إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الحرب البرية الجوية





مستويات الحرب
بناء النظرية العسكرية
بناء الدفاع المتحرك
أسلوب قتال نطاق الأمن
نطاق عمل القوات
معركة الكترا
المناورة الأمامية
المناورة الجانبية
الهجوم الخاطف المرحلة الأولى والثانية
الهجوم الخاطف المرحلة الثالثة والرابعة
الهيكل العام
الجزر الدفاعية الثابتة
الفكرة التطبيقية لنظرية الحرب
اختراق الدبابات لدفاعات العدو
عملية عاصفة الصحراء




المبحث السادس

المبحث السابع

تقنيات التسليح والحرب البرية الجوية

شهد عقد الثمانينيات عدة تحولات كبيرة في العالم، عم معظمها أرجاء العالم الغربي، وأثرت على باقي دول العالم، وكان من أبرزها التحول في المجتمع الصناعي، من التقنية البسيطة والمحدودة، إلى التقنية العليا، والتحول من اهتمامات المدى القصير، إلى اهتمامات المدى البعيد، ومن ثم ظهرت أهمية التخطيط الإستراتيجي. وعاش العالم مرحلة جديدة من التطور التقني، امتزجت فيها نتائج ثورة المعلومات والمعرفة، وثورة تقنيات الاتصالات الحديثة، وثورة الحاسبات الإلكترونية، حيث امتزجت هذه القدرات، لتبدع ثورة في مجال تكنولوجيا التسليح، لابتكار تقنيات عسكرية حديثة، تتلاءم وتطور أداء نظم التسليح وفعاليتها، حيث توفر للأسلحة والمعدات قدرات وخصائص قتالية متميزة، من حيث الدقة، والسرعة، وكفاءة وفعالية التأثير والأداء، بفضل الاستعانة بالتقدم التقني في مجالات الحواسب الإلكترونية، والليزر، والرادار، والإلكترونيات، والطيران، والفضاء، وتقنية المفرقعات، والذخائر، والصواريخ، والقذائف دقيقة التوجيه، ويشمل التقدم التقني العديد من أنواع نظم التسليح والمعدات التقليدية، وغير التقليدية، البرية والبحرية والجوية والفضاء الخارجي.

واكب التطور في مجال تقنيات التسليح، تطورٌ آخر في مجال الفكر العسكري، عندما جاءت عقيدة الحرب البرية الجوية. كما أن التطبيقات العملية لتقنيات التسليح، جاءت لتلبى مطالب الحرب البرية الجوية، لتحقيق ركائزها الأساسية في المبادأة، والسرعة، والمرونة، والعمق والتزامن. ويأتي تطبيقها في عناصر القوة القتالية للقوة العسكرية لتحقق لها المناورة العالية، وقوة النيران والوقاية وكفاءة القيادة، لأنه، بدون تسليح مناسب وكفاءة ومرونة عالية، يشك في نجاح تطبيق الحرب البرية الجوية في إدارة أعمال القتال.

هناك ترابط وتكامل في العلاقة بين عقيدة الحرب البرية الجوية، وتقنيات التسليح، وأنظمته، حيث تُعد ساحة القتال، الساحة، التي تتصارع فيها الأسلحة. فالصاروخ يسعى لإسقاط الطائرة، والطائرة تتطلع لتدمير الصاروخ، وفي قلب هذا النظام توجد العقيدة، التي تمثل التصور العام لصور الحرب وشكل إدارتها لإحراز النصر، وعلى أساسها يتحدد شكل البناء التنظيمي للقوات، وتطوير وسائل القتال. وتضع الحرب البرية الجوية مفهوم تقنيات التسليح في خدمة حاجتها، كما تضع أمامها تحديات التطوير ومطالبه في أنظمة التسليح، ويعتمد النظام، عقيدة وتقنية وأسلحة، على التدفق الدائم للمعلومات.

أولاً: القوات البرية

1. القوة البشرية والتدريب

أ. يُعد العنصر البشري العامل الحيوي، الذي يؤدي إلى النجاح في استغلال التقنية، ولذلك فإن من الأهمية، إعداد كوادر فنية قادرة على استغلال التقنية الحديثة.

ب. إن إعداد القوات وتدريبها على أساليب قتال الحرب البرية الجوية، يحقق نجاح القوات في الحرب، ويمكن استخدام أجهزة المحاكاة، وذخائر التدريب الحديثة، والتدريب بالحاسبات.

