إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / العمليات النفسية (الحرب النفسية)





مخطط تنظيم فريق العمليات
مقترح لتنظيم مركز عمليات نفسية
مقترح لشبكة مراكز العمليات النفسية
التخطيط للعمليات النفسية
التعامل النفسي المعاصر
التعامل النفسي الصهيوني
الحرب النفسية في العمليات العسكرية
تنظيم إدارة التخطيط للعمليات النفسية
تنظيم سرية عمليات نفسية
تنظيم كتيبة عمليات نفسية
تطور الدعاية الصهيونية
سلم ماسلو للحاجات
منشور طريقة الانضمام
بطاقة مرور أمن
بطاقة دعوة
شعار القوات المشتركة
كاريكاتير نفسي 1
كاريكاتير نفسي 2
قصف الفرقة 16 مشاة

مناطق الإسقاط بالبالون
مناطق الإسقاط بالطائرة س 130
مواقع القوات العراقية



القسم الثاني

المبحث الثاني

الحملات وطرق وأساليب العمليات النفسية

أولاً: موضوع الحملات النفسية

1. الحملات النفسية

أ. يُعرف موضوع الحملة على أنه المادة الناتجة عن حصيلة المعلومات، العسكرية ـ السياسية، الاجتماعية ـ الاقتصادية، والعوامل المؤثرة عليها والمتحصل عليها من مصادر المعلومات المختلفة ومعالجتها بوساطة المختصين لتحديد نقاط الضعف والتعرض ويمكن استغلالها في شن حمله نفسية أو عدد من الحملات ضد أفراد القوات المعادية لخفض روحها المعنوية وبمعنى آخر يستخدم موضوع الحملة (فكرة ـ رأس موضوع ـ موضوع كامل) من قِبل المخطط لتحقيق الهدف النفسي من خلال استغلال نقاط الضعف أو التعرض في الهدف المخاطب.

ب. تشتمل العمليات النفسية على عدد من الحملات يتم تحديد موضوعاتها أثناء مرحلة تقدير الموقف النفسي كما أنه طبقاً لتطوير المواقف، السياسية ـ الاقتصادية أو العمليات العسكرية، فقد يتطلب الموقف تعديل أو تطوير موضوع الحملة (ومن خلال التغذية العكسية) مثل الإنهيار السريع للدفاعات أو الإنسحاب السريع والغير المنظم أو تعرض القوات لخسائر كبيرة حيث تُستغل مثل هذه الأحداث كموضوع لحملة نفسية تركز على دعوه أفراد القوات المعادية للاستسلام أو الهروب من الخدمة طلباً للنجاة.

ج. تستهدف موضوعات الحملات النفسية عند تخطيط وإدارة العمليات النفسية خلال العمليات العسكرية خفض الروح المعنوية وتدمير قدرات العدو القتالية وفى نفس الوقت تركز على رفع الروح المعنوية وتعزيز القدرات القتالية للقوات الصديقة والحليفة هذا مع عدم إغفال أن أي من هذه الأهداف يريد معرفة وفهم ما يحيط به من أحداث مع تزويده بمعلومات جديده تساعده على تعديل سلوكه وتصرفاته.

د. الاختيار الجيد لموضوع الحملة لن يكون وحده كافياً لتحقيق الهدف من الحملة بل يجب على مخططي الحملات النفسية مراعاة مجموعة من الاعتبارات أكدتها الخبرات المكتسبة والدروس المستفادة من الحروب الحديثة خاصة ما أفرزت عنه حرب تحرير الكويت 1990 ـ 1991.

2. الاعتبارات وعوامل النجاح

أ. دقة وموضوعية المعلومات المستخدمة

إن صحة وموضوعية المعلومات المستخدمة في إعداد وصياغة موضوع الحملة تلعبان دوراً بارزاً في إقناع الهدف المخاطب بمضمون الرسالة الموجهة. بينما أي كذب، ولو محدود، وعدم معالجته في موضوع الحملة، قد يكون كافياً لتحطيم ثقة الهدف المخاطب، ليس في مضمون الرسالة فقط، بل في الحملة النفسية ككل. ولإيضاح ذلك، سنتناول، على سبيل المثال، وليس الحصر، واحداً من أبرز الموضوعات المغالطة التي وردت في الحملات النفسية العراقية الموجهة إلى القوات المشتركة. فقد تم التركيز، منذ بداية أزمة الخليج، وبدء وصول القوات الحليفة إلى الأراضي السعودية، على موضوع التشكيك في قدرات القوات المشتركة وعدم إمكانياتها، أو قدرتها، على التصدي للقوات والإمكانيات العراقية. بينما أفراد هذه القوات يعلمون الفرق الحقيقي في حجم وإمكانيات وقدرات كلا الطرفين. وقد أدى ذلك إلى عدم وفقد الثقة في مصداقية الحملات النفسية العراقية منذ بدايتها.

ب. تجنب معاداة الهدف / الأهداف المخاطبة

على الرغم من أنه قد يكون هناك صراع مسلح قائم أو منتظر بين دوله وأخرى، إلاّ أن القائمين على تخطيط وإدارة الحملات النفسية الناجحة دائماً، ما يعمل على تجنب معاداة الهدف / الأهداف المخاطبة سواء لأفراد قواتها المسلحة أو للسكان المحليين أو الشعب، مع العمل في الوقت نفسه، على أن يُراعى عند صياغة موضوعات الحملة ما يلي:

(1) عدم المبالغة في حجم خسائر العدو أو عرضها بطريقة مخجلة.

