إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الحرب البرية الجوية





مستويات الحرب
بناء النظرية العسكرية
بناء الدفاع المتحرك
أسلوب قتال نطاق الأمن
نطاق عمل القوات
معركة الكترا
المناورة الأمامية
المناورة الجانبية
الهجوم الخاطف المرحلة الأولى والثانية
الهجوم الخاطف المرحلة الثالثة والرابعة
الهيكل العام
الجزر الدفاعية الثابتة
الفكرة التطبيقية لنظرية الحرب
اختراق الدبابات لدفاعات العدو
عملية عاصفة الصحراء




المبحث السابع

المبحث الثامن

الإجراءات المضادة للحرب البرية الجوية

تتغير طبيعة الحرب، بصفة مستمرة، ارتباطاً بتطور تقنيات التسليح، حيث إن التسليح الحديث يعطي أشكالاً جديدة للحرب. وتتميز الحروب الحديثة، بشدة الصراع، وخفة الحركة القتالية، والمعدلات العالية في أعمال القتال، وتلاشي الحدود الفاصلة بين الخطوط الأمامية والمؤخرات، وازدياد القدرات لتوجيه الضربات المفاجئة في المواجهة والعمق، وعندها قد تكون المرحلة الافتتاحية للحرب، ذات أهمية حاسمة لتطور الحرب.

تغيرت فكرة البشر نحو الحرب، سعياً نحو منفعة أو دفعاً لضرر، ولذلك تسعى الدول إلى تطوير جيوشها. وأتاح التقدم التقني فرصة تطوير القوة العسكرية، التي واكبها تطورٌ في مجال الفكر العسكري. وعند ظهور العقائد العسكرية الحديثة، فإن الحرب البرية الجوية، أو قتال الأنساق الثانية، أو العمليات العميقة، أضحت نموذجاً للجيوش الحديثة. ولكن هل يمكن لجميع الدول تبني هذه العقائد؟ إن لكل دولة ظروفها السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، التي تفرض عليها نهجاً خاصاً في استخدام القوة العسكرية، فقد تكون ذات طابع هجومي أو ذات طابع دفاعي، وإذا كانت ذات طابع هجومي، وعقيدتها المعلومة هي الحرب البرية الجوية، فماذا تفعل الدولة المهددة؟.

تلجأ الدول، إلى إجراءات التأمين في حالة السلم، لحماية أمنها القومى، وتتحول إلى حالة الدفاع النسبي، في حالة احتمالات التهديد، ثم التحول إلى الدفاع أو الهجوم، في حالة التهديد. ومن هنا تظهر أهمية الإجراءات المضادة، في حالة وجود تهديد من قوى معادية، تتخذ الحرب البرية الجوية عقيدة عسكرية لها.

وتهدف هذه الإجراءات إلى: "إضعاف المزايا، التي قد يكتسبها العدو، وانتزاع المبادأة بتحطيم القوة الدافعة لهجومه، والقضاء على التزامن بين عناصره، وهزيمة قواته تدريجياً".

أولاً: التقسيم النوعي للإجراءات المضادة

1. الإجراءات الوقائية Passive

أ. تشمل جميع الإجراءات السلبية، التي تتخذها القوات لتحقيق الوقاية والأمن ضد أعمال العدو.

ب. يدخل فيها جميع الإجراءات الخاصة بالوقاية، وشل أجهزة مخابرات العدو، أو منعها من الحصول على معلومات عن قواتنا.

2. الإجراءات الإيجابية Positive

أ. تشمل جميع أوجه النشاط الإيجابي، التي تقوم بها القوات، مثل ضربات الإحباط، أو التحول لاتخاذ شكل مناسب للدفاع.

ب. وتشمل أيضاً أعمال الإغارات، والأعمال الخاصة في عمق العدو، والضربات النيرانية.

ثانياً: المهام الرئيسة للإجراءات المضادة

·   ضمان تحقيق الأمن القومي للدولة، والمحافظة على سيادتها على كل أراضيها.

·   حرمان العدو من الحصول على معلومات عن قواتنا ونشاطاتها المختلفة.

·   تأمين إجراءات التعبئة والفتح الإستراتيجي للقوات وإعادة تمركز القوات.

·   الوقاية من ضربات العدو النيرانية، الجوية والصاروخية والمدفعية بعيدة المدى.

