العام، وصل تعداد "جيش النيل"، في مصر، إلى 36 ألف مقاتل. ونظراً إلى التفوق الساحق، في ميزان القوى، لصالح الجيش الإيطالي، في شمـال أفريقيا، نَظَّمَ "ويفل"، الأعمال القتالية، على الجبهة الغربية، بتنفيذ أعمال الإغارات، والهجمـات المحدودة الصغرى. وسُمّيت القوة البريطانية، المخصصة لهذه المهمة، بـ "قوة الصحراء الغربية"، وتولى قيادتها الجنرال "ريتشارد أوكونور" (Richard O'Connor).

في 13 سبتمبر 1940، هاجم الجنرال الإيطالي، "جرازياني" (Rodolfo Graziani) ، الحدود الغربية المصرية، ووصلت قواته، إلى "سيدي براني"، بعد ثلاثة أيام، مبتعدة مسافة 60 ميلاً عن قواعدها الإدارية. وفي يوم 9 ديسمبر 1940، شنّت "قوة الصحراء الغربية"، بقيادة الجنرال "أوكونور"، هجوماً مضاداً، على القوات الإيطالية، استمر شهرين كاملين. وفي 10 فبراير 1941، تمكنت "قوة الصحراء الغربية" من احتلال مدينتي "بنغازي"، و"العجيلة"، وتدمير الجيش الإيطالي بكامله، والمكون من أربعة فيالق (9 فرق)، وأسر ما يقرب من 14 ألف جندي، والاستيلاء على 420 دبابة، و300 مدفعٍ، إضافة إلى كميات كبيرة، من الأسلحة، والذخيرة، ومواد الإعاشة.

اضطر الجنرال "ويفل"، بعد معركة "بنغازي"، إلى نقل قسم من "قوة الصحراء الغربية"، إلى اليونان، لمواجهـة القـوات الألمـانية المتقدمة هناك. ووقعت معارك بين أنصار حكومة "فيشي"، وأنصار "شارل ديجول" (Charles de Gaulle)، في سورية ولبنان. وتفاقمت ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق، مما استدعى إرسال أجزاء أخرى، من "قوة الصحراء الغربية" إلى هناك، لتحقيق الأمن، والاستقرار. وأصبح موقف "قوة الصحراء الغربية" ضعيفاً، وكانت المهام المكلفة بها، أكبر بكثير من إمكاناتها.

في 12 فبراير 1941، وصل "إروين رومل" (Erwin Rommel)، إلى ليبيا، ليتولى قيادة "الفيلق الأفريقي"، بعد هزيمة الجيش الإيطالي، وبدأ الضغط على قوة الصحراء الغريية. وفي 31 مارس من العام نفسه، بدأ ويفل يسحب قواته أمام  ضغط هجمات قوات "رومل"، فأخليت مدينة "بنغازي"، وأبيدت الفرقة الأولى المـدرعة البريطانية، التي كانت قد وصلت منذ وقت قريب من بريطانيا. واجتاح "الفيلق الأفريقي" الألمـاني قوات اللواء الثالث الآلي الهندي، واستولت قوات "رومل" على "بنغازي"، في ليلة 3 أبريل، وأُسـر الجنرال "أكونور"، في 6 أبريل[1]، عند بلدة "المخيلي"، وتم الاستيلاء على كل من "المخيلي"، و"درنة" في 18 أبريل. كما أُحكم الحصار على الفرقة 9 الأسترالية، في "طبرق"، في  11 أبريل، ووصلت طلائع الفيلق، في اليوم نفسه، إلى "البردية" و"السلوم"، و"كابوتزو" على الحدود المصرية ـ الليبية. واستطاع "رومل" إلحاق هزيمة قاسية بالقوات البريطانية، الموجودة في "برقة"، خلال 12 يوماً فقط.

في 15 يونيه 1941، بدأ الجنرال "ويفل"، الهجوم البريطاني، ببعض عناصر من الفرقة السابعة المدرعة، من "قوة الصحراء الغربية"، بغرض تدمير قوات "رومل"، لاستعادة "البردية" و"السلوم" و"كابوتزو"، ومتابعة الهجوم، في حالة نجاحه، نحو طبرق، لفك حصارها بمساعدة الفرقة 9 الأسترالية المحاصرة بداخلها. إلاّ أنه فشل في هجومه في هذه المعركـة، التي تسمى "معركة باتل إكس" (Battle-x)، وأصدر أوامره بسحب الفرقة السابعة إلى منطقة مرسى مطروح، مع تـرك قـوة سـاتـرة لمـراقبـة الحـدود المصـريـة ـ الليبيـة. وعـلـى أثر فشل ويفل، قرر ونستون تشرشل (Sir Winston Churchill)، رئيس الوزراء البريطاني، في 21 يونيه 1941، تنحية "ويفل" من منصبه[2]، وتعيين الجنرال "أوكنلك" (Claude Auchinleck)، خلفاً له. وأُعلن التغيير رسمياً، في 5 يوليه 1941، بعد وصول أوكنلك إلى القاهرة، قادماً من الهند، وتسلم مهام عمله.

 



[1] الجنرال "أوكونور" كان يصطحب معه الجنرال "نيم"، قائد الفيلق 13، خلال العمليات، بأوامر من "ويفل، نظراً إلى قلة خبرة "نيم"، في الحرب الصحراوية. وقد أُسِرا وهما في طريقهما إلى طبرق.

[2] عُين "ويفل" قائداً عاماً للقوات البريطانية في الهند، خلفاً للجنرال "أوكنلك".