(2) عدم السخرية والاستهزاء أو إهانة الأفراد حتى لا يؤدي ذلك إلى المقاومة العنيدة.

(3) عدم إظهار تقصير الأفراد في القتال على أنه شيء مخل بالشرف.

ولعل من أهم عوامل نجاح الحملات النفسية التي أدارتها القوات المشتركة في حرب تحرير الكويت، هو وضع هذا الاعتبار ، موضع التنفيذ، منذ بدء شن الحملات النفسية وحتى نهاية العمليات. إذ لجأ المخطط، دائماً، إلى العمل على كسب صداقة وود الهدف المخاطب (أفراد القوات العراقية) حتى أثناء تحذيرهم وطلب إخلاء مواقعهم، بينما على الجانب الآخر لجأ المخطط العراقي إلى استخدام الأساليب الرخيصة والبدائية والإشاعات الكاذبة في إعداد وصياغة موضوعات الحملات النفسية، كالسخرية والاستهزاء من قيادات ورموز الحكم للدول الحليفة مما أفقد حملاته مصداقيتها والإقبال على متابعتها.

ج. التحريض غير المباشر للهدف المخاطب

على الرغم من أن أسلوب التحريض أثناء الحرب أو الصراع المسلح من الأمور المنافية للقوانين والأعراف الدولية، إلاَّ أنه يُعَدّ أحد الأشكال التي يلجأ إليها المخطط في تصميم موضوعات الحملات النفسية وصياغتها، خاصة عند الطلب من الأهداف المخاطبة التسليم / التوقف عن المقاومة أو القتال، وعند اللجوء إلى استخدام هذا الأسلوب في إعداد موضوع الحملة يجب أن يراعى صياغتها بالأسلوب غير المباشر بالعمل ضد نظام الحكم أو قيادته فقد يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية (عناد ـ مقاومة عنيفة ـ تجاهل) وهو الخطأ الذي وقع فيه المخطط العراقي عند صياغة موضوع دعوة بعض العناصر المناوئة في المملكة العربية السعودية للقيام بعمليات تخريب داخل المملكة. فقد جاءت الدعوة في إذاعة المدينة المنوَّرة ومكة المكرمة (إذاعات عراقية إستراتجية موجهة) مفتوحة ومباشرة كان من نتائجها تجاهل تام على الطرف الآخر.

د. تزامن ودقة التوقيت

ويعني أنه لن يحقق موضوع الحملة الهدف منه، ما لم تؤخذ التطورات الهامة والحادة والمواقف الجارية في الاعتبار والإعداد الجيّد والموقوت للموضوع، مع ضرورة مراعاة أن يتم النشر في تزامن وتوافق مع الحدث وقبل أن يفقد أهميته وفاعليته. فمثلاً، لن يحقق منشور يتركز موضوعه على تحريض الخصم على عدم القتال والدعوة إلى الانضمام أو الاستسلام للقوات المهاجمة، وذلك بعد أن يتمكن الطرف الآخر من احتواء الهجوم ونجاحه .

ثانياً: طرق العمليات النفسية

تُعرف طرق العمليات النفسية على أنها أنسب الأشكال/ الأساليب التي تستخدم لعرض أو نشر موضوع الحملات النفسية بما يحقق التأثير على انفعالات وسلوكيات الأهداف المخاطبة. وطرق العمليات النفسية، هي:

·       الدعاية

·   والدعاية المضادة.

·   العمل/ الحركة.

·       الخداع.

    عند التخطيط للعمليات النفسية المدعمة لخطط العمليات الإستراتيجية، قد يلجأ المخطط إلى استخدام واحدة من الطرق السابقة. وطبقاً لتقدير الموقف النفسي للعملية، وتطورات الموقف، السياسي والعسكري، قد يستخدم أكثر من طريقه أو كافة الطرق، لتغطية موضوع واحد في الحملة النفسية، وهو ما ظهر، جلياً، في حرب الخليج. إذ لجأ كلاً من طرفي الصراع، إلى استخدام كافة طرق العمليات النفسية (دعاية ـ عنف ـ خداع). وبتوسع في عرض ونشر موضوعات الحملات النفسية، لضمان وصول الرسالة وتأثيرها على آراء واتجاهات وسلوك الأهداف المخاطبة، وهو ما سيبرز عند التعرض لكل طريقة، تفصيلاً.

الطرق الرئيسية للعمليات النفسية

أ. الدعاية

إن الغرض الأساسي من استخدام الدعاية، بأنواعها ومستوياتها المختلفة، كأحد الطرق الرئيسية التي يستغلها المخطط في تنفيذ الحملات النفسية المدعمة لخطط العمليات العسكرية ، هو التأثير في أراء وانفعالات واتجاهات الهدف، ومن ثم، سلوك أفراد القوات المعادية، في المقام الأول، وباستخدام الوسائل المختلفة، (مقروءة ـ مسموعة ـ مسموعة ـ مرئية)، لإقناع الهدف المخاطب لتوجيهه أو الإيحاء له بإتباع سلوك محدد يخدم هدف المخطط عادة ما يكون خفض الروح المعنوية وتحطيم إرادته القتالية (إقناعه بعدم جدوى المقاومة).

