إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الحرب البرية الجوية





مستويات الحرب
بناء النظرية العسكرية
بناء الدفاع المتحرك
أسلوب قتال نطاق الأمن
نطاق عمل القوات
معركة الكترا
المناورة الأمامية
المناورة الجانبية
الهجوم الخاطف المرحلة الأولى والثانية
الهجوم الخاطف المرحلة الثالثة والرابعة
الهيكل العام
الجزر الدفاعية الثابتة
الفكرة التطبيقية لنظرية الحرب
اختراق الدبابات لدفاعات العدو
عملية عاصفة الصحراء




المبحث الخامس

المبحث السادس

العمليات العميقة في العقيدة الشرقية

تطورت المفاهيم الإستراتيجية لروسيا، بدءاً من روسيا القيصرية، ومروراً بقيام الاتحاد السوفييتي، وحتى انتهاء الحرب الباردة، وانهيار الاتحاد السوفييتي. ورغم التخلف السياسي والاقتصادي، الذي كانت تعيشه روسيا القيصرية، فإنها كانت متقدمة على دول غرب أوروبا، في مجال فن الحرب. ولم تقتصر على الاستفادة من الخبرات العسكرية الوطنية، بل استعانت بأفضل الخبرات العسكرية للدول الأخرى، مثل كلاوزفيتز وجوميني.

خلال القرن الثامن عشر، وقبل الحروب النابليونية (1796 ـ 1815)م، استخدم القائد الروسي "سوفورف"[1]، عقيدة العمق أو حشود القوات Massed Troops بنجاح، بدلاً من العقيدة، التي كانت سائدة آنذاك وهى عقيدة الخط المنتشر والحصار. وفي أوائل القرن التاسع عشر، طور كورتوزوف[2]، الإستراتيجية الروسية ووصل بها إلى مستوى عال وجديد، واعتمدت على السرعة والحسم، والاستخدام الجريء للقوات، وكفاءة تشكيل الاحتياطات.

في عصر الرأسمالية، وظهور الجيوش الكبيرة المجهزة بالأسلحة الحديثة، تغيرت ظروف الحرب، وظهرت مفاهيم الاختراق الإستراتيجي والدفاع الإستراتيجي، والعلاقة بين السياسة والحرب، وأثر الاقتصاد على الحرب.

خلال الفترة (1917 ـ 1945)م، تأثر فن الحرب السوفييتي، بالثورة الشيوعية، وما تضمنته من مبادئ إستراتيجية، إضافة إلى الخبرة المكتسبة من الحرب الأهلية، والحربين العالميتين الأولى والثانية. فقد أثرت هذه الحروب على الفكر العسكري السوفييتي في العديد من المفاهيم، حيث خرجت من الحرب العالمية الأولى بمفاهيم العمليات الهجومية، وإستراتيجية الدفاع والهجوم المضاد، والهجوم العميق، والاختراق الإستراتيجي. وأكدت هذه الحرب على أهمية استخدام الجيوش المجمعة في عمق وليس خطوط، وأهمية توحيد القيادة الإستراتيجية العسكرية والقيادة السياسية، وأكدت على العلاقة بين جبهات القتال المختلفة.

ترتب على قيام الثورة الاجتماعية في الاتحاد السوفييتي، وضع مفاهيم جديدة للنظريات العسكرية، تستند على العلاقة الاجتماعية والتطور التقني والتطور الصناعي، الذي حققته الثورة، ووضعت أسس الإستراتيجية العسكرية، التي تحدد الهدف الإستراتيجي في تدمير العدو نهائياً واحتلال أراضيه. وفي مجال تطبيق الإستراتيجية، كان الهجوم الوسيلة الرئيسة، وأن الدفاع والانسحاب حالات استثنائية، وتحت ظروف معينة، وارتبطت العوامل الاقتصادية والسياسية بالحرب، حيث كانت بعض العمليات الهجومية، بهدف تحقيق أهداف اقتصاديـة وسياسية.