·   إحباط نوايا العدو للهجوم، بالتدخل ضد قواته في مناطق الحشد، بالقوات أو بالنيران.

·   إزعاج العدو وتشتيته في المواجهة والعمق.

·   تدمير عناصر العدو وحرمانها من تنفيذ أي أعمال خاصة في عمق قواتنا.

·   استنزاف العدو على محاور تقدمه، وتعطيله أطول فترة ممكنة.

·   هزيمة العدو أمام الدفاعات الرئيسة، وانتزاع المبادأة، واستمرار الضغط عليه بالأعمال الهجومية.

1. الإجراءات الوقائية

أ. التجهيز الهندسي

(1) تظهر أهمية التجهيز الهندسي، للوقاية من ضربات العدو النيرانية المفاجئة، ويشمل المواقع الدفاعية، والنقط الحصينة، ومناطق التمركز والانتشار، ومراكز القيادة.

(2) التوسع في إقامة الموانع أمام الحد الأمامي وفي العمق، خاصة الاتجاهات المحتملة لاقتراب العدو، أو عند مناورته، أو ضد عناصره المتسللة.

(3) الاستغلال الجيد لطبيعة الأرض، والاستناد على هيئات حاكمة.

ب. حرمان العدو من الحصول على معلومات عن قواتنا

(1) إجراءات سلبية

(أ) بأعمال الإخفاء والتمويه، وإجراءات الوقاية والحراسة، والدفاع عن قواتنا في العمق، وإجراءات الخداع.

(ب) إجراءات أمن المواصلات، وإجراءات الأمن العسكري.

(ج) سرية التحركات وأمنها.

(2) إجراءات إيجابية

(أ) تشكيل مجموعات قتال صغيرة، بمهمة البحث والتفتيش عن عناصر استطلاع العدو في عمق قواتنا، وتدميرها.

(ب) تدمير وسائل استطلاع العدو، من مراكز حرب إلكترونية، ورادارت الكشف والإنذار بالنيران، أو بالأعمال الخاصة.

(ج) أعمال الإعاقة والتشويش الإلكتروني على مواصلات العدو وراداراته.

(د) تأمين الأجناب المعرضة والثغرات والنقط الضعيفة بأعمال الاستطلاع، أو تخصيص حجم مناسب لتأمينها.

ج. الحرب النفسية المضادة

(1) وتنفذ من خلال حملة إعلامية؛ للرد على شائعات العدو، وخطة حرب نفسية موجهه ضد العدو.

(2) تنفيذ الإجراءات الوقائية، للقوات الجوية والبحرية وقوات الدفاع الجوي، ضد أعمال العدو المفاجئة.

2. الإجراءات الإيجابية

إن أنسب إستراتيجية لمواجهة الحرب البرية الجوية، هي الإستراتيجية الدفاعية الهجومية، أي صد العدو المهاجم وهزيمته بالأعمال الدفاعية، ثم التحول إلى الهجوم. وعلى ذلك فإن الدفاع والهجوم، هما شكل النشاط العسكري، عندما تتبنى الدولة إستراتيجية دفاعية هجومية، تشمل مزيجاً من الأعمال المنسقة، ذات الطبيعتين الدفاعية والهجومية.

إذا كانت الحرب البرية الجوية، قد غيرت من القيمة النسبية للهجوم والدفاع، فإن نظم التسليح وتقنيات التسليح قد غيرت، مادياً، من العلاقة بين هذين الشكلين الأساسيين للقتال، وأصبح الدفاع يشمل أعمالاً هجومية، والهجوم يشمل أعمالاً دفاعية.

إن النظام المثالي للدفاع، يشمل منطقة مراقبة وإنذار، ومنطقة مقاومة وتعطيل واستنزاف العدو، ومنطقة دفاعية رئيسة، تؤمن منطقة حيوية، ومناطق للهجوم المضاد. وكل ذلك ينظم في شكل نقط قوية، في اتجاهات متعددة، مع تنظيم خطة نيران متكاملة واحتلال المدفعية في الخلف.

ثالثاً: تحليل الحرب البرية الجوية

1. تعتمد عقيدة الحرب البرية الجوية، على قوة النيران في الضربات النيرانية، باستخدام جميع وسائل إنتاج النيران، من قوات جوية، وصواريخ، ومدفعية بعيدة المدى.

