إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / العمليات النفسية (الحرب النفسية)





مخطط تنظيم فريق العمليات
مقترح لتنظيم مركز عمليات نفسية
مقترح لشبكة مراكز العمليات النفسية
التخطيط للعمليات النفسية
التعامل النفسي المعاصر
التعامل النفسي الصهيوني
الحرب النفسية في العمليات العسكرية
تنظيم إدارة التخطيط للعمليات النفسية
تنظيم سرية عمليات نفسية
تنظيم كتيبة عمليات نفسية
تطور الدعاية الصهيونية
سلم ماسلو للحاجات
منشور طريقة الانضمام
بطاقة مرور أمن
بطاقة دعوة
شعار القوات المشتركة
كاريكاتير نفسي 1
كاريكاتير نفسي 2
قصف الفرقة 16 مشاة

مناطق الإسقاط بالبالون
مناطق الإسقاط بالطائرة س 130
مواقع القوات العراقية



القسم الثاني

المبحث السابع

العمليات النفسية لدول التحالف الدولي والدروس المستفادة

أولاً: العمليات النفسية لدول التحالف الدولي

استثمرت الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، عدم نجاح الدول العربية في احتواء الأردن، وتشدد العراق بعد الغزو وإعلانه ضم الكويت، في تشكيل القوات المتحالفة، بهدف تحرير الكويت وإعادة الحكومة الشرعية لها. وفي الوقت نفسه لضمان تأمين مصالحها الحيوية في المنطقة،والعمل على تدمير القوة العسكرية العراقية التي تهدد هذه المصالح، وتخل توازن القوى بالمنطقة.

لقد برز توظيف آلية العمليات النفسية للقوات المتحالفة ودولها، في الفترة من أغسطس 1990 إلى ما قبل بدء العمليات العسكرية في السابع عشر من يناير 1991، بهدف تأليب الرأي العام العالمي ضد النظام العراقي، وتقديم مبررات العمل العسكري اللاحق.

1. التهيئة النفسية للغرب عموماً للأزمة

نظراً لما تمثله منطقة الخليج من أهمية حيوية للولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية عموماً كأحد أهم مصادر إنتاج الطاقة إضافة إلى الأهمية الإستراتيجية والجيوبولوتيكية للمنطقة، بدأت مرحلة بناء الأزمة من وجهة نظر الغرب عموماً بعد القبض على صحفي بريطاني (من أصل إيراني) بوساطة السلطات العراقية بتهمة التجسس وإعدامه رغم محاولات المملكة المتحدة وبعض الدول الغربية إعادة محاكمته وإطلاق سراحه.

تلا ذلك حملات إعلامية ودعائية مكثفة ضد النظام العراقي بغرض إحداث الأثر النفسي المطلوب في الرأي العام، الإقليمي والدولي، للآتي:

أ. تعظيم القدرات العسكرية العراقية.

ب. إظهار النظام العراقي بمظهر صاحب السلوك العدواني.

ج. كشف حقيقة التوجهات العراقية في تحقيق زعامة إقليمية.

د. توصيل القيادة العراقية إلى مرحلة معينة من مرحلة الهوس توقعاً لردود أفعال محسوبة ومتوقعة نتيجة للدراسات النفسية الأساسية لطبيعة هذه الشخصية.

2. الحملات النفسية للقوات المتحالفة اعتباراً من2/8 وحتى إيقاف العمليات العسكرية في 27/2

كان للتدابير النفسية التي اُستخدمت ضد العراق أكبر الأثر في ترسيخ أهم مفاهيم العمل النفسي خاصة لدى القيادة العراقية نفسها، وذلك عن طريق زرع هذه المفاهيم في عقول متخذي القرار العراقي من حيث تعظيم القدرات العسكرية العراقية على المستويين الدولي والإقليمي بحيث تكون التركيبة النفسية لمجتمعات الخليج عموماً مهيئة لتقبل مشروعية القضاء على هذه القدرات، في المقابل نجد أن هذه التدابير أوصلت القيادة العراقية إلى الاعتقاد الراسخ بقدرتها المبالغ فيها عن قصد ـ وتوصيل هذه القيادة إلى إحدى مراحل جنون العظمة ـ الهوس الديكتاتوري ـ وأيضا لتهيئة المجتمع الدولي نفسه إضافة إلى أعمال الخداع الإستراتيجي والتعبوي التي تمت في إطار التأثير على العامل النفسي.