2. دمج العمليات البرية الجوية

أ. يتطلب عمل القوات البرية مع القوات الجوية في معركة مشتركة، استخدام نظم قيادة وسيطرة موحدة ومنسقه ومدمجة، ومزودة بأجهزة الحاسبات ووسائل المواصلات القريبة والبعيدة، مع اعتبار أن مفهوم الدمج لا يعني المركزية أو الميكنة الكاملة.

ب. قد يتطلب الأمر، أيضاً، دمجاً في إدارة النيران البرية والجوية ووسائلها، ويتحقق ذلك من خلال قائمة تخصيص الأهداف، ومراكز القيادة الجوية المشتركة والمحمولة جواً، وتستخدم أيضاً طائرات الأواكس؛ لزيادة القدرة على دقة التصويب والمرونة.

3. توفير ميدان معركة إلكتروني

أ. استخدام وسائل الاتصالات المؤمنة؛ لتوفير سيطرة جيدة على القوات في مسرح العمليات، وعلى أعماق كبيرة، فإن الأمر يحتاج إلى استغلال نظم المواصلات الحديثة، باستغلال الأقمار الصناعية، والأجهزة اللاسلكية المتعددة القنوات، ووسائل السيطرة الرقمية، أو نظم الاتصالات التكتيكية الحديثة، مثل النظام SINGARS.

ب. توفير مراكز قيادة متحركة ذات تقنية عالية، لتوفير القيادة الميدانية المباشرة على القوات ارتباطاً بأعماق القتال، والمعدلات العالية للهجوم.

ج. نظم الأقمار الصناعية، ونظم نقل الصورة ذات الإمكانات العالية، في تحديد الإحداثيات.

د. توفير نظم استطلاع وتوجيه مثل الطائرة J - STARS ، وطائرات موجهة بدون طيار، ودمج عملياتها مع القوات البرية، وذلك لزيادة القدرة على أعمال الكشف والإنذار والتوجيه، على أعماق كبيرة، أكثر من 100كم، لصالح المستوى الإستراتيجي والتعبوي والتكتيكي.

هـ. لزيادة قدرة القوات البرية، في العمل ليلاً، فإنه يتطلب توفير رادارات أرضية ذات مدى كبير، وحساسية عالية، وأجهزة رؤية ليلية.

4. القوات المدرعة والميكانيكية

أ. تتطلب الحرب البرية الجوية، قوات مدرعة خفيفة ومتوسطة، وذات سرعات عالية، وذات قدرة على العمل، في جميع أنواع الأراضي، وعبور الموانع، ومزودة بتقنية عالية للضرب من الحركة، وعلى مسافة بعيدة. كما تتطلب الحرب توفير قوات مشاة ميكانيكية على درجة عالية من الكفاءة، ومركباتها تمتاز بخفة حركة عالية، وتوفر الوقاية، ومزودة بنظم رؤية نهارية وليلية، مع توفير قوة نيران لها. ويحقق كل ذلك للقوات المهاجمة المرونة والمناورة، ومعدلات عالية في القتال، الذي يتكامل مع فكرة استخدام القوات في الحرب البرية الجوية.

ب. وفرت التقنيات الحديثة، للقوات المدرعة والميكانيكية، العديد من القدرات والمميزات، في قوة النيران، بسبب نظم التنسيق وأجهزته، وأجهزة إدارة النيران، وأجهزة الرؤية والتصويب، ودقة إصابة عالية، وتدريع مطور، وخفة حركة، ونظم وقاية داخلية، ومعدلات عالية في الاشتباك.

5. العمليات الخاصة والقوات الخاصة

أ. تؤدي القوات الخاصة دوراً حيوياً في نجاح الحرب البرية الجوية، من حيث دورها، في تنفيذ أعمال الإغارات العميقة، والكمائن وأعمال الاستطلاع وجمع المعلومات، ومهام البحث والإنقاذ، ويدخل في ذلك مهام الحرب النفسية.

ب. ويتم تسليح هذه القوات بأحدث التقنيات الحديثة، ارتباطاً بنوع المهمة وعمقها وطبيعتها لتوفير قوة النيران والوقاية والتأمين والقيادة والسيطرة المؤمنة.