كما أتيحت، للاتحاد السوفييتي، فترة سلام بعد عام 1922م، استطاع فيها بناء قواته المسلحة، وتطوير عقيدته العسكرية، ارتباطاً بالتغير السياسي والاقتصادي، الذي تم في بنيان الدولة، وبدأ الاهتمام بالمجال التقني والتنظيمي والانضباطي. واستند الفكر العسكري على التعاليم الماركسية اللينينية الخاصة بالحرب، والظروف السياسية والاقتصادية للدولة، مع الاستفادة التامة من الخبرات العسكرية السابقة.

عندما جاءت الحرب العالمية الثانية، كانت أقصى تجربة يمر بها الاتحاد السوفييتي، وموضع اختبار للقدرة العسكرية، التي قامت على أسس تعاليم الماركسية اللينينية. واهتمت الإستراتيجية السوفييتية بمفاهيم تدمير التجمعات والحشود المعادية في أهم قطاع، وتحرير أهم المناطق من الناحية السياسية والعسكرية. وفي السنوات الأخيرة من الحرب، زادت الإستراتيجية من فعاليتها، ونشرت العمليات الهجومية الضخمة، إستراتيجية "وابور الزلط"، التي تميزت بالكثافة الهائلة، واكتسبت مهارة الحرب الخاطفة، من القوات الألمانية، وكانت أعمال القوات تتميز بالسرعة والحسم، وزاد الاهتمام بتطوير القوة العسكرية.

ظل الفكر العسكري السوفييتي، بعد الحرب العالمية الثانية، يبذل جهوداً لمواجهة الموقف الناشئ من امتلاك الولايات المتحدة للأسلحة الذرية. وكانت الإستراتيجية السوفييتية خليطاً من بعض الأفكار الماركسية، والخبرة المستفادة من الحرب العالمية الثانية، وسيطرت الأفكار العسكرية، التي وضعها ستالين على النظريات العسكرية، التي كان أساسها الصمود في الدفاع، والحسم في الهجوم، وتطبيق مبادئ الحرب.

بعد تكثيف الجهود، من أجل كسر الاحتكار النووي الأمريكي، فجّر الاتحاد السوفييتي قنبلته النووية الأولى، عام 1949م. وبذلك بدأ عصر الحرب الباردة، والتكتلات العالمية، وسباق التسلح النووي، وشكل الغرب حلف شمال الأطلسي، عام 1949م، ورد الاتحاد السوفييتي بتشكيل حلف وارسو. وفجّر الاتحاد السوفييتي أول قنبلة هيدروجينية عام 1953م، قبل دول الغرب بعام كامل.

وبدأت مرحلة جديدة من تطور الفكر العسكري السوفييتي، بعد إدخال بعض الأسلحة النووية في القوات السوفييتية، في عام 1956، وكان التحول إلى مفاهيم الحرب، في ظروف استخدام الأسلحة النووية. وفي العام نفسه، امتلك السوفيت الصواريخ العابرة للقارات. وفي عام 1961م، اكتملت النظرية السوفييتية، على أساس "نظرية الحرب النووية".

خلال عقدي الخمسينيات والستينيات، كانت هناك مواجهات غير مباشرة بين مصالح السوفيت والغرب وأهدافهما، في الصين، وكوريا، والمجر، وتشيكوسلوفاكيا، وأفريقيا، وكوبا، وغيرها من مناطق العالم، أسفرت عن ازدياد قوة الاتحاد السوفييتي وثقله. وفي أواخر الستينيات، كان التوازن العسكري العالمي التقليدي والنووي، يميل لصالح الاتحاد السوفييتي وحلف وارسو، كما أحرز السوفيت نجاحاً في مجال الفضاء الخارجي.

في مواجهة التفوق العسكري، الكمي التقليدي والنووي، للكتلة الشرقية، اعتمد الغرب على تفوقه التقني النوعي، وعلى إنهاك الاقتصاد السوفييتي. وبالتدريج تحقق التوازن مع القوة النووية الأمريكية، وأيقن الشرق والغرب معاً استحالة النصر، في حرب نووية شاملة مطلقة. وبدأت جهود الحد من التسلح، والدعوة إلى التعايش السلمي، وواصل الغرب جهوده لإجهاض القدرة النووية السوفييتية، وكان البحث عن البدائل غير النووية، فجاءت مبادرة الدفاع الإستراتيجي، حرب النجوم، وظهرت نظم الأسلحة الذكية، وكانت إستراتيجية الرد المرن، وظهرت نظرية الدفاع النشط، ونظرية المعركة/ الحرب البرية الجوية.