2. إن نجاح الحرب البرية الجوية يعتمد على المبادأة، والمرونة، والعمق، والتزامن.

ولمواجهة الحرب البرية الجوية يجب:

أ. اتخاذ جميع الإجراءات الإيجابية والوقائية، لحرمان العدو من تنفيذ الضربات النيرانية، أو الحد من تأثيرها.

ب. توجيه ضربة مسبقة، بالقوات أو بالنيران أو بكليهما، ضد العدو في مناطق الحشد. فإما أن تحقق هذه الضربة إلغاء العملية الهجومية، أو إضعاف قدرته على الهجوم.

ج. القيام بأعمال الإغارات العميقة ضد مراكز ثقل العدو أو الأهداف الحيوية، فهذه الأعمال تحقق تشتيته وإزعاجه، وتحويل اهتمامه إلى عمق قواته، وتضعف روح المبادأة في أعماله القتالية.

د. هناك مشكلتان أساسيتان لمواجهة الهجوم البري، هما الدفاع ضد قوات الاقتحام، والدفاع ضد قوات المناورة العميقة، مع حساب تزامن أعمال العدو.

رابعاً: أسس الدفاع

1. إن التهديد الرئيس للقوات المدافعة يأتي، أساساً، من القوات المدرعة المعادية، التي تركز هجومها في قطاعات اختراق، ولا بد، في أثناء القتال، أن يتخلى العدو عن أحد العنصرين، النيران والحركة، اللذين يشكلان كل أنواع القتال. ومعنى ذلك أن يتخلى عن الحركة، ويهتم بالنيران، ويمكن توفير الحركة، في حالة توفير التفوق في الدبابات المدافعة.

2. وعلى ذلك، يمكن تجزئة القوات المهاجمة إلى قسمين، بفصل المشاة عن الدبابات، ومقاومة كل جزء، بشكل خاص، تعوق تحقيق أهدافه، ومن ذلك يكون هناك هدفان؛ هما:

أ. الهدف الأول

فصل القوات المدرعة عن القوات المشاة الميكانيكية، وعناصر المعاونة والدعم والعناصر الإدارية، فالدبابة لا تستطيع أن تحتفظ بالأرض، التي اكتسبتها، والمركبات الميكانيكية لا تستطيع التغلغل لعمق كبير. وعلى ذلك، فإن مطالب النظام الدفاعي يجب أن تحقق التمسك بالمواقع الدفاعية، بعد تغلغل دبابات قوة الاقتحام للعدو، وبهذا الشكل يمكن عزل دبابات العدو عن مشاته الميكانيكية أو المحملة وعناصر دعمه وإمداده، لأن هذه المواقع تمثل تهديداً لأجناب القوات المهاجمة، كما أنها تضعف من سرعة تقدمه في العمق.

ب. الهدف الثاني

يحقق استنزاف العدو وتعطيله أطول فترة ممكنة، وذلك بتوفير عمق للنظام الدفاعى، بما يحقق استمرار وضع العدو تحت تأثير النيران المباشرة لقواتنا؛ لاستنزافه وإنهاكه وإيصاله إلى نقطة الذروة، ثم تدميره بالهجمات والضربات المضادة، في الوقت والمكان المناسب، ويمكن تنظيم دفاع متحرك في العمق، ويكون على خطوط مواصلات الاحتياطي الإستراتيجي.

ج. وعلى ذلك، فإن الدفاع في مواجهة قطاع الاقتحام للعدو، يكون دفاعاً ثابتاً، وفي العمق يكون دفاعاً متحركاً. ويكون نظام النيران، واستخدام الأرض من العوامل الأساسية المستخدمة، مع وضع أغلب أجزاء النظام الدفاعي، في أرض غير صالحة لاستخدام الدبابات، ومراعاة تغطية الموانع الطبيعية والصناعية ضد الدبابات، بالنيران؛ لتأمينها.

أثبت الدفاع الألماني كفاءة عالية في كل معاركه، خلال الحرب العالمية الثانية، عندما بدأت قوات الحلفاء في تطبيق نظريات القتال الحديثة للهجوم، وذلك باعتماده، على ثلاثة أسس في الدفاع تشمل العمق، والإخفاء، والاستعداد للعمل.