وتُعَدّ الدعاية أكثر طرق العمليات النفسية، إن لم تكن الطريقة الرئيسية التي يعتمد عليها عند تخطيط وإدارة الحملات النفسية لعرض ونشر موضوعات الحملات المدعمة للعمليات العسكرية على كافة مستوياتها وصورها. ومن خلال كافة الوسائل المتاحة والمتوافرة، ولكونها تستمد قوتها وفاعليتها، من خلال السيطرة على الهدف المخاطب، بدراسة الدوافع المؤثرة على سلوكه.

وإذا كانت الدعاية تنقسم، من حيث النوع، إلى دعاية بيضاء / صريحة، ودعاية رمادية، ودعاية سوداء، فإن مخطط الحملات النفسية إلى جانب استخدام الدعاية الصريحة خلال المراحل المختلفة للصراع المسلح (قبل ـ أثناء ـ بعد انتهاء الحرب)، عاده ما يركز على استخدام الدعاية الرمادية والسوداء لِما لهذه الأنواع من إمكانيات وتأثير خطير في حال التخطيط والاستخدام الجيد لها في تحقيق الآتي:

(1) نشرها ووصولها إلى أعماق ومساحات كبيرة من مسرح الحرب.

(2) أنها تحوز قبولاً وسرعة انتشار والتأثير بين أفراد وقوات الخصم.

(3) استخدام موضوعات وأساليب يصعب استخدامها في الدعاية البيضاء:

(أ) إخفاء المصدر والاتجاه ـ تزييف وثائق ـ تزوير عمله .. تخريب.

(ب) صعوبة وضعف تأثير إجراءات المقاومة والدعاية المضادة عليها نظراً لسريتها.

(ج) قدرة عالية على تحطيم الذات، والقدرة القتالية للهدف المخاطب لسرعة انتشارها وعدم معرفة مصدرها واستخدامها لمعلومات ذات درجة سريه عالية، يصعب التشكيك فيها، أو مقاومتها.

(4) ويراعى عند استخدام الدعاية، كأحد الطرق المدعمة لخطة العمليات العسكرية، أن يتم التخطيط لتصميم الحملات النفسية، لتدار بالتوازي على كل من المستوى، الإستراتيجي والتعبوي.

ب. الدعاية المضادة

أمّا الدعاية المضادة، فتُعرف على أنها الحملات النفسية التي تقوم أجهزة العمليات النفسية بتنظيمها وإدارتها لصالح الأهداف المخاطبة (الصديقة ـ المحايدة ـ المعادية)، بهدف مقاومة والحد من نتائج الحملات النفسية المعادية . هذا ويتم بناء الحملات النفسية المضادة وتصميمها، على ضوء الدراسة التحليلية للحملات النفسية المعادية، إذ يتم من خلال هذه الدراسات، تحديد الآتي:

(1) الأهداف المخاطبة.

(2) الأهداف والمشاعر النفسية للهدف.

(3) المقترحات/ التوصيات الخاصة بتحديد أنسب الطرق والأساليب، للرد على مثل هذه الحملات، ووسائل نشرها.

ج. العمل/ الحركة (العنف)

(1) هو الطريقة الثانية للعمليات النفسية ، ويُعرف على أنه أحد أشكال الإجبار الفكري والاستخدام المحسوب للعنف أو القوة أو التهديد به بهدف إثارة وإيقاع الاضطراب وخلخلة التوازن النفسي للهدف / الأهداف المخاطبة، وإجبارها على اتخاذ سلوك محدد، غير مقبول، من الهدف المخاطب، يحقق هدف المخطط، والمحتمل في فرض إرادته.

(2) يرجع استخدام العنف، بأشكاله وأساليبه المختلفة، كأحد طرق العمليات النفسية الفردية أو المخططة لدعم العمليات العسكرية والحرب إلى ما قبل الميلاد. فقد استخدمه المسلمون والتتار، ولا يزال له الأثر الفعال في العصر الحديث. ولعل أزمة الخليج، خير دليل على ذلك. فقد شهدت، منذ تفجرها، العديد من أعمال العنف، المتدرج والمخطط، والذي انتهى بالعمليات العسكرية على المسرح الكويتي، وجنوب العراق ـ ولو أخذنا على سبيل المثال العمليات الإرهابية التي نفذها الجانب العراقي، بعد بدء العمليات الجوية، وحتى نهاية الحرب، نجد أنها بلغت حوالي 75 عملية إرهابية، نُفذت في إحدى عشر دولة.

(3) إذا كان الإرهاب يُعَدّ من أهم طرق العنف المستخدمة في هذا المجال، فأن الحرب أو الصراع المسلح، من وجهة نظر العمليات النفسية، يُعَدّ عملاً من أعمال العنف الذي يستهدف إجبار أو إكراه الخصم على تنفيذ إرادة المخطط، وفرض الإرادة عليه، هذا إضافة إلى استخدام كل القوات غير النظامية ـ حرب العصابات ـ الحركات والثورات المضادة.