عندها، أيقن السوفييت أن اعتمادهم الوحيد، على نظرية الحرب النووية الشاملة، لم يبق أمراً عملياً، كما أنه عرضه للفشل والإحباط، حيث إن التمسك بها يتطلب إمكانيات تقنية ونوعية واقتصادية غير متاحة للسوفييت، وقدروا أنه يمكن تحقيق أهدافهم، في حالة الحرب، بالاعتماد على تفوقهم في الأسلحة التقليدية لحلف وارسو، واستغلال نواحي ضعف حلف الأطلسي، وباستخدام الأسلحة النووية التكتيكية أساساً، والأسلحة النووية الإستراتيجية عند الضرورة، واعتمدوا على نظرية العمليات العميقة لتحل محل نظرية الحرب النووية الشاملة في الثمانينات، على رغم أنها كانت موجودة تحت مسمى المعركة العميقة أو الهجوم العميق منذ الثلاثينات.

أولاً: عقيدة العملية العميقة الروسية

ظهرت مفاهيم الهجوم العميقة، في العقيدة السوفييتية، اعتماداً على الخبرات المكتسبة مـن الحرب العالمية الأولى، ودخل الجيش السوفييتي الحرب العالمية الثانية، وهو يتخذ من الهجوم العميق أساساً في فن القتال، المستوى التكتيكي، ارتباطاً بإمكاناته القتالية في وسائل القتال المتيسرة في حينه، التي سمحت بالعمل حتى العمق التكتيكي. ورغم أن حالة الدفاع سادت أعمال قتال الجيش السوفييتي، في بداية الحرب العالمية الثانية، فإنه قد نفذها في أواخر الحرب، عند التحول للهجوم المضاد العام.

بعد الحرب العالمية الثانية، بدأ السوفييت في تطوير العقيدة التقليدية، وتطوير نظم التسليح، وبحلول منتصف السبعينيات، التقت نظرية الهجوم العميق، مع التطوير المخطط، وانعكس التطوير على الآتي:

1. زيادة قدرة هجوم القوات السوفييتية، بعد الإنذار بوقت قصير، اعتماداً على الحجم الكبير الموجود فعلاً، وتقليل إجراءات التعبئة، وإعادة تجميع القوات من الأراضي السوفييتية، واعتماداً على كفاءة القوات وتسليحها المتقدم.

2. زيادة قدرة القوات السوفييتية على تحقيق معدلات عالية للتقدم والهجوم، والحفاظ عليها، اعتماداً على أنظمة تسليح حديثة، وقوات مدرعة وميكانيكية، والمعاونة التكتيكية بالقوات الجوية والهليوكوبتر، مع زيادة قدرة القيادة والسيطرة وإمكاناتها، التي تتسم بالسرعة، وزيادة قدرة المعاونة النيرانية المباشرة وغير المباشرة للقوات في المكان والزمان المناسبين، واستمرار الدعم، عند تحويل الجهود من محور لآخر.

خلال الثمانينيات، اتسم شكل الإستراتيجية العسكرية السوفييتية، في وسط أوروبا، بالوضوح على مدى عقد من الزمان على الأقل، وازداد شكل عقيدة الهجوم العميق، ليكون أكثر اتساعاً في مسرح العمليات الأوروبى، وأصبحت تحت مسمى "العملية" أو "العمليات العميقة". وتسعى تلك العقيدة إلى الاختراق السريع للدفاعات الأمامية لقوات حلف شمال الأطلسي، والتقدم بسرعة وحسم إلى الأعماق الإستراتيجية للأقاليم التابعة للحلف، بهدف إحباط التعبئة العامة والإمدادات الأمريكية، وإحداث انهيار عسكري وسياسي مبكر، وتنفذ بالهجوم البري، عن طريق تركيز قوة ساحقة، تعمل في شكل مجموعات متتالية، وعلى أنساق، للحفاظ على القوة الدافعة للهجوم. فقوات النسق الأول تعنى بتثبيت القوات الأمامية لدول حلف الأطلنطي، في أوضاعها وتدميرها، بينما تعنى قوات النسق الثاني، بإتمام تدميرها، وتتدفق عبر خطوط تقل فيها المقاومة إلى أدنى حد، بهدف التغلغل في عمق ومؤخرة قوات حلف الأطلنطي، وتعطيل قدرة الحلف على تعزيزها، وهكذا فإن القوات المساندة التابعة لحلف وارسو، تُعدّ أمراً حاسماً بالنسبة للموقف الإستراتيجي العام للمسرح.

بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، عام 1991م، وبعد حركة الإصلاح والتطوير، شهدت القوات المسلحة الروسية فرصة للتطوير، في مجال النوعية والتنظيم؛ لتحقق الكفاية الدفاعية والنهوض بالمستوى القتالي للقوات، مما ساهم في زيادة القدرة الحركية للقوات، وزيادة القدرة النيرانية، وقدرة القيادة والسيطرة لإدارة الحرب، وقد ساهم كل ذلك أيضاً، في تطور تطبيق العمليات العميقة؛ لتزيدها سرعة وحسماً وفعالية.

ثانياً: جوهر العملية العميقة الروسية ومفهومها

يعني مفهوم العملية العميقة الروسية: "الاقتحام المتزن لدفاعات العدو، بجميع وسائل النيران، وفي كل أرجاء المسرح، واختراق النطاق التكتيكي للعدو، باستخدام القوات المدرعة والميكانيكية، وسرعة استغلال النجاح التكتيكي وجرأته، في إحراز نجاح تعبوي وإستراتيجي، بهدف تطويق العدو، وتدميره بصورة كاملة".

ويتلخص جوهر العملية العميقة في الآتي:

1. قبل بداية الهجوم، يجب إسكات دفاعات العدو، بواسطة الضربات النيرانية للمدفعية والصواريخ والقوات الجوية بعمق كل مواقع العدو في مسرح العمليات.

2. يُعاد تجميع القوات المخصصة للهجوم، باستخدام القوات المدرعة والميكانيكية، ويُعاد تشكيلها في أنساق عميقة، وخلال وقت قصير.

3. يُعنى التشكيل المهاجم في النسق الأول، بتجميع القوة الضاربة له، في اتجاه واحد، ضد أضعف نقاط العدو.

4. بالاستغلال الجريء لنجاح قوات النسق الأول، يتم دفع قوات النسق الثاني، مجموعة المناورة، حيث تواصل تقدمها من الاتجاهات الضعيفة حتى عمق العدو.

ومن ذلك، نجد أن العملية العميقة السوفييتية، تعتمد على تركيز الجهود في الأمام، بالحشد وقوة الصدمة، وسرعة الوصول إلى عمق المسرح الأوروبي، وإحباط عمليات التعبئة والفتح الإستراتيجي. وذلك لتحقيق نصر سريع، ومن هذا المنطلق، ظهرت فكرة مجموعات المناورة التعبوية Operational Maneuver Group.

ثالثاً: مبادئ عقيدة العملية العميقة

تأسست مبادئ عقيدة العملية العميقة الروسية، وفقاً لمتطلبات العقيدة، وتشمل الآتي:

1. المبادأة.

2. المفاجأة.

3. الهجوم المتزامن على جميع المستويات.

4. التكتل ونسبة المقارنة بين القوات.

5. الاقتصاد/ كفاية القوة.

6. الارتباط الداخلي والتنسيق.

7. خفة الحركة ومعدل التقدم.

8. المحافظة على الفاعلية القتالية.

رابعاً: مجموعة المناورة التعبوية

إن مجموعة المناورة التعبوية، طبقاً للعقيدة الشرقية، هي تجميع قتالي من الأسلحة المشتركة والمعاونات، على درجة عالية من خفة الحركة، والقدرة العالية على المناورة. ويوجد هذا التجميع ضمن التشكيل التعبوي للعملية، وخلف قوات نسق أول تعبوي مباشرة، ويكون جاهزاً للدفع من خلال الثغرات، التي تنجح قوات نسق أول تعبوي في إحداثها بالدفاعات المعادية، وذلك لتنفيذ أعمال قتالية، في عمق العدو ومؤخرته، بهدف الاستيلاء والسيطرة على أهداف حيوية في العمق، قد تصل إلى 300كم، مع تجنبه الدخول في أعمال قتال رئيسة، حتى الوصول إلى الهدف المحدد في عمق العدو.