أ. مرحلة الإعداد

(1) أُعيد تنظيم فريق العمليات النفسية للمملكة العربية السعودية وتشكيله، وبُدء العمل مباشرة اعتباراً من 1/10/1990. (اُنظر شكل مخطط تنظيم فريق العمليات)

(2) تمت أعمال التنسيق مع الأفرع المعنية بالقوات المتحالفة، ووُقف على إمكانيات العمليات النفسية، ووسائلها المتاحة. (اُنظر شكل شعار القوات المشتركة)

(3) أُُعدت مقترحات لشن حملات نفسية مخططة تشمل الآتي:

(أ) حملات نفسية تُشن ضد القوات العراقية.

(ب) حملات مضادة للحملات العراقية.

(ج) حملات نفسية لقهر الدوافع النفسية لدى القوات المتحالفة.

(د) حملات نفسية تعزيزية لدعم دولها لكويت قبل وبعد التحرير.

(4) وساهم هذا التخطيط في نجاح العمل النفسي حتى وقف الأعمال العسكرية في 27/2/1991 وذلك للأسباب الآتية:

(أ) وجود الدراسات النفسية الأساسية للدول المعنية خاصة العراق مما ساهم بقدر كبير في اختيار انسب الأساليب للتعامل مع الفرد العراقي كما ساهم في اختيار انسب طرق الاقتراب للتعامل النفسي مع الشخصية العراقية.

(ب) تشكيل فريق عمليات نفسية موحد ضم جميع عناصر العمل النفسي من المتخصصين في علم النفس العسكري والعلوم السياسية والاجتماعية والإعلام إضافة إلى عناصر العمليات النفسية الأمريكية المخصصة لدعم العملية.

(ج) حرية الحركة في اتخاذ القرار خاصة فيما يتعلق بالعمل النفسي مادام في إطار الخطة العامة والقيود المقررة.

(د) توفر قدر هائل من الإمكانيات المتاحة والميُسرة دون تعقيدات اعتمدت في مجملها على إمكانيات موجودة، أصلاً، في المملكة العربية السعودية، إضافة إلى إمكانيات متاحة خارج المملكة وإمكانيات الجانب الأمريكي المخصصة لمساندة العملية من مطابع ومحطات إذاعة تكتيكية.

(هـ) الاعتماد على مصادر معلومات من الاستخبارات الإستراتيجية والقومية مباشرة مما أدى إلى السهولة والسرعة في تداول المعلومات وتحليلها وبالتالي تطوير الدعاية.

(و) ساهم الاعتماد على مصدر للمعلومات العلنية يتبع فريق العمليات النفسية بقدر كبير في سرعة وصول المعلومة وتحليلها واستخدامها لمصلحة تطوير الحملة من المنظور السيكولوجي.

(ز) الاعتماد على شبكة مواصلات ممتازة مما ساهم في توصيل المعلومات الفورية من المسرح إلى عنصر التخطيط وأيضا ساهم في زيادة التغطية الإعلامية لكلا الإذاعتين الإستراتيجية والتكتيكية.

(ح) المتابعة المستمرة لإجراءات الحملة ومؤشرات التأثير من الداخل بوساطة عناصر المقاومة والخدمة السرية مما ساهم في عملية تطوير الدعاية ومتابعة الحملات النفسية التي يشنها الجانب العراقي.