6. الأسلحة المضادة للدبابات

أ. تأتي أهمية الأسلحة المضادة للدبابات، في الحرب البرية الجوية، من دورها في الحرب، والذي يتركز في تدمير المدرعات المعادية، حتى تتفرغ القوات المدرعة الصديقة لمهمة الاختراق العميق والسريع.

ب. وفرت التقنيات الحديثة، للأسلحة المضادة للدبابات، أجهزة تصويب حرارية، وأشعة دون الحمراء، لزيادة دقة الإصابة، وزاد مدى الرمي.

7. أسلحة الرمي غير المباشر

أ. طورت تقنيات التسليح، أسلحة الرمي غير المباشر، سواء في مجال الاستطلاع وإدارة النيران، أو تحديد الأهداف، أو أنواع الذخائر، أو القدرة القتالية، التأثير، أو القدرة الحركية.

ب. في الحرب البرية الجوية، يصبح، من المهم، توفير نظم قيادة وسيطرة خاصة بالمدفعية، ونظم متفوقة في تحديد الأهداف، فيما وراء الرؤية البصرية، ومضاعفة المرونة في تجميع النيران لمصاحبة المدرعات سريعة التقدم ونقلها، وتوفير استمرار في إمداد المدفعية بالذخائر.

ج. توفير أجهزة بيانات ملاحية وتعيين محل GPS، ونظام الملاحة الجيروسكوبي، واستخدام نظم إدارة نيران حديثة وخفيفة الحركة.

د. توفر الرادارات درجة دقة للنيران غير المباشرة، التي تعمل مع مراكز إدارة النيران الأوتوماتيكية بالتعاون مع نظم الاستطلاع المحمولة جواً أو الطائرات الموجهة من دون طيار.

هـ. تتطلب الحرب البرية الجوية أن تكون المدفعية، ومراكز قيادتها، ومركبات الدعم، ذات قدرة حركية تتمشى مع قدرة الدبابات والمركبات المدرعة. وهذا ما يتطلب أن تكون ذاتية الحركة، وهو الشكل النموذجي، أو مجرورة بنوعية جرارات ذات كفاءة عالية. كما يفضل استخدام مقذوفات المدفعية الذكية، والذخائر التقليدية ثنائية الاستخدام المتطورة.

و. ولزيادة القوة النيرانية، تستخدم نظم الصواريخ متعددة الأدلة التعبوية، ونظم الصواريخ التكتيكية.

8. عمليات الهليوكوبتر

أ. لا يقل دور الهليوكوبتر في الحرب البرية الجوية، أهمية، عن دور القوات المدرعة، أو وسائل إنتاج النيران، وتشارك الهليوكوبتر، في عمليات الاقتحام، والهجوم للمعاونة، أو لضرب أهداف في العمق، ليل نهار، إضافة إلى النقل والاستطلاع، وإدارة النيران.

ب. تزود الهليوكوبتر بتقنيات متقدمة في نظم الملاحة، ونظم الرؤية الليلية، ونظم التسليح، ونظم الاتصالات المؤمنة؛ لزيادة قدراتها في وظائفها المختلفة.

9. وسائل الدفاع الجوي

أ. يتطلب عمل القوات على أعماق كبيرة، في الحرب البرية الجوية، رؤية خاصة في توفير الحماية الجوية الفعالة للقوات، سواء بالمدفعية والصواريخ أو بالإجراءات المضادة للإعاقة.

ب. تحقق وسائل الحرب الإلكترونية، وتحديد الأهداف، والهجوم المباشر، والصواريخ المضادة للإشعاع الراداري، والإجراءات المضادة للإعاقة الإيجابية والسلبية، إمكانات إضافية لوسائل الدفاع الجوي.

10. القتال ليلاً

من الأهمية، أن يشمل تسليح القوات، أفراداً ومعدات، بوسائل رؤية ليلية، للقتال ليلاً في أحوال جوية سيئة، مثل نظم الرؤية الحرارية أو تكثيف ضوء النجوم.

11. المهندسون العسكريون

أ. يؤدي المهندسون العسكريون دوراً هاماً، في دعم العمليات القتالية، ضد الألغام وعبور الموانع، لزيادة معدل تقدم القوات.

ب. توفر تقنيات التسليح، العديد من النظم الحديثة، في فتح الثغرات، مثل قنابل الوقود ذات الانفجار الجوي، ومكتشفات الألغام، أو باستخدام الدقاقات والبلدوزرات.