(4) يلجأ مخططو العمليات النفسية، إلى استخدام الإرهاب، بكافة أساليبه وطرقه، لدعم خطط العمليات العسكرية، وذلك بهدف إثارة وإيقاع الاضطراب والخلخلة النفسية والرعب من أفراد القوات المعادية وقلوب القادة وأفراد الشعب، وعلى كل من الجبهة الداخلية وجبهة القتال، في وقت واحد، بوسائل وأساليب متعددة، تؤدى في النهاية إلى هدف أساسي، هو تحطيم الروح المعنوية، وروح القتال (إلقاء الرعب في الجندي بفقده سلاحه).

(5) يُعرف الإرهاب، من وجهة نظر العمليات النفسية، على أنه الحالة الذهنية والنفسية، التي تحدث للهدف/  الأهداف المخاطبة، نتيجة للتهديد، أو الاستخدام الفعلي للعنف والقوة لتحقيق أهداف (عسكرية ـ سياسية ـ اقتصادية)، يتضمن أيّاً منها هدفين:

(أ) هدف نفسي: بإثارة دوافع القلق والخوف وخلخلة التوازن النفسي لأفراد القوات المسلحة والشعب.

(ب) هدف مادي: من خلال نسف وتدمير المنشآت الحيوية، وتهديد في الدولة، أو الدول، محل الاهتمام، بما يؤثر على المجهود الحربي للخصم.

(6) أمّا من حيث أشكال العنف التي تستخدم، وبتوسع، خلال مراحل العمليات العسكرية، وهو ما أكدته خبرات الحروب، وأخرها حرب الخليج، يُعَدّ الآتي، أبرزها وأكثرها تأثيراً:

(أ) اغتيال الشخصيات المهمة والبارزة في الدولة.

(ب) اختطاف الرهائن واحتجازهم.

(ج) الاقتحام المسلح للمنشآت والأهداف الحيوية ذات التأثير النفسي.

(د) العبوات الناسفة المخططة، ضد أهداف محدده أو عشوائية.

(7) وبالنظر إلى ما قد يحققه استخدام الإرهاب، كطريقه لإجبار الأهداف المخاطبة لانتهاج سلوك معين، يحقق هدف المخطط، والآثار النفسية السلبية، التي يتسع انتشارها بين جمهور الهدف المخاطب (قتل عشرة ترهب ألف) ، نجد أنه من الضروري، عند تصميم الحملات النفسية المضادّة، أن تتضمن أهداف العمليات النفسية، في مقاومة الإرهاب ما يلي:

(أ) عزل المنظمة، أو الجماعة الإرهابية، القائمة بتنفيذ العملية، عن أي تأييد خارجي أو داخلي لها.

(ب) الكشف عن الطبيعة غير السويه، سواء للإرهابيين، أو الهدف من العملية.

(ج) كسب التأييد، وشحذ الهمم، للقوات القائمة بتصفية العمل الإرهابي.

(د) خفض الروح المعنوية للإرهابيين، وبث عدم الثقة بينهم وبين القيادة التابعة لهم.

(هـ) التقليل من شأن الحدث الإرهابي.

(و) إحباط الحملة الدعائية المصاحبة للحدث الإرهابي، من قِبل المنظمة الإرهابية التابع لها مجموعة التنفيذ.

(ز) إقناع الإرهابيين بعدم جدوى المقاومة والاستسلام.

د. الخداع

(1) يعرف الخداع، من وجهة نظر العمليات النفسية، على أنه مجموعه الإجراءات والأنشطة المنسقة لإخفاء الحقائق ومنعها من الوصول إلى أجهزة المخابرات المعادية والمتعاونة معها، وتوجيه ودعم تقديراتها وجهودها، إلى اتجاهات زائفة، تؤدى إلى قرارات مناسبة، تخدم هدف المخطط.

(2) ويهدف الخداع في الحرب/ الصراع المسلح، إلى خداع العدو عن خطة إعداد الدولة وإجراءاتها، مع إخفاء فكرة إدارة الصراع المسلح وطبيعته، وكذا استخدام القوات إجراءات التنسيق مع الدول، الصديقة والحليفة، وذلك من خلال التركيز على الآتي:

(أ) وضع أجهزة المخابرات المعادية والمتعاونة معها في حالة إقناع وتصديق للأخبار والمعلومات الزائفة.

(ب) القياس المستمر لردود فعل العدو وتحليلها.

(ج) ضمان تحقيق النتائج من خطة الخداع.

(3) ولقد بات واضحاً، وبما لا يدع مجالاً للشك، من خلال الدراسة التحليلية للصراع المسلح والحروب التي نشبت عبر التاريخ، أن الخداع، بجميع أنواعه ومستوياته، قد لعب دوراً بارزاً، ومؤثراً، بل حاسماً، في العديد من العمليات العسكرية. ويمكن القول، أنه منذ تفجر أزمة الخليج الثانية، وحتى نهاية العمليات العسكرية البرية، أي من خلال كافة مراحل الأزمة، لعب الخداع دوراً بارزاً. فنرى القيادة العراقية، على المستوى السياسي، قد نجحت في خداع معظم القيادات العربية، بالتضليل والتظاهر بعدم اللجوء إلى استخدام القوة العسكرية في حل الأزمة، ثم تفاجئ العالم باجتياحها دولة الكويت، ثم تتوسع في إجراءات الخداع العسكري، بكافة مستوياته وأساليبه، (إخفاء ـ إيحاء)، لتحقيق أهدافها العسكرية، بينما تقوم القوات المشتركة، ومع بداية الحشد، بخداع الجانب العراقي عن اتجاه الضربات الرئيسية، مع الإيحاء والتظاهر بنية تنفيذ عمليات إبرار بحري بحجم كبير[1]، مما حدا بالقيادة العراقية إلى تركيز الجهود الرئيسية للدفاعات على الساحل الشرقي للخليج.