(5) تطوير الحملة الدعائية لقوات دول التحالف الدولي من خلال الآتي:

(أ) إعداد دراسة مبدئية للخطوط العريضة لمتطلبات التخطيط للحملة النفسية وتم تقديمها في 8/10/1990 للتصديق عليها من قائد القوات المتحالفة ومسرح العمليات.

(ب) إعداد عرض لحملة نفسية لتشجيع القوات العراقية على الانضمام للمملكة.

(ج) دراسة نتائج استجواب المنضمين العراقيين وتحليلها.

(د) إعداد دليل متكامل عن الاستجواب يتضمن طرق أساليب الاستجواب إضافة إلى كافة الأسئلة التي تهم الاستخبارات والعمليات النفسية.

(هـ) إعداد أربع دراسات تحليلية عن ابرز اتجاهات الحملات النفسية العراقية، شملت تحديد أهداف وأساليب تحقيقها وأنسب الأساليب للتعامل مع هذه الأهداف والتوصيات اللازمة، وإصدار ثلاث نشرات لتحليل اتجاهات الصحف العراقية.

(و) إصدار مائة نشرة أنباء خاصة لتطورات الموقف بالخليج وعملية عاصفة الصحراء اشتملت على تحليل لأهم الأنباء (السياسية/ الاقتصادية/ العسكرية/ الاجتماعية) وكذلك أهم التوصيات لكل منها.

(ز) إصدار ثلاثون تقرير نفسي عن أزمة الخليج، اشتملت على تحديد الموقف المعنوي والحالة النفسية للقوات العراقية والموقف الاقتصادي والسياسي للدول المعنية والإرهاب الدولي وعلاقته بالعمل النفسي والتوصيات اللازمة لذلك.

(ح) إصدار تقريرين عن الاستنتاجات النفسية لاستجواب الأسرى واللاجئين يضمان تحليل للدوافع والأهداف النفسية ونقاط الضعف التي يجب استغلالها عند توجيه الحملات النفسية ضد الشعب والقوات المسلحة العراقيَيْن.

(ط) إصدار عشرين وثيقة تحليل لإذاعتي مكة المكرمة والمدينة المنورة الموجهتين ضد نظام الحكم في المملكة العربية السعودية والقوات المتحالفة اشتملت على الأهداف النفسية ونقاط التعرض، التي يجب استغلالها عند توجيه الحملات النفسية ضد الشعب والقوات المسلحة العراقية

(ي) تصميم كتيبان دعاية للقوات المتحالفة (شقيقة/ صديقة).

(ك) إعداد عرض لتنظيم مراكز الاستجواب ومعسكرات الأسرى ومهامها إضافة إلى برامج التأهيل للمنضمين وأسرى الحرب.

(ل) إصدار أربع نشرات اشتملت على أهم التوصيات والمقترحات للقادة والمسؤولين وقد نُفِذ ما جاء بهذه المقترحات، وقد اختصت بالآتي:

·      ببدء عملية عاصفة الصحراء.

·      الإرهاب البيئي.

·      العمليات الإرهابية العراقية.

·   عن عملية الخداع التي استخدامها الجانب العراقي أثناء العملية.

(م) الإعداد والتحضير لبدء تنفيذ خطة العمليات النفسية، تمهيداً لشن الحملة النفسية المخططة اعتباراً من 28/11/1990وتشكيل فريق العمليات النفسية المشترك.

ب. مرحلة الإعداد والتحضير

بعد اكتمال تشكيل فريق العمليات النفسية المشترك، تم الاستعانة بعناصر مؤهلة في الدراسات الاجتماعية وعلم النفس والإعلام، وكلها من الاستخبارات العامة السعودية، مع الاستعانة ببعض التخصصات المطلوبة مثل رسامي الكاريكاتير ومخرجي ومعدي البرامج الإذاعية.

(1) إنشاء محطة إذاعة تكتيكية بمنطقه مطار القيصومة اعتبارا من 19/12/90 أطلق عليها صوت الخليج

(2) كما اُجريت في 20/12/1990، تجارب البث التجريبي لإذاعة صوت العراق الحر من جدة.