ج. كما يتوافر العديد من المعدات لاقتحام الموانع، مثل البلدوزرات أو المركبات وكباري الاقتحام، والنظم الأخرى.

د. من الأهمية توفير مكتشفات الألغام، المعدنية وغير المعدنية، لاكتشاف الألغام المنظمة والمبعثرة، وغيرها من الأنواع المختلفة.

ثانياً: القوات الجوية

لعب التقنية دوراً حيوياً، في فاعلية هجوم القوة الجوية، وتدخل التقنية، في مجال القيادة والسيطرة، والمواصلات، والمخابرات، والحاسبات، وإدارة المعركة والطائرات والذخائر المستخدمة، حيث توفر لها قدرة متطورة؛ لتنفيذ المهام في الحرب البرية الجوية.

تتطلب الحرب البرية الجوية، قوة جوية ذات قدرة حديثة للتصويب، وسيطرة جوية مستمرة، وقدرة على المحافظة على استمرار المعاونة والدعم الجوي، ومستشعرات حديثة، ونظم قتال لكل الأجواء، وإجراءات مضادة فعالة، إيجابية وسلبية، ضد الدفاعات الجوية المعادية، وأسلحة موجهه دقيقة، لها القدرة على تدمير الأهداف، من خارج مدى وسائل الدفاع الجوي المعادي.

1. أعمال القذف الإستراتيجي/ التعبوي

أ. تتركز أحد متطلبات الحرب البرية الجوية، في الضربات النيرانية العميقة، خاصة ضد مراكز ثقل العدو، التي تنفذها القوات الجوية بالطائرات القاذفة، والمقاتلة القاذفة، والمعاونة، والصواريخ البالستيية، وطائرات الأواكس، وطائرات الإمداد بالوقود، في تكامل تام.

ب. توفر تقنيات التسليح، قدرات خاصة لهذه الأنواع من الطائرات، في مجال زيادة المدى والمرونة والمناورة، والملاحة الجوية، والعمل في جميع الأجواء، ودقة إصابة الأهداف، وحمل ذخائر ذكية واستخدامها، ومعاونة القذف بالأشعة تحت الحمراء، والرادارات، والهجوم على ارتفاع منخفض، وطائرات ذات انكسار راداري منخفض، (الشبح)، مزودة برادار متعدد الأغراض لتحديد الأهداف الجوية والأرضية، وقدرة تحديد بالليزر.

ج. تركز تقنية الهجوم الجوي، على استخدام الذخائر الذكية، مع مراعاة الحكمة في استخدامها. فالكثير منها قد يكون أغلى ثمناً من الأهداف، التي تستخدم ضدها، مثل القنابل الموجهة بالليزر، والصواريخ الموجهة بعيدة المدى، التي تطلق من الجو أو الأرض أو سفن السطح والغواصات، والقنابل المنزلقة طويلة المدى.

2. السيادة الجوية

أ. تتطلب السيادة الجوية، تدمير طائرات العدو على الأرض، وفي الجو، وتدمير وسائل الدفاع الجوى ومراكز القيادة والسيطرة. ويستخدم في ذلك العديد من أنواع الطائرات المقاتلة والمقاتلة القاذفة المتعددة المهام، والقاذفات، والطائرات الموجهة بدون طيار والهليوكوبتر.

ب. إضافة إلى تقنيات التسليح للطائرات، يتم فتح شبكة مدمجة للقيادة، والسيطرة، والاتصالات، والحاسبات، وإدارة المعركة.

ج. كما تزود الطائرات، بنظم تسليح، ورادارات حديثة، للقتال الجوي، وتدخل فيها نظم الحماية والوقاية للطائرات في الجو.

3. الحرب الإلكترونية

أ. توفر الحرب الإلكترونية، تعمية القوات الجوية والدفاع الجوى، ومراكز القيادة والسيطرة المعادية.

ب. يستخدم في ذلك، وسائل حرب إلكترونية أرضية، أو جوية، أو بحرية، إضافة إلى الوسائل الذاتية في الطائرات.

4. المعاونة الجوية

أ. توفر القوات الجوية، المعاونة النيرانية للقوات البرية، خاصة في عمق العدو، عن طريق طائرات المعاونة الأرضية، والهليوكوبتر.

ب. يتم تنسيق العمليات، من خلال مراكز القيادة المدمجة، وطائرات السيطرة الأمامية لتوفير الدعم الجوي.

