إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الجيش الثامن البريطاني، في الحرب العالمية الثانية






أرض مسرح عمليات العلمين
الصحراء الغربية والليبية



المصادر والمراجع

2. الجيش الثامن، في مواجهة "قوات المحور" في شمال أفريقيا

في 18 نوفمبر 1941، بـدأ الهجوم البريطاني، على قوات الفيلق الأفريقي، في معركة كروسيدر، بعد إعادة تنظيم قوة الصحراء الغربية، وزيادة حجمها، إذ أصبحت تضم الفيلقين، (13، 30)، وأُطلق عليها  اسم "الجيش الثامن" (BRITISH EIGHTH ARMY)، الذي تولي قيادته الجنرال "كاننجهام" (Alan Cunningham)، بدلاً من الجنرال "أوكونور" الذي أُسر. وكانت هذه هي المعركة الأولى، التي يشنها الجيش الثامن البريطاني، تحت هذا الاسم الجديد. وأصبح تنظيم الجيش الثامن كالآتي:

أ. الفيلق 13، بقيادة الجنرال "أوستن"، ويتكون من:

(1) الفرقة 2 المشاة النيوزيلندية.

(2) الفرقة 4 المشاة الهندية.

(3) اللواء الأول المدرع البريطاني.

ب. الفيلق 30، بقيادة الجنرال "نوري"، ويتكون من:

(1) الفرقة 7 المدرعة البريطانية.

(2) الفرقة الأولى المشاة جنوب أفريقيا.

(3) اللواء 22 حرس.

في 25 نوفمبر 1941، وبعد فشل الجيش الثامن البريطاني، في معركة "سيدي رزق"، قرر الجنرال أوكنلك تنحية الجنرال كاننجهام، وتعين الجنرال نِيل ريتشي[1] (Neil Ritchie).وعند دراسة الموقف مع أوكنلك، اتضح لـريتشي أن خطة الهجوم الأصلية، كانت، وما زالت صحيحة، من الناحية التخطيطية، إلاّ أن استخدام الفرقة الأولى المشاة جنوب أفريقيا ضمن الفيلق 30 كان خاطئاً، نظراً إلى أنها حديثة العهد بالمعارك الصحراوية، التي تتطلب السرعة، وخفة الحركة، خلافاً للفرقة الرابعة المشاة الهندية، التي كانت تتمتع بخبرة كبيرة، في هذا النوع من المعارك. ولهذا، أُعيد تنظيم قوات الجيش الثامن، ليصبح كالآتي:

ج. الفيلق 13، بقيادة الجنرال "أوستن"، ويتكون من:

(1) الفرقة 70 المشاة البريطانية.

(2) الفرقة الأولى المشاة جنوب أفريقيا.

(3) اللواء 5 المشاة النيوزيلندي.

(4) اللواء الأول المدرع البريطاني.

د. الفيلق 30، بقيادة الجنرال "نوري"، ويتكون من:

(1) الفرقة 7 المدرعة.

(2) الفرقة 4 المشاة الهندية.

(3) اللواء الأول المشاة جنوب أفريقيا.

(4) اللواء 22 حرس.

في 8 ديسيمبر 1941 تمكن الجيش الثامن، بعد إعادة تنظيمه، بقيادة الجنرال "ريتشي"، من صد هجوم قوات المحور، واحتلال منطقة "سيدي رزق"، ومنطقة "العضم" ومطارها. وفي خلال تلك العمليات، تم الاتصال بحامية "طبرق"، بعد انسحاب قوات المحور من حولها. ورُفع عنها الحصار،  الذي استمر ثمانية أشهر[2]، في 10 ديسمبر 1941. وفي الوقت نفسه، انسحب المارشال "رومل" غرباً، حتى وصل إلى منطقة "الغزالة"، في 12 ديسمبر.

في يوم 14 ديسمبر، بدأ هجوم قوات من الجيش الثامن، وتمكنت من فتح ثغرة في دفاعات قوات المحور، على خط الغزالة، واستولت على بعض النقاط الدفاعية القوية، التي تسيطر على  منطقة الغزالة. وفى خلال يوم 15 ديسمبر، قرر "رومل"، التخلي عن "منطقة الغزالة"، والارتداد غرباً، إلى "خط العقيلة" الدفاعي. وفي 17 يناير 1942، تمكنت قوات من الجيش الثامن، من استعـادة "البردية"، و"السلوم"، و"نقب حلفاية"، على الحدود المصرية ـ الليبية، التي كانت تحت سيطرة القوات الألمانية.

وبذلك، أصبحت خطوط مواصلات وإمداد الجنرال "ريتشي" طويلة، مما صعّب الوفاء بمطالب القوات، في الخطوط الأمامية. ونتيجة لهذا الموقف الإداري السيئ، أصبحت لقوات الجيش الثامن، أمام المواقع الدفاعية الأمامية، في مواجهة قوات المحور، قوة ساترة بقوة لواء من الفرقة الأولى المدرعة، بينما القوة الرئيسية للفرقة في الخلف على مسافة 90 ميلاً من "العقيلة". ولم تتمكن تلك القـوة الساترة إقامة الدفاعات القوية في مواقعها، لأنها لم تكن تتوقع، أن يقوم رومل، بهجوم مضاد مبكر.