(3) تصميم أكثر من أربعين منشور باستخدام إمكانيات مطابع للقوات السعودية وقوات الدفاع الجوى وإمكانيات مطابع الاستخبارات العامة السعودية بالرياض وجدة وفرانكفورت بألمانيا الغربية.

(4) أُجريت تجارب إلقاء المنشورات من القنابل إم 129 من الطائرات أف16 وكذا طائرات الهيل وإجراء تجارب أخرى على دانات المدفعية 155مم المحملة بالمنشورات.

(5) إعداد الخطة العامة للحملات النفسية المعادية وعرضها على كل من قائد القوات المتحالفة ومسرح العمليات، وقائد القيادة المركزية، والتصديق عليها، وكانت تشمل على الآتي:

(أ) التركيز في شن الحملة النفسية باستخدام كافة الوسائـل (المرئية ـ المسموعة ـ المرئية المسموعة) ضد القوات العراقية في مسرح العمليات وكذا على الشعب العراقي بهدف:

·      كسب ود الأهداف المخاطبة في مرحلة الاقتراب الأولى.

·      التهيئة النفسية للأهداف المخاطبة لتلقي أفكارنا.

·      تجهيز الأهداف المخاطبة بالمسرح على أن يكونوا مستعدين دائما لتلقي الأفكار المخططة من جميع الوسائط الإعلامية المستخدمة.

(ب) روعي أن يكون الاقتراب من الشخصية العراقية كأهداف مخاطبة اقترابا محسوبا باستخدام أساليب الصداقة والود في مراحل الاقتراب الأولى.

(ج) التدرج في استخدام الأساليب مروراً بأساليب الصداقة/ الحب والتلويح بالقدرات العسكرية ـ التخويف ـ إثارة الحنين ـ وصولا إلى مرحلة تدمير الذات للفرد العراقي.

(د) التوسع في استخدام المواد المطبوعة الموضحة بالرسوم الكاريكاتورية للتغلب على إمكانية وصول المفاهيم للأهداف المخاطبة. (اُنظر شكل كاريكاتير نفسي 1) و(شكل كاريكاتير نفسي 2)

(هـ) استخدام اللهجات العراقية الدارجة في كتابة المنشورات وكذا في إدارة الأحاديث من خلال الإذاعات.

(و) استخدام أسلوب غير نمطي ولأول مرة في نشر المواد المطبوعة على القوات العراقية بالمسرح الكويتي ودون الحاجة إلى إحداث اختراقات جوية من جانب القوات المتحالفة قد تخل بموضوعات الأمن والسرية المفروضة على العملية.

(ز) الاعتماد على عناصر من المعارضة العراقية خارج العراق وذات شخصيات قيادية معروفة لدى عامة الشعب في إدارة العمل الموجه من خلال الإذاعة.

(ح) أن يتم بدء الحملة اللازمة قبل العملية الجوية بوقت كافٍ وذلك لإتاحة الفرصة للعمل النفسي كي يحدث الأثر المطلوب لتهيئة القوات العراقية نفسياً مع بدء شن العمل الجوى.

(ط) التخطيط لزيادة مدى التغطية الإعلامية لوسائل البث المرئي والمسموع من خلال عمليات إعادة الإذاعة بواسطة طائرات س130 مجهزة لأعمال المسح و الاستطلاع الإلكتروني وأعمال الإعاقة.

(ي) التخطيط للمناورة بأماكن وترددات محطات الإذاعة الإستراتيجية والتكتيكية للتغلب على إمكانيات الإعاقة والتشويش العراقية وذلك على أن يتم البث للمحطة الإستراتيجية من الرياض ـ جدة ـ القاهرة ـ الإمارات ـ البحرين ـ مع المناورة بالترددات العاملة + 20ميجا سيكل.