أ. الدفاع بعمق

(1) كان مفهوم الدفاع بعمق، يشمل تعدد الخطوط الدفاعية، في المنطقة الدفاعية الواحدة، فإذا فشل المدافع على أحد الخطوط، فإنه يرتد إلى الخط التالي.

(2) أما مفهوم العمق في الدفاع الحديث، فيعتمد على مجموعة من الجزر الدفاعية بعمق، مخططة على أساس تجزئة العدو، فهو أشبه بمصفاة، تسمح بمرور بعض القوات بثمن، وإيقاف الجزء الآخر، وبتعبير آخر فإنه يشبه الشبكة، التي تضم أقوى أجزاء المهاجم، ثم تغلق الشبكة في أحد المواقع الدفاعية، حيث تتوافر أحسن الظروف لتدميرها، وكلما زاد تغلغل مقدمة العدو في عمق الدفاع، زادت مقاومة الدفاع، ويجد العدو نقطة اندفاعه قد تحولت أو اتجهت إلى مواقع، لا يمكن اختراقها، وبدلاً من قيام العدو بالبحث عن أجناب معرضة أو ثغرات في الدفاع، يجد أجنابه ومؤخرته تتعرض باستمرار للنيران والتغلغل المضاد.

(3) إن العامل الحاسم في الدفاع بعمق هو التنظيم الجيد لتوزيع وسائل النيران والقوات، في جزر دفاعية، تحقق التكامل بينها. ولا يعتمد هذا النظام على القوة وحجم القوات المشتركة، بقدر اعتماده على توزيع القوات والوسائل، والاستخدام الجيـد للأرض، والأهمية التكتيكيـة لها، وتمسك القوات بمواقعها الدفاعية.

(4) مميزات الدفاع بعمق

(أ) إمكانية قتال العدو مستقلة، وقبولها للحصار من العدو.

(ب) إجبار العدو على القتال في عدة اتجاهات: المواجهة، والأجناب، والمؤخرة، في وقت واحد، مما يشتت جهوده وانتباهه، ويحوله عن هدفه الأساسي، وبدلاً من قتاله في معركة واحدة في المواجهة، يكون هناك عدة معارك.

(ج) تشتيت نيران العدو، في أكثر من اتجاه، ومن ثم تقل كثافتها وتأثيرها.

(د) توفر مساحة أكبر للاستخدام الجيد للأرض في العمق.

ب. الإخفاء

(1) يتحقق الإخفاء، جزئياً، من توزيع القوات في كل عمق المنطقة الدفاعية.

(2) ويحقق هذا النظام إخفاء نقط الجهود أو مراكزه الرئيسية للدفاع.

(3) إخفاء خطة النيران، تؤثر في تحديد العدو لاتجاه النيران المؤثـرة في كل مرحلة.

(4) تحقيق المفاجأة بالقوات والنيران ضد القوات المهاجمة.

(5) تركيز الاستطلاع في جميع الاتجاهات: المواجهة، والأجناب، والعمق.

ج. الاستعداد للعمل

(1) ويعني المقاومة الممتدة، من حيث العمق والزمن، ضد القوات المهاجمة أو المتغلغلة، مع الاستخدام الجيد للنيران والحركة، عندما يكون ذلك ممكناً.

(2) ولا يجب التسرع في فتح النيران، ولكنه يكون بتخطيط وتنسيق محكمين.

(3) تنفيذ الهجوم المضاد، في الوقت والمكان المناسبين.

يكمن سر الدفاع الحديث في عمقه. وعن طريق العمق والاستغلال الجيد للأرض، والإخفاء يمكن تدمير العدو في المواجهة وعند محاولة التطويق من العمق، وحرمانه من التزامن، وذلك بمجموعة من المفاجآت غير المتوقعة. وكلما زادت دراسة الأرض من ناحية العمق والنيران والحركة، أصبح لها تأثير، بهدف مواجهة أي اندفاع للعدو، أو أي تحول لنقطة اندفاعه.