(4) يتم تنظيم الخداع وإدارته، بواسطة أعلى قياده عسكرية في الدولة، ومن خلال خطة مركزية. وتنفذ إجراءاتها على جميع المستويات، ومن خلال أنواع الخداع المختلفة (عسكري ـ سياسي) وبكافة أساليب الخداع وجميع الوسائل المتوافرة والمتاحة لهذه المستويات. هذا، ويُراعى أن تتضمن خطة الخداع لدعم العملية العسكرية الآتي:

(أ) هدف الخداع وفكرته.

(ب) مراحل خطة الخداع والمهام في كل مرحلة.

(ج) أسلوب تنفيذ مهام الخداع.

(د) القوات والوسائل والعناصر، المنفذة في كل مرحلة.

(هـ) توقيتات ومسؤوليات التنفيذ.

(5) ويجب التأكيد على أن تتضمن فكرة الخداع ما يلي:

(أ) الأهداف السياسية ـ العسكرية المطلوب تضليل أجهزة المخابرات، المعادية والمتعاونة، معها عنها.

(ب) الموقف، السياسي والعسكري، والموقف الإستراتيجي ـ العسكري، والعوامل السلبية الخارجية، التي تتعارض مع السياسة العسكرية للدولة.

(ج) أهداف الخداع لكل مرحلة، وأسلوب التغلب على العوامل السلبية الخارجية.

(د) أجهزة المخابرات المعادية وأسلوب التغلب عليها.

(هـ) التوقيتات المنتظرة لاستقبال رد فعل العدو.

(6) أساليب الخداع

تجمع كافة المراجع التي تناولت هذا الموضوع ومن خلال الخبرات والدروس المستفادة إلى أن هناك أربعة أساليب تستخدم بتوسع في تنفيذ إجراءات الخداع على كافة المستويات وهي:

(أ) الإخفاء

تُعَدّ من أكثر الأساليب فاعلية لحجب الحقائق والنوايا المستقبلية والإمكانيات والقدرات المعنوية للقوات المسلحة. وعادة ما يكون تحقيق ذلك من خلال:

·       التقيد الصارم بالسرية في كافة التحضيرات الخاصة بالعمليات العسكرية. كذلك، في تداول الوثائق السرية وحفظها.

·       تحديد عدد الأفراد المصرح لهم بالاشتراك في إعداد الوثائق الخاصة بالعمليات، ومتابعتهم.

·       إعداد الوثائق الإستراتيجية المهمة من نسخة واحدة (باليد)، مع إعطائها أعلى درجات السرية، والمحافظة على سلامتها.

·   إتباع الأساليب العلمية، والاستخدام الجيد للأدوات والمواد الخاصة بإخفاء القوات وتمويهها (أفراد ـ أجهزه ـ معدات ... إلخ).

·       الإعداد الجيد لخطة المخابرات المضادة، مع الإصرار على تنفيذ إجراءاتها بكل دقة.

(ب) التقليد

وهو أحد أشكال الإيحاء الذي يستخدم، بتوسع، خاصة على المستوى العسكري (تعبوي ـ تكتيكي)، ويتم بتقليد الأهداف المختلفة (أسلحة ـ مطارات ـ معدات ـ منشآت ... إلخ). في مناطق هيكلية بما يمكن من خداع أجهزة ومصادر جمع المعلومات عن فكرة العمليات (مناطق تمركز ـ اتجاهات عمل وضربات رئيسية). وتستخدم معدات القتال والأسلحة الهيكلية وكذلك الأسلحة المدمرة/ عاطلة بتوسع لتنفيذ التقليد[2]، ونشير هنا إلى أهمية تخصيص وحدات/ عناصر، تقوم بتنفيذ خطة القرائن الدالة عن نشاط الهدف (تحركات ـ صوت ـ ضوء ـ نشاط لاسلكي ... إلخ)، أو ما يُطلق عليه "إجراءات بعث للحياة".

(ج) التظاهر

وهو أكثر أساليب الخداع صعوبة وتكلفة، كما أنه يتطلب التخطيط الجيد، والسرية الكاملة[3]، ووقت أطول من باقي الأساليب. إلاّ أن نتائجه الإيجابية، لها تأثير حاد على سير العمليات العسكرية. ويستخدم هذا الأسلوب على كافة مستويات الخداع العسكري، وعادة ما يركز على إخفاء هدف مهم، وإظهار هدف أخر أقل أهمية، لجذب الانتباه إليه، أو الخداع عن اتجاه الضربات الرئيسية، والحشود. ومن أبرز الأمثلة التي شهدتها الحرب العالمية الثانية، في هذا المجال، عملية إنزال نورماندي، حيث تم خداع أجهزة الاستخبارات الألمانية، وإظهار ما يؤكد قيام عملية الغزو على ساحل كاليه (200 ميل) شمال نورماندي، كذلك عملية غزو جزيرة صقلية، وإظهار الحشود، وأن هدف الغزو هو جزيرة سردينيا[4].