(ك) وعلى الرغم من التخطيط لانتقالات محطة الإذاعة التكتيكية لزيادة المدى إلا أنه قد تم التغلب على هذه المشكلة ببعض الإجراءات الفنية من الجانب السعودي.

(ل) خُطط لاستخدام شبكات الإذاعة اللاسلكية في بث وسائل عمل نفسي موجه ضد القادة في مسرح العمليات الكويتي.

(م) الاستمرار في تعديل وتطوير مخطط قهر الدوافع النفسية للقوات المتحالفة من خلال برامج الشؤون العامة الخاصة بذلك

(ن) استمرار التنسيق مع جميع الأجهزة المسؤولة بالدولة والمشاركة بجهود في تنفيذ الخطة (فريق العمليات النفسية المشتركة ـ وزارة البترول ـ وزارة المواصلات ـ وزارة الإعلام ـ وزارة الخارجية ـ وزارة الداخلية ..إلخ) خلال جميع مراحل التخطيط للحملات النفسية.

ج. مرحلة التنفيذ

بدأت مرحلة التنفيذ لخطة العمليات النفسية بعد التصديق عليها وتحديد يوم 26/12/1990 لبدء تنفيذ الخطة، و اكتمال العدد المطلوب من البالونات المختلفة، وتدبير الاحتياطي اللازم من غاز الهليوم اللازم للبالونات، وذلك بالتنسيق مع وزارة البترول .وتم خلال هذه المرحلة الآتي:

(1) إطلاق أول بالون سعت 1000 يوم 30/12/1990محمل بعدد (54) ألف منشور على أهداف بالنسق الأول التعبوي للقوات العراقية مخطط توزيع المنشورات. (اُنظر خريطة مناطق الإسقاط بالبالون)

(2) أطلق11 بالوناً مختلفة الأحجام والأنواع حتى 8/1/1991 .

(3) اختلفت أنواع المنشورات خلال هذه المدة من منشورات التقارب / الصداقة إلى الأسلوب العاطفي / الإيحاء وصولا إلى مرحلة التحريض وطبقاً لما هو موضح بالأشكال المرفقة.

(4) بدءاً من 12/1/1991، أطلقت طائرات من داخل الحدود السعودية وعلى طول حدودها مع الكويت عبوات المنشورات، مع الوضع في الحسبان سرعة الريح واتجاهه أثناء الإطلاق، بحيث أمكن تغطية معظم قوات النسق الأول العملياتي للقوات العراقية في توقيت واحد، بكميات كبيرة وصلت إلى مليوني ونصف مليون من المنشورات في المرة الواحدة. نتيجة لذلك، أمكن إحداث أثر نفسي كبير في آنٍ واحد لقطاع عريض من القوات المدافعة، ومن دون حدوث أي اختراقات جوية للمجال الجوي الكويتي. كما تم توزيع خمسة وعشرين مليوناً من المنشورات في كل أنحاء المسرح الكويتي والعمق العراقي حتى 27 /2/ 1991.

(5) في إطار أعمال الخداع التعبوي /الإستراتيجي تم تغطيه المناطق المتوقعة من جانب العراق لأعمال الإبرار البحري والإنزال البرمائي بالمواد المطبوعة (تحريض ـ تخويف) وسبق ذلك الإعلان عن أعمال تدريب القوات الأمريكية التي كان من المتوقع إبرارها على الساحل الكويتي.

(6) تدرجت الأساليب النفسية المستخدمة من استخدام أسلوب إثارة الحنين والعاطفة وصولاً إلى مرحلة تدمير الذات للفرد العراقي (التخويف ـ القلق ـ زرع الشك) وذلك تمهيدا لشن العملية الجوية بحيث يكون الفرد العراقي مهيئاً نفسياً لإعطاء رد الفعل المحسوب والمخطط لها.

(7) قبل بدء تنفيذ العملية الجوية تم الانتهاء من توزيع بطاقات الدعوة وتأكد وصولها لجميع أنحاء المسرح الكويتي (اُنظر شكل بطاقة الدعوة).