خامساً: أنسب شكل للدفاع

هو أنسب دفاع ضد أسلوب قتال الحرب البرية الجوية، أو العملية العميقة أو الهجوم الخاطف، ويشمل نظاماً دفاعياً مجهزاً في نطاقات. (اُنظر شكل بناء الدفاع المتحرك)

1. نطاق مراقبة وإنذار

وتعمل به عناصر الاستطلاع والأحراس الأمامية، ومهمتها الإنذار عن بدء هجوم العدو، واتجاه تقدمه.

2. نطاق تأمين

أ. تعمل به قوات مدرعة وميكانيكية، وعناصر دعم من المدفعية والأسلحة المضادة للدبابات، ومهمتها تعطيل العدو واستنزافه على خطوط متتالية، وتحديد نقط اندفاع العدو واتجاهاته. تكون القوات خاضعة لقيادة واحدة، مع معاونتها بالنيران من نطاق الدفاع الرئيس.

ب. (اُنظر شكل أسلوب قتال نطاق الأمن) 

ج. نطاق الدفاع الرئيس

(1) هي المنطقة الرئيسة للدفاع، ويتم احتلالها بالقوات الرئيسة، ويتم تنظيم الدفاع بها في شكل دفاع منطقة، جزر دفاعية في الأمام، ودفاع متحرك في العمق.

(2) يحتوي عمق النطاق الدفاعي على:

(أ) النسق الثاني: للقيام بالهجمات المضادة، بعد استنزاف قوة اقتحام العدو المهاجم.

(ب) احتياطي رقم (1): يعمل في شكل مجموعة مناورة للعمل ضد قوات العدو القائمة بالهجوم العميق.

(ج) احتياطي رقم (2): يعمل ضد قوات الإبرار والإسقاط الجوى المعادي.

(د) عناصر المعاونة والدعم.

(3) (اُنظر شكل الجزر الدفاعية الثابتة)

د. نطاق دفاعي خلفي

وتشمل المنطقة الخلفية، ويكون بها النسق الثاني الإستراتيجي، والاحتياطي رقم (1) الإستراتيجي، الذي يمثل مجموعة مناورة؛ للعمل ضد قوات العدو القائمة بالهجوم العميق، أو قد تستغل نجاح الضربة المضادة للنسق الثاني الإستراتيجي، وتدفع في عمق تشكيل العدو المهاجم للتحول إلى الهجوم، طبقاً للموقف، والاحتياطي رقم (2) الإستراتيجي، للعمل ضد قوات الإبرار والإسقاط المعادي.

سادساً: الجزر الدفاعية الثابتة (اُنظر شكل الجزر الدفاعية الثابتة)

1. تحقق الجزر الدفاعية الدفاع الدائري، وتشمل كل جزيرة من 3ـ 4 نقاط قوية، وتحدد قوتها بواسطة القيمة التكتيكية للموقع، وطبيعة الأرض، وأسلوب إدارة المعركة الدفاعية. ويخصص حجم من القوات المدرعة والميكانيكية؛ للقيام بهجمات مضادة محلية ضد قوات العدو، التي قد تنجح في التسلل.

2. تعتمد خطة نيران الموقع على القدرة على الدفاع عن نفسها، وتقاطع نيران الجزر مع بعضها، وعدم وجود ثغرات في النيران، وأن كل جزيرة قادرة على حماية جزيرة أو اثنتين أخريين بجوارها، وأن تنشأ خنادق تحويلية لربط الجزر ببعضها في الموقع.

3. تنظم الجزر والمواقع، بحيث تشكل جيباً نيرانياً، يحقق حصر العدو وتدميره، ويمكن حبس النيران في إحدى الجزر، لجذب العدو في اتجاهها، وخداعه في جيب نيراني، أو منطقة قتل مخططة، ثم تدميره بالنيران.

سابعاً: الهجوم المضاد

1. إذا كان الدفاع ناجحاً، فإنه يتطور إلى هجوم مضاد، وإذا كان فاشلاً فإنه يتطور إلى ارتداد أو انسحاب. ويهدف الهجوم المضاد إلى منع القوات المهاجمة من استغلال النجاح، الذي حققته في اختراق النطاق الدفاعي، وحرمان نجاح العدو من أن يكون إستراتيجياً، وأنسب وقت له، عندما يكون العدو مشغولاً بالدفاع، وتم استنزافه إلى نقطة الذروة.