1. حجم مجموعة المناورة ودعمها

أ. يتوقف حجم مجموعة المناورة التعبوية ودعمها، على طبيعة المهمة وعمقها، وطبيعة العدائيات المحتملة، وطبيعة المسرح، وفترة العمل المحتملة.

ب. يصل حجم مجموعة المناورة لصالح الجبهة، إلى جيش ميداني مدعم بعناصر المدفعية، والدفاع الجوى، والمهندسين العسكريين، وعناصر اقتحام جوى، وهليوكوبتر مسلح، وتعاونها نيران المدفعية بعيدة المدى، والصواريخ أرض أرض، والقوات الجوية.

ج. وعند تشكيل مجموعة مناورة للعمل لصالح جيش ميداني، يصل حجمها إلى فرقة مدعمة بعناصر مماثلة؛ لمجموعة المناورة التعبوية، ويتم توفير الدعم من إمكانات الجيش.

د. رغم أن مجموعة المناورة التعبوية تعمل منفصلة، لعمق يصل إلى 300كم فإنها تُعدّ أحد عناصر تشكيل العملية الإستراتيجية أو التعبوية، حيث تؤثر أعمال قتالها، على مدى نجاح الجبهة أو الجيش، في تحقيق المهام.

2. فكرة استخدام مجموعة المناورة

يتحدد الفكر العام، من استخدام مجموعة المناورة التعبوية، في سرعة الوصول إلى عمق العدو ومؤخرته، وبتجميع قتالي قادر على التأثير المعنوي في قيادته وقواته، مع حرمانه من استخدام أنساقه الثانية والاحتياطات، في الزمان والمكان المناسبين، مع سرعة حسم نتيجة العملية الهجومية.

3. أهداف مجموعات المناورة ومهامها

    أ. سرعة الاندفاع إلى العمق التعبوي لمسرح العمليات.

    ب. التدخل ضد إجراءات التعبئة، والفتح الإستراتيجي للعدو.

    ج. عزل القوات في مسرح العمليات، وحرمان العدو من تعزيزها.

    د. حرمان العدو من بناء الاحتياطات، في الوقت والمكان المناسبين.

    هـ. إرباك العدو وشل قياداته، وإفقادها السيطرة على القوات.

    و. عزل قوات النسق الأول عن الاحتياطات والأنساق الثانية في العمق.

    ز. خلق موقف مناسب لتحقيق نصر سريع في معركة حاسمة.

ح. إن نجاح مجموعة المناورة في الوصول إلى عمق المسرح، يضعف من فرص استخدام الأسلحة النووية المعادية، على الأقل ضدها.

4. أهداف عمل مجموعة المناورة

    أ. أهداف مراكز الثقل المعادية - عندما تكون مادية.

    ب. الأهداف الحيوية في العمق، التي بالاستيلاء عليها أو تدميرها، يفقد العدو اتزانه الإستراتيجي أو التعبوي.

    ج. مراكز القيادة والسيطرة.

    د. قواعد جوية، مطارات، موانئ.

    هـ. عقد المواصلات، الكباري.

    و. وسائل الإطلاق النووي.

5. دور مجموعة المناورة ومكانها

    أ. تُعد مجموعة المناورة أحد عناصر تشكيل العملية الإستراتيجية أو التعبوية.

    ب. تتحرك مجموعة المناورة، خلف تشكيلات النسق الأول للجيش أو الجبهة.

ج. بعد نجاح قوات النسق الأول التعبوي، في فتح الثغرات في دفاعات العدو، تدفع مجموعة المناورة إلى عمق العدو، متجنبه أي أعمال قتال رئيسة.

 د. تعمل على محاور مستقلة، أو على محاور هجوم الجيش أو الجبهة، وتعاون أعمال قتال الأنساق الثانية للجيش أو الجبهة لسرعة استغلال النجاح.

خامساً: أسباب اعتناق روسيا فكرة مجموعات المناورة

1. التطور الكبير في القوات المدرعة والميكانيكية، خاصة ما يتعلق بزيادة القدرة الحركية للقوات وأثرها على المناورة.