(8) مع بداية العملية الجوية تم تنفيذ أساليب جديدة لتوزيع المواد المطبوعة في تزامن مع أعمال القصف الجوى مع عمل الإذاعات الموجهة.

(9) اعتبارا من صباح 7/2/1991 اُستخدم أسلوب جديد لأعمال القصف الجوى بغرض إحداث أثر نفسي كبير على القوات العراقية المدافعة، وذلك بقصف الفرقة السادسة عشر والفرقة السادسة والثلاثين بعد تهديدها بالمنشورات (اُنظر خريطة مواقع القوات العراقية بضرورة إخلاء الموقع والتوجه جنوباً ثم قصفها بقنابل غازية زنة 15.000 رطل (سبعة أطنان تقريباً) بمعدل قنبلة واحدة لكل فرقة وبدء هذا الأسلوب بالتدرج من أوزان 2000 رطل وحتى 15.000 رطل. (اُنظر شكل قصف الفرقة 16 مشاة)

(10) خُصصت ثمان طلعات مقاتلات قاذفة لنشر مواد العمل النفسي على جميع الأهداف بالمسرح وعمق العراق، شملت بالنسق الأول التعبوي (عناصر فرق الحرس الجمهوري) حمورابي ـ توكلنا ـ المدينة ـ عدنان ـ والأهداف جنوب بغداد والموصول ـ الشاطرة ـ الرمثية ـ سوق الشيخ ـ السمارة ـ الناصرية.

(11) تخصيص سبعة عشر طلعة قاذفة إستراتيجية ب 52، لإسقاط المواد المطبوعة على فرق الحرس الجمهوري، توكلنا ـ المدينة ـ عدنان ـ حمورابي.

(12) كما خُصصت سبعة عشر طلعة بطائرات س 130 لأعمال الاستطلاع والحرب الإلكترونية لمصلحة العمل النفسي. (اُنظر خريطة مناطق الإسقاط بالطائرة س 130)

(13) أما في مجال الإذاعات فقد بُثت ستة عشر ساعة يومياً لإذاعة صوت العراق الحر من جدة و الرياض والقاهرة والبحرين، مع المناورة بالترددات وتوقيتات البث و كذلك تم البث الإذاعي لصوت الخليج التكتيكية لمدة أربع ساعات يومياً مع زيادة مدى التغطية لهذه الإذاعة الموجهة (تكتيكية ـ إستراتيجية).

(14) زادت حدَّة التغطية الإعلامية للإذاعة الإستراتيجية (صوت العراق الحر) بعدة وسائل، وذلك عن طريق البث من أكثر من موقع و أكثر من وسيلة (الرياض ـ جده ـ طائره C 130).

(15) استخدام شبكات الإعاقة اللاسلكية في بث العمل النفسي الموجه للقيادة العراقية على المستوى التكتيكي بغرض الدعوة للانضمام للقوات المتحالفة وكذلك استخدام أسلوب مبتكر ولأول مرة في جذب القيادة والوحدات العسكرية للتخاطب وإدارة حديث معهم عبر أجهزة اللاسلكي ودعوتهم للانضمام وترك مواقعهم باستخدام طائره كوماند سولو C130 مجهزة للأعمال الخاصة.

(16) وفي مجال العمل النفسي التعزيزي وُضعت خطة متكاملة لمرحلة التعزيز (كمرحلة ما بعد التحرير بالاشتراك مع الأجهزة الأخرى المتعاونة في دولة الكويت ولكن ولم تُنفذ الخطة الموضوع للأسباب الآتية:

(أ) يأتي هذا الدور ضمن اختصاصات الشؤون المدنية الأمريكية وبالتالي فهو ليس اختصاص العمليات النفسية.

(ب) قيام القوات المتحالفة بتسليم دولة الكويت إلى الحكومة الشرعية واضطلاع هذه الحكومة بمهامها.