(د) الإعلام المخادع

ويستخدم هذا الأسلوب في تزاوج وتنسيق كامل لأساليب الخداع، ومن خلال الخطة المركزية للخداع الإستراتيجي. وتلعب وسائل الإعلام وأجهزتها، دوراً بارزاً في تنفيذ إجراءات الخداع الإستراتيجي، مع مراعاة أن تصمم الرسالة (الخبر المزيف)، في وسائل الإعلام، بأسلوب علمي دقيق، تحسباً للنتائج العكسية. كما يلزم على أجهزة الاستخبارات المراقبة المستمرة للهدف المخاطب لمعرفة ردود الأفعال (نتائج التأثير)، ومدى تأثير هذه الإجراءات على قراراته، أو ردود فعل العدو.

ثالثاً: أساليب العمليات النفسية

تُشكِّل في مجملها المكون الثالث من مشتملات العمليات النفسية، والتي تُعرف بكونها الأشكال أو الصور التي يستخدمها مخططو العمليات النفسية، بعد الدراسة، العلمية والموضوعية، للعوامل المؤثرة على الهدف، أو الأهداف المخاطبة، واتجاهاتها ومشاعرها، لإعداد موضوعات ورسائل الحملات النفسية المقترح استخدامها وصياغتها، في شن أو توجيه الحملات النفسية الأساليب التالية وتشمل:

1. الأساليب المعادية

هي الأساليب المستخدمة في الحملات النفسية التي تشن ضد الدول/ الجماعات المعادية وتشمل الآتي:

أ. الديموجوجية

استخدام تصريحات أو معلومات تبدو كأنها تؤيد وتخدم مصالح الدولة أو الجماعة المخططة وإظهارها على أنها تمثل الرأي العام، الدولي والإقليمي. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، قيام إسرائيل، من خلال المنظمات الصهيونية، الداخلية والخارجية، بإصدار نشرات وتصريحات وشائعات (الحقد والكراهية)، توجه إلى جميع دول العالم، وتدعي فيها تأييد دول العالم لقضيتها ومواقفها السياسية المختلفة، وعادة ما تستخدم في هذا الأسلوب، أحد أو مجموعه من وسائل العمليات النفسية لنقل مواد الحملة ونشرها. وتعتبر توجيهات هذا الأسلوب وتوظيفه، من أكثرها توظيفاً من الجانب الإسرائيلي في شن حملاته النفسية.

ب. عمليات التخريب النفسي

تُعَدّ عمليات التخريب النفسي، السلاح الرئيسي في الأساليب النفسية المعادية، الذي يستهدف، أساساً، التأثير في اتجاهات الأهداف وسلوكياتها، لخلق اتجاه عام لديها، ودفعها إلى القيام بالاضطرابات، ونشر الذعر والفوضى أو التقاعس، وسلبية الأداء. وعادة ما تقوم أجهزة الاستخبارات في الدولة بتخطيط هذه العمليات وإدارتها، وعادة ما تشمل:

(1) أساليب الضغط النفسي

تستغل حملات التخريب النفسي لتوجيه الصدمات المفاجئة، واللعب بالعواطف والانفعالات، مع التوسع في استخدام الآراء الزائفة، مستنده في ذلك على فلسفة اللاعقلانية، التي تعتمد على أن سلوك الأفراد، غالباً، ما تحكمها دوافع غير واعية، مثل الغرائز الوراثية، والعواطف والانفعالات، والمؤثرات الخارجية، (عقائدية ـ دينية). أي أنها تسعى إلى الأفراد وتستغل في هذه الأساليب شائعات الخوف والحقد على نطاق واسع.

(2) أساليب التخويف والردع

وتشمل كافة المجالات، الاقتصادية ـ السياسية ـ العسكرية. وتهدف إلى إجبار الدولة، أو المجموعات المستهدفة، إتباع سلوك معين، يخدم، هدف أو أهداف، الدولة المخططة. وأبرز الأمثلة على ذلك، في المجال الاقتصادي، الحملات التي تهدف إلى التخويف من تأثير نظام اقتصادي معين (رأسمالي ـ اشتراكي ـ تكتلات اقتصادية ... إلخ)، على المجتمع، أو إحداث اضطرابات في النظام المالي للدولة الهدف، وذلك بتزييف العملة وتهريبها ـ عمليات غسيل للأموال.

أمّا في المجال العسكري، فتلجأ الحملات المعادية إلى الردع والتخويف بالقوة الهائلة والمزعومة للدولة، أو امتلاكها أحد وسائل الردع، المتمثل في الأسلحة فوق التقليدية. وأبرز الأمثلة على ذلك، أساليب الردع المباشر والغير مباشر، التي تشنها إسرائيل، حالياً، ضد الدول العربية بقدرتها وامتلاكها لسلاح نووي، يمكنها استخدامه طبقاً للمواقف. وتلعب الشائعات، بأنواعها، دوراً رئيسياً في نجاح هذا الأسلوب، إلى جانب إصدار الصور والوثائق المزيفة. كذلك الحملات المعادية والمرصودة، حالياً، بين الهند والباكستان، وهي تأخذ شكل الردع المباشر.