2. زيادة القدرة النيرانية للقوات الروسية، وزيادة الدقة في نظم التسليح المختلفة.

3. إمكانية تشكيل مجموعات المناورة، من دون التأثير أو الإخلال بقواعد الحشد، أو تحقيق التفوق في العملية الإستراتيجية، بكاملها.

4. احتياج قوات حلف شمال الأطلنطي، إلى فترة زمنية طويلة، لإجراء التعبئة والفتح الإستراتيجي، في مسرح العمليات الأوروبي.

5. وجود كتائب أو لواءات اقتحام جوى، ضمن التركيب التنظيمي للجيش أو الجبهة من القوات الروسية، مع توافر إمكانية النقل الجوى لها، والذي يحقق استخدام هذه العناصر بفاعلية في عمق العدو، بتعاون كامل مع مجموعات المناورة التعبوية.

سادساً: مصاعب استخدام مجموعات المناورة

1. يعتمد استمرار بقاء مجموعات المناورة في عمق العدو، على سرعة اتصال الأنساق الثانية للجيش أو الجبهة بها، أي على نجاح أعمال قتال الأنساق الثانية.

2. توفير تأمين إداري وفني خاص، في عمق العدو، وخاصة في ظروف تأخير الأنساق الثانية للجيش/ الجبهة أو فشلها في الاتصال بها.

3. إن عمل مجموعة المناورة في عمق العدو، يفصلها عن الحماية الجوية للقوات الرئيسة، مما يتطلب توفير حماية جوية خاصة بها، على درجة عالية من الكفاءة، خاصة في ظروف التطور التقني الغربي، في القوات الجوية، خاصة القذف عن بعد بالأسلحة الذكية. كما أن وسائل الدفاع الجوى المدعمة لمجموعة المناورة، يصعب عليها استمرار صدّ الهجمات الجوية المعادية لفترات طويلة.

4. توفير نظم قيادة وسيطرة متطورة ومؤمنة؛ لتبادل المعلومات، تحقق السيطرة على إدارة أعمال القتال لأعماق كبيرة.

5. ظهور أي دفاعات غير مكتشفة من قبل في عمق العدو، تعيق المجموعة أو تعطلها أو تمنعها من تحقيق مهمتها.

إن عقيدة العملية العميقة الروسية، التي تعتمد على استخدام مجموعات المناورة التعبوية، تهدف إلى سرعة الوصول إلى عمق العدو ومؤخرته، بتجميع قتالي مناسب، وله القدرة على التأثير المعنوي في قيادته وقواته، لحرمانه من استخدام أنساقه الثانية واحتياطاته في الوقت والمكان المناسبين، مع سرعة أعمال القتال وحسم نتيجتها. من ذلك نجد أن معظم ركائز العملية العميقة وأساسياتها تتطابق، مع ركائز عقيدة الحرب الخاطفة وأساسياتها، وإستراتيجية الاقتراب غير المباشر، ومن ثم، مع عقيدة الحرب البرية الجوية.

سابعاً: العلاقة بين عقيدة العملية العميقة والحرب البرية الجوية

1. حسم المعارك وتحقيق نصر سريع.

2. تؤدي كل من المفاجأة، والمبادأة، والسرعة، والحشد، والتركيز، دوراً أساسياً في المبادئ الرئيسة لتحقيق هذه العقائد.

3. دور العامل المعنوي، الذي يرتبط بالعامل المادي، في تحقيق نصر سريع.

4. كلا العقيدتين بنيت على أساسيات عقيدة الحرب الخاطفة، والاقتراب غير المباشر، ولكن بوسائل تقنية حديثة.

5. يعد تطوير نظم التسليح، والتقدم التقني، من المتطلبات الرئيسة لنجاح العقيدتين.



[1] ألكسندر سوفورف: قائد عام الجيش الروسي، من مواليد موسكو (1729ـ 1800)، قضى على ثورة بولونيا عام 1794م، كان له الفضل في تطوير الفكر العسكري الروسي الحديث

[2] ميخائيل كورتوزوف: (1745ـ 1813)م، فيلد مارشال الجيش الروسي