ثانياً: نتائج العمليات النفسية والدروس المستفادة

لقد كان الهدف من العمليات العسكرية التي شنتها القوات المتحالفة، هو فرض الشرعية الدولية على العراق وإجبار قواته على الانسحاب من المسرح الكويتي وإعادة الشرعية إليها وبمعنى آخر هو تحقيق النصر على التجمعات العراقية التي تحتل الكويت وفي حقيقة الأمر، فإن النصر أو الهزيمة هما حالة عقلية لعملية سيكولوجية يتم من خلالها التأثير في عقلية الفرد المقاتل.

وكان للعامل النفسي الأثر الكبير أثناء إدارة الصراع، إضافة إلى أعمال قتال القوات، خاصة الجوية، التي استمرت أكثر من سبعة وثلاثين يوما من القصف الجوى المستمر والمتلاحق، الذي ساعد بشكل فعال في التهيئة النفسية للقوات العراقية في كل أنحاء المسرح الكويتي حتى عمق العراق، من البصرة جنوباً حتى زاخو شمالاً.

ولو دققنا في عملية استسلام أفراد القوات العراقية أو حتى انضمامهم إلى القوات المتحالفة لوجدنا أنهما نتاج حالة عقلية واتجاه نفسي سيطر عليهم، ومن خلالهما دُفعوا إلى عدم مواصلة القتال. وكان ذلك نتيجة لعدة عوامل وضغوط نفسية، استثمرها المخطط بنجاح، مما أدى إلى فرض حالة من السيطرة النفسية، بتبني تدابير نفسية حرمت هؤلاء المقاتلين من إصرارهم على القتال، وقضت على آمالهم في تحقيق النصر. ويؤكد ذلك استجوابات الفارين العراقيين، الذين عبروا الخطوط قبل بدء العملية الجوية وكذلك أعداد الأسرى، التي وصلت إلى عشرات الألوف من الذين أنهكتهم تلك التدابير النفسية في ظل الأعمال القتالية. (اُنظر شكل منشور طريقة الانضمام)

1. أهم الدروس المستفادة من العمليات النفسية في أزمة الخليج الثانية

أثبتت العمليات النفسية، التي شنتها القوات المتحالفة الدولي، منذ بداية أزمة الخليج الثانية حتى نهايتها أهمية تلك العمليات المصاحبة لعمليات القتال في هزيمة إرادة الخصم وكانت أبرز الدروس المستفادة في كل مراحل العملية ما يلي:

أ. مرحلة الإعداد

(1) تشكيل فريق عمل نفسي مشترك من (السعودية ـ مصر ـ الولايات المتحدة الأمريكية ـ إنجلترا ـ فرنسا .. إلخ) ضم جميع الجهات المسؤولة عن العمل النفسي و كذلك الكوادر الأكاديمية والمتخصصة والفنية أدى إلى السهولة واليسر في اختيار أفضل الطرق والوسائل لمصلحة عملية الإعداد والتخطيط.

(2) تنسيق العمل النفسي مع الأفرع والأركان المتخصصة في قيادة قوات المسرح بهدف تكامل إجراءات التخطيط والتنفيذ للحملات النفسية ضد القوات العراقية لخفض روحها المعنوية ولمساندة القوات المتحالفة ورفع روحها المعنوية وبالتالي رفع كفائتها القتالية، على أن تتضمن الآتي:

(أ) حملات نفسية ضد القوات العراقية.

(ب) حملات نفسية مضادة.

(ج) حملات نفسية لقهر الدوافع النفسية لقواتنا.

(د) حملات نفسية تعزيزية لمساندة دولة الكويت قبل وبعد التحرير.

(3) الاعتماد على مصادر معلومات ذات إمكانيات هائلة ومتنوعة تغطى المسرح وعمق الدولة الهدف وجميع الدول المعنية.