(3) الشائعات

وتُعَدّ الشائعات بأنواعها، من أبرز أساليب ووسائل وطرق العنف وأكثرها استخداماً وتأثيراً على الهدف المخاطب، بما لها من خصائص وقدرات على افتقاد الهدف/ الأهداف المخاطبة ثقتها، في قيادتها وسلاحها وقوتها، وكذلك ثقتها في النصر. ونشير هنا، إلى أن مثل هذا المستوى من الشائعات، يتم له التخطيط والصياغة واختيار وسائل النشر، بوساطة أجهزة العمليات النفسية، ومن خلال الحملات النفسية التي تهدف إلى تدمير/القضاء على الروح المعنوية، وإرادة القتال بين أفراد القوات المسلحة.

(4) افتعال الأزمات

ويتأتي هذا بالتخطيط والتنفيذ لبعـض الأحداث/عمليات التخريب المادي، التي تؤدي، في النهاية، إلى ظهور أزمة (سياسية ـ اقتصادية ـ اجتماعية ... إلخ)، لخلق حالة من التوتر والقلق، تؤدي إلى الخوف، ومن ثم، الرضوخ لمطالب المخطط. ويتم ذلك من خلال الوقيعة واصطناع الأخبار المزيفة، وكذلك التحريض على أعمال التخريب، أو تنفيذ أعمال التخريب المتعمد، مثل قيام الإذاعة العراقية الموجهة، " المدينة المنورة "، بالتحريض المباشر للعناصر المناوئة، في المملكة العربية السعودية، بإشعال الحرائق، ونسف محطات الوقود، والأهداف المهمة بها. كذلك افتعاله لأزمة التلوث البيئي، بضخ النفط في مياه الخليج، وإشعال آبار البترول في الكويت.

(5) أسلوب التقارب (الصداقة ـ الحب)

ويُستخدم هذا الأسلوب، لمحاولة التقارب مع كافة جماعات وأفراد القوات المسلحة (خاصة في أسرى الحرب)، للدولة المستهدفة، بما يحقق إمكانية تحييد هؤلاء الأفراد (الأهداف)، وفتح قنوات اتصال معها، وضمان استمرارهم في استقبال الحملات النفسية، ومن ثم، تعديل سلوكهم وتغييره، بما يحقق هدف المخطط.

(6) أسلوب التشكيك وعدم الثقة

ويهدف هذا الأسلوب، إلى بث الشك وعدم ثقة الأفراد والجماعات داخل الدولة الهدف، في قدرة القيادة السياسية والعسكرية وكفاءتهما، في تحقيق الأهداف والغايات القومية للدولة. كذلك بث عدم الثقة بين الضباط والجنود، في أسلحتهم ومعداتهم العسكرية، قبل، وأثناء، وبعد، الصراع المسلح. وهنا يبرز دور كل من الشائعات والسخرية والفكاهة والنكتة والرسوم الكاريكاتورية، كوسائل رئيسية في تنفيذ هذا الأسلوب.

(7) أسلوب التهكم ـ الاستهزاء ـ السخرية

ويهدف إلى النيل من بعض الفئات، أو الشخصيات، (سياسية ـ عسكرية ـ اقتصادية)، لتحطيم كبريائها وتحقيرها وتجريحها. وهنا يجب الإشارة إلى أهمية وصعوبة انتقاء الكلمات والألفاظ المناسبة، من الناحية الأدبية والأخلاقية، حتى لا يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية. ويُعَدّ ما ورد في القرآن الكريم من أمثلة، دليل إلهي للمخطط العربي في هذا المجال.

(8) عمليات غسيل المخ (الإقناع الإجباري أو قتل العقل)

هي أي محاولة تستخدم لتوجيه الفكر الإنساني، أو العمل ضد رغبة الفرد الحر، أي ضد إرادة الفرد وعقلـه. كما يطلق عليها "عمليات الإقناع الإجباري"، بهدف تحطيم الشخصية الفردية، وعادة ما يستخدم هذا الأسلوب ضد أسرى الحرب. وتتم عملية غسيل المخ من خلال مرحلتين أساسيتين هما:

(أ) مرحلة العزل

وتتم بعزل الهدف عن باقي الأفراد، وصور الحياة العامة (العالم الخارجي)، وإجراء عمليات الضغط الجسماني ـ التهديد ـ وأعمال التعذيب والإذلال النفسي، مع استغلال مؤثرات الجوع والعطش والآلام والعقاقير المخدرة، التي تضعف قدرة الفرد على التحكم في إرادته، وهو ما يعني (محو أي أفكار مكتسبة)، بما يفقد الفرد الثقة في النفس، وإيمانه بعقائده، وبما يجعله أكثر استعداداً لتنفيذ أي توجيهات تتطلب منه، أن يسلك سلوكاً معيناً.

(ب) مرحلة الغرس/ التحول

ويتم من خلالها، تلقين وغرس الأفكار والعقائد الجديدة المطلوب توصيلها من المخطط إلى الهدف، مع حمل الهدف وتشجيعه على تعلم معايير سلوكية جديدة، وهو ما يعرف بـ "الإقناع بالواقع المزيف"، وعادة ما يستخدم هذا الأسلوب مع أسرى الحرب ـ العملاء والمساجين والمعتقلين.