2. استخدام النسق الثاني للضربة المضادة

أ. عند استخدامه في الأرض، التي اختارها العدو

(1) ويعني توجيه الضربة المضادة في اتجاه المجهود الرئيس للعدو، وفي نقطة أو اتجاه اندفاعه، وفيها تكون قوات العدو المدرعة واحتياطيه في الاتجاه نفسه، ويكون العدو ناجحاً في ثغرة الاختراق، ويحاول تحويل الهجوم إلى مطاردة، مستفيداً من روح النصر، ويكون غالباً بعيداً عن قيادته، فاقداً الاتصال معها، وفي هذه الحالة يفضل أن يكون الهجوم المضاد على أجناب العدو، وليس مواجهاً له.

(2) المميزات

لا يكون للعدو وقت لتنظيم الدفاع لصد الضربة، وبشكل آخر فهو غير مستعد للتحول للدفاع.

(3) العيوب

(أ) تكون قوات العدو المدرعة، في هذا الاتجاه، قوية، إضافة إلى وجود احتياطيه المدرع في الاتجاه نفسه، واحتمال تدخله عالياً، ويكون هذا هو الخطأ الكبير في الهجوم المضاد، حيث يكون عدوك قوياً، أما في الهجوم، فيكون عدوك ضعيفاً.

(ب) تتوافر للعدو السيادة الجوية والمعاونة النيرانية العالية في اتجاه نجاحه.

ب. توجيه الضربة في اتجاه نقطة مختلفة من جبهة العدو

(1) يعني توجيه الضربة في اتجاه آخر عن المجهود الرئيس للعدو، ثم الاستدارة في اتجاه أجناب العدو ومؤخرته، وهذه العملية هي الهجوم المضاد الجريء.

(2) المميزات

(أ) تكون أجناب قوة الهجوم المضاد مؤمنة بنيران القوات المدافعة.

(ب) يكون اتجاه الضربة ضد أضعف نقاط العدو، أي ضد قوات أخرى، عدّها العدو ثانوية، وليست على درجة من الكفاءة، حيث لم يتم اختيارها لمجهود رئيس.

(ج) تعمل قوات العدو المدرعة الرئيسة، ومعظم وسائل النيران، في اتجاه اندفاع قواته الناجحة.

(د) تكون إمكانية تحقيق تفوق محلي، واستعادة المبادأة، واختيار أرض المعركة، من مهام قائد قوة الهجوم المضاد، لامن اختيار العدو.

ثامناً: استخدام الاحتياطات

1. احتياطي المناورة

أ. يستخدم احتياطي المناورة، أساساً، للعمل ضد قوات الهجوم العميق، في الحرب البرية الجوية، وتختلف مهمته عن مهمة النسق الثاني، حيث يعمل النسق الثاني لتدمير قوة الاقتحام، ويختلف حجمه، طبقاً للمهمة، وقد يكون أكبر من النسق الثاني، ويشكل من القوات المدرعة والميكانيكية، ويخصص له دعم مناسب ومعاونة نيرانية عند دفعه للاشتباك.

ب. يتولى مهمة الهجوم المضاد ضد قوة الاختراق العميق، بعد صدها بواسطة القوات المدافعة، وينطبق عليه ظروف الهجوم المضاد للنسق الثاني.

2. الاحتياطي المضاد للإبرار والإسقاط المعادي

تجميع قتالي مناسب، يكلف بالعمل ضد قوات الإبرار والإسقاط الجوي المعادي، في عمق المنطقة الخلفية، وتدميره، وحرمان قوة الاختراق العميق من الاتصال بها، ويعاون بالنيران في أثناء تنفيذ المهمة.

إن العوامل الأساسية في الدفاع ضد الحرب البرية الجوية، هي شبكة من الجزر الدفاعية، ودفاع متحرك في العمق، وهجوم مضاد في أكثر من اتجاه، ضد قوة الاقتحام، وضد قوة الاختراق العميق، وضد الإبرار والإسقاط الجوي المعادي، تتحد جميعاً في تكامل تام. ومنذ قديم الزمان، كانت هنالك طريقتان لمواجهة هجوم العدو، هما الدفاع والهجوم المضاد، فالدفاع يصد العدو بالنيران، والهجوم يدمره بالحركة. وليست العبرة في تفوق المهاجم في بداية الحرب، ولكن العبرة فيمن يتفوق في نهاية الحرب.