(4) أدى وجود قسم للمصادر العلنية يتبع فريق العمليات النفسية إلى السرعة في توفير المعلومات وتكثيفها مما سهل سرعة الرد في معظم الأحيان، على الحملات الدعائية المعادية بحملات مضادة من جانبنا.

(5) أدى الاعتماد على شبكة مواصلات متطورة بين الفريق والمندوبين والعملاء من داخل المسرح أدى إلى بناء الخطط طبقاً للواقع وبناءً على مؤشرات التأثير الحقيقي.

(6) ساهم الاعتماد على عناصر مؤهلة ومتخصصة في جميع التخصصات المطلوبة في العلم العسكري والعلوم السياسية والاجتماعية والإعلامية بقدرٍ كبيرٍ في عملية تطوير الدعاية ونجاحها.

(7) ساهم الاعتماد على عناصر من الاستخبارات في الدول محل الاهتمام وممن عملوا كضباط معلومات بالعراق لمدد طويلة تقرب من خمس سنوات بقدرٍ كبيرٍ في تحديد ومعرفة أنسب أساليب التأثير وأفضل الطرق للاقتراب من الشخصية العراقية مما حقق عمق التأثير المطلوب.

(8) القصور الواضح في عدم وجود دراسات أساسية نفسية عن الدولة الهدف يقوم عليها التخطيط الشامل للعمليات النفسية.

ب. مرحلة التخطيط

(1) الإلمام التام بإمكانيات ووسائل العمليات النفسية المتوفرة المتاحة.

(2) الاعتماد على كوادر مؤهلة تخصصياً في مجالات العمليات النفسية المختلفة (دعاية - إعلام ـ تاريخ .. إلخ) حتى ولو بنظام التعبئة عند إدارة مثل هذه الحملات على أي من الاتجاهات الإستراتيجية المختلفة.

(3) الإعداد والتأهيل الجيد لضباط العمليات النفسية بالعمل كملحقين عسكريين أو ضباط معلومات في الدول محل الاهتمام وعلى اتجاهات التهديد المحتملة .

(4) يُعد الاعتماد على وسائل نشر وتوزيع بطاقات العضوية من صلب تنظيم عناصر العمليات النفسية القائمة على التخطيط والإدارة للحملة.

(5) الاعتماد على مصادر معلومات متطورة ودقيقة من وجهة نظر العمل النفسي الموجه مع التنسيق والتعاون المستمريْن بين أجهزة جمع المعلومات وتحليلها وتقديرها على المستويين القومي والإستراتيجي.

(6) التنسيق المستمر مع أجهزة العمل النفسي الصديقة، خاصة فيما يتعلق بنشر مواد الدعاية،لإمكانية استخدام تلك الإمكانيات في أعمال المناورة لتشتيت جهود العدو.

ج. مرحلة التنفيذ

(1) المتابعة المستمرة لإجراءات تنفيذ الحملة ومدى تأثيرها من الداخل وبكافة الوسائل.

(2) التنسيق المستمر طوال مرحلة إدارة الحملة مع جميع الأجهزة الأخرى المتعاونة والعاملة في مجال العمل النفسي.

(3) استخدام كافة أساليب العمل النفسي واستنباط أساليب غير نمطية في عمليات مواد وموضوعات ورسائل الحملات النفسية ونشرها.

(4) الإلمام التام بخصائص وإمكانيات العمليات النفسية للجانب المعادي مواجهتها.

(5) المناورة بالوسائل للتغلب على إمكانيات العدو في مجال العمليات النفسية (ترددات إذاعية ـ مواد مطبوعة ـ أماكن بث إذاعات).

(6) ساعد وجود نخبة من المتخصصين الأكفاء في مجالات علم النفس والاجتماع والعلوم السياسية والإعلامية والدعاية، ضمن فريق العمل النفسي المشترك في المتابعة على تطوير الدعاية بما يتلاءم مع مطالب العملية.

(7) استخدام المواد المطبوعة والمسموعة في تزامن مع أعمال قتال القوات، خاصة العمليات الجوية.