5. النقل الجوي

أ. يُعد توفير قدرات نقل جوى، من الأمور المهمة، في معاونة الحرب البرية الجوية سواء في مرحلة الفتح الإستراتيجي، أو مرحلة التحضير للعملية، أو أثناء إدارة العملية.

ب. ويتطلب ذلك طائرات نقل متوسطة وثقيلة، ذات حمولة كبيرة، ومدى مناسب، وقدرات عالية في الملاحة، ليل نهار، وتوفر الوقاية الذاتية، والهبوط في أراض مناسبة، ومزودة بالحواسب الآلية، ووسائل شحن وتفريغ آلية.

ثالثاً: القوات البحرية

إن مشاركة القوات البحرية، في الحرب البرية الجوية، تأتي في ظروف تنفيذ الحرب على المستوى الإستراتيجي، أو عند عمل القوات بالقرب من ساحل أو حذاءه وتشارك القوات البحرية في نشاطات متعددة، لصالح القوات البحرية، أو لمعاونة القوات البرية، ولكنها في النهاية لصالح الحرب.

تنفذ القوات البحرية مهام النقل البحري، والسيطرة البحرية، والقتال البحري، والمعاونة النيرانية للقوات البرية، والإبرار البحري، وبث الألغام البحرية ومكافحتها.

يوفر دعم قدرات النقل البحري، للقوات البحرية، زيادة قدرة النقل لفتح القوات، أو في أعمال الإمداد والإخلاء البحري. ويتحقق ذلك بتوفير وسائل نقل بحري ذات حمولات كبيرة، ومزودة بنظم تقنية حديثة للملاحة والشحن والتفريغ.

تنفذ القوات البحرية، أعمال السيطرة البحرية، المطلقة أو المحدودة أو المحلية، طبقاً لقدرة القوات البحرية، وذلك بالأعمال الهجومية والدفاعية، وإجراءات التأمين. وتنفذ القوات البحرية أعمال القتال بواسطة سفن السطح، بأحجامها وأنواعها المختلفة، وسلاح الجو البحرى، والغواصات، ومشاة الأسطول، طبقاً للإمكانات، وتساهم التقنية، في توفير نظم تسليح متطورة لزيادة القدرة النيرانية، ونظم ملاحة بحرية للعمل في أعالي البحار، ونظم مواصلات مؤمنة، ونظم قيادة وسيطرة مدمجة. ويشمل ذلك وسائل دفاع جوي وحماية جوية للسفن، ودعم القوات بطائرات إنذار مبكر، وطائرات قيادة وسيطرة؛ لتنفيذ القيادة الأمامية.

كما وفرت تكنولوجيا التسليح، قدرات إضافية، في مجال أعمال القتال البحري، من حيث نظم الكشف والإنذار، ونظم تسليح، ونظم إدارة نيران متطورة، ونظم قيادة وسيطرة بالحاسب.

تساهم القوات البحرية، في معاونة معركة القوات البرية، بالقدرة النيرانية العالية، من سفن السطح، والغواصات، وسلاح الجو البحري، والصواريخ بعيدة المدى. ويأتي ذلك في إطار خطة نيران واحدة، وتحت سيطرة مراكز قيادة مدمجة تنسق وتدير النيران.

تقوم القوات البحرية، باستخدام القوات الخاصة في أعمال الإغارة، على أهداف ساحلية، أو باستخدام أعمال الإبرار البحري، إستراتيجي، وتعبوي، وتكتيكي، ويخدم ذلك نظماً حديثة متعددة الجوانب.

قدمت التكنولوجيا الحديثة، أنواعاً متعددة من الألغام البحرية، السطحية والقاعية، وفي المقابل وفرت قدرات عالية في مجال مكافحة الألغام البحرية، مثل سفن سطح مضادة للألغام، كاسحات، ووسائل بحرية في أنواع مختلفة من الهليوكوبتر، ومتفجرات للتخلص من الألغام، واستخدام القوات الخاصة في تفجير الألغام.

رابعاً: الفضاء الخارجي

إن اتساع مسرح العمليات، في الحرب البرية الجوية، ودخول عصر الفضاء، وفر بعداً رابعاً لاتساع دائرة الحرب. كما أن الاستخدام المكثف لحرب الفضاء، والاعتماد على مدى واسع من نظم متمركزة في الفضاء، يوفر قدرات إضافية لزيادة معدلات الحرب بصورة عالية، والحصول على المعلومات، والمحافظة على الاتصالات، وتنفيذ عمليات برية جوية معقدة.