2. أساليب الحملات النفسية المضادة

تقوم أجهزة العمليات النفسية، على كافة مستوياتها، (قوميه ـ إستراتيجية)، في الدولة، بدراسة الحملات النفسية المعادية وتحليلاها، لتحديد أهدافها ونتائجها، ومدى تأثيرها على الأفراد والجماعات. ثم تدرس  على ضوء تخطيط وشن الحملات النفسية المضادة، متبعة في ذلك أحد الأساليب التالية:

أ. أسلوب التكييف

    ويُعَدّ من أقوى الأساليب المضادة، تأثيراً، وأصعبها، تخطيطاً وتنفيذاً. إذ تتطلب وقتاً طويلاً، وإمكانيات كبيرة، لاعتمادها، أساساً، على نشر التعليم والثقافة، والتعريف بأساليب الحملات النفسية المعادية بين جميع أفراد المجتمع، على كافة مستوياته، العلمية والثقافية، من خلال المراحل الأولى للتعليم.

ب. أسلوب السبق أو الإحباط

    ويعني قيام الأجهزة المعنية، بالإعلان والتحليل المسبق، لأحد الموضوعات التي قد تستغلها الأجهزة المعادية أو المعارضة، كموضوع لحملاتها النفسية المعادية، مثل الإعلان والتحليل المسبق عن تدريب مشترك للقوات المسلحة مع أحد الدول الأجنبية أو عقد معاهدات/ إعطاء تسهيلات عسكرية، لأحد الدول.

ج. التفنيد المباشر

وتقوم فيه الأجهزة المعنية، بالدراسة والتحليل والرد المباشر، على الحملات المعادية، ومراعاة أن يكون هذا الأسلوب كاملاً ومؤثراً وموقوتاً، حتى لا يؤدي إلى نتائج عكسية.

د. التفنيد الغير مباشر

هو عرض لموضوعات مناسبة، بهدف تفنيد الحملات المعادية وتكذيبها، بطريقه التخمين والتلميح، لإظهار وجه الحقيقة بطريقه غير مباشرة.

هـ. الأسلوب التحويلي

ويعني جذب انتباه الهدف المخاطب، لتحويله إلى موضوعات فرعية بعيداً عن الموضوع الأصلي للحملة النفسية المعادية، وذلك باستخدام موضوعات جديده، أو التركيز على موضوعات أخرى ثبت تأثيرها وأهميتها للهدف المخاطب.

و. التقليل من أهمية الموضوع

ويستخدم هذا الأسلوب في حالة عدم إمكانية المخطط استخدام أي من الأساليب السابقة، بنجاح، إذ يعمد إلى التصغير من شأن الموضوع، أو تهميشه، متبعاً أحد الأساليب التالية:

 (1) الاقتصار على أبرز نواحي الضعف في الموضوع المعادي في صالح المخطط.

(2) التلميح بعدم إمكانية إذاعة الموضوع، بالكامل، في الوقت الراهن، لظروف خاصة (كشف نوايا ـ التأثير على سير تحقيق ... إلخ).

(3) الاكتفاء بإشارة عابرة أو مختصرة عن الموضوع، لمجرد الاحتفاظ بالثقة في عملية التبليغ، ثم إقفال الموضوع، نهائياً.

ز. أسلوب الصمت

ليس من المفضل أن تتولى الحملات النفسية المضادّة الرد على كل ادعاءات الحملات المعادية ذات الموضوعات التافهة، أو التي لم تحقق نجاحاً كبيراً، أو يكون الهدف منها النشر فقط. لذا، فإن هذه الموضوعات تواجه بالصمت والتجاهل، حتى يطويها النسيان، ويفوت على الحملة المعادية الهدف منها.

ح. أسلوب فرض القيود

وهو أصعب الأساليب المضادّة، فضلاً عن تأثيره العكسي على الهدف المخاطب، إذ تلجأ أجهزة الدولة إلى التشويش على وسائل العمليات النفسية (الإذاعات)، وحظر تداولها واستخدامها، وعادة ما تلجأ إليها الأجهزة في المناطق المحتلة.



[1] عمليات التدريب على الإبرار البحري بقوات كبيرة / تمهيد نيراني بحري مع عدم تنفيذ أي عمليات إبرار بحري طوال مدة العملية بينما كان اتجاه الضربات الرئيسية للقوات البرية من اتجاه الجنوب الغربي.

[2] توسع الجانب العراقي في استخدام أسلوب التقليد لخداع وسائل وعناصر الاستطلاع للقوات المشتركة وقد ظهرت نماذج من الأسلحة والمعدات المصنعة من مواد مطاطية مدهونة بطلاء معدني يصعب على وسائل استطلاع المتطورة اكتشاف كونها هيكلية.

[3] عادة ما يكون الهدف المخاطب المطلوب إقناعه بالتظاهر هو أجهزة المخابرات ومصادر جمع المعلومات.

[4] عملية ميجور وليم مارتن (الرجل الذي لم يكن) واستمرت خلال الفترة من 1942 ـ يول 1943.