وفي يوم 21 يناير 1942، بدأ الهجوم المضاد الألماني، وتمكن من تطويق جزء كبير من دبابات الفرقة الأولى المدرعة وتدميرها. وفي يوم 29 يناير، سقطت بنغازي[3]. وفي نهاية يوم 4 فبراير، استقرت قوات الجيش الثامن، على خط "الغزالة ـ بيرحكيم". وفي يوم 6 فبراير، وصلت قوات المحور أمام هذا الخط، وتوقفت عنده لمدة أربعة أشهر، تقريباً. وأخذ الطرفان، خلال هذه الفترة، يستعدان للمعركة التالية (أُنظر خريطة الصحراء الغربية والليبية). وفي مايو 1942، أعاد الجنرال "ريتشي"، تنظيم قوات الجيش الثامن، استعداداً لمعركة "الغزالة"، ليصبح تشكيله كالآتي:

هـ. الفيلق 13، بقيادة الجنرال "جوت"، ويتكون من:

(1) الفرقة الأولى المشاة جنوب أفريقيا.

(2) الفرقة الثانية المشاة جنوب أفريقيا.

(3) الفرقة 50 المشاة البريطانية.

و. الفيلق 30، بقيادة الجنرال "نوري"، ويتكون من:

(1) الفرقة الأولى المدرعة البريطانية.

(2) الفرقة السابعة المدرعة البريطانية.

وضعت قيادة الجيش الثامن البريطاني، بقيادة الجنرال "ريتشي"، عدة حلول مقترحة، لخطته الهجـومية، في المعركة المقبلة (الغزالة ـ بيرحكيم). وكان أحد هذه الحلول، تنفيذ هجوم كاسح، من خط الغزالة، إلى بنغازي، (حوالي 120 ميلٍ). والحل الآخر، هو تجهيز واحتلال عدة مواقع دفاعية متتالية، مدعمة بالمدفعية والمدرعات، أمام الخطوط الدفاعية البريطانية، حتى يضطر رومل لمهاجمتها، وبذلك تسنح الفرصة لقوات الجيش الثامن لتدمير قوات رومل المدرعة. وفي 26 مايو 1942، هاجم رومل الخط الدفاعي، لقوات الجيش الثامن، قبل أن تتوصل القيادة البريطانية إلى القرار النهائي بالهجوم أو الدفاع. وتمكن رومل، بعد قتال عنيف، استمر حتى 29 يونيه 1942، من تحقيق المفاجأة، وهزيمة الجيش الثامن، بتدمير الجزء الأكبر من مدرعاته، وإجباره على التقهقر بسرعة كبيرة، في اتجاه مرسى مطروح.

بعد أن تمكن رومل من احتلال طبرق في 21 يونيه، واستسلام حاميتها المكونة من 33 ألف مقاتل، وبينما كان تقهقر الجيش الثامن على أشده، قـرر الجنرال "أوكنلك" القائد العـام للقـوات البريطانية في الشرق الأوسط، في 25 يونيه 1942، عزل الجنرال ريتشي، عن قيادة الجيش الثامـن، وتولى قيادته بنفسه، إضافة إلى عمله. ولم يغير شيئاً في قيادتـه، إلاّ أنه، غير خطة "ريتشي"، تغييراً جوهرياً. فقرر أن يكون التوقف النهائي في العلمين، خشية أن تُعزل قوات أخرى وتحاصر، وتقع في الأسر، وتتكرر مأساة طبرق مرة ثانية. لذا، طالَب قواته بالاستماتة في القتال، وتعطيل قوات رومل لأطول فترة ممكنة، حتى يتمكن من إعداد موقع العلميـن الدفاعي وتجهيزه. وفي 29 يونيه، تمكن رومل، من الوصول إلى دفاعات مرسي مطروح، وهزيمة قوات الجيش الثامن، على هذا الخط، وأسر ما يزيد عن 8 آلاف جندي بريطاني، وتراجعـت على أثر هذا قوات الجيش الثامن، إلى موقع "العلمين". واستمرت أعمال القتال، في خط العلمين، حتى 27 يوليه 1942، وانتهت بفشل "أوكنلك" نهائياً، في المعارك التي خاضها، ضد رومل.

 



[1] ضابط صغير السن، كفاءته واشتراكه في وضع خطة هذه المعركة، (معركة كروسيدر)، بحكم منصبه كنائب لرئيس هيئة أركان حرب القيادة البريطانية، في القاهرة، شجع "كنلك"على تعيينه قائداً للجيش الثامن، على الرغم من أنه لم يسبق له تولى قيادات ميدانية عليا، من قبل.

[2] كان قد بدأ حصار طبرق في 11 أبريل 1941، وبداخلها الفرقة 9 الأسترالية.

[3] كان الاستيلاء على بنغازي، ضربة معنوية كبيرة أصابت البريطانيين، حيث استولت قوات رومل، على كميات ضخمة من المواد التموينية مكنتها من استكمال الكثير من احتياجاتها الإدارية.