يستخدم في ذلك، العديد من الأقمار الصناعية، والتي تشمل أقمار تصوير ذات النبض المتعدد، وأقمار الملاحة GPS، وأقمار التنبؤ الجوى العسكري، وأقمار المراقبة التليفزيونية، وبالأشعة تحت الحمراء، وأقمار المواصلات، وأقمار برامج الدعم العسكري، واكتشاف الصواريخ... الخ.

خامساً: القيادة والسيطرة

إن دمج أعمال قتال القوات البرية والجوية، بالتعاون مع القوات البحرية، يتطلب رؤية خاصة في مجال القيادة والسيطرة والذي يتطلب الآتي:

1. مركز قيادة مشترك، يشمل غرفة قيادة، ومركز عمليات مشتركاً، ومركز اتصالات، يسيطر على/ ويدير جميع أنواع القتال للقوات البرية، والبحرية، والجوية، وتأتي أهميته أيضاً في حالة مشاركة أكثر من دولة في الحرب، قوات تحالف.

2. مركز قيادة القوات الجوية، ويتبعه مركز السيطرة الجوية، ويحتاج الأمر إلى فتح عناصر قيادة ميدانية، مثل مركز سيطرة إضافي، محمول جواً. ويفضل تشكيل مجموعة تخطيط خاصة للمحافظة على سرية التخطيط، لها سلطات مركزية واستقلالية في العمل، مع توفير نظام خاص لإدارة المجال الجوي، والعناصر التفصيلية للعمليات الجوية، مثل التعارف على النظم الصديقة والمعادية.

3. مركز قيادة القوات البحرية.

4. مركز قيادة للقوات البرية.

5. توفير وسائل اتصالات بالأقمار الصناعية، ووسائل اتصالات تكتيكية متطورة ومؤمنة، كاملة الاندماج.

6. توفير نظم خاصة بالأحوال الجوية والملاحة، بالاستفادة من الأقمار الصناعية.

سادساً: المخابرات والاستطلاع

تتميز الحرب البرية الجوية، بمعدلات عالية في أعمال القتال. كما أن تنفيذها يتطلب معلومات دقيقة عن العدو، لذا فمن المهم أن يكون هناك منظومة مخابرات واستطلاع، على درجة عالية من الكفاءة، وتلبي احتياجات الحرب المتسارعة في مجال المعلومات الدقيقة والموقوتة.

إن منظومة المخابرات والاستطلاع على المستويات المختلفة، إستراتيجي/ تعبوي/ تكتيكي، وبأنواعها المختلفة، خاصة في مراكز القيادة، يجب أن تتمتع بقدرة تحليلية عالية، وموقوتة، ووسائل مواصلات مؤمنة وتحقق سيولة في جمع ونشر المعلومات، ولذلك فإن إدخال التكنولوجيا الحديثة في مجال آلية القيادة والسيطرة، يحقق مزايا متعددة لمنظومة المخابرات والاستطلاع، خاصة في مجال جمع، وتحليل، ونشر المعلومات لخلق استخدامات متطورة وتبادلية في شبكة العمل.

1. المخابرات الإستراتيجية

أ. تعتمد شبكة المخابرات الإستراتيجية على وسائل حديثة، مثل الأقمار الصناعية، ووسائل الاستطلاع المحمولة جواً، تصوير/ استطلاع إلكتروني أو راداري، وطائرات الاستطلاع الجوي باستخدام وسائل تكنولوجيا متطورة.

ب. تمثل شبكة المعلومات المؤمنة، بين أجهزة المخابرات، عنصراً هاماً في تأمين القوات بالمعلومات، إضافة إلى تنسيق الجهود، في مجال تبادل المعلومات، وتوفير الإنذار الإستراتيجي عن أعمال العدو المحتملة.

2. المخابرات التعبوية

أ. إن وجود أفرع استطلاع للمستوى التعبوي، ذات إمكانيات مناسبة للعمل، والسيطرة على إدارة أعمال الاستطلاع، يحقق تلبية احتياجات القوات من المعلومات.

ب. كما أن توفير الإمكانيات الحديثة لوسائل الاستطلاع، مثل الرادارات، أو الوسائل الفنية، أو وسائل الكشف والإنذار، يزيد من قدرات الاستطلاع في مجال جمع